الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن سبعین /

فهرس الموضوعات

ابن سبعین

ابن سبعین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۰۰:۰۵:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

وبصورة عامة فإن عرفان ابن سبعین الذي یعبر هو عنه بـ «علم التحقیق» وعقائده حول التوحید الوجودي ومراتب الوجود والموجودات ومنزلة المحقق والمقرب وماهیة العقل والنفس بصورة عامة هي أكثر ذهنیة وفلسفیة مما یمكن رواجه بین عامة الناس، ولهذا فإن آثاره المخطوطة قلیلة في مكتبات العالم، كما أن كتب التراجم والتاریخ غالباً ما اكتفت بإشارات عامة إلی عقائده ونسبة الحلول والاتحاد والإلحاد وأمثالها في مذهبه وطریقته. غیر أن مؤیدیه، لابل ومعارضیه قد اعترفوا بسعة اطلاعه علی مختلف العلوم، ویری كان من ابن هود وابن تیمیة أنه في العرفان والفلسفة أعلم من ابن عربي وأكثر اطلاعاً (ابن تیمیة، ن.م، 4/106، 135؛ ظ: الغنیمي، 153، 160).

 

آثاره وأفكاره

لم یترك ابن سبعین سوی كتاب واحد باسم بد العارف وبضع رسائل صغیرة وكبیرة في العرفان النظري والفلسفي المختلفة، والجوانب العملیة والأخلاقیة للعرفان، وعلم الحروف والأرقام، والتي طبع الكثیر منها مؤخراً ولایزال بعضها مخطوطاً في المكتبات، غیر أن بعض آثاره التي تتعلق غالباً بعلم الأعداد وأسرار الحروف وجاء ذكرها في المصادر التاریخیة مفقوده الیوم ولم تتوفر لحد الآن معلومات صحیحة عنها. ونذكر هنا بعضاً من أهم آثاره وشرحاً مختصراً عما ورد فیها:

جواب صاحب صقلیة: یُقال كما أشیر آنفاً أن إمبراطور صقلیة فردریك الثاني الذي كان من العلماء ومن محبي الحكمة والفلسفة أرسل إلی البلاد الإسلامیة أسئلة فلسفیة وطلب من علماء تلك الدیار الإجابة عنها. ولم ترضه الأجوبة التي وصلته في البدایة ولم تقنعه، فأرسل أخیراً أسئلته مع هدایاه إلی ابن سبعین بواسطة الخلیفة الرشید حاكم المغرب. ورفض ابن سبعین الهدایا، ولكنه كتب أجوبة الأسئلة وسلمها إلی رسول الإمبراطور. فوجدها الإمبراطور كما یرید وأقدم علی إرسال هدایا مرة أخری إلی ابن سبعین في سبتة، فردّها ثانیة. وكانت أسئلة الإمبراطور الأربعة هي:

ألف– الحكیم [أرسطو] یفصح في جمیع أقاویله بقدم العالم إلا أنه إن كان قد برهن علیه فما برهانه وإن كان لم یبرهن فعلی أي أساس بني كلامه؟

ب- ما المقصود من العلم الإلهي وما مقدماته الضروریة إن كان له مقدمات؟

ج- المقولات أي شيء هي؟ وهل یمكن أن یكون عددها أكثر من عشرة أو أقل؟

د- ما الدلیل علی بقاء النفس؟ وأین خالف الإسكندر الأفرودیسي الحكیم أرسطو؟

وینقد ابن سبعین خلال إجابته هذه الأسئله، آراء أرسطو ویأتي بأدلة وبراهین في رد آرائه وفي إثبات حدوث العالم. وینقل آراء حكماء الیونان حول العلم الإلهي، ویذكر اختلاف نظریات الفلاسفة في هذا الباب مع عقائد الصوفیة وأصحاب الشریعة. ویشیر خلال جواب السؤال الثالث والبحث في المقولات العشر إلی أهمیة المنطق في التفكر والتعقل. ویری ضرورة حصول المعرفة فیما یتعلق بماهیة الأشیاء. وأكثر أقسام هذا الأثر تفصیلاً هو البحث في إثبات بقاء النفس والحیاة بعد الموت، إذ یتحدث خلاله عن أقسام النفوس ومراتب العقول ویعترض علی عقائد أرسطو في هذا الباب ویعتمد أفكار الإسكندر الأفرودیسي.

وتدل أجوبة ابن سبعین علی تبحره الكامل في المسائل الفلسفیة والكلامیة علی الرغم من أنه كان في عنفوان شبابه، كما كان ملماً بآراء فلاسفة الیونان وحكماء المسلمین وعلمائهم في المعضلات العلمیة والفلسفیة. وكان أسلوب كتابته هنا صریحاً وبسیطاً خالیاً من التكلف، خلافاً لما یُری في بقیة آثاره من أسلوب غامض ومعقد مليء بالكنایة. وقد ذُكرت في هذا الأثر بإجمال وبأسلوب واضح أصول عقائده الشخصیة التي فصّلت فیما بعد في مؤلفاته المبسوطة أمثال كتاب بد العارف ورسالتي «الإحاطة» و«الفقیریة». ویلاحظ في أجوبته هذه اعتقاده بالوحدة المطلقة واستدلاله بالأیات والأحادیث لإثبات هذه العقیدة، كما تشاهد تأویلاته العرفانیة والرمزیة ونظریته المتعلقة بشخصیة «المحقق» أو «المقرب» وإثبات منزلة ومكانة خاصة له وتفضیلها علی مكانة ومنزلة الفقیه والمتكلم والحكیم والصوفي. إن أسلوب كتابته في هذه الأجوبة أسلوب عتاب ویدعو الكاتب مخاطبه إلی طلب الحق وقبول الإسلام.

وجاء عنوان هذا الأثر بصور مختلفة في المصادر التاریخیة، فقد ذكره ابن سبعین في كتابه بد العارف (ص157) بعبارة جواب صاحب صقلیة، وسمّاه ابن الخطیب في الإحاطة (4/35) الأجوبة الیمنیة. وعنوان هذا الأثر في بعض المخطوطات هو المسائل الصقلیة (حول أسمائه الأخری، ظ: الغنیمي، 108). وقد بحث في 1853م المستشرق الإیطالي، من آماري مخطوطة لهذا الأثر وقدم دراسة له في مقالة عنوانها «أسئلة الإمبراطور فردریك الثاني الفلسفیة إلی العلماء المسلمین» في «المجلة الآسیویة» الصادرة في نفس السنة (JA, 240-274). وبعد عدة سنوات وفي 1880م ترجم المستشرق الدنماركي، آ. ف. مهرن، جواب ابن سبعین علی السؤال الرابع إلی الفرنسیة ونشرها مع دراسة حول موضوعات الأقسام الأخری في تلك المجلة (JA, 434-454). وقد طبع هذا الأثر ببیروت عام 1941م بتحقیق شرف ‌الدين یالتقایا.

بدّ العارف، واسمه الكامل بد العارف وعقیدة المحقق المجرب الكاشف والطارق السالك المتبتل العاكف (آلوارت، رقم 1744)، وهو أول أثر كبیر ألفه في الفترة التي انتقل فیها من مرسیة إلی سبتة؛ وكما یقول في «ملاحظات علی بد العارف» (ص 251) إنه من آثار شبابه؛ ولایبدو صحیحاً ما قاله تلمیذه یحیی بن محمد البلنسي من أن ابن سبعین ألف هذا الكتاب في الخامسة عشرة من عمره (المقري، 2/199)، لأنه یذكر في هذا الكتاب أجوبته علی أسئلة إمبراطور صقلیة (ص 157). أما معنى عنوان هذا الكتاب كان موضع اختلاف منذ القدیم، فذكر ابن شاكر الكتبي (2/255) أنه بمعنی «لابد للعارف منه»، أما الباحثون المعاصرون فرأوا معاني أخری له (ظ: الغنیمي، 99)، ولكن یستنتج من الإشارات الواردة في آثار ابن سبعین إلی كلمة «بد» أنه كان یستخدمها لتدل علی حقیقة هي موضوع المعرفة العرفانیة. وربما تكون كلمة «بد» في هذا التركیب بمعنی «الحیلة» و«الوسیلة»، أو أنها نفس الكلمة الهندیة الأصل بودهه التي دخلت العربیة والفارسیة بشكل «بُد» و«بُت» والتي تعني الصنم واستعملت في الأدب العرفاني الفارسي لتدل علی المظهر المتالي للحقیقة والجمال المطلق. ویدور المحور الأصلي لموضوعات هذا الكتاب علی بیان شروط ومراحل ارتقاء السالك إلی مقام العارف المحقق وكیفیة اكتساب الكمالات الالهیة وتحصیل علم التحقیق والوصول بواسطته إلی الحق. وتضم الفصول الأولی من الكتاب بحوثاً منطقیة تعد وسائل للتعقل، ثم تعرض بعد ذلك المسائل المرتبطة بالعلم والعقل والنفس، ویبحث في معرفة ماهیتها من وجهة نظر أصحاب العلوم المختلفة.

ویقسم ابن سبعین العلماء إلی 5 مجموعات: الفقهاء والمتكلمون والفلاسفة والصوفیة والمحققون. فنصیب المحققین هو المعرفة الحقیقة التي هي «عین التحقیق» والمجموعات الأربع الأخری التي یدعوها بـ «الأصمّ» مجردة منها لأنها لاتسمع نداء الهدایة (ظ: الفاسي، 5/327). ویسعی في البحوث المتعلقة بالمنطق إلی بیان قصر المنطق الأرسطي في الحصول علی المعرفة الإلهیة، وذلك من خلال نقده لآراء المنطقیین وتحلیل موضوعات علم المنطق ومصطلحاته. أما في بحثه عن العقل والنفس فبعد ذكره لنظریات الفقهاء والمتكلمین والفلاسفة والصوفیة في هذا الباب ونقدها، نراه یبین آراء «المحققین» -والتي هي في الواقع آراؤه– یتحدث عن الموضوع علی أساس عقیدته الأصلیة التي هي توحید الوجود المطلق بعبارات معقدة ورمزیة. فالعقل والنفس هما في الحقیقة لاینفصلان عن الوجود المطلق الواحد علی الرغم من أن لهما مراتب ومظاهر مختلفة. وكل الثنائیات والفروق بین مراتب ومظاهر الوجود ابتداء من الجواهر الروحانیة والعقلیة وانتهاء بالذوات المحسوسة والمتعینة ما هي إلا ولادة الوهم والخیال ولیس لها أصل ووجود من ذاتها. فالله هو الوجود الحقیقي والعلة الأولی والأزلیة والنور المطلق والخیر المحض. وما عالم الوجود إلا فیض من الذات الإلهیة بالقصد الأول، ویعبر عنه ابن سبعین بـ «المبدع الأول» وهذا هو الخلق الأول والعقل الكلي، وإن صور جمیع الأشیاء فیه والذي له وجهان: وجه نحو واجب الوجود وهو الوجه والوجود الحقیقي، ووجه نحو الممكنات والمعدومات وهو وجه مجازي ووجود كاذب (ظ: ابن سبعین، ن.م، 28، 113؛ الغنیمي، 201-204). ویعتمد تصور هذین الوجهین علی إقبال العقل وإدباره كما جاء في الحدیث «أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر». ویرى ابن سبعین أن ذات الحق تتعالی وتسمو علی كل وصف وبیان وإشارة وتسمیة ویقول: لاینفصل علمه عن عینه ولا ذاته عن صفاته. فالحق تعالی خالق عالم الجود وقوام الوجود ودوامه مرتبط به. ولیست نسبة الخلق إلی ذاته كنسبة المنزل إلی البنّاء المنفصل والمستقل عنه، بل إنها كنسبة الكلام إلی المتكلم (ابن سبعین، ن.م، 303، أیضاً ظ: «الرسالة الفقیریة»، 10).

ویتصور ترتیب الموجودات في جهتین نزولیة وصعودیة أو كلیة وجزئیة. وفي جهة النزول تتنزل كلیات مراتب الوجود من الحق تعالی إلی العقل الكلي (المبدع الأول)، ثم إلی النفس الكلیة ثم طبیعة الهیولی ثم الجسم المطلق والفلك والأركان والموالید، أي یتنزل من الكمال إلی النقص. وعلی العكس من ذلك في جهة الصعود، فالجزئیات تذهب من النقص إلی الكمال، أي من المعدن إلی النبات، ثم إلی الحیوان، ثم إلی النفس الناطقة، ثم إلی العقل الفعال، ثم یصعد إلی العقول المجردة (م.ن، بد العارف، 112). وصورة الموالید في الأمهات وصورة الأمهات في المادة وصورة المادة في لهیولی الأولی وصورة الهیولی الأولی في النفس الكلیة وصورة النفس الكلیة في العقل الكلي وصورة العقل الكلي (المبدع الأول) في ذات الحق تعالی (ن.م، 300)، وهكذا فإن صور جمیع الموجودات في المراتب المختلفة للوجود كامنة في ذات الحق، ویعني هذا أن صورة ومادة عالم الوجود لیست بمنفصلة في الواقع عن ذات البارئ تعالی. ولهذا نجد ابن تیمیة (ظ: «سبعینیة»، 4/93) یقول خلال مقارنة التوحید الوجودي من وجهتي نظر ابن عربي وابن سبعین أن الأول یری الحق «حالاً في الخلق»، بینما یری الثاني الحق «محلاً للخلق».

وهذا الكتاب هو أهم أثر لابن سبعین، وأكثر الذین بادروا إلی انتقاد آرائه وعقائده كانوا قد أخذوا بنظر الاعتبار محتویات هذا الأثر. ویشتمل في الواقع علی أهم أسس تفكیر ابن سبعین رغم أنه قام بهذا العمل في بدایة فترة شبابه. ویشیر بوضوح إلی سعة دراساته واطلاعاته علی مختلف العلوم آنذاك وعلی آرائه النقدیة بالنسبة للمسائل العلمیة والدینیة والفلسفیة ومعرفته بآثار فلاسفة الیونان وحكماء المسلمین وبالكتب الدینیة الیهودیة والنصرانیة. وقد تم طبع هذا الكتاب في بیروت عام 1978م بتصحیح وتحقیق جورج كتوره.

وتوجد مجموعة من رسائل ابن سبعین في القاهرة (دار الكتب المصریة) برقم 149 (تصوف)، وتشتمل علی عدد من الرسائل والوصایا والأدعیه والكلمات (ظ: بدوي، 17-22). وقام عبد الرحمن بدوي بطبع ثلاثة عناوین من هذه المجموعة بمدرید أولاً (ظ: بدوي، 17) ومن ثم بطبع القسم الأعظم من الرسائل (21 عنواناً في مصر عام 1965م. وأهم رسائل هذه المجموعة:

«الرسالة الفقیریة»، وتحتوي علی دراسة حول الفقر والغنی من وجهة نظر المجموعات الخمسة، أي الفقهاء والمتكلمین والفلاسفة والصوفیة والمحققین. ومما یجدر ذكره من هذه الرسالة تشبیه الوجود بدائرة یكون محیطها الوجود المطلق، أما الوجود المفید فمحاط في مركزها، فالوجود الحقیقي هو الوجود المطلق، أما الوجود المقید فلیس له وجود من ذاته، «لیس إلا الأیس فقط» والنسبة بین المطلق والمقید هي نسبة «هو هو» أي الوحدة المطلقة (ص 11-12).

«الرسالة القوسیة»، في شرح قول لبید: «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» وفي جواب أحد المتصوفة. ویعرض المؤلف في نهایة رسالته شكلاً علی رسم أهل أسرار الحروف، یعتبر المحققَ فیه وارث الأنبیاء (ص 42).

«رسالة العهد»، وهي عهد مع أحد المریدین وفیه یحثّه ویوصیه علی رعایة أحكام الشرع وتحصیل الكمالات الروحانیة. وقد شرح بالتفصیل هذه الرسالة المختصرة أحد تلامذة ابن سبعین وذكر خلال شرحه أسباب وشروط كمال المجموعات والطبقات الخمس. وقد أشیر في هذا الشرح إلی كثیر من آثار ابن سبعین واستُند إلیها ونقلت أقسام منها لتوضیح معاني هذه الآراء وإثباتها (ص 43-44؛ «شرح رسالة العهد»، 45-129).

«كتاب الإحاطة»، وهو أحد آثاره المهمة في بیان نظریة الوحدة المطلقة. و«الإحاطة» عنده تعبیر عن التوحید والإحاطة الوجودیة وقد اعتبر هنا معرفة الوحدة المطلقة أمراً فطریاً و«قبل التصور والتصدیق لابعدهما» (ص 134).

«رسالة خطاب الله بلسان نوره»، وتشتمل علی مباحث في نظریة الوحدة المطلقة. وكل قسم منها یبدأ بكلمة «الله فقط». وبیانه للمواضیع فیها غامض ومعقد، ویشتهد فیها بالآیات القرآنیة والأحادیث والروایات، وغالباً ما استعملت رموز الأرقام والأعداد فیها (ص 212-246).

«رسالة الفتح المشترك»، وهي مؤلف مختصر كتب في أواخر حیاة المؤلف (ظ: م.ن، «ملاحظات…»، 251) وأشیر في أغلب فصوله إلی كتاب بد العارف، ولهذا فقد اعتبره بعض الباحثین المعاصرین شرحاً أو مدخلاً له (ظ: الغنیمي، 106)؛ ولكنه في الحقیقة، وكما یبدو من إشارته إلی ذلك الكتاب، هو مؤلَّف مستقل یحتوي علی بعض نظریات ابن سبعین. ولیس لهذا القسم عنوان خاص في مخطوطة مجموعة رسائل ابن سبعین وجاءبها المصحح تحت عنوان «ملاحظات علی بد العارف»، إلا أنها ذكرت في «شرح رسالة العهد» (ص 55) تحت عنوان «الفتح المشترك» ونُقلت عبارات منه (قا: ابن سبعین، «ملاحظات…»، 252). كما جاء اسمها «الفتح المشترك» في رسالتي «الرضوانیة» (ص 331) و«الإحاطة» (ص 131).

«رسالة النصیحة أو النوریة»، وهي في بیان آداب الذكر وأنواعه وفضائله وفوائده. وقد كتب ابن سبعین هذه الرسالة في 658هـ وأشار فیها إلی أوراد أصحاب الطرق والمذاهب المختلفة (ص 180) وجعل عنوانها النوریة نسبة إلی اسم ولده نور الدین (ن.م، 184-185). ویتناول قسم من أواخر هذه الرسالة تعریف النور وبیان منزلته لدی الفلاسفة والصوفیة والمجوس والبراهمة والیهود والنصاری (ص 186-187).

«الرسالة الرضوانیة»، في شرح أنواع التوبة والاستغفار وشروطهما والفرق بین الرحمة والرضوان وبیان أن الرحمة أعم من الرضوان؛ فكل من رُضي عنه رُحم، ولیس كل من رحم رضي عنه (ص 316-356).

وتوجد بعض الوصایا والرسائل الأخری في مخطوطة المكتبة التیموریة وهي غالباً ما تحتوي علی الموضوعات التي ذكرت، وقد كتبت جمیعاً بنفس أسلوب ابن سبعین المعقد الصعب المملوء بالتصنع.

وتوجد رسالة أخری لابن سبعین باسم كتاب الدرج في مجموعة دار الكتب المصریة برقم 202 (مجامیع) (ظ: الغنیمي، 141)، وهذه الرسالة من آثار ابن سبعین المعروفة والتي یشیر إلیها ابن الخطیب (04/35) والمقري (2/202)، وذكرها حاجي خلیفة (1/660) باسم الحروف الوضعیة في الصور الفلكیة. وموضوع هذه الرسالة هو علم الحروف والأسماء ویجري الحدیث فیها عن علاقة الحروف والأرقام بالأفلاك والأجرام والكائنات السماویة (ظ: الغنیمي، 140-141). ومن آثاره الباقیة الأخری، بضعة رسائل ووصایا وأحزاب موجودة في المكتبات (الغنیمي، 140-142)، وكذلك بیعة أهالي مكة المستنصر الموجودة بأجمعها – كما ذكر آنفاً – في تاریخ ابن خلدون (6/635-651) وبعض الأشعار التي نقلها مؤلفون آخرون (ظ: الغنیمي، 128-129). وجاءت أسماء عدد من رسائله الأخری في كتب التاریخ وبعض كتب التراجم والطبقات وكذلك في «شرح رسالة العهد»، ولاتتوفر الیوم عنها أیة معلومات (م.ن، 126-128، 138-139، 142-143) وتمّ أخیراً نسبة بعض الكتابات إلیه وهي لیست له (ظ: الغنیمي، 144-147).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن تیمیة، أحمد، «سبعینیة»، ملحق الجزء الرابع من مجموعة فتاوی، القاهرة، 1329هـ؛ م.ن، مجموعة الرسائل والمسائل، دار المنار، 1349هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1330هـ؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، القاهرة، 1397هـ/1977م؛ ابن خلدون، تاریخ، بیروت، 1959م؛ م.ن، شفاء السائل لتهذیب المسائل، تقـ: محمد بن تاویت الطنجي، استانبول، 1957م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن سبعین، عبد الحق، بد العارف، تقـ: جورج كتوره، بیروت، 1978م؛ م.ن، «الإحاطة»، «رسالة»، «رسالة خطاب الله بلسان نوره»، «الرسالة الرضوانیة»، «رسالة العهد»، «الرسالة الفقیریة»، «رسالة النصیحة أو النوریة»، «ملاحظات علی بد العارف»، رسائل، تقـ: عبد الرحمن بدوي، القاهرة، 1956م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن كثیر، البدایة؛ البوني، أحمد، شمس ‌المعارف ولطائف العوارف، مصر، 1382هـ/1962م؛ بدوي، عبد الرحمن، مقدمة رسائل (ظ: همـ، ابن سبعین)؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الزركشي، محمد، تاریخ الدولتین الموحدیة والحفصیة، تونس، 1966م؛ «شرح رسالة العهد»، رسائل (ظ: همـ، ابن سبعین)؛ الشعراني، عبد الوهاب، الطبقات الكبری، القاهرة، 1374هـ/1954م؛ العباسي، عبد الرحیم، معاهد التنصیص، تقـ: محمد قطة العدوي، مصر؛ الغبریني، أحمد، عنوان الدرایة، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1969م؛ الغنیمي التفتازاني، أبوالوفاء، ابن سبعین وفلسفته الصوفیة، بیروت، 1973م؛ الفاسي، محمد، العقد الثمین في تاریخ البلد الأمین، تقـ: فؤاد سید، بیروت، 1405هـ/1985م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان وعبرة الیقطان، حیدرآباد الدكن، 1339هـ؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1375هـ/1955م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; JA, 1853, s. 5, no. 1; ibid, 1880, S. 7, no. 14; Massignon, L., Etudes d’orientalisme déddiées á la mémoire de Lévi-Provençal, Paris, 1962.

فتح الله مجتبائي/ص.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: