الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابراهیم الخلیل(ع) /

فهرس الموضوعات

ابراهیم الخلیل(ع)


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/4 ۱۲:۴۴:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

وفي هذه الأثناء جاء إلی إبراهیم الملائکة الذین أرسلهم اللَّه لعذاب أهالي سدوم الذین کان لوط یعیش بینهم. وکانوا علی شکل رجال، فقدّم إبراهیم طعاماً لهم، ولما تناولوه بشّروا سارة بغلام. وکانت آنذاک عجوزاً فتعجبت من کلام الملائکة. وحینما توجّه الملائکة إلی سدوم جادل إبراهیم اللَّه في هؤلاء الناس لیرفع عنهم العذاب (التکوین، 18: 1-33) وجاء في القرآن (هود/ 11/70-77) أن الملائکة لم یمدّوا أیدیهم إلی الطعام الذي قدّمه إبراهیم إلیهم لطبیعتهم الروحانیة وکان إبراهیم لایعرف حقیقتهم و رسالتهم فأوجس منهم خیفة، ولکن الملائکة عرفوه علی أنفسهم، وبشّروا زوجته بغلام وعندئذ جادل إبراهیم اللَّه في قوم لوط. وذکر الرازي (18/29) أنه کان یأمل بأن یهتدوا أو کان یخاف أن ینال العذاب لوطاً معهم، ولکن لوطاً نجا وقضي علی سدوم وأهلها. ویبدو أن إبراهیم هاجر بعد ذلک نحو الجنوب بسبب المحل و القحط (هاکس، 11) ونزل بین قادش (قرب حمص الحالیة) و شور في الجرار والتي عثر علی آثارها في تل أبوهریرة (البرایت، 6). و هناتکرّر ما حدث بین إبراهیم وفرعون مصر، والفرق الوحید أن سارة کانت تبلغ من العمر آنذاک 90 عاماً (التکوین، 17: 17) ومنح ابیمالک، ملک جرار، إبراهیم أموالاض و خیَره في الإِقامة حیثما شاء من ملکه (التکوین، 20: 14-15). ثم ولد له إسحاق و عمره 100 سنة (التکوین، 21: 5؛ 17: 17؛ قا: الروایات الاسلامیة، الطوسي، 6/33؛ الرازي، 19/138). ولمّا فطم إسحاق طلبت سارة من زوجها أن یبعد عنها هاجر واسماعیل، فسیّرهما إبراهیم حتی وصلا إلی صحراء الشبع، فغلب علیهما العطش الشدید، فکشف اللَّه لهما عن بئر و بشّر هاجر بـ «انني سأوجد منه أمة عظیمة». وهنا نشأ اسماعیل، وسکن صحراء فاران (التکوین، 21: 10-21). ویستنتج من هذه الروایة ومن سن إبراهیم حین ولادة اسماعیل، وختنه وکون عمر والده 99 عاماً (التکوین، 16: 16؛ 17: 1، 23) أن اسماعیل کان عند والده إلی سن الـ 14، ویختلف القرآن عن العهد العتیق حول الصحراء التي هاجر إلیها اسماعیل وأمه، فیبدو من آیات القرآن (إبراهیم / 14/37) وقول إبراهیم إنه أسکن من ذریته بواد غیر ذي زرع عند بیت اللَّه المحرم لیقیموا الصلاة، ان هذه الصحراء هي مکة، والمراد من بیت اللَّه المحرم الکعبة. ویقول العه العتیق: بعد سنوات من هذا، أمر اللَّه إبراهیم فأخذ ابنه إسحاق إلی أرض موریا لیذبحه، ولما همّ بذلک ووضع السکین علی رقبة ابنه أرسل اللَّه کبشاً لیذبحه بدلاً منه (التکوین، 22؛ 2-14). وذکر هذا الذبح أیضاً في القرآن (الصافات/ 37/101-107)، دون أن یرد ذکر لإسحاق أو إسماعیل. وقد اختلفت الروایات الإسلامیة حول ذلک. فذهب بعضهم إلی أن الذبیح هو إسحاق (ابن قتیبة، 35-36، روایة عن ابن عباس و ابن مسعود و مسروق)، وذکر البعض الآخر أنه اسماعیل (الطوسي، 8/518؛ الرازي، 26/154؛ للاطلاع علی مختلف الروایات، ظ: الطبري، التاریخ، 1/289-301 التفسیر، 23/49-55). ولایمکن إبداء رأي قاطع حول ذلک بالإعتماد علی الشواهد و القرائن الموجودة في القرآن وحتی ماذکر في العهد العتیق والروایات الأخری. فقد ورد في العهد العتیق أن «الذبیح» ابن إبراهیم الوحید، ولکنّ إسحاق لم یکن الابن الوحید لإبراهیم وإذا کان المقصود کما ورد في العهد العتیق ابن إبراهیم الوحید حقاً، فهو لم یکن سوی اسماعیل قبل ولادة إسحاق. وعلی کل حال فقد دقام إبراهیم بعد ذلک في بئر الشبع حیث کان یسکن کما ورد في العهد العتیق اسماعیل وهاجر (التکوین، 22: 19). أما سارة التي کانت في حبرون فقد توفّیت وعمرها 127 عاماً فتوجّه إبراهیم إلی هناک واشتری حقلاً من أحد الحثیین ودفنها في المغارة المکفیلة بجنب الحقل (التکوین، 23: 1، 2، 15، 16، 19). وبعد عدة سنوات من وفاة سارة کما یبدو تزوّج إبراهیم امرأة أخری اسمها قطورة فولدت له ستة بنین (التکوین، 25: 1؛ قا: ابن قتیبة، 33) هم: زِمران ویَقُشان ومَدان و مِدیان ویشباق وشوحا (التکوین، 25: 1-2). وتختلف الروایات الاسلامیة مع العهد العتیق في هذه الأسماء (الطبري، التاریخ، 1/345؛ ابن سعد، 1/48؛ المسعودي، المروج، 1/58). ویذکر الطبري أن قطورة (قطوراء) بنت یقطن أمرأة من الکنعانیین و بروایة أخری من العرب (ن. م، 1/348)، وخرج من أبنائه 13 قبیلة اختلطت بقبائل یقطان وکوش (جوادعلي، 1/446-447). وورد في روایة أخری أنهم شکّلوا طبقة من العرب عاشوا مع الجراهمة في مکة (ن. ص). وجاء في بعض الروایات أیضاً أن إبراهیم تزوّج امرأة أخری اسمها حجور فولدت له 5 بنین هم کیسان و شورخ وأمیم ولوطان ونافس (الطبري، ن. ص؛ قا: ابن قتیبة، 33). ثم قسّم إبراهیم أمواله بین أبنائه وتوفي وعمره 175 سنة (التکوین، 25: 6، 7؛ قا: الطبري، ن. م، 1/349؛ المسعودي، ن. ص). ودفنه ابناه اسماعیل وإسحاق في المغارة التي ووریت فیها سارة (التکوین 25: 9-10؛ الأزرقي، 73، ویذکر أن قبره في الکعبة). وقد ورد في الوثائق المصریة المتعلّقة بعهد شیشنق الأول (947-925ق. م) ذکر لمزرعة قدیمة في جنوب فلسطین تدعی «مزرعة ابرام» (سوسة، 263) ربما کانت مدفنه هذا، وتذکر الرورایات التاریخیة أن النبي سلیمان بنی حول هذه [المقبرة] سوراً، وعندما استعاد العرب نفوذهم السیاسي علی أرض فلسطین أطلقوا علیها اسم «مشهد إبراهیم» و بنوا هناک مسجداً (الموسوعة، 4/288). کما سمیّت حبرون فیما بعد بلقب إبراهیم فعرفت - «الخلیل». وقد ورد هذا الاسم في العهد العتیق (الأیام الثاني، 20: 7؛ أشعیا، 41: 8)، وفي القرآن أیضاً (النساء/ 14/ 125). وکان إبراهیم الخلیل أو بعبارة أخری إمام الموحدین سخیاً محبّاً للضیف (الثعلبي، 98-99؛ الطبري، ن.م، 1/349-350)، ولذلک کنّاه العرب بـ أبي الضیفان (النووي، 1(1)/101). وقد أشیر في العهد العتیق والقرآن مراراً إلی سجایا إبراهیم، فهو في القرآن رجل حلیم ورؤوف، یستغفر لنفسه وللخلق (هود/ 11/75؛ التوبة/ 9/114)، وکان یسلم للَّه وأوصی بنیه أن یسلموا لمشیئة اللَّه وحکمه أیضاً (البقرة /2/131-132)، ولذلک دعاه الله «حنیفاً» (النحل/ 16/121)، والحنیف (ن.ع) الذيینبذ الباطل و یمیل إلی الحق. ویشاهد في مواضع أخری من القرآن ذکر - «ملَّة إبراهیم» (آل عمران/ 3/68-69؛ النساء /4/125؛ الأنعام/ 6/163).
وکان إبراهیم شهیراً لذی العرب إلی درجة أنهم وضعوا صورته أو تمثاله في الکعبة، فلما دخل الرسول (ص) البیت یوم الفتح کانت صورتا أو تمثالا ابراهیم و اسماعیل فیه آنذاک فأمر بطمسهما أو کسرهما (ابن هشام، 4/55؛ ابن حجر، 8/13). ومما لاشک فیه أن إبراهیم و دینه کانا معروفین منذ القدیم في أرجاء منطقة الهلال الخصیب، یدل علی هذا أن اسمه لایزال موجوداً في المناطق التي مرّبها، والمقامات والمزارات الکثیرة التي تحمل اسمه الیوم، کمقام إبراهیم في أطلال کوثی بجانب تل إبراهیم أو مزار إبراهیم في البرس أو برس نمرود (سوسة، 251، 256). وعلی هذا یمکن القول إن شخصیته في التاریخ ومجتمع العالم السامي ترکت أثراً عمیقاً منذ ظهوره وحتی الیوم ولاتزال آثاره باقیة إلی الآن.

إبراهیم والقرآن والعهد العتیق

ذکر إبراهیم في القرآن 69 مرة في 25 سورة، وتوجد سورة باسمه أیضاً. وقد وصفت هذه الآیات إبراهیم بأنه رجل مصلح وموحد. کما بیّنت تکامل تفکیره‌الدیني والإجتماعي مقابل الشرک الذي علیه أغلب أفراد المجتمع. ومع‌ذلک لایمکن معرفة حیاة إبراهیم وسیرته من هذه الآیات، إلا أنه یمکن ممّا ورد في العهد العتیق معرفة حیاة إبراهیم إلی حدٍما وإن لم تخل من التناقض. ثم یشاهد تشابه في بعض روایات العهد العتیق مع القرآن، وهذا مادعا بعضهم إلی القول بأن روایات القرآن ولاسیما قصص الأنبیاء مقتبسة من التفاسیر الیهودیة ومصادرها (جودائیکا، II/119؛ قا: العقّاد، 44). في الوقت الذي تختلف فیه قصص القرآن أحیاناً مع ماورد في العهدین اختلافا بیّناً. ولیس الشبه الذي بینهما دلیلاً منطقیاً علی اقتباسه منهما. ثم من الطبیعي وجود کثیر من التشابه بین روایات القرآن والعهدین لأن القرآن کتاب وحي.
وتجدر الإشارة إلی أن الکثیر من الروایات والتفاسیر الیهودیة المتأخرة، والمعلومات التي تشاهد فیها ممّا لم یشر العهد العتیق إلیها، نقلت واقتبست في العصور الإسلامیة الأولی من المصادر الإسلامیة (ظ: العقّاد، ن. ص). ولکننا نجد من ناحیة أخری أن کثیراً من مفسّري القرآن والمؤرخین المسلمین أخذوا روایاتهم حول الأنبیاء من رواة من اصل یهودي ککعب الأخبار ووهب بن منبه وعبدالله بن سلام ومحمد بن کعب القرظي. وفسّروا الآیات القرآنیة بالإستناد إلی هذه الروایات، ولذلک فإن التناقضات التي تشاهد في هذه الروایات تنبع من المعلومات التي نقلها الرواة المذکورون.
کما أن متن العهد العتیق یختلف من حیث الأسلوب ویبدو غیر متماثل بشکل اختلفت الآراء حول زمان تدوین الروایات الشفهیة والمصادر المدوّنة التي جمع منها العهد العتیق ومدی قیمتها التاریخیة، خاصة وأنه لم یعثر حتی الآن علی وثائق قیّمة ومعتبرة یمکن أن تؤید هذه الروایات ولاسیما فیما یتعلّق بإبراهیم والشخصیات المعاصرة له التي ذکرت في هذا الکتاب، ولذلک من الصعب جداً معرفة وضع إبراهیم في تاریخ ذلک العصر المدوّن، وإن کان بعضهم یری أن ماعثر علیه من آثار قدیمة في بعض المناطق کـ «ماري» و «نوزي» تؤید ماورد في العهد العتیق عن إبراهیم باعتباره حقیقة تاریخیة واقعة (سوسة، 262-264؛ جودائیکا، II/114)، ومع‌ذلک فإن البحوث النقدیة لمتن ذلک الکتاب وکذلک الدراسات التاریخیة واللغویة المتعلّقة به تشیر إلی وجود مسائل و مشاکل عدیدة لاتزال باقیة حوله. والحقیقة ینبغي القول إن قصة إبراهیم في العهد العتیق استقیت من ثلاثة مصادر: الأول: الروایة المعروفة بـ «قصص یهوه» والتي تعود إلی حوالي 950 ق.م، إي في الفترة التي اتخذ من سنة إبراهیم دعماً لدعاوي‌الدولة الداودیة؛ والثاني: الروایة المعروفة بـ «الالوهیة» والتي تعود الی القرن 8 ق.م، أي فترة الأنبیاء؛ والثالث: روایة «الکهنة»، والتي تعود إلی 400 ق.م، أي بعد فترة الأسر في بابل. ویبدو أن بعض روایات الفئة الأولی (مثل التکوین، 12: 10-20؛ الاصحاح 16؛ 18: 1، 10-14؛ 21: 2، 6، 7) والفئة الثانیة استخدمها کهنة فترة الأسر، إلی أن اتخذت سنة إبراهیم شکل سنّة تاریخیة وطنیة في هذه الفترة. وقد أضاف الکاتب إلی الروایات السابقة بعض الموضوعات بجمعه روایة الکهنة بعد فترة الأسر. ویبدو أن القصة المتعلقة بملوک الشرق الذین حاربوا إبراهیم (التکوین، الاصحاح 14) کان آخر ما أضیف إلی العهد العتیق في عهد الهلینیین («دائرة المعارف‌الدینیة»، I/14).
أما فیما یتعلّق بإشارات القرآن إلی حیاة إبراهیم، فبالإضافة إلی الآیات والروایات التي تمّ تطبیقها مع ما ذکر في العهد العتیق توجد آیات أخری تدور حول حیاة إبراهیم‌الدینیة والعقائدیة والأخلاقیة لم یشر إلیها العهد العتیق.
ومن أهمها قصة بناء إبراهیم وإسماعیل للکعبة و «مقام إبراهیم» فیها (البقرة/2/125-127؛ آل عمران/3/97). وتذهب أکثر الروایات إلی أن آدم بنی الکعبة ثم هدمت في طوفان نوح ثم بوّأ اللَّه لإبراهیم مکان البیت کما تقول الآیة «و إذ بَوَّأنا لإبراهیمَ مَکَانَ البَیتِ…» (الحج/ 22/26)، فأعاد بناءها بمساعدة إسماعیل علی نفس القواعد (الرازي، 4/63؛ الطبري، التفسیر، 1/428-429؛ الأزرقي، 1/38-39، 60). ثم دعا إبراهیم وإسماعیل اللَّه أن یتقبّل منهما طاعتهما هذه (البقرة/ 2/127)، وعهد اللَّه إلیهما أن یطهرا البیت من الشرک و عبادة الأصنام (البقرة/ 2/125؛وأیضاً الحج/22/26). وقد اختلفت الروایات حول مقام إبراهیم في الکعبة، وأشهرها أنه الحجر الذي وقف علیه إبراهیم حین بناء الکعبة، أو أنه الحرم نفسه (الرازي، 3/53؛ قا: الطبري، التفسیر، 1/422). إن هذه الروایات و ماورد في سورة إبراهیم المکیة من إشارات إلی العلاقة بین إبراهیم والکعبة وکذلک علاقة إراهیم بإسماعیل في السور المکیة یدحض رأی بعض الکتاب الغربیین المعاصرین مثل و نسینغ الذین ینکرون مثل هذه العلاقة في الآیات المکیة ویسعون إلی عزوما إلی فترة الوحي المدنیة،حیث کان الرسول علی معرفة بالیهود و علاقة وثیقة بهم.
وقد تحدّث القرآن أیضاً عن عهد اللَّه مع إبراهیم (البقرة/ 2/125؛الأحزاب / 33/7) وروی أن اللَّه ابتلی إراهیم بکلمات فأتمهنّ فجعله للناس إماماً. وحینما سأله عن ذریته قال له: لاینال عهدي الظالمین (البقرة/ 2/124). ورغم أن العهد العتیق یعتبر فی مواضع مختلفة ظلم بني إسرائیل و إثمهم سبب تیههم و تشرّدهم، فهي تذکر أن ذریته وارثة الأرض (من نهر النیل إلی النهر العظیم یعنی الفرات) (التکوین، 15: 18-20)، وورد في موضع آخر أن اللَّه خلّد عهده مع إبراهیم وذریته لیرثوا أرص کنعان (التکوین، 17: 7-9).
وکرّر هذا الموضوع في العهد العتیق بشکل آخر أیضاً: فقد طلب هنا إبراهیم من ربه آیة علی عهده هذا، فقال اللَّه له أن یأتي بعجل وعنزة وکبش، عمر کل منها 3 سنوات، ویمامة وحمامة. ففعل هذا، وشق الثلاثة الأولی نصفین ووضع کل نصف مقابل الآخر، ولم ینصف الطیر، فاستولی علیه النوم وأحاط به الظلام، فقال له اللَّه ستکون ذرّیتک غریبة في أرض لیست لهم (التکوین، 15: 9-12).
وکما یبدو فقد انتهت القصة بشکل مبهم وبدون خاتمة تقریباً ورغم ماقیل إن العادة بین الرعاة أن یشق المتعاهدون حیواناً نصفین و یمرّون بینهما دلیلاً علی ذلک العهد (العقّاد، 27). غیر أن الروایة القرآنیة لهذه القصة رغم أنها تتعلّق بمکان وموضع آخر، فإن النتیجة المنطقیة والواضحة التي أعقبتها تثبت مایظنه البعض أن الرواة أدخلوا تغییرات علی روایة العهد العتیق و أنها لم ترد في مکانها . وقد ذکر في القرآن أن إبراهیم أراد أن یریه اللَّه کیف یحیی الموتی، فقال له «فخذ أربعة من الطیر فصرهن إلیک ثم اجعل علی کل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن یأتینک سعیاً» (البقرة/2/260). وبذلک أری اللَّه إبراهیم دلیلاً ثابتاً علی یوم القیامة.

ابراهیم فی العهد الجدید

ذکر إبراهیم في العهد الجدید أیضاً في 72 موضعاً ونُسب عیسی المسیح إلیه عن طریق إسحاق بـ 39 واسطة (متی، 1: 1-7) و 54 واسطة (لوقا، 3: 24-35). ویعتبر ایمان إبراهیم في العهد الجدید أعلی الإیمان لأنه عاش في فلسطین غریباً کما أمره اللَّه – ولم تکن أرضه – وأخذ ابنه للذبح (العبرانیین، 11: 8-12، 17-19). فکان إذن مؤمناً ومطیعاً بالعمل. وبالعمل أکمل الإیمان، إذاً أنّه بالأعمال یتبرّر الانسان لابالإیمان وحده (یعقوب، 2: 20-24). ولکن بولس الرسول یقول: إن ایمان إبراهیم ولیس من ذریته الشرعیة، (الروم، الاصحاح 4). إذاً ان الذین هم من الإیمان أولئک هم بنو إبراهیم، ولمّا کان اللَّه بالإیمان یبرّر الأمم، بشّر إبراهیم أن فیک تتبارک جمیع الأمم، إذاً الذین هم من الإیمان یتبارکون مع إبراهیم المؤمن (غلاطیة، 3: 7-9).
إبراهیم وإیران القدیمة: رغم أنه لم یرد اسم إبراهیم في المتون الأصلیة للدین الزرادشتي، إلا أن المجوس کما یبدو حاولوا في أائل دخول الإسلام إلی إیران أن یثبتوا ماورد في بعض الروایات أن المجوس من أهل الکتاب. فأوصلوا نسب بعض کبار الإیرانیین إلی الأنبیاء السامیین واعتبروهم علی دین أنبیاء بني اسرائیل (پور داود، 2/207). وقد أرد بعض المؤرخین أخبار الإیرانیین التي کانوا یتسقونها من علماء المجوس في کتبهم. واعتبروا بناًء علی بعض هذه الروایات أن زرادشت هو إبراهیم الخلیل، أو حفیده کما ورد في روایة أخری (معین، 83). وتفید إحدی هذه الروایات أیضاً أن زرادشت کان یسکن في القدس فتوجه إلی العراق بلعنة أستاذه أرمیاء (الطبري، التاریخ، 1/648). ومع وضوح تلاعب الرواة بهذه الروایات التي وصلتهم من الإیرانیین، غیر أنها تنم عن رغبتهم في إیجاد رابطة بین زرادشت الإیرانیین من جهة وبین بني اسرائیل من جهة أخری. کما حدث و أن اعتبروا أن جمشید هو سلیمان، وقالوا إن أبا الإیرانیین منوچهر هو منشخر بن منشخر باغ. وهو یعیش بن ویزک، وویزک، هو إسحاق (المسعودي، التنبیه، 109-110)؛ «وفي عهد گشتاسب، ظهر زرادشت، فاعتنق گشتاسب دینه، وقیل إنه کان تاسع أبناء إبراهیم الخلیل علیه السلام وتلمیذ عُزیر» (مجمل التواریخ والقصص، 92)، ولذک قیل أیضاً إن الفرس کانت تعظّم البیت الحرام قبل الإسلام، والناس یقصدونها للزیارة (المسعودي، ن. ص). أو أن زرادشت اسم إبراهیم باللغة البهلویة؛ وفي روایة أخری بالسریانیة (التبریزی، 2/1012، مادة زرادشت).

المصادر

آمیه چیر، تاریخ عیلام، تجـ شیرین بیاني، طهران، 1349ش؛ ابن بطوطة، محمد ابن إبراهیم، رحلة، بیروت، 1964م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري، بیروت، 1985م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دار صادر؛ ابن قتیبة، عبدالله بن مسلم، المعارف تقـ: ثروت عکاشة، القاهرة، 1969م؛ ابن میمون القرطبي، موسی، دلالة الحائرین، تقـ: حسین أتامي، أنقره، 1974م؛ ابن هشام، عبداملک، السیرة النبویة، تقـ: مصطفی السقا وآخرین، بیروت، دارإحیاء التراث العربي؛ الأزرقي، محمد بن عبدالله، أخبار مکة، تقـ: رشدي الصالح ملحس، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الدر، جان، باستان‌شناسي کتاب مقدّس ، تجـ سهیل آذري، طهران، 1335ش؛ البخاري، ابوعبدالله، صحیح، القاهرة، أمیریة، 1314هـ؛ البیروني، أبوریحان، الآثار الباقیة عن القرون الخالیة، تقـ: ادوارد زاخاو، لایبزیک، 1923م؛ پورداود، ابراهیم، یشتها، طهران، 1346ش؛ تبریزي، محمدحسین بن خلف، برهان قاطع، تقـ: محمدمعین، طهران، 1357ش؛ الثعلبي، أحمد بن محمد بن إبراهیم النیشابوري، قصص الأنبیاء، بیروت، دار الرائد العربي: جوادعلی، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بیروت، 1968م؛ خزائلي، محمد، أعلام القرآن، طهران، 1350ش؛ الجوالیقي، موهوب بن أحمد، المعرّب، تقـ: أحمد محمد شاکر، طهران، 1966م؛ الرازي، فخرالدین، التفسیر الکبیر؛ رضي، هاشم، فرهنگ نامهای أوستا، طهران، فروهر، 1346ش؛ سوسة، أحمد، العرب و الیهود في التاریخ، دمشق، 1972م؛ شیخو، لویس، کتاب شعراء النصرانیة، بیروت، 1926م؛ الطبري، التاریخ تقـ: دي خویه، لیدن، 1879-1881م؛ م. ن، التفسیر؛ الطوسي، محمد بن الحسن، التبیان في تفسیر القرآن،بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ العقّاد، عباس محمود، «أبوالأنبیاء»، المجموعة الکاملة، ج 11، بیروت، 1978م؛ الکتاب المقدس: العهد العتیق، المتن العبري، طهران، 1364ش؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحکام القرآن، بیروت 1965م؛ کریمر، ساموئل، ألواح سومري، تجـ: داود رسایي، طهران، 1340ش؛ مجمل التواریخ والقصص، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1318ش؛ محمدشاکر، أحمد، تعلیقات علی المعرّب للجوالیقي، طهران، 1966م؛ المسعودي، علي بن الحسین، التنبیه والاشراف، تقـ: دي خوبه، لیدن، 1893م؛ م ن، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ؛ معین، محمد مَزد یَسناوأدبِ پارسي، طهران، 1338ش؛ الموسوعة الفلسطینیة؛ میبدي، أبوالفضل رشیدالدین، کشف الأسرار وعدة الأبرار، تقـ: علي أصغر حکمت، طهران، 1361ش؛ النّجار، عبدالوهاب، قصص الأنبیاء، بیروت، دار الرائد العربي؛ النووي، محیي‌الدین بن شرف، تهذیب الأسماء واللغات، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ وهب بن منبه، کتاب التیجان، صنعاء، 1979م؛ هاکس، جیمز، قاموس کتاب مقدس، بیروت، 1928م؛یاقوت، البلدان، بیروت، 1374هـ/ 1955م؛ وأیضاً:

Albright, William F., The Biblical Period from Abraham to Ezra, New York, 1965; Bible, The New English, Oxford, 1970; EI1; Epstein, Isidore, Judaism, London, 1959; The Encyclopedia of Religion; Finegan, Jack, Light form the Ancient Past, NewYor, 1959; Gordon, H., The Ancient Near East, NewYork, 1953; Hitti, Philip K., History of Syria, London, 1957; Jeffery, Arthur, The Foreign Vocabulary of the Qur’an, Baroda, 1938; Judaica; Keller, Werner, The Bible as History (English Edition), NewYork, 1976; Rawlinson, George, Ancient Egypt, London, 1886; Roux, George, Ancient Iraq, London, 1966.
صادق سجادي

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: