الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / أحمد النیریزي /

فهرس الموضوعات

أحمد النیریزي

أحمد النیریزي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/17 ۰۸:۰۹:۳۶ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُ الْنَّیریزيّ، ابن شمس‌الدین محمد (کان حیاً في 1151هـ/ 1738م)، أشهر الخطاطین الإیرانیین بقلم النسخ.

 

القسم الأول – حیاته

رغم أن القسم الرئیس من حیاته الفنیة قد تصرم في القرن 12هـ، إلا آن المصادر المدونة في هذا القرن لا تقدم أیة معلومات عن حیاته. وقد أورد میرزا سنگلاخ للمرة الأولی في تذکرة الخطاطین ترجمة حیاته التي کان أغلبها من تألیفه هو، و مما أصبح للأسف و من غیر نقد و تمحیص مصدراً رئیساً لجمیع کتّاب التراجم الذین تلوه. و کما هو دأبه دائماً فقد منح أحمد أیضاً کسائر الخطاطین، لقباً و دعاه «قبلة الکتّاب»، و اعتبره تلمیذ محمد صادق الأرجستاني في الخط (2/ 392–393). و کلا هذین الأمرین مغلوط، ذلک أنه بعد سلطان علي المشهدي (تـ926هـ) لم یُلقّب أي خطاط بهذا اللقب؛ کما لم یرد في أيَّ من مصادر القرن 12 هـ و ماتلاه مما وردت فیه ترجمة حیاة محمد صادق الأرجستاني (الأردستاني) (تـ1134هـ) و من ذلک آثار محمد علي حزین (تـ1181هـ) الذي کان تلمیذاً له ذکر لحظه (ظ: حزین، 47–48؛ مدرس، 1/ 104–105؛ مهرآبادي، 2/ 312–315). و مما یثبت صحة هذا الأمر عدم وجود أي مخطوطة تدل علی کونه خطاطاً.

کتب میرزا سنگلاخ یقول: التحق أحمد النیریزي بمحمد بن إبراهیم القمي و انبری لتعلم الخط في مدرسة و بعد وفاته غادر قم إلی نیریز، و واصل الکتابة لفترة علی نمط أستاذه ثم ابتکر أسلوباً جدیداً هو أفضل من أسلوب أستاذه في قلم النسخ (ن ص). و هذا القسم من کلامه غیر صحیح أیضاً، ذلک أن محمد بن إبراهیم القمي کان حیاً حتی 1118هـ (بیاني، أحوال...، 4/ 128)، و توجد آثار کثیرة لأحمد بالأسلوب الجدید الذي کان ینادي به مما کانت قد کتبت في أصفهان قبل هذا التاریخ (ظ: قسم الآثار في هذه المقالة). فضلاً عن أن إقامة محمد بن إبراهیم و وفاته في قم – بالشکل الذي کتبه میرزا سنگلاخ – أمر غیر صحیح؛ إذ لم یرد في أي من آثاره ما یشیر إی کتابته، أو إقامته في قم، بل إنه توجد أدلة علی إقامته في أصفهان، و من بینها الآثار التي کتبها للشاه سلیمان الصفوي و هي: مصحف خطه باسمه في 1087هـ (گلچین، 239–240)، دعاء الجوشن‌الکبیر کتبه بأمر منه في 1103هـ (بیاني، ن ص). و فضلاً عن هذین الأثرین، فإنه یوجد مصحف کتبه في أصفهان سنة 1117هـ [قبل سنة واحدة من کتابته آخر آثاره] (گلچین، 264–267). و من جهة أخری، فإن میرزا سنگلاخ نفسه عند حدیثه عن حیاة محمد بن إبراهیم، لم یشر إطلاقاً لتتلمذ أحمد علیه (2/ 408–424).

و قد ورد في بعض المصادر المعاصرة لنا أن أحمد النیریزي قد تمرّن کثیراً علی نمط خطوط علاءالدین التبریزي (بیاني، کارنامه....، 269).

و یستشف من هذا النص أن تمرّنه علی آثاره کان متعلقاً بفترة بدئه لتعلم الخط و أنه کان ینبغي أن یعتبر علاء‌الدین أستاذه بشکل غیر مباشر. وفي هذا الأمر نظر أیضا، ذلک أن هذا التصور یعتمد علی کون أحمد قد أشار إلی علاءالدین التبریزي بکلمة «الأستاذ»، أو «أستاذي» في عدد من آثاره، و من ذلک ماورد في ورقة مخطوطة یبدو أنها الورقة الأخیرة من کتاب في الدعاء مؤرخة في 1122هـ (ن م، 549)، وفي ختام مخطوطة مصحف بخط أحمد النیریزي بتاریخ 1131هـ، المتحف الوطني الإیراني دعوات هفت حصار مؤرخة في 1138هـ (آتاباي، فهرست کتب....، 526)، و خاتمة مخطوطة من دعاي أیام هفته [أدعیة أیام الأسبوع] (ظ: قسم الآثار في هذه المقالة، رقم 16). فقد أورد في الموارد الثلاثة: نقلت من خط الأستاذ [أو أستاذي] علاءالدین التبریزي. و یجدر القول إن استخدام کلمة «الأستاذ»، أو «أستاذي» مع أسماء الخطاطین المتقدمین، إنما هو لاحترام تقدمهم علیهم و لیس بمعنی کونهم أساتذة بشکل مباشر؛ ذلک أن أحمد النیریزي لایمکنه – زمنیاً – أن یکون تلمیذاً لعلاء الدین التبریزي (کان حیاً في 1001هـ). و الأمر الآخر هو أن کلمة «نقلتُ» في کتابة النیریزي لیست بمعنی التمرّن علی خط علاء‌الدین، بل تغني أنه کانت بین یدي أحمد مخطوطة بقلم علاء‌الدین و أنه قام باستنساخ نسخة جدیدة علیها، فکانت حصیلة هذا العمل نسخة لا تشابه إطلاقاً خط علاء‌الدین، بل بالأسلوب الجدید لأحمد النیریزي.

هذا فضلاً عن أن الزمن الذي ظهرت فیه هذه الآثار کان عصر شیوع أسلوبه الجدید و فترة سیادته هو و لم یکن بحاجة للتمرن علی آثار علاءالدین.

و تقدم دراسة آثار أحمد النیریزي معلومات مفیدة، رغم کونها محدودة. ففي الصحیفة السجادیة التي کتبها سنة 1087هـ و التي تُعدّ أول آثاره المعروفة، نجده یذکر أن اسم أبیه هو سلطان محمد و لقبه شمس‌الدین، و یدعو نفسه بلقب فخرالدین (ظ: قسم الآثار في هذه المقالة، رقم 2). و وقّع في الصحیفة السجادیة التي کتبها في 1097 هـ (ظ: قسم الآثار، رقم 2): «أقل عبادالله أحمد النیریزي». و ینبغي اعتبار هذین الأثرین من الآثار التي کتبها في مسقط رأسه.

ذُکر أن بدایة إقامة أحمد في أصفهان کانت حوالي 1100هـ (بیاني، أحوال، 4/ 24)، لکن لایوجد بین أیدینا ما یثبت ذلک. و أول مخطوطة کتبها في أصفهان کانت بدون شک نسخة من دعاء کمیل وقّعها و أرّخها بقوله: «أحمد النیریزي السلطاني بأصفهان 1107» (ظ: قسم الآثار، رقم 3). و یدل هذا الأثر بأنه قد شق طریقه إلی بلاط الشاه سلطان حسین الصفوي و وقع أحمد باسمه: «السلطاني»، و منذ ذلک الحین امتنع عن کتابة اسم سلطان [یبدو أن السبب في ذلک هو أن هذا الاسم هو اسم الشاه أیضاً] لأبیه، کما امتنع عن تلقیب نفسه بفخرالدین. و إن مخطوطة دعاء الاحتجاب الموجودة في مکتبة قصر – متحف گلستان (رقم2010) و التي لم‌یبق من تاریخ کتابتها سوی العدد 11 في حین انمحت الأرقام التي إلی یمین هذا العدد (بیاني، ن ص؛ مذکرات کاتب المقالة)، و بنظر آتاباي أن التاریخ الکامل هو 1100هـ (ن م، 339–340)، و کذلک کتاب الدعاء الموجود في المکتبة رقم 1 لمجلس شوری، الإسلامي (رقم 15987) الذي یحمل تاریخاً ناقصاً هو 113، حیث ورد في فهرست هذه المکتبة أن التاریخ هو 1103هـ (شوری، 3/ 524)، و الذي من الممکن أن یکون 1113، أو 1130هـ (قا: آتاباي، فهرست قرآنها...، صورة القرآن 215)، لا یمکن أن یکون مقدماً علی المخطوطة المذکورة؛ رغم أن کلتا المخطوطتین قد کتبنا في أصفهان. کما توجد مخطوطة أدعیه تحمل اسم أحمد و تاریخ 1104هـ في الروضة الرضویة المقدسة لایمکن لنمط خطها أن یکون لأحمد النیریزي. و من بین 83 مخطوطة تحمل تواقیع أحمد النیریزي و تاریخ 1107هـ و ما بعدها، ذکر في 38 منها أنها کتبت في أصفهان، و إن وجود عبارة «العبد الداعي لأبود الدولة القاهرة الباهرة...» [مع اسم أصفهان، أو بدونه] في نهایة 16 مخطوطة منها، دال علی کتابتها في هذه المدینة. و یلاحظ هذا الأمر أیضاً في مرقعاته و لوحاته. و نلاظ في لوحتین فقط مما نسب إلیه اسماً غیر اسم أصفهان مما سنتحدث عنه لا حقاً. و یدل هذا الأمر علی استمرار إقامة أحمد في أصفهان. و إذا لوحظ انقطاع في ظهور آثاره الفنیة في بعض سني حیاته، فإن السبب یعود علی الأغلب إلی الحوادث السیاسة و الاجتماعیة في عصره و لیس لخروجه من أصفهان. فمثلاً توجد لوحتان بخطه فقط من سنة 1134هـ آخر سني حکم الشاه سلطان حسین الصفوي و حصار أصفهان من قبل الأفغان (بیاني، أحوال، 4/ 26، 27).

و من سة 1135هـ التي قُتل فیها هذا الشاه، یوجد له مرقع یضم 16 لوحة (ن م، 4/ 25).

و واضح أن خلع الشاه عن العرش و تشتت رجال البلاط الذین کانوا حماة أحمد و مشجعیه في الخط شکّل صدمة شدیدة بالنسبة له، فقلّت کتاباته منذ ذلک الحین. و إن عبارتي «... أُبود الدولة القاهرة...» و «دار السلطنة» نجدهما في آثاره حتی سنة 1146 هـ فحسب. ولایوجد له أثر مکتوب في 1147هـ [السنة الأخیرة لحکم الصفویین]. و قد خلّف منذ سنة 1148هـ [بدایة حکم نادرشاه] لوحتین مخطوطتین فقط (ن م، 4/ 26). و هما تعدّان أیضاً آخر لوحاته في الخط.

و قد بقي لأحمد من سنة 1149هـ کتابا دعاء (ن م، 4/ 23؛ شوری، 21/ 78)، و لم‌یبق له شيء من 1150هـ. و قد نُسبت کتابة 4 مخطوطات لآخر سنيّ حیاته الفنیة، أي 1151هـ: 1. عُدّة الداعي التي سیأتي الحدیث عنها؛ 2. مخطوطة لدعاء الصباح (ظ: قسم الآثار، رقم 19)؛ 3. مخطوطة دعاء محفوظة في مکتبة الروضة الضویة المقدسة برقم 1308، لکنها تفتقر إلی خصائص خط أحمد النیریزي، ولا یمکن أن تکون من خطه (مذکرات کاتب المقالة؛ آستان، 2/ 1، 13، 32، أیضاً النسخة المصورة منها في المرکز).

و منذ ذلک الحین، لایوجد أثر یمکن أن ینسب إلی أحمد. فمخطوطة دعاء کمیل المکتوبة في النجف سة 1152هـ و المحفوظة في مکتبة قصر – متحف گلستان برقم 44 (بیاني، ن م، 4/ 22؛ آتاباي، فهرست کتب، 451–452)، و استناداً إلی أدلة واضحة، لا یمکن أن تکون بخطه: ألف – إن مستوی قلم النسخ الذي کتب به الدعاء هو دون المتوسط رديء في بعض الصفحات، حتی إنه لایمکن العثور فیه علی أي شبه بینه و بین خط أحمد. ب- الترجمة الفارسیة للأدعیة التي کتبت جمیعها في بقیة المخطوطات بقلم النستعلیق، هي في هذا المخطوطة مزیج من النستعلیق و «الشکسته نستعلیق». ج- إن خط الصفحات الثلاث الأخیرة من المخطوطة و التي حاول کاتبها أن یکتبها بقلم الرقاع، هي أرداً من أن تنسب لأحمد. د- و أخیراً فإن التوقیع و تاریخ المخطوطة اللذین کتبا بقلم الشکسته نستعلیق و ألصقا علی مقدمة الصفحة الأخیرة، بعیدة کل البعد عن نماذج خط الشکسته نستعلیق المعروف عن أحمد و المکتوب بشکل حسن (مذکرات کاتب المقالة). وفي جمیع الأحوال، فإن عدم صحة نسبة هذه المخطوطة إلی أحمد أکثر وضوحاً مما هي علیه في بقیة المخطوطات المنسوبة إلی.

و من الواضح أن لوحة الخط المنسوبة إلیه و التي تحمل تاریخ 1177هـ - و کما شکک بیاني أیضاً في أصالتها (فهرست نمونه.....، 17)- لایمکن أن تکون له، ذلک أننا لا نملک أي أثر له في الفترة الواقعة بین 1151و 1177هـ. و ینبغي اعتبار مثل هذه الآثار سبباً لظهور احتمال أن یکون عمره قد امتد بین 100–103 سنوات (ن ص؛ میرزا سنگلاخ، 2/ 400). کما أن اللوحة الموجودة في المکتبة الوطنیة بطهران و التي تحمل تاریخاً ناقصاً هو 118 و الذي ورد في فهرست تلک المکتبة (ملي، 2/ 488) بشکل: 1180، ینبغي أن تعود إلی 1118هـ. و إن میرزا سنگلاخ الذي کتب – کما یظن – إحصاء دقیقاً لآثاره، و ادّعی أنه «شاهد ولاخط» 120 نسخة من القرآن کتبت بخطه، لم ینتبه إلی المکان الذي کتبت فیه ولا إلی استخدامه کلمة «سلطاني» في آثاره، و تغاضی عما کتبه أحمد للشاه سلطان حسن، و لم یورد اسم مدینة أصفهان في ترجمة حیاته الوافیة ولا لمرة واحدة. تری ألا یدل ذلک علی جهله بآثار أحمد النیریزي و أحواله؟ و هو یتحدث – دون ذکر لتاریخ – عن رحلات أحمد إلی المدینة و مکة و العتبات المقدسة في العراق و مشهد و زیارته مراقد المعصومین الأربعة عشر (ع) و یقول: کان قد کتب أثناء زیارته المدینة المنورة في مدح النبي (ص) أشعاراً بماء الذهب علی ورق مصنوع في خان بالغ مطلعها:

کفر و إیمان را هم اندر تیرگي هم در صفا

نیست دار الملک جز رخسار و زلف مصطفی

[الکفر و الإیمان سواء کانا في کدر، أو في صفاء، فلیس لهما دار قرار، سوی طلعة المصطفي و ضفیرته] و یضیف سنگلاخ أنه رأی هذا الأثر في مصر (2/ 389). و لم یتدث أحد سواه عن وجود أثر کهذا و رحلات کهذه له. فلو أن أسفاراً کهذه قد حدثت، فإن المتوقع من أحمد المتدین و المتزمت، الذي لم یقدم طیلة حیاته، إلا علی کتابة القرآن الکریم و الأدعیة، بل و لم یورد بقلمه بیت شعر واحداً علی الورق، أن یکون قد کتب – لا شوقاً للقاء، بل طلباً لثواب زیارة أماکن مقدسة کهذه – مخطوطات و لوحات کثیرة مع ذکر اسمه في کل موضع کتبها و خلّفها. بینما لایوجد أي أثر یدل علی تلک الرحلات، کما لم یشاهد أحد تلک المخطوطة من حدیقة سنائي التي رآها میرزا سنگلاخ في خُجَند و نسب کتابتها لأحمد (2/ 403).

و من ناحیة أخری، فإن دراسة التقویم الزمني لحیاة أحمد و وجود آثار موقعة و مؤرخة مکتوبة في أصفهان [في جمیع سنوات نشاطه تقریباً] یجعل رحلالة «العدیدة و الکثیرة» - کما یقول میرزا سنگلاخ – أمراً غیر ممکن. و المعلومات الأخری المقدمة في کتابه مثال دخله الذي یعادل 60 ألف تومان صفوي عن طریق استیفائه أجور خطه، و وفاته و قد بلغ 103 سنوات في زمان و مکا مجهولین، و نقل جثمانه إلی کربلاء و دفنه فیها (2/ 400–401)، هي بأسرها – شأنها شأن ماقیل أنفاً – من بنات أفکاره.

ولا نعلم شیئاً عن نهایة حیاة أحمد النیریزي، و قد دوّن سپهر سنة 1155هـ تاریخاً لوفاته (ص 33)، من غیر أن یذکر شیئاً عن مکان وفاته و موضع دفنه؛ لکن ولما کنا لانجد في الآثار القلیة للسنوات الأخیرة من حیاته اسماً لمدینة، أو کتابة تدل علی هجرته من أصفهان، فینبغي أن یکون قد توفي في نفس المدینة. و قد أقامت «جمعیة الآثار الوطنیة» نصباً تذکاریاً له في مسقط رأسه نیریز (بحر العلومي، 630–633).

 

القسم الثاني – آثاره

نسب إلیه میرزا سنگلاخ کتابة 99–120 نسخة من القرآن الکریم و 77 صحیفة و عدداً «لایعد ولا یحصی» من المرقعات و اللوحات و الأوراق (2/ 397، 399–400). و تحدث فرهاد میرزا معتمدالدولة عن دفتر کبیر جداً کان أحمد یدون فیه آثاره مع ذکر تواریخ و أسماء الأشخاص الذین کتبت لهم تلک الآثار، و استناداً إلیه، فإن عدة أوراق من ذلک الدفتر بقیت بمأمنٍ من أن یسرقها من کانت في متناول أیدیهم، و نقل منها آثاراً تضمنت 9 نسخ من القرآن و 5 نسخ من کتب الأدعیة (ص 49–50)؛ و ما یزال بعضها باقیاً حتی الیوم سنذکرها في الآثار المختارة لأحمد. و رغم عدم وجود مجال للشک في زیادة نشاط أحمد النیریزي و ترکه آثاراً کثیرة نسبیاً، إلا أن ما کتبه میرزا سنگلاخ، خاصة ما یتعلق بعدد نسخ القرآن التي کتبها، مبالغ فیه جداً و بعید عن الحقیقة. و ربما کان ما کتبه فرهاد میرزا حول سرقة أوراق من الدفتر المذکور، مستقی هو الآخر من هذه المبالغات.

أدت شهرة أحمد و رواج سوق المخطوطات في القرن 13 هـ في إیران إلی ظهور عدد کبیر من الآثار المنسوبة إلیه. و قد تطور هذا الأمر فبلغ حداً أن کتب معه الخطاطون و الکتبیون أحیاناً شهادات علی آثاره الأصیلة الموقّعة باسمه، لإثبات أصالة النسخ المنسوبة إلیه. و بشکل عام، یمکن تصنیف الآثار المنسوبة إلی أحمد النیریزي إلی 3 مجامیع و التعریف بنماذج من کل مجموعة:

 

ألف – الآثار المختلفة

من هذه المجموعة، یمکن الإشارة إلی المخطوطة المرقمة 986ف المحفوظة بالمکتبة الوطنیة بطهران تحت عنوان إشارات رموز في آیات کلام رب‌العالمین، لمؤلف یدعی سلیمان کتبت في 1107هـ، أهدی مؤلفها في الصفحات 7–9 «ثوابها إلی عصر ذي الآثار المبارکة، أعظم السلاطین و أشجع الخواقین في زمانه، فاتح إیران و اصفهان و المکرّم بألطاف المعبود، أي الشاه السلطان محمود...». و قد ورد في نهایة الکتاب توقیع الخطاط و التاریخ بشکل:

«کتبة أحمد النیریزي... في دار السلطنة أصفهان، ربیع‌الآخر 1115».

و واضح أن تاریخ التألیف و الکتابة لا ینسجمان و فترة حکم محمود الأفغاني لأصفهان (1135–1138هـ) (جواهر کلام، 1/ 11–13؛ ملي، 2/ 541–542؛ مذکرات کاتب المقالة). فضلاً عن ذلک، فإن خط النسخة یفتقر إلی خصائص کتابة أحمد النیریزي.

 

ب- آثار الخطاطین المعاصرین لأحمد، أو من تلوه

أصبح بعض هذه الآثار – بسبب تشابه أسلوب خطها مع أسلوب خط أحمد – في عداد کتاباته بعد حذف اسم کتّابها و وضع اسم أحمد، رغم أن القیمة الفنیة لها لا تقل عن قیمة أعمال أحمد. و قد استطاع عدد من آثارٍ من هذا القبیل، أن یضل بعض الخطاطین و خبراء الخط المتقدمین و کتّاب الفهارس المعاصرین. و تحفظ في المکتبة الوطنیة بطهران مخطوطة من کتاب عدة الداعي و نجاة الساعي تحت رقم 2512، تحمل تاریخ الکتابة 1151هـ، و قد حُکّ اسم الکتاب من نهایتا و کتب مکانه توقیع «أحمد النیریزي» بقلم «خفي» أکثر بالنسبة للقلم الذي کتبت به المخطوطة. و بحاشیة الصفحة الأخیرة منها شهد السید محمد الأصفهاني (بقا) علی خط أحمد فکتب: «.... لا مجال للشک في صحة کون الخط لأستاذ الأساتیذ آقا میرزا أحمد النیریزي»، و أضاف: أن خط المرحوم المیرزا لا یحتاج إلی توقیع.... «فلو أن هذا الاسم لم یکتب أیضاً، لما کان هناک مجال للخلاف و الشک.... سنة 1297». و یقول محمدباقر الأصفهاني مؤیداً شهادته: «.... إن هذا هو حق التوثیق في هذا الکتاب.... 1297». کما کتب المیرزا أبوالفضل الساوجي علی حاشیة صفحة أخری بنفس التاریخ: «لا شک في أنه من الخطوط الممتازة للمیرزا أحمد النیریزي مما کتبه أواخر أیام شیخوخته...». و رغم کل هذا، فقد کتب أمیر نظام الگروسي إثر توثیقهم هذا: «أخطاً السید محمد بقا و محمدباقر و آقا میرزا أبوالفضل في توثیقهم هذا الکتاب. و من المؤکد أن هذا الکتاب هو بخط المرحوم آقا محسن الأصفهاني الذي بفضل أغلب خبراء الخط دقة خطه علی خط المرحوم المیرزا أحمد. في 20 شهر صفر 1306، العبد حسن علي الگروسي، موضع الختم، أمیرنظام» (ملي، 6/ 12–13؛ مذکرات کاتب المقالة).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: