الصفحة الرئیسیة / المقالات / اکبر شاه /

فهرس الموضوعات

اکبر شاه


تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/14 ۱۴:۲۷:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

رغم أن أكبر قد استطاع تأسيس دولة كبيرة وموحدة في شبه القارة الهندية، لكنه كان يفتقر إلى قوة بحرية متمرسة، ولم يكن يستطيع مواجهة الأوروبيين في البحر. وكان اتساع نطاق التجارة وازدهارها الذي جعل التجار الهنود يواجهون مشكلة بوجود البرتغاليين في المحيط الهندي وديو، من الدوافع المهمة التي دعت أكبر لفتح كجرات. وإثر انتصار أكبر فيها، توجه البرتغاليون من قاعدتهم في غوا نحو كجرات، لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء عليها. وعلى هذا، أُبرمت بين أكبر والبرتغاليين معاهدة كان على البرتغاليين بموجبها أن يضمنوا سلامة السفن التجارية والزوار الهنود (م.ن، 6-7). غير أن أكبر الذي كان يفكر على الدوام بطرد البرتغاليين من المياه الهندية (ظ: أبوالفضل، أكبر نامه، 3 / 496-501: رسالة إلى عبد الله الأوزبكي)، شن عليهم هجوماً في 988ه‍ / 1580م. وكان السبب في ذلك الهجوم هو أن البرتغاليين خلال رحلة كلبدن بيكم، عمة أكبر إلى الحج، أخذوا مـن أكبر قريـة، تدعى بوستار ودیعة، ولـدى عودتها مـن الحج لم يكتفِ البرتغاليون بالاحتفاظ بتلك القرية فحسب، بل استولوا على سفينة إمبراطورية أيضاً. وهكذا أمر أكبر بالاستيلاء على دَمَن التي كانت قاعدة للبرتغاليين، غير أن قواته لم تنجح في ذلك بسبب دفاع البرتغاليين الشديد لهذه المدينة بحراً وبراً، وانتهت المعركة بوساطة القساوسة اليسوعيين الذين كان البرتغاليون قد أرسلوهم. وبرغم أن أكبر أدرك مرة أخرى ضرورة تأسیس قوة بحرية ضاربة، إلا أنه لم يتخذ إجراء بهذا الصدد (قرشي، 129).
خلال تلك الفترة کلها كانت هناك وفود تمثِّل أكبر والبرتغاليين تواصل اللقاءات من أجل حلّ المعضلات المتعلقة بالتجـارة (تشاكرابارتـي، 7)؛ لكـن الوفـود المسيحيـة كانت لهـا ــ فضلاً عن الأهداف التجارية ــ أهداف دينية أيضاً. فقد جاؤوا إلى بلاط أكبر في 988و999ه‍ / 1580و1591م طامحین إلی أن يعتنق أكبر الديانة المسيحية. وبدوره كان أكبر بذکائه السیاسي وحبه للاستطلاع يستفيد منهم للاطلاع على المسيحية وتوسيع معلوماته عنها  بشكل أوفر (ظ: هيغ، 124,139,141-142). وخلال ذلك أدى ذيوع صيت تجارة الشرق ذات الأرباح الهائلة إلى أن يأتي إلى بلاط أكبر في 992ه‍ / 1584م وفد تجاري برئاسة البريطاني فيتش الذي كان يحمل رسالة من الملكة إليزابيث تتضمن طلباً بامتيازات تجارية من أكبر شاه. إن نشاط البرتغالیین الواسع في بلاط أکبر الهادف إلی الحیلولة دون تعزیز علاقاته مع بریطانیا یمکن أن يدعم الرأي القائل إن أكبر كان عازماً على الاستفادة من القوات البريطانية لحماية التجارة ودحر البرتغاليين في البحر (تشاكرابارتي، 3-4,7).
الثقافة والعلم:  كانت هذه الفترة من تاريخ الهند فترة ذروة ازدهار العلوم المختلفة وبشكل خاص الفنون والآداب. وقد ذكر أن أكبر نفسه لم يكن يعرف القراءة والكتابة لذلك كانت تُقرأ عليه الكتب التي يرغب فيها (فرشته، 1 / 270؛ هيغ، 75-76). ومع ذلك كان له دور كبير ومکانة خاصة في إشاعة العلوم والفنون على عهده، وكان مولعاً بمثنوي للمولوي وگلستان لسعدي وكيمياي سعادت للغزالي وكتب من هذا القبيل (رحيم، 102-104). وقد أدى ذكاؤه الوقاد وحبه للاستطلاع ورغبته العارمة في طلب العلم وبحثه ونقده للقضايا المختلفة واللذان امتزجا بتسامحه الديني، إلى أن يهاجر إلى الهند من البلدان المجاورة وخصوصاً إيران عدد كبير من العلماء والفنانين في شتى المجالات على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم. ويمكن أن نذكر من المهاجرين الإيرانيين الغزالي المشهدي الذي نال لقب ملك الشعراء بعد دخوله بلاط أكبر (بختاورخان، 2 / 631).
وكان حب أكبر للبحث وتبادل وجهات النظر السبب في أن تُنشأ سنة 983ه‍ »عبادت خانه» (دار للعبادة) كانت محل تجمع العلماء والسادات والمشايخ ونقاشاتهم كل ليلة جمعة (البدايوني، 2 / 200-202). وعلى عهد أكبر، تم تأليف وترجمة الكثير من الكتب في شتى المجالات، وكانت الترجمات تتم عن لغات مثل السنسكريتية والعربية والتركية واللاتينية إلى الفارسية. وقد ألفت في تلك الفترة كتب تاريخية قيمة تنم عن رغبة أكبر في تدوين التاريخ. ولم يكن أكبر يرغب كثيراً في التاريخ فحسب، بل كان على اطلاع أيضاً علی الطريقة الصحيحة لتدوين التاريخ وحفظ الآثار التاريخية، بحيث كتبت عمته كلبدن بيكم بتوصية منه مذكراتها عن بابر وهمايون (ظ: ص 3).
ومما یؤید رغبته هذه تأليف تواريخ مثل تذكرۀ همايون وأکبر (ظ: بيات، 1-2)، وأكبر نامه الأثر القيم لأبي الفضل العلامي وتاريخ ألفي الذي هو نتيجة الجهود المضنية لفريق من مؤرخي هذه الفترة. كما أصدر أكبر أمراً بترجمة الأثر الجغرافي القيم لياقوت الحموي معجم البلدان من العربية إلى الفارسية، فانبرى لإنجاز هذا العمل فريق من المترجمين (رحيم، 115). الكتاب الآخر الذي كان أكبر مولعاً به وأمر بترجمته، هو حياة الحيوان، الذي قال البدايوني (2 / 204) إن الشيخ مبارك والد أبي الفضل العلامي ترجمه في 983ه‍ . ومن بين الكتب التي ترجمت من السنسكريتية إلى الفارسية يمكن ذكر أتهربن، أو أتهروودا الكتاب الرابع من مجموعة كتب الهندوس الشهيرة (ظ: رحيم، 108-114؛ رنكينغ، II / 216,424). وکتاب بهاگوت گیتا وکتاب مهابهارات تحت عنوان رزم نامه وکتاب راماین (راشدي، 3 / 1197- 1198؛ البدایوني، 2 / 366؛ رحیم، 110). وفي 986ه‍ أمر أكبر أبا الفضل العلامي بترجمة الكتاب المقدس أيضاً (البدايوني، 2 / 260؛ رحيم، 116). وفي 1003ه‍ طلب أكبر إلى الفيضي أن ينظم 5 مثنويات في معارضة خمسة لنظامي. وكانت أسماء هذه المثنويات: مركز أدوار؛ سليمان وبلقيس؛ نل دمن؛ هفت كشور؛ أكبر نامه، حظي من بينها نل دمن  الذي كان يقع في 000,4 بيت بالاهتمام البالغ لأكبر (أبو الفضل، أكبرنامه، 3 / 661؛ قرشي، 233-234؛ راشدي، 3 / 1191-1193).


المصادر: 

  أبو الفضـل العلامـي، آيين أكبـري، لكنـاو، 1893م؛ م.ن، أكبـرنامـه، تق‍ : أحمد علي وعبد الرحيم، كلكتا، 1877م؛ أحمد، نظام الدين، طبقات أكبري، كلكتا، 1927م؛ بختاور خان، محمد، مرآة العالم: تاريخ أورنگ زيب، تق‍ : ساجدة س. علوي، لاهور، 1979م؛ البدايوني، عبد القادر، منتخب التواريخ، تق‍ : وليم ناسـوليس وأحمد علـي، كلكتا، 1869م؛ بيـات، بايزيد، تذكرۀ همايـون و أكبـر، تق‍ : محمد هدايت حسين، كلكتا، 1941م؛ التتوي، أحمد وآصف خان القزويني، تاريخ ألفي، تق‍ :  علي آل داود، طهران، 1378ش؛ الحسيني، محمد علي، تاريخ راحت أفزا، تق‍ : خورشيد علي، حيدرآباد الدكن، 1366ه‍ / 1947م؛ خوافي خان، محمد هاشم، منتخب اللباب، تق‍ : كبير الدين أحمد وغلام قادر، كلكتا، 1865م؛ راشدي، حسام الدين، تذكرۀ شعراي كشمير، لاهور، 1982م؛ طباطبائي، غلام حسين، سير المتأخرين، لكناو، طبعة حجرية؛ فرشته، محمد قاسم، تاريخ، بومباي، 1868م؛ فلسفي، نصرالله، زندگاني شاه عباس أول، طهران، 1344ش؛ كلبدن بيكم، همايون نامـه، لاهور، 1974م؛ كنبو، محمد صالح، عمل صالح (شاه جهان نامـه)، تق‍ : غلام يزداني ووحيد قريشي، لاهور، 1967م؛ نهرو، جواهر لعل، كشف هنـد، تج‍ : محمود تفضلي، طهران، 1361ش؛ نوائي، عبد الحسين، شاه عباس، مجموعۀ أسناد ومکاتبات تاریخي، طهران،1366ش؛ وأيضاً:

Chakrabarty, P., Anglo-Mughal Commercial Relations, 1583-1717, Calcutta, 1983; EI2; Haig, W., »Akbar 1556-1573«, The Cambridge History of India, New Delhi, 1987, vol. IV; Monserrate, A., »Characteristics of Akbar«, Travellers’ India, Delhi, 1980; Qureshi, I. H., Akbar, Delhi, 1987; Rahim, M. A., »Akbar and Translation Works«, Journal of the Asiatic Society of Pakistan, Dacca, 1965, vol. X, no. 1; Ranking, G. S. A., introd. and notes on Muntakhabu-t-Tawarikh, New Delhi, 1970.
هدى سيد حسين زاده / ه‍.

 

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: