الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / أبو الهذیل العلاف /

فهرس الموضوعات

أبو الهذیل العلاف

أبو الهذیل العلاف

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/17 ۲۰:۳۵:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالهُذَیلِ العَلّاف، محمد بن الهذیل بن عبدالله (عبیدالله) بن مکحول العبدي (ح 130- ح 230هـ/ 748-845م)، متکلم شهیر و من الزعماء الأوائل للمعتزلة.

ذکرت المصادر تواریخ مختلفة لولادته و هي 122 (الخطیب، 3/369) و 131 و 134 (المسعودي، مروج...،4/21؛ ابن المرتضی، 151) و 135هـ (ابن الندیم، 204؛ الخطیب، 3/370). أمضی أبوالهذیل الشطر الأکبر من عمره في البصرة. ولأن أرته کانت من موالي بني عبدالقیس (ابن الندیم، 203) - ولذلک کان یلقب بالعبدي - فإن بالإمکان أن نحتمل أنه من الأسر الإیرانیة الأصل (ظ: الملطي، 43). وقد ذکر أنه اشتهر بالعلّاف، لأنه کان یسکن في حارة بائعي العلف في البصرة (القاضي عبدالجبار، «فضل ...»، 254).

لاتقدم لنا المصادر سوی معلومات قلیلة عن حیاة أبي الهذیل. ولم یدرک هو أبداً واصل بن عطاء (تـ 131هـ/ 749م)، وعمرو بن عبید (تـ 144هـ/ 761م) (ظ: ابن الندیم، 204). ولایصادفنا من بین أساتذته سوی عثمان بن أبي عثمان خالد الطویل، وبشر بن سعید، وأبي عثمان الزعفراني، وقد کانوا جمیعاً من تلامذة واصل بن عطاء (أبوالقاسم البلخي، 67؛ الملطي، ن.ص؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 164، 237، 251؛ ابن الندیم، 202). وإذا ماصحت هذه الروایة أن أبا الهذیل ذهب إلی زوجة واصل بن عطاء وأخذ منها کیسین من مؤلفات واصل، فإن بالإمکان أن نرجح أنه تلقی تعالیم واصل من خلال کتبه. وقد کانت زعامة المعتزلة في البصرة علی عاتق ضرار بن عمرو (تـ 190هـ/806م) قبل أبي الهذیل، ولکن قیل إن أفکاره تغیرت، وأعرض عن المعتزلة (الملطي، ن.ص).

إن تمتع أبي الهذیل بالعمر الطویل وثباته في مجال التعلیم أدیا إلی أن یتخرج تلامذة کثیرون من درسه (القاضي عبدالجبار، ن.م، 164، 261). ویمکننا أن نذکر من بینهم أبا یعقوب الشحام الذي کان أسنتاذ أبي علي الجبائي، وعلي الأسواري، وابن أخته إبراهیم بن سیار النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، وقاسم الدمشقي، وأبا سعید الأسدي الباسناني، وعیسی بن هیثم الصوفي، وأبا عثمان الآدمي، وأحمد بن أبي دؤاد، ویحیی بن بشر الإرجائي، والمبرد، بل و حتی الخلیفة العباسي المأمون (الدینوري، 401؛ أبوالقاسم البلخي، 73، 74؛ الملطي،43-44؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 164، 254، 258، 261، 284، 285، 286؛ البغدادي، الفرق...، 91). وبالطبع فإن تلامذته لم یبقوا جمیعاً أوفیاء لمذهبه؛ وعلی سبیل المثال، فإن النظام و هشاماً هبا لمعارضته، وکتبا ردوداً علی آرائه (الملطي، ن.ص؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 264؛ ابن الندیم، 214).

أشید بغزارة معلومات أبي الهذیل و مهارته في الجدل بتعابیر مختلفة. فقد قال الملطي: إن أبا الهذیل لم یکن له نظیر في الجدل، وکان المأمون والمعتصم والواثق یقدمونه في النقاش و المناظرة، ویجلّونه، ولم یکن أي منافس و معارض یستطیع الثبات أمامه (ص 44). ویعده أبوالحسین عبدالرحیم الخیاط وحید دهره في البیان و الکلام (ص 67). ویعتبره أبوالقاسم البلخي من أئمة المعتزلة بعد واصل بن عطاء و عمرو بن عبید (ص 69). وعده أبوعلي الجبائي مؤسس علم الکلام، وقال: إنه لایوجد في العلام شخص أکبر من أبي الهذیل بعد الصحابة سوی واصل و عمرو (القاضي عبدالجبار، ن.م، 258؛ ابن المرتضی، 173). ویشید الجاحظ (البخلاء، 95، 193-194) ببساطته وعفویته و سماحة وجهه، رغم أنه ذکره في جملة البلخلاء.وقد أنشد الخلیفه العباسي المأمون بیتاً في وصف أبي الهذیل، وأثنی علی تمکنه من الکلام (القاضي عبدالجبار، ن.ص). ولکن ابن قتیبة الذي یعتبر من المعارضین الألداء للمعتزلة، یحمل علیه بشدة وینعته بالکذب والاختلاق، وذلک خلال نقله حکایات الجاحظ عنه (ص 53-54).

وماقیل عنه إن 3,000 شخص أسلموا علی یده (القاضي عبدالجبار، «فضل»، 55)، والذي یبدو مبالغاً فیه، فإنه یدل علی مقدرته في البیان و الکلام. وبالإضافة إلی أقوال أبي الهذیل الکلامیة و التي یبدو فیها تأثیر الفلسفة الیونانیة واضحاً بشکل ضمني، فإن بعض المصادر یصرح بأنه کان قدحصل علی الآثار الفلسفیة، وکان له اطلاع ملفت للنظر علی من باحثها:فقد قیلة إن النظام عندما ناظر هشام بن الحکم في الکوفة وتعرف علی المؤلفات الفلسفیة، ثم جاء إلی البصرة، ظن أنه قدجاء بعلوم لاعلم لأحد بها، فذهب إلی أبي الهذیل و هو یحمل هذا الظن، ولکن الأخیر کان علیماً بهذه المسائل إلی الحد الذي بدا فیه و کأنه لم یشتغل حتی ذلک الوقت إلا بالفلسفة (ن.م، 254).

وقد جعله القاضي عبدالجبار في تصنیفه للمتکلمین المعتزلة في الطبقة السادسة (ن.ص). إلا أن هذا التصنف لایبدو واقعیاً کثیراً، ذلک لأن القاضي عبدالجبار والبعض الآخر من المعتزلة سعوا من أجل أن یرتفعوا بسابقة هذه الفرقة الکلامیة الحدیثة الظهور إلی أئمة الدین الذین کانو یعیشون قبل واصل، حیث صنف واصل بن عطاء في الطبقة الرابعة (ن.م، 214-234). کما سعوا من أجل أن یرتفعوا بسلسلة المعتزلة، منه إلی الإمام علي (ع) والنبي (ص) من خلال الختلاق سند منقول عن أبي الهذیل (ابن الندیم، 202؛ القاضي عبدالجبار، المغني، 20(2)/136-137؛ ابن أبي الحدید، 6/371؛ ابن المرتضی، 125-126).

کان لأبي الهذیل مناظرات کثیرة مع علماء الأدیان و الفرق الأخری وکذلک مع نظرائه المعتزلة، وبالإضافة إلی أن هذه المناظرات تعکس آراءه الکلامیة، فإنها تدل علی سعة معلوماته في العلوم المتداولة في ذلک العصر، واطلاعه علی الأدب والحکمة العربیة وإلایرانیة مثل جاویدان خرد (ظ: أبوحیان، البصائر ...،3(1)/178؛ الحصري، 91)، وکذلک دقته في الملاحظة وبلاغته، فقد کان أحیاناً یستشهد في المناظرة الواحدة بمئات الأبیات (القاضي عبدالجبار، «فضل»، 257). وقد حاور أبوالهذیل في البصرة صالح بن عبدالقدوس (مقـ 160هـ/ 777م) الأدیب والشاعر العربي حول اعتقاد صالح بمبدأَي النور و الظلمة، ومرة أخری حول الشک (ابن الندیم، 204؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 258). وکان ضرار بن عمرو من بین معارضي أبي الهذیل الآخرین و قد سجلت مناظرتهما في البصرة حول رؤیة الله (الملاحمي، 474-475). واستناداً إلی إحدی الروایات فقد أمر المهدي العباسي (حکـ 158-169هـ/ 775-785م) بأن یحمل أبوالهذیل من الصرة إلی بغداد، فاجتمع الناس کي ینقذوه من قبضة مأموري المهدي، إلا أنه منعهم من ذلک. وفي طریقه إلی بغداد صادف رجلاً کان یحمل تساؤلات حول القرآن، وأجاب علی إشکالاته (القاضي عبدالجبار، ن.م، 254-255، قا: المغني، 16/387). ومن المحتمل أن یکون قد قناظر خلال هذه الرحلة النعمان بن المنذر المانوي الذي قُتل في عهد المهدي العباسي و بأمره، حول الحرکة والسکون (الشریف المرتضی، أمالي، 1/181- 182؛ الجاحظ، «حجج النبوة»، 145).

کما نجد أبا الهذیل مرة أخری في بغداد و هو یتناقش حول الحب في حضور یحیی بن خالد البرمکي وزیر هارون الرشید (حکـ 170-193هـ/ 786-809م) في جلسة ضمت أکثر من عشرة من المتکلمین و منهم علي ابن إسماعیل بن میثم، وهشام بن الحکم (المسعودي، مروج، 3/370- 372). ولم تکن له علاقات حسنة مع العباس بن الأحنف (تـ 192هـ/ 808م)، الشاعر الغزلي، فقد کان یلعنه لأنه کان ینسب في أشعاره کل شيء إلی القدر (أبوالفرج، 8/16؛ العباس بن الأحنف، 141). والتقی أبوالهذیل قبل 199 هـ خلال أحد أسفاره إلی مکة،هشام بن الحکم (ربما تـ 199هـ) المتکلم الإمامي في اجتماع حضره أهل مکة، وتناظر معه (الخیاط، 142؛ الشهرستاني، الملل ...، 1/164)، وقد أدت هذه المناظرات إلی أن یکتب أبوالهذیل رداً علی آراء هشام (ابن الندیم، ن.ص). وقد سجلت لهما مناظرة حول الحرکة، وأخری حول الله (المسعودي، ن.م، 4/21، 22؛ القاضي عبدالجبار، «فضل»، 140). کما کان لأبي الهذیل مناظرات أیضاً مع أبي بکر الأصم (تـ 200هـ) (في البصرة الملطي، 43).

ولم تتحدث المصادر عن العلاقة المبارة لأبي الهذیل مع الخلفاء الذین سبقوا المأمون، وفي 203هـ و عندما کان المأمون عائداً من مرو إلی بغداد، دعا أبا الهذیل إلی مجلسه (المسعودي، ن.م، 4/227؛ الخطیب، 3/370). وهناک روایة في هذا المجال تقول: إنه قال للمأمون: إنني ماجئت إلیک لأخذ الذهب والفضة وإنما لتصحیح معتقداتک (القاضي عبدالجبار، ن.م، 227). وعلی أیة حال، یبدو أنه کان یستلم من المأمون 60,000 درهم سنویاً في هذه الفترة، ویقسمها بین أصحابه (ن.م، 255). وفي هذه الفترة کانت له مناظرات مع تلمیذه ثمامة بن الأشرس الذي کان یبالغ في احترام أبي الهذیل وذلک في بلاط المأمون (ن.م، 257، 261). کما کانت له أیضاً مناظرات حول الإمامة (الشریف المرتضی، الفصول ...، 5، 6، 52)، مع علي بن إسماعیل بن میثم، المتکلم الإمامي (ابن الندیم، 223؛ الشیخ الطوسي، الفهرست، 87)، الذي کان قد جاء إلی البصرة، وکان یناظر علماء المعتزلة في ذلک العصر (EI2, S, 393).

ونری أبا الهذیل بعد 204 هـ في بغدد و هو یناظر في حضور المأمون والنظام (القاضي عبدالجبار، ن.م، 262؛ ابن الندیم، 229؛ الناصر لدین الله، 97-98)، حفص الفرد (EI2, III/63) الذي کان من تکلمي البصرة، وکان قد توجه إلی البصرة قبل 182هـ إثر سماعه بشهرة أبي الهذیل، وحضر حلقة درسه، وعاد إلی مصر بسبب إعراض أبي الهذیل عن آراء ضرا ربن عمرو (ظ: إیرانیکا، I/318). وعلی إثر هذه المناظرات کتبا ردوداً علی بعضهما البعض حول «الجبر» (ابن الندیم، 204، 230). وتدل مناظرته مع المتنبئین علی مخالفته الشدیدة للتبؤ علی أساس التنجیم (القاضي عبدالجبار، تثبیت...، 2/538-539، «فضل»، 259).

کماکان لأبي الهذیل محاورات أیضاً حول «الاستطاعة» مع المعذّل ابن غیلان العبدي الذي کان من وجهاء عبدالقیس و من شعراء و أدباء عصره (الشریف المرتضی، أمالي، 1/179-180). وقد کان یعارض بشدة بشر بن المعتمر (تـ 210هـ/ 825م) مؤسس فرقة معتزلة بغداد. وهناک روایة تشیر إلی أن بشراً أدلیب حدیث حول أبي الهذیل یدل علی حدوث جدل کبیر بینهما (ابن الندیم، 205؛ الشریف المرتضی، ن.م، 1/186)، وعلی إثر هذه المجادلات ألف بشر کتاباً ردّ فیه علی أبي الهذیل (ابن الندیم، ن.ص).

وقد کانت لأبي الهذیل مناظرات قبل سنة 218هـ/ 833م مع أبي شَمِر، المتکلم المرجئ، في حضور المأمون (القاضي عبدالجبار،ن.م، 256-257)، وألف کتاباً في الرد علیه (ابن الندیم، 204). کما ناقش أیضاً خلیفة أبي شمر، کلثوم بن حبیب بن أنیف (الجاحظ، البرصان...، 246). کما کانت له أیضاً مناقشات مع بشر المریسي، أحد المتکلمین المرجئة، وکان یتبع طریقة ضرا بن عمرو، ویمارس تأثیره علی المأمون، فکان من الطبیعي أن یؤدي دخول أبي الهذیل بلاط المأمون إلی منازعات کلامیة بینهما (أبوحیان، البصائر، 2(2)/571؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 259-260؛ إیرانیکا، I/319).

وفي حدود سنة 210 هـ ذهب أبوالهذیل إلی فَم الصِّلح - مدینة بالقرب من واسط - لحضور حفلة زواج المأمون من إبنة الحسن بن سهل الوزیر (EI2, III/243)، حیث ناظر في حضور الوزیر شاباً کان یتنبأ علی أساس التنجیم (الشریف المرتضی، ن.م، 1/181). وفي هذه الفترة کان یحضر الاجتماعات التي کان یقیمها أبوموسی المردار (تـ 226هـ/841م) ویستمع إلی قصصه حول المعتزلة الأوائل (الخیاط، 67؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 277).

کان لأبي الهذیل مناظرات أیضاً مع النظام الذي کان هو نفسه متکلماً کبیراً و صاحب مذهب. ویدل تألیف 6 ردود علی آراء النظام (ابن الندیم، ن.ص) إلی اختلاف آرائهما والمناقشات المختلفة بینهما (قا: الملطي، 44؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 254). وعلی أیة حال، وخلافاً لبعض الروایات غیر الموثوق بها و التي تدل علی منازعات عنیفة وسلوک غیر مناسب بینهما، وتنتهي بتکفیر أبي الهذیل للنظام (ابن عبدربه، 2/412-413؛ البغدادي، الفرق، 80؛ الإسفراییني، 44)، فإن علینا القول إن الاختلاف في الآراء بینهما لم یکن في المستوی الذي یؤدي إلی مثل هذه المنازعات، حتی قیل إنهما کانا یتعاونان فیما بینهما في الجدال مع المنافسین (القاضي عبدالجبار، ن.م، 262؛ قا: الجاحظ، الحیوان، 3/60؛ ابن الندیم، 206؛ أبوحیان، الإمتاع...، 2/90).

ویعد بُرغوت من المتکلمین الجبریین الآخرین الذین کانوا یناظرون أبا الهذیل (القاضي عبدالجبار، ن.م، 257). کماکان لأبي الهذیل مناظرات کثیرة مع الزرادشتیین و الثنویین، وقد دون هذه المحاورات في کتابه المسائل (ن.م، 254؛ الشریف المرتضی، ن.ص). وقد ناظرزاذان بخت الثنوي في مجلس المأمون (ابن المرتضی، 166). وکان میلاس من الزرادشتیین الآخرین، وقد واجه أبا الهذیل مع عدد من أبناء دینه، فأجابهم أبوالهذیل، مما أدی إلی أن یؤمن بالإسلام، وقد ألف أبوالهذیل في هذا المجال کتاباً بعنوان میلاس (ابن الندیم، 204). وقد نقل الحمصي (1/144) والملاحمي (ص 595-596) قسماً منهذه المناظرة.

وقد نقل أبوالقاسم النیسابوري في عقلاء المجانین (ص 149-150) حکایة تدل علی مناظرة جرت في عهد الواثق العباسي (حکـ 227-232هـ) في طریق البصرة وسامراء في دیرهرقل (یاقوت، 2/706-707) بین أبي الهذیل وعاقل شیعي متظاهر بالجنون حول خلافة النبي (ص)، فأحجم أبوالهذیل عن جوابه، فأخبر الواثق بذلک، فما کان من الأخیر إلا أن دعاه إلی مجلسه کي یناظر الحاضرین، إلا أن الجمیع عجزوا عن إجابته. ولم نجد مثل هذه المناظرة في المصادر التي سبقت النیسابوري، رغم أننا نری هذه المناظرة في المصادر اللاحقة بأشکال مختلفة، وتنوع یثیر الدهشة، فنراها في الاحتجاج للطبرسي (2/382-385) علی شکل مناظرة مفصلة و منظمة بنی أبي الهذیل و شیعي یتظاهر بالجنون في مجلس المأمون؛ وفي حیاة الحیوان للدمیري (1/169-170) نجدها علی هذه الشاکلة، وهي: إنهما قد تناظرا أولاً في الدیر حول الرؤیا، ثم في بغداد في مجلس المأمون حول الإمامة. کما سجلت أیضاً مناظرة أبي الهذیل مع یهودي (القاضي عبدالجبار، «فضل»، 263). ورغم أن أبا الهذیل کانت له مجادلات کلامیة مع غیلان الدمشقي في کتاب الرد علی اغیلانیة، إلا أنه یبدو من القسم الذي وصلنا من کتابه الآخر مقتل غیلان (القاضي عبدالجبار، ن.م، 233)، أنه کان یعتبر غیلان ذا مکانة سامیة، وبعده شهیداً.

أصیب أبوالهذیل بالعمی في السنین الأخیرة من عمره، وقل عقله (ابن الندیم، ن.ص؛ الشریف الرمتضی، أمالي، 1/178)، وتوفي أخیراً في سامراء. وقد کبّر القاضي أحمد بن أبي دؤاد علی جثمانه خمساً حسب سنة الشیعة بسبب میول أبي الهذیل إلی بني هاشم، وتفضیله علیاً (ع) علی عثمان (ابن الندیم، ن.ص؛ القاضي عبدالجبار، ن.م، 263؛ ابن المرتضی، 151)، فجلس الواثق في مجلس تعزیته (ن.ص). وقد ذکرت عدة تواریخ لوفاته و هي: 226 (الخطیب، 3/369) و 227 (المسعودي، مروج، 4/21) و 235هـ (ابن الندیم، الشریف المرتضی، ن.صص).

 

آثاره

کان أبوالهذیل کاتباً غزیراً، وقد قال الملطي: وضع من الکتب 1,200 کتاب یرد فیها علی المخالفین و ینقض کتبهم، إلا کتاب الحجة فإنه وضعه في الأصول (ص 43). وذکر ابن الندیم (ن.ص فهرساً یحوي 51 عنواناً من کتبه، یدل علی تنوع مواضیعها، وکثرة مجادلاته مع علماء الأدیان الأخری و المتکلمین المعتزلة وغیرهم. ویبدو أن أبا الهذیل هو أول من ألف کتاباً حول الأصول الخمسة للمعتزلة. واستناداً إلی قول النسفي في بحر الکلام، فقد ألف أبوالهذیل کتابین حول مذهب الاعتزال، ووضع جمیع مسائل هذا المذهب، وأسماه الأصول الخمسة، وقد کانوا في ذلک العصر ینسبون کل شخص قرأ هذا الکتاب وقبَله إلی الاعتزال (عثمان، 26؛ النشار، 1/485-486).

لم یصلنا من مؤلفات أبي الهذیل شيء سوی أجزاء صغیرة نقلت في بعض المصادر، حتی إن الذهبي (11/174) یقول: إن أیاً من کتاباته لم یتم العثور علیها في هذا العصر. وأما آثاره المعروفة، فهي: 1. الأصول الخمسة؛ 2. الاستطاعة؛ 3. کتاب الإمامة علی هشام [بن الحکم]؛ 4. الإنسان ماهو؛ 5. کتاب إلی الدمشقیین؛ 6. تثبیت الأعراض؛ 7. تسمیة أهل الأحداث؛ 8. التقهم و حرکات أهل الجنة؛ 9. التولید علی النظام؛ 10. جواب القبائي؛ 11. الجواهر والأعراض؛ 12. الحجّة، وقد رآه الشیخ الطوسي؛ 13. الحجّة علی الملحدین؛ 14. الحجج؛ 15. الحدّ علی إبراهیم؛ 16. الحرکات؛ 17. الحوض و الشفاعة وعذاب القبر؛ 18. الرد علی أهل الأدیان؛ 19. الرد علی الغیلانیة في الإرجاء؛ 20. الرد علی القدریة والمجبرة؛ 21. الرد علی مکیّ، المدیني؛ 22. السخط والرضا؛ 23. السمع والبصر عملا، أو عمل بهما؛ 24. صفة الله بالعدل ونفي القبیح؛ 25. طاعة لایراد الله بها؛ 26. طول الإنسان ولونه وتألیفه؛ 27. الظفر علی إبراهیم؛ 28. علامات صدق الرسول؛ 29. کتاب علی أبي شَمِر في الإرجاء؛ 30. کتاب علی أصحاب الحدیث في التشبیه؛ 31. کتاب علی الثنویة؛ 32. کتاب علی حفص الفرد في فعل ویفعل؛ 33. کتاب علی السوفسطائیة؛ 34. کتاب علی ضرا رفي قوله إن الله یغضب من فعله؛ 35. کتاب علی ضرار وجهم وأبي حنیفة وحفص في المخلوق؛ 36. کتاب علی عمار النصراني في الرد علی النصاری؛ 37. کتاب علی المجوس؛ 38. کتاب علی من قال بتعذیب الأطفال؛ 39. کتاب علی النظام في الإنسان؛ 40. کتاب علی النظام في تجویز القدرة علی الظلم؛ 41. کتاب علی النظام في خلق الشيء و جوابه عنه؛ 42. کتاب علی النصاری؛ 43. کتاب علی الیهود؛ 44. کتاب في جمیع الأصناف؛ 45. کتاب في خلق الشيء؛ 46. کتاب في صفة الغضب والرضا من الله جل ثناؤه؛ 47. کتاب في الصوت ماهو؛ 48. القوالب، وقد رآه البغدادي؛ 49. المخلوق علی حفص الفرد؛ 50. المسائل؛ 51. المسائل في الحرکات و غیرها؛ 52. مقتل غیلان؛ 53. میلاس؛ 54. الوعد والوعید. و کتاب في باب متشابه القرآن اسمه مجهول (ابن الندیم، 39، 204؛ الملطي، 43؛ القاضي عبدالجبار، «فضل»، 254؛ الشیخ الطوسي، التبیان، 5/29-30؛ البغدادي، الفرق، 74، 80؛ عثمان، 26).

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: