الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / آزاد، ابوالکلام /

فهرس الموضوعات

آزاد، ابوالکلام

آزاد، ابوالکلام

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/7 ۲۳:۲۸:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

آزاد، أبوالکلام محیي‌‌الدین أحمد (1305-1379ھ/1888-1959م)، عالم و باحث و رجل سیاسة و خطیب و صحفي و مفسر وأدیب ذوأسلوب مبتکر في اللغة الأردیة، و رفیق لغاندي ونهرو في النضال والکفاح في سبیل الاستقلال الوطني، وأول وزیر للتربیة والتعلیم في الهند بعد الاستقلال، و من الداعین إلی عودة الاسلام لسابق عهده فعالاً نشیطاً (اسمیت، الاسلام ‌في عالم الیوم، 88). واعتبره غاندي من أکبر المفکرین في العالم، و صاحب دراسات واسعة و ذهن وقاد، وذکاء خارق. کما أثنی علیه آخرون کشبلي النعماني و جواهر لال نهرو و البروفسور همایون الکبیر (حسین، 65، 66؛ الأمین، 1/114).

 

نسبه

یعود آزاد في أصله الی أهالي هراة، الذین رحلوا الی الهند في عهد ظهیرالدین بابُر (932-937ھ/1525-1530م) مؤسس الأسرة الملکیة المغولیة فیها، وأقاموا في أکره (آزاد، 10) و تولوا مناصب حکومیة رفیعة في جهارها الاداري. و کان جد أبیه

 

ی البنغال بشکل لم یسبق له نظیر. وفي الوقت الذي کان الثوار الهندوس البنغالیون یؤکدون علی عمالة المسلمین للانجلیز وانهم یحولون دون تحریر الهند، انضم آزاد إلی إحدی التنظیمات الثوریة السریة التي مالبث أن نال ثقتها. ولم تمض سنتان حتی امتدت رقعة النشاطات الثوریة من ولایتي البنغال و بیهار إلی بمباي والمدن المهمة في الولایات الشمالیة وازداد انتشارها بین المسلمین. وسعی المسلمون الهنود الواعون للحصول علی مکاسب سیاسیة واجتماعیة عقب الیقظة النسبیة التي بلغوها بزعامة السیر سید أحمدخان وظهور الآثار الایجابیة لتأسیس حزب المؤتمر الوطني في الهند عام 1303ھ/1885م. وبناء علی ذلک وبعد القیام ببعض المقدمات التمهیدیة، تم تأسیس مجمع المسلمین الهنود باسم مسلم لیگ في ذي‌القعدة 1324ھ/1885م. وبناء علی ذلک وبعد القیام ببعض المقدمات التمهیدیة، تم تأسیس مجمع المسلمین الهنود باسم مسلم لیگ في ذي القعدة 1324ھ/1906م وحضر أبو الکلام أولی جلساته وذلک بعد المؤتمر الثقافي الاسلامي الذي عقده النوّاب مشتاق حسین في داکا (آزاد، 156؛ نهرو، کشف الهند، 577؛ ن.م، میعاد مع المصیر، 78) واستمر تعاونه معهم بین عامي 1341-1342ھ/1923-1924م حیث طرأت بعض التغییرات علی أفکاره السیاسیة. وقد حضر في هذه الفترة الجلسة الخامسة لمسلم لیگ التي انعقدت في 1330ھ/1912م، والجلسة السابعة في 1331ھ/1913م. والجلسة الثامنة في (1334/1915-1916، والجلسة السادسة عشرة في 1342ھ/1924م؛ وکان من الأعضاء النشیطین في هذا المجمع (جاین، 42) وساهم في تغییر أهدافه الأساسة. ولکنه مالبث أن فند أهداف هذه المجموعة ونهجها السیاسية. ولکن مالبث أن فند أهداف هذه المجموعة ونهجها السیاسي وزعماءها و تصدی لهم بقوة (آزاد، 156 فما بعد؛ نهرو، کشف الهند، 579، 657). لقد أیقن آزاد بأن علی المسلمین في الهند أن یناضلوا للتحرر من السیطرة الأجنبیة أثناء زیاراته للبلاد الإسلامیة (1326ھ/1908م) واتصاله بالثوار الإِیرانیین والعرب والأـراک ومارآه من دهشتهم لعدم اهتمام المسلمین في الهند بقضایا العالم الإِسلامي السیاسیة. وکان أکثر تأثره بآراء السید جمال‌الدین والشیخ محمد عبده و مدرستهما، فطراً تغییر علی أهدافه السیاسیة والنضالیة ونشاطاته‌الدینیة والاجتماعیة. وما أن عاد إلی الهند حتی فکر بما حصل علیه من تجارب وأفکار جدیدة بوضع مناهج حدیثة لتحقیق أهدافه السیاسیة والدینیة والاجتماعیة، وتصدی بقوة لتیار الحوادث السیاسیة والدینیة التة کانتتجري في العالم الاسلامي آنذاک، کقضیة الخلافة والوحدة الاسلامیة، وإحیاء الإِسلام وبعث الأفکار‌الدینیة. فنبذ التنظیمات الثوریة السریة التي کان یتعاون معها قبل سفره، واستقر رأیه علی إصدار مجلة أسبوعیة (ذکرت دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری أنها نصف شهریة خطأً) لنشر آرائه، وایقاظ إخوته المسلمین الذین کانوا في جهل بما یجري في العالم لوجودهم في بیئة إقطاعیة ضیقة. وکانت مثل هذه الفکرة قد تبادرت إلی ذهنه وتبلورت قبل ست سنوات حینما کان في آمریتسَر. وهکذا أصدر آزاد في کلکتة مجلة الهلال باللغة الأردیة علی غرار العروة‌الوثقی (المجلة التي أسسها وأصدرها السیدجمال‌الدین بالتعاون مع محمد عبده في باریس واستمر صدورها الی العدد 18، من 14 جمادی‌الأولی إلی 23 ذي‌الحجة 1301/13 آذار إلی 14 تشرین الأول 1884) (أحمد، 66؛ الأمین، 1/123). وصدر العدد الأول من الهلال في 28 رجب 1330/13 تموز 1912، مصوراً وبطباعة أنیقة وأسلوب وموضوعات مبتکرة. وبذلک وضع أسساً جدیدة للصحافة الأردیة (آزاد، 19؛ اسمیث، «الاسلام الحدیث في الهند»، 196؛ جاین، 41). وأعلن آزاد عن هدفه من إصدارها في إصدارها في عدد شوال 1330ھ/1912م قائلاً: «لاهدف للهلال إلا أن تدعو المسلمین إلی التمسک بکتاب الله وسنة رسوله في کل الأعمال والمعتقدات» (الأمین، 1/125). وکان یدعو المسلمین في الهند الی الالتحاق بالثورة الوطنیة لحزب المؤتمر (نهرو، میعاد مع المصیر، 78؛ دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری) وفي 1341ھ/1922م قال آدزا أمام المحکمة التي کانت تحاکمه بتهمة الوقوف ضد الحکومة الانجلیزیة: «إنني أصرح هنا بأن الهلال لم تکن إلا دعوة للحریة أو الموت، وأن مایفعله المهاتما غاندي الآن من بعث الروح‌الدینیة في النفوس، کانت الهلال قد فرغت منه في 1332ھ/1914م» (الأمین، 1/125). لقد استطاعت الهلال في مدة قصیرة أن تسخّر. قلوب أبناء الشعب، فلم تمض الأشهر الثلاثة الأولی حتی أعید طبع جمیع أعدادها السابقة. وکان حزب علیگرة یتولی زعامة المسلمین السیاسیة في الهند آنذاک. کما کان أعضاء هذا الحزب یعتقدون بآراء السیر سید أحمدخان و ینهجون سیاسته، ویؤمنون بالوفاء للتاج والعرش البریطاني والابتعاد عن الحرکات التحرریة (آزاد، 19؛ نهرو، کشف الهند، 577). وکان آزاد یهاجم بشکل غیر مباشر هذه الجماعة وآراءها المحافظة ومبادئها المعادیة للشعب، ویسعی لتقویض أسس مناهج هذا الحزب، ولذلک أسفرت هذه الجماعة عن عدائها للهلال، وبلغ بها الأمر أن هددت مؤسسها بالقتل. کما أن سیاسة الهلال العدائیة للانجلیز دعا الحکومة البنغالیة لمعاداتها. وکان لهذه انخصومات والصراعات أثر ي مضاعفة شهرة الهلال وارتفاع عدد توزیعها إلی 26000 نسخة بعد أن کان 11000 نسخة في الأشهر الستة الأولی، مما لم یسبق له مثیل في تاریخ الصحافة الأردیة. زادخوف واضطراب الحکومة البنغالیة من عداء الهلال لبریطانیا وإقبال الناس علیها لدرجة لم یسبق أن بلغتها أیة صحیفة في الهند (اسمیث، «الاسلام الحدیث في الهند»، 196) ففرضت علیها دفع ودیعة قدرها 2000 روبیة علّها بهذه الطریقة (الضغط الاقتصادي) تعدّل من موقفها وهجومها ولکنها لم تفعل وصودرت الودیعة. ثم فرض علیها ودیعة أخری قدرها 10000 روبیة ما لبثت أن صودرت أیضاً، حتی کان عام 1333ھ/1915م بعد بدء الحرب العالمیة الأولی فصودرت المطبعة والمجلة معاً. فاشتری آزاد بعد 5 أشهر مطبعة أخری وأصدر مجلة باسم البلاغ، فلم تلجأ‌الدولة في هذه المرة الی قانون الصحافة بل إلی المادة 3 من قانون الدفاع في الهند، فأوقفت في 13 جمادی الأولی 1334/18 آذار 1916 المجلة وأغلقت مدرسته دار الارشاد، ونفت آزاد من کلکتة (البنغال). ولم تسمح له ولایات البنجاب ودلهي وأوتر پردش و بمباي بالدخول إلیها بالاستناد إلی هذا القانون. فاضطر للتوجه إلی رانچي1 في ولایة بیهار. فاعتقل بعد 7 أشهر في هذه المدینة وبق لتحریر وکیل و هي مجلة نصف شهریة کانت تصدر في أَمر یتسَر (أردو دایرۀ معارف اسلامیّه، نقلاً عن حیات شبلي، 443 و مکاتیب شبلي، 1/263).

إن مثل هذا النبوغ والعلم وما بذله آزاد من مساع علمیة وأبیة وثقافیة جعلت منه عالماً وهو في العشرین من عمره. أو کما قال نهرو: إنه کان مزیجاً عجیباً من باحثي القرون الوسطی وحکماء القرن 18 والنظریات الحدیثة (نهرو، کشف الهند، 576).

 

التطورات النفسیة

عاش محیي‌الدین فترة اضطراب نفسي وفکري بین عامي 1323- 1326ھ/1905-1908م وذلک للاختلاف والتناقض الذي وجده بین ماتعلمه من مدرّسیه التقلیدیین، وما اطلع علیه من العلوم والفنون الحدیثة. وراد من تفاقم هذه الأزمة النفسیة ماکان یشاهده من اختلاف في العقائد بین الأدیان المختلفة سیما الفرق الاسلامیة، حتی شکل في‌الدین نفسه. وبعد سنتین من الصراع الفکري بین الکفر والایمان، هداه عقله إلی سبیل جدید نحو الاسلام. یقول في مذاکراته «أیقنت أن العادات والتربیة القدیمة التي تکبل یديّ و قدميّ قد انفصمت فصممت علی أن أرسم لنفسي طریقاً خاصاً، وکان هذا سبباً في أن اتخذت لنفسي في هذه الفترة لقب «آزاد» أي الحر، رمزاً إلی أنني لم أعد مقیداً بالمعتقدات الموروثة في نظرتي للأمور» (ص 14).

 

رحلاته

کان آزاد في الـ 20 من عمره حینما تطلعت نفسه إلی آفاق أوسع من العلم والوعي والثقافة فتوجه نحو البلاد الاسلامیة وزار العراق و مصر و الشام و ترکیة. وکانت محطته الأولی العراق، حیث اتصل فیها بعدد من الثوار الایرانیین. ثم ذهب إلی مصر بعد ثلاث سنوات من وفاة محمد عبده (1266-1323/1849-1905)، وفي السنة التي توفي فیها مصطفی کامل (1292-1326/1874-1908) مؤسس صحیفة العالم الاسلامي الأسبوعیة، و «الحزب الوطني». وشاهد عن کتب زخم الحرکة الوطنیة التي رافقت وفاته وانتخاب محمدفرید خلفاً له، فتعرف علی رجال هذه المدرسة، والتقی بعدد من «الشبان الأتراک» الذین کان لهم مرکز في القاهرة ویصدرون جریدة أسبوعیة. کما زار الأزهر ووصف نظامه التعلیمي بقوله: إن نظام التدریس في الأزهر ناقص إلی حد أنه لاینمي الفکر ولایزوّد الطالب بالمعلومات الکافیة من العلوم الاسلامیة القدیمة والفلسفة (ص 17). لقد سعی الشیخ محمد عبده إلی تغییر هذا النظام. ولکنفئة من العلماء أهدرت متاعبه. فعزف آزاد عن الأزهر و مناهجه القدیمة وسافر إلی ترکیة وهناک اتصل بعدد من زعماء حرکة ترکیة التاة، وجمیعیة الاتحاد والترقي التي کانت تطالب بتعدیلات دستوریة للتخلص من استبداد السلطان عبدالحمید. واستمر في مراسلتهم سنوات بعد عودته إلی الهند.

وبعد مغادرة ترکیة توجه إلی فرنسا، وعزم علی زیارة لندن ولکنه اضطر للرجوع من فرنسا إلی الهند حین بلغه نبأ مرض والده. وفي 7 تموز 1951م زار آزاد ایران، واستغرقت زیارته عشرة أیام التقی خلالها الدکتور محمدمصدق رئیس الوزراء آنذاک و آیة‌الله الکاشاني. کما منحته جامعة طهران الدکتوراه الفخریة في اللغة والآداب الفارسیة تقدیراً لخدماته الثقافیة والعلمیة وجهوده في نشر الأدب والثقافة الایرانیین في الهند. وقد عقد آزاد قبیل مغادرته مؤتمراً صحفیاً أشاد فیه بتأمیم النفط في ایران باعتباره مظهراً لیقظة الشعوب الآسیویة (کیهان، عد 2468).

 

نضاله السیاسي

طرق آزاد میدان النضال السیاسي قبل قیامه بهذه الرحلات وهو یافع في الـ 17 من عمره. ففي 1323ھ/1905م حدثت اضطرابات في البنغال فقرر اللورد کُرزُن تقسیم هذهالولایة إلی قسمین لیضرم نار الخلاف بین المسلمین والهندوس ویضعف قدرتهم.

فأثارت هذه الخطوةالحماس والشعور الثوري والسیاسي في البنغال بشکل لم یسبق له نظیر. وفي الوقت الذي کان الثوار الهندوس البنغالیون یؤکدون علی عمالة المسلمین للانجلیز وانهم یحولون دون تحریر الهند، انضم آزاد إلی إحدی التنظیمات الثوریة السریة التي مالبث أن نال ثقتها. ولم تمض سنتان حتی امتدت رقعة النشاطات الثوریة من ولایتي البنغال و بیهار إلی بمباي والمدن المهمة في الولایات الشمالیة وازداد انتشارها بین المسلمین. وسعی المسلمون الهنود الواعون للحصول علی مکاسب سیاسیة واجتماعیة عقب الیقظة النسبیة التي بلغوها بزعامة السیر سید أحمدخان وظهور الآثار الایجابیة لتأسیس حزب المؤتمر الوطني في الهند عام 1303/1885. وبناء علی ذلک وبعد القیام ببعض المقدمات التمهیدیة، تم تأسیس مجمع المسلمین الهنود باسم مسلم لیگ في ذي‌القعدة 1324/1885. وبناء علی ذلک وبعد القیام ببعض المقدمات التمهیدیة، تم تأسیس مجمع المسلمین الهنود باسم مسلم لیگ في ذي القعدة 1324/1906 وحضر أبو الکلام أولی جلساته وذلک بعد المؤتمر الثقافي الاسلامي الذي عقده النوّاب مشتاق حسین في داکا (آزاد، 156؛ نهرو، کشف الهند، 577؛ ن.م، میعاد مع المصیر، 78) واستمر تعاونه معهم بین عامي 1341-1342/1923-1924 حیث طرأت بعض التغییرات علی أفکاره السیاسیة. وقد حضر في هذه الفترة الجلسة الخامسة لمسلم لیگ التي انعقدت في 1330/1912، والجلسة السابعة في 1331/1913. والجلسة الثامنة في (1334/1915-1916، والجلسة السادسة عشرة في 1342/1924؛ وکان من الأعضاء النشیطین في هذا المجمع (جاین، 42) وساهم في تغییر أهدافه الأساسة. ولکنه مالبث أن فند أهداف هذه المجموعة ونهجها السیاسية. ولکن مالبث أن فند أهداف هذه المجموعة ونهجها السیاسي وزعماءها و تصدی لهم بقوة (آزاد، 156 فما بعد؛ نهرو، کشف الهند، 579، 657).

لقد أیقن آزاد بأن علی المسلمین في الهند أن یناضلوا للتحرر من السیطرة الأجنبیة أثناء زیاراته للبلاد الإسلامیة (1326/1908) واتصاله بالثوار الإِیرانیین والعرب والأـراک ومارآه من دهشتهم لعدم اهتمام المسلمین في الهند بقضایا العالم الإِسلامي السیاسیة. وکان أکثر تأثره بآراء السید جمال‌الدین والشیخ محمد عبده و مدرستهما، فطراً تغییر علی أهدافه السیاسیة والنضالیة ونشاطاته‌الدینیة والاجتماعیة. وما أن عاد إلی الهند حتی فکر بما حصل علیه من تجارب وأفکار جدیدة بوضع مناهج حدیثة لتحقیق أهدافه السیاسیة والدینیة والاجتماعیة، وتصدی بقوة لتیار الحوادث السیاسیة والدینیة التة کانتتجري في العالم الاسلامي آنذاک، کقضیة الخلافة والوحدة الاسلامیة، وإحیاء الإِسلام وبعث الأفکار‌الدینیة. فنبذ التنظیمات الثوریة السریة التي کان یتعاون معها قبل سفره، واستقر رأیه علی إصدار مجلة أسبوعیة (ذکرت دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری أنها نصف شهریة خطأً) لنشر آرائه، وایقاظ إخوته المسلمین الذین کانوا في جهل بما یجري في العالم لوجودهم في بیئة إقطاعیة ضیقة. وکانت مثل هذه الفکرة قد تبادرت إلی ذهنه وتبلورت قبل ست سنوات حینما کان في آمریتسَر. وهکذا أصدر آزاد في کلکتة مجلة الهلال باللغة الأردیة علی غرار العروة‌الوثقی (المجلة التي أسسها وأصدرها السیدجمال‌الدین بالتعاون مع محمد عبده في باریس واستمر صدورها الی العدد 18، من 14 جمادی‌الأولی إلی 23 ذي‌الحجة 1301/13 آذار إلی 14 تشرین الأول 1884) (أحمد، 66؛ الأمین، 1/123). وصدر العدد الأول من الهلال في 28 رجب 1330/13 تموز 1912، مصوراً و بطباعة أنیقة وأسلوب وموضوعات مبتکرة. وبذلک وضع أسساً جدیدة للصحافة الأردیة (آزاد، 19؛ اسمیث، «الاسلام الحدیث في الهند»، 196؛ جاین، 41). وأعلن آزاد عن هدفه من إصدارها في إصدارها في عدد شوال 1330/1912 قائلاً: «لاهدف للهلال إلا أن تدعو المسلمین إلی التمسک بکتاب الله وسنة رسوله في کل الأعمال والمعتقدات» (الأمین، 1/125). وکان یدعو المسلمین في الهند الی الالتحاق بالثورة الوطنیة لحزب المؤتمر (نهرو، میعاد مع المصیر، 78؛ دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری) وفي 1341ھ/1922م قال آزاد أمام المحکمة التي کانت تحاکمه بتهمة الوقوف ضد الحکومة الانجلیزیة: «إنني أصرح هنا بأن الهلال لم تکن إلا دعوة للحریة أو الموت، وأن مایفعله المهاتما غاندي الآن من بعث الروح‌الدینیة في النفوس، کانت الهلال قد فرغت منه في 1332ھ/1914م» (الأمین، 1/125). لقد استطاعت الهلال في مدة قصیرة أن تسخّر. قلوب أبناء الشعب، فلم تمض الأشهر الثلاثة الأولی حتی أعید طبع جمیع أعدادها السابقة. وکان حزب علیگرة یتولی زعامة المسلمین السیاسیة في الهند آنذاک. کما کان أعضاء هذا الحزب یعتقدون بآراء السیر سید أحمدخان و ینهجون سیاسته، ویؤمنون بالوفاء للتاج والعرش البریطاني والابتعاد عن الحرکات التحرریة (آزاد، 19؛ نهرو، کشف الهند، 577). وکان آزاد یهاجم بشکل غیر مباشر هذه الجماعة وآراءها المحافظة ومبادئها المعادیة للشعب، ویسعی لتقویض أسس مناهج هذا الحزب، ولذلک أسفرت هذه الجماعة عن عدائها للهلال، وبلغ بها الأمر أن هددت مؤسسها بالقتل. کما أن سیاسة الهلال العدائیة للانجلیز دعا الحکومة البنغالیة لمعاداتها. وکان لهذه انخصومات والصراعات أثر ي مضاعفة شهرة الهلال وارتفاع عدد توزیعها إلی 26000 نسخة بعد أن کان 11000 نسخة في الأشهر الستة الأولی، مما لم یسبق له مثیل في تاریخ الصحافة الأردیة.

زادخوف واضطراب الحکومة البنغالیة من عداء الهلال لبریطانیا وإقبال الناس علیها لدرجة لم یسبق أن بلغتها أیة صحیفة في الهند (اسمیث، «الاسلام الحدیث في الهند»، 196) ففرضت علیها دفع ودیعة قدرها 2000 روبیة علّها بهذه الطریقة (الضغط الاقتصادي) تعدّل من موقفها وهجومها ولکنها لم تفعل وصودرت الودیعة. ثم فرض علیها ودیعة أخری قدرها 10000 روبیة ما لبثت أن صودرت أیضاً، حتی کان عام 1333ھ/1915م بعد بدء الحرب العالمیة الأولی فصودرت المطبعة والمجلة معاً. فاشتری آزاد بعد 5 أشهر مطبعة أخری وأصدر مجلة باسم البلاغ، فلم تلجأ‌الدولة في هذه المرة الی قانون الصحافة بل إلی المادة 3 من قانون الدفاع في الهند، فأوقفت في 13 جمادی الأولی 1334/18 آذار 1916 المجلة وأغلقت مدرسته دار الارشاد، ونفت آزاد من کلکتة (البنغال). ولم تسمح له ولایات البنجاب ودلهي وأوتر پردش و بمباي بالدخول إلیها بالاستناد إلی هذا القانون. فاضطر للتوجه إلی رانچي في ولایة بیهار. فاعتقل بعد 7 أشهر في هذه المدینة وبقي معتقلاً حتی 8 ربیع‌الثاني 1338/31 کانون الأول 1919.

وقد تعرض منزله للتفتیش خلال هذه المدة مرتین في رانچي وثلاث مرات في کلکتة حیث صودرت عدة کتب و مقالات کاملة أو شبه کاملة، وضاع أکثرها. یمکن أن نذکر منها: تاریخ المعتزلة و سیرة‌الشاه ولي‌الله و خصائص المسلم و أمثال القرآن و ترجمان القرآن (حتی سورة هود) و تفسیر القرآن (حتی أوائل سورة النساء) و وحدة قوانین الکائنات و قانون الانتخاب الطبعي و معنویة الکائنات و «نقد لدیوان أسدالله غالب الدهلوي» و «نقد لدیوان شرف جهان القزویني» و «مجموعة مقالات و مذکرات» قال عنها آزاد «إنها کانت عصارة الفکر ورأس مال الحیاة» و «ترجمة الشیخ أحمد السرهندي» و سیرة الإِمام أحمد بن حنبل و شرح حدیث الغربة (أردو دایرۀ معارف اسلامیه، نقلاً عن الهلال، 24 حزیران 1927م، ص 3، 4؛ تذکرة، 196، 231، 254).

ومنذ عام 1338/1919 عُقدت «مؤتمرات الخلافة لعموم الهند» فأجّجت عواطف المسلمین الذین کانت تربطهم أواصر وثیقة بالخلافة العثمانیة منذ القدیم. وتمخض عن هذه المؤتمرات تأسیس لجنة الخلافة بزعامة محمدعلي و شوکت علي و آزاد و آخرین، حیث بذلوا کل مالدیهم من قدرة وامکانیات اسلامیة في الهند في جهادهم ضدالانجلیز، وتوطدت الصلات بین القومیة الهندیة وأنصار الخلافة، مما أدی إلی التعاون بین المسلمین والهندوس في نظالهم لتحقیق الاستقلال في الهند (نهرو، حیاتی، 172، 177، 182؛ عنایت، الفکر السیاسی في الاسلام المعاصر، 109، 110).

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: