الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / ازمیر /

فهرس الموضوعات

ازمیر

ازمیر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/12 ۱۲:۵۳:۱۳ تاریخ تألیف المقالة

و بعد انتصاره علی بايزيد في معركة أنقرة، قرر الأمير تيمور احتلال إزمير، فأصدر أمراً بهذا الشأن إلی «ابن الأمير» پير محمد بهادر و الأمير شيخ نور‌الدين بهادر ليهاجما إزمير. و في تلك الفترة كان لفوارس رودس نفوذ واسع في إزمير، فدعاهم أبناء الأمراء إلی اعتناق الإسلام و إلا أُلزموا بدفع الجزية، لكن الفوارس رفضوا كلا الطلبين (نظام‌الدين، 267؛ هامر پورغشتال، 2/81-82؛ أوزون چارشيلي، 1/361). و عقب ذلك تم الاستيلاء ــ بأمر من تيمور ــ علی قلعة إزمير التي كانت مطلة علی البحر ومعروفة بـ «إزميرگبران» (شرف الدين، 862). فقتل أعداداً كبيرة من الرجال و النساء (ابن عربشاه، 195؛ هامرپورغشتال، 2/83). ثم إنه أسند إدارة إزمير إلی جنيد أحد أفراد أسرة آيدين. وبسماعهم نبأ المعاملة القاسية لتيمور، أسلم سكان المدن المحيطة بإزمير ومنها فوچه، مدنهم الواحدة تلو الأخری له (شرف‌الدين، 868؛ هامرپورغشتال، 2/84). و بعد وفاة بايزيد و تيمور، انبری أولاد بايزيد للصراع علی السلطة، و خلال ذلك انتصر محمد چلبي علی بقية إخوته، فاستعاد إزمير من جنيد. و في 877ه‍/1472م احتلت القوات المشتركـة البندقيـة ـ النابوليـة مدينة إزمير وعينت جائزة قدرها ثلاث دوقات لرأس كل جندي تركي (تكسيه، 2/162؛ أوزون‌چارشيلي، 2/119-120). و لأجل محاربة الآق قويونلويين، كان السلطان محمد الثاني الفاتح ينوي الصلح مع البنادقة، لكنه و بسبب المطالب العسيرة للبنادقة لم‌يتحقق الصلح، بل هدّد أسطول البندقية مدينة إزمير بالاحتلال. كما عزّز السلطان محمد القدرة الدفاعية للمدينة بترميمه قلعة إزمير (YA,VI/4264).

و في القرن 11ه‍/17م كانت جميع أرجاء الدولة العثمانية تواجه اضطرابات و تمردات عُرفت في تاريخ تركيا العثمانية بتمرد الجلاليين. فقد هاجم عدد من زعماء هذه الثورات مثل قلندر‌أوغلو وجان‌پولادأوغلو و قره‌سعيد، مدينة إزمير و المناطق المحيطة بها و ألحقوا الأذی بسكانها (لمزيد من التفاصيل، ظ: هامرپورغشتال، 8/86-88).

و في 1184ه‍/1770م أحرق الروس الأسطول العثماني في ميناء چشمه قرب إزمير و انبروا لتهديد هذه المدينة، لكن برغم العون الذي قدمه لهم اليونانيون المقيمون في إزمير، فإنهم لم‌‌يتمكنوا من دخول خليج إزمير. و علی مدی القرن 12ه‍/18م أيضاً هاجم المتمردون و قطاع الطرق إزمير، حتى إن القضاء عليهم كان يشغل بال الحكومة المركزية لفترة طويلة. و لم‌تكن إزمير علی عهد الإمبراطورية العثمانية و حتی بداية القرن 13ه‍/19م تُعَدّ منطقة مهمة من الناحية الإدارية بحيث كانت إدارتها تسند إلی قضاة محليين خلافاً للأسلوب المتبع في النظام الإداري العثماني؛ و علی عهد سليمان القانوني (حك‍ 1520-1566م) أصبحت ذات شكل «خاص» (مدينة النبلاء و الأثرياء)، ثم أصبحت جزءاً من و‌لاية القبطان باشا التي كان مركزها كليبولي، وكانت إزمير في هذه الولاية مركزاً لسنجق سغالا (YA,VI/4264-4265). و برغم هذه الحال فقد كانت إزمير في جميع مراحل العهد العثماني تتمتع بأهمية تجارية خاصة.

و منذ بدء القرن 19م اتجهت إزمير تدريجياً نحو الاتساع. ففي هذه الفترة كانت الولايات العثمانيـة ــ عدا ولايتي قرامان والأناضول ــ تُدار من قبل الخانات و بعبارة أخری الأسر المحلية الذين كانوا يسموّن بـ‍ «المحصِّلين» و «المتسلِّمين». و كانت إزمير أيضاً من هذه المناطق التي كانت يديرها أفراد أسرة كاتب‌زاده. وعلـی عهد سلطنة محمود الثانـي ــ و مع الأخذ بنظر الاعتبـار سياسته القائمـة علـی كف أيـدي الخـانـات المحليـة ــ تمـت إزاحة أسرة كاتب‌زاده بعد مصادرة أموالها. كما فرضت الإقامة الجبرية في إستانبول علی بعض أفراد هذه الأسرة و تم أيضاً القضاء علی تمرد الإنكشارية الذي كان للثأر لتلك الأسرة على مايبدو. و خلال هجوم إبراهيم باشا المصري علی قونية، احتل شخص يدعی محمد‌آقا مدينة إزمير باسم محمد‌علي باشا والي مصر (ن.م، VI/4270). و خلال «التنظيمات الخيرية» كانت إزمير من أوائل الولايات التي تم فيها تطبيق مبادئ التنظيمات. كما أن مبادئ النظام الجديد طبقت سنة 1284ه‍/1867م في 13 و‌لاية عثمانية ومنها إزمير (شاو، 2/159،164). و في القرن 19م حدثت اضطرابات عديدة في إزمير تمّ القضاء عليها بإجراءات نفّذها مدحت باشا.

و في أوائل القرن العشرين و خلال الحرب العالمية الأولی ومابعدها، عاشت مدينة إزمير أياماً عصيبة و أصبحت تتداولها الأيدي جرّاء المعاهدات المختلفة بين الدول المنتصرة في الحرب. و بعد توقيع معاهدة مودروس للسلام في 24 محرم 1337ه‍/30 تشرين الأول 1918م و استسلام الدولة العثمانية قررت الدول المنتصرة تقسيم هذه البلاد (أوزالپ، I/4). فطالبت اليونان التي كانت قد دخلت الحرب خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الأولی و بعد الهدنة و بإعلانها وجود علاقة تاريخية بين سواحل شرقي بحر إيجه و غربيه، بضمّ إزمير و بعض مناطق الأناضول الغربية إلی اليونان مستغلةً ضعف الدولة العثمانية (شاو، 2/557). و بموجب المادة السابعة من معاهدة مودروس كان يحق للدول المنتصرة أن تحتل أي مكان لضمان أمنها. فشنت القوات اليونانية مستفيدة من هذا الأمر و استناداً إلی القرار المؤرخ في 11 شعبان 1337ه‍/12 أيار 1919م لمؤتمر باريس، هجوماً علی إزمير صباح يوم 15 أيار 1919م و احتلتها (م.ن، 2/573؛ أوز‌لپ، ن.ص). ودخلت القوات اليونانية المدينة بمساعدة بوارج الحلفاء وسط احتفاء اليونانيين المقيمين في إزمير. و نتيجة لضغوط اليونانيين غادر الأتراك الباقون أيضاً إزمير و هاجروا إلی المناطق الداخلية، و بدلاً منهم جيءَ بالمهاجرين اليونانيين إلى إزمير بحيث تجاوز عدد سكانها 000‍,400 نسمة و أصبح الأتراك أقلية (YA,VI/4292). و بعد ذلك وقعت الدولة العثمانية في 24 ذي‌القعدة 1338ه‍/9 آب 1920م معاهدة سيفر، حيث قُرر بموجبها أن تبقی منطقة أزمير تحت السيادة اليونانية لمدة 25 سنة و يُرفع علم تركيا فوق قلعة إزمير فقط. و وفقاً لهذه المعاهدة و بعد انقضاء هذه المدة فإن إدارة إزمير إما أن توكل إلی اليونان، أو أن توضع تحت تصرف عصبة الأمم. و بذلك أصبحت إزمير وماحولها، أو خط ميلنه تحت السيادة اليونانية (شاو، 2/596)؛ لكن التظاهرات المعادية لليونان عمّت جميع المدن التركية إثر احتلال إزمير. كما احتج الصدرالأعظم، داماد فريد‌باشا على سفراء دول الحلفاء. و أسست منظمات منها «قواي مليّة» للنضال ضد اليونانيين من جهة، و من جهة أخری فإن اليونانيين وبرغم أنهم أبقوا بعد احتلال المدينة علی المحافظ المعيَّن من قبل الدولة العثمانية المدعو عزت بك في منصبه، لكنهم وسّعوا القسم الذي يقطنه المسيحيون، أي منطقة كردون. كما أن قسطنطين ملك اليونان زار إزمير في 12 حزيران 1921. و أخيراً و بعد هجوم القوات التركية الكاسح، المعروف في تاريخ هذه البلاد بالهجوم العظيم في 3 محرم 1341ه‍/26 آب 1922م ودخول القوات هذه المدينة في 15 محرم من نفس السنة، خرجت إزمير من أيدي القوات اليونانية بعد 3 سنوات و 4 أشهر من الاحتلال، و انضمت مرة أخری إلی رقعة حكم الدولة التركية (م.ن، 2/605-606؛ YA,VI/4292-4293;IA,V(2)/1249).

 

التجارة و الاقتصاد

كانت إزمير ــ و بسبب امتلاكها موقعاً جغرافياً متميزاً ــ أحد المراكز التجارية المهمة علی مدی التاريخ. و من حيث الطرق البحرية و البرية كانت تعد من أشهر مدن الشرق الأوسط و الممر المهم للبضائع بين أوروبا و آسيا (تافرنيه، 89). كانت هذه الإمكانيات مصحوبة بزيادة و نقصان. وفي القرنين 1-2ه‍/7-8م فقدت الأنشطة الاقتصادية ازدهارها بعد هجوم المسلمين. و قد ازدهرت التجارة مرة أخرى في إزمير مع تعاظم قوة الدولة البيزنطية في النصف الثاني من القرن 13م، وبالامتيازات التي مُنحت للتجار البنادقة و الجنويين (هايد، 602). و بعد هجوم تيمور و احتلاله المدينة ضعفت الحركة الاقتصادية مرة أخری و حلّ ميناء «چشمه» الصغير القريب من إزمير محلّ هذه المدينة (YA,VI/4266).

و عقب اقتدار الدولة العثمانية استعادت إزمير أهميتها السابقة منذ منتصف القرن 16م و ظلت تُعدّ طريق المواصلات المهم بين البحر المتوسط و الشرق برغم الكشوف البحرية و اكتشاف رأس الرجاء الصالح (ن.ص؛ أيضاً ظ:IA,V(2)/1243-1246). وكان لتجارة الحرير الإيراني دور مهم في ازدهار التجارة في هذه المدينة. و برغم أن حلب كانت حتی أواخر القرن 16م مركز تجارة الحرير، إلا أن الحروب الطويلة بين إيران و الدولة العثمانية خلال السنوات 996-1037ه‍/1588-1628م و كون الطرق غير آمنة من جهة، و ضغوط الضرائب و أخذ الرسوم الجمركية من قبل حكام الولايات الواقعة علی الطريق إلی حلب من جهة أخری، لفتت أنظار التجار الجنويين و الفرنسيين و غيرهم إلی الطريق الآخر الذي ينتهي إلی أوروبا عن طريق الفولغا ـ الدون. لكن تمرد القوزاق و هيمنتهم علی حاجي طرخان (آستاراخان)، حالت دون استمرار ذلك (آق تپه، «خانات...»، 106-107). و بالنتيجة استعاد الطريق الذي كان ينتهي بإزمير أهميته. و في هذا التاريخ أصبحت إزمير من الناحية التجارية بشكل كان ينشط معه فيها التجار الهولنديون و البنادقة و البريطانيون و الفرنسيون (ظ: شــاردن، 1/25)، و افتتحــت بـعـض هــذه الـــدول ــ و منهـا بريطانيـا ــ قنصليات في هذه المدينة (إينالجيك، 138). و كان عدد التجار الأجانب بشكل أصبحت معه اللغات الإنجليزية والإيطالية و الفرنسية و الفلمنكية من أكثر اللغات تداولاً. و من الشركات التجارية الأجنبية المهمة في إزمير كانت شركة ليفانت البريطانية التي كانت تحدو بتجارة الدول الأخری للمنافسة عن طريق توسيع نشاطها المتزايد (ن.ص).

و برغم أن سقوط الدولة الصفوية و احتلال العثمانيين والروس لغربي إيران في القرن 12ه‍/18م أدی إلی انخفاض التبادل التجاري، لكن إزمير ظلت كما كانت مركزاً تجارياً مهماً وحافظت علی هذه المكانة حتی اليوم أيضاً، بحيث إن 15٪ من إجمالي عائدات الثروة الوطنية في إزمير يؤمن عن طريق القسم التجاري، و تأتي بعد إستانبول و أنقرة في التسلسل من حيث التجارة و بشكل خاص الصادرات. و قد زاد معرض إزمير الدولي الذي بدأ عمله في 1923م و يقام سنوياً في أيلول من الأهمية الاقتصادية للمدينة (YA,VI/4359).

و يعد الجانب الزراعي من أهم الأنشطة الاقتصادية في إزمير. و بفضل الماء و المناخ المناسب فإن إزمير ذات محاصيل زراعية متنوعة و وفيرة؛ بحيث يزرع فيها شطر من النباتات المستخدمة صناعياً مثل التبغ و القطن و الزيتون. كما أن البستنة و زراعة الخضروات مزدهرة هناك. و كذلك تشكل إزمير ــ بعد إستانبول و منطقة قوجا إيلي ــ أهم و أكبر مركز صناعي في تركيا حتی إن عشر المحاصيل الصناعية تنتج فيها. و أهم المنتوجات الصناعية لإزمير هي المنتجات الغذائية و الكيمياوية و المنسوجات (ن.م، VI/4408).

 

الثقافة

تعدّ إزمير من المراكز الثقافية المهمة أيضاً في تركيا وتظهر الآثار التاريخية بوضوح العراقة الثقافية و دور هذه المدينة في حضارة المنطقة. و كذلك بسبب وقوعها علی مفارق طرق المواصلات و قربها من حضارات شرقي المتوسط، كانت موضعاً لالتقاء الثقافات المتنوعة. و خلال الحكم الروماني حافظت إزمير علی مكانتها الثقافية المتميزة. و بعد انتشار المسيحية أصبحت من المراكز المهمة لهذا الدين، لكنها فقدت إلی حدّما أهميتها الثقافية خلال العهد البيزنطي. وقد دمر البيزنطيون بعض آثارها القديمة واستخدموا أدوات بنائها في إنشاء أبنية أخری. وخلال العصر الإسلامي أيضاً و برغم أنه كان يتم الاهتمام بالقضايا الثقافية، لكن إزمير لم‌تستطع اكتساب أهمية كافية كالتي لإستانبول وبورسه. و منذ النصف الثاني للقرن 19م اتسعت من الناحية الثقافية إلی جانب الازدهار التجاري، و في هذه الفترة سعی اليونانيون المقيمون في إزمير إلی نشر الثقافة اليونانية و أثروا في الثقافة الوطنية بحيث كان نفوذ الثقافة الأوروبية ملموساً بشكل واضح عن طريق تمثيل المسرحيات و طبع النشريات باللغات الأوروبية. و كانت صحيفة سميرنين أولى صحيفة في الإمبراطورية العثمانية تصدر بشكل منظم في هذه المدينة. وبعبارة أخری، كانت أغلب الأعمال الثقافية تُدار بواسطة الأقليات القومية القاطنة في إزمير. و بعد تأسيس الجمهورية التركية افتتحت مراكز ثقافية جديدة الواحد تلو الآخر. و إزمير اليوم إحدى الحواضر الجامعية الكبيرة، و تعد جامعة إيجه التي افتتحت سنة 1956م من الجامعات التركية المهمة (ن.م، VI/4409,4458).

 

إزمير من وجهة نظر الرَّحّالة

كانت إزمير طوال التاريخ ممراً لرحالة كثر. وصفها ابن بطوطة بأنها مدينة كبيرة معظمها خراب (1/334-335)، و كانت موضع خانقاه الشيخ يعقوب من شيوخ الطريقة الأحمدية. و ذكرها أولياچلبي (IX/88) في القرن 11ه‍/17م بأنها مدينة عظيمة و مقر قديم للملك، و نسب بناءها إلی الملكة قديفة، و قال إن علي‌بك من أمراء أسرة سغلا‌أوغلو ضم هذه المدينة إلی بلاد الإسلام، و دمرها تيمور. وضمن وصفه قلاع المدينة و أبنيتها و مزاراتها و بقية أماكنها، ذكر أسماء شيوخ الإسلام و المفتين و نقباء الأشراف و القادة العسكريين وحراس القلاع و غيرهم ممن كانوا يقيمون في المدينة و أضاف أن 7 ملوك كان لهم ممثلون و قناصل فيها (IX/89-90). كما تحدث تافرنيه الذي زار إزمير في نفس القرن، عن الموقع التجاري والديني و الآثار التاريخية مثل أطلال المسرح للمدينة وكذلك عن حوادث مثل الزلازل و شيوع الطاعون فيها. و ذكر أن التركيبة السكانية للمدينة آنذاك كانت تضم 60.000 تركي و000,15 يوناني و 000,8 أرمني و 6-7 آلاف يهودي. وتحدث أيضاً عن وجود حرية دينية فيها (ص 89-93). و تطرق حاجي خليفة المؤرخ الرحالة في القرن 11ه‍ إلی المساجد والأسواق والقلاع و وجود أربع ممثليات سياسية في المدينة (ظ: YA,VI/4298). و تحدث الفارس دارفيو الذي كان سنة 1654م في إزمير عن المعالم الجميلة في الحي الفرنسي، والزلازل و المياه الآسنة التي تسبب الأمراض السارية. و يتحدث تيفينو الرحالة الأوروبي الآخر عن ازدهار تجارة المدينة التي كانت في أيدي الأرمن. كما أن كارري كان من الرحالة الذين زاروا هذه المدينة في 1693م (ن.م VI/4299). و الرحالة الآخر هو تكسيه الذي زار إزمير في القرن 19م و تتمتع كتاباته بالأهمية (ن.ص).

 

آثارها التاريخية

إن إزمير ليست غنية بالآثار التاريخية كثيراً، ذلك أن أغلب هذه الآثار قد دُمِّر إثر الزلازل، أو الحرائق، أو أنه تلف بمرور الزمان بأيدي أشخاص و تمت الاستفادة من أطلالها في بناء أماكن أخری. فقد استفيد مثلاً من أحجار الملعب والمسرح و السيرك في بناء المراكز التجارية و الخانات (IA,V(2)/1250). وقد عُثر على أقدم آثارها في منطقة بايراكلي و هي الموضع القديم لإزمير خلال التنقيبات التي قامت بها لجنة الآثار القديمة برئاسة أكرم آكورغال. و تظهر هذه اللقى، أكر‌وبوليس ــ قلعة إزمير ــ أقدم أثر تاريخي فيها و الذي يرجع جزء منه إلی العصر القديم و الجزء الآخر إلی القرن 5 ق.م (آكورغال،57,62-63). و تلاحظ في أكروبوليس، أو قديفة قلعة التي أنشئت عند إعادة بناء مدينة إزمير علی عهد لوسيما‌خوس، آثار من العصرين الهلنيستي و الروماني. و كان محيط القلعة 730,1 متراً و حولها 40 برجاً تقريباً، بقيت منها خمسة أبراج ارتفاعها التقريبي 20-25 متراً (پاولي، LlV/752). و في سبب تسميتها بقديفة قلعة ورد أن التمثال النصفي لسميرنا ملكة الأمازون الذي كان رمزاً لمدينة إزمير، كان يقع في أعلی بوابة دخولها، و كان الناس يعتقدون أنها كيدافة ملكة سبأ. لهذا سمّوا القلعة كيدافة، و من ثم قديفة (IA، ن.ص). و الأثر التاريخي الآخر الباقي من العصر الروماني هو آكورا (محل التجمع) الذي يقع علی سفح القلعة في الموضع الذي يسمی اليوم نمازياخ (المُصَلّی). كان هذا الموضع مكاناً للتجمعات العامة و تشكيل المحاكم و إجراء الانتخابات (پاولي، LIV/757؛IA ن.ص). كما أن حمام ديانا، أو آرتميس إلٰهة الصيد، و البركة التي كانت تستحم فيها و كذلك معبد أفروديت و معبد زيوس في منطقة دييرمان دره (وادي الطاحونة) من بين آثار إزمير الأخری (لمزيد من التفاصيل عن الأماكن المقدسة فيها، ظ: پاولي، LlV/751-756).

و من الآثار التاريخية الإسلامية في إزمير، ماتزال مساجد ومدارس و أسواق عديدة قائمة. و هذه المساجد ــ خلافاً لمساجد إستانبول و بورسه ــ لم‌يبنها الملوك و رجال الدولة و إنما بناها أناس من أهل الخير؛ و علی هذا فإنها تفتقر إلی عظمة مساجد المدينتين الأخيرتين، بل و حتی مساجد أدرنة. يوجد في إزمير 68 مسجداً بين كبير و صغير (آق‌تپه، «مساجد...»، 91)، وأهمها: مسجد حصار، أو مسجد يعقوب‌بك و هو أشهر مساجد إزمير، ويحتمل أن يكون قد بني في موضع إحدی الكنائس. و برغم أنه ينسب إلی يعقوب‌بك، لكن الهوية التاريخية لهذا الشخص لم‌تعرف حتی اليوم بشكل دقيق. كما أن تاريخ بناء المسجد هو الآخر غير واضح، ذلك أن بناءه نُسب إلی أوائل القرن 8ه‍/14م، وكذلك إلی سنة 1000ه‍/1592م، و إلی 1006ه‍/1597م. وقد لحقت أضرار كبيرة بالمسجد في زلزال سنة 1285ه‍/1868م، وكذلك في حوادث أخری، لكن تم ترميمه عدة مرات (لمزيد من الاطلاع، ظ: آق‌تپه، «مسجد حصار...»، 85-95). أما بقية مساجد إزمير فهي: حاج حسين، علي آقا، خاتونية، شادروان، عبد‌الله أفندي و چوراق قابي (ظ: م.ن، «مساجد»، 99-117).

و بوصفها مركزاً تجارياً مهماً تضم إزمير أسواقاً و خانات كثيرة كان كل و‌احد منها مكاناً لبيع و شراء سلعة خاصة. أشار حاجي خليفة في كتابه جهان نما إلی 60 خاناً لنزول القوافل (ظ: آق‌تپه، «خانات»، 108؛ أيضاً ظ: أوليا‌چلبي، IX/96). و ذكر آق‌تپه (ن.م، 105-154)، 75 سوقاً وخاناً مثل: قزلار آغاسي، مير‌كلام أوغلو، قرا عثمان أوغلو و غيرها. و خلال العهد العثماني بنيت مدارس عديدة أيضاً في هذه المدينة ذكرت منها 33 مدرسة، من بينها: مدرسة عبدالفتاح، مدرسة سيد أحمد آقا، بلوك‌باشي، سلطان سليم و غيرها (لمزيد من الاطلاع، ظ: م.ن، «مدارس...»، 97-118). و من بقية المعالم البارزة في إزمير: برج الساعة الذي أنشئ عام 1901م في هذه المدينة بمناسبة الذكری الخامسة و العشرين لاعتلاء عبدالحميد الثاني العرش، و ساعتها مهداة من إمبراطور ألمانيا و لهلم الثاني (YA,VI/4435).

 

المصادر

الآقسرائي، محمود، مسامرة الأخبار و مسايرة الأخيار، تق‍ : عثمان توران، أنقرة، 1943م؛ ابن بطوطة، رحلة، تق‍ ‍: علي المنتصر الكتاني، بيروت، 1405ه‍؛ ابن‌عرب‌شاه، أحمد، زندگي شگفت آور تيمور، تج‍ ‍: محمد علي نجاتي، طهران، 1356ش؛ أوزون چارشيلي، إسماعيل حقي، تاريخ عثماني، تج‍ ‍: إيرج نوبخت، طهران، 1369ش؛ تافرنيه، جان باتيست، سفرنامه، تج‍ ‍‍: أبوتراب نوري، أصفهان، 1336ش؛ تكسيه، شارل، كوچوك آسيا، تج‍ ‍: علي سعاد، إستانبول، 1339ه‍؛ ديـورانــت، ول، تـاريـخ تمــدن، تج‍ : أميرحسين آريـان‌بور، طهـران، 1365ش؛ شـاردن، سياحت نامه، تج‍ ‍: محمد عباسي، طهران، 1349ش؛ شاو، ستانفورد، تاريخ إمپراتوري عثماني و تركيۀ جديد، تج‍ ‍: محمد رمضان زاده، مشهد، 1370ش؛ شرف‌الدين علي اليزدي، ظفرنامه، تق‍ ‍: أورنبايوف، طشقند، 1972م؛ العهد الجديد؛ مشكور، محمد جواد، أخبار سلاجقۀ روم، طهران، 1350ش؛ ميلر، و.م.، تاريخ كليساي قديم در إمپراتوري روم و إيران، تج‍ ‍: علي نخستين و عباس آرين‌پور، لايبزك، 1931م؛ نظام‌الدين الشامي، ظفرنامه، طهران، 1363ش؛ هاكس، جيمس، قاموس كتاب مقدس، بيروت، 1928م؛ هامرپورغشتال، يوزف، دولت عثمانية تاريخي، تج‍‍ : محمد عطا، إستانبول، 1329ه‍؛ هيرودوتس، تاريخ، تج‍ ‍: هادي هدايتي، طهران، 1338ش؛ و أيضاً:

 

Aktepe, M., «İzmir hanları ve çarṣıları hakkında ön bilgi», Tarih dergisi,Istanbul,1971, no. 25; id, «İzmir ṣehri», ibid, 1972, no. 27; id, «İzmir’in hisar veya Yakub-bey câmi’i», ibid, 1973, no. 27; id, «Osmanlı devri İzmir câmi ve mescidlari hakkında ön bilgi», Tarih enstitüsü dergisi, Istanbul, 1974, nos.4-5; Akurgal, E., «Arkaik ve klâsik çağlarda İzmir", Belleten, Ankara, 1946, vol. X, no. 37; Bayburtluoğlu, C., Erythrai, Ankara,1975; Census of Population 1990, State Institute of Statistics, Ankara, 1991: Evliya Çelebi, Seyahetname, Istanbul, 1935; Herodotus, The History, tr. G. Rawlinson, New York, 1947; Heyd, W., Yakın-doğu ticaret tarihi, tr. E. Z. Karal, Ankara, 1975; IA; İnalcık, H., The Ottoman Empire, tr. N. Itzkowitz & C. Imber, London, 1973; Kafesoğlu, İ., Sultan Melikԫah devrinde büyük Selçuklu imparatorluĝu, Istanbul, 1953; Ostrogorsky, G., Bizans devleti tarihi, tr. F. Iṣıltan, Ankara, 1981; Özalp, K., Millî mücadele, Ankara, 1972; Pauly ; Plutarch, Grosse Griechen und Römer, tr. K. Ziegler, Zürich / Stuttgart, 1957; Runciman, S., Haçlı seferleri tarihi, tr. F. Iṣıltan, Ankara, 1986; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1969; Türk ansiklopedisi,, Ankara, 1972; Umar, B., Türkiye halkının ilkçağ tarihi, Izmir, 1982; Uzunçarṣılı, İ. H., Anadolu beylikleri, Ankara, 1984; YA; Yeni Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1985.

علي أكبر ديانت/ه‍.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: