الصفحة الرئیسیة / المقالات / إثیوبیا /

فهرس الموضوعات

إثیوبیا

إثیوبیا

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/8 ۲۰:۳۶:۲۸ تاریخ تألیف المقالة

إثیوبیا، جمهوریة إثیوبیان الدیمقراطیة الشعبیة، تقع في أفریقیا الشرقیة بین خط العرض الشمالي °18 و °3، و خط الطول الشرقي 48° و 33°، وتبلغ مساحتها 1,221,900 کم 2 (مایر، II/ 829؛ أیضاً ظ: «أفریقیا»، I/ 355).

یحدها من الشمال و الغرب السودان، و من الشرق و الجنوب الشرقي الصومال، و من الشمال الشرقي جیبوتي و البحر الأحمر، و من الجنوب کینیا («أطلس»، الخریطة 77). تشتمل إثیوبیا علی 4,800 کم من الحدود البریة، و 1,000 کم حدود مائیة (کتاب سبز، 1). عاصمتها أدیس أبابا (بمعنی الوردة الجدیدة) وقد شیدت في 1889م (شیفرز، 408). تقسم هذه البلاد من الناحیة الإداریة مع أخذ العاصمة بنظر الاعتبار إلی 24 منطقة إداریة و 5 مناطق تتمتع بحکم ذاتي («التقویم السنوي، 965). قدر عدد سکان إثیوبیا في 1987م بـ 46,184,000 نسمة. والعملة السائدة في هذا البلد هي بیر، حیث یعادل کل 100 بیر (في أیلول 1988) 31/ 48 دولاراً أمیرکیاً (ن.م، 968-969).

 

تسمیتها

إثیوبیا مشتقة من کلمة آئیتیوپیا اللاتینیة وقد دخلت اللغات الأوروبیة من الکلمة الیونانیة إثیوپیا. ویعني هذا الاسم أرض ذوي البشرة السوداء (شیفرز، 396، ها 2)، أو ذوي الوجوه المتفحمة (آمریکانا، IX/ 545؛ عابدین، 7). وسمیت في المصادر العربیة بالحبشة التي دخلت اللغات الأوروبیة بلفظة أبیسینیا أیضاً، وکانت في الأصل اسم قبیلة هاجرت من المناطق العربیة إلی القرن الأفریقي. وفي الحقیقة، فإن اسم الحبشة (ن.ع) الذي کان یطلق لفترة طویلة علی هذه البلاد، کان یضم منطقة أوسع من إثیوبیا الحالیة (قا: عارف، 20)، وقد نسخ هذا الاسم الیوم في إثیوبیا بشکل رسمي (شیفرز، ن.ص).

 

بیئتها الطبیعیة

البنیة التحتیة لتربة إثیوبیا هي حجر من نوع الکریستالین (مثل الغرانیت والدیوریت) وقد غطته الترسبات البحریة (الرمل الصخري والکلس و الجبس). ویدل وجود الزلازل و والبراکین والینابیع الحارة، لاسیما في شرقها وجنوبها علی أن هذه المنطقة ماتزال ناشطة من ناحیةالتکوینات الأرضیة، کما هو الحال بالنسبة إلی بحیرة سوآي الواقعة علی مسافة تبلغ حوالي 110 کم إلی الجنوب من أدیس أبابا، حیث تقع علی فوهة برکانیة قدیمة. وقد ثار جبل دوبي في 1861م، ودمر زلزال عام 1921م منطقة مصوّع (م.ن، 396-397).

ومن المعالم الطبیعیة المهمة في المنطقة وجود نظام ریفت في أفریقیا الشرقیة، حیث یقسم هضبة إثیوبیا من الوسط إلی قسمین غربي و شرقي (بریتانیکا، VI/ 998؛ قا: شیفرز، 398).

تقسم إثیوبیا من ناحیة الانخفاض والارتفاع إلی 3 أقسام رئیسیة یتمیز کل قسم منها بظروفه الإقلیمیة و غطائه النباتي و شبکة میاهه وأسلوب حیاة سکانه الخاص به. وهذه الأقسام هي:

ألف- المرتفعات الغربیة، تتراوح بین 2,400 و 3,700متر.

ب- المرتفعات الشرقیة، وهي کالمرتفعات الغربیة – سوی ودیان الأنهار و النقاط الد:ثر انخفاضاً – تشتمل إلی حد کبیر علی قشرة سطحیة من البارزالت، وقمم مرتفعةمنها إنکوأولو بارتفاع 4,311 متراً.

ج- وادي الریفتي والأراضي الغربیة المنخفضة (بریتانیکا، VI/ 998-999) ویبلغ عرضها بین 40-60کم، وقد غطت أرضیة هذا الوادي بحیرات عدیدة منها زواي و لانغانو وأبیاتاً و شالا و شامو («أفریقیا»، ن.ص).

 

مناخها

ورغم أن إثیوبیا تقع علی خطوط العرض الحارة، إلا أننا لایمکن أننعتبر مناخها استوائیاً بسبب وقوعها في منطقة واسعة من خطوط العرض الجغرافیة و تنوعها من ناحیة الانخفاض والارتفاع، فإنها تتمتع بظروف إقلیمیة متنوعة، ذلک لأن هذا الإقلیم معتدل في المرتفعات، وحار جاف في الأقسام القلیلي الارتفاع والمنخفضة (شیفرز، 400). تقسم إثیوبیا من حیث الظروف الإقلیمیة بشکل تقلیدي إلی 3 مناطق: منطقة دیغا، أو السهل المعتدل ومنطقة کولا، أو الأراضي المنخفضة الحارة ومنطقة متوسطة، أو فوینادیغا. وتشکل أقسام یتراوح ارتفاعها بین 1,700 و 2,400 متراً الحدود بین المناطق الثلاث. ویبلغ معدل درجة الحراة السنویة في منطقة دیغا حوالي 16°، فیما تبلغ في منطقة کولا 26° علی الأقل، وفي المنطقة المتوسطة حوالي 22 سنتیغراد («أفریقیا»، I/ 356؛ قا: شیفرز، 399).

تؤمن الریاح الاستوائیة الرطبة التي تهب من الجنوب و الغرب القسم الأکبر من الأمطار في إثیوبیا، وبذلک فإن الأمطار تهطل في جمیع أنحاء البلاد تقریباً من حزیران حتی آب («أفریقیا»، ن.ص). ویمتد الفصل الجاف في أغلب مناطق البلاد من تشرین الأول حتی شباط. ویتراوح المعدل السنوي لهطول الأمطار من حوالي 2,500 ملیمتر في غوریه الواقعة في الجنوب الغربي و حتی حوالي 50 ملیمتراً في أسب في الشمال الشرقي (بریتانیکا، VI/ 999). وتبلغ نسبة الأمطار السنویة في هرر 902 و في أدیس أبابا 1,255 و في غوندار 1,233 وفي أسمرة 492 ملیمتراً (شیفرز، 400، ها 1). ومع الأخذ بنظر الاعتبار التنوع المناخي، و تباین معدل الأمطار في إثیوبیا، فقد أدت الحوادث الإقلیمیة في السنوات الأخیرة إلی حدوث الجفاف وخاصة في المناطق المنخفضة («أفریقیا»، ن.ص).

 

شبکة المیاه

إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن المرتفعات الغربیة في إثیوبیا تعتبر المنطقة الغزیرة الأمطار في البلاد، فإن منطقة تجمع المیاه الغربیة تعد المنطقة المهمة للمیاه ویؤمن منها مایقر من نصف الحجم السنوي للمیاه. وأهم الأنهار في هذه المنطقة هي: النیل الأزرق (أباي) والذي یعتبر أیضاً أهم أنهار البلاد و أکبرها، وتکزه و بارو.

ویجري في منطقة المیاه الداخلیة نهرا عواش و أومو، کما تجري أنهاروبي و داوا و شبلة في منطقة المیاه الجنوبیة الشرقیة (بریتانیکا، ن.ص؛ قا: عارف، 27-35). تتمیز أحواض أنهار إثیوبیا عادة بانحدار شدید تشکل شلالات في بعض المناطق، وبذلک فإن معظم أنهار هذا البلد لایصلح للملاحة (شیقرز، ن.ص).

 

التربة و الغطاء النباتي و الأحیاء

تشکل ترسبات الأنهار الغنیة في الودیان النهریة، الأراضي الخصبة في إثیوبیا. و توفر الودیان الواسعة في النیل الأزرق و عواش و أومو معظم الإمکانیات للنشاط الزراعي (بریتانیکا، ن.ص).

ونتیجة لارتفاع الأراضي یطالعنا في إثیوبیا تنوع کبیر من ناحیة الغطاء النباتي و الأحیاء. وتشمل المنطقة الرئیسة للغطاء النباتي في هذا البلد المرتفعات الباردة والرطبة، والأراضي المنخفضة الحارة والجافة (ن.ص). ویتمیز الغطاء النباتي في المرتفعات بأنه مبعثر و متناثر، فیما یکون في الأراضي المنخفضة و کذلک الودیان متنوعاً وکثیفاً للغایة (أمریکانا، IX/ 543). وفي الحقیقة، فإن الغابات زالت إلی حد کبیر في مرتفعات الغابة وحلت محلها المراعي، أو الأراضي الزراعیة. ومع الأخذ بنظر الاعتبار حالة الأمطار، فإن الأراضي المنخفضة تتمیز بتنوع واسع من الغطاء النباتي للمنطقة الجافة: من المناطق الصحروایة المحدودة بمنطقة النباتات الشوکیة حتی الأراضي المعشوشبة التي تنبت فیها الأقاقیا («أفریقیا»، ن.ص). ونلاحظ أشجار الأکالبتوس الباسقة التي جُلبت من أسترالیا بکثرة حول الکنائس والمؤسسات الحکومیة والبیوت. والیوم تشکل الغابات حوالي 7% من مجموع مساحة إثیوبیا (بریتانیکا، ن.ص).

کما یطالعنا في إثیوبیا تنوع ووفرة في فصائل الحیوانات: اعتباراً من الثدییات الکبیرة کالزرافة و الجاموس و الماعز الجبلي و الحمار الوحشي وحتی أنواع القرود (BSE3, XXX/ 343؛ بریتانیکا، ن.ص). وأهم المناطق الغنیة بالإحیاء هوالوادي الأسفل لنهر أومو، ومنطقة غامیلا في إیلوبابور، والجنوب الغربي من البلاد. وتشاهد التماسیح في أغلب أنهار إثیوبیا و بحیراتها (ن.ص).

 

بعض جوانبها التاریخیة

تتمتع إثیوبیا بتاریخ قدیم للغایة و تعد إحدی أقدم المناطق التي عاش فیها الإنسان. وقد دخل کوشیو جنوبي أفریقیا في الألف الثاني ق.م عن طریق إثیوبیا في المناطق التي تعرف الیوم بکینیا و تنزانیا، وانقسموا في بدایة المسیحیة إلی مجموعتین: استمرت مجموعة منها في الحیاة القائمة علی جمع الطعام، والصید وأما المجموعة الأخری المتفوقة حضاریاً فقد سیطرت علی الارتفاعات و عملت في تربیة المواشي و الزراعة إلی حدما («أفریقیا الشرقیة»، 23).

ویبدو أن العنصر السامي التحق بهاتین المجموعتین في الألف الأول ق.م وامتزج معها (مایر، II/ 837؛ قا: دیورانت، 4(2)/ 9) وکان الأحباش أهمهم، حیث ترسخت أقدامهم في الأقسام الأخری أیضاً بعد السیطرة علی المناطق الساحلیة (شیفرز، 402). واستمرت هذه الهجرات حتی القرنین 3 و 4 م، ومن المحمل أن یکون الیهود أیضاً قد جاؤوا في هذه الفترة إلی أراضي إثیوبیا (مایر، ن.ص). وتوجد أیضاً أساطیر حول هذه الهجرات إلی درجة أن هیلا سلاسي ملک إثیوبیا السابق کان یعتبر نفسه من أعقاب منلیک الأول ابن ملکة سبد و سلیمان النبي (ع)، وقد أشار إلی ذلک أیضاً في «دستور» إثیوبیا لعام 1955م (شیفرز، 408).

وفي نهایة الألف الأول ق.م. وبسبب الترکیب الجنسي الحامي و السامي ظهرت في إثیوبیا حضارة یمکن اعتبارها بصورة خاصة الحضارة الإثیوبیة. وتلاحظ آثار هذه الحضارة في بقایا مدینة أکسوم والمدن المحیطة بها. ولاتعتبر مملکة أکسوم أول حضارة إثیوبیة کبیرة قبل المیلاد فحسب، وإنما تعد أیضاً حضارة ترکت آثارها بشکل تقلیدي في الکثیر من مناحي أسالیب حیاة سکان هذه المنطقة في العصور التالیة وحتی الیوم. ومما یؤید ذلک أسلوب الحیاة الریفیة،وأسالیب الزراعة و ما إلی ذلک في هذا البلد (دیک رید، 73). ظهرت مملکة أکسوم في شمال إثیوبیا، وبلغت ذروة ازدهارها في القرنین 3 و 4 م (ظ: BSE3, XXX/ 344).

اعتنق عزانا ملک أکسوم، المسیحیة في 324م (دیک رید، ن.ص؛ قا: إنده، 427)، حیث إن النقود المسکوکة التي تم العثور علیها في إثیوبیا والتي تعود إلی حوالي 340م کانت تحمل علامة الصلیب (شیفرز، 402). لقد کان اعتناق المسیحیة في هذه الأرض یحظی بأهمیة فائقة وبخاصة من ناحیة معادلات القوی واتساع إمبراطوریة أکسوم («تاریخ الإسلام لکمبردج»، I(A)/ 11-12). وفي هذه الفترة أقیم تعلاقات صداقة بین بیزنطة وإثیوبیا المسیحیة (قا: وات، 4)، ولکن إمبراطوریة أکسوم – کقوة کبری في منطقة البحر الأحمر – آلت مع ظهور الإسلام إلی الضعف (دیک رید، ن.ص). وبالإضافة إلی ذلک، فقد ضعفت دولة أکسم عند دخول المسلمین في القرن 7م، إثیوبیا بسبب اقتدار الإیرانیین في البحر الأحمر (EI2, III/ 3). ورغم أن إثیوبیا کانت تُعتبر علی مایبدو في إحدی الفترات وخصوصاً قبل هجرة النبي (ص) ملجأ لبعض المسلمین («تاریخ الإسلام لکمبردج»، II(A)/ 382).

انتشر الإسلام في البدء بین عشائر ساحل البحر الأحمر، ثم امتد بعد ذلک إلی جهة الشمال والمرتفعات الشرقیة. أما انتشار الاسلام فلم یواکبه تعرّب سکان إثیوبیا، بل بقیت تنظیماتهم الاجتماعیة علی ما کانت عیه (EI2, III/ 6)، رغم أن آثار المسیحیة قد زالت منذ هذه الفترة ومابعدها في سواحل البحر الأحمر، وسیطر المسلمون علی طرق المواصلات في أکسوم (دیک رید، ن.ص)، و بذلک اتجه مسیحیو إثیوبیا إلی المرتفعات، وانعزلوا إلی حدما عن بقیة العالم. واستمر هذا الوضع حتی أوائل القرن 10 هـ/ 16م حیث أقیمت علاقات جدیدة مع أوروبا (ن.ص).

وقد تمت الخطوة الدولی باتجاه إقامة حکومة إثیوبیا الجدیدة علی ید ثیودروس الثاني (1855-1868م). وتولی الحکم بعده منلیک الثاني (1889-1913م) بدعم من الإیطالیین، إلا أنه تمرد في السنوات التالیة علی حمایة إیطالیا، و حقق الاستقلال لإثیوبیا في معرکة عدوة في 1896م (مایر، ن.ص؛ قا: نهرو، 2/ 1077، 1134). وقد سیطر علی هرر في الجنوب الشرقي، ووسع سلطته في الجنوب و الغرب. وأسس بین سنتي 1887 و 1891م العاصمة الجدیدة أدیس أبابا و التي نمت فیما بعد بسرعة کبیرة (مایرف ن.ص). وتولی من بعده هیلاسلاسي في 1916م الحکم بالنیابة، ثم أصبح ملکاً في 1928م، وفي 1930م أعلن نفسه إمبراطوراً («التقویم السنوي»، 964). وفي فترة حکمه احتل الإیطالیون إثیوبیا في 1936-1941م، فأجبر علی مغادرة البلاد، وفي 1941م عاد مرة أخری إلیها (ن.ص؛مایر، ن.ص).

وبعد الحرب العلامیة الثانیة تصاعدت الاشتباکات بین الفئات العرقیة و الاجتماعیة المختلفة، و بین نظام إثیوبیا الملکي؛ و مارس أهالي أوغادن في جنوب الشرقي و إریتریا في الشمال الضغط علی هذا النظام. وفي 1962م تأسست حرکة إریتریا الوطنیة التحرریة، ورحاربت بشکل مباشر الحکومة المرکزیة. وبالإضافة إلی ذلک، فإن التحولات الجاریة أدت إلی ظهور فئات اجتماعیة جدیدة و منها فئة المثقفین الإثیوبیین التي بادرت لمعارضة النظام الملکي بسبب مستوی الحیاة المتدني في البلاد. و من جهة أخری، فإن المسلمین أیضاً کانوا یعیشون حالة السخط بسبب عدم قبول‌الدین الإسلامي بشکل رسمي في البلاد، وإبعاد المسلمین عن المناصب المهمة («دائرة‌المعارف کولیر»، IX/ 349؛ إنده، 431-432). وبلغ سخط الشعب ذروته نتیجة لتفاقم التضخم والبطالة من جهة، والجفاف الذي حدث بین سنتي 1972 و 1974 م من جهة أخری. و في 1974م تمردت و حدات من الجیش وسیطرت علی زمان الأمور في البلاد دون مقاومة جدیة، وبذلک خلع هیلاسلاسي من منصبه في 12 أیلول 1974، و توفي في 27 آب من السنة التالیة في منزله («دائرة‌المعارف کولیر»، ن.ص).

وفي الحقیقة، فإن ثورة 1974م تم التخطیط لها والقیام بها من قبل لجنة تنسیق القوات المسلحة التي کانت تدعی درغو (الظل)، وقد شکلت درغو بعد الانتصار حکومة عسکریة موقته برئاسة الجنرال أندوم. وفي تشرین الثاني من نفس السنة عزل أندوم وأعدم رمیاً بالرصاص بعد نشوب اختلافات في القیادة العسکریة و تولی الحکم مجلس إداري عسکري موقت برئاسة الجنرال بنتي. و في کانون الأول 1974عرفت أثیوبیا باعتبارها بلداً اشتراکیاً، و نفذ أول برنامج وطني فیها في السنة التالیة. و طبقاً لهذا البرنامج تم تأمیم شرکات التأمین والمصارف و المؤسسات المالیة و المنشآت الصناعیة الکبیرة والأراضي في القری و المدن و المدارس، و تأسست في المقابل الجمعیات التعاونیة الریفیة، والمجالس العمالیة. و في شباط 1977 أُعدم الجنرال بنتي و أعوانه المقربین علی ید العقید منغیستو هایله ماریام، وأعلن منغیستو نفسه رئیساً للحکومة وقائداً للمجلس الإداري العسکري الموقت («التقومی السنوي»، ن.ص).

وقد قتل طیلة سنتي 1977 و 1978م الآلاف من معارضي الحکم، أو أودعوا السجن. وحتی تموز 1977 کان درغو یستفید من تعاون میسون (الحرکة المارکسیة الاشتراکیة الإثیوبیة)، ولکنه أسس في هذه الفترة حزبه الخاص باسم أبیوت سِدد (الشعلة الثوریة). و علی أیة حالف فقد زالت جمیع الفئات السیاسیة مع تأسیس «حزب الکادحین الإثیوبیین» في أواخر 1979م (ن.ص؛ سرغئي یوف، 18). وعملت القیادة العسکریة للحزب منذ 1981م علی تأسیس ودعم التعاونیات الریفیة، والمنظمات الجماهیریة للشباب و النساء و القرویین و العمال. وفي 1984م و تزامناً مع احتفالات الذکری العاشرة للثورة، أحلت القیادة «حزب العمال الإثیوبي» محل حزب الکادحین. وفي 1986م و عند انتقال السلطة إلی حکومة غیرعسکریة، تم إعداد الدستور الجدید، وأیده 81% من الناخبین في البلاد – حسب المعلومات الرسمیة – من خلال استفتاء عام في 1987م. وفي أیلول 1987تم إلغاء المجلس العسکري الموقت، وأعلنت «الجمهوریة الدیمقراطیة الشعبیة الإثیوبیة» وانتخب منغیستو رئیساً للجمهوریة (ن.ص؛ تکله، 80) و بقي في منصب رئاسة الجمهوریة حتی 1991م (کاتلر، 35).

ولم تتحقق تطلعات الحرکتین المهمتین في إریتریا بعد 1974م – حرکة مسلمي إریتریا التحرریة والجبهة التحرریة المارکسیة لشعب إریتریا – واللتین کانا تحاربان من أجل الاستقلال، وقد أدی ذلک إلی حدوث اشتباکات عنیفة بین الحکومة وشعب إریتریا مازالت قائمة حتی الیوم (شواب، 15 و مابعدها).

کانت إثیوبیا منذ صدر الإسلام و حتی الآن علی علاقة مستمرة بالالم الإسلامي و تعد الیوم محافظتا هرر و کفا مرکزین ثقافیین للمسلمین في إثیوبیا (ظ: EI2؛ بریتانیکا، VI/ 1001).وفي فترة حکم سلاسي کانت حیاة المسلمین علی هامش القضایا الجاریة في البلاد بطرق مختلفة (إنده، 427). وبعد تطورات عام 1974م، والإعلان عن المساواة بین الأدیان، کان المسلمون یتمتعون علی مایبدو بإمکانیات اجتماعیة أکثر نسبیاً، رغم أن حوالي 80% من الهاربین البالغ عددهم 3,000,000 کانوا من المسلمین. ولکن ممارسات الحکومة المعادیة للدین في مجال إعادة البناء الثقافي في البلاد و خصوصاً مقتل الابن الصغیر لإمام المسجد الجامع في أدیس أبابا في 1978م، کل ذلک عرض المسلمین للضغوط مرة أخری (م.ن، 437). وعلی هذا الأساس، فإن عدد مسلمي إثیوبیا قبل و بعد 1974م مایزال غیرمعلوم علی وجه الدقة.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: