الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن حزم، أبومحمد /

فهرس الموضوعات

ابن حزم، أبومحمد


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/10 ۱۳:۴۷:۴۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حَزم، أبومحمد علي بن أحمد بن سعید، فقیه و محدّث وفیلسوف، وعالم بالأدیان و المذاهب وأدیب و شاعر وأحد ألمع وجوه الثقافة الإسلامیة في الأندلس (384-456هـ/994-1064م).

حیاته و ترجمته

ولد في مدینة قرطبة بالأندلس کما ذکر ذلک نفسه. یقال إن جده الأکبر کان إیرانیاً ومن الموالي الذین أعتقهم یزید بن أبي سفیان، أخو معاویة (ابن صاعد، 75). وذکر ابن بسّام أن معاصري ابن حزم «اعتبروه من نسب غیر معروف و بدون أصل وجده القریب مسلماً حدیثاً» (1(1)/142). تبدأ شهرة أسرته بأبیه. عاش هو و والده في أحد أکثر عهود الأندلس توتراً واضطراباً، في نهایة خلاقة الأمویین وانهیار وحدة الأندلس الجغرافیة – السیاسیة، وبدایة الاضطراب والانحطاط (ظ: ابن حزم، الأسرة). کان والد ابن حزم یعدّ من أهل العلم والأدب ومن رجال الدولة في زمانه، وتقلد الوزارة في أیام حکومة المنصور بن أبي عامِر (366-393هـ/977-1003م).
قضی ابن حزم فترة طفولته في بیت أبیه أو کما یقول هو في حجر النساء و تعلم منهن أموراً کثیرة، منها الخط و قراءة القرآن. وتعرف جیداً خلقهن و تعاملهن و میزاتهن النفسیة. وکانت تجارب فترة الطفولة هذه ثروة کبیرة استفاد کثیراً منها لاحقاً في کتابة أحد أبرز آثاره بعنوان طوق الحمامة. یشیر ابن حزم في هذا الکتاب إلی أحداث فترة شبابه واضطراباتها ومن هنا یمکن اعتبار ذلک مصدراً مهماً للاطلاع علی فترة من حیاته. وأول حادث سیاسي واجتماعي مهم وقع في فترة شباب ابن حزم هو وصولمحمد بن هشام بن عبدالجبّار، الملقب بالمهدي إلی الخلافة. فقد وصل إلی الخلافة أولاً في یوم عزل هشام بن الحَکَم (الثاني)، الملقب بالمؤیَّد بمساعدة أنسار بني أمیة في 399هـ/1009م، ولکن سلیمان بن الحکم عزله بعد 9 أشهر في منتصف ربیع الأول 400هـ/ 1010م، ثم حکم ثانیة بعد سلیمان مدة أربعین یوماً حتی قتله الغلمان أخیراً في ذي الحجة 400 وقد اعتبره المؤرخون «المثیر للفتنة والشقاق والنفاق» (ظ: ابن عذاري، 3/50 وبعدها؛ المراکشي، 41-43). انتقل ابن حزم وأبوه في الأیام الأولی لخلافة محمد بن هشام من دارهم في القسم الشرقي من قرطبة إلی دارهم القدیمة في القسم الغربي، في حي یدعی «بلاط المُغیث» (ابن حزم، طوق الحمامة، 207).والحدث المزلزل والمدمر الآخر في هذه المرحلة هو وصول سلیمان بن الحکم، الملقب بالظافر إلی الحکم، فقد وصل إلی الخلافة في 399هـ وجاء إلی قرطبة في ربیع الأول 400 و خرج منها في شوال نفس العام ثم عاد إلی قرطبة بقوات البربر والعساکر المسیحیین. ویذکر المؤرخون أنه قتل في المعرکة المعروفة بـ «قَنطش»، بضعة وعشرون ألف شخص کان بینهم کثیر من العلماء والفقهاء وأئمة المساجد. بعد ذلک، قام سلیمان و معه البربر بالقتل والنهب في مدن الأندلس و بتخریب القری (ابن عذاري، 3/91-95، 117؛ المراکشي، 42-43؛ ابن بسام، 1(1)/24-29). وفي محرم 404/ آب 1013 احتلت جیوش البربر قصر أسرة ابن حزم في بلاط المغیث و نهبوه، و اضطر ابن حزم إلی أن یفر من قرطبة إلی المریة (ابن حزم، ن.م، 208).
وفي 406هـ قتل سلیمان بن الحکم وأخوه عبدالرحمن و أبوه البالغ 80 عاماً علی ید علي بن حَمّود بن میمون. وعلي بن حمود بن میمون هذا من ذریة علي بن أبي طالب (ع) و هو أول حاکم من بني هاشم في الأندلس وکان سلیمان بن الحَکَم قد عینه و أخاه القاسم بن حَمّود، حاکماً علی مدینة سبتة والجزیرة الخضراء. وقد حکم علي بن حمّود سنة و سعة أشهر و تسلم الحکم بمساعدة جیوشالبربر. وفي 22 محرم 407/ أول آب 1016 احتل علي بن حمود قرطبة، ولکنه قتل في ذي القعدة 408 علی ید ثلاثة من غلمانه الصقالبة في الحمام (ابن عذاري، 3/119-124؛ ابن بسام، 1(1)/78، 83). وواجه ابن حزم مصاعب جدیدة في أعقاب هذه الأحداث. ففي حین أنه لم یزل یقیم في المریة، إذ مکر الحاقدون و أعداؤه و حرّضوا حاکم المریة، خَیران الصَقلَبي (حکـ 403-419هـ) ضده. وکان خیران من غلمان المنصور بن أبي عامر البارزین، وبعد انهیار الخلافة الأمویة في الأندلس، أصبح حاکم المریة، ولعب دوراً بارزاً في أحداث الأندلس اللاحقة (ابن عذاري، 3/166-167؛ دوزي، II/310-311,317-319). وکان الحقادون علی ابن حزم قد وشوا عند خیران أن ابن حزم و صدیقه محمد ابن إسحق یسعیان في الخفاء من أجل إحیاء الخلافة الأمویة في الأندلس ثانیة فاعتقلهما خیران لهذا السبب و سجنهما عدة أشهر ثم نفاهما إلی منطقة تسمی حصن القصر من توابع الأندلس.
ذهب ابن حزم بعد عدة أشهر عن طریق البحر إلی بَلنسیة. وکان سفره هذا في عهد عبدالرحمن الرابع. وفي 407هـ/1016م ثار عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن الناصر، الملقب بالمرتضی في شرق الأندلس وبایعه الناس في رمضان 408/ شباط 1018؛ فالتحق به ابن حزم و تقلّد له الوزارة و شارک في حریه ضد القاسم بن حمود أخي علي بن حمود، بید أن المرتضی انهزم في هذه الحرب وقتل أثناء فراره في 408هـ، فأسر ابن حزم ثم أطلق سراحه بعد مدة و عاد إلی قرطبة في شوال 409/ شباط 1019 (ظ: ابن عذاري، 3/121، 127؛ دوزي، II/316-318؛ ابن حزم، طوق الحمامة، 208، 217-218). وبعد هذا وحتی 414هـ/ 1023م لاتتوفر معلومات حول حیاة ابن حزم، إلا أننا بعد هذا العام نلتقي ابن حزم في حادث سیاسي آخر. فقد قرر آنذاک أهالي قرطبة الذین نالوا استقلالهم حدیثاً مرة أخری تنصیب أحد الأمویین حاکماً، حیث رشّح وزراء المدینة وأعیانها ثلاثة أفراد کان أحدهم عبدالرحمن بن هشام، وأخیراً انتخب الجمیع عبدالرحمن بن هشام، أخا المهدي خلیفة ولقّبوه المستظهر بالله. واختار المستظهر حینئذ ابن حزم الذي کان من أصدقائه المقربین جداً «حاجیاً» أي وزیره الأعظم وعین عبدالوهاب بن حزم ابن عم ابن حزم وکذلک أبا عامر ابن شُهید في الوزارة، إلا أنه من جهة أخری کانت الأوضاع الاقتصادیة المتدهورة والمصاعب المالیة والبطالة، تشکل عبئاً ثقیلاً علی کاهل الناس وتثیر تذمّرهم ضد الحکومة. وفي هذه الأثناء حاول رجل من الأمویین اسمه محمد بن عبدالرحمن بن عُبَیدالله الناصري – الذي کان قبل ذلک یأمل في انتخابه في منصب الخلافة بدل عبدالرحمن المستظهر – استغلال هذه الأوضاع المضطربة، واستطاع رغم عدم ثقافته وقلة استعداده وکونه رجلاً محباً للملذات وملء البطن أن یوسّع نفوذه بین طبقة عمال قرطبة المتذمرین والثورة ضد المستظهر والانتصار فیها. فعزل المستظهر عن الخلافة ولقب نفسه بعد تسلمه الخلافة بالمستکفي بالله (414هـ/1024م). وکان أول عمل قام به هو اعتقال ابن حزم وابن عمه وإلقاءهما في السجن. ویشیر ابن حزم بنفسه في کتاب التقریب لحد المنطق (ص 199-200) إلی هذا الحادث (ابن عذاري، 3/135-139، 140-142؛ ابن بسام، 1(1)/34-39، خاصة 382).
انتهت حیاة ابن حزم السیاسیة في عهد آخر الحکام الأمویین في الأندلس، أي هشام بن محمد المعتدّ بالله (خلافة: 418-422هـ/1027-1031م). ویقال إن ابن حزم کان وزیره (ابن عذاري، 3/145-146، 152؛ دوزي، II/338-346؛ یاقوت، 12/237). ویذکر المؤرخون أن ابن حزم اتجه بعد هذه الفترة إلی تعلم العلوم وأعرض عن جمیع الأمور السیاسیة. ومع ملاحظة الأحداث السیاسیة والتغییرات الأساسیة في أوضاع الحیاة في الأندلس، وخاصة في قرطبة، یمکن بسهولة تبریر استیاء ابن حزم وإعراضه عن السیاسة. وکان ابن حزم من جهة أخری یتعصب بشدة لبني أمیة و خلفائهم السابقین والمعاصرین و کان من أنصارهم و مدافعاً عن خلافتهم بکل وجوده و یفضلهم علی سائر المنتسبین إلی قریش (ابن بسام، 1(1)/142؛ یاقوت، 12/250).
وحول دراسات ابن حزم، وردت أسماء عدد من أساتذته في المصادر و في بعض مؤلفاته. و کان من بین أوائل أساتذته في الفقه أبوعبدالله ابن دَحّون (تـ 431هـ/1040م). وفي الحدیث أحمد بن محمد بن الجَسور، وفي المنطق و الفلسفة أبو عبدالله محمد بن الحسن المذحجي، وفي الکلام والجدل أبوالقاسم عبدالرحمن بن أبي یزید الأزدي (ابن حزم، طوق الحمامة، 216؛ الحمیدي، 2900؛ یاقوت، 12/241-242؛ الذهبي، 18/185؛ المقري، 3/175). ویبدو أن ابن حزم کان حتی بلوغه 26 عاماً من عمره غیر مطلع علی الأحکام الشرعیة والمباني الفقهیة وروي عنه أنه لم یکن یعرف بعض آداب الصلاة أیضاً، وقد تألم إثر حادث وقع في مسجد، لعدم معرفته بآداب الصلاة فذهب حینها إلی ابن دحّون و بدأ عنده بقراءة کتاب الموطّأ للمالک بن أنس، ودرس علیه وعلی آخرین الفقه والحدیث مدة ثلاث سنوات (یاقوت، 12/240-242).
أمضی ابن حزم بقیة سنوات عمره في ناحیة لَبلَة وانصرف إلی التألیف والتعلیم حتی توفي هناک و عمره 71 سنة (ابن صاعد، 77؛ ابن بسام، 1(1)/141؛ یاقوت، 12/240: 457هـ).

آثاره

تدل عناوین کتب ابن حزم و رسائله علی أنه کان کاتباً غزیر الإنتاج. وتشیر روایات المؤرخین إلی أن عدد مؤلفاته یصل إلی رقم مدهش. ینقل مثلاً عن ابنه أبي رافع الفضل (تـ 479هـ/1086م) أن مؤلفات والده في الفقه والحدیث والأصول والنحو واللغة والملل والنحل والتاریخ و کذلک الرودود التي کتبها علی مخالفیه تبلغ حوالي 400 مجلد تتضمن حوالي 80,000 ورقة، وهکذا قورن في کثرة کتاباته مع محمد بن جریر الطبري کاتب التاریخ الشهیر (ابن صاعد، 76-77)، إلا أنه لم یبق من جمیع هذه المؤلفات الآن سوی عدة کتب وعدد من الرسائل. ونذکر هنا عناوین الکتب والرسائل المخطوطة التي بقیت منها وقد طبعت حتی الآن (حول عناوین مؤلفاته الأخری، ظ: الذهبي، 18/193-198):
1. طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف، حول العشق والعشاق. توجد مخطوطة واحدة منه فقط في مکتبة جامعة لیدن بهولندا. نشر د.ک. پتروف هذا الکتاب لأول مرة استناداً علی نفس المخطوط الوحید في 1914 م في لیدن. ونشر الکتاب بهذه الطبعة مرة أخری في 1934م بدمشق وفي 1950م بالقاهرة بتحقیق حسن کامل الصیرفي. ثم نشره في 1949 م برشه مع ترجمته الفرنسیة في الجزائر العاصمة. و نشرت الطبعة الأخیرة له مع مقدمة وتصحیحات و هوام بتحقیق صلاح‌الدین القاسمي في 1985م بتونس، ترجم هذا الکتاب إلی اللغة الإنجلیزیة وکذلک ترجم إلی اللغات الروسیة و الألمانیة و الإیطالیة والفرنسیة والإسبانیة.
2. «رسالة في فضل الأندلس»، التي ذکر متنها المقّري في نفح الطیب (3/158-179). ونشرت هذه الرسالة، مع رسالتین أخریین تحت عنوان فضائل الأندلس و أهلها، بتحقیق صلاح‌الدین المنجد في 1968 م ببیروت، وکذلک أدرجت في المجموعة الثانیة من رسائل ابن حزم بتحقیق إحسان عباس.
3. الإحکام في أصول الأحکام، نشر أولاً في أعوام 1345-1348هـ بتحقیق أحمد شاکر في القاهرة، ثم في 8 أجزاء ومجلدین في 1970م بتحقیق زکریا علي یوسف في القاهرة، ومرة أخری في 1980م مع مقدمة إحسان عباس في بیروت.
4. المُحَلّی في شرح المُجَلّی، ألّف ابن حزم هذا الکتاب علی أساس الفقه الشافعي وقبل اعتناقه مذهب الظاهریة وهو شرح علی المُجَلّی مؤلَّفه الآخر. نشر متن هذا الکتاب أولاً في 11 مجلد بتحقیق أحمد شاکر في أعوام 1347-1352هـ/1928-1933م، ثم في بیروت بتحقیق محمد منیر الدمشقي في 11 مجلداً أیضاً.
5. إبطال القیاس والرأي والاستحسان والتقلید و التعلیل، الذي نشر أولاً جولدزیهر الأجزاء المهمة منه في ملاحق کتابه «الظاهریون» في لایبزیک (1884م). نشر هذا الکتاب مرة أخری تحت عنوان تلخیص إبطال القیاس … في دمشق بتحقیق سعید الأفغاني في 1379هـ/1960م.
6. الأصول والفروع، نشر في القاهرة (1978م) في مجلدین.
7. رسائل ابن حزم الأندلسي، نشرت في ثلاث مجموعات، بتحقیق إحسان عباس من سنة 1954م (؟) ومابعدها. وتضم هذه المجموعات الثلاث بالإضافة إلی طوق الحمامة، الرسائل التالیة: «رسالة في الرد علی الهاتف من بُعد» و «رسالة البیان عن حقیقة الإیمان» و «رسالة التوقیف علی شاعر النجاة باختصار الطریق» و «رسالة مراتب العلوم» و «رسالة في الغناء المُلهي أمباح هو أم محظور؟» و «رسالة في ألم الموت وإبطاله» و«فصل في معرفة النفس بغیرها و جهلها بذاتها» و «درسالة في مداواة النفوس و تهذیب الأخلاق والزهد في الرذائل» و «رسالة الدُرّة في تحقیق الکلام فما یلزم الإنسان اعتقاده» و «رسالة في مسألة الکلب» و «رسالة في الجواب عما سئل عن سؤال تعنیف» و«رسالة في الرد علی ابن النغزالة (النغزیلة) الیهودي (صَموئیل بن نجدِلا)» و «رسالة في الإمامة» و «رسالة عن حکم من قال إن أرواح أهل الشقاء معذبة إلی یوم الدین» و «رسالة التخلیص لوجوه التلخیص» و «نقط العروس».
8. نَقط العروس (في تواریخ الخلفاء)، نشر زیبولد هذه الرسالة لأول مرة في مجلة «مرکز الدراسات التاریخیة في غرناطة» في 1911م. ونشر للمرة الثانیة بتحقیق شوقي ضیف في مجلة کلیة الآداب (عد 13، 1951م) وللمرة الثالثة في الجزء الثاني من مجموعة رسالئل ابن حزم بتحقیق إحسان عباس.
9. حجة الوداع، بتحقیق ممدوح حقي، دمشق، 1956م.
10. الأخلاق والسیر، هذا الکتاب هو نفس رسالة في مداواة النفوس وتهذیب الأخلاق الذي نشر بتحقیق إحسان عباس في المجموعة الأولی من رسائل ابن حزم الأندلسي. نشر هذا الکتاب مرة أخری مع ترجمته، الفرنسیة بعنوان الأخلاق والسیر بتحقیق ن. تومیش في بیروت (1961م).
11. التقریب لحد المنطق والمدخل إلیه، نشر في بیروت (1959م) بتحقیق إحسان عباس استناداً علی المخلطوط الوحید الموجود في المکتبة الأحمدیة لجامع الزیتونة بتونس (رقم 6814).
12. الفضل في الملل والأهواء والنحل، نشرت طبعته الأولی في القاهرة (1317هـ/1899م) في 5 أجزاء (بمجلدین) وطبع في حاشیته الملل والنحل للشهرستاني. ونشرت طبعته الثانیة أیضاً في 5 أجزاء (بمجلدین) في القاهرة (1964م).
13. «منظومة ابن حزم في قواعد الفقه الظاهري»، بتحقیق محمد إبراهیم الکتاني، في مجلة معهد المخطوطات، 1975م (21/148-151).
14. رسالة الألوان، الریاض، 1979.
15. «رسالة في أمهات الخلفاء»، بتحقیق صلاح‌الدین المنجد، في مجلة المجمع العلمي بدمشق، 1959م، عد 34.
16. کتاب السیاسة، الذي نشر إبراهیم الکتاني أقساماً منه في مجلة تِطوان (المغرب، 1960، 1960م، عد 5).
17. جمهرة أنساب العرب، الذي نشر للمرة الأولی بتحقیق لیفي بروفنسال في القاهرة (1948م)، وللمرة الثانیة بتحقیق عبد السلام هارون في القاهرة (1962م)، وللمرة الثالثة في بیروت (دار الکتب العلمیة).
18. جوامع السیرة (السیرة النبویة)، نشر بتحقیق إحسان عباس وناصرالدین الأسد، في القاهرة (1956م) مع هذه الرسائل الخمس: «رسالة في القراءات المشهورة في الأمصار الآتیة مجيء التواتر» و «رسالة في أسماء الصحابة رواة الحدیث و ما لکل واحد من العدد» و «رسالة في تسمیة من روي عنهم الفتیا من الصحابة و من بعدهم علی مراتبهم في کثرة الفتیا» و «جُمل فتوح الإسلام» و «أسماء الخلفاء المهدیین و الأئمة أمراء المؤمنین».
19. «مراتب الإجماع في العبادات و المعاملات والاعتقادات» وطبع في ملحقه «نقد مراتب الإجماع» لابن تیمیة وقد طبع في القاهرة 1357هـ مع محاسن الإسلام و شرائع الإسلام للبخاري.
20. رسائل ابن حزم (المجموعة الرابعة)، بتحقیق إحسان عباس، نشر في بیروت 1984م.

صفاته

استناداً إلی کتابات ابن حزم نفسه وأخبار المؤرخین، یمکن القول من دون شک أنه کان إنساناً خاصاً فیما یتعلق بعلم النفس الفردي، وکان وجود بعض هذه الصفات لدیه سبباً لمعاناته الآلام والمتاعب المختلفة، کما کان ابن حزم منجهة یملک روحیة حساسة، وطبیعة شاعریة، وکان وفیاً وثابتاً في صداقاته و علاقاته مع أقرانه، ومن جهة أخری کان یتعصب لمعتقداته و أفکاره بشدة. یکتب ابن حزم حول أخلاقه: «إني جبلت علی طبیعتین لایهنئني معهما عیش أبداً، وإني لأبرم بحیاتي باجتماعهما، وأود التثبت من نفسي أحیاناً لأفقد ما أنا بسببه من الفکر من أجلهما، وهما وفاء لایشوبه تلوّن،وقد استوتفیه الحضرة والمغیب، والباطن و الظاهر، تولده الألفة التي لم تعرف بها نفسي عما دریته، ولاتتطلع إلی عدم من صحبته؛ والأخری عزة نفس لاتقر علی الضیم، مهتمة لأقلّ مایرد علیها من تغیر العارف مؤثرة للموت علیه، فکلواحدة من هاتین السجیتین تدعو إلی نفسها. و إني لأجفی فاحتمل، واستعمل الإناة الطویلة، والتلوّم الذي لایکاد یطیقه أحداً» (طوق الحمامة، 212). وبهذا الکشل لاعج أن قالوا إنه لم یکن یأبه بنشر معتقداته و نظریاته والدفاع عنها مما خلق له أعداء و تحمل آلاماً کثیرة. وانطلاقاً من سجیة الوفاء یمکن تبریر ولائه الثابت و حتی التعصب الحکام الأمویین، ومن هنا أصبحت المرارات و الآلام والنفي والتشرید نصیبه في تلک الفترة المضطربة ومرحلة انهیار الأندلس سیاسیاً و اجتماعیاً.
وسعی کثیر من الفقهاء والعلماء المعارضین لمعتقدات و آراء ابن حزم في إیذائه أو تحریض الحکام ضده وإثارتهم العوام علیه حتی وصل الأمر في أیام حکومة أبي عمرو العَبّاد بن محمد المعتضد بالله (433-461هـ/1042-1069م) أن أحرقوا کتبه في إشبیلیة ومزقوا بعضها علناً. یقول مترجمو حیاته: إن أکثر معایبه – زعموا – عند المنصف له جهله بسیاسة العلم التي هي أعوص من إتقانه (ابن بسام، 1(1)/141-142؛ قا: یاقوت، 12/247-249؛ الذهبي، 18/200-201، إحراق کتبه: 205).
ویذکر ابن حزم أنه کتب کثیراً من کتبه في فترات کان فیها بعیداً عن وطنه و أقاربه وأبنائه و کان خائفاً فیها من ظلم و عدوان الاخرین (التقریب، 200). ویقول حول مکانته في عصره و بین أهل بلده: «أما جهتنا فالحکم في ذلک ماجری به المثل السائر أزهد الناس في عالِم أهله و قأت في الإنجیل: أن عیسی (ع) قال: لایفقد النبي حرمته إلا في بلده». ثم یتحدث ابن حزم عن حسد الأندلسیین للعلماء و سوء معاملتهم لهم (ظ: «رسالة في فضل»، 3/166؛ قا: EI2, II/798).

 

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: