آزاد، ابوالکلام
cgietitle
1442/10/7 ۲۳:۲۸:۰۱
https://cgie.org.ir/ar/article/231426
1447/1/5 ۱۷:۴۳:۲۱
نشرت
1
أُطلق سراح آزاد مع بقیة المعتقلین في 9 ربیعالثاني 1338/ الأول من کانون الثاني 1920، و کان المهاتما غاندي قد برز آنذاک علی الساحة السیاسیة فتاق لمقابلة آزاد في رانچي، غیر أن لقاءهما الأول تم في دلهي في 26 ربیعالثاني 1338/ 18 کانون الثاني 1920. وفي 28 ربیع الثاني 1338/20 کانون الثاني 1920، عقد أول اجتماع للمسلمین لدراسة قضیة الخلافة، و إرسال وفد إلی نائب السلطنة للتباحث حول ذلک. فانتخب آزاد عضواً في هذا الوفد. وتحدث غاندي بصورة خاصة عن برنامجه في عدم التعاون، وفي جمادیالثانیة 1338/ آذار 1920 وقّع آزاد علی بیان یقضي برفض تقسیم الامبراطوریة العثمانیة و مهاجمة الانجلیز. وفي رمضان 1338/ أیار 1920 انبثقت لجنة فرعیة عن اللجنة المرکزیة للخلافة تضم آزاد وعدداً آخر من الأشخاص في بمباي لوضع مشروع للبدء ببرنامج عدم التعاون. وفي شوال 1338/ حزیران 1920 حضر «المؤتمر العام لزعماء الأحزاب» في الله آباد. فاعلن غاندي في هذه الاجتماعات برنامج حرکة عدم التعاون، فوافق علیه آزاد لما له من ماض نضالي خلافاً للآخرین. ذلک أن ما أعلنه غاندي الأن کان آزاد قد اقترحه عام 1332/1914 في افتتاحیات الهلال (آزاد، 21؛ الأمین، 134). و بعد عدة أسابیع عقد في میروت مؤتمر للبحث في الخلافة حضره محمدعلي و شوکت علي وحکیم أجمل وعدد آخر من زعماء المسلمین، فتحدث غاندي فیه بصراحة ولأول مرة عن حرکة عدم التعاون، وأعقبه آزاد فخطب مؤیداً آراءه بلاقید أو شرط. واعتبرها دعماً لحرکة الخلافة. ثم انخرط کلیّاً في هذه الحرکة ولم یکتف بإلقاء الخطابات العامة حولها بل کان یقف خطیباً في مختلف المؤتمرات وأصدر مجلة پیغام [الرسالة] تحت إشرافه لدعم هذه الحرکة.
وفي هذه الفترة بدأ نزولاً عند إلحاح الشعب بالبیعة بالإِمامة وکان لها خمسة شروط: 1. الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر والَتوصیة بالصبر؛ 2. الحب في سبیلالله و البغض في سبیل الله؛ 3. تحمل الآلام وعدم الاکتراث بلؤم اللائمین؛ 4. تفضیل الله و شریعته علی کل رغبات الحیاة؛ 5. تقلید [الإِمام] في أعمال الخیر. و بدأت البیعة في جمیع الولایات باقبال شدید و لکنها توقفت بعد اعتقال أبي الکلام واضطراب الأوضاع خلال مدة اعتقاله. (أردو دایرۀ معارف اسلامیه). وفي محرم 1339/ أیلول 1920 بدأت الدورة الخاصة لاجتماع حزب المؤتمر في کلکتة لاتخاذ القرارات اللازمة لإِعداد الشعب من أجل تحقیق مشروع غاندي. و أصبح من الضرورة القیام برحلات مختلفة، وکان غاندي في سفر دائم و آزاد یرافقه في أکثر رحلاته. وفي ربیع الثاني 1339/ کانون الأول 1920 تولی رئاسة «مؤتمر الخلافة لعموم الهند» و أصبح في رجب 1339/ آذار 1921 رئیساً لمؤتمر «جمعیة العلماء» في باریلي، وقال آزاد في هذا المؤتمر «إن الدعوة إلی الجندیة شرعیاً عمل غیر قانوني» (جاین، 79). وفي 22 صفر 1340/ تشرین الأول 1921 تولی رئاسة مؤتمر الخلافة للولایات في آگره. وفي ربیع الأول 1340/ تشرین الثاني 1921 عُهدت إلیه رئاسة «مؤتمر الخلافة لعموم الهند» في لاهور. وفي ربیعالثاني 1340/ کانون الأول 1921 حضر دورة الاجتماعات السنویة لحزب المؤتمر في مدینة ناگپور، و قبض علیه بعد هذه الاجتماعات و الخطابات المثیرة التي ألقاها، و حکم علیه بالسجن سنة بعد محاکمات طویلة، ولکنه بقي في السجن عملیاً حتی 13 جمادی الأولی 1341/ الأول من کانون الثاني 1923. وقال في دفاعه التي نشرت فیما بعد تحت عنوان «قول فیصل» (القول الفصل): إنني اعتقد جازماً بأن الحریة حق مسلّم به لکل شعب و کل فرد. ولیس لأي بشر أو حکومة من صنع یدیه أن تستعبد خلق الله. ولذلک فانني لا أعترف بشرعیة الحکومة الفعلیة و أری من واجبي الوطني والدیني والانساني أن أخلص شعبي و یلدي من العبودیة (م. س، 42).
وفي ربیع الأول 1341/ تشرین الثاني 1922 قرر المجلس الوطني الکبیر في ترکیة فصل الخلافة عنالدولة و استبدال الجمهوریة بالملکیة، کما اتخذ قرارات أخری خمدت إثرها شیئاً فشیئاً جذوة حرکة الخلافة في العالم الاسلامي. و توجه أکثر المسلمین المتعلمین في الهند بجهودهم إلی القضایا الوطنیة و المحلیة (عنایت، الفکر السیاسي في الاسلام المعاصر، 101-111).
ومهما یکن من الصعب القبول بأن رجلاً کآزاد یمکن للتحولات السیاسیة أن تؤثر علیه فیغیر أراءه بهذه السهولة، غیر أن جهده السیاسیة التي تحولت في هذه الفترة من الدعوة إلی الأمة الاسلامیة الموحدة إلی القومیة و بقاءه حتب آخر حیاته قومیاً مفعماً بالمشاعر التقدمیة في حزب المؤتمر و المیدان السیاسي في الهند (جاین، 42) لابد وأن یعود لأسباب أخری سیما موقفه من الخلافة والزعامة المعنویة، وهو ما سنشیر إلیه فیما بعد.
وفي صفر 1342/ أیلول 1923 انعقد الاجتماع الخاص لحزب المؤتمر لاتخاذ القرار حول المجالس. و استطاع آزاد في هذه الاجتماعات أن یریل الخلاف الشدید في و جهات النظر بین فئتین من أعضاء الحزب کانتا قد شطرتا المؤتمر إلی قسمین. فُطلب من آزاد الذي کان آنذاک في الخامسة والثلاثین من عمره أن یترأس حزب المؤتمر في هذه الدورة، و هو تکریم لم یسبق لأحد نیله قبل هذا التاریخ و إلی عام 1362/1943 فینتخب لرئاسة الحزب و هو في هذه السن (آزاد، 23-24؛ اسمیث «الاسلام الحدیث في الهند» 212).
وفي جمادی الأولی 1343/ کانون الأول 1924 أصبح عضواً في اللجنة التي طلب منها حزب مسلم لیگ وضع تفاصیل ما یطلبه المسلمون لحضورهم مجالس سن القوانین و المؤسسات الانتخابیة الأخری (جاین، 42). و في ذيالحجة 1345/ حزیران 1927 أصدر الهلال من جدید. وکانت ذات طابع علمي علی الأکثر خلافاً عما کانت علیه في الدورة السابقة. ولکن سرعان ما أوقفت عن الصدور في جمادی الثانیة/ أیلول من هذه السنة لنشاطه السیاسي الشدید (أردو دایرۀ معارف السلامیه). وفي 1347/1928 بدأت ثورة سیاسیة بسبب تشکیل لجنة سیمون. و ترأس آزاد الاجتماع الذي عقد في کلکته لمقاطعة هذه اللجنة. و لعب دوراً کبیراً فیما بعد في إنجاح هذه المقاطعة (آزاد، 24؛ جاین، 42). وساهم في لاهور عام 1348ھ/ 1929م في الموافقة علی قرار الاستقلال الذي جاء فیه: علَینا ألانتعاون بقدر المستطاع مع الحکومة البریطانیة و أن نستعد للعصیان العام و منه عدم دفع الضرائب (نهرو، حیاتي، 1161). وفي 1349ھ/1930م رفضت الحکومة البریطانیة اقتراحات حزب المؤتمر و مطالب الاستقلالیین، فبدأت أول خطوة للعصیان بخرق قانون رسوم الملح (ساتیاگراهاي نمک) و اتخذ النضال شکلاً جدیاً و عملیاً (آزاد، 24؛ نهرو، حیاتي، 409). فاصدرت الحکومة أمراً بالقبض علی رئیس حزب المؤتمر وأعضاء اللجنة التنفیذیة واعتقل آزاد إثر إلقائه خطاباً مثیراً حول ذلک في میروت. وقضی في السجن سنة و نصف حیث أطلق سراحه مع بدء محادثات غاندي – ایروین، ولکن ما لبث أن قبض علیه ثانیة بعد فشل المؤتمر الذي عقد في لندن عام 1351/1932 و قضی في سجن دلهي أکثر من سنة (آزاد، 24 و 25).
وفي 1354ھ/ 1935م و افق البرلمان الانجلیزي علی مشروع باسم قانون الحکومة الهندیة یقضي باعادة الحکم الذاتي إلی الولایات الهندیة و تشکیل دولة مرکزیة فدرالیة. فوقف حزب المؤتمر معارضاً منذ الوهلة الأولی تشکیل مثل هذهالدولة، کما عارض أکثر الأعضاء الاشتراک في انتخابات مجمع تشریع القوانین، واستطاع آزاد بعد جهود کبیرة إقناع حزب المؤتمر بضرورة المساهمة في الانتخابات، الأمر الذي أدی إلی نجاح کبیر للحزب فیما بعد. بید أن الجدال ظل متواصلاً حول موافقة حزب المؤتمر علی تسلّم مناصب وزاریة في حکومات الولایات أوعدمها. وقد نجح آزاد بعد إقناع غاندي و نهرو في إرغام حزب المؤتمر علی أن یساهم أعضاؤه في حکومة الولایات (ن.م، 28-29؛ نهرو، حیاتي، 1134). و کان لهذا القرار أهمیة تاریخیة کبیرة، ذلک أن حزب المؤتمر کان حتی تلک الفترة یتخذ سیاسیة سلبیة، والآن وافق لأول مرة علی قبول المسئولیة. و بعد تشکیلالدولة الفدرالیة، فاز آزاد بعضویة اللجنة البرلمانیة لحزب المؤتمر للاشراف علی أعمال الوزارت في البنغال و أوترپردش و البنحاب و السند والولایات الحدودیة (آزاد، 28-29؛ جاین 42).
وفي 1358ھ/ 1939م نشبت الحرب العالمیة الثانیة، فبرز الاختلاف في وجهات النظر بین أعضاء حزب المؤتمر حول اشتراک الهند في الحرب أوعدمه. فقد کان غاندي یری ألّاتشترک الهند في الحرب بأي ثمن ولو کان الحصول علی الاستقلال. بینما کان آزاد و قلة من أمثاله یعتقدون بأن أوروبا حالیاً تنقسم إلی قسمین: أحدهما یمثل الفاشیة، والآخر القوی الدیمقراطیة و العداء للفاشیة، ولاشک في أن الواجب یقضي بالتعاون مع الفئة الدیمقراطیة في هذا الصراع علی أن تحظی الهند بالحریة والاستقلال (آزاد، 42). ولکن نائب السلطنة في الهند أعلن الحرب علی الألمان في هذه الظروف الحساسة و المتأزمة من الأشهر الأخیرة لسنة 1358ھ/ 1939م، دون استشارة ولو صوریة للمجلس المرکزي. فاقترح غاندي علی آزاد أن یرشح نفسه لرئاسة حزب المؤتمر فوافق علی هذا الاقتراح بسبب الأوضاع الحساسة، و فاز بأکثریة ساحقة. وقد استمرت دورة رئاسته هذه حتی 1365ھ/1946م أي (حوالي 7 سنوات) (ن.م، 51-52؛ نهرو، حیاتي، 385).
و عقدت لجنة حزب المؤتمر العموم الهند اجتماعاً برئاسة آزاد في پونا عام 1359ھ/1940م و وافقت علی قرارین: الأول أن المقاومة السلبیة تعتبر أهم طریقة للنضال من أجل الحصول علی الحریة والاستقلال، و الثاني أن مکان الهند الحقیقي إلی جانب الحلفاء في الحرب الدائرة بین الحریة و الفاشیة. ولکنها لاتنضم الهند إلیهم قبل أن تنال استقلالها. و کان آزاد قد اقترح القرار الثاني، و تدل الموافقة علیه علی نفوذه المعنوي في الحزب (آزاد، 55).
و في رجب 1359/ آب 1940 طلب نائب السلطنة أن یلتقي آزاد فرفض، وعارضه أکثر أعضاء حزب المؤتمر، وفي هذه الفترة أرسل غاندي رسالة له یؤید فیها موقفه هذا. کما بدأت في هذه السنة المعارضة الفردیة لمساهمة الهند في الحرب التي دعا إلیها غاندي. فتوجه آزاد الذي کان یترأس حزب المؤتمر إلی البنجاب لتحسین الأوضاع فیها. فقُبض علیه أثناء عملیات المقاومة في اللَّه آباد وحکم علیه بالسجن لمدة سنتین في نائیني. ولکن أطلق سراحه في ذي الحجة 1360/ کانون الأول 1941 مع نهرو إثر تقدم القوات الیابانیة نحو البنغال و الضغوط التي مارستها الحکومة الأمریکیة علی الانجلیز (ن.م، 60-61) فعقد بعد إطلاق سراحه مؤتمراً صحفیاً في کلکتة، وکان لتصریحانه التي نشرتها الصحف الانجلیزیة صدی کبیر أدی إلی تعدیل وجهات نظر غاندي والمعارضین الآخرین في المساهمة في الحرب. وفي 22 محرم 1361/9 شباط 1942 التقی ونهرو مع تشانغ کاي تشک و عقیلته، فبذل الزعیم الصیني أقصی جهوده لاقناعهما بدخول الحرب بلاقید ولاشرط إلی جانب الحلفاء. وکان آزاد باعتباره رئیساً لحزب المؤتمر لایزال یعتقد بأن الهند مستعدة للتعاون بشرط أن تکون حرة ومستقلة (ن.م، 67؛ نهرو، کشف الهند، 749).
وفي هذا العام أدی دوراً مهمّاً کرئیس لحزب المؤتمر في المحادثات مع البعثة الانجلیزیة برئاسة کریبپس والتي باءت بالفشل (آزاد، 103-105؛ نهرو، کشف الهند، 770-771). وکان قد تسلم رسالة من روزڤلت خلال هذه المحادثات یشجع الهند فیها علی قبول مقترحات کریپس والانضمام الی الحلفاء في الحرب (آزاد، 144).
وفي شهري أیار و حزیران من عام 1942 م بذل جهوداً جبارة لاعداد الشعب من أجل مواجهة الهجوم الیابانة و إمکانیة الاستیلاء علی کلکتة (ن.م، 106-107). وفي هذه الفترة برزاختلاف شدید في وجهات النظر بیته و بین غاندي حول السبیل في مواجهة قضیةالحرب والنضال ضد الحکومة الانجلیزیة، فأرسل غاندي له في صباح 22 جمادیالثانیة 1361/تموز 1942 رسالة قال فیها: لقد بلغ الاختلاف في وجهتي نظرینا حدا لایمکّننا من التعاون معاً، وإذا ما طلب حزب المؤتمر أن أتز عمه فعلیک أن تستقیل من رئاسته والعضویة في لجنته التنفیذیة (ن.م، 111). ولکن حینما عقد اجتماع اللجنة التنفیذیة في الساعة 3 من بعد ظهر ذلک الیوم، اتتح غاندي الاجتماع بهذه العبارة «هاکم المذنب یعود تائباً لمولانا» (ن.م، 112؛ الأمین، 1/115).
کان آزاد یعارض في الأوضاع التي فرضتها الحرب، الحرکة التي کان حزب المؤتمر یدعو لها تحت اسم «حرروا الهند» لأنه کان یخشی إن بدأت أن یُعتقل جمیع القادة، ویؤول الأمر إلی استعمال العنف. إلا أن «لجنة حزب المؤتمر لعموم الهند» عقدت اجتماعاً في بومباي ووافقت علی القرار المعروف بـ «حرروا الهند». وفي الیوم التالي أي في 26 رجب 1361/19 آب 1942 اعتقل کل من غاندي ونهرو وآزاد و عدد آخر من قادة الحزب وألقي بهم في السجن. وحدث ما توقعه آزاد، فلجأ الشعب الهندي إلی العنف إثر الضغوط والاعتقالات التي واجهها بعد أن انقطعت صلته بقادته. (آزاد، 118، 122، 123، 129، 130؛ نهرو، کشف الهند، 807-808). وفي 1363ھ/1944م أطلق سراح غاندي بسبب مرضه وبقي آزاد بقیة أعضاء اللجنة التنفیذیة في قلعة أحمد نگر. وفي ربیعالثانی 1363/ نیسان 1944، بلغه وهو في السجن خبر وفاة زوجته زلیخا بیگم (بنت مولانا آفتابالدین أحد تلامیذ والده و مریدیه) کما بلغه بعد ثلاثة أشهر خبر وفاة أخته آبرو بیگم (آزاد، 132).
وفي مطلع ربیعالثاني 1363/ نیسان 1944 نقل من سجن أحمد نگر إلی بنکوره، ثم أطلق سراحه في رجب 1364/ حزیران 1945 أثناء التمهید لعقد مؤتمر سیملا لحل قضیة الهند. وهکذا قضی في السجن منذ أول اعتقال له برانچي في 13 جمادیالثانیة 1334/18 آذار 1916 وحتی هذا التاریخ 10 سنوات و 7 أشهر من عمره في فترات متقطعة. وقد تولی آزاد في مؤتمر سیملا رئاسة حزب المؤتمر في الدعوة التي وجهها له اللورد ویڤل نائب السلطنة في مطلع شعبان/ أواخرحزیران لاجراء محادثات حول الخطوات الکفیلة بنقل السلطة من الحکومة الانجلیزیة إلی الشعب الهندي. وفشلت هذه المحادثات بسبب الاختلاف في وجهات النظر بین حزب المؤتمر وحزب مسلم لیگ حول کیفیة انتخاب الممثلین المسلمین. وکان اللورد ویڤل قد اقترح أن تتشکل اللجنة التنفیذیة أوالدولة المقترحة من: 5 وزراء ینتخبهم حزب المؤتمرو 5 من مسلم لیگ، وأربعة آخرین ینتخبهم بنفسه، وقد رشح حزب المؤتمر أعضاءه الخمسة وهم: أبوالکلام آزاد (مسلم) و نهرو (هندوسي) وسردار باتل (من السیخ) وأحد (الفرس) الزرادشتیین ومسیحي.
وتم هذا الانتخاب باقتراح وإصرار آزاد الذي کان لایزال رئیساً لحزب المؤتمر. وکان هدفه أن یظهر الحزب کمؤسسة وطنیة بعیدة عن النعرات الطائفیة. وکان مرشحو ویڤل الأربعة عبارة عن مسلم و ثلاثة من الهندوس. وبالرغم من أن 7 من 14 عضواً فيالدولة المقترحة کانوا من المسلمین فان محمد علي جناح زعیم حزب مسلم لیگ أبدی معارضته وإصراره علی رفض اشتراک حزب المؤتمر في ترشیح أعضاه له من المسلمین، لأنه کان یعتبر أن حزبه هو الوحید الذي یدافع عن المسلمین (م. س، 160).
وفي 6 شوال 1364/14 أیلول 1945 عقدت اللجنة التنفیذیة لحزب المؤتمر اجتماعاً في پونا. استطاع آزاد فیه أن یقنع غاندي وبقیة الأعضاء بضرورة مساهمة الحزب في الانتخابات العامة. وکانت حصیلة الموافقة علی هذا الاقتراح إطلاق سراح السجناء السیاسیین وإصدار عفو عام، وبالتالي تحقیق حزب المؤتمر لنصر ساحق في الانتخابات. وکان لجهوده في تشکیل حکومة تبدو مستحیلة في البنجاب أصداء واسعة في الأوساط السیاسیة، حیث أشید به کفنان بارع في تحقیق الاتفاق (م. س 178).
وفي هذه الفترة أیضاً تمرد ضباط القوة البحریة علی قوادهم الانجلیز، وأعلنوا الاضراب. وقد نجم عن حرکة التمرد هذه أزمة حادة في تلک الظروف الدقیقة، واستطاع آزاد أن یضع حداً لهذه الأزمة ضمن دفاعه عن الضباط.
وفي جمادیالأولی 1365/ نیسان 1946 اقترح آزاد مشروع دستور للبلاد علی أساس فدرالي. ألقیت جمیع المسئولیات في هذا المشروع الذي وافقت علیه اللجنة التنفیذیة لحزب المؤتمر، علی عاتق حکومات الولایات ماعدا وزارة الدفاع والعلاقات الخارجیة والمواصلات التي تتولاها الحکومة المرکزیة، وتتمتع الولایات لذلک بحکم ذاتي في مختلف المجالات وإلی آخر حد ممکن. و یری آزاد أن مثل هذا الدستور سیضمن وحدة البلاد علاوة علی توفیر الحکم الذاتي الکامل للولایات التي یشکل المسلمون فیها أکثریة نسبیة، ویزیل قلق المسلمین من سیطرة الهندوس علیهم. وقد قدم غاندي التهاني لآزاد لتمکنه من الوصول إلی حلّ لهذه الأزمة السیاسیة. کما وافڤت علیه بعثة الحکومة الانجلیزیة (م. س، 194، 195؛ جاین، 43).
کان آزاد یعارض بشدة تقسیم الهند، و تأسیس دولة باکستان. و یری أن هذا یسيء الی الهند ولاسیما المسلمین فیها. وقد بذل جهوداً حثیثة لاقناع زمیلیه پاتل و نهرو للتوقف عن تنفیذ الخطوة الأخیرة في هذا المجال. و حینما لم تثمر جهوده توجه إلی غاندي الذي قال یوماً: إذا أراد حزب المؤتمر أن یوافق علی تقسیم البلاد فعلیه أن یمر علی جسدي (آزاد، 256)، ولکن غاندي کان قد بدل رأیه کغیره، فاضطر إلی أن یطلب من غاندي أن یحافظ علی الوضع الموجود لسنتین أو ثلاث لعل حزب مسلملیگ یتراجع عن رأیه في فصل باکستان (م. س 246، 256).
وفي الوقت الذي أناط نائب السلطنة اللورد ویڤل بنهر و مهمة تشکیل الحکومة المؤقتة في 14 رمضان 1365/12 آب 1946 کان آزاد یری أن یعهد إلی حزب مسلم لیگ بمنصب وزارة الداخلیة لا المالیة. ولکن اقتراحه هذا رفض، مما عرض الحکومة المؤقتة و حزب المؤتمر إلی مصاعب کبیرة و سرع في انفصال باکستان (م. س، 248-249). وقد تعرض أبوالکلام منذ شوال 1365/ أیلول 1946، وهو تاریخ تشکیل الحکومة المؤقتة إلی ضغوط حزب المؤتمر للموافقة علی قبول منصب في الحکومة، و أخیراً نزل في 21 صفر 1366/15 کانون الثاني 1947 عند رغبة غاندي و نهرو فتولی وزارة التربیة والتعلیم. و بقي في هذا المنصب إلی أنتوفي في 2 شعبان 1377/22 شباط 1958. و کان إلی جانب هذا المنصب عضواً في المجلس التأسیسي (1365-1369ھ/1946-1950م) و عضواً في البرلمان الهندي (1369-1371ھ/1950-1952م) و عضواً في لوک سبها (في 1371ھ/1952م) عن رامبور، وفي 1936ھ/1957م عن جورجائون أو (هریانة الحالیة). و کان علاوة علی ذلک معاوناً برلمانیاً لزعیم حزب المؤتمر، و مستشاراً رفیع المستوی لرئیس الوزراء جواهر لال نهرو (جاین، 44).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode