الأحسائي، الشیخ أحمد
cgietitle
1443/2/9 ۲۱:۴۴:۰۲
https://cgie.org.ir/ar/article/235953
1447/1/5 ۱۷:۱۴:۲۸
نشرت
5
ومع النفخة الأولی (نفخة الصعق) ینفصل الجسم الأول عن الروح و یزول، و ما یحشر بعد النفخة الثانیة (نفخة البعث) هو الجسم الثاني مع الجسد الثاني (شرح الزیارة، 4/ 29-30، مجموعة، 310). ومسیرة الجسم الإنساني التي یصفها الأحسائي ذات جانبین: فکما أن الجسم الحقیقي یمتزج بالضرورة بشائبة الجسم الأول و الجسد الأول في هبوطه من عالم الغیب إلی الدنیا، فإن مع ذلک یخلو منهما في سفره الأخروي ویصبح مستحقاً للحیاة الأبدیة (ظ: ن.م، 310-311). ویجیب الأحسائي في نظریته علی شبهة إنکار المعاد الجسماني بأن المقصود من الجسم الثاني الذي سیکون له معاد هو في الحقیقة هذا الهیکل المحسوس، ولکنه اکتسب الخلوص بترکیبة الطریق للفساد إلیها خلافاً للجسد الدنیوي (شرح الزیارة، 4/ 30، مجموعة، 311). ویمکن تشبیه هذه الترکیبة الجدیدة بخاتم کُر ثم صُب مرة أخری في قالبه (ن.ص). ویشبه الأحسائي في موضع آخر (ن.م، 112-113) الجسد الدنیوي بحجر یصهر من أجل تحویله إلی میناء خالص، ومن خلال تنقیته أکثر – بناءً علی رأي القدماء – یظهر منه البلور، ثم الألماس. و هذا الخلوص التدریجي یشیر إلی التحول الذي یجب أن یحدث في جسد الإنسان حتی الوصول إلی الآخرة. ویقول الأحسائي إن حکم فساد الهیکل في القبر یصدق أیضاً علی النبي (ص) و الأئمة (ع)، ولکن هذا الهیکل منفصل عن أجسامهم الأصلیة التي هي في غایة اللطافة، و هو أمر عراض یسر للخلق الالتقاء بهم، و الاستفادة منهم. و عندما لایری الله مصلحة في إبقاء صورتهم الملموسة، یتجزأ القالب الترابي بالموت و یزول (شرح الزیارة، 3/ 127-128)؛ فإن ذکر في الاحادیث بقاء أجساد الأئمة (ع) في القبر، فإن المقصود هو الجسد دون الصورة العنصریة، أي الجسد الهور قلیائي نفسه، و الأئمة الآخرون هم وحدهم الذین یستطیعون مشاهدة هذا الجسد (ن.م،3/ 129).
وقد أصبح القول بالجسد الهور قلیائي الذي یفسر المعاد الجسماني في فکر الأحسائي، أساس تبیین موضوع معراج النبي (ص)، وغیبة إمام الزمان المهدي المنتظر (ع) في النظام العقیدي للشیخیة.
أولی الأحسائي في آثاره أهیمة کبیرة لمباحث الإمامة، و یمکن أن نلاحظ المثال علی ذلک في الشرح المفصل الذي کتبه علی الزیارة الجامعة الکبیرة، و العلامة البارزة لفکره في هذا المجال هي اهتمامه الاص بالجوانب التکوینیة لمقام الإمام. ومن جملة ذلک أنه یعتبر النبي (ص) و الأئمة (ع) العلل الأربعة للکائنات – أي الفاعلیة، والمادیة، والصوریة، والغائیة – و ذلک خلال بیانه للعقیدة القاضیة بأن النبي (ص) و الأئمة (ع) هم أشرف مخلوقات الله و واسطة فیضه. و کل من هذه الأقسام الأربعة یشیر في الفلسفة الأرسطیة و الحکمة الإسلامیة إلی جانب من حاجة الظاهرة إلی العلة. ویشیر الأحسائي استناداً إلی مضامین الاحادیث إلی کمال کل من الجوانب الأربعة للعلیة في وجود النبي (ص) والأئمة (ع)، ویستنتج أنهم العلل الأربعة للکائنات (3/ 65، 296-298، 4-47- 48، 78-80، قا: 1/ 39-40، 76،مجموعة، 323).
للأحسائي قول خاص فیما یتعلق بالمبحث الفلسفي الهادف إلی تعیین من هو الأصیل بین حیثیتي الوجود و الماهیة في الموجود الممکن، فهو یری أن الوجود و الماهیة کلیهما یتمتعان بالأصالة، ویشکل کل منهما بعداً حقیقیاً للشيء. وفعل الله هو أحد جوانب کینونة الشيء و هو الوجود نفسه، و الجانب الآخر هو انفعال الفعل نفسه، أي ماهیة الشيء. وعلی هذا فإن کل ممکن هو زوج مرکب بالمعنی الحقیقي (ظ: ن.م، 42، شرح المشاعر، 119، 121، شرح العرشیة، 1/ 30). وللأحسائي رأي في هذا المجال من منظار علم الإنسان، فهو یقول إننا ندرک بالوجدان أن في فطرتنا میلاً مزدوجاً إلی الطاعة و المعصیة، وهذان المیلان ذاتیان. فإن اعتبرنا الوجود هو وحده الأصیل، فکیف ننسب إلیه میلین متضادین؟ و یمکن إدراک کیفیة ترکیب الوجود و الماهیة عن طریق معرفة المیل الترکیبي للإنسان و فعله الاختیاري. و یقتضي مثل هذا الترکیب أن یکون علی شکل تمازج و تداخل، في نفس الوقت الذي لایفقد فیه أي من هذین الجزأین ذاته و آثاره في الترکیب (مجموعة، 42-43). ویمکن ذکر البؤرة النوریة کمثال لهذه الکیفیة من التمازج، فکلما ابتعدت الأنوار المشعة منها عن البؤرة، تمتزج أکثر مع الظلام والعدم، ویقل نصیبها من نور الوجود (ن.م، 44-43). وکما أن أصالة جانبي میل الإنسان لاتمنع من أن ننسب الفعل الصادر منها إلی مجموعة المیول کلها، فإن إضفاء الأصالة علی الوجود و الماهیة، لایِخل هو الآخر بوحدة الشيء. و في هذه الحالة تکون صورة الوجود و الماهیة اعتبارین لشيء واحد (ن.م، 43). ومع کل ذلک، من الواضح أن الماهیة المنفصلة عن الوجود عدمیة. و جعل الشيء ابتداء یتعلق بالوجود، ولکن الوجود یحتاج إلی الماهیة في تحققه و ظهوره، وجعل الماهیة ثانویة و عرضیة (شرح المشاعر، 243، شرح الزیارة، 4/ 266، مجموعة، 42).
یقول الأحسائي إن الله لایحتاج إلی الماهیة لعدم وجود المشابهة بینه و بین مخلوقاته، فإذا اعتبر وجوده من نوع وجودها فسوف یکون قابلاً للترکیب (شرح العرشیة، ن.ص). ولذلک لایمکن التحدث عن الوجود المطلق و الحقیقة البسیطة التي تشمل الحق والخلق (ظ: شرح المشاعر، 28 و مابعدها، 188، 477 و مابعدها؛ قا: کوربن، المقدمة، 97-98).
ویطلق الوجود علی الشيء من وجهة نظر الأحسائي علی واحد من الأنحاء التالیة: 1. علی النحو الفاعلي، فعندما نقولک «زید قائم» فإن «قائم» لیس وصفاً لذاته، بل یعني أن زیداً موجد القیام. وعلینا أن نعتبر إطلاق الوجود علی الله من هذا النحو؛ 2. علی النحو الفعلي، الذي یصدق علی الوجود المطلق، أي مشیئة الله و إرادته و إبداعه، و یمکن التعبیر عنه أیضاً بنفس الفیض والعلة القریبة و الأمر الإلهي الذي تقوم به الأشیاء قیاماً صدوریاً؛ 3. علی النحو المفعولي، الذي یطلق علی مایحدث من فیض الفعل الإلهي. و هذا هو معن اتصاف مخلوقات الله بالوجود (شرح العرشیة، 1/ 30-31، مجموعة، 48-49). ویقع المفعول الأول علی رأس ما هو موجود علی النحو الثالث و هو نور الأنوار، أو الحقیقة المحمدیة، وقد ظهرت جمیع الحادثات من سنا نوره (شرح العرشیة، 1/ 31). ویقدم الأحسائي الحقیقة المحمدیة علی العقل الأول الذي اعتبر أیضاً المخلوق الأول، وهو یضعها من هذا الحیث في ساحة الوجود المطلق (ن.م، 1/ 270-271، شرح الزیارة، 3/ 331). وهکذا فقد أطلق الوجود علی ثلاث حقائق مختلفة، ولایمکن اعتبار هذا الاستعمال من قبیل الاشتراک المعنوي (ظ: شرح العرشیة، 1/ 31، شرح المشاعر، 143). وفهذا الاشتراک لایصدق إلا بین المراتب المختلفة للمخلوقات، أي الوجودات المقیدة (مجموعة، 49، شرح العرشیة، 1/ 26). ویصر الأحسائي في مواضع مختلفة علی إبطال أي نوع من الفکر الذي ینزع إلی وحدة الوجود، ویعتبره یتنافی مع التوحید (مثلاً ظ: شرح المشاعر، 375-376، 438، 532).
للأحسائي آثار کثیرة في مجالات مختلفة. ویمکن رؤیة فهرسها المفصل في ثبتین مستقلین: 1. فهرست تصانیف، لریاض طاهر؛ 2. فصل من فهرست کتب مشایخ عظام، لأبي القاسم إبراهیمي الذي یتمیز بدقة وتفصیل أکثر (عن الفهارس الأخری لآثاره، ظ: إبراهیمي، أبوالقاسم، 214-216). وتشکل الرسائل قسماً کبیراً من مؤلفات الأحسائي کتبها إجابة عن الاستفتاءات والأسئلة التي کانت تطرح علیه في المواضیع المختلفة، واکتسب البعض منها أهمیة وعنواناً مستقلاً. ویبلغ عدد الرسائل التي خلفها أکثر من 100 رسالة، ویمکن العثور علی أکثرها في مجامیع مطبوعة و مخطوطة تصنف في عداد آثاره:
1. جامع الکلم، مجموعة من 92 رسالة کتب غالبیتها رداً علی الأسئلة. و توجد في هذا الکتاب أکثر رسائل الأحسائي التي تتوفر منها نسخ کثیرة متناثرة بین مجامیع المخطوطات للمکتبات. و یتضمن المجلد الثاني من هذا الکتاب علی 12 قصیدة طویلة للأحسائي في رثاء الإمام الحسین (ع). طبع جوامع الکلم حجریاً في مجلدین بتبریز (1273-1276هـ).
2. حیاة النفس في حظیرة القدس، کتاب مختصر في أصول العقائد طبع ضمن جوامع الکلم، کما طبع بشکل مستقل في کربلاء و تبریز (1381هـ) و النجف (1387هـ). ولهذا الکتاب ترجمتان فارسیتان إحداهما للسید کاظم الرشتي نشرت أولاً في تبریز (1276هـ) مع أجوبة المسائل للسید کاظم الرشتي، ثم في کرمان. و الترجمة الأخری للشیخ محمدحسن عظیم آبادي الحائري طبعت في بومباي (1288هـ).
3. شرح الزیارة الجامعة الکبیرة، و هو أضخم و أشهر آثار الأحسائي، و قد طبع حجریاً في تبریز عام 1267 و 1276هـ، کما نشر عبدالرضا إبراهیمي طبعة أخری منه في کرمان في 4 مجلدات (1355ش).
4. شرح العرشیة، و هو شرح العرشیة لصدرالدین الشیرازي. طبع هذا الکتاب طباعة حجریة في تبریز عام 1271هـ أولاً، ثم في 1278-1279هـ، ونشرت له طبعة جدیدة في کرمان بمجلدین (1361-1363ش).
5. شرح المشاعر، و هو شرح المشاعر لصدرالدین الشیرازي، وقد طبع مرة حجریاً في تبریز (1278هـ)، وصدرت له طبعة جدیدة في کرمان في 1366ش.
6. العصمة والرجعة، في الإجابة علی محمدعلي میرزا دولت شاه في موضوعي العصمة و الرجعة. طبع هذا الکتاب في جوامع الکلم، ثم بشکل مستقل في کربلاء (1392هـ). کما نشر فصل العصمة منه مستقلاً في کربلاء أیضاً (1390هـ).
7. الفوائد، و یشتمل علی 12 «فائدة» في المباحث العامة للوجود والخلق الإلهي وأفعال الإنسان. و قد کتب الأحسائي نفسه شرحاً علی هذا الکتاب، ثم أضاف إلیه 7 «فوائد» أخری مع شرحها. طبع الفوائد طباعة حجریة مع شرحه لأول مرة في 1274هـ بتبریز.
8. مجموعة الرسائل (رقم 30)، وتتضمن 23 رسالة من أشهر رسائله رداً علی الأشخاص، طبعت هذه المجموعة في کرمان (1360ش).
9. مجموعة الرسائل (رقم 72)، في علوم القرآن. غالبیة رسائل هذه المجموعة المطبوعة هي من تألیف الحاج محمد کریمخان الکرماني، وتشتمل علی رسالتین للأحسائي، و هما: رسالة في رسم ألفاظ القرآن الشریف، و رسالة في بعض أسرار التجوید. نشرت هذه المجموعة في کرمان.
10. مختصر الرسالة الحیدریة في فقه الصلوات الیومیة، و هو مختصر لرسالته الحیدریة. و قد طبعت هذه الرسالة في کرمان أیضاً.
کما تحتفظ مکتبة السعادة بکرمان بمخطوطات کثیرة للأحسائي، منها مجموعتان بعنوان کشکول (رقم ألف 10)، ورسائل (رقم ألف 5 وألف 6-7) و مازالت بعض الأقسام منها غیر مطبوعة.
آقابزرگ، الذریعة؛ إبراهیمي، أبوالقاسم، فهرست کتب مشایخ عظام، کرمان، مکتبة سعادت؛ إبراهیمي، عبدالرضا، مقدمة شرح الزیارة (ظ: همـ، الأحسائي)؛ الأحسائي، أحمد، «چند إجازة»، رسائل، مخطوطة مکتبة سعادت بکرمان، رقم ألف 7؛ م.ن، جوامع الکلم، تبریز، 1273-1276هـ؛ م.ن، «رسالة در شرح حال»، فهرست کتب مشایخ (ظ: همـ، إبراهیمي، أبوالقاسم)؛ م.ن، شرح الزیارة الجامعة الکبیرة، تقـ: عبدالرضا إبراهیمي، کرمان، 1355ش؛ م.ن، شرح العرشیة، کرمان، 1364ش؛ م.ن، شرح المشاعر، کرمان، 1366ش؛ م.ن، کشکول، مخطوطة مکتبة سعادت بکرمان، رقم د 35؛ م.ن، مجموعة الرسائل الحکمیة (رقم 30)،کرمان، 1360ش؛ الأحسائي، عبدالله، شرح أحوال شیخ أحمد أحسائي،تجـ: محمدطاهر کرماني، کرمان، 1387هـ؛ الأنصاري الأحسائي، محمد، تحفة المستفید، تقـ: حمدالجاسر، الریاض/ الأحساء، 1982م؛ البلادي البحراني، علي، أنوار البدرین، تقـ: محمدعلي الطبسي، النجف، 1377هـ؛ التنکابني، محمد، قصص العلماء، طهران، 1396هـ؛ الحائري الإسکوئي، علي، «رسالة في ترجمة الشیخ علي نقي الأحسائي»، مع عقیدة الشیعة، کربلاء، 1384هـ؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، أصفهان، 1341ش؛ الرشتي، سیدکاظم، دلیل المتحیرین، تقـ: زینالعابدین إبراهیمي، کرمان، 1358ش؛ الشریف الکاشاني، حبیب الله، لباب الألقاب، طهران، 1378هـ؛ طاهر، ریاض، فهرست تصانیف الشیخ أحمد الأحسائي، کربلاء، مکتبة الحائري العامة؛ الکرماني، محمدکریم، هدایة الطالبین، کرمان، مکتبة سعادت؛ الکنتوري، إعجاز حسین، کشف الحجب والأستار، کلکتا، 1330هـ؛ گوهر، حسن، «اللمعات»، المخازن و اللمعات، تقـ: علي الحائري الأسکوئي، تبریز، مطبعة حقیقت؛ محفوظ، حسین علي، إجازات الشیخ أحمد الأحسائي، النجف 1390هـ/ 1971م؛ وأیضاً:
Corbin, Henry, introd. Kitâb al- Mashâ’ir, Paris/ Tehran, 1964; id, Terrecéleste et corps de resurrection, Paris, 1960.
زینالعابدین إبراهیمي/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode