الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل سعود /

فهرس الموضوعات

آل سعود

آل سعود

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/24 ۰۹:۲۰:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

وعند ذاک دخلت القوات الانجلیزیة الحرب مباشرة، وزحفت علی نجد من العراق و شرق الأردن، وألحقت بالوهابیین عدة هزائم. وفي اجتماع عُقَیر الذي عقد في جمادی‌الأولی 1341/ کانون الأول 1922 أرغمت بریطانیا ابن سعود علی توقیع معاهدة رسم الحدود الشمالیة الشرقیة لنجد، و طبقاً لهذه المعاهدة انتقل قسم من أراضي نجد إلی العراق و الکویت. و حدّدث بین نجد و العراق، وکذلک بین نجد والکویت منطقتا «حیاد». و حظرت المعاهدة أیضا إنشاء مراکز للحراسة وللقوات العسکریة أو التحصینات حول آبار المیاه في هاتین المنطقتین. ولقاء ذلک اعترفت انجلترا بسلطة ابن سعود علی نجد و شمّر والجوف و اضطر ابن سعود للتخلي عن حکم عسیر.

وبعد أن ندّد ابن سعود عام 1342/1923 باجتماع الکویت – الذي دعت إلیه انجلترا لإِضعاف دولة نجد – ألغت بریطانیا اتفاقیات 1333/1915 و أوقفت دفع المعونة إلی ابن سعود، و حرّر هذا الأمر بدوره ابن سعود من التزاماته تجاه إنجلترا و هیأ له مزیداً من الحریة لتحقیق خطته القدیمة لتوحید شبه الجزیرة العربیة (التاریخ المعاصر، 1/262).

وفي 1342/1924 و علی إثر انهیار الخلافة العثمانیة أعلن الشریف حسین – لغباوته أو ربما لدعم الانجلیز له – نفسه خلیفة للمسلمین (لنچافسکي، 438). ولکن انجلترا لم ترحاجة لمزید من الدفاع عنه. وشنّ ابن سعود أیضاً بطلب من «لجنة الخلافة الإسلامیة» في الهند التي کانت تحت سیطرة إنجلترا حرباً ضده. و یبدو أن قطع مساعدات إنجلترا المالیة عن ابن سعود کان في الحقیقة لاطلاق یده في الهجوم علی الشریف حسین. وقد زاد من عزم ابن سعود للهجوم علی الحجاز إعلان الشریف حسن منع دخول حجاج نجد إلی مکة. و هکذا وجّه ابن سعود في ذي القعدة من عام 1342/ تموز 1924 نداء إلی المسلمین یدعوهم فیه إلی عدم اعترافهم بخلافة الشریف حسین. کما عقد ابن سعود ندوة للعلماء الوهابیین و شیوخ قبائل نجد، اتخذ فیه قراراً بشن حملة علی الحجاز. و في صفر 1343/ أیلول 1924 بدأ هجومه علی الشریف حسین واحتل الوهابیون في البدایة الطائف. و بعد عدة دیام وصلوا إلی أبواب مکة (التاریخ المعاصر، 1/263). وقد أرغم «الحزی الوطني الحجازيم الشریف حسین علی التنازل عن العرش لابنه علي. إلا أن علیاً لم یجد في نفسه القدرة علی الصمود فتنازل عن مکة لابن سعود في ربیع الأول 1343/ أیلول 1924. و بعد عدة أشهر احتل ابن سعود المدینة وجدة أیضاً (1344/1925). و في 22 جمادی الثانیة 1344/ 7 کانون الثاني 1926 أعلن عن تنصیب ابن سعود ملکاً علی الحجاز و نجد و المقاطعات التي ضمت إلیهما. و بعد شهر اعترف الاتحاد السوڤیتي باعتباره أول دولة کبری رسمیاً بدولة ابن سعود؛ ووصلت الی جدة لأول مرة بعثة دبلوماسیة سوڤیتیة.

توجه ابن سعود بعد ذلک إلی عسیر فاحتل أَبها في ربیع الثاني 1345/ تشرین الأول 1926. وفر الأمیر حسن إلی عسیر ووقّع خلفه معاهدة نصّت علی عدم اشتراک عسیر في أحلاف معادیة للوهابیین. و بعد أربعة أعوام تمّت الإِطاحة بالأمیر الجدید و ضم ابن سعود عسیر رسمیاً لبلاده.

في هذه الفترة التي تخلّت إنجلترا عن دعم عائلة الشریف حسین ضد السعودیین وضعت خطة أخری تولي بموجبها الحکم للعائلة الهاشمیة في أجزاء أخری من المناطق العربیة التي تسیطر علیها، وذلک للسیطرة علی المناطق الواقعة بین الشرق الأوسط و الخلیج‌الفارسي، و حفظ خطوط مواصلاتها، و لذلک سعت لتأسیس دولة الأردن و تقدیم جزء من أراضي نجد للأمیر عبدالله. ولکن ابن سعود أعلن معارضته لذلک فاضطرت إنجلترا لمنح ابن سعود بعض الامتیازات خشیة من فشل خطتها، فعقدت معه معاهدة في 1345/1927 اعترافت فیها إنجلترا رسمیاً بالاستقلال الکامل و المطلق لابن سعود (شوادران، 267)، وأطلقت یده لطرد علي بن الشریف حسین من الحجاز. واعتراف ابن سعود لقاء ذلک بتأسیس إمارة الأردن و تنازل لشرقي الأردن عن السهل الذي کانت تربطه علاقات صداقة مع ابن سعود و أصبح فیما بعد عضوا في الشوری الخاص، دوراً مهماً (فیلبي، 421، 422).

وفي رجب 1345/ کانون الثاني 1927 أُعلن عن تنصیب ابن سعود ملکاً للحجاز و نجد والمقاطعات التي ضمت إلیهما (ن.م، 439)، وعقد في مکة خلال شهر محرم 1346/ تموز 1927، مؤتمر إسلامي عام حضره ممثلو البلدان الإسلامیة والعربیة واتخذوا قرارا أُعلن فیه أن عبد العزیز بن عبدالرحمن المعروف بابن سعود حامي «العتبات المقدسة الإسلامیة» في مکة و المدینة. (التاریخ المعاصر، 2/264).

شرع ابن سعود بعد ذلک بالاصلاحات الداخلیة، فأصدر في صفر 1346/ آب 1927 مرسوماً باجراء إصلاح قضائي ألغی القانون البدوي التقلیدي واستبدل العادات القبلیة بالقضاء الشرعي، کما استبدل الشیوخ الذین کانوا یمارسون مهام الحاکم بقضاة یعینهم بنفسه، وتشکلت في کافة أنحاء البلاد محاکم بدائیة، بینما تشکلت في مکة والمدینة محاکم شرعیة علیا، وأسست في مکة لجنة الرقابة القضائیة وهي أعلی هیئة حقوقیة في البلاد. وکان الاصلاح القضائي قد زعزع النظام القبلي و عزز السلطة المرکزیة. وفي جمادی الأولی 1352/ أیلول 1932 صدر مرسوم توحید أجزاء المملکة العربیة، و صارت البلاد تسمی بـ «المملکة العربیة السعودیة». وجری توحید النظام الإِداري في‌الدولة علی أساس شمول صلاحیات مجلس الوزراء والمجلس التشریعي في الحجاز الذي أسس في 1345/1926 لنجد و المقاطعات الأخری و تأسیس وزارات للدولة بأسرها. وفي 1353/1934 قسمت الحجاز إلی أربع عشرة أمارة یحکم اغلبها امراء نجدیون، و مما ضمن الحکم الملکي المطلق في العربیة السعودیة جعل کافة المناصب الحکومیة العلیا في أیدي أبناء آل سعود. وکان عامل نجد ابن الملک البکر سعود و عامل الحجاز ابنه الآخر فیصل.

وأبدی ابن سعود اهتماماً کبیراً بتعزیز سلطته في المقاطعات التي ضمّها إلیه أخیراً. فعقد اجتماعاً لشیوخ القبائل أمر فیه بدفع الزکاة کاملة عند نصابه، کما أمر بخضوع البدو للتشیعة الاسلامیة دون العرف القبلي و بتأمین سلامة الحجاج عند مرورهم بأراضي القبائل.

وبناءً علی طلبابن سعود عقدت بیّن قبائل الحجاز اتفاقیات المصالحة، و أرسل 50 من کبار الوهابیین إلی قبائل الحجاز لنشر هذا المذهب و اجتذاب البدو لسکنی المستوطنات، ولم یستطع الوهابیون أن ینشئوا مستوطنات إلا في منطقة الطائف الخصبة، حیث أسکن فیها 6000 بدوي، وقد أبدت بعض القبائل البدویة کقبیلة «حرب» مقاومة للحکومة. إلا أن ابن سعود قمعها بشدة، وأخذ رهائن منها، وأنشأ في أراضیها معسکرات، وشکّل فصائل خاصة لمعاقبة القبائل التي کانت تنهب الحجاج کعادتها القدیمة، والقی علی شیوخ القبائل مسئولیة تصرّف رعایاهم. غیر أن هذه الانتصارات، أدّت علاوة علی إثارة الانجلیز للقبائل ضد السعودیین و دفع العراق لحرق معاهدة عُقَیر، و إقامة مخافر في المنطقة المحایدة، أدّت إلی ظهور معارضة شدیدة ضد ابن سعود ولذلک فقد انضم کثیر من العلماء و «الإخوان» الوهابیین – الذین کانوا یطالبون باعلان الجهاد ضد العراق – إلی صفوف المعارضین لابن سعود. وقد حال ابن سعود في البدایة دون رحیل البدو و «الإِخوان» الوهابیین، و دون اجتیاحهم للمحمیات البریطانیة. وفي 1345 و 1346/1927 و 1928 عقد ابن سعود ندوات في الریاض لکبار «الإخوان» وعلماء الوهابیة، طالب مندوبو الندوات فیها بتخفیض الضرائب و منع استعمال السیارات و التلغراف و الوسائل الحدیثة الأخریف و إعلان الجهاد ضد العراق. وافق ابن سعود علی تخفیض الضرائب، و تمکّن من شقّ المعارضة عن طریق الاقناع والهبات والتهدید، إلا أن «الإِخوان» أصرّوا علی موقفهم فحطموا محطة الإذاعة في مکة، فأصدر ابن سعود أمره باعدام قادة التمرّد، و لکن توقف بناء محطتي الإِذاعة في الریاض و حائل.

کان فیصل الدویش من ألد أعداء ابن سعود و هو أکبر شیوخ قبیلة مطیر الذي تحالف مع محمد شقیق ابن سعود و خالد ابن أخیه للاستیلاء علی السلطة. وقد شنّ فیصل الدویش غاراته علی حدود العراق بغیة جرّه إلی الحرب مع ابن سعود. و بغیة الحیلولة دون هذه الاستفزازات حاصر ابن سعود قبیلة مُطیر و کفّ عن تقدیم المعونة السنویة لها. وفي رمضان 1346/ شباط 1928 شن البریطانیون – الذین کانوا یسعون لتشدید حدة النزاع – حملة علی نجد بقوات الجیش العراقي و سلاح الجو البریطاني تظاهراً بالقضاء علی المتمردین، و لکن الضرر أصاب القبائل الموالیة لابن سعود، فانتهز دویش الفرصة و دعا القبائل إلی الحرب ضد العراق و بریطانیا، وهاجم نجد، وعقد ابن سعود في جمادی الأولی 1347/ تشرین الأول 1928 مؤتمراً لممثلي المدن و القری والمستوطنات و القبائل. و بعد أن ألقی علی دویش مسئولیة إنشاء المخافر العسکریة العراقیة في المنطقة المحایدة، أعلن عن رغبته في التنازل عن العرش، إلّا أن أعضاء المؤتمر لم یوافقوا. و بعد أن أدّوا یمین الولاء له، کلّفوه بأن یحل مع الدیش جمیع المسائل المختلف علیها في اجتماع خاص، غیر أن دویش لم یخضع للقرار، و قاد «الإخوان» من قبیلته من جدید في غارة علی شمال نجد، ونهبوا وقتلوا البدو من قبائل شمَّر و عنیزة و شفیر الموالیة لابن سعود، وأغاروا علی قوافل التجار في الطریق بین الریاض و الخلیج‌الفارسي، عندئذ وجه ابن سعود جیشاً استطاع أن یخمد حرکتهم في معارک أریقت فیها الدماء، وأعدم زعماء القبائل المتمردة من مُطیر و عجمان و عتیبة، ولکنه عفا عن دویش الذي أصیب بجراح. غیر أن قوی المتمردین لم تکن قد قمعت نهائیاً، ففي منتصف عام 1348/1929 و 1930 اجتاحت موجة جدیدة من الاضطرابات شمال نجد (من جبل شمَّر حتی الخلیج‌الفارسي)، و انضمت إلی قبیلة عجمان الثائرة قبیلتا عتیبة و مطیر اللتان قادهما فیصل الدویش بعد شفائه، و قدّمت دولة الکویت و العراق المساعدة لدویش، و باعث إنجلترا الأسلحة لابن سعود بغیة قمع التمرّد. و بهذه الصورة و بعد حرب ضاریة قُمضي علی التمرد و أُعدم زعماؤه (ن.م، 1/263-269).

وبعد سیطرته ابن سعود علی الأوضاع الداخلیة، بدأ ابن سعود بتوطید و إنشاء علاقاته الخارجیة مع الدول العربیة وغیر العربیة للظهور علی مسرح السیاسة في المنطقة، وتوطید مکانة المملکة العربیة علی المستوی العالمي، وقد اعترافت الحکومة البریطانیة آنذاک بالدولة السعودیة وعقدت مع ابن سعود معاهدة صداقة في جدة. کما وقع ابن سعود في 1348/1929 معاهدة صداقة معد ألمانیا و عقد مع الکویت في 1349/1930 معاهدة التجارة وتسویة خلافات الحدود. وزار الأمیر فیصل في 1351/1932 الاتحاد السوڤیتي. وعقد ابن سعود في 1352/1933 معاهدة صداقة حسن الجوار مع شرق الأردن، ومعاهدة صداقة مع إیطالیا. وفي 1353/1934 وبعد إنهاء الحرب مع الیمنیین بشأن المناطق الحدودیة في عسیر ونجران وجیزان واحتلال تهامة، عقد مع الإِمام یحیی البدر معاهدة الصداقة. وفي 1355/1936 وطّد علاقاته مع العائلة الهاشمیة في العراق، و بغیة تعزیز علاقاته مع البلدان العربیة وقّع معاهدة صداقة مع مصر وأقام العلاقات الدبلوماسیة معها في 1355/ 1936.

وفي سنوات الأزمة الاقتصادیة العالمیة (1929-1933م) تردّی الوضع الاقتصادي في العربیة السعودیة بسبب تقلّص عدد الحجاج والجفاف في 1350-1351/1931-1932، وبلغت دیون‌الدولة السعودیة في 1351/1932، 219,000 جنیه استرلیني، ورفضت الدول الأوروبیة تقدیم القروض إلی ابن سعود. في مثل هذا الوضع بدأت شرکة نفط «استاندارد أویل» في کالیفورنیا مباحثاتها مع ابن سعود بشأن منح الشرکة امتیاز البترول في القسم الشرقي من البلاد لقاء قروض. وقدّمت الشرکة المذکورة قرضاً بمبلغ 130,000 دولار في 1351/ 193 لقاء امتیاز استخراج البترول في مساحة 932,000 کم2 طوال 66 عاماً. وقد أسست شرکة فرعیة باسم «شرکة نفط استاندارد العربیة – الکالفورنیة» بغیة استثمار حقول البترول وحصلت هذه الشرکة علاوة علی امتیاز استخراج البترول علی امتیاز حق استثمار الموارد لامعدنیة الثمینة في العربیة السعودیة في أراض تبلغ مساحتها 153,000 کم2.

وفي بدایة الحرب العالمیة الثانیة أعلن ابن سعود عن حیاده، ولکن دخول أمریکا الحرب وحاجة الحلفاء الماسة للبترول دفع ابن سعود للمیل إلی الحلفاء شاه أم أبیٰ. ولم تکن الحکومة الأمریکیة حتی آنذاک تولي أهمیة مباشرة للعربیة السعودیة، وکانت الشرکات الأمریکیة تتعامل مع ابن سعود علی انفراد. وکما لم یکن لأمریکا حتی عام 1359/1940 مبعوث دبلوماسي في البلاط السعودي. وبعد بدء الحرب واجه ابن سعود ضغوطاً کبیرة من الألمان وإیطالیا لحمله علی المیل إلی قوات المحور. واقترب الأسطول الإِیطالي الذي کان في میاه البحر الأحمر قرب أریتریا من سواحل العربیة السعودیة، وکان غروبا سفیر ألمانیا في السعودیة یقوم بأعمال تخریبیة في آبار البترول. وفي 1360/1941 وجه هیتلر رسالة إلی ابن سعود حثّه فیها علی محاربة بریطانیا ووعده بتنصیبه ملکاً علی العرب جمعیعا. إلّا أن سقوط دولة الگیلاني في العراق، وخروج الإیطالیین من مستعمراتهم الأفریقیة، جعلا ابن سعود أن یبتعد عن دول المحور. وفي 1360/1941 فسخ معاهدة الصداقة مع ألمانیا وطرد غروبا من البلاد. کما طرد الإِیطالیین في صفر/ شباط من السنة التالیة. إلّا أن الصعوبات المالیة التي عاناها بسبب نشوب الحرب وانخفاض کمیات البترول المستخرجة وتقلّص عدد الحجاج دعته لطلب قرض من أمریکا و إنجلترا، وأشار إلی أنه سیحول دون استخراج البترول في حالة عدم الإِهتمام بطلبه (لنچافسکي، 446، 447). وأخیراً نال ابن سعود جزءاً من القرض الذي قدمته أمریکا لبریطانیا ثم أخذ بموجب قانون «القروض والتأجیر» الأمریکي 99 ملیون دولار خلال فترة الحرب. وفي جمادی الأولی 1362/ أیار 1943 أقامت الولایات المتحدة العلاقات الدبلوماسیة مع العربیة السعودیة. وفي نفس السنة استبدل اسم «شرکة نفط استاندارد العربیة – الکالفورنیة» باسم «شرکة النفط العربیة – الأمریکیة» (آرامکو)، وأنشأ الأمریکیون قاعدة جویة في الظهران لتوجیه العملیات العسکریة في هذه المنطقة من العالم (التاریخ المعاصر، 1/269-273). وبقی هذا الموضوع في غایة السریة لإِظهار البریطاني في العربیة السعودیة وبدایة نفوذ الولایات المتحدة الأمریکیة (پترسون، 470).

لقد دعا التقارب المتزاید ابن سعود و الحلفاء، وخاصة اللقاء الذي جری بینه و بین روزفلت علی متن الطرّاد الأمریکي «کوین سي» في 1364/ 1945 والذي تم بموجبه الاتفاق علی وضع الموانئ السعودیة في الخلیج‌الفارسي تحت تصرف الأسطولین البحریین الأمریکي والبریطاني، والترام روزفلت علی أنه لن یغیّر موقفه بشأن المسألة الفلسطینیة بدون مشاورات تمهیدیة مع العرب والیهود، دعا ابن سعود إلی إعلان الحرب علی ألمانیا في ربیع الأول 1364/ آذار 1945 (لنچافسکي، 448). وفي نفس هذه السنة وضع عدد من الضباط السعودیین بقیادة الطیار عبدالله المندیلي خطة انقلاب ضد ابن سعود، ولکنهم فشلوا وتمّ القبض علیهم قبل البدء بالعملیات (عربستان سعودي، 113). وقام أول إضراب لعمال البترول في منشآت آرامکو في هذه السنة أیضاً، حیث طالب العمال بتحسین ظروف العمل وزیادة الأجور. وسرعان ما قضي علی هذا الإضراب قبض علی القائمین به. ورغم ذلک فقد حصل المضربون بعد أسبوعین علی عدد من مطالیبهم. وعلی إثر إضراب عمّا البترول نجح الإِضراب الذي أعلنه حرفیو و عما مدینة الهُفوف أیضا لمدة ثلاثة أیام وحصلوا بعده علی مطالیبهم. (التاریخ المعاصر، 1/278).

وفي خلال ذلک وقّع ولي العهد العربیة السعودیة سعود بن عبدالعزیز بروتوکولات ومیثاق جامعة الدول العربیة بعد مباحثات تمهیدیة في القاهرة بشأن الوحدة العربیة في 1362/1943. وبناءً علی طلبه أدرج في هذه الوثائق بند بشأن ضمانات استقلال سوریة ولبنان وثبات حدود البلدان العربیة. وفي 1365/1946 احتجّ ابن سعود علی ترومن بشأن دعوته لهجرة مائة دلف یهودي إلی الأراضي المحتلة؛ وفي السنة التالیة أدّی تصویت أمریکا علی قرار مجلس الأمن في 1366/1947 والقاضي بتقسیم فلسطین، إلی تدهور العلاقات بین هذه‌الدولة وابن سعود. ولکن لم تنته إلی قطعها، وعادت العلاقات إلی حالتها الطبیعیة بعد فترة. وفي 1367/1948 دخل الأسطول الأمریکي إلی الخلیج‌الفارسي وزار الضباط الأمریکیون العربیي السعودیة لأول مرة.

وفي هذه الفترة التي ارتفع دخل آل سعود من البترول 50% وبلغ 250 ملیون دولار، بدأ ابن سعود نشاطات عمرانیة، وإعطاء قرض إلی سوریة وتنظیم وتنفیذ خطة لمیزانیة البلاد وتأسیس وزارات کالتربیة والتعلیم والزراعة والتجارة وإنشاء المستشفیات والمدارس. ولکنه توفي أثناء إخماد الإِضرابات العمالیة عن عمر یناهز 73 عاما بعد حکم دام 51 سنة.

 

19. سعود بن عبدالعزیز (حکم: 1372-1384/1953-1964)

استلم الحکم بعد وفاة والدة وکان یعرف بـ «الملک سعود» وکان أخوه فیصل یسعی للقیام باصلاحات لالینال شعبیة فحسب، بل لیکتسب قدرة یستطیع بها أن یمهد الطریق للوصول إلی العرش أیضاً وذلک لأنه کان یعتبر نفسه أکثر کفاءة لتولي الحکم، وهو ماکان یبدو واضحاً من خلال نشاطاته في عهد الملک سعود کتولي المناصب الحکومیة الحساسة وتمثیل بلده في المفاوضات السیاسیة والاقتصادیة مع الدول الأجنبیة واتخاذ مواقف یواجه بها الملک سعود.

وفي صفر 1373/ تشرین الأول 1953 تأسس مجلس وزاري برئاسة الملک، وعین فیصل نائباً لرئیس الوزراء و وزیراً للخارجیة وکان یحظی بتأیید الکتلة الیساریة في العائلة المالکة ممن یسمونهم بـ «الأمراء الأحرار» وعلی رأسهم طلال شقیق الملک وحینما تولّی جمال عبدالناصر زعامة العرب ضد اسرائل وحلفائها انتهج الملک سعود سیاسة الصداقة مع مصر، وذلک للتخلص من جهة من العلة السیاسیة وللصمود من جهة ثانیة في وجه الهاشمیین في الأردن والعراق الذین تدعهمهم بریطانیا. وبعد أن امتنع عن الدخول في حلف بغداد عام 1375/1955 عقد اتفاقیتین دفاعیتین منفصلتین مع مصر و سوریة (الشرق الأوسط و …، 2/606)، وعقد اتفاقیة ثالثة مع مصر والیمن (التاریخ المعاصر، 1/274-281).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: