الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل سعود /

فهرس الموضوعات

آل سعود

آل سعود

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/24 ۰۹:۲۰:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

آل سعود، سلالة تنسب إلی سعودبن محمدبن مِقرِن، حکمت جزءاً من الجزیرة العربیة منذسنة 1148ھ/1735م، وتحکم حالیاً المملکة العربیة السعودیة التي أطلق علیها اسم هذه السلالة، والأوروبیون یلفظون سعود بفتح السین.

 

تاریخها

کان الضعف المتزاید للامبراطوریة العثمانیة الذي أدی منذ سنین مضت إلی ظهور عدد من الحرکات الانفصالیة و تأسیس دول مستقلة و شبه مستقلة في مناطق من أرجاء هذه الامبراطوریة سبباً لما وقع من أحداث في أوائل القرن 12ھ/18م في الجزیرة العربیة أیضاً.

ولعل أهم حدث وقع في هذه المنطقة بعد استیلاء العثمانیین علی الجزیرة العربیة توافد التجار الأوروبیین ولاسیما الانجلیز إلی سواحل الخلیج‌الفارسي والمحیط الهندي (بترسون، 466-467)، والذي أدّی بدوره إلی سیطرة بریطانیا علی سواحل الخلیج‌الفارسي وذلک للحیلولة دون امتداد النفوذ الفرنسي والروسي إلی الهند، ولعبت بالتالي دوراً رئیسیاً في مصیر شبه الجزیرة العربیة («الشرق الأوسط و شمال أفریقیا»، 2/605). وبالرغم من أن الأشراف الهاشمیین کانوا یحکمون الحجاز أرض المسلمین المقدسة نیابة عن الخلیفة العثماني، فقد ثار عدد من الأفراد والقبائل ضد الخلیفة العثماني والشریف القریشي في مناطق من شبه الجزیرة وضواحیها، ورفعوا رایة الاستقلال. منهم: عائلة المَکرمي الاسماعیلیة المذهب في وادي نجران بالقرب من حدود الیمن الشمالیة، و إمام الیمن الزیدي في مرتفعات هذه المنطقة، والخوارج في عمان و قبیلة بني خالد في الواحات الغربیة بقطر علی سواحل الخلیج‌الفارسي (هاب وود، 54، 55) و کان منهم سعودبن محمّد بن مقرن بن مرخان بن ابراهیم (تـ 1137ھ/1724م) من قبیلة مسالخ ومن عرب عَنَزة والذي ثبَّت إمارته شیئاً فشیئاً في الدرعیة وماجاورها من الواحات الصغیرة (حمزة، 335)، وحینما توفي تحالف ابنه محمد مع محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابیة، ووصل خلفاؤه إلی السلية أیضاً بنفس الطریقة فاستولوا تدریجیاً علی أجزاء مهمة من الجزیرة العربیة.

ویمکن تقسیم التاریخ العسکري والسیاسي لهذه السلالة منذ بدایته حتی الآن، إلی ثلاثة أوار: الف. منذ تأسیس دولة صغیرة في الدرعیة إلی استیلاء المصریین؛ ب. منذعودتهم إلی السلطة إلی استیلاء ابن رشید علی نجد؛ ج. منذ استیلاء ابن سعود علی الریاض أو بدء العهد الحدیث لحکم آل سعود.

لاتخلو المصادر التاریخیة من اختلافات و تناقضات حول حکام الدورین الأل و الثاني والسنوات التي حکموا خلالها و یعود ذلک إلی الاضطرابات والحروب الطویلة التي کانت بین آل سعود وخصومهم الداخلیین والقوات المصریة والعثمانیة، وکذلک کتب الرحلات والتواریخ المعاصرة التي لاتخلو من المداهنة والروایات المخالفة کلیّاً لهذه الأسرة من عربیة وأوروبیة، علاوة علی أن تدوین الوقائع التاریخیة لم یکن شائعاً آنذاک بین العرب في تلک المنطقة، مما جعل التحقیق حول ماضي هذه الأسرة أمراً عسیراً.

 

الف. منذ تأسیس دولة آل سعود في الدرعیة الی استیلاء المصریین

هذا الدور هو بدء تأسیس و توطید حکم العائلة السعودیة والذي حکم خلاله:

 

1. محمدبن سعود (حکم: 1148؟-1179ھ/1735؟-1766م)

بعد وفاة سعود تعاضد أبناؤه محمد وثُنیَان وفَرحان و مشاري علی تثبیت دعائم الملک الموروث عن والدهم إلی أن توفي ثنیان 1160ھ/1747م فاعترف الجمیع لمحمد بالامامة‌الدینیة والزعامة الزمنیة المطلقة (ن.م) ویعتبر محمد هذا المؤسس الحقیقي لدولة آل سعود في نجد، و من أهم الحوادث التي وقعت في تلک الفترة وحدّدت مصیر عائلة آل سعود ومناطق واسعة من الجزیرة العربیة اتساع ناط محمدبن عبدالوهاب (1115-1206ھ/1703-1792م) مؤسس المذهب الوهابي (ن.م) فقد جاء إلی الدرعیة في صیف 1157/1744 بعد أن طُرد من العُیینة بسبب تبشیره لمذهبه (أبو حاکمة، 128)، فأجاب محمدبن سعود، باصرار زوجته وأولاده، دعوته واستقبله بحفاوة (هاب وود، 56). وتم الاتفاق بین ابن سعود و ابن‌عبدالوهاب اللذین کان کل منهما یسعی لبسط نفوذه (لوتسکي، 121) ولم تمض فترة حتی استولیا بمساعدة کل منهما للآخر علی جزء کبیر من نجد، فقد هاجم ابن سعود في البدایة المدن والواحات المحیطة بمنطقة نفوذه، ثم انقضّ علی سکان البوادي مصرّاً علی نشر المذهب الوهابي. إما ابن عبدالوهاب الذي کان یسعی للسیطرة علی الریاض لما لها من أهمیة خاصة فقد دعا أمیرها دَهّام بن دَوّاس للطاعة، غیر أن دهّاماً رفض، وهاجم أهل منفوحة الذین اتبعوا الوهابیة وذلک بمساعدة سکان البوادي من آل ظَفیر (حسین بن غنام، 97، 98) ثم احتدمت المعارک المتتابعة بین ابن سعود ودهّام، ولم تحسم أي من وقعتي «الشیاب» و «العبید» مصیر الحرب حتی کان عام 1167ھ/1753م، فطلب دهّام الصلح من ابن‌سعود بعد أن أرهفه طول القتال. فأرسل محمدبن عبدالوهاب مندوباً عنه إلی هناک لنشر المذهب الوهابي (ن.م، 107). ولکن مالبث دهّام أن نقص العهد بعد عام وانضم إلی خصوم ابن سعود الذین کانوا یتأهبون للحرب وجمع القوی المواجهة انتشار المذهب الجدید وسیطرة ابن سعود. وقد ساعدت الجبهة المعارضة للوهابیین والتي ضمّت علی الأکثر أمراء و رؤساء القبائل القویة، أمثال بني خالد من الأحساء وآل المکرمي من نجران علی تمرّد عدد من أهالي المدن والواحات الذین دانوا للوهابیین بالطاعة في البدایة.

وقد لعب سلیمان بن عبدالوهاب شقیق محمدبن عبدالوهاب الذي أرسله أخوه في البدء قاضیاً الی حُرَیمِلاء، دوراً فعالاً في إثارة الأهالي هناک ضد المذهب الجدید و حکم ابن‌سعود، وهاجم حسن بن هبة الله أمیر نجران نجداً علی رأس عدد من القبائل ایمنیة للثأر للیمنیین الذین قتلوا وأسروا في هجوم عبدالعزیر بن محمد قائد القوات الوهابیة، وهزموا الوهابیین في حائل هزیمة منکرة، کما أن دهّام بن دوّاس، الذي شق عصا الطاعة علی الوهابیین، دعا عُرَیعِر أمیر الأحساء لقتال النجدیین والاتحاد مع أمیر نجران. إلا أن هذا الأمیر عاد الی بلاده بعد تبادل الأسری، وألحق عبدالعزیز الهزیمة بجیش عریعر ودهّام بن دوّاس، ثم هاجم القبائل والواحات الثائرة وأخضعها ثانیة. وازدادت قوات الوهابیین بعد ذلک وبدؤوا هجماتهم لاحتلال جمیع أرجاء نجد وسائر أراضي الجزیرة العربیة. وقد أفزعت هذه الهجمات الجمیع بما في ذلک أشراف مکة الذین کانوا یحکمون الحجاز منذ سنوات من قبل العثمانیین. وکانت التقاریر التي تلقّاها الباب العالي في هذا الشأن عام 1162ھ/1748م اول ما وصل الحکومة العثمانیة من أخبار هذا المذهب الجدید. (دائرة المعارف الاسلامیة، مادة ابن سعود). واخیراً تو في محمد بن سعود في 1179ھ/1765م بعد أن حکم حوالي ثلاثین عاماً واحتل أجزاء واسعة من نجد، ودفن في الدرعیة.

 

2. عبدالعزیزبن محمدبن سعود (حکم: 1179-1218ھ/1765-1803م)

کان عبدالعزیز مع والده محمدبن سعود في الاتحاد والبیعة التي تمّت بینه وبین محمدبن عبدالوهاب (لوتسکي، 121) کما تولّی قسماً من جیوش أبیه (حمزه، 336) واختاره ولیاً لعهده و بموافقة محمدبن عبدالوهاب (حسین بن خزعل، 272). و تزوّج من ابنة محمدبن عبدالوهاب (لاریمر، القسم 3، الجدول 13) وقد تولّی الحکم عام 1179ھ/1765م، وکان أول من سمّي بالامام من آل سعود (حسین بن خزعل، 272). وقضی عبدالعزیز ثلاثین عاماً من حکمه في حروب تواصلة مع قبائل بني خالد وآل المکرمي المُنتفک و الأمراء المعارضین في المدن المجاورة (أبو حاکمة، 129) فاستولی في البدء علی بُرَیدَة و تَنومة (حمزة 336)، ثم عزم علی احتلال الریاض لکنه فشل، فقام بحرب استنزاف و جعل من الغذوانة الواقعة قرب الریاض منطلقاً لهجماته، وفي هذه الفترة هاجم القصیم واستولی علی بلدة الهلالیة، وقضی حین عودته علی جماعة من قبیلة بني خالد. وفي 1183ھ/1769م أسر جماعة من الوهابیین الشریف منصور أحد أقرباء شریف مکة. غیر أن عبدالعزیز أطلق سراحه. مما دعا شریف مکة إلی السماح للوهابیین بأداء مراسم الحج. وفي السنة التالیة هاجم عبدالعزیز آل‌ظفیر کما شنّ في عام 1186ھ/1772م الغارات علی آل جیش؛ وأخیراً أفلح في الاستیلاء علی الریاض سنة 1187ھ/1773م بعد حروب متوالیة (هاب وود، 57).

وفي 1188ھ/1774م هاجم عُرَیعِر بن دُجَین أمیر الأحساء مع قبائل بني خالد و عنزة البریدة في القسم التي کانت بید آل سعود واحتلوها. وبعد عام هاجم عبدالعزیز أمیر نجران حائر التي کان یحکمها الوهابیون بدعوة من زید بن زامل أمیر الدِلّم مع عدد کبیر من أهل الوادي. وأغار عبدالعزیر بن محمد من جهة أخری علی یمنیي العَرقة لخداع المهاجمین، فاضطر أمیر نجران للصلح مع أهالي حائر و توجه إلی صُرمي ولما لم ینجح في الاستیلاء علی هذه الدیار أیضاً عاد من حیث أتی.

أرسل عبدالعزیز بن محمّد بعد ذلک ابنه سعود للاستیلاء علی بریدة. فأقام حصناً بالقرب منها و شرع في شن الغارات علیها إلی أن استولی علیها، إلا أن سعدون بن عریعر قام بمحاصرتها. واستغل عبدالعزیز النزاع الذي دار بین آل عریعر أنفسهم فهاجم الأحساء فانضم قسم منهم إلیه واستنجد فریق بثویني بن سعدون وانقسمت الأحساء الی قسمین استولی عبدالعزیز علی القسم الجنوبي منها.

کان التوسع الوهابي في الجزیرة العربیة یواجه في هذه الفترة معارضة شدیدة إلی حدّما، ولکن ضعف التضامن بین الأمراء المعارضین وتفوّق الجناح العسکري الوهابي بقیادة عبدالعزیز بن محمد لم یؤد إلی فشل هؤلاء الخصوم فحسب، وإنما آل فشلهم إلی خضوع آل القصیم والمُنَیخ والزِلفی والیمانة وزید بن زامل امیر دلم أیضاً إلی الوهابیین، وأصبح ملک عبدالعزیز ممتداً من قرب جبل شَمَّر إلی سواحل الخلیج‌الفارسي (حمزة، 337) وأسس دولة قویة (لوتسکي، 121) بادر بعدها الی التصّدي للشریف غالب حاکم الحجاز، الذي انبری لقتاله وإعلن أن الوهابیین غیرمسلمین.

طلب الشریف غالب المساعدة من جمیع أرجاء المنطقة الخاضعة له فتجمهرت حوله قوات کبیرة سارت تحت قیادة الشریف عبدالعزیز ابن مساعد شقیق الشریف غالب إلی نجد للاستیلاء علیها. فجّهز عبدالعزیز السعودي أیضاً جیشاً من القبائل والمدن التابعة له، وأرسل في البدء حسن بن مشاري للإِغارة علی أهل البوادي الموالین للشریف. کما وجّه قسماً من قواته أیضاً لقتال أهالي وادي الدواسر، وهاجم بنفسه عرب مُطَیر من أتباع حسن الدُوَیش وهزمهم هزیمة منکرة. استنجد الشریف عبدالعزیز، الذي استولی علیه الخوف، بالشریف غالب فالحتحق مع جیشه بأخیه ولکن هجومه الأول علی قریة الشَعری باء بالفشل فکرَّ عائداً إلی مکة. أما الوهابیون فقد تابعوا قضاءهم علی أنصار أمیر الحجاز، فأغاروا علی قبائل مُطیر وشَمَّر فردّوهم علی أعقابهم، ولکنهم هزموا في النهایة. وفي هذه الأثناء توفي محمدبن عبدالوهاب في اواخر شوال 1206/20 حزیران 1792 بعد أن عمّر 92 سنة.

لم ینثن عبدالعزیز خلال هذه الفترة عن مساعیه للاستیلاء علی الأحساء حتی طلب أهالیها الصلح عام 1207ھ/1792م وخضعوا للوهابیین وفرّ أمیرها زید بن عریعر إلی الکویت، ولکن لم تمض فترة وجیزة حتی شقت الأحساء عصا الطاعة وعاد ابن عریعر إلیها. غیر أنه لم یستطع المقاومة في الحروب التي وقعت بینهما وهرب ثانیة واستولی عبدالعزیز علی الأحساء من جدید. وفي 1209ھ/1794م توجّه لقتال عرب الحجاز والإِغارة علیهم وهاجم في السنة التالیة العُتَیبَة وعاد منها بغنائم کثیرة، وفي 1211ھ/1796م دانت جمیع أرجاء الأحساء للحکم الوهابي. ثم بدأ المعارضون نشاطهم من جدید ودفعوا سلیمان باشا والي بغداد، الذي کان یتحیّن الفرص برغبة من الباب العالي، لایجاد جبهة ضدالوهابیین، اضطر لتعیین ثویني بن عبدالله – امیر بني المنتفک – قائداً للقوات المعارضة لعبد العزیز. جهّز ثویني جیشاً بدعم من سلیمان باشا وبالاتحاد مع عدد من القبائل کآل ظفیر فتجه إلی البصرة ومنها إلی الأحساء. کما أرسل الشریف غالب من جهة أخری جیشاً بقیادة عثمان المضایقي لقتال السعودیین، فهاجم هذا الجیش آلی روق من القحطانیین و حلفاء عبدالعزیز ولکنه لم یحقق نجاحاً. کما أن ثویني عسکر في الشبُّاک. وجعلها منطلقاً لهجماته علی مناطق الوهابیین (1212ھ/1797م). ولکن لم تمض فترة حتی قتله شخص من بني خالد ومن أنصار الوهابیین و تفرق جیشه؛ فقتل حسن بن مشاري قائد الجیش السعودي کثیراً منهم. وفي هذه الفترة خضع کثیر من عرب الحجاز أغلبهم من قبیلة العتبان للوهابیین فضاق الأمر بالشریف غالب و خرج بجیش من مکة للقضاء علی القحطانیین الذین دانوا للوهابیین غیر أن الشریف غالب لم یصمد في الحرب التيدارت بینهما و تخلّی عن القتال و خضع لحکم عبدالعزیز حینما وجد نفسه وحیداً؛ ورأی أن أکثر القبائل قد التحقت بعبد العزیز أو خضعت له بالقوة، سیّما أخوه الذي مال إلی الوهابیین (لوتسکي، 124). وفي هذا الوقت بسط الوهابیون نفوذهم علی أجزاء من سواحل الخلیج‌الفارسي واستطاعوا خلال عدة سنوات أن یرغموا البحرین وقبائل عمان لاسیما قبیلة القاسمی في رأس الخیمة علی الطاعة.

وفي 18 من ذي الحجة 1216/22 نیسان 1802 هاجم سعود بن عبدالعزیز کربلاء للانتقام من الشیعة الذین کانوا یعتقدون بأن المذهب الوهابي لایتفق وجوهر الإِسلام ویظهرون له العداء أکثر من غیرهم. وبعد أن هدم الأماکن المقدسة فیها قتل أغلب سکانها (دائرة المعارف الإِسلامیة، مادة ابن سعود).

وقد امتد ملک عبدالعزیز في هذه الفترة من شواطئ الفرات ووادي سِرحان إلی رأس الخیمة وعمان ومن الخلیج‌الفارسي إلی أطراف الحجاز وعسیر (لوتسکي، 123). وقتله رجل شیعي في جامع الدرعیة عام 1218ھ/1803م بُعید استیلاء الوهابیین علی الطائف.

 

3. سعود بن عبدالعزیز (حکم: 1218-1229ھ/1803-1814م)

کان معروفاً بسعود الکبیر وکان إلی جانب والده في حربه مع خصومه ومع الشریف غالب. وبعد عقد الصلح ذهب إلی الخج. وبعد سنة هاجم کربلاء رداً علی الهجمات التي قامت بها قبیلة خزعل الشیعیة علیٰ قوافل الوهابیین، (ولحقده القدیم علی الشیعة أیضاً)، ولم یتوقف فیها لحظة عن السلب والنهب والتخریب. وفي 1202ھ/1787م عُیِّن ولیّاً للعهد باقتراح من محمد بن عبدالوهاب. وبعد قتل عبدالعزیز، تولّی الحکم وجهّز جیشاً کبیراً (حمزة، 329) لتأدیب بعض القبائل في الحجاز واستولیٰ علی تیماء وخیبر وهاجم سواحل عمان. اتفق سلطان ابن حمید بن سعید أمیر مسقط مع الحکومة العثمانیة لمواجهة الی سعود ولکنه قتل (ن.م، 340) ومع ذلک فشلت مساعي سعود للاستیلاء علی عمان وسائر السواحل الجنوبیة للخلیج الفارسي بسبب تدخل شرکة الهند الشرقیة (لوتسکي، 122، 123). وکان الشریف غالب یتظاهر بصداقة آل سعود غیر أنه کان ناقماً علیهم في الخفاء ونشب الخلاف بین الجانبین بسبب قبول أهل تُرَبة و خُرمَة دعوة الوهابیین، کما اندلعت ثورة في الحجاز ضد الوهابیین بسبب الاجراءات التي قاموا بها بقیادة السعودیین والتي تهدف إلی القضاء علی الأعراف والتقالید التي یعتبرونها مظهر للوثنیة، واعدام رجال‌الدین الذین یتلزمون بالعقائد القدیمة (ن.م، 124). وقد قام سعود، الذي کان یتحیّن الفرصة للقضاء علی نفوذ الشرفاء، بالهجوم علی مکة والمدینة خلال الفترة الواقعة بین 1220-1221ھ/1805-1806م واستولی علیهما، ولم یعزل غالباً عن الإمارة بسبب خضوعه له (حمزة، 341) وامتد نفوذ الوهابیین في الحجاز وأسقط سعود اسم الخلیفة العثماني من الخطبة.

بعد أن استولی سعود علی الحجاز وامتد حکمه من البحر الأحمر إلی الخلیج‌الفارسي، وجعل الحج تحت سیطرته، شرع لاتمهید للاستیلاء علی الشام والعراق، ولکنه واجه القوات العثمانیة علی حدود هذین البلدین فباء بالفشل، أما الباب العالي الذي لم یحقق أهدافه لامن الحروب التي کانت تفتقر إلی التنظیم ولا من إثارة الأمراء العرب لمواجهة نفوذ آل سعود والإِحساس بأن الأمر بلغ من الخطورة حداً کبیراً، طلب من محمد علي باشا أمیر مصر أن ینبي لحربهم. وفي أواخر تشرین الأول أو مطلع تشرین الثاني 1811م (شوال 1226هـ) بدأ أول هجوم للقوات المصریة بقیادة طوسون باشا بن محمدعلي، واستطاع عبدالله وفیصل ابنا سعود في البدء إرغام المصریین الذین تفشّی فیهم المرض وابتلوا بشحة المیاه والحرّ علی التراجع. وبعد فترة فاجآهم في وادٍ قرب الصفراء وهزماهم هزیمة منکرة (لوتسکي، 130) وفي خریف 1227ھ/ 1812م شن المصریون هجموماً واسعاً بعد أن وصلتهم الإِمدادات واستولوا عل مکة والمدینة والطائف، ورغم کل ذلک فقد توقفوا عن الزحف في تُربَة الصیف (1228ھ/1813م)، وعندئذ توجّه محمدعلي باشا بنفسه إلی الجزیرة العربیة لیتولی القیادة، ولم تؤد مساعي سعود للبدء بمحادثات الصلح إلی نتیجة، وفي 8 جمادی الأولی 1229/28 نیسان 1814 توفي في الدرعیة بعد أن عمّر 68 عاماً.

 

4. عبدالله بن سعود (حکم: 1229-1233ھ/1814-1818م)

تولّی الحکم بعد والده، ولم یستطع الصمود أمام هجمات المصریین المتوالیة، کما هُطم أخوه فیصل في السنة الأولی هذه أمام الجیش المصري هزیمة نکراء (لوتسکي، 131). واستولی محمدعلي علی تُربَة وهاجم عسیر. ولکنه ترک الجزیرة العربیة بعد مدة یسیرة (1230ھ/1815م)، وتابع ابنه طوسون باشا هجماته. وفي نفس السنة ذهب الی نجد واستولی علی رأس المنیعة، فتجه عبدالله بن سعود للتصدي له ولمّا لم یحقق نتیجة من ذلک عقد بینهما صلح ینصّ علی أن یعترف عبدالله رسمیاً بزعامة الخلیفة الثماني والخضوع للحاکم المصري. وکأن هذا الصلح لم یرض کلاً من محمدعلي والوهابیین، فأرسل محمد علي هذه المرة ابنه الآخر ابراهیم باشا لقتال آل سعود. فبدأ هجومه في 1231ھ/1816م واحتل المدن الواقعة في جنوب القصیم ونجد الواحدة تلو الأخری واستطاع أن یصل بعد عدة هجمات قویة إلی أبواب الدرعیة. وبدأ بحصارها في جمادی الثانیة 1233/ نیسان 1818، واستولی علیها بعد 5 أشهر من الحصار، واستسلم عبدالله بعد أن صمد عدة أیام في قصره ونفي مع عائلته إلی القاهرة. وأرسل محمدعلي، عبدالله الی استانبول حیث أعدم في صفر 1234/ کانون الأول 1818 (دائرة المعارف الإِسلامیة).

عاد ابراهیم باشا إلی مصر في منتصف عام 1234ھ/1819م بعد أن ولّی أحد الباشوات المصریین حاکماً علی الحجاز، والذي یتولّی بنفسه تعیین شریف مکة.

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: