الصفحة الرئیسیة / المقالات / اکبر شاه /

فهرس الموضوعات

اکبر شاه


تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/14 ۱۴:۲۷:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

أَكْبَرشاه،   أو أكبر پادشاه، أكبر، أبو الفتح جلال الدين محمد (5 رجب 949-1014ه‍ / 15 تشرين الأول 1542-1605م)، ثالث وأكبر الحكام التيموريين في الهند (حك‍ 963-1014ه‍ / 1556- 1605م). ولد في أمركوت من توابع تهته. كان أبوه همايون شاه (حك‍ 937-963ه‍ على فترتين)، وكانت أمه حميدة بانو بيكم وهي إيرانية ينتهي نسبها إلى الشيخ أحمد جام استناداً إلى خوافي خان نظام الملكي (1 / 127).
لقد تزامنت فترة ولادة أكبر وطفولته مع الأزمات السياسية في نطاق حكم التيموريين وعزل همايون وفراره إلى الصفويين. ورغم أن همايون تسنم العرش في دلهي مرة أخرى بدعم من الشاه طهماسب الصفوي، إلا أن نطاق حکمه قد تقلص عمّا کان علیه سابقاً وفي 963ه‍ ، أرسل أكبر الذي كان في ريعان شبابه برفقة أتابكه بيرم خان لمحاربة سكندرخان الأفغاني. وفي منتصف الطريق أتاه نعي همايون، وهناك أجلس بيرم خان بموافقة أمراء الجيش، أكبر على العرش في 2 ربیع الآخر من عام 963. وکانت بدایة النوروز من ذلک العام تصادف 27 ربیع الآخر من العام نفسه وهي تعتبر بدایة لما سمي «التاریخ الإلٰهي» (أحمد،  2 / 126؛ التتوي، 563-565).
ورث أكبر شاه حكومة لها الكثير من المناوئين مثل راجات الهندوس الذين كانوا یتواطؤون غالباً ضد التيموريين، وكذلك أمراء الجيـش التيمـوري، أو كبـار الشخصيـات الذيـن كانوا يسعـون إلى إبعاده عن السلطة والسیطرة علی الحکم بسبب موت همايون المفاجئ وصغر سن أكبر. فقام بیرم خان الذي كانت بيده مقاليد الأمـور بقمعهم، فاعتقل من بيـن المناوئين البارزين أولاً الشـاه أبا المعالي الذي كان من أمراء همايون، لكن أكبر لم يوافق على قتله (ظ: أحمد، 2 / 127؛ أبو الفضل، أكبر نامه، 2 / 15-16). وكانت الخطوة التالية ملاحقة سكندرخان الأفغاني المهزوم أمام طلائع جيش أكبر والملتجئ إلى الجبال (أحمد، ن.ص؛ أبوالفضل، ن.م، 2 / 20). وفي السنة نفسها (963ه‍ ) حاول الميرزا سليمان الذي كان يحكم بدخشان منذ عهد همايون احتلال كابل مستغلاً اضطراب الأوضاع، لكنه لم يحقق شيئاً نتيجة تدبير ومقاومة منعم خـان الذي كان أکبر قـد عیّنه حاکمـاً علیها (بيـات، 206-209؛ أبو الفضل، ن.م، 2 / 22-26).
لكن أعظم المخاطر التي كانت تهدد حكومة أكبر الفتية هو ثـورة هيمـو ــ أحـد قـادة الجنـد الهنـدوس البـارزيـن ــ الذي استطاع بجيش جرار ومعدات كافية احتلال دلهي في غياب أكبر وفي حین كان منشغلاً بالقضاء على سكندر الأفغاني(أحمد، 2 / 129-130؛ أبو الفضل، ن.م، 2 / 26-30؛ طباطبائي، 1 / 167). وقد أدت هذه الحادثة إلى أن یسارع أكبر بنفسه إلى هناك، كما أصدر أمراً إلى جميع أمراء المناطق بالزحف إلى دلهي مع جيوشهم (التتوي، 569). وفي الثاني من المحرم 964 نشبت قرب پاني پت بين هيمو وأكبر معركة انتهت بهزيمة هيمو ومقتله (أبو الفضل، ن.م، 2 / 43؛ التتوي، 573-575). وفي السنة نفسها حسم أكبر بنفسه  قضية سكندر الأفغاني، حيث أرسل الأخير نجله، عبد الرحمن رهينة لدى أكبر وذهب إلى البنغال (أحمد، 2 / 133-134). ومنذ ذلك الحين ترسخت دعائم حكم أكبر بجهوده وبتدابير بيرم خان. ورغم أن الاضطرابات وحركات المعارضة ضد أکبر كانت ماتزال تندلع نیرانها في مناطق مختلفة، إلا أنه أخمدها جمیعاً وبادر إلى توسيع نطاق حكمه، ففتح غواليار وجونپور وبنارس في 966ه‍ (م.ن، 2 / 140-141؛ البدايوني، 2 / 31؛ التتوي، 589).
لقد استطاع أکبر في الفترة الممتدة بین أعوام 967ﻫ وحتی 1009ﻫ فتح مدن وقلاع متعددة والسیطرة علی کنوز راجات الهندوس وإخماد الفتن والثورات وذلک بعد تخلصه من بیرم خان في 967ﻫ الذي کان نفوذه یتعاظم یوماً بعد یوم (أحمد، 2 / 150 ؛ الحسیني، 35). واستمر أکبر في ترسیخ دعائم حکمه تارة بالقتال و أخری بقمع الثورات وثالثة بالفتح صلحاً حتی عام 1009ﻫ الذي أنجز فیه أواخر فتوحاته المهمة وأهم فتوحاته في هذه الفترة هي: فتح کجرات صلحاً (980ﻫ) وفتح کشمیر(994ﻫ ) وسومنات (1000ﻫ) وقندهار (1003ﻫ) (البدایوني، 2 / 119-120، 143-146؛ أحمد، 2 / 239؛ أبو الفضل، ن.م،3 / 496، 668-669؛ طباطبائي، 1 / 202).
واجه أکبر في أواخر حكمه معارضة صريحة وتمرداً مـن نجله الأكبر الأمير سليـم (ظ: أبو الفضل، أكبرنامه، 3 /  819-825). وكان أحد التصرفات المتهورة والأخطاء الكبيرة التي ارتكبها سليم هو إصداره أمراً إلى نرسنغ ديو، راجا بنديله بقتل أبي الفضل العلامي (ن.ع). كما أن وفاة الأمير سلطان مراد في 1007ه‍ والأمير دانيال في 1013ه‍ ، زادت من حزن أكبر أكثر فأكثر، إلى أن مات في 1014ه‍ بمدينة أكبر آباد إثر مرض ألمَّ به وهو في الخامسة والستين ودفن في بستان یدعی  باغ سكندره الذي سمي فيما بعد بهشت آبـاد. وبأمـر مـن جهانگيرشـاه (حك‍ 1014-1037ه‍)، زرعت حول قبره حديقة غنّاء وشيدت بناية جميلة استغرق بناؤها حوالي 20 سنة (كنبو، 1 / 13-14).
حكم أكبر لما يزيد على نصف قرن (51 سنة قمرية وشهران)، واستطاع إلى حد كبير تحقيق هدفه الذي كان إقامة دولة موحدة في الهند. وقد أدت جدارته وقدرته في إدارة الأمور ونبوغه فیها و التي كانت قد امتزجت بصفات بارزة مثل حریة الفکر والعقلانیة والنزعة الإنسانية، إلى أن يعتمد رؤية يكون بموجبها حق الحياة مضموناً لجميع الناس بتنوع اتجاهاتهم الدينية ومكانتهم الطبقية. وکانت جهود عالم کبیر من مثل أبي الفضل العلامي ( ظ: آیین... ، 1 / 3؛ قـرشـي، 173) فـي التـرویـج لفکـرة «فـر إیـزدي» ــ التي تمنح الملک تفویضاً إلٰهیاً ــ الضاربة بجذورها في تاریخ إیران القدیمة، تنصب باتجاه توحید جمیع القومیات والمذاهب المتنوعة الهندیة وتمحورها حول محور القیادة التیموریة. ونتيجة لهذه الوحدة وتركیز السلطة، عُدّ عهد أكبر أفضل وأهم العهود في تاريخ الهند.

التنظيمات الإدارية:

كانت الإمبراطورية المترامية الأطراف التي أسسها أكبر بحاجة إلى بنیة منظمة ودقيقة في جميع مرافقها الإدارية والاجتماعية. وقد أدرك أكبر جيداً أهمية هذا الأمر وأحدث تغييرات جذرية في أقسام النظامين الإداري والاجتماعي للمجتمع. وخلال هذه الفترة، ظهرت مناصب مهمة كان لكل واحد منها مسؤولية ومنزلة خاصة. وكان على رأس تلك المناصب «وكيل» الذي كانت تعدّ مهمته الرئيسة  إعطاء المشورة في تعیین الأمراء وعزلهم. وينبغي للوكيل أن يكون ذا صفات أخلاقية بارزة ومعرفـة عميقة وشاملة بمجريات الأمور وأمراء البلاط (أبوالفضل، ن.م، 1 / 4). ومن الوكلاء البارزين في هذه الفترة، يمكن ذكر بيرم خان ومنعم خان. وکان يأتي بعد منصب «وکیل» منصب «وزير» الذي یشرف علی الشؤون الإدارية ومن مهامه الأساسیة ضبط الدفاتر المالية المهمة وحسابات الضرائب في البلد. وكانت الوزارة تعدّ بعض الأحیان جزءاً من الوكالة أيضاً وعندما تستعصي إمکانیة انتخاب «وکیل» کان یتم تعیین شخص مشرفاً علی الدیـوان، مرتبته أعلى من الوزير وأدنى من الوكيل (ن.م، 1 / 4-5).
ما یجدر بالاهتمام في تدبیر أکبر شؤون الملک هو أنه کلّما أحس في الظروف المتأزمة أن صاحب منصب لايستطيع لوحده تأدية مهامه، يشرك معه شخصاً آخر في هذا المنصب (البدايوني، 2 / 315-316؛ قرشي، 179). والمنصب المهم الآخر هو «مير بخشي»، وکان «میر بخش» یتولی الشؤون العسکریة، ویمکن اعتباره الرئیس الإداري لمؤسسة العسکریة وکان یتولّی مسؤولیة نقل المعدات العسکریة أثناء الحروب والعمل کقائد عسکري عند الحاجة وقد یتولی مسؤولیة دفع رواتب العسکر و هو في الأساس من مهام الدیوان ( ظ: EI2) وکان لـ «میر بخش» مهمة أخری وهي: التعريف بأرباب المناصب الذين كانوا يحضرون للقاء الإمبراطور بغية تسلم مهمة، أو أمور أخرى. وكان «مير سامان» أيضاً من أصحاب المناصب الذين يديرون الشؤون الخاصة بالبیوتات و«الخالصات». كان «صدر الصدور» يعد في الحقيقة ناطقـاً باسم العلماء في البلاط وينظر أيضـاً في الأمور القضائيـة ـ الدينية (قرشي، 173,176؛EI2). کما كان صدر الصدور یقترح على الإمبراطور مخصصات ورواتب العلماء (قرشي، ن.ص).
وكانت الشؤون القضائية في جهاز أكبر شاه تتطابق والأعراف السائدة (مونسريت، 211) وکانت هي بدورها المستقاة من التشريع الإسلامي، وتقسم على 3 أبواب: السياسة والمظالم والقضاء. وكان القسم الأول خاصاً بالمخالفات السياسية والأمور العسكرية؛ والثاني بحركات التمرد ومعاملة موظفي الدولة للمواطنين؛ والثالث بالجرائم الشائعة وشكاوى المواطنين. وكان قاضي الإمبراطورية الكبير المسمى قاضي القضاة يشرف على هذه الأمور  ومن بعده كان «مير عدل» يُعد المطبِّق للعدالة (أبو الفضل، ن.م، 1 / 5، 197؛ قرشي، 172-173).
كان أكبر شاه يهتم كثيراً بنزاهة أصحاب المناصب وبتطبيق العدالة، وبحسب أوامره كانت جميع الدعاوي القضائية المهمة تُطرح بحضوره. وکان یتسم بالعطف والصفح رغم شهرته بالصرامة(ظ: مونسريت، 211-212)، لكنه کان  يبدي رد فعل شدید وسریع جداً إزاء الظلم (ظ: أحمد، 2 /  158؛ التتوي، 618).
كانت إدارة شؤون الإمبراطورية تتم بإشراف الحكومة المركزية. وقد قسمت رقعة حكم أكبر بادئ الأمر إلى 12 «صوبة»، وبعد الفتوحات قسمت مرة أخرى إلى 15 «صوبة». وقد أعد أبو الفضل العلامي قائمةً دقيقةً عن هذه الصوبات الخمس عشرة مع «سرکار» اتها (نواحيها، أو أقسامها) وأحیائها وعدد الناس الذين كانوا يعيشون فيها ( آيين، 2 /  48-194). بالنظر إلی استخدام أبي الفضل العلامي السجلات الموجودة في البلاط، فإن هذه الإحصائيات تظهر المعلومات الدقيقة لدى مؤسسة أكبر الإدارية حول تقسيمات البلاد. كما قام أكبر بإصلاحات مهمة في النظام الضريبي الزراعي. ونظراً لأهمية هذا النوع من الضرائب التي كانت تمس حياة المزارعين، فقد غير أكبر شاه القوانين الخاصة بها ثلاث مرات، وفي آخر مرحلة، تم إقرار القانون الضريبي لعشر سنوات (ن.م، 2 / 2). وبموجب هذا القانون، كان على الفلاحين أن يدفعوا للحكومة ثلث خالص محاصيلهم، لكن تطبيق ذلك لم يتيسر إلا في الولايات المركزية الستّ (ظ: EI2). فمنذ تعیین  الضرائب لكل مزارع حتى تسلمها وإرسالها إلى العاصمة، كانت العملية تمر بمراحل دقيقة مع إشراف كامل وذلك للحيلولة دون أي استغلال وإجحاف بحق الناس مـن قبل جباة الضرائب (ظ: أبو الفضل، ن.م، 1 /  198-200). لقد أجرى أكبر في المؤسسة العسكرية  تغييرات، فاستحدثت مناصب من «ده باشي» (رئيس لعشرة جنود) إلى «ده هزاري» (قائد لعشرة آلاف جندي)، وخصصت المناصب من «پنج هزاري» (قائد لخمسة آلاف جندي) فما فوق للأمراء وكبار الشخصيات، مُنح الأمیر سلیم منصب «ده هزاري» کما منح الأمیر شاه مراد النجل الثاني لأکبر منصب «هشت هزاري» (قائد الثمانیة آلاف جندي). وكانت قد خصصت لكل واحد من هذه المناصب معدات عسكرية ورواتب شهرية (ن.م، 1 / 124-131، 160).


العلاقات الخارجية:

أدت أنشطة الدول الأوروبية في الاكتشافات البحرية خلال القرن 16م إلى أن يعاني أكبر ظروفاً خاصة ومتأزمة إزاء القوى الأوروبية المهيمنة على البحار. وخلال تلك البرهة، كانت تحيط برقعة حكم أكبر 3 قوى عظمى هي: الصفوية في إيران، والأوزبكية في آسيا الوسطى، والعثمانية في آسيا الصغرى والبلدان العربية. كما كانت القوات البحرية البرتغالية في المحيط الهندي تهدده تهدیداً خطیراً غیرمباشر.
تزامنت فترة حكم أكبر في الهند مع حكم محمد خدابنده (سل‍‍‍ 985-996ه‍) ونجلـه الشــاه عبـاس الأول (سلـ‍ 996- 1038ه‍) في إيران. وقد أدت نصرة الشاه طهماسب الأول لهمايون في 962ه‍ من أجل استعادة ملكه إلى ظهور علاقة وثيقة بين هذين البلاطين، لكن هذه العلاقات خلقت توقعات لدى إيران لم يكن بإمكان أكبر تحقيقها. فعندما کان الملوک الصفویون یشتبکون مع العثمانیین علی حدودهم الغربیة کان عبدالله خان الأوزبکي یشن هجمات متواصلة علی خراسان وهذا ما جعل الشاه عباس بخاصة یتوقع من أکبر صد هذه الهجمات علی حدود بلاده. وبرغم أن أكبر كان يطمح إلی الإبقاء على علاقاته الودية مع الصفويين، لكنه لم يجد ضرورة في أن يثير عبدَ الله الأوزبكي ضده، خصوصاً وأن دولتـي الهند والأوزبك  ــ فضلاً عن اشتراكهما في المذهب  ـ كانت تربطهما أيضاً حدود مشتركة، وكانت بدخشان التي هي جزء من رقعة حكم البابريين تثير قلق أكبر على الدوام بصفتها نقطة حساسة وعرضة لهجمات الأوزبك وإغاراتهم. وكانت سياسة أكبر السلمية المصحوبة باقتداره قد ألقت بظلالها على جميع هذه الملاحظات لأنه كان على الدوام يروم تحقيق أجواء هادئة في المنطقة. لهذا، التزام أكبر الصمت إزاء احتلال الشاه طهماسب لقندهار في 966ه‍ وكان رد فعله الوحيد هو قطع علاقاته بشكل موقت مع إيران (ظ: فلسفي، 1 / 216).
في عام 1003ه‍ أرسل الشاه عباس رسالة إلی أکبر، فبعث أکبر رداً علیها اثنین من کبار رجالات بلاطه إلی إیران هما ضیاء الملک الکاشي وأبونصر الخوافي برفقة یادگار سلطان مع رسالة ودیة (أبوالفضل، أكبرنامه، 3 / 656؛ نوائي، 3 / 301، 341؛ فلسفي، 1 / 221). وقد أوصى أكبر في تلک الرسالة الشاه عباس إلی جانب بعض النصائح بالرأفة ومداراة الناس، إذ تناهت إلی مسامعه أخبار قسوة الصفویین تجاه معارضیهم في المذهب بإیران (أبوالفضل، ن.م، 3 / 656-661؛ فلسفـي، 3 / 49، 50). وعقب ذلك وخلال الفترة بين 1007و1014ه‍ تم تبادل السفراء بين البلدين عدة مرات، واستمرت العلاقات الودية بينهما (ظ: نوائي، 3 / 302-303).
كما كانت العلاقات بين بلاطي البابریين والأوزبك في آسيا الوسطى على هذا النحو، وكان أكبر يسعى دوماً إلى أن يبقى على الحياد خلال النزاعات بين الصفويين والأوزبك، أو أن يحول دون اصطدامهما. تفید المراسلات بین أکبرشاه وعبدالله خان الأوزبکي في الفترة الممتدة ما بین 980 حتی 1004ه‍ أن علاقات حمیمة کانت تربط بینهما. غیر أن أکبر لم یلق بالاً علی طلب عبد الله خان للهجوم علی إیران بناء علی سیاساته المحایدة. کما أنه أحجم عن مساعدة الشاه عباس للهجوم علی عبدالله خان للحفاظ علی هذه العلاقة الحمیمة (البدایوني،2 / 270 ؛ الحسیني،36؛ أبوالفضل، ن.م،3 / 496-497، 705). وفي إحدی هذه الرسائل یؤکد بذکاء منح العمال البابریین حکم قندهار لئلا يعتبرها عبد الله خان من الأراضي الإيرانية، فيهاجمها (ظ: ن.م، 3 / 705).
وكانت المعضلة الأخرى التي تواجه أكبر هي القوة البحرية البرتغالية التي كانت قد استقرت في المحيط الهندي بعد احتلال ملقا في جنوبي الهند علی ید ألبوكرك في النصف الأول من القـرن 16م (نهرو، 1 / 432). وبطبيعـة الحال، فـإن هذه المعضلـة لم‌ تکن تواجه رقعة حكم أكبر فحسب، بل إن العثمانيين والصفويين أيضاً لم يكونوا ليطيقوا وجود القوات الأجنبية البرتغالية. وفي النصف الأول من القرن 16م كانت القوة الوحيدة التي تستطيع الوقوف بوجه هذه النزعات السلطویة هي الدولة العثمانية التي دعاها الحكام المحليون لسواحل المحيط الهندي مراراً لنصرتهم، لكنها لم تكن قادرة على تلبية جميع طلباتهم. وفي السنوات الأولى من القرن 17م، لم تحتكر القوات البرتغالية ومن بعدها الهولندية والبريطانية، تجارة ونقل البضائع المتجهة من الشرق إلى الغرب فحسب (قرشي، 122-126)، بل کانت تسبب الأذی بوضع العراقیل في طریق السفن المحلیة وفرض رسوم المرور علیها وحتی علی سفن أکبر نفسه(تشاكرابارتي، 6).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: