الصفحة الرئیسیة / المقالات / امین الحسینی /

فهرس الموضوعات

امین الحسینی


تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/11 ۰۷:۴۷:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

أَمينُ الْحُسَيْنيّ،   محمد أمين بن محمد طاهر (1311-1394ه‍ / 1893-1974م)، مفتي الدیار المقدسة في فلسطین وأحد رواد الحركة الفلسطينية ضد الهيمنة البريطانية والصهيونية. 
ولد أمين في القدس وتتلمذ علی ید والده الذي کان مفتیاً للدیار المقدسة آنذاک، لیتعلم مبادئ الدیانة الإسلامیة وأصولها وتلاوة القرآن والآداب العربیة، قبل أن یبادر بتعلم بعض العلوم الحدیثة؛ بعد إکمال دراسته في المرحلة الثانویة، التحق بکلیة فیرر في القدس (ماردیني، 27؛ جرار، 49)، حیث تعلم اللغة الفرنسیة، ثم توجه إلی مصر طلباً إکمال الدراسة، حیث فتحت له القاهرة أبوابها لیدخل إلی ثلاثة مراکز علمیة هناک هي الأزهر وکلیة الآداب ودار الدعـوة؛ هناک جالس شخصیـات مرموقة منها محمد رشید رضا (تـ 1354ه‍ / 1935م) وتعرّف أیضاً علی أفکار السید جمال الدین الأسد آبادي (تـ 1314ه‍ / 1896م) والشیخ محمد عبده، متأثـراً بمنظومتهمـا الفکریـة (تـ 1323ه‍ / 1904م)؛ إلا أنـه وعقب اندلاع الحرب العالمیة الأولی، أوقف دراسته لیعود إلی القدس. اهتم الحسیني ولدی وجوده في القاهرة، بالقضایا الفلسطینیة بشکل خاص واطّلع علی الظاهرة الصهیونیة وأطماعها تجاه فلسطین؛ ماجعله ینضم إلی رابطة أنشأها أبناء بلاده في 1332ه‍ / 1914م لتصدي الظاهرة الصهیونیة (م.ن، 49، 50). 
انطلق أمین نحو إستانبول في 1333ه‍ / 1915م بغیة إکمال دراساته، إلا أنه دخل الکلیة العسکریة لینضم إلی صفوف الجیش العثماني في إزمیر، بعد أن نال مرتبة الضابط في الکلیة. لم یطل بقاء أمین الحسیني في الأرض العثمانیة سوی عامین، حیث غادر إزمیر في 1335ه‍ / 1917م، عندما بادر البریطانیون باحتلال فلسطین، لینضم بذلک إلی صفوف أبناء وطنه في مواجهة الاحتلال البریطاني. باشر نشاطه حینها، مسؤولاً عن تجنید المتطوعین للانضمام إلی قوات الملک فیصل بن حسین، الحاکم السوري، التي کانت تقاتل في شرق الأردن آنذاک. کانت هذه المرحلة حاسمة في حیاة الحسیني، حیث لاح نجمه لأول مرة في أفق التاریخ الفلسطیني وأصبح رمزاً من الرموز والقیادات الفلسطینیة (پراث، 184؛ عطیة، 343). ومنذ ذلک التاریخ، عکف أمین علی کتابة المقالات في صحیفة سوریة الجنوبیة المحلیة، وواصل مشروعه في التصدي للسیاسة البریطانیة والصهیونیة في فلسطین، ناهیک عن التدریس في مدرسة الرشیدیة وروضة المعارف، في مدینة القدس (جرار، 50، 51؛ ماردیني، 29؛ حاساسیان، 66-67؛ عطیة، ن.ص؛ موسوعة ... ، 4 / 138). 
فور الکشف عن إعلان بلفور، اتخذ الأمین أول إجرائه السیاسي في فلسطین من خلال إنشاء الجمعیة الإسلامیة المسیحیة بغیة التنسیق بین العرب المسلمین والمسیحیین کافة ضد الصهیونیة (عطیة، 435؛ الکیالي، 98) وإخفاق المخطط البریطاني للتفریق بین أتباع الدیانتین (جرار، 315-319). تأسست جمعیة في القدس في 1918م باسم النادي العربي یرأسها أمین الحسیني کان الهدف من وراءها التوحد مع سوریة، فضلاً عن التصدي الصهیونیة («معجم ... »، 163؛ الکیالي، ن.ص؛ جرار، 39) کما کان یرأس منظمة الکف السوداء التي تغیر عنوانها فیما بعد، أي في 1337ه‍ / 1919م إلی الفدائیة (پراث، 129).
وإبان انتفاضة 1338ه‍ / 1920م والتي عرفت بالانتفاضة الفلسطینیة الأولی کان لأمین الدور القیادي الأبرز في ذلک التحرک الشعبي. وبعد قمع تلک الانتفاضة اعتقل أمین، ولکنه بفضل مساعدة بعض الشباب الفلسطینیین تمکن من الهروب إلی دمشق وشرق الأردن، حیث لاقی ترحیباً من الأمیر عبد الله حاکم شرق الأردن (م.ن، 106؛ جرار، 57؛ ماردیني، 36- 38؛ حاساسیان، 67). 
ونتیجة لنفوذ أسرة الحاج أمین وأنصاره اختاره هربرت صموئیل مفتیاً لفلسطین (پراث، 192) رغم أنه لم یکن آنذاک من رجال الدین ولا من الشریحة الروحانیة (أیار 1921)، الأمر الذي لم یکن یوماً من الأیام موضع ترحیب لدی البریطانیین والیهود (جودائیکا، VIII / 1132؛ جرار، 58-61؛ ماردیني، 43-44؛ دروزه، 1 / 51). وبعد أن تأسس المجلس الإسلامي الفلسطیني في جمادی الأولی 1340 / کانون الثاني 1922 تولی الحاج أمین رئاسته (عطیة، 438؛ ماردیني، 42؛ پراث، 135). وکان یترأسه حتی نهایة فترة المجلس في 1937م وقد لعب المجلس الإسلامي الأعلی خلال تلک الآونة، دوراً جوهریاً في التطورات السیاسیة والاجتماعیة حیث کان یعمل بمثابة حکومة إسلامیة (دروزه، 1 / 52؛ موریس، 18). 
1. …
تولی أمین الحسیني، جمیع الشؤون الدینیة في فلسطین تدریجیاً منها شؤون القضاء والجوامع والوقف وتوجیه الدعاة وأصحاب الفتاوي، الأمر الذي ساهم بشکل کبیر في زیادة سلطته الاجتماعیة، ممّا جعله فریداً منفرداً من بین القادة الفلسطینیین (پراث، 203-204). 
وبینما ظلّ الشیخ أمین في 1921م وما بعده علی موقفه الحاسم في الوقوف بوجه الصهاینة، بید أنه سلک سبیل المداراة في التعاطي مع سلطة الانتداب والبریطانیین (عطیة، 438-446؛ زعیتر، 208-209؛ پراث، 129). ورغم أن بعض الباحثین یزعم أن الشیخ أمین ومنذ البدء کان یؤمن بالنضال المسلح ضد البریطانیین والصهاینة، غیر أن الفلسطینیین حتی سنة 1929-1930م کانوا یظنون أن بإمکانهم الدفاع عن حقوقهم من خلال التفاوض مع بریطانیا وکان أمین یجد نفسه مضطراً في تبني مثل هذه السیاسة والموقف (جرار، 132-133). 
استمرت سیاسة أمین المحافظة حتی 1930م / 1349ه‍ (الکیالي، 245).  ومن خلالها رکز اهتمامه علی لفت أنظار المسلمین نحو القضیة الفلسطینیة وتحولها من مجرد صراع بین الیهود والشعب الفلسطیني إلی قضیة إسلامیة شاملة لتشق طریقها إلی البلدان العربیة بل والعالم الإسلامي بحذافیره (جودائیکا، XVI / 1084). وتحقیقاً لهذه الغایة قرر في 1924م / 1343ه‍ أن یعید بناء المسجد الأقصی، فطلب المساعدة من جمیع المسلمین في أنحاء العالم لتمویل المشروع واستغرق إعمار المسجد خمس سنوات (جرار، 70-72؛ حاساسیان، 138). 
وقد حدت الأحداث التي وقعت منذ 1929م وما بعد ذلک، بأمین الحسیني والفلسطینیین الآخرین إلی تصعید الکفاح ضد الصهاینة والبریطانیین وکانت نقطة الانطلاق من انتفاضة البُراق، حیث قتل خلالها عدد من الیهود والفلسطینیین. وفي أثناءها أدی أمین والمجلس الإسلامي الأعلی دوراً هاماً في دعم المسلمین (دروزه، 1 / 61-63؛ سخنیني، 102). ثم توجه أمین في 1930م إلی لندن برفقة وباعتباره ناطقاً رسمیاً من أجل الدفاع عن حقوق المسلمین، ولکنه عاد دون تحقیق نتیجة (جرار، 104، 106، 110). وبعد انتفاضة البراق أدرک أمین ورفاقه أن الداعم الرئیس للیهود، هو الحکومة البریطانیة وأن علیهم أن یوجهوا رأس حربة جهادهم ضد العدو الرئیس (عطیة، 448-449). 
ومن أجل لفت أنظار المسلمین بشکل أکبر نحو القضیة الفلسطینیة، قرر أمین في عام 1931م وفي ظل المزید من التحدیات والعقبات، تنظیم المؤتمر الإسلامي العالمي في القدس. وقد کان یتطلع الشیخ من وراء ذلک إلی المساهمة في رصّ صفوف الشعوب الإسلامیة، بالتوازي مع تحقیق أهدافه السیاسیة (جودائیکا، IX,919). ورغم أن المؤتمر لم یحقق شیئاً ملموساً علی أرض الواقع، إلا أنه کان في ظل تلک الظروف الحساسة خطوة إیجابیة في طریق یقظة المسلمین وتوحُّدهم ضد بریطانیا والصهیونیة (جرار، 114-119؛ دروزه، 1 / 79-86، 90؛ حاساسیان، 138-143؛ پراث، 272). 
أما القضیة الجوهریة في تلک المرحلة من التاریخ الفلسطیني، فقد کانت الهجرة المتزایدة للیهود إلی فلسطین، حیث بذل أمین جهوداً حثیثة لمنع الهجرة الیهودیة وبیع أراضي الفلسطینیین للیهود. وفي 1934م انتفض الفلسطینیون في یافا بقیادة أمین، احتجاجاً علی دخول الیهود الأراضي الفلسطینیة، لکن الرد کان قاسیاً وبقبضة من حدید (جرار، 128-130). وقد أفتی الشیخ شخصیاً بحرمة بیع الأراضي للیهود وحث عدداً من الفقهاء غیر الفلسطینیین منهم محمد رشید رضا ومحمد حسین آل کاشف الغطاء علی إصدار فتاوی مشابهة (م.ن، 124؛ الکیالي، 249). وعلی إثر اشتباکات عنیفة، انطلقت ثورة عز الدین القسام عام 1935م. وتدل الشواهد الکثیرة علی أن هذه الثورة انطلقت بعلم أمین وبمساعدته أیضاً، حیث کان عز الدین الذي عینه الشیخ أمین بعد عودته إلی فلسطین خطیباً رسمیاً ومدرساً في جامع حیفا، علی علاقة مباشرة بالشیخ (ماردیني، 82؛ الموسوعة، 3 / 231). وفي العام نفسه تشکّلت وبمبادرة من أمین «منظمة الجهاد المقدس» کانت تضم خلیّات سریة بدافع الخوض في نضال مسلح ضد الاحتلال وقد اختار أمین، عبد القادر الحسیني لقیادة المنظمة تلک (جرار، 138). 
وفي 1936م، دعا مفتی فلسطین جمیع قادة الأحزاب السیاسیة إلی اجتماع کانت نتیجته تشکیل «اللجنة العربیة العلیا»، تولی رئاستها الشیخ أمین، ما عزّز موقعه کزعیم فرید في الحرکة الفلسطینیة آنذاک (جرار، 147-150). ومن خلال منصبه هذا، تحوّل إلی العامل الأساس في تنظیم التحرکات والانتفاضات الشعبیة لعام 1936 والاضطرابات الداخلیة في العام الذي تلاه («معجم» 164). وفي هذه الفترة، بادر أمین إلی شراء الأسلحة، عبر توظیف الإمکانیات المالیة للمجلس الإسلامي الأعلی والوقف وصندوق الأمة واللجنة العربیة العلیا والمساعدات الشعبیة، وسعی لحشد القوات من بلاد أخری أیضاً (عطیة، 642-643؛ أبو غربیة، 31). وفي 1936م تشکلت «اللجنة المرکزیة للجهاد» التي کان مکتبها الرئیس في لبنان. ورغم أنه کان عزة دروزه یتولی إدارة اللجنة، إلا أن رئاستها العلیا کانت بید أمین الحسیني (الکیالي، 289؛ دروزه، 1 / 209). 
کانت سنة 1936م، سنة الانتفاضة الشاملة للشعب الفلسطیني، حیث تجلت علی أشکال مختلفة منها الإضرابات المفتوحة والتظاهرات الحاشدة وقد توسلت بریطانیا التي عجزت عن إخماد نار هذه الانتفاضة، ببعض القاده العرب منهم الملک السعودي آنذاک عبد العزیز، حیث طلب هؤلاء القادة من أمین، إنهاء الإضرابات، والشیخ قبل بذلک (جرار، 151-154). فیما یذهب البعض (عطیة، 470-480) إلی أن المفتي نفسه تقدم لدی القادة العرب بطلب الوساطة، بعد أن رأی أن حیاة عامة الناس مصابة بالشلل، نتیجة تلک الظروف وتشکلت لجنة التحقیق الملکیة البریطانیة، بهدف التحري في أحداث هذه السنة. وحضر الشیخ أمین تلک اللجنة مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطیني وطالب  بإلغاء حکومة الانتداب وإقامة حکومة فلسطینیة یشترک فیها الیهود والعرب (الموسوعة، 4 / 140). وفي هذه الفترة شنّ المسؤولون والصحافة الغربیة حرباً إعلامیة شعواء ضد أمین واعتبروه المسؤول عن الاضطرابات والفوضی في فلسطین. ووصف وزیر المستعمرات البریطانیة في فلسطین بأنه البطل الشریـر (عطیـة، 447؛ نجیـب الرئیس، 48، 204)؛ بیـد أن ذلک لم یقلل من شعبیته ومکانته الاجتماعیة عند الرأي العام والشارع الفلسطیني (دروزه، 1 /  238). وعلی إثر هذه الأحداث، جاء المشروع البریطاني بتقسیم فلسطین. وقد کان یری البریطانیون أن الحاج أمین العقبة الرئیسة أمام تحقق هذا المشروع (م.ن، 1 / 180-181)؛ ولکن أمین واصل جهاده، فالتقی القنصل الألماني وطلب من بلاده أن تدعم العرب في کفاحهم ضد الصهیونیة (محافظة، 329-331). 
ومواصلة لتحقیق أهدافه توجه أمین في موسم الحج إلی مکة، حیث التقی الملک السعودي وبعض القادة المسلمین وتشاور معهم وغادر بعد ذلک إلی سوریة ثم العراق. وبعد عودته إلی القدس، اتخذت السلطات البریطانیة في فلسطین قراراً باعتقاله، فلجأ الشیخ إلی المسجد الأقصی. ولأن الحکومة لم تتمکن من اعتقاله، فقد أقالته عن رئاسة المجلس الإسلامي الأعلی واللجنة العربیة العلیا وإدارة الشؤون الدینیة، معتبرة المؤسستین غیر قانونیتین. وبعد شهرین من المحاصرة، نجح أخیراً في الهروب إلی سوریة (أبو غربیة، 98-99؛ سخنیني، 128-129؛ دروزه، 1 / 181-182، 189، 192؛ «معجم»، 217). 
عندما غادر أمین سوریة إلی بیروت، وقع في قبضة الفرنسیین. فطلبت الحکومة البریطانیة من فرنسا تسلیمها إیاه، إلا أن فرنسا امتنعت عن ذلک بسبب انطلاق التظاهرات الحاشدة دعماً لأمین، ولأسباب قد تکون مختلفة ( الموسوعة، ن.ص). واصل أمین في بیروت تنظیم القوی الفلسطینیة رغم العقبات والصعوبات وقیام الشرطة بمراقبته عن کثب (جرار، 171). وفي تشرین الثاني 1937 وبعد تأسیس «مؤتمر العالم الإسلامي»، أصبح الحاج أمین رئیساً للمؤتمر. وقد شارکت بلدان مختلفة في هذا المؤتمر الذي کان مقره الرئیس في بیروت. ظل أمین یتولی رئاسة هذا المؤتمر طیلة حیاته (جرار، 273-274). 
وبعد اندلاع الحرب العالمیة الثانیة تراجعت حدّة الانتفاضة الفلسطینیة نتیجة لبعض الظروف، فاضطر أمین الحسیني للهروب سراً إلی العراق (جرار، 180-186؛ ماردیني، 117-120). وأثار وجوده في بغداد غضب الحلفاء وخاصة البریطانیین، بید أنه کان موضع ترحیب من جانب الحکومة والشعب العراقیین (زعیتر، 406؛ ماردینـي، 124؛ جرار، 187- 188؛ «معجم»، ن.ص). وظلت جل جهود أمیـن في العراق مترکزة علی القضیة الفلسطینیة. وفي تلک الفتـرة، کـانت بغـداد تعتبـر مـرکـز قیـادة الحـرکـة الفلسطینیـة ( الموسوعة، 4 / 141). 
کان من أبرز ما قام به الشیخ أمین أثناء وجوده في العراق تدریب المجاهدین الفلسطینیین تحت إشراف العسکریین العراقیین (ماردیني، 127؛ جرار، 190). کما بادر الشیخ هناک بتشکیل حزب الأمة العربیة في شباط 1941 علی أمل تحقیق وحدة العرب واستقلال البلدان العربیة. تولی أمین رئاسة الحزب الذي کان أعضاؤه یتمثلون في عدد من السیاسیین الفلسطینیین والعراقیین. وقد هیأ الحزب الأرضیة الملائمة لانتفاضة رشید عالي (محافظة، 245؛ جرار، 189). وأثناء إقامته في العراق وبعد أن یئس أمین من بریطانیا في حل قضایا العالم الإسلامي وإحقاق حقوق الشعب الفلسطیني، قرّر المزید من الاقتراب من ألمانیا وحلفائها. وفي العام ذاته، بعث سکرتیره الخاص عثمان حداد سراً إلى ألمانيا للتفاوض مع القادة الآلمان. وكانت نتيجة الزیارة، تنظيم اتفاق في 6 بنود تمخضت عنه قرارات منها أن لاتطمع ألمانيا وإيطاليا في مصر والسودان (محافظة، 341-342؛ جرار، 192-193). 
وبعد إخفاق انتفاضة رشيد عالي وتعرض أنصار النازيين للخطر، عملت السلطات البريطانية على اعتقال أمين، فاضطر للهروب إلى إيران مع مجموعة من أنصاره، منهم رشيد عالي. وعندما شارفت طهران على السقوط وأسرت مجموعة من مرافقي أمين، انتقل هذه المرة من طهران إلى تركيا سراً. ويبدو أن إيطاليا ساعدته في الخروج من طهران (محافظة، 386، 462-662؛ جرار، 201-204؛ مارديني، 157). وبعد وصوله إلى أنقرة قرر التوجه إلى أوروبا ويبدو أن الحاج أمین وجد أوروبا أكثر أمناً لأن العالم العربي كان آنذاك تحت احتلال الحلفاء، أو في نطاق نفوذهم وعلى هذا، فقد وصل إلى إيطاليا وأخیراً إلی ألمانيا عبر بلغاریا ورومانیا (ن.ص)؛ وعند إقامته القصیرة في روما، التقى أمين بموسوليني وعدد آخر من المسؤولين الإيطاليين الآخرين. وفي ألمانيا، اُستقبل أمين باعتباره ضيفاً على الحكومة (جرار، 218). والتقى بعضاً من المسؤولين السياسيين والعسكريين في ذلك البلد، وأخیراً التقى بِهتلر (جودائيكا، VIII / 1132). حیث كان الموضوع الرئيس لمباحثاته مع زعيم ألمانيا، مصير البلدان الإسلامية، ولاسیما استقلال فلسطين، کما لم ینس الاهتمام بشؤون البلدان العربية الأخرى، فقد سعى من أجل تعاطف ألمانيا مع بلدان المغرب العربي (مارديني، 187-189). وأن يثير حساسية دول المحور إزاء السیطرة الأمریکیة على تلك المنطقة وبالطبع فقد حقق بعض النجاحات علی هذا الصعید (جرار، 237). 
وخلال الحرب الأهلية في البلقان (1941-1942م) بين الصرب، والكروات ومسلمي البوسنة والهرسك، طلب المسلمون البوسنيون المساعدة من أمين. حیث توجه إلى روما والتقى موسوليني مرة أخرى وحصل على وعود منه ثم عاد إلى البوسنة. وبفضل مساعيه تقرر أن يتدرب ويتسلح الشباب المسلمون البوسنیون تحت إشراف الجيش الألماني (مارديني، 204-211). ويبدو أن أحد أهداف الحاج أمين من النفوذ بين البوسنة الحصول على دعم المسؤولين المحليين لإخراج اليهود من البوسنة (جودائيكا، XVI / 871). 
کما فقد بذل أمین في تلک الفترة جهوداً كبيرة من أجل استقلال تونس (محافظة، 416-419). وكان تشكيل الجيش العربي من الخطوات الحیویة الأخرى التي اتخذها أمین في 1943م /  1362ه‍  بمساعدة من الجيش الألماني تمهیداً لإعداد المقاتلين الفلسطينيين لمحاربة الصهاينة. أثناء إقامة الشیخ أمین في ألمانيا، توجه رشيد عالي إلى هناك أیضاً واستأنفا تعاونهما الجهادي ضد الحلفاء وانعقدت أيضاً بعض المواثيق بینهما وبين دول المحور حول حقوق العرب في فلسطين (مارديني، 185-186؛ محافظة، 463). 

 

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: