الصفحة الرئیسیة / المقالات / امروالقیس /

فهرس الموضوعات

امروالقیس


تاریخ آخر التحدیث : 1441/12/13 ۱۴:۱۷:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

إمْرُؤالْقَیْس،   الشاعر الجاهلي المعروف ومن أبرز أصحاب المعلقات. هو أشهر شاعر عرفه الأدب العربي طیلة تاریخه الطویل إلا أن أخبار حیاته مکتنفة بکثیر من الغموض والإبهام إلی حد یتعذر الرکون إلی الروایات الهائلة التي نقلتها المصادر عنها إطلاقاً کما أن أشعاره وعلی الرغم من صیتها المطبق في الآفاق، ظلت علی مر الزمن معرضة لآفة الوضع والانتحال مما أثار الکثیر من البحث والنقاش حولها منذ القرن 19م.
لقد نقلت المصادر القدیمة جمیع الروایات والأشعار المنسوبة إلی امرئ القیس دون إبداء أي رأي نقدي حولها. ولایری اللغویون شاهداً لغویاً أقوی في الاستناد من أشعاره وأدی هذا الاهتمام المبالغ فیه بأشعاره إلی دخولها في التفاسیر القرآنیة وفي شروح نهج البلاغة (ظ: ابن أبي الحدید، 9 / 241، 243-246؛ کذلک الباقلاني، 25، مخ‍ ).
أما في العصر الحدیث وبخاصة في العام 1864م عندما أبدی نولدکه شکوکه حول الشعر الجاهلي احتدم النقاش حول صحة هذه الأشعار عن عدمها وبخاصة حول أشعار امرئ القیس حیث یمکن الیوم الحصول علی مئات الکتب والمقالات حول هذا الشاعر.
وتبلغ الروایات الکثیرة التي یمکن جمعها حول امرئ القیس عدة مجلدات، غیر أنها جمیعاً تکتنفها هالة من الغموض وتسیطر الصبغة الأسطوریة علی معظمها. لقد جمعت سیرته في واقع الأمر منذ القرن 3ه‍ / 9م في کتب الأدب من مثل مؤلفات ابن قتیبة وابن سلّام وأبي الفرج الأصفهاني کما وردت الروایات والأشعار المنسوبة إلیه بشکل مبعثر في کثیر من الکتب الأدبیة والتاریخیة وکتب اللغة والمعاجم مثل آثار الجاحظ والطبري وابن الأثیر وابن درید والوشّاء والتنوخي والمرزباني وابن فارس، بحیث یمکن إعداد فهرس طویل من مثل هذه الآثار.
لقد أولی الباحثون العرب المعاصرون اهتماماً کبیراً بهذا الشاعر، فمنذ أن أورد لویس شیخو «دیوانه» إلی جانب نبذة عن حیاته في شعراء النصرانیة (1926م)، فإن الکتب العامة في الأدب العربي من تألیف کتّاب مثل جرجي زیدان والفاخوري وعمر فرّوخ والرافعي قد جعلته محور الاهتمام في دراساتها. ورغم کثرة الحدیث عن امرئ القیس في التواریخ الأدبیة الخاصة بالعصر الجاهلي وعدد آخر من الکتب المستقلة في ترجمته، غیر أن هذه الآثار تتسم بالضعف في الأبعاد العلمیة والبحثیة وإن البحوث التي أوردها الغربیون تتسم بجدیة أکبر، حیث تتضمن کتب تاریخ الأدب العربي من تألیف علماء من مثل نلینو وجیب وعبد الجلیل وآندریه میکل وبروکلمان وبلاشیر وکذلک مقالات من أولیندر وغریفیني وفیشر ولایل دراسات معمقة وآراء ممتعة حول هذا الشاعر الشهیر. لایمکن عند النظر إلی سیرة امرئ القیس استبعاد الأساطیر عنها وإن کانت هناک خطوط تاریخیة قد تکون متطابقة مع الواقع. إذ إن هذه الأساطیر هي التي أصبحت موضع اهتمام الأدباء وترکت تأثیراً کبیراً علی الأدب الإسلامي وتم تحمیله المئات من الإشارات الأدبیة والاستعارات التي لایمکن فهم الکثیر من العبارات بدون الاطلاع علیها.
تعتبر کلمة امرئ القیس ذاتها غامضة إلی حدما. فهل کان المراد منها «خادم صنم قیس» أم المراد هو «أمیر قبیلة قیس». فعلی کل حال دعا الشاعر نفسه امرأ القیس («المعلقة»، 60) غیر أن الأدباء العرب یرون أن هذه اللفظة نوع من الألقاب لذا، فإنهم یبحثون عن اسمه الحقیقي ویطرحون أسماء منها: حُندُج وعَديّ ومُلیکة (السیوطي، 2 / 422) وسلیمان ( القاموس، ذیل قیس).
النشأة:  ولـد امرؤ القیس علـی الأرجح فـي أرض بني أسـد (أبو الفرج، 9 / 78) وقد تکون أسماء الأماکن في أشعاره الأولی دالة علی ذلک (أولیندر، 95)؛ غیر أن روایة ابن حبیب تدل علی أنه قضی طفولته في حصن المشقَّر في أرض الیمامة أو حصن في البحرین وکانت المنطقتان خاضعتین لدولة کندة (ظ: أبو الفرج، ن.ص). کان والده حُجر الملقب بآکل المُرار أمیر کندة (پیغولوسکایا، 344: أولیندر، 94)، وقد طرده في شبابه ولیس سبب ذلک واضحاً شأنه في ذلک شأن سائر أمور حیاته وإن کان بعض الکتاب اعتبروا أن شاعریته وحبه کانا وراء ذلک (أبو الفرج، 9 / 87؛ ابن قتیبة، 17؛ السندوبي، 11).
ومهما یکن، فإن الشاعر عاش مشرداً في الصحاري وقد انضم حسب قول أبي الفرج (ن.ص) إلی جماعة من قبائل طیئ وبکر  وکلب‌ ــ الذي کانوا مشردین مثله ــ ثم لجأ إلی خاله شرحبیل رئیس قبیلة بني دارم (السندوبي، 17). وتفید الروایة الأکثر شهرة أنه کان تائهاً إلی أن قتل أبوه علی ید بني أسد (ظ: أبو الفرج، 9 / 87-88؛ ابن قتیبة، ن.ص) وقد استنجد الشاعر بقبائل بکر وتغلب لأخذ الثأر من قاتلي أبیه من بني أسد (ظ: أبو الفرج، 9 / 90) أو بقبیلة ذي جدن في حمیر (م.ن، 9 / 92). إن الروایات المتعلقة بحروبه مفصلة وطویلة ومتناقضة جداً وعندما اطلع بنو أسد علی هذه الأخبار سلکوا طریق الصلح معه وعرضوا علیه دیة کبیرة مع عدد من الرهائن وقد شجعت هذه الحادثة علی خلق قصص خیالیة رائعة (للروایات المختلفة، ظ: م.ن، 9 / 90 وما بعدها). وقد أدخلت الروایات الشاعر الجاهلي عبید بن الأبرص في الموضوع وقد قیل إن عبیداً قد نظم قصیدة هدّد فیها امرأ القیس بشدة عندما رفض الأخیر قبول اعتذارات بني أسد (عبید، 136- 138؛ ظ: حسین، من تاریخ ... ، 1 / 216، حیث اعتبر هذه القصیدة منحولة).
علی الرغم من ذلک، فإن امرأ القیس تتّبع بني أسد وما إن أدرکهم حتی وضع فیهم السیف بمساعدة جیشه المکون من قبائل بکر وتغلب (لمزید من المعلومات حول حروبه ضد بني أسد، ظ: أبو الفرج، 9 / 103-105؛ ابن قتیبة، 17-18؛ الیعقوبي، 1 / 217-218؛ أبو الفداء، 1 / 93-94؛ أیضاً ظ: أولیندر، 102-103). وبعد خوض هذه المعرکة نظم امرؤ القیس قصیدة حول انتصاره وأحل الخمر الـتي کـان قد حرّمهـا علی نفسه بعـد قتل والده إلی أن یثـأر له ( الدیوان، ط السندوبي، 172-173).
ومع ذلک کان ینوي امرؤ القیس الاستمرار في الحرب، إلا أن البکریین والتغلبیین قد ترکوا القتال، فتشرد الشاعر مرة أخری وامتطی فرسه «الشقراء» واستنجد بأناس کثیرین وحدثت أحداث مختلفة نظم حولها الکثیر من القصائد الشعریة (ظ: أبو الفرج، 9 / 92-96). وفي المراحل الأخیرة من هذا التشرد یظهر أحد أشهر  الشخصیات الجاهلیة السموأل صاحب القصر المشهور في تیماء. إن الأخبار الجاهلیة تجعل هذا الشاعر في حضرة هذه الشخصیة شبه الأسطوریة حتی إنهـم نسبـوا إلیه قصیـدة یمدح فیها السمـوأل وقد قـال عنهـا أبو الفرج إنها لاتشبه کلام امرئ القیس وهي منحولة من دون أدنی شک (ظ: 9 / 96-97). علی کل حال، فإن الشاعر یطلب من السموأل أن یأخذه إلی الحارث أمیر الغساسنة لیسهل علیه الحضور في بلاط القیصر. وقد تحقق طلبه هذا واتجه الشاعر إلی بـلاط القیصـر. ووردت تفاصیـل هـذه الرحلة فـي قصیـدة طویلة ( الدیوان، نفس ط، 83-91) وتدل علی أن عمـرو بن قمیئة الشاعـر وآخرین کانوا یرافقونه فیها ویعتقد أولیندر أن معرفة أسماء الأماکن التي وردت في القصیدة تمکننا من تحدید الطریق التي سلکها الشاعر (ص 114-115)؛ ولکن ما یثیر العجب هو أن هذه القصیدة أو غیرها من أشعار امرئ القیس لاتتضمن حدیثاً عن أوضاع بلاط الحارث الغساني أو بلاط القیصر؛ ویبدو أن القصاصین الذین کانوا غیر مطلعین علی أحوال بلاط الروم اکتفوا بذکر الکلیات وحاولوا جعلها متطابقة مع الأساطیر المعروفة حول نهایة حیاة الشاعر.
علی کل حال، فإن رجلاً یدعی الطماح من قبیلة بني أسد الذي کان أخوه قد قتل علی ید امرئ القیس (ظ: أبو الفرج، 9 / 99)، قد دبّر في هذه الفترة مکیدة وحذر الإمبراطور من أن زیادة قوة الأمیر المتمرد هذا سوف تهدد حکمه في المستقبل لذلک فقد غضب علیه الإمبراطور، أما الروایات الأخری فإنها تذکر أن سبب غضب القیصر علیه هو علاقات الشاعر الغرامیة مع ابنته (علي، 9 / 521-522). مهما یکن، فإن امرأ لقیس کان في طریق العودة عندما أرسل إلیه الإمبراطور بعض الهدایا وکان من بینها درع مسمومة لبسها الشاعر، فتقرح جسمه فمنذ ذلک الحین لقـب بـذي القروح بینما کان یلقب قبـل ذلک بالملک الضِلّیـل (أبو الفرج، 9 / 99-100؛ ابن قتیبة، 18؛ الیعقوبي، 1 / 220؛ قا: أولیندر، 111-112).
لقد وصل الشاعر المتقرح أخیراً إلی أنقرة ونزل عند جبل یدعی العسیب وعندما أحس بدنو أجله نظم قصیدة في موته (ابن قتیبـة، ن.ص). وقـد أشار الشاعر فـي قصیدة مکونة من 15 بیتـاً ( الدیوان، نفس ط، 115-117) إلی مرضه وإلی خیانة الطماح وقد تزینت آخر لحظات حیاته بأبیات بسیطة ومؤثرة لکنها منحولة (أبو الفرج، 9 / 100-101).
إن هذه الأخبار الأسطوریة من شأنها أن تصیب الباحثین بالذهول وقد أسلفنا أن أبا الفرج اعتبر إحدی قصائده منحولة بالکامل کما أن الرّیاشي قد اعتبر الکثیر من الأشعـار الواردة في دیوانـه منحولة ونسبها إلـی بعض رفاقـه (ظ: المرزباني، 32؛ علي، 9 / 534) کما أن ابن رشیق یعتقد بصحة ما لایزید عن بضع وعشرین قصیدة من أشعاره فقط (1 / 105).
لقد تجلی إنکار الباحثین المعاصرین لأشعار امرئ القیس في إطار إنکارهم العام للشعر الجاهلي ککل. فمنذ العام 1864م الذي أبدی فیه نولدکه شکوکه في هذه الآثار، حیث تبعه آلوارت بعد ذلک وحتی العام 1925م، حیث اعتبر مرجلیوث جمیع هذه الأشعار منحولة (ظ: بلاشیر، 1 / 269-272)، فإن شعر امرئ القیس قد التحق بالمنحولات والأساطیر. ومن بین العلماء العرب، فإن طه حسین کان أول من رفض الشعر الجاهلي کله، حیث خصص قسماً کبیراً من کتابه في الشعر الجاهلي لامرئ القیس (ص 132-151)، وشکک في صحة الأحداث وأصالتها کما شکک في صحة نسبة الأشعار المنسوبة إلیه من ناحیة اللغة والروایة التاریخیة والرواة وأسلوب الشعر کما شکک في وجود الشاعر نفسه (من تاریخ ... ، 1 / 202-224؛ المجموعة ... ، 5 / 197-213)؛ غیر أنه حاول قبل ذلک أن یجد الدوافع القویة التي دفعت إلی انتحال هذه القصص والأشعار المرتبطة بها، فهو یری أن قصة حیاة امرئ القیس لاتعد  وأن تکون قصة حیاة عبد الرحمن ابن الأشعث (ن.ع)، من أحفاد الأشعث بن قیس الکندي (من أقارب امرئ القیس) الذي ثار ضد الحجاج وقتل علی یده. فهو یری أن الکندیین قد قصدوا تخلید ذکری عبد الرحمن بانتحال قصص امرئ القیس (م.ن، من تاریخ، 1 / 204-206).
یقسم طه حسین أشعار امرئ القیس إلی قسمین: قسم یتعلق بقصة حیاته؛ وقسم آخر لایتصل بها، ثم یقوم بدارسة کل قسم منهما ویذکر من خلال بحث مفصل الدوافع التي أدت إلی انتحال هذه أشعار استناداً إلی شواهد متعددة وینتهي أخیراً إلی أن أکثر هذه الأشعار التي أضیفت إلی أمرئ القیس ومنها معلقته المشهورة لیست له وإنما مختلقة علیه اختلاقاً، حمل بعضها العرب أنفسهم وحمل بعضه الآخر الرواة الذین دونوا الأشعار في القرن الثاني وما یلیه (ن.م، 9 / 97-99؛ 1 / 207-213).
إن ما وجهه طه حسین من نقد لاذع إلی جانب هجمات عنیفة أخری شنّها أساس الشعر الجاهلي قد أثار ضجة کبری في البلاد العربیة، حیث هبّت جماعة غاضبة للدفاع عن التراث القومي العربي واستطاعت هذه الجماعة تفنیده في نهایة المطاف، علی الأقل علی الصعیدین السیاسي والاجتماعي.
في خضم هذه المجادلات لقد حاول البعض أن یجدوا أثراً من امرئ القیس في آثار الروم في ذلک العهد، فقد أشار بروکوبیوس ونونوسـوس کلاهما إلی رجـل یدعـی کایسوس ــ الذي کـان یحکـم إمارتي کندة ومعدّ وکـان قد زار القسطنطینیـة ــ واعتبره کوسن دي پرسفال امرأ القیس نفسه ولکن هذا الاسم لیس متطابقاً مع اسم امرئ القیس، فإن هذا الاسم العربي یجب أن یتحول في الیونانیة إلی «آمُرکسوس»؛ کما أن ما قام به کایسوس في القسطنطینیة لایشبه الأحداث المنسوبة إلی امرئ القیس لامن بعید ولامن قریب (ظ: أولیندر، 114-116).
الدیوان: کانت الطبعة الأولی من دیوان امرئ القیس قد نشرت في باریس علی ید دوسلان (1837م) وکان أساس عمله روایة الشنتمري (من الأصمعي) من دواوین الشعراء الجاهلیین الکبار بعنوان دواوین الشعراء الستة. فمنذ العام 1865م نشرت نسخة أخری من الدیوان علی أساس روایة البطلیوسي (القرن 5ه‍ / 11م) عدة مرات في الدول الشرقیة (مثلاً طهران، 1272ش؛ تبریز، 1303ش، ط الحجریة). وفي العام 1870م قام آلوارت بنشر «دیوان الشعراء الستة» ومن ضمنهم امرؤ القیس استناداً إلی روایة السکري حیث أضاف علیه بعض القطع الشعریة الـتي کان قد وجدها بنفسه وبعده قام حسن السندوبي في العام 1930م بنشر دیوانه (مع سائر آثار امرؤ القیس) في القاهرة؛ کما قام محمد فرید أبو حدید مرة أخری في العام 1944م بنشر دیوانه في القاهرة   وأخیراً بعد أن طبع الدیوان طبعات متعددة غیر موثوقة، قام محمد أبو الفضل إبراهیم في العام 1958 (القاهرة) بطبع الدیوان. لقد قام هذا الباحث بجمع الدیوان معتمداً علی 6 مخطوطات من دیوان امرئ القیس (مخطوطات الشنتمري والطوسي والسکري والبطلیوسي وابن النحاس وأبي سهل) في 28 قصیدة بالاستناد إلی روایة الأصمعي وفي 19 قصیدة بالاستناد إلی روایة المفضل الضبي، ثم أضاف علیها 53 قصیدة ومقطوعة شعریة من الروایات الأخری ولقد قام شوقي ضیف بدراسة القصائد الثماني والعشرین حسب روایة الأصمعي کل علی حدة، واستنتج أن القصائد رقم 1 و2 و11 و27 (حسب الروایات) من قصائد امرئ القیس الثابتة کما أن بعض القصائد مشکوک في أمرها، أما بقیة القصائد، فهي لیست لامرئ القیس دون أدنی شک (ص 245-247).
المعلقة:  یتضمن دیوان امرئ القیس قصیدة ذات ثمانین بیتاً أطلق علیها اسم المعلقة (ظ: بلاشیر، 1 / 228-231) ولاشک في أن کثیراً من أبیات هذه القصیدة ــ حسب أقـوال القدمـاء ــ منحولة من دون شک رغم أن البعض اعتبرها صحیحة النسبة إلی امرئ القیس. فعلی سبیل المثال، فإن الأبیات من 59-62 ( ط السندوبي) التي أوردها الطوسي والسکري والآخرون کما وردت في شرح الزوزني والتبریزي، غیر موجودة في روایة الأصمعي ( الدیوان، ط إبراهیم) (ظ: الدیوان، ط السندوبي، 153، قا: ط: إبراهیم، 19) وقد أبدی أغلب الرواة شکوکهم في صحة انتسابها إلیه.
إن ما ابتدعه الشاعر في هذه القصیدة، من الأوصاف المتنوعة وصور الخیال والألفاظ البدیعة والأسالیب التعبیریة حمل الرواة الأقدمین علی أن یجعلوه من الأولین في مختلف المجالات وکثیراً قیل بحقه «هو أول من...»؛ وبذلک احتل الشاعر مکانة خاصة في کتب «الأوائل». کما  قیل إنه أول من وقف علی أطلال الحبیبة واستوقف وبکی واستبکی (مادة النسیب الأصلیة) وإن کان في ذلک مقلداً لابن خذام حسب اعترافه هو ( الدیوان، ط إبراهیم، 114)، غیر أن أحداً لایعتني باعترافه هذا. فهو أول من شبه النساء بالظباء والبیض وهو أول من قیّد الأوابد وشبه الخیل بالعقبان والعصي ... (ظ: البستاني، 102).
یمکن تقسیم أبیات المعلقة السبعة والسبعین (حسب الروایة الأصلیة، ظ: الدیوان، نفس ط، 8-26) إلی عدة أقسام، حیث تناول کل قسم منها موضوعاً خاصاً. إن النصف الأول من القصیدة یشتمل علی أشعار غرامیة ویتضمن عدة صور مشهورة مثل البکاء علی أطلال دیار الحبیبة؛ وتذکر فاطمة وقصة دارة جلجل؛ کما تتناول القصیدة وصف اللیل والنجوم ... ؛ وکذلک الفرس وأشهر أوصافه له (مِکَرّ مِفَرّ ... )؛ وتتناول أیضاً مشاهد الصید والرعد والمطر والسیل. لقد وردت معلقة امرئ القیس في دیوانه   کما وردت في مجموعة (المعلقات) التي تم جمعها في عهد حماد الروایة (تـ حوالي 100ه‍ / 772م) کما أنها وردت في جمیع شروحها (ظ: ن.د. المعلقات).
لقد ترجمت المعلقة إلی عدة لغات، فکانت أقدم ترجمة لها إلی اللغة اللاتینیة علی ید وارنر (لیدن، 1748م) کما ترجمها لأول مرة إلی اللغة الإنجلیزیة جونز (لندن، 1782م) ویبدو أن ترجماتها إلی الفرنسیة قد بدأت مع دي ساسي في القرن 19م. وفي العام 1802م ترجمت لأول مرة إلی الألمانیة علی ید هارتمن وترجمها بلمر في العام 1824م إلی اللغة السویدیة (للترجمات، ظ: EI2) وقد طبعت منها ترجمتان إلی اللغة الفارسیة کانت إحداها لعبد الحمید آیتي (في معلقات سبع، طهران، 1345ش)، أما الثانیة فهي لکاظم برگ نیسي (في یادنامۀ بهار، طهران، منتدی الشخصیات الثقافیة الکبری).

المصادر:

ابن ‌أبي‌ الحديد، عبد الحميد، شرح‌ نهج ‌البلاغة، تق‍ : محمد أبو الفضل‌ إبراهيم‌، القاهرة، 1964م‌؛ ابن ‌رشيق‌، حسن‌، العمدة، تق‍ : محمد محيي ‌الدين ‌عبد الحميـد، بيروت‌، 1972م‌؛ ابن ‌قتيبة، عبد الله‌، الشعر والشعراء، بيـروت‌، 1964م‌؛ أبو الفداء، المختصر فى‌ أخبار البشر، بيروت‌، 1960م‌؛ أبو الفرج‌ الأصفهاني‌، علي‌، الأغاني‌، القاهرة، 1963م‌؛ امرؤ القيس‌، الديوان‌، تق‍ : حسن‌ السندوبي، القاهرة، 1373ه‍‌ / 1953م‌؛ م.ن، ن.م، تق‍ : محمد أبو الفضل‌ إبراهيم‌، القاهرة، 1958م‌؛ م.ن، «المعلقة»، شرح ‌المعلقات‌ العشر وأخبار شعرائها، بيروت‌، دار الكتب‌ العلمية؛ الباقلاني‌، محمد، إعجاز القرآن‌، تق‍ : أحمد صقر، القاهرة، دار المعارف‌؛ البستاني‌، بطرس‌، أدباء العرب‌، دمشق‌، 1979م‌؛ بلاشیر، رجيس‌، تاريخ ‌أدبیات عرب، تج‍ : آ. آذرنوش‌، طهران، 1363ش / 1984م؛ پيغولوسكايا، ن‌. و. ، أعراب حدود مرزهای روم شرقي وإیران، تج‍ : عنايت‌ الله ‌رضا، طهران، 1993م؛ حسين‌، طه‌، في ‌الشعر الجاهلي‌، القاهرة، 1344ه‍‌ / 1926م‌؛ م.ن، المجموعة الكاملة لمؤلفات‌، بيروت‌، 1973م‌؛ م.ن، من ‌تاريخ ‌الأدب ‌العربي‌، بيروت‌، 1981م‌؛ السندوبي، حسن‌، مقدمة ديوان ‌امرؤ القيس‌ (هم‍(؛ السيوطي‌، المزهر، تج‍ : محمد أبو الفضل‌ إبراهيم وآخرون، بيروت‌، 1986م‌؛ ضيف‌، شوقي‌، تاريخ‌ الأدب‌ العربي‌، العصر الجاهلي‌، القاهرة، 1976م‌؛ عبيد بن‌ الأبرص‌، الديوان‌، تج‍ :  حسين ‌نصار، القاهرة، 1377ه‍‌ / 1957م‌؛ علي‌، جواد، المفصل ‌في ‌تاريخ ‌العرب‌ قبل ‌الإسلام‌، بيروت‌ /  بغداد، 1969م‌؛ القاموس‌؛ المرزباني‌، محمد، الموشح‌، تق‍ : محب‌ الدين الخطيب‌، القاهرة، 1385ه‍‌ ؛ منوچهري ‌دامغاني‌، الديوان‌، تج‍ : دبيرسياقي‌، طهران، 1363ش / 1984م؛ اليعقوبي‌، أحمد، تاريخ‌، بيروت‌، 1379ه‍‌ / 1960م‌؛ وأیضاً:


EI2 ; Olinder, G., The Kings of Kinda, London, 1927
آذرتاش ‌آذرنوش / گ

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: