الصفحة الرئیسیة / المقالات / امین الحسینی /

فهرس الموضوعات

امین الحسینی


تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/11 ۰۷:۴۷:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

وفي 1945م حيث احتلت برلين، اضطر أمين لمغادرتها إلى سويسرا ثم إلى فرنسا. فاعتقل في فرنسا، وسجن فيها (ماردیني، 247-257)، إلا أنه استعاد حریته بعد فترة وجیزة ووُضع تحت المراقبة في منزله. وأخيراً استطاع أمين بمساعي السلطان محمد الخامس (ملك المغرب) ورفاق دربه الآخرين، التوجه إلى القاهرة سراً في أيار 1946. وفي هذه المدينة، قابل أمين الملك فاروق وحظي بالاحترام، ولکن السلطات المصرية فرضت القيود علی تحركاته إثر ضغوط بریطانیة  (جرار، 253-255). وفي تلک المرحلة من المشوار السیاسي لأمین الحسیني، تأسست منظمة باسم «الهيئة العربية العليا لفلسطين»، أصبح أمين رئيساً لها. وفي القاهرة توطدت علاقاته مع الإخوان المسلمين، حتى إن الحاج أمين کان یشارک علی الدوام في الجمعیة العامة للإخوان، وكان يـعمـل مستشـاراً لحسـن البنـا (تـ 1949م /  1368ه‍ )فـي شـؤون فلسطين. وفي 1947م، التقت مجموعة من ضباط الجيش المصري كانت آنذاك تمارس نشاطات سياسية سرية بقيادة جمال عبد الناصر بالحاج أمین وأعلنت عن استعدادها في الوقوف إلی جانبه في محاربته الاحتلال البریطاني في فلسطين. وكان الإنجاز الذي تمخض عن اللقاء الأول هذا والذي استمر فيما بعد (م.ن، 266-268؛ مارديني، 333-337) سلسلة من الإجراءات ضد الصهاينة وتأسيس الجيش الفلسطيني في غزة ( الموسوعة، 4 / 142). 
عندما تأسست الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في 1947م، أرسل أمين وفوداً للدفاع عن حقوق فلسطين إلى هذه المنظمة الدولیة (جرار، 259). وفي العام ذاته أعلنت بريطانيا أنها ستخرج من فلسطين وأنها ستحيل القضیة الفلسطینیة إلى الأمم المتحدة، لکن ذلک قوبل برفض من الحاج أمین، واقترح على «مجلس الجامعة العربية» الذي كان قد تأسس في تلك السنة، تشکیل حكومة عربية فلسطينية في الأراضي الفلسطینیة. وقد وافقت الجامعة علی المقترح رغم معارضة کل من العراق والأردن (سخنيني، 217). وبعد تصویت الأمم المتحدة لصالح تقسیم فلسطین، أعلن أمین الحسيني معارضته الشديدة (جرار، ن.ص). وفي خريف 1948م تشكل «المجلس الوطني الفلسطیني» في غزة برئاسة أمين وأصدر بياناً أعلن فيه الاستقلال الكامل لفلسطين وعن استعداده لتشكيل حكومة وطنية فیها بعد خروج بريطانيا. وتأسست بعد ذلك الحكومة المؤقتة، کان الحاج أمين فیها رئیساً للمجلس الوطني (سخنيني، 221-222). 
توجه أمين مع مجموعة من أنصاره، قبل انتهاء الانتداب البریطاني إلى قرية المالكية في فلسطين لتحقیق مشروع الحكومة المستقلة في بلده، لكنه اضطر بعد سقوط صفد وقراها خلال معارك 1948م، للعودة إلی خارج الأراضي الفلسطينية (أبو غربیة، 257). وعلى إثر حدوث اشتباكات ومذابح واسعة، بدأت هجرة العرب من فلسطين. وقد بذل أمين الذي لم يكن يرى الصلاح في خروج الفلسطينيين، جهوداً حثیثة لمنع خروج الفلسطینین من وطنهم الأم (مارديني، 399-402). ولأن ملك الأردن عبد الله، كان يبدي مرونة إزاء المصالحة بين العرب وکیان الاحتلال، فقد بلغ العداء الذي كان متجذراً بينه وبين أسرة الحسيني ذروته. وعلى هذا، فقد قتل الملک عبد الله في 20 تموز 1951م / شوال 1370ه‍ عندما كان يهم بالخروج من المسجد الأقصى ( جودائيكا، II / 58). على يد أحد أنصار أمين والذي كان عضواً في مجموعة باسم «الجهاد المقدس» (لنتشفسكي، 476). 
وبعد انهیار النظام الملكي في مصر وتولي الضباط الأحرار والثوريين زمام الحكم، تعاون أمين معهم، إلا أن الحكومة المصرية حدت من نشاطاته بسبب اختلافه في الرأي مع جمال عبد الناصر (جرار، 287-289). ورغم أن الحاج أمين أعلن في 1958م / 1378ه‍ أن علی القادة العرب کافة إتباع عبد الناصر في القضية الفلسطينية (قاسمية، 149)، إلا أنه اضطر في العام ذاته لمغادرة مصر متوجهاً إلى لبنان (جرار، 271-272، 335-336). 
تولى أمين في 1951م رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي في كراتشي، ورئاسة مؤتمر علماء باكستان في السنة التالية؛ وفي 1962م / 1382ه‍ زار الهند وباكستان والمغرب وتونس وليبيا والجزائر؛ وفي نفس العام تم اختیاره رئيساً لمنظمة المؤتمر الإسلامي وتوجه إلى بغداد وشارك في «مؤتمر العلاقات الإسلامية» في مكة المکرمة. وبعد فترة توجه إلى ماليزيا بصفته رئیساً للمؤتمر الإسلامي لمسلمي الشرق الأقصی؛ وفي مطلع عام سنة 1965م توجه إلى مقدیشو باعتباره رئیساً لمؤتمر العالم الإسلامي، وفي العام ذاته توجه إلى مكة المکرمة بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر العالم الإسلامي، كما شارك في مؤتمرات مماثلة في كراتشي وعمان؛ وفي 1968م شارك في راولپندي بمناسبة القرن الرابع عشر لنزول القرآن (م.ن، 288، 289). وإلی أن وافته المنیة عام 1974م / 1394ه‍ في بيروت حیث وري الثری في  مقبرة الشهداء بهذه المدينة بعد تشييع مهيب (م.ن، 302). 
خصوصياته وخدماته: كان الحاج أمین الحسيني ناشطاً في المجالات الاجتماعية والثقافية المختلفة، فضلاً عن السياسة. وقد كان يسعى دوماً لأن يقدم فلسطين باعتبارها وحدة وطنیة وجغرافية، ويحول دون التعارض والصراع الديني بين أفراد شعبها. ولذلك فقد كان يدعو المسيحيين بل وحتى اليهود إلى معاداة الصهيونية والهيمنة البريطانية. ورغم أنه لم يفلح في كسب تعاون اليهود معه، لكنه استطاع أن یدفع المسيحيين باتجاه التعاون مع الحركة الفلسطينية. وقد كان تأسيس الجمعية الإسلامية والمسيحية من أولی إنجازاته في هذا المجال. كان أمين يتمتع أساساً بنفوذ معنوي بين المسيحيين (عطية، 432). 
کانت إحدی الخطوات العلمية والثقافية الحیویة التي قام بها الشیخ أمین إنشاء مراكز لتعليم الشبان الفلسطينيين. وقد أسس دار الأيتام الصناعية بدلاً عن دار الأيتام التي كانت سابقاً تحت تصرف الأجانب، وكان یرید من وراءها تربية الأيتام وتدريبهم مهنياً وحرفياً (جرار، 68-70). وفي 1924م أسس الكلية الإسلامية بغیة تدريس العلوم الحديثة للفلسطينيين، وقد استمرت حتى 1937م حیث كانت سنة خروجه من فلسطین. وقد تخرج من هذه المراکز الکثیر من المناضلین الفلسطینیین (م.ن، 72-73). 
ولعل أبرز ما أثار الجدل حیال أمین علاقته وتعاونه مع ألمانیا وإیطالیا خلال الحرب العالمیة الثانیة، حیث اعترف أمین نفسه فیما بعد أن انضمامه إلی المحور لم یُجد نفعاً؛ ولکنه کان یؤکد إنه لم یکن لدیه خیار سوی ذلک آنذاک (ماردیني، 167- 168). 
ولابد من أن نأخذ في الحسبان أن أمين الحسيني لم یکن أبداً ضمن الفقهاء ورجال الدين رغم أنه نال لقب مفتي فلسطين. فقد كان قائداً سياسياً أكثر منه عالماً دينياً. وعلى حد قوله هو نفسه، فقد كانت دماء المجاهدين تجري في عروقه، لا دماء العلماء (م.ن، 93). 
وعلی مایبدو، فإنه ترک مؤلَّفاً واحداً فقط هو مذكرات طبعتها مجلة فلسطين (الزركلي، 6 / 46). كما طبعت فصول من مذكراته التي كانت قد أمليت في أواخر عمره على زهير مارديني، مع شيء من الشرح والتوسيع.

المصادر 

أبو غربیة، بهجت، في خضم النضال العربي، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية؛ براند، لوري. أ.، الفلسطينيون في العالم العربي، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية؛ جرار، حسني أدهم، الحاج أمين الحسيني، بيروت؛ حاساسيان، مناويل، الصراع السياسي داخل الحركة الوطنية، القدس، 1987م؛ دروزه، محمد عزة، القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، بيروت، 1959م؛ الزركلي، أعلام؛ زعيتر، أكرم، الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1939، بيروت، 1992م؛ سخنيني، عصام، فلسطين الدولة، بيروت، 1985م؛ عطية، علي مسعود، المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين)؛ قاسمية، خيرية، الرعيل العربي الأول، لندن، 1991م؛ الكيالي، عبد الوهاب، تاريخ فلسطين الحديث، بيروت، 1990م؛ مارديني، زهير، فلسطين والحاج أمين الحسيني، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ محافظة، علي، موقف فرنسا وألمانيا وإيطاليا من الوحدة العربية، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية؛ الموسوعة العامة؛ وأيضاً: 

Judaica ; Lenczowski, G., The Middle East in World Affairs, London, 1982; Morris, B., The Birth of the Palestinian Refugee Problem 1947-1949, Cambridge, 1989; Political Dictionary of the Middle East in the 20 th Century, ed.Y.Shimoni and E. Levine; Porath,Y.,The Emergence of the Palestinian Arab National Movement, London, 1974.
حسن يوسفي أشكوري ـ مجد الدين كيواني / غ.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: