الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / أثولوجیا /

فهرس الموضوعات

أثولوجیا

أثولوجیا

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/8 ۱۶:۵۷:۵۷ تاریخ تألیف المقالة

أُثولوجیا، الترجمة العربیة لمؤلَّف منسوب إلی أرسطو، أو من المحتمل أن یکون شرح فیلسوف الأفلاطونیة الحدیثة فُرفوریوس علی مختارات من آراء أرسطو، أو قسم من آثار أفلوطین. وقد انتشر في النصف الأول من القرن 3هـ/ العقد الثالث من القرن 9م في الأوساط الفلسفیة، و ترک بصماته منذ ذلک احین علی الکثیر من الأفکار الفلسفیة الإسلامیة وکذلک الیهودیة والمسیحیة. و«أثولوجیا» هي تعریب للکلمة الیونانیة ثیولوجیا بمعنی الإلهیات، أو علم اللاهوت.

وقد تعرض أرسطو و مؤلفاته لمواقف و تغییرات ما لم یتعرض له الفلاسفة الیونانیون الآخرون و مؤلفاتهم. فبعد موته نسبت إلیه العشرات من الآثار في المجالات المختلفة. وفي القرنین 3 و 4هـ/ 9 و 10 م ترجم عدد کبیر من هذه المؤلفات إلی العربیة، ثم أخذ طریقه إلی أوروبا في القرون 6-10هـ/ 12-16م علی شکل ترجمات لاتینیة، وذلک في القرون الوسطی. وقد تعرضت أیضاً أفکار و مؤلفات أفلوطین (205-270م) مؤسس الفلسفة الأفلاطونیة الحدیثة، لذات المصیر إلی حدما (ظ: ن.د، أفلوطین). وبعد موته أوجدت محافل و أوساط مجهولة في مدرسة الإسکندریة، مؤلفات تشکل الأفکار الأفلاطونیة الحدیثة وخاصة الأفلوطینیة محورها الأساس. فکانت تعمد غالباً في هذه المؤلفات إلی تغییر معتقدات هذا الفیلسوف و أفکاره بهدف تبسیطها و جعلها أکثر فهماً، وإضافة أفکارها و آرائها إلیها، ثم تنسب تلک المؤلفات إلی فلاسفة مثل أفلاطون و أرسطو، بل و حتی إلی بعض الفلاسفة الذین سبقوا سقراط مثل فیثاغورس و إمپدُکلس ولکن أرسطو کان یتمتع من بینهم بنفوذ و اعتبار خاصین، رغم أن الأشخاص الذین ألفوا تلک الآثار ونسبوها إلی أرسطوف کانوا أفلاطونیین في اتجاههم الأصولي. وعلی أیة حال، یجب الأخذ بنظر الاعتبار أن انتشار الفلسفة منذ القرن 3م ومابعده کانت له میزتان: الأولی أن هذه الفلسفة لم تکن مجرد فلسفة أفلاطونیة حدیثة، والثانیة أن المذهب الأفلاطوني الحدیث کان لفترة قصیرة أرسطیاً أکثر منه أفلاطونیاً.

کماکان الاتجاه الأساسي منذ القرن 2م لتعلیم الفلسفة هو شرح آثار أفلاطون و أرسطو، ذلک لأن الاعتقاد السائد آنذاک هو أن هذین الفیلسوفین و صلا إلی جمیع الحقائق، وسجلاها في آثارهما إلی الأبد. وفي مرحلة أخری أیضاً سعی شراح و مفسرو آثار أرسطو المنتمون إلی المدرسة «الأکادیمیة» الأفلاطونیة، وعلی رأسهم مثلاً سیمبلیکوس (القرن 6م) إلی إثبات وجود انجام و تآلف بین فلسفة أفلاطون و أرسطو.

وفي مرحلة أخری، کان شراح المؤلفات الفلسفیة و مختلقوها المنتمون إلی المدرسة الأفلاطونیة الحدیثة یستخدمون الآراء والمعتقدات الأرسطیة لإثبات اتجاهاتهم، رغم أنهم کانوا – کما أشرنا – أفلاطونیین أساساً، وهم کانوا یعمدون إلی ذلک حتی في المواضع التي کانت الآراء المیتافیزیقیة الأرسطیة الأصیلة تبدو متناقضة مع اتجاهاتهم التوحیدیة، الأمر الذي کان یجعل عملیة التلاؤم بین آراء أفلاطون و أرسطو صعبة. وبذلک فقد کانوا یکتبون مؤلفات ذات مضامین أفلاطونیة حدیثة. وینسبونها إلی أرسطو، و یسعون إلی تذلیل هذه الصعاب. و علی هذا، فقد کان أرسطو مایزال یعتبر «المعلم الأول»، وکانت المؤلفات الأفلاطونیة الحدیثة تکتسب طابعاً أرسطیاً. وقد نفذت مثل هذه المؤلفات إلی العلام الإسلامي أیضاً عن طریق الترجمة – إما مباشرة عن الیونانیة، أو بواسطة السریانیة – و کان کتاب أثولوجیا واحداً من إبرزها وأکثرها تأثیراً، وسوف نتطرق هنا باختصار إلی مسیرة هذا المؤلَّف عبر التاریخ و مصیره.

صدر النص العربي لکتاب أثولوجیا بالصورة التي هو علیها الآن للمرة الأولی في الشرق (دون ذکر مکان النشر) في 1296هـ/ 1879م. وقد نشر الباحث الألماني فریدریش دیتریتشي في 1882م نصه العربي المحقق علی أساس ثلاث مخطوطات، ثم نشر ترجمته الألمانیة في 1883م في لایبزک. کما تم نشر الطبعة الحجریة له في حاشیة القبسات لمیرداماد في طهران (1315هـ/ 1897م). وصدر آخر نص نقدي لأثولوجیا بتحقیق عبدالرحمان بدوي استناداً إلی 9 مخطوطات، مع مقدمة، تحت عنوان أفلوطین عند العرب في 1955م بالقاهرة (عن نقد هذا الکتاب، ظ: لویس، 399-395). و کان لویس قد أعد قبله النصر المنقح لأثولوجیا مع ترجمته الإنجلیزیة تحت عنوان «اختبار آخر لثیولوجیا وفق مصطلح أرسطو» في 1949م، وذلک کموضوع لرسالته في الدکتوراه. وقد نشر لویس فیما بعد الترجمة الإنجلیزیة لأثولوجیا وبقیة الآثار الأفلوطینیة العربیة في المجلد الثاني للنص الیوناني من «آثار أفلوطین»، وذلک بتحقیق پول هنري و هانز رودلف شفیتسر (باریس و بروکسل، 1959م). کما نشر جلال‌الدین آشتیاني في 1398هـ/ 1978م في طهران 4 مقالات (میمرات) من کتاب أثولوجیا مع «تعلیقات» القاضي سعید القمي.

ومن بین مخطوطات أثولوجیا المقبولة تم العثور حتی الآن علی 22 مخطوطة في المکتبات المختلفة (ظ: فنتون، 249). کما توجد مخطوطة أخری لأثولوجیا في مکتبة مرکز دائرة‌المعارف الإسلامیة الکبری (رقم 97083)، وهي تعود علی مایبدو إلی القنر 12 هـ. وهذه المخطوطة التي لم یراع فیها ترتیب «المیمرات»، تختلف في کثیر من المواضع اختلافات طفیفة مع النصوص المطبوعة.

ومن جهة أخری، اکتشف المستشرق الروسي بوریسوف في 1939م في المکتبة الحکومیة العامة «سالتیکوف شتشدرین» في لینینغراد، 3 مخطوطات قدیمة من أثولوجیا، بالخط العبري و کانت تشتمل علی نص أطول من طبعة دیتریتشي، و تتطابق مواضیعها مع نهص الترجمة اللاتینیة لهذا الأثر الذي کان قد نشر في أوروبا في القرن 16م. وقد نشر أبحاثه حول هذا النص الأطول في مقالة بعنوان «الأصل العربي [للأثر] الموسوم بثیولوجیا لأرطو» في نشرة «مذکرات لجنة المستشرقین» (ص 98-83). وقد آثار اکتشاف بوریسوف ضجة بین الباحثین لوجود إضافات فیه لاتلاحظ في روایته الأقصر المعروفة. وتوجد الآن نسخ من مکروفلم هذه المخطوطات في «مؤسسة مکروفلم المخطوطات العبریة في جامعة أورشلیم» (رقم 4055-40757)، وکذلک في مکتبة جامعة کمبردج (المکروفلم الشرقي، رقم 1386) (ظ: فنتون، 261، المذکرة 37).

 

أثولوجیا، وأفلوطین و فرفوریوس

کان الاعتقاد السائد في الشرق والغرب لعدة قرون هو أن أثولوجیا أثر یعود لأرسطو، رغم وجود بعض من کانوا یشککون أحیاناً في نسبته إلیه، ویعتبرون موضوعاته تمثل أفکار أفلاطون و معتقداته و مدرسته. کما کان هناک أشخاص توصلوا إلی هذه النتیجة وهي أن أرسطو تراجع علی مایبدو عن معتقداته و آرائه في المرحلة الأخیرة من حیاته، ونزع نزعة أفلاطونیة، ذلک لأنهم لم یکونوا یجدون مبرراً للشک في نسبتها إلی أرسطومن جهة، کماکانوا من جهة أخری یرون الاختلاف الواضح بین موضوعاته و بین النظرة العالمیة لأرسطو.

وقد بدأت الدراسة الجدیة والمتواصلة حول عدم صحة نسبة أثولوجیا إلی أرسطو في القرن 19م. وللمرة الأولی اعتبر الباحث الإنجلیزي تایلر هذا المؤلف «اختلافاً بالعربیة»، و أشار إلی أن موضوعاته هي «جمع غیر متقن» لمختارات من التاسوعات لأفلوطین (ظ: فنتون، 241-260).

وفي 1857م أکد الباحث الفرنسي مونک من خلال کثیر من الدراسات علی أن الموضوعات الأساسیة لأثولوجیا هي في الحقیقة اقتباس من مؤلفات أفلوطین. وبعد أن أشار إلی أن العرب کانوا یحیطون علماً بأهم معتقدات مدرسة الإسکندریة وآرائها، یضیف أن الأدب العربي حفظ لنا أثراً تاریخیاً بیّنت فیه فلسفة الإسکندریة و خاصة فلسفة أفلوطین بتفاصیل کثیرة، وقد نجد فیه أحیاناً فصولاً اقتبست نصوصها من التاسوعات. وهذا الأثر التاریخي هو ثیولوجیا المعروف و المنسوب إلی أرسطو والذي نُشر في بدایة القرن 16 م بترجمته اللاتینیة من الروایة العربیة (مونک، 248, 250). ولفت مونک الانتباه أیضاً إلی أن نص أثولوجیا العربي الذي کان قد عثر آنذاک علی مخطوطة منه في المکتبة الملکیة بباریس، یتألف من 10 کتب، في حین أن نص ترجمته اللاتنینیة یشتمل علی 14 کتاباً، ویتضمن موضوعات إضافیة لاتوجد في نصه العربي، و توجد بین هذین النصین اختلافات تستحق الملاحظة (ص 250). وقد آثارت إشارة مونک إلی مصادر أثولوجیا الأصلیة، اهتماماً جدیاً لدی الباحثین.

وبعد صدور نص أثولوجیا العربي من قبل دیتریتشي العالم الألماني المتخصص البارز في آثار أرسطو المختلقة، توصل روزیه خلال دراسته و نقده لنص دیتریتشي العربي إلی اکتشاف عجیب و هو أن کتاب أثولوجیا هو في الحقیقة ترجمة حرة لبعض أقسام التاسوعات لأفلوطین من 4-6. کما قدم في مقالته متسرعاً جدولاً للمقارنة بین فصول من أثولوجیا و بین أقسام من التاسوعات، و توصل من خلال إشارته إلی الاختلافات الموجودة بین الترجمة اللاتینیة والنص العربي لأثولوجیا، إلی أن الإضافات في ترجمته اللاتینیة هي من إضافات المترجمین المسیحیین في القنر 16 م علی النص الأصلي (ظ: بریسوف، 86؛ بدوي، 6-7).

ومنذ عهد روزیه فصاعداً لم تجر دراسة جدیدة تستحق الملاحظة حول کتاب أثولوجیا إلی أن اکتشف بریسوف في 1929م – کما أشرنا – نص الروایة الأخری الأطول لهذا الأثر. و في هذه الأثناء توفر بعض الباحثین علی الإجابة عن هذا السؤال، و هوک هل أن نص أثولوجیا العربي کان قد ترجم مباشرة عن النص الیوناني بواسطة ابن ناعمة الحمصي (تـ ح 220هـ/ 835م) إلی العربیة، أم أنها کانت ترجمة عن السریانیة/ و في البدء أکد الباحث الألماني باومشتارک في مقالة أن الترجمة العربیة تمت علی أساس نص سریاني لم یصلنا. و هو یعید طرح هذا الرأي نفسه في موضع آخر في مؤلفه الآخر. ویری بعده الباحث الألماني المعروف شیدر أنه کان لنص أثولوجیا العربي نموذج سریاني مفقود (ص 222).

ومن جهة أخری، ففي 1937م سعی پول هنري المتخصص المعروف في آثار أفلوطین إلی إثبات أن مواضیع أثولوجیا مأخوذه عن محاضرات أفلوطین الشفهیة التي کان تلمیذه أملیوس قد جمعها علی شکل تعلیقات في 100 مجلد، وقد فقدت جمیعها، و هو ما ذکره فرفوریوس في مؤلفه «عن حیاة أفلوطین» (القسم 3) (ظ: بدوي، 24-29). ویضیف هنري أن أثولوجیا في شکله الحالي لایعکش تعلیقات أملیوس، لدن یعقوب بن إسحاق الکندي – کما یلاحظ في عنوان بدایة الترجمة العربیة – قد «أصلحه»، فعدل و أضاف، ولوکان نص الکتاب قد بقي علی الصورة التي کان ابن ناعمة الحمصي قد ترجمه علیها لوصلنا نص تعلیقات أملیوس. ثم یستنتج هنري أن أثولوجیا ربما کان القسم الأول من تعلیقات أملیوس، أو قسماً منها، و أن هذا القسم کان یضم ربع تعلیقاته، أو خمسها (م.ن، 29).

ولکن شفیتسر الباحث المعروف الآخر في مجال الدراسات الأفلوطینیة یرفض الرأي الملفت للنظر لزمیله پول هنري، وقد تعاون معه في إعداد النشرة الجدیدة للتاسوعات، ولکنه یضیف أن من الممکن أن تعود بعض نقولات أفلوطین التي لاتلاحظ في نص التاسوعات، إلی تعلیقات أملیوس (ظ: پاولي، XXI(1)/ 510؛ أیضاً ظ: فنتون، 245). وإلی جانب هذه الآراء، یتوصل باحث آخر هو کوتش في 1953م بعد دراسة أثولوجیا علی أساس النص العربي لطبعة دیتریتشي إلی هذا النتیجة و هي أن بالإمکان اعتبار هذا النص لفرفوریوس، أي أنه شرح مختارات من آراء أرسطو المیتافیزیقیة (ص 279, 281).

وأخیراً ففي 1965م أعلن ریشارد فالتسر الباحث المعروف المتخصص في الفلسفة الإسلامیة و الیونانیة، خلال محاضرة له، أنه لایری أي دلیل معتبر یدل علی أن الترجمة الحرة لآثار أفلوطین التي قام بها مؤلف أثولوجیا، لاتستند إلی الترجمة الحرة التي قام بها فرفوریوس. ومن المحتمل أن یکون هذا أول عمل حتی ذلک العصر تم بهدف تعریف الطلاب علی هذا الأثر الفلسفي الذي کان مجهولاً بعد. ثم یعرب عن رفضه لرأي پول هنري حول کون تعالیم أفلوطین الشفهیة مصدراً لأثولوجیا، ولایراه مقبولاً (ص 297).

ورغم جمیع الدراسات السابقة حول أثولوجیا و أصله، إلا أن هذه القضیة لم تکن قد اتضحت کما ینبغي بعد مرور 100 سنة و نیف. فلاعجب إذن في أن یطرح فریق من الباحثین مرة أخری قضیة أثولوجیا، و یبذلوا الجهد للإجابة علی الکثیر من الأسئلة حولها. و کما سبقت الإشارة، فقد صدرت في 1986م بلندن مجموعة بعنوان «أرسطو المختلف في القرون الوسطی، وثیولوجیا و نصوص أخری». وخصص تسیمرمان في هذه المجموعة مقالة بالغة الأهمیة بعنون «مصادر ثیولوجیالاًرسطو» لدراسة کتاب أثولوجیا. و هو یقدم في هذه المقالة مراجعة شاملة و کاملة لجمیع الشواهد و البحوث السابقة، و یعرض آراء ومقترحات جدیدة علی أساس التحلیل المفصل والدقیق للنصوص. و تنطوي الصفحات الـ 25 الأولی من مقالته علی استدلالاته و استنتاجاته، ثم یضمن الشواهد الأصلیة في 22 «ملحقاً» تشمل الصفحات الـ 90 الأخری. وهو یطرح في البدء هذه الفرضیة و هي أن یعقوب بن إسحاق الکندي (تـ ح 259هـ/ 873م) کان قد وظف فریقاً لترجمة النصوص المعتبرة للفلسفة الیونانیة الکلاسیکیة – وأهمها المیتافیزیقا، أو ما بعد الطبیعة لأرسطو – و ذلک بهدف تأمین أسس للهیلینیة العربیة. و کان تسیمرمان یسمي هذا الفریق بـ «الحلقة الکندیة». وقد أعد أحد هؤلاء المترجمین و هو ابن ناعمة الحمصي المسیحي ترجمة حرة لأقسام من التاسوعات لأفلوطین من 4-6، و أضاف إلیها مقدمة، و وضح أن مسألة الله و العقل و النفس والطبیعة هي مکملة لدراسات أرسطو حول العلل في کتابه المیتافیزیقا، أو بعبارة أخری هي المبینة لإلهیات أرسطو بالشکل الذي طرح في ذلک الکتاب (ظ: ص 128).

ویسمي تسیمرمان مجموعة المرلفات التي کانت قد ترجمت إلی العربیة من الأقسام المختراة من آثار أفلوطین، مجموعة AP التي تضم من جملة ما تضم أثولوجیا بروایته الحالیة، أو شکله القصیر الحالي، ویسمي هذه الروایة بـ K؛ والروایة الأخری نص بدون عنوان منسوب إلی «الشیخ الیونانيم (أفلوطین)، وقد عرفت فقط عن طریق النقول المرویة منها، و هو یمیزها بعلامة GS (ص 128, 208, 209؛ ظ: بدوي، 184-198؛ أیضاً ظ: مقالات روزنتال في مجلة أورینتالیا، تحت عنوان «الشیخ الیوناني و المصدر العربي لأفلوطین»؛ وأخیراً «رسالة في العلم الإلهي» نسبت خطأ إلی الفارابي، ویسمیها تسیمرمان DS (ص 214؛ قا: بدوي، 167-183). ویثبت التطابق في بعض المواضع من K و GS وتماثل الأجزاء المشترکة فیهما، وجود أثر أکبر انشعب کلاهما منه. ولایتطابق DS مع K ولامع أي من النقول المعروفة عن GS، ولکنه یتطابق تماماً مع «الأفلوطینیات» الأخری، وذلک لیس علی «أصل» یوناني وحسب، بل کذلک من ناحیة الأسلوب المشترک في التعبیر العربیي والترجمة الحرة (تسیمرمان، 112-113). ولکن النتیجة التي یتوصل إلیها تسیمرمان من أن K (أثولوجیا بنصه الحالي) لیس ثیولوجیا الأصلي، ویجب إسقاط هذا العنوان الذي ورثه مع دیباجته من AP، منه. ولایمکن الان تحدید عنوانه الدقیق إلا بالحدس. وقد جاء في الدیباجة أن الموضوعات التالیة هي حول الإلهیات أولاً وآخراً، ولکن من الصعوبة العثور علی الإلهیات في K (مع استثنا واحد) و هو أن تلک الأقسام من AP التي تضم الذلهیات الخاصة بأفلوطین، توجد غالباً في GS و DS. وبذلک فإن K أقل استحقاقاً لعنوان ثیولوجیا من بین المجموعات الـ 3 المشتملة علی المقتطفات الأفلوطینیة (م.ن، 125-126).

ومن جهة أخری، یقول تسیمرمان: إن من الممکن الإذعان بأن مؤلف AP (ابن ناعمة) کان یعمل لصالح الکندي، حیث توجد في AP وجوه شبه ملفتة للنظر مع المؤلفات الیونانیة والعربیة الأخری المتعلقة بـ «الحلقة الکندیة» و کذلک مؤلفات الکندي نفسه. کما یمکن القبول بأن الکندي أهدی أثولوجیا إلی أحمد ابن الخلیفة العباسي المعتصم بالله (تـ 227هـ/ 842م)، لأنه کان یهدي بعضاً من مؤلفاته إلی المعتصم أحیاناً وإلی أحمد أحیاناً أخری. کما «أصلح» الکندي نص ترجمة ابن ناعمة، ولکن هذا الإصلاح لم یتم في K (النص الحالي لأثولوجیا)، بل تم في AP. وعلی أي حال، لایمکن تحدید مدی تغییر الکندي لمضمون ترجمة الحمصي. و یری تسیمرمان أن المکندي لم یکن له دور کبیر في ذلک (ص 117-118).

کما یرفض تسیمرمان بشکل قاطع هذه الفرضیة وهي أن AP ألفت علی أساس شرح فرفوریوس للتاسوعات، و یضیف أن هذه الفرضیة تنتهي إلی کثیر من الألغاز التي لایمکن حلها. ویستنتج أن AP في مجموعها لاتبدو شرحاً یعود لفرفوریوس، کما أن الإشارة الواردة في بدایة أثولوجیا إلی «تفسیر» [توضیح] فرفوریوس، لیست قرینة کافیة تدل علی أن أصل نص AP الیوناني هو من تألیف فرفوریوس، أو أنه کان یعد له (ص 131-134).

کما ینفي تسیمرمان وجود نموذج سریاني وسیط لأثولوجیا 114-115). وفي نهایة مقالته یسنتج من دراساته: دن ثیولوجیا کان مجموعة للقراءة - ولکنه لم یکن بالضرورة لعی شکل کتاب معین باسم أثولوجیا، دي نفي علم الربوبیة» - کان قد جمعها عضو من أعضاء «الحلقة الکندیة» في بدایة القرن 9م. کما کانت هذه المجموعة تشتمل، فضلاً عن AP، علی خأقسام (؟) من] «عناصر الإلهیات» لپروکلوس و بعض الرسائل المیتافیزیقیة للإسکندر الأفرودیسي. وکانت أصولها الیونانیة بالشکل الذي نتوفر علیه الان. کما لایوجد شاهد علی وجود نصر سریاني وسیط. وقد کانت AP تضم ترجمة حرة لأقسام أکثر مما تدل علیه الأجزاء الموجودة، من التاسوعات الـ 4-6 لأفلوطین.

وقد حفظ ابن ناعمة نفس النص الأصلي (الیوناني)، وأضاف إلیه فهرس موضوعات مفصلة. ویمکن اعتبار الأقسام المضافة و الدخیلة الأخری من ثیولوجیا، عملاً آخر من أعمال أعضاء حلقة الکندي. و من جهة أخری فإن رد فرضیة فرفوریوس باعتباره المؤلف الأصلي لهذه المجموعة یخلق فراغاً، وذلک لأنه من الممکن طرح هذا السؤال و هو: من هوالشخص، أو الشيء الذي کان قد خلق هذه الفکرة في أذهان أفراد حلقة الکندي لیختاروا پروکلوس و الإسکندر الأفرودیسي وأفلوطین کممثلین للإلهیات بعد أرسطو، ولکن لحل أکثر مسائل أثولوجیا الذي یختلف عن أصوله الیونانیة من الآثار، یجب البحث في عصرها و أوانها (م.ن، 134-135؛ عن نقد مقالة تسیمرمان، ظ: مقالة إ.ک. راسمون، «ثیولوجیا لأرسطو و النصوص الأرسطیة المختلفة الأخری في المیزان» في «مجلة الرابطة الشرقیة الأمیرکیة».

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: