الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / ابن میمون، موسی /

فهرس الموضوعات

ابن میمون، موسی

ابن میمون، موسی

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/14 ۱۲:۴۳:۳۸ تاریخ تألیف المقالة

5. رأي أصحاب شریعة موسی و القائل بأن الإنسان ذو استطاعة و قدرة و اختیار، غیر أن هذا الاختیار إنما هو وفق المشیئة والإرادة الإلهیة. وهذا الرأي بالطبع یتفق مع رأي المعتزلة ولایختلف عنه بشيء، لأن ماینزل بالإنسان من البلایا أو یصله من النعم – تکون علی ضوئه – من باب الاستحقاق، وإذا ما أصیب شخص بمصیبة، فلابد أنه مستحق لها، إلا أننا نجهل علتها (ن.م، 3/524-532).

ولابن میمون في هذا الصدد رأي خاص و هو أن العنایة الإلهیة تتعلق بالأشخاص و نوع الإنسان فحسب (کما أن أرسطو کان یعتقد بأن الإرادة تقتصر علی الأنواع فحسب). أما بشأن الحیوانا والأمور الطبیعیة، فکان یری، مثل أرسطو، أن أیة حادثة طبیعیة لم تحدث عن قصد وإرادة، وأن کل الحوادث الطبیعیة تابعة لعلل وأسباب طبیعیة. غیر أن ابن میمون لم یستطع تبریر هذا الرأي علی الوجه الصحیح (ن.م، 3/532 و مابعدها).

 

التأویل

وعن المفردات المستخدمة حول الله في التوراة و کتب الیهود‌الدینیة، لم یأخذ ابن میمون بمعانیها اللفظیة و الغویة، فمثلاً یقول: ومثاله. لایراد بالصورة والمثال المعنی اللغوي والظاهري، بل بمعنی الحقیقة و الصورة النوعیة. والصورة النوعیة للإنسان إدراکه العقلي، وخلق الإنسان علی صورة الله و مثاله یعني العقلانیة وإدراک المعقولات (دلالة الحائرین، 1/26-27)؛ کما أن المقصود برؤیة الله، الإدراک والنظر العقلي، لا الإدراک الحسي الذي یلزم التجسیم والتشبیه (ن.م، 1/32-33)؛ أو أن کلمة «الجلوس» جاءت بالمعنی الاستعاري، أي حالة ثابتة مستقرة غیر متغیرة، و علی هذا لامعنی لأخیر جاء في التوراة عن الله تعالی بأنه ساکن السماوات (المزامیر، 2: 4، 123: 1)، أي الثابت المستقر الذي لایتغیر بنحو من أنحاء التغیر (دلالة الحائرین، 1/43). وکذلک الأمر بالنسبة لمعاني کلمات مثل مجيء، نزول، صعود، خروج، وجه، ید، قدم، و ماشابهها والتي استخدمت في شأن الله تعالی. وینسب ابن میمون تأویل الکلمات التي تعطي معنی التجسیم إلی عالم یهودي یدعی «أنقولوس المتهود» ویصفه بأنه عالم في اللغتین العبرانیة والسریانیة (ن.م، 1/63 ومابعدها).

 

الشرائع الإلهیة

وحسب قول ابن میمون إن قصد جملة الشرائع الإلهیة صلاح النفس وصلاح البدن. وصلاح البدن یتوقف علی صلاح المجتمع، وصلاح النفس یتم من خلال العلم و الحکمة لکي تصل النفس الإنسانیة إلی مرحلة العقل بالفعل. وقد جاءت شریعة موسی لتنفیذ الکمالین البدن والنفس (ن.م، 3/579-581).

وجملة الشرائع والقوانین الإلهیة قائمة علی علة خاصة. ونحن ندرک علة بعض القوانی الإلهیة کعلة تحریم القتل والزنا و غیرهما، غیر أن علة البعض الآخر مجهولة لنا ولایفترض علینا أن نشغل أنفسنا ببیان عللها و فوائدها.

فالقوانین و الشرائع الإلهیة لیست غیر مستثناة فهي تشمل الأمور الأکثریة فحسب، وکما أن الطبیعة النوعیة لیست واحدة في کل الأفراد، حیث یوجد أفراد من نوع واحد ناقصین و غیر تامین، کذلک الأمر بالنسبة للشریعة الإلهیة، حیث توجد في القوانین الذلهیة حالات شاذة و نادرة (ن.م، 3/609).

 

آثاره

لابن میمون آثار مهمة في شریعة الیهود وکلامهم وکذلک في الفلسفة والطب والریاضیات. وسنشیر هنا إلی أهم هذه الآثار و نلقي الضوء علی آثاره الفلسفیة والطبیة بشکل خاص.

 

ألف- الآثار الفلسفی

1. مقالة في ثناعة المنطق، کتب ابن میمون هذه الرسالة في أیام شبابه حینما کان بالمغرب بطلب من أحد علماء الیهود (ظ: «مقالة …»، 40). وأصل الرسالة بالعربیة، غیر أن هذا الأصل العربي قد فقد مدة وتوجد منه ترجمتان بالعبریة فحسب: الأولی ترجمة ابن تبون و هو من علماء یهود جنوب فرنسا، والأخری ترجمة یوسف لورکي. تُرجم هذا الکتاب إلی اللاتینیة، وقد استقطب اهتمام الفیلسوف الیهودي مندلسون فأوصی تلامذته وأنصاره بقراءته، وقد کتبت علیه شروح بالعبریة (ولفنسون، 42؛ سارتون، II/370). وفي 1960م بادرت السیدة تورکر - التي عثرت علی أصله العربي – إلی نشره في مجلة «کلیة اللغات والتاریخ و الجغرافیة» (ص 40-64) بترکیة (للاطلاع علی باقي طبعات هذا الأثر، ظ: سارتون، ن.ص). ورغم صغر هذه الرسالة و تصنیفها في أیام شباب ابن میمون، إلا أنها مهمة جداً من حیث المحتوی، و تنبئ عن فهم الکاتب القوي و استقلاله الفکري. وهذه الرسالة تضم 14 فصلاً، ویشمل کل فصل شرحاً لبعض المصطلحات المنطقیة و الفلسفیة، و قد شرح 175 اسماً: الفصل الأول، في القضایا، ویضم 14 اسماً (مصطلحاً)؛ الفصل الثاني، عن القضایا أیضاً؛ الفصول الثالث والرابع والخامس، في أقسام القضایا؛ الفصلان السادس والسابع، حول القیاس وأقسامه (ویعتقد أن القیاس یتألف في الواقع من ثلاثة أشکال)؛ الفصل الثامن، في أقسام القیاس؛ الفصل التاسع، في شرح المصطلحات الفلسفیة: المادة، والصورة، والفاعل، والغایة، …، والهیولی، والعنصر؛ الفصل العاشر، في باب الکلیات الخمس. ویستشف من هنا أن ابن میمون دوّن کتابه في المنطق خلافاً للترتیب المتداول لدی علماء المنطق آنذاک، حیث کانوا یوردون الکلیات الخمس، أو إیساغوجي في مقدمة المنطق. ویعتقد أن کتاب «المقولات» هو أول کتب المنطق؛ الفصل الحادي عشر، في تعریف المصطلحات الفلسفیة الذاتیة والعرضیة والقوة والفعل والإضافة والضد؛ الفصل الثاني عشر، في أقسام «التقدم»؛ الفصل الثالث عشر، في المصطلحات الخاصة بعلماء المنطق. وقد نقل في هذا الفصل عبارات عن الفارابي مما یدل علی قبوله بآرائه؛ الفصل الرابع عشر، في معاني «النطق». قال في هذا الفصل إن کلمة النطق ذات ثلاثة معان مشترکة بین الشعوب القدیمة (أي الیونان): 1. قوة التعقل ودرک الحسن والقبح، المعروفة بالقوة الناطقة، 2. المعنی المعقول والمسمی بـ «النطق الداخل»، 3. التکلم، المعروف بـ «النطق الخارج»، وهو تعبیر اللسان من المعاني المعقولة. ثم یضیف بأن قوانین علم المنطق هي قوانی التعقل والمعقولات، أو «النطق الداخل»، و هي واحدة بین جمیع الأمم والأقوام، وتقوی و تترسخ بواسطة «النطق الخارج»، أو لغة أيّ من هذه الأقوام ولهذا السبب بالذات سمي هذا العلم بـ «المنطق»، ونسبته إلی العقل کنسبة النحو وقواعد اللغة إلی اللغة (ظ: ص 61). ثم یتحدث عن الفلسفة و تقسیم العلوم، وکما قلنا فإن هذا الکتاب رغم إیجازه واختصاره یُعدّ من الکتب المهمة في المنطق.

2. دلالة الحائرین، أهم کتاب فلسفي لابن میمون و الهدف الأساس منه مطابقة ظواهر العهد العتیق مع القواعد العقلانیة و الفلسفیة، ولهذا یعدّ ابن میمون من جملة کبار المفکرین العقلیین و القائلین بأصالة العقل، وربما یعد في طلیعة هؤلاء جمیعاً. یقول في مقدمة الجزء الأول من الکتاب: «فإني الرجل الذي إذا انحصر به الأمر وضاق به المجال ولا أجد حیلة في إفادة حق تبرهن إلا بأن یوافق ذلک فاضلاً واحداً ولایوافق عشرة آلاف جاهل، فإني أوثر قوله لنفسه ولا أبالي بذم ذلک الخلق الکثیر وادّعي تخلیص ذلک الفاضل الواحد مما تنشب فیه و أدلَ حیرته حتی یکمل و یستریح» (1/22). ویقول في موضع آخر من المقدمة: «وأنا أعلم أن کل مبتدٍ من الناس لیس عنده شيء من النظر فإنه سیستنفع ببعض فصول هذه المقالة. فأما الکامل من الناس المتشرع المتحیر کما ذکرت فیستنفع بجمیع فصولها وما أشد اغتباطه بها وما ألذّها علی سمعه. وأما المختلطون الذین قد اتسخت أدمغتهم بالآراء الغیر الصحیحة وبالطرق المموّهة، ویظنون أن ذلک علوم صحیحة فإنهم سینفرون من فصول کثیرة منهاً» (1/21). ونجد ابن میمون لایدخذ بالمعنی اللفظي للأمثال والألغاز والکلمات الواردة في التوراة والتي لاتنسجم مع العقل، ویسعی لتأویلها تأویلاً عقلانیاً (ظ: قسم الآراء). وکلامه موجّه لأولئک الذین درسوا الفلسفة والحکمة وتعرفوا علی العلوم العقلیة، لکنهم عندما یُقبلون علی التوراة لایفهمون الکلمات المبهمة والأمثال والرموز والإشارات الواردة فیها، ولایعرفون کیف یحافظون علی دینهم، ولهذا فهم یعیشون الحیرة والمتاهة (ن.م، 1/14-16). وانطلاقاً من ذلک فقد أسمی هذا لاکتاب دلالة الحائرین.

ویعزو ابن میمون علل و أسباب التناقض والتضاد المشاهد في الکتب والرسائل إلی مایلي:

1. یلجأ المؤلف أحیاناً إلی جمع مختلف أقوال الناس وآرائهم دون أن یذکر السند، أو قائل تلک الأقوال. وعند ذلک یلاحظ التناقض والتضاد في مثل هذا الکتاب. فإذا وجدت فیه قضیتان متناقضتان، فقد تکون صادرتین عن شخصین مختلفین. 2. من الممکن أن یختار المؤلف بادئ الأمر رأیاً ما، ثم یعدل عنه فیما بعد ویأتي بالرأیین في کتابه (دون ذکر عدوله عن الرأي الأول). 3. من الممکن أن لاتکون الأقوال المتنوعة في کتاب واحد علی نمط واحد، أي قد یکون المقصود في بعض المواضع ظاهر الکلام، وفي مواضع أخری باطن الکلام. أوقد تکون ظواهر قضیتین متناقضة فیما بینها، غیر أن بواطنها لیست کذلک. 4. من الممکن أن یکون القول مشروطاً، غیر أن شرطه غیر مذکور في موضعه، أو أن یکون الموضوعان مختلفین فیما بیهما، إلا أن هذا الاختلاف لم یُبیَّن في موضعه فیبدو هذا الموضوعان، والقولان وکأنهما متناقضان، في حین لایوجد أي تناقض. 5. قد یکون الموضوع غامضاً و صعباً وبحاجة إلی مقدمة، غیر أنه لم یؤت بهذه المقدمة و یُترک فهمه إلی ذهن القارئ، ثم یُبیَّن ذلک المعنی الغامض في موضع آخر. 6. بقاء التناقض مستتراً بحیث إن ظهوره یحتاج إلی مقدمات عدیدة. 7. قد تقتضي الضرورة أن یکون الکلام غامضاً وأن لاتظهر بعض معانیه، مع إظهار البعض الآخر، أو یُراد من باب الضرورة وضع مقدمة في موضع ما لتوضیح الموضوع، ویؤتی في موضع آخر بمقدمة مناقضة لها و لایرید المؤلف أن یدرک العامة ذلک التناقض فیسلک کافة السبل لإخفاء ذلک.

ویُرجع اب میمون التناقض الظاهري في المشنا إلی السب الأول، والاختلاف في التلمود إلی السببین الأول والثاني، والتناقض الموجود في کتب الأنبیاء إلی السببین الثالث والرابع، فیما یُلحق السبب الخامس بکت الفلاسفة والباحثین، ویُرجع التناقض في کتب المؤلفین والشارحین إلی السبب السادس، أما التناقض والاختلاف الموجودان في أقواله فیسنبهما إلی السببین الخامس و لاسابع (ن.م، 1/22-25).

کتب ابن میمون دلالة الحائرین باللغة العربیة وبالخط العبري، لأنه لم یکن یرید أن یطلع علیه المسلمون فیتعرض للتقریع بسبب بعض مواضیعه (ولفنسون، 127). وذاع صیت هذا الکتاب بین الیهود في حیاة ابن میمون، و ترجمه إلی العبریة أحد علماء الیهود في مدینة لونیل بجنوب فرنسا و یدعی شموئیل بن یهودا التبّوني، المعروف بابن تبّون بعد أن استجاز ابن میمون في ذلک. ورغم المسافة الکبیرة بین مدینة لونیل ومدینة الفسطاط، فقد کان یرسل إلیه الترجمة فصلاً فصلاً فیصادق علی صحتها، ثم یقوم بنشرها. فرغ ابن تبون من ترجمة الکتاب قبل وفاة ابن میمون (م.ن، 23-125). وألحق ابن تبون به معجماً عبریاً بالمصطلحات الفلسفیة. وقام عالم وشاعر یهودي آخر یدعی الحریزي بترجمة أخری للکتاب في تلک الفترة أیضاً، إلا أن ترجمته لم تقابل بالترحاب، وفضّل إبراهیم – نجل ابن میمون – ترجمة ابن تبون علیها و قال بأن ترجمة الحریزي غیر صحیحة (م.ن، 125-126).

ورغم أن دلالة الحائرین کانت قد کتبت بالخط العبري، إلا أن المسلمین اهتموا به، وقد کتب بالخط العبري، إلا أن المسلمین اهتموا به، وقد کتب أبوعبدالله التبریزي شرحاً علی مقدماته الخمس والعشرین کما أشرنا إلی ذلک (م.ن، 127-128). ونشر محمد زاهد الکوثري هذا الشرح في القاهرة عام 1369هـ، کما نشره في طهران مهدي محقق مع ترجمة فارسیة لجعفر سجادي عام 1360ش. وقام العالم الیهودي حسداي کرِسُکاس (تـ 1410م في سرقسطة) بنقد هذه المقدمات الخمس والعشرین في تصنیفه «نور الله» (ظ: ولفسن، المقدمة، 8-9، المتن، 1-23). ونشر ولفسن هذا الجزء مع ترجمة ومقدمة وتعلیقات في منشورات جامعة هارفارد عام 1929م بعنوان «نقد کرسکاس لأرسطو» (م.ن، 129 ومابعدها).

وقد انتشرت الترجمة اللاتینیة لـ دلالة الحائرین في القرون الوسطی بین العلماء الأوروبیین، وأفاد منها آلبرت الکبیر و توما الأکویني الفیلسوفان الشهیران في القرن 13 م. وکما قیل فإن لایبنیتز و هیغل قد أشارا إلیه في مصنفاتهما (ولفنسون، 128-131). وقد أحدث هذا الکتاب ضجة بین علماء الیهود وظهر الکثیر من المعارضین الذین دحضوا هذا الکتاب والآراء الواردة فیه وأدانوا ابن میمون لسعیه في مطابقة الفلسفة مع شریعة موسی (ع). و من أهم هؤلاء سلیمان بن إبراهیم من مونبلیه، وقد هدّد أتباعه کل من یأخذ بمضامین دلالة الحائرین برمیه بالکفر وحرمانه من الحقوق‌الدینیة. ونج في الجانب الآخر أنصار ابن میمون في جنوب فرنسا یقولون بشمول سلیمان بن إبراهیم وأنصاره بـ «لعنة الحرمان» (م.ن، 132-133). وحرّض أعداء ابن میمون طائفة الدومینیکان المسیحیة ضد آراء ابن میمون و أتباعه، فقاموا بإحراق مؤلفاته في مونبلیه و باریس (م.ن، 132-134؛ للاطلاع علی تفاصیل أکثر، ظ: جودائیکا، مادة مناظرة أتباع ابن میمون). نُشر النص العربي لـ دلالة الحائرین عام 1974م في أنقرة بتحقیق حسین آتاي. وکان هذا الکتاب قد نشر قبل ذلک وفي عام 1866م بالعربیة وبالخط العبري مع ترجمة فرنسیة علی ید سلیمان مونک. کما نُشر بالعربیة و الخط العبري أیضاً في تل أبیب عام 1929م. ونشر حسین آتاي النص العربي بالخط العربي عن مخطوطة مکتبة جارالله بإستانبول (آتاي، 35). طبع هذا الأثر مراراً و بمختلف اللغات کالإنجلیزیة والألمانیة (ظ: سارتون، II/370).

 

ب- الآثار‌الدینیة والفقهیة

یجب أن تتناول کتب ابن میمون في فقه وشرائع الیهود في مجال آخر، لأن مساهمته في الفقه الیهودي – وهي إحدی أعماله الرئیسة والمهمة جداً – ترتبط بتاریخ الشریعة الیهودیة، وسنشیر هنا إلی هذه الآثار باختصار:

1. کتاب السراج، أو شرح المشنا، بدأ تألیفه في شبابه و قبل رحیله إلی مصر، وفرغ منه في مصر. وأصل المشنا، وهو في قوانین الیهود وأحکامهم، قام بجمعه یهوداها – ناسي، من أحبار الیهود (في القرنین 2 و 3م). وأصل الکتاب معقد غامض و هذا مادفع ابن میمون لشرحه باللغة العربیة. قام ابن تبون والحریزي بتعریب جزء من هذا الکتاب في حیاة المؤلف، ثم ظهرت فیما بعد تراجم أکمل بالعبریة واللاتینیة (ولفنسون، 43-45). ونُشر جزءان منه بالخط العبري وبشکل مستقل و هما ثمانیة فصول في الأخلاق، والأصول الثلاثة عشر في الاعتقادت، وقام ولف بنشر ثمانیة فصول مع ترجمة ألمانیة في لیدن عام 1903م. طبعت ترجمة هذا الأثر بالعبریة عام 1492م، في ناپولي، کما طبعت أجزاء منه بالعربیة وبالخط العبري بتحقیق بوکوک (أکسفورد، 1654م)، مع ترجمة ألمانیة (لایبزک، 1863م)، ومع ترجمة إنجلیزیة (نیویورک، 1912م). وأُدخلت الأصول الثلاثة عشر الیوم إلی کتاب العبادات الیهودیة الیومیة.

2. کتاب الفرائض، وهو باللغة العربیة وبالخط العبري. نُشرت الترجمة الفرنسیة بواسطة بلوخ (باریس، 1888م)، مع ترجمة ألمانیة (برسلاو، 1882م)، وکذلک بتحقیق حاییم هلر في 1914م. والفرائض أو الأوامر في السنة الیهودیة تتألف من 613 فریضة. وقد قسّم ابن میمون الفرائض في هذا لاکتاب إلی قسمین: أوامر و نواهٍ، وتبلغ الأوامر 248، والنواهي 365، وذکر في المقدمة 14 أصلاً لهذا الغرض. وقد أثا هذا الکتاب أیضاً نزاعاً بین الیهود (ظ: ولفنسون، 50؛ جودائیکا، XI/766).

3. مشنه توره، أشهر الکتب الفقهیة وأکبرها عند الیهود، وهو شرح وبیان لأحکام التلمود، سیما التلمود البابلي. کُتب هذا الکتاب – خلافاً لکتب ابن میمون الأخری – بالعبریة، وأسلوبه رصین ومنسجم وخال من التفاصیل الزائدة علی غرار کتب الأحکام و القوانین. و غدا أسلوبه في هذا الکتاب أنموذجاً و مثالاً لکل من ألّف بالعبریة کتباً في الأحکام والفقه (ولفنسون، 47-49). وأسمی ابن میمون هذا الکتاب في دلالة الحائرین (1/15) مشنة التوراة، التي تعني «تثنیة التوراة» أو «تکرار التوراة» (ظ: ولفنسون، ن.ص). وکلمة «مشنه» تذکرنا بکلمة «مثنی» أو «مثاني» العربیة، ویبدو أن ابن میمون استل هذه المفردة من القرآن الکریم (الحجر/ 15/87). کما أن کلمة «تکرار»). وسرعان ما اشتهر هذا الکتاب وأثار ضجة کبیرة، وللاطلاع علی ذلک ینبغي مراجعة الکتب الیهودیة المعتبرة (ظ: ولفنسون، 50 وما بعدها). طبع هذا الأثر مرات عدیدة، منها طبعة لایبزک (1862م)، ونیویورک (1927م).

4. کتاب البعث، نال خصوم ابن میمون منه بشدة لإنکاره المعاد الجسماني و اعتقاده بالمعاد الروحاني، فألّف في هذا لاباب کتاب البعث بالعربیة، وقد ترجمه ابن تبون إلی العبریة (ولفنسون، 52-53). وطبع هذا الکتاب علی ید فینکل.

5. ومن آثار ابن میمون المهمة أجوبته علی رسائل و جهت إلیه حول مختلف القضایا والموضوعات. وقد نشرت مجموعات مختلفة من هذه الرسائل والأجوبة (ظ: سارتون، II/370؛ جودائیکا، XI/765-766). وبادر بلائو إلی نشر «أجوبة ابن میمون» في 3 مجلدات بالقدس (1957-1961م).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: