الصفحة الرئیسیة / المقالات / الفونسو /

فهرس الموضوعات

الفونسو


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/27 ۱۴:۲۷:۵۲ تاریخ تألیف المقالة

أَلفونسو،   اسم عرف به عدد من الأمراء والملوک المسیحیین في إسبانیا والبرتغال والذین کانوا یعاصرون غالباً الأمراء المسلمین في الأندلس وخاضوا عدة معارک ضدهم بغیة الاستیلاء علی مدن تلک البلاد. ورد ضبط کلمة ألفونسو في المصادر الإسلامیة علی أشکال متعددة منها: ألفنش، ألفنس، أدفونش، أذفونش، ألفونش وأذفنش. ونذکر منهم فیما یلي من کان له دور أهم من سواه في المیادین العسکریة والسیاسیة والثقافیة:

1. ألفـونسو الأول

(حک‍ 212 أو135- 140 أو 142ه‍ / 740 أو 752-757 أو 759م)، وهو في سلالة الملوک الإسبان یعرف بالکاثولیکي. ولم یمض طویل وقت علی استیلاء طارق بن زیاد علی طلیطلة وسیطرة المسلمین علی شبه جزیرة إیبریا، حتی دبّ الضعف في قوی المسلمین، خاصة في شمالي غربي الأندلس، بسبب التنافسات الشدیدة بین الفاتحین، فانتهز الأمراء المحلیون هذه الفرصة لمحاربة الحکّام الجدد. فبادر پلایو (في المصادر الإسلامیة: بلاي) إلی توجیه أولی الضربات وبالرغم من أنه کان قد فرّ قبل هذا من جیوش المسلمین ولجأ إلی جلیقیة مع ثلة من أصحابه ( أخبار مجموعة، 28)، غیر أنه هزم المسلمین هذه المرة في کوبادونغا قرب أفیدو بأستوریاس (أشتریس) (وات، 42)، وأسس دولة في المدینة نفسها. لکنه لم یعش بعد ذلک طویلاً، کما لم یلبث حتی توفي ابنه فافیلا بعده بسنتین وجاء دور ألفونسو صهر پلایو حاکم کانتبریا الذي اختاره سکان جلیقیة المحلیون ملکاً (دوزي، 411). وذلک بعد أن سیطر علی أستوریاس.
وفي هذه الأثناء، وفي خضم الظروف المضطربة الناجمة عن الحروب الداخلیة  بین الأمراء المسلمین وتمرد البرابرة في الولایـات الشمالیة لإسبانیا والمجاعة القاسیة فـي 133ه‍ / 751م (ابن عذاري، 2 /  39) والتي أدت إلی نزوح المسلمین من البلدان الواقعة شمالي نهر دویرو نحو الجنوب (السامرائي، 111) أو أفریقیا، فقد قرر ألفونسو توسیع ممتلکاته وبسط سلطانه. فهاجم المناطق الشمالیة وسرعان ما استولی علی لیون وعدة مدن وقلاع  وبذلک أخرج ربع شبه الجزیرة علی وجه التقریب من أیدي المسلمین (السامرائي، 113). ومنذ ذلک الحین اتخذت هجمات الأمراء المسیحیین الإسبان شیئاً فشیئاً شکلاً جدیاً ومنظماً. وأما عن بدایة حکم ألفونسو ونهایته، فلیست المصادر تتفق مع البعض وثمة اختلافات کثیرة بشأنهما تنجم في معظمها عن التناقضات التي وردت في المصادر المختلفة بشأن فترة حکم پلایو. حیث اعتبرها ابن خلدون (4 / 386) 19 سنة کما ذکر وفاته في 133ه‍ / 751م وأورد أن ألفونسو تولی زمام الأمور سنة 135ه‍ /  752م بعد موت ابن پلایو وتوفي في 142ه‍ / 759م. واستناداً إلی ذلک ینبغي أن یکون ألفونسو قد حکم حوالي 8 سنوات، غیر أن ابن خلـدون اعتبـر مدة حکمـه بصراحـة 18 سنـة. ویشارکـه ابن الأثیر رأیه هذا إلا أنه اعتبر تاریخ وفاته 140ه‍ / 757م (5 / 500)، فلذلک ینبغي أن یکون ألفونسو قد اعتلی العرش في 122ه‍ / 740م. ومـن جهة أخری، یـری مؤلـف أخبار مجموعـة (ص 62) أن پلایو هاجم المسلمین في 133ه‍ / 751م؛ وإذا اعتبرنا روایة ابن خلدون صحیحة، فلابد أن یکون قد توفي بُعید ذلک. ومع کل هذا، فقد أید وات (ص 42) روایة ابن الأثیر واعتبر حایک (ص 84) حقبة حکـم پلایـو خلال السنـوات 99ـ120ه‍ /  718‌ ـ 738م ونظـراً لسنتـي حکم فافیلا، ینبغي أن یکون ألفونسو قد أمسک بزمام الأمور منذ سنة 122ه‍ / 740م. ولعل اختلاف الروایات بهذا الشأن یکمن في أن ألفونسو کان یحکم کانتبریا لفترة ما قبل أن یتولی حکم أستوریاس وثم جلیقیة. ومن المحتمل أن ما یروي ابن خلدون أن ألفونسو تولی الحکم بعد سنة 135ه‍ / 752م یقصد به تولیته إمارة أستوریاس ومما یؤید ذلک روایة صاحب أخبار مجموعة عن قیام حرکة پلایو وانتصاره سنة 133ه‍ / 751م.
وقد اشتهر ألفونسو بتشییده الکنائس والأدیرة في ممتلکاته، ولذلک لقب بالکاثولیکي في سلالة ملوک أستوریاس ولیون وقشتالة.

2. ألفونسو الثاني

(حک‍ 175- 227ه‍ / 791-842 م)، ملقب بالعفیف في سلالة ملوک إسبانیا، وهو ابن فرویلا وحفید ألفونسو الأول. إنه تولی إمارة لیون ــ فضلاً عـن حکم أستوریاس وجلیقیـة ــ علی أثر تنحي برمودو أمیرها عن الحکم، (عنان، دولة الإسلام، 1 / 223)، وتحالف مع قبائل الباسک (البشکنس) وکان الفرنج یحرضون النصاری من الباسک والجلالقة ضد المسلمین (ن.ص). فأرسل هشام بن عبد الرحمن الخلیفة الأموي للأندلس في 178ه‍ / 794م جیشاً بقیادة عبد الملک بن عبد الواحد بن مغیث للاستیلاء علی جلیقیة. واقتحم عبد الملک المدینة وحصل علی غنائـم کثیرة بعد أن هدّم قصـر ألفونسو وکنائس تلک الدیـار (ابن الأثیر، 6 / 144). وفي السنة التالیة، سیّر الخلیفة جیشاً بقیادته   أو قیادة أخیه عبد الکریم (ابن عذاري، 2 / 66) إلی جلیقیة. فتصدی له ألفونسو بمساعدة أمیر الباسک وجیرانه، فما إن وصل عبد الملک أسترقة في داخل أراضي جلیقیة حتی هرب ألفونسو، فتبعه عبد الملک وأهلک کل من تخلف من جنوده ولم یکف عن النهـب والتدمیر (ابن الأثیر، 6 / 146). ومع کل ذلک، فـإن ألفونسو لـم یتنازل عن هجماتـه المتفرقة حتی انتزع برشلونـة في 185ه‍ / 801م من حکم الحکم بن هشام واستولی علی لشبونة لفترة ما (بروکلمان، 182). وفي 200ه‍ / 816م، أرسل الخلیفة الأمـوي، عبد الکریم بن عبد الواحد لمحاربة قبائل الباسک وحلفائـه نصاری لیون. فهزمهم عبد الکریم وقُتل فیها غارسیـا خـال ألفونسو (السامرائي، 167). وظل ألفونسو متحالفاً مع الأمـراء المسیحیین ولم یکف عن القتال ضد المسلمین حتـی نهایة عمره.

3. ألفونسو الثالث

(حک‍ 254-296ه‍ /  868-909م)، المعروف بألفونسو الکبیر في سلالة الملوک الإسبان وبألفونسو الثالث في سلالة ملوک ألتوریاس ولیون وقشتالة. عندما تولی العرش، قضی علی بقایا جنود المسلمین في لیون وسعی إلی توسیع متصرفاته باتجاه الجنوب حتی نهر دویرو وأقام هناک عدة قلاع منیعة لشنّ الهجوم علی أراضي المسلمین (عنان، تراجم إسلامیة، 171، 172). کما بلغ نهر تاجه من الجهة الشمالیة وبسط سلطانه علی قسم من البرتغال وقشتالة، وقد أدت حروبه المستمرة ضد المسلمین إلی زیادة الضرائب بالضرورة. ولهذا، فقد تمرد الشعب ضده بزعامة ابنه غارسیا (274ه‍ / 887 م)، إلا أنه قضی علیهـم وأودع غـارسیـا السجـن. وفـي 288ه‍ / 901م دعـا أحمـد بن معاویة، نجل الخلیفة الأموي، نفسه المهدي الموعود مستهدفاً تشکیل جبهة قویة لمواجهة ألفونسو الذي اشتدت قوته إلی جانب الضعف المتزاید للأمویین. فجمع البربر وهاجم سمورة. ثم أنذر ألفونسو بأنه سیدمر المدینة إن لم یعتنق الإسلام. فخرج ألفونسو من المدینة لمحاربته، لکنه واجه فیضان النهر وهاجمه المسلمون فاضطر إلی الانسحاب (دوزي، 413). في أواخر القرن 3ه‍ أسس عبدالرحمن بن مروان الجلیقي إمارة في جزء من جلیقیة بدعم من ألفونسو لمواجهة الأمراء المسلمین (حتي، 3 / 617). اضطر ألفونسو إلی أن یتنحی عن الحکم في 296ه‍ / 909م، بسبب الاضطرابات الناجمة عن الحروب المتواصلة في بلاده وقسم ملکه بین أولاده الثلاثة وتوفي بعد فترة في 299ه‍ / 912م (ابن عذاري، 2 / 154).

4. ألفونسو السادس

(حک‍ 457-501ه‍ / 1065- 1108م)، في سلالة الملوک الإسبان وألفونسو الأول في سلالة ملوک قشتالة والملقب بالمحارب وهو أحد أشهر الملوک الإسبان في العصر الإسلامي. ولقد ورث لیون، بعد وفاة فرناندو، إلا أن أخاه سانشو  
 أمیر قشتالة تمرد ضده، فلجأ ألفونسو منهزماً إلی طلیطلة لدی المأمون بن إسماعیل، أمیر بني ذي النون (ابن الأبار، 2 / 142، الهامش؛ قا: ابن الأثیر، 10 / 142) ولم یلبث حتی اعتلی عرش قشتالة بعد مقتل أخیه سانشو (464ه‍ / 1072م). وفي 465ه‍ / 1073م، انتزع جلیقیة من أخیه غارسیا وعندما اشتد ساعده ظل یشن الهجوم علی بلاد ملوک الطوائف المسلمین الذین کانوا في صراع شدید مع البعض آنذاک واستولی علی قسم منها وذلک بدعم من البابا والأساقفة وبمساندة هوغ الأول دوق البرجوني زوج أخته (عنان، دول الطوائف، 393-394؛ رانسیمان، 1 / 120). وقد أثارت هذه الإنجازات مطامع ألفونسو لسیطرة علی المدن الکبیرة في الأندلس وانتزاعها من الأمراء المسلمین. فهاجم أولاً طلیطلة عاصمة بني ذي النون، حیث کان قد لجأ إلیهم قبل حین خوفاً من أخیه وحظي لدیهم بترحیب وإکرام. وأخیراً حاصر المدینة في صفر 478ه‍ / حزیران 1085م ( قا: ابن عبد المنعم، 83) وأجبر القادر یحیی بن إسماعیل ذي النون علی الاستسلام واستولی علیها بعد أن کانت 372 سنة تحت إمرة المسلمین باعتبارها أمنع معقل في شمالي الأندلس (ابن خلکان، 5 / 27؛ عنان، دول الطوائف، 114). وقال البعض إن حصار طلیطلة دام 7 سنوات (ابن الأثیر، 10 / 142؛ المقري، 4 / 352). واستناداً إلی روایة أخری، فإن أهالي طلیطلة أعلنوا العصیان ضد القادر بسبب تعسفاته، فاضطر أن یلوذ بالفرار وأن یلجـأ إلی حصن مـن حصونه. ثم استولـی عمر بن المظفـر بن الأفطس علی المدینة. وفي تلک الأثناء استعان القادر بألفونسو وفتح المدینة عنوة في حمی جنده النصاری، وکان ذلک في سنة 475ه‍ (ابن بسام، 1(4) / 126-127؛ ابن سعید، 2 / 13).
وفـي هذه الأیام کان المعتمـد علی الله أبو عبد الله محمـد بن عباد من أکبر ملوک الطوائف في الأندلس یحکم قرطبة وإشبیلیة ویدفع الخراج لألفونسو سنویاً. وبعد أن استولی ألفونسو علی طلیطلة، أرسل المعتمد الخراج، إلا أن ألفونسو امتنع عن قبوله وبعث إلیه رسولاً وحذره بأنه سیحتل قرطبة إذا ما لم یسلم إلیه جمیع قلاعه في المرتفعات؛ فأسمل المعتمد عیون مبعوث ألفونسو وقتل مرافقیه. وإن ألفونسو الذي کان متوجهاً إلی قرطبة، ما إن بلغه خبر عصیان المعتمد، حتی عاد إلی طلیطلة لتجهیز معدات الحرب، ومن جهة أخری استقر المعتمد في إشبیلیة (ابن الأثیر، 10 / 142، 143). وفي هذه الأثناء وبإشارة من المعتمد بعث وجهاء قرطبة الذين کانوا في غایة الذعر من هجوم ألفونسو رسولاً إلی یوسف بن تاشفین أمیر المرابطین ودعوه إلی الأندلس. فدخل ابن تاشفین الأندلس في 479ه‍ / 1086م والتحق به المعتمد (م.ن، 10 / 152).

وسرعان ما خاض الجیش المشترک للمرابطین وبني عباد بزعامة ابن تاشفین معرکة ضد ألفونسو وألحق به هزیمة ساحقة وحال دون تقدمه في رجب 479ه‍ / تشرین الأول 1086 في الزلّاقة (ابن خلکان، 7 / 115-117؛ قا: ابن خلدون، 4 / 391، 392). ومع کل ذلک، فلم یحدث تغییر رئیس في الأوضاع أولاً بسبب التنافسـات والصراعات الشدیـدة بیـن ملوک الطوائف وانصراف ابن تاشفین عن التقدم وعودته إلی المغرب، وثانیاً کانت ولاتزال المناطق الساحلیة الشرقیة من بلنسیة حتی لورقة تحت سیطرة ألفونسو ولاسیما قلعة لبیط الواقعة بین لورقة ومرسیة کانت تضمن سیطرته علی هذه المناطق وثالثاً بعد معرکة الزلاقة، ظل المقاتلون النصاری ینحدرون من کل صوب إلی الأندلس لمساعدة ألفونسو وقمع المسلمین (رانسیمان، 1 / 121). وفي ظل هذه الظروف استنجد ملوک الطوائف وخاصة المعتمد بابن تاشفین وإنه دخل للمرة الثانیة الأندلس (481ه‍ /  1088م) وحاصر قلعة لبیط. فأسرع ألفونسو إلیه للحیلولة دون استیلائه وتقدمه. إلا أن ابن تاشفین تراجع بعد أن رأی الشقاق البعید في صفوف الأمراء المسلمین بأم عینه (عنان، عصر المرابطین، 1 / 41؛ وات، إسپانیاي إسلامي، 116)، ولکن بعد فترة قرّ رأیه علی افتتاح مدن الأندلس وقمع ملوک الطوائف. وما یدعو إلی العجب هو أن بعض الأمراء المسلمین الذین کانوا قد استنجدوا به، سرعان ما التحقوا بألفونسو، بحیث تحالف المعتمد مع ألفونسو ضد المرابطین بعد أن زحفت جیوش ابن تاشفین نحو إشبیلیة (عنان، تراجم إسلامیة، 216).
لم یکف ألفونسو عن توسیع متصرفاته، رغم المعارک الشدیدة التي خاضها المرابطون ضده. ومن أهمها ومما یجدر ذکرها معرکتان أولهما في 485ه‍ / 1092م حیث هاجم ألفونسو قواعد المسلمین إلا أنه انهزم هزیمة نکراء (ابن الأثیر، 10 / 202)؛ وثانیهما معرکة إقلیش في أواخر عمره، والتي انتهت إلی هزیمته وقتل ابنه سانشو. وهي بعد معرکة الزلاقة أشهر معرکة قامت بین المرابطین والنصاری فی الأندلس. وأخیراً مات ألفونسو في 501ه‍ /  1108م (ابن خلدون، 4 / 392) أو في 502ه‍ / 1109م (دوزي، 724) وبما أنه لم ینجب من البنین سوی ولده سانشو المقتول فأسند وراثة عرشه قبل موته إلی ابنته أوراکا زوجة الکونت ریمون (عنان، عصر المرابطین، 1 /  478).
 

5. ألفونسو السابع

(حک‍ 520-552ه‍ / 1126-1157م)، في سلالة الملوک الإسبان وألفونسو الثاني في سلالة ملوک قشتالة والملقب بالإمبراطور. هو ابن ریمون، البرجوني وأوراکا بنت ألفونسو السادس في إسبانیا. کان یحکم أولاً جلیقیة وقد سمي في بعض المصادر القدیمة بالسُّلَیطین (أي الملک الصغیر) لأنه ولي   عرش قشتالة صغیر السن (ابن الأبار، 2 /  249). وفي هذه الفترة، فقد حدثت منافسات شدیدة بینه من جهة وبین أمه الملکة أوراکا التي کانت تحکم قشتالة وزوجها الثاني ألفونسو الأول ملک أرغون الذي کان یدعي السلطنة في إسبانیا من جهة أخری. وأخیراً تم عقد الصلح بینهم وتقرر أن تتولی الأم والابن الحکم معاً في جلیقیة وأستوریاس ولیون وتبقی حکم قشتالة لأوراکا وحدها (عنان، عصر المرابطین، 1 / 484). وإثر وفاة أوراکا، فقد بادر ألفونسو إلی بسط سلطانه ونفوذه في أراضي الأمراء المسیحیین واستولی علی سرقسطة وأجزاء من قشتالة وبعد موت ألفونسو الأول حاکم أرغون، منحه المجلس القومي في لیون لقب الإمبراطور سنة 529ه‍ / 1135م. ولم تمض فترة، حتی بدأ بالهجوم علی أراضي المسلمین، ورغم أنه هُزم سنة 532ه‍ / 1138م في معرکة ضد المرابطین، لکنه استطاع في السنة التالیة من السیطرة علی قلعة أرنبه، أو أوریخا المنیعة علی مقربة من طلیطلة، حیث إنه اتحد مع بعض الأمراء المسلمین لمواجهة الموحدین وصد المرابطین. وفي 534ه‍ / 1140م سلم سیف الدولة المستنصر بالله أحمد آخر أمراء بني هود، حصن روطة الذي کان یتمیز بموقعه الإستراتیجي الخاص، لألفونسو مقابل جزء من طلیطلة وتقرر أن یؤدي الخراج لألفونسو مادام یتمتع بدعمه أمام المرابطین (جنثالث پالنثیا، 23). واحتل سیف الدولة قرطبة بمساعدة من ألفونسو وذلک بعد مقتل تاشفین بن علي بن یوسف وبدایة التمرد ضد المرابطین (ابن الأبار، 2 / 249، 250-251)، لکن ألفونسو انسحب منها بسبب هجوم الموحدین علی الجزیرة الخضراء (539ه‍ / 1144م) وذلک باستشارته أمراء الحکم وولی یحیی بن غانیة حاکماً علیها (الضبي، 45؛ عنان، عصر المرابطین، 1 / 313-314). ثم تابع زحفه حتی استولی علی قلعة المریة المهمة جداً في 542ه‍ / 1147م، دون أن یواجه قوة رادعة بسبب تضعضع قوی المرابطین. وهاجم في 545ه‍ / 1150م قرطبة التي کان الموحدون قد انتزعوها من ابن غانیة. فأرسل الأمیر عبد المؤمن الموحدي جیشاً وسلم أمیر المدینة أبو الغمر السائب، قرطبة إلی یحیی بن میمون قائد قوات جیش الموحدین. وبذلک کف ألفونسو عن الحصار وعاد أدراجه (المقري، 4 /  378؛ قا: الضبي، 45). وبقي ألفونسو مسیطراً علی قلعة المریة لمدة 10 سنوات حتی استعادها أخیراً عبد المؤمن الموحدي في 552ه‍ / 1157م (ابن الخطیب، 279) لکـن جهـود ألفونسو وحلیفـه محمد بـن سعـد بـن مردنیـش، أمیر الأندلس الشرقیة في مواجهة الموحدین لم تسفر عن نتیجة (عنان، عصر المرابطین، 1 / 511). وحینها، فإنه ساعد یحیی بن علی بن غانیة حتی استولی علی الجزیرة الخضراء (ابن الأبار، 2 / 205،   الهامش). ومع کل ذلک، فإنه لم یتمکن من التقدم في أراضي المسلمین تقدماً کبیراً بسبب قوة الموحدین المتزایدة، حیث إنهم کانوا قد احتلوا مدن المریة وبیاسة وأُبَّدة. توفي ألفونسو في 552ه‍ / 1157م (لیفي پروفنسال، 71-76؛ عنان، ن.م، 515).

     

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: