الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أبوسعید بن أبي الخیر /

فهرس الموضوعات

أبوسعید بن أبي الخیر

أبوسعید بن أبي الخیر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/29 ۲۰:۴۰:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

وللعشق والوجد و السماع بطریقة أبي سعید ورؤیته الصوفیة مکانة خاصة في تراث المشایخ المعاصرین له. والعشق عنده هو شبکة من شباک الحق؛ الشبکة التي ینفصل فیها العبد عن کل مالدیه ویلتحق بالحق (محمد بن المنور، 1/310؛ قا: ژنده پیل، 210؛ أدهم، 69-70). وفي عالم العشق الصوفي کان یقف في الموقع المقابل للصوفیة المتشرعین مثل شهاب الدین السهروردي (تـ 632هـ/1235م) (ظ: شمس، 1/337). ویکنّ وداً خاصاً للصوفیة أهل الوجد. ویعتبر منصور الحلاج عاشقاً لیس له مثیل في الشرق والغرب (محمد بن المنور، 1/72). ورأي شیخ میهنة في العشق یدعم نظریة وحدة الشهود، بحیث کان یعبر عن حب الله للعبد بأنه في حقیقته حب الله لنفسه. وقد کرر هذه النظریة في تفسیر الآیة الکریمة «یحبهم و یحبونه» (المائدة / 5/54) بعبارة «... یحبهم فإنه لایحب إلا نفسه» (ظ: الغزالي، 4/328؛ ابن الدباغ، 65؛ السمعاني، أحمد، 164-165؛ الفیض، 7/153، 8/65).

وکان اهتمام أبي سعید في العشق یوقظ في نفسه نزعة السماع والرقص الصوفي، وبلغ أنسه بالسماع حداً أن طلب معه إلی مریدیه أن یشیعوا جثمانه بأبیات و أقوال تنسجم و السماع (أبو روح، 99؛ علاءالدولة، 167-168؛ أیضاً ظ: الباخرزي، 266؛ دارا شکوه، 72). وربما لایمکن العثور في تاریخ التصوف الذي سبق عصر أبي سعید علی الأنس والانسجام اللذین کان یجدهما في السماع، عند غیره و یمکن ملاحظة شدة تعلقه بالسماع، في بعض الروایات التي نقلت عن أحواله (محمدبن المور، 1/226، 284).

کان أبوسعید قد تعلم منذ حداثة سنه فکرة العیش بحبور من بشر بن یاسین الذي کان یقول: «علی المرء أن یکون جلداً وبشوشاً» (م.ن، 1/203؛ أبوروح، 79). وإن ماقله العطار من أن اسم أبي سعید و کلامه یعدّ مدعاة لأنس قلوب الصوفیة و سرورهم (ن.ص)، هو أیضاً دلیل علی رغبته الباطنیة بالفرح.

ولغة أبي سعید هي لغة الناس الیومیة (ظ: محمد بن المنور، 1/116، 124)، وقریبة في نفس الوقت من لغة أهل الفتوة. وربما کان أحد أسباب جذب مجالس وعظه الناس کامناً في هذا الأمر، وهط استفادته من التراکیب اللغویة لعامة الناس والأمثال المتداولة بینهم (ظ: العطار، ن.م، 479). وکان یبین أحیاناً مراده بالکنایة والرمز والأسالیب غیر المباشرة، ویمزج أحیاناً القضایا الصوفیة الدقیقة بالقصص والأساطیر (ظ: محمد ابن المنور، 1/276، 277). ویوجد في کثیر من کلامه تناسق لفظي ونوع من الوزن والإیقاع (ظ: م.ن، 1/193، 210، مخـ). وقد أصبحت هذه الخصیصة من العوامل الرئیسة لاشتهار بعض کلامه وانتشاره، حتی صارت بعض أقواله حکماً وأمثالاً سائرة (ظ: م.ن، 1/216، 285، 303، 313).

وولع أبي سعید الکبیر بالشعر و إنشاده في شتی المواقف، وکذلک في مجالس السماع، منح لغته أسلوباً خاصاً. ورغم أنه لایمکن اعتباره أول شاعر ناطق بالفارسیة في نطاق التصوف (قا: براون، II/261؛ ریبکا، 216؛ نیکلسون، 48؛ آربري، 71)، إلا أنه ودون شک أحد أکبر مشایخ تصوف إیران الذین أدخلوا الشعر والمضامین الغزلیة إلی التصوف. والرباعیات و الأبیات الغزلیة التي کان ینشدها في مجالس السماع مفعمة بتعابیر و مصطلحات لغة العشاق مثل الصنم و الزرادشتي والزنار والحبیب (ظ: محمد بن المنور، 1/76)، مما جعله عرضة لاحتجاجات بقیة المشایخ (ظ: الباخرزي، 209-210). إلا أن هذا النوع من البیان والتعبیر في تلک الفترة، أصبح أساساً لتکوین مجموعة من المصطلحات الصوفیة ورموز لغة الشعر و الأدب الصوفي مما بلغ کماله خلال الفترات اللاحقة في آثار أمثال السنائي و العطار و المولوي وغیرهم. ولم ترد في الروایات الموثوقة التي تحدثت عن حیاة أبي سعید إشارة إلی کونه شاعراً (ظ: شفیعي، صور خیال، 582). وقد نفی أبو روح (ن.ص) و محمد بن المنور (1/202-203) عنه نسبة الشعر ونظمه إلیه واستندا حتی إلی قوله هو، إلا أن تدوین عدد کبیر من الرباعیات و بقیة أنواع الشعر باسمه بدأ بعد فترة قصیرة من وفاته کما حدث عندما ذکر له الهجویري بیتاً في کشف المحجوب (ص 322).

ومن إشارة وردت في کتاب محمد بن المنور (ن.ص2) یمکن استنتاج أن صوفیة القرن 6هـ کانوا یعرفون الکثیر من الرباعیات الغزلیة الصوفیة باسم أبي سعید، کما کان صوفیة القرون التالیة یعتبرونه ناظم بعض الرباعیات ویعتمدون علی بعضها في آثارهم (ظ: علاءالدولة، 174-175؛ الدایة، 35-36؛ الشرواني، 119). ومنذ القرن 9هـ و مابعده ثُبِّت اسمه في کتب تراجم الشعراء واعتبر من ناظمي الرباعیات (ظ: علي شیر، 317-318؛ خواندمیر، 2/310؛ الرازي، 23-25؛ آذر، 136؛ هدایت، 143). وخلال هذه الفترة وربما قبل ذلک نظمت رباعیات صوفیة کثیرة و شاعت وانتشرت باسمه بحیث تجاوز عدد الرباعیات المنسوبة إلیه السبعمائة (ظ: نفیسي، تاریخ، 62). وقد بلغ عددها حتی عصرنا مع احتساب الرباعیات التي دونها محمد صالح رضوي باسمه في جواهر الخیال أکثرمن 1800 رباعیة.

کانت حیاة أبي سعید الروحیة و العاطفیة ممتزجة بالشعر، فهو قدسمع الشعر و حفظه منذ طفولته (ظ: محمد بن المنور، 1/16، 142)، وکان یری آیات القرآن قابلة للتفسیر بالشعر (ظ: م.ن، 1/270، 271؛ أیضاً ظ: الباخرزي، 206). وبالشعر تحمل مرارة موت ابنه (ظ: فصیح، 2/167). وکان یوصي أن یشیع جثمانه بالشعر وتزین شاهدة قبره بالشعر أیضاً (أبوروح، 99؛ محمد بن المنور، 1/346-347؛ أیضاً ظ: الجامي، نفحات، 309). وإن أنسه بالشعر و ألفته هذه، یجعلنا نشکک قلیلاً في کلام أبي روح (ص 79) و محمد بن المنور (1/202-203) اللذین أنکرا شاعریة أبي سعید. ویستشف من کون أبي سعید ینتقد بعض الأشعار بمهارة ویجعلها بتغییراته و إصلاحاته التي یدخلها علیها أکثر قبولاً (ظ: م.ن، 1/330، 334)، أنه کان مطلعاً علی مبادئ الشعر و قواعده ویستخدم ذوقه و قدرته في هذا المضمار. وعلی هذا فلیس مستبعداً أن یکون قد نظم فضلاً عن البیت الواحد و الرباعیة الواحدة مما نقل عنه (ظ: م.ن، 1/202-203، 329، 362؛ أیضاً: الغجدواني، 158) أشعاراً أخری أیضاً.

وکانت توجد في خانقاتات خراسان آداب و تقالید صوفیة قبل أبي سعید أیضاً، لکن یبدو أنه قد قلب رأساً علی عقب هذه الطقوس استناداً إلی آرائه الصوفیة مما أدی إلی اعتراض بعض الصوفیة و المشایخ من معاصریه (ظ: محمد بن المنور، 1/33، 207؛ أیضاً ظ: سعید الفرغاني، 183، 221؛ نیکلسون، 46). ویبدو أن ما یقصده زکریا القزویني في آثار البلاد من نسبة وضع طریقة التصوف وبناء الخانقاه و ترتیب السفرة في الیوم مرتین وآداب الصوفیة بأسرها إلی أبي سعید في خراسان (ص 361)، هو رواج و انتشار أسلوبه و قواعده الخانقاهیة التي بقیت من بعده في خراسان. وقد أصبح کثیر من الاداب والقواعد الخانقاهیة التي وضعها أبوسعید (ظ: محمد بن المنور، 1/315-316؛ علاءالدولة، 286-287)، تقالید وأسالیب متداولة في الخانقاهات، ولهذا نسبت إلیه أغلب الاأدب الخانقاهیة في القرون التالیة (ظ: القزوینة، ن.ص).

وکماکان أبوسعید خلال حیاته موضع تبجیل الجمیع وذاع صیته في أقاصي البلدان، فقد عرف بعد موته أیضاً بین الصوفیة بوصفه النموذج الأعلی والإنسان الکامل. ویعزز هذا الأمر الصفات والألقاب التي منحها إیاه مؤلفو العهود التالیة من صوفیة و غیر صوفیة مثل: «شیخ المشایخ» و «ملک لامحبین» و «ملک ملوک الصوفیة» و «محبوب البلاد» و «زعیم الصوفیة» و «شیخ میهنة» و «السلطان» علی الإطلاق (ظ: الهجویري، 24، 206؛ العطار، تذکرة،800، إلهي نامه، 100؛ روزبهان، 44؛ الجامي، هفت أورنگ، 152، 157؛ أیضاً ظ: دولتشاه، 68؛ علي شیر، 317)، إضافة إلی الإشارات الکثیرة التي وردت في الکتب عن أحواله و أقواله و کراماته.

وربما کانت الحکایات التي ألفت في الأدب الصوفي الفارسي عن حیاة و أخبار أبي سعید، تفوق ماکتب عن أي شخص آخر بحیث إن کثیراً من حکایات قصائد العطار تدور حول أعماله و أقواله (مثلاً ظ: إلهي نامه، 46، مخـ، مصیبت‌نامه، 71، مخـ، منطق الطیر، 136، 184، 257، 259). وقد بلغت قیمة التراث الصوفي لأبي سعید في أوساط المتصوفة حداً کان معه الکثیر من مشایخهم ینسبون أنفسهم إلیه بشکل من الأشکال. وکان العطار یری نفسه «الثمل بکأس المحبة الأبي سعیدیة» ویری دولة تصوفه نابغة من أنفاس أبي سعید (دیوان، 218، 792؛ أیضاً ظ: فصیح، 2/285-286). وکان اللاهیجي (ص 42) یری أن الوقوف علی طریقة «خمر شیخ الجام»، إنما یکو ممکناً عندما یکون الذوق أباسعیدي. وإن مایفعله مریدو الشیخ أحمد الجام أیضاً حین یوصلون خرقة شیخهم إلی أبي سعید (ظ: الغزنوي، 193؛ الجامي، نفحات، 497)، دلیل علی قیمة التراث الصوفي لشیخ میهنة و تأثیره. ولهذا السبب فإنقیل في حقه إن أغلب مشایخ الصوفیة کانوا أتباعاً له (ظ: القزوینة، ن.ص؛ رایس، 33)، لم یکن ذلک عبثاً.

وفي القرن 6 هـ و استناداً إلی روایات فقد وضع أبوسعید مقابل ابن سینا، وقیل إثر ذلک إنه کان لابن سینا لقاء به، بل جرت بینهما مراسلات قبل ذلک اللقاء (محمد بن لامنور، 1/194). فقد ورد في تمهیدات عین القضاة الهمداني أن أباسعید طلب من ابن سینا أن یدله علی الطریق الذي یسلکه، وأن ابن سینا دعاه إلی «الدخول في الکفر الحقیقي و الخروج من الإسلام المجازي» (ص 349-350؛ أیضاً ظ: نود، 3/334). وعن لقاء ابن سینا بأبي سعیدو مجابهة التصوف والشهود للعلم والفلسفة، وردت روایة أیضاً صُور فیها علم ابن سینا أقل شأناً من تصوف شیخ میهنة، وکانت نتیجة اللقاء أن اعتقدد ابن سینا بأبي سعید، وأید بعد ذلک في آثاره مشرب و اتجاه أهل التصوف و أکد علیه (ظ: محمد بن المنور، 1/194-195).

وهناک اختلاف في الرأي بین الباحثین المعاصرین بشأن هذا اللقاء بحیث أید حدوثه بعضهم و أبدی البعض الآخر الشک فیه (ظ: بارتولد، 458؛ برتلس، «رباعیات ابن سینا»، 12-13؛ نفیسي، تعلیقات، 11؛ شفیعي، مقدمة، 1/43-46). ومن الوثائق القدیمة المتضمنة ترجمة حیاة شیخ میهنة فإن أسرار التوحید لمحمد بن المنور الذي ألف في حوالي 574هـ بعد أکثر من 130سنة علی وفاة أبي سعید، هو الوحید الذي یشیر إلی هذا اللقاء؛ وإن ما اعتبره بعض المعاصرین من کون رسالة حالات و سخنان أبوسعید الذي ألفه أبوروح أقدم وثیقة بهذا الشأن (ظ: شفیعي، ن.م، 1/43)، یستدعي إمعان النظر و یثیر الشک. ویبدو أن ماورد في هذا الکتاب بشأن هذا اللقاء، وکذلک قسماً من رسالة متعلقة بالاثنین لیست بقلم المؤلف الأصلي أبي روح. ینتهي الکتاب بنهایة الباب الخامس (بوصیة وفاته) (ص 90). والحکایة الواردة بعد عبارة المؤلف الدُّعائیة وکذلک قسم من رسالة ابن سینا التي وردت دون عنوان في مخطوطته الوحیدة (ص 93-96)، وکذلک الحکایات و الموضوعات الشبیهة بالمذکرات التي تلاحظ بعد ذلک في نفس المخطوطة (ظ: ص 97-107)، لو کانت بخط أبي روح لکانت أخذت مکانها دون شک في ثنایا أبواب الکتاب الخمسة، خاصة وأن لغة هذه المذکرات و الحکایات المتناثرة لاتنسجم ولاتتناسب مع أسلوب أبي روح البلاغي. وإحدی هذه المذکرات (ظ: ص 102) وردت نقلاً عن أبي سعید بن أبي روح الذي یحتمل أن یکون نجل المؤلف.

ویبدو أنه کانت هناک قبل کتابة المخطوطة الموجودة من حالات وسخنان أبوسعید، أي قبل 699هـ، نسخة أخری کانت قد دُونت في صفحاتها الأخیرة موضوعات بشکل مذکرات، وقام محمد بن علي بن سلمة کاتب المخطوطة الموجودة – بعد کتابته المتن – بنقل تلک المذکرات أیضاً ملحقة بها، ثم أورد ترقیمه بعد ذلک (ظ: ص 107). وهذا الترقیم هو الذي أوقع الباحثین المعاصرین في الخطأ فتصوروها أقدم وثیقة في هذا الباب. ویبدو أن لقاء ابن سینا بأبي سعید لم یکن مطروحاً – حسب الظاهر – قبل حوالي 550هـ؛ وإن کان هناک من قال شیئاً بشأن هذا اللقاء، فإنه وإن کان هناک من قال شیئاً بشأن هذا اللقاء، فإنه لمیسترع انتباه أبي روح لافتقاره إلی الحقیقة التاریخیة. وینبغي أن یُعلم أنه کما أن الوثائق القدیمة والأقوال والحکایات الموثوقة عن أبي سعید لاتعلن عن لقاء کهذا، فإن سیرة حیاة ابن سینا و الوثائق القدیمة عنه هي الأخری لاتؤید سفره إلی نیسابور ومیهنة ولقاءه بأبي سعید (ظ: الجوزجاني، 42).

 

آثاره

رغم أن أبا سعید کان في عصره واحداً من مشایخ العلماء العارقین بالعلوم السائدةمثل التفسیر و الحدیث و الفقه و الأدب (العطار، تذکرة، 800؛ أیضاً ظ: روزبهان، 44)، فقد کان یأبی تألیف کتاب أو رسالة، ویعتبر البحث عن الحق بالمداد و الورق أمراً مستحیلاً (ظ: محمد ابن المنور، 1/243، أیضاً 1/187). ولهذا دفن بعد نزوعه إلی التصوف کتبه وتعلیقاته التي کان قد جمعها من حلقات درس أساتذة مرو و غرس فوقها شجرة آس (م.ن، 1/43-44). ومع کل هذا کان کاتبه الخاص ومریدوه یدونون الأدعیة والأذکار والملاحظات والفوائد التي کان یتفوه بها أویملیها خلال حدیثه و في مجالس التصوف (ظ: أبوروح، 81، 88؛ محمد ابن المنور، 1/136-317، 319-323). کما کانت له مراسلات مع المشایخ المعاصرین و أصحابه و أصدقائه التي یبدو أنه کان یکتبها بخطه (م.ن، 1/325-328). ولهذا ورغم أن أبا سعید نفسه لم یؤلف أثراً مدوناً، فإنه توجد کمیة من مراسلاته و أمالیه وأقواله. ومن آثار شیخ میهنة المؤکد نسبتها إلیه رباعیة واحدة و بیت واحد، مما اعتبر من نظمه بتصریح محمد بن المنور (1/202-203) و تدوین محمود الغجدواني (ص 158). ولاشک في أن الأشعار التي تفوّه بها في مجالس التصوف (محمد بن المنور، 1/329-334) دالة علی ذوقه ورؤیته الصوفیة، وینبغي أن لاتکون قد بقیت بعیدة عن التنقیح الصادر عن معرفته بالشعر علی مایبدو کما یمکن اعتبار کلامه و ملاحظاته و إشاراته من آثاره الأکیدة. و قد نقلت عن شیخ میهنة أیضاً دعوات ووصایا (ظ: أبوروح 85 ومابعدها؛ محمد بن المنور، 1/320 و مابعدها) مما لاینبغي التشکیک في صحة نسبة بعضه إلیه. وربما کان أحد تلک الدعوات، الأثر المتوفر باسم ذکر السلطان أبي سعید الذي توجد مخطوطة منه مؤرخة وفي 877 هـ (المرکزیة، 492). إلا أن أحد أمالي أبي سعید الأکیدة هو فصل في آداب و تقالید الخانقاهیین الذي ذکر محمد بن المنور أن شیخ میهنة أملاه بینما دوّنه أبوبکر المؤدب، و ضبط محمد بن المنور متنَ إملاء أبي سعید (ظ: 1/316-317).

ومن بین الآثار الأخری المؤکدة لأبي سعید رسائله و خطاباته التي کتبها إلی أبناء مشایخ و کبار شخصیات عصره. ویدل أسلوب تلک الرسائل علی أنه کتب بعضها بنفسه. ولم تنقل نصوص بعض رسائله في أي کتاب، کما لاتوجد مخطوطة من الرسائل المتبادلة بینه و بین أبي إسحاق الکازروني (زرکوب، 146)، أما الرسائل التي وردت نصوصها في التراجم التي کتبت عن حیاته فهي: 1. جواب رسالة أبي سلیمان داود الشهیر بالسلطان چغري التي کان قد أرسلها لأبي سعید بید رئیس میهنة؛ 2. رسالة إلی أبي طاهر سعید؛ 3. رسالة إلی القاضي الحسین المروالروذي؛ 4. جواب رسالة الخطیب الأزجاهي؛ 5. رسالة إلی وجهاء نیسابور؛ 6. رسالة إلی الأبناء؛ 7. رسالة إلی أبي بکر الخطیب المروزي (محمد بن المنور، 1/325-327؛ أیضاً ظ: أبوروح، 99).

 

الآثار المنسوبة و المختلقة

إن تراث أبي سعید الصوفي وشهرته التي طبقت الآفاق في القرون التي تلت القرن 5 هـ، أأتإلی نسبة بعض الآثار إلیه:

1. رباعیات، رغم تصریح أبي روح (ص 79) و محمد بن المنور (1/203) اللذین انکرا قول أبي سعید الشعر، نقل أناس في أواخر القرن5 وأوائل القرن 6هـ أشعاراً عنه (ظ: الهجویري، 322؛ المیبدي، 1/481)، وکان الخانقاهیون یتصورون أن الأبیات التي تفوه بها شیخ میهنة کانت من نظمه هو (ظ: محمد بن المنور، 1/202). و من بین الرباعیات المنسوبة لأبي سعید و التي اعتبرت منذ القرن 8 هـ و ما بعده من آثاره الأکیدة، الرباعیة التي اشتهرت بالحورائیة بسبب وجود کلمة حوراء في صدر البیت الأول منها (م.ن، 1/275). ومنذ أواخر القرن 8 وإلی القرن 10 هـ شرحت هذه الرباعیة مراراً و لم یثر أي شک حول صحة نسبتها إلیه إطلاقاً (ظ: نفیسي، تاریخ، 795، تعلیقات، 125-142؛ شفعیعي، مقدمة، 1/120- 122).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: