الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابراهیم الخلیل(ع) /

فهرس الموضوعات

ابراهیم الخلیل(ع)


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/4 ۱۲:۴۴:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

إبراهیمُ الخَلیل (ع)، ثاني أولي العزم من الرسل، وجدّ العرب الأول عن طریق ابنه إسماعیل، وجدّ بني إسرائیل عن طریق ابنه الآخر إسحاق.
یدل علی اشتهار هذا الاسم وانتشاره في المنطقة التی تعرف الیوم بالهلال الخصیب، وروده بأشکال مختلفة في المصادر‌الدینیة وغیرالدینیة بزیادة بعض الحروف أو إدغامها أو تبدیل مواضعها واختلاف تلفظها. وکلمة ابرام التي أشیر إلیها لأول مرة في العهد العتیق (التکوین، 11: 26)، شوهدت لدی الأموریین و سائر أقوام المنطقة خلال القرنین 20 و 19 ق. م مثل اسمي یعقوب و یوسف (البرایت، 3؛ سوسة، 233). کما شوهدت صیغ 1 – با – را - ما؛ ا – بام – را – ما؛ اب – را – مو؛ اب – را – ما في الألواح البابلیة والآشوریة (الدر، 42؛ سوسة، 263؛ الموسوعة، 1/38)؛ 1 – با – ام – را – ما؛ 1 – با – ام – را – ام في الألواح الأکدیة (جودائیکا، II/112). وذکر الجوالیقی (ص 13) صیغ اِبراهام، اِبراهُم، اِبراهِم، وقال إنه اسم قدیم ولیس بعربي. وأورد النووي نفس الصیغ بدون الألف المتوسطة (اِبرهام، اِبرهُم، اِبرهِم، جمعها: بَراهِم و بَراهِمة) (1(1)/98). وإذا جاز الشک بصحة أشعار أمیة بن أبي الصلت التي ذکر فیها «ابراهیم» بهذه الصیغة (شیخو، 1/229- 230)، فإن أقدم مصدر کما یبدو ضبط هذا الاسم بشکل «إبراهیم» هو القرآن. بینما تستحق صیغة برهام (روایة ابن هشام؟) وبَرهَم بن بُنَج في ألواح صفا (جفري، 45) المقارنة مع الصیغ الأخری لإبراهیم أیضاً.
وفیما یتعلّق بمعنی اَبرام، فالقسم الأول منه «أَب» (الوالد) وهو بلاشک سامي؛ والقسم الثاني یحتمل أنه من Ra’âmu الأکدیة بمعنی المحبة، أو من RWM لسامیة الغربیة بمعنی عالي المنزلة أو السامي. وعلی هذا القیاس لایمکن استبعاد معنی «الأب السامي أو المتسامي» لکلمة «اَبرام» (جودائیکا، ن. ص). وکذلک یبدو أن المعنی الذي ورد لأَبراهام (صیغة تَلفُّظها باللغة الدارجة: اَورَهام) – أبو أمم کثیرة – (التکوین، 17: 5) له أصل عامّي، وإن کان بالإمکان اعتباره من أصل واحد مع «رُهام» العربیة بمعنی الکثیر والعدد الکثیر (ن. ص). أما المعاني والصیغ الأخری التي وردت لإبراهیم فلاتبدو صحیحة، فقد ذکر النووي مثلاً نقلاً عن الماوردي أن معناها في السریانیة «الأب الرحیم» (ن. ص) وأورد وهب بن منبه أن أَبرهة هي الشکل الحبشي لکلمة إبراهیم و تعني «أبیض الوجه» (ص 136).
نبذة تاریخیة: طاف إبراهیم خلال هجراته المتوالیة في قسم کبیر من مناطق الهلال الخصیب من العراق إلی مصر. ولذلک فإن دراسة الأوضاع السیاسیة رغم الإختلافات الکبیرة حولها في المصادر التاریخیة، والصعوبات الجمّة في تحدید تاریخ ظهور الدول وسقوطها، یمکن أن تساعد علی حل کثیر من المشاکل المتعلّقة بحیاة إبراهیم. ففي مطلع القرن 20 ق. م کان الصراع و المنافسة قائمین بین قوی المنطقة وحضاراتها. وکان حکّام سومر وأکد في مابین النهرین یأخذون الخراج من صغار الحکّمام الذین کانوا حولهم من الخلیج الفارسي إلی منابع الفرات. ویقیم البحّارة الفینیقیون الأثریاء عللی سواحل البحر المتوسط، کما بلغ الحثیون أشدهم في بدایة تاریخهم في الشمال بآسیا الصغری. وفي هذه الفترة جلس «آمنمحت» الأول مؤسس السلالة الثانیة عشرة علی عرش مصر. وکانت منطقة حکمه تمتد من النوبة في جنوب شلّال النیل الثاني إلی الجانب الآخر من شبه جزیرة سیناء و فلسطین وسوریة. وفي مثل هذه الظروف کانت أمواج المهاجرین السامیین تتدفّق من جزیرة العرب إلی العراق والشام (جوادعلي، 1/244)، ومنها قبائل الأموریین (أي القادمة من الغرب) السامیین الرحّل إلی الشمال والشمال الغربي أي ما بین النهرین وسوریة وفلسطین. وقد تمّ خلال هجراتهم المقترنة بالعنف هذه اضمحلال دولتي یومر وأکد وأقام الأموریون عدة «دولات مدینیة» في ما بین النهرین و أسّسوا مراکز قویة لهم من جبال زاغروس غربي إیران إلی سواحل البحر المتوسط (البرایت، ن. ص). واتخذوا من مدینة ماري علی نهر الفرات عاصمة لهم (سوسة، 78) فطغت سیاستهم وثقافتهم علی هذه المنطقة، وظهرت لها سلالات عدیدة من أشور في الشمال إلی لارسا في الجنوب (حتي، 66). وفي هذه الفترة التي عرفت بفترة ایسین ولارسا، حدث نزاع استمر سنین طویلة علی الحکم في العراق بین دولة ایسین الأموریة و دولة لارسا التي أقامها العیلامیون بعد هجومهم علی جنوب العراق. وفي هذه الأثناء ظهرت السلالة الأولی لدولة بابل التي کانت دولة أموریة. واستطاعت بعد فترة قصیرة أنتؤسس دولة موحّدة علی جمیع أرجاء المنطقة، وقد حکمت هذه السلالة التي ورثت التراث السومري والأکدي وحضارتهما القدیمة، من مطلع القرن 19 ق. م الی أواخر القرن 16 ق. م (سوسة، 264؛ قا: کلر، 8).

أسرة إبراهیم و منشأه

في مثل هذه الظروف ظهرت أسرة إبراهیم علی مسرح تاریخ المنطقة. وفي الوقت الذي ینسب إبراهیم بناء علی روایة العهد العتیق (التکوین، 25: 19-20، التثنیة، 26: 5) إلی القبائل الآرامیة التي هاجرت من الجزیرة العربیة إلی ضفاف نهر الفرات (سوسة، 252)، یری بعض الباحثین أن أجداد إبراهیم هم أولئک الآموریون الذین نزحوا من الجزیرة العربیة إلی العراق والشام (کلر، ن. ص). وکان الآرامیون یقیمون في حرّان قرب منابع نهري البلیخ والخابور، ویبدو أن جماعات منهم هاجرت في النصف الثاني من الألف الثالثة ق. م إلی مدینة أور بسبب الازدهار الذي ظهر فیها؛ ثم مالبث الآرامیون المهاجرون أن عادوا إلی وطنهم الأصلي إثر خراب المدینة علی ید القبائل الأموریة والعیلامیین المهاجمین. وکان أبوإبراهیم علی رأس إحدی هذه الأسر التي هاجرت من أور إلی حرّان (اپشتاین، 11؛ سوسة، 446). وبالنظر إلی ماتوصّل إلیه علماء الآثار حول هجرة الآرامیین، یمکن القول إن أسرة إبراهیم نزحت إلی هذه المنطقة في أوائل الألف الثانیة ق. م (سوسة، 252). کما تحدّث المؤرخون والکتاب الأوائل عن حرّان باعتبارها موطن والد إبراهیم (الطبري، التاریخ، 1/346؛ النووي، 1(1)/101).
أما فیما یتعلق باسم والد إبراهیم، فهناک اختلاف بین العهدین والقرآن أدی إلی اختلاف بین المفسّرین، فقد ورد في العهد العتیق أن اسمه ترح (التکوین 11: 24، النص العبري؛ قا: الترجمة العربیة، ورد فیها باسم تارح)، وذُکر آزر في القرآن (الأنعام/ 6/74). وذهب المفسّرون واللغویون إلی أن لفظة آزر معرّبة (الجوالیقي، 15). ویری المستشرقون الیوم أنها ربما کانت تحریفاً لـ إلِعاذار (اِلعاذر، اِلِیعزر) العبریة. وقد ورد في العهد العتیق أنها اسم خادم إبراهیم (التکوین، 15:2؛ جفري، 55-53). وکذلک الإختلاف في التفاسیر فبعضها تشیر إلی أن آزر اسم الأب وأخری تنفي ذلک. وذکر کثیر من المفسّرین والمؤرخین أن اسم أبي إبراهیم هو تارح (مثلاً: ابن هشام، 1/2-3؛ الطبري، التاریخ، 1/346؛ ابن قتیبة، 30). و وردت تفاسیر مختلفة لکلمة آزر التي رؤیت عن الرسول (ص) أیضاً (البخاري، 4/139). فذهب بعضهم إلی أن معناها الناصر والشریک. وعلی هذا فان الآیة: «وإذ قال إبراهیم لأبیه آذر أتتّخِذُ أصناماً…» (الأنعام/ 6/74) تشیر إلی أنه کان مناصراً و شریکاً للقوم في عبادة الأصنام و یری آخرون أن آزر اسم صنم کان یعبده أبو إبراهیم، واعتبروا «أصناماً» في هذه الآیة بدلاً منه (ظ: المیبدي، 3/402). وذکر البعض أن والد إبراهیم کان تارح، أما آزر فکان عماً له، وأشاروا إلی أن العم قد یطلق علیه اسم الأب عندالعرب، کما دعي اسماعیل في القرآن والد یعقوب، والذي دعا إلی هذا القول علی الأغلب، حدیث سمع عن الرسول (ص) بأن آباء النبي (ص) کلهم کانوا موحّدین (= نقلني الله من أصلاب الطاهرین إلی أرحام الطاهرات). ولعل هذا ما دعا الطوسي بعد أن ذکر قول أهل النسب بأن تارح کان اسم أبي إبراهیم، إلی أن یقول: إن آزر کان جدّه لأمه، وقد وردت روایات أخری حول هذه المسألة کقولهم: إن لفظة آزر في العبریة من کلمات الذم (الطوسي، 4/175؛ الرازي، 13/38؛ القرطبي، 7/22؛ المیبدي، ن.ص). لکن الرازي اعتبر أنه لاأساس لکل هذه التأویلات، وأشار إلی أنه لولم یصحّ ما أورده القرآن من کون آزر أباً لإبراهیم لکذّبه الیهود المعاصرون للرسول (ص) الذین کانوا حریصین علی تکذیبه. وحیث لم یکذّبوه فقد علمنا أن هذا النسب صحیح. وأضاف قائلاً: إذا سلّمنا بأن تارح کان اسم أبي إبراهیم وجب القول إنه کان مسمّی یاسمین تارح و آزر و کان آزر اسمه الأصلي و تارح لقباً له (13/37-38)، کما کان اسرائیل لقب یعقوب (قا: المیبدي، 3/401؛ محمد شاکر، هامش المعرّب للجوالیقي، 359 و ما بعدها). ومع أن بعض الباحثین المعاصرین حاولوا الربط بین لفظة «آزوریس» اسم أحد آلهة المصریین القدماء و بین أصل لفظة «الأزر» و لفظتي «عازر» و «عزیر» و بنوا علی ذلک أن «آزر» ربما کان اسم صنم (النجار، 71)، غیر أن العقّاد اعتمد علی ماذکره المؤرخ الیوناني یوسیبیوس أن اسم أبي إبراهیم کان «اثر» فاستنتج بعد إیراد عدد من الأدلة، أنه ربّما تبدّلت ألفاظ «اثور» و «اتور» و «اتیر» بـ «تیره» و «تیرح» من جهة (تبدیل الـ هـ بـ ح مثل ساره بـ سارح في التکوین، 46: 18) (العقّاد، 135-136)، ثم بدّلت من جهة أخری إلی «اثر» وأخیراً إلی آزر (قا: تبدیل «آثر» و «آثور» في الأڤستائیة والبهلویة بـ «آذر» في اللغة الفارسیة). ومع‌ذلک لابد من القول إنه لایمکن إبداء رأي جازم في هذا الشأن مالم تجر دراسات کاملة و واسعة حول ذلک، و ما لم یتم العثور علی وثائق من ذلک العصر.
وعلی کل حال فشجرة نسب إبراهیم کما وردت في العهد العتیق هي: ابراهیم بن ترح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن أَرفَکشاد بن سام بن نوح (التکوین، 11: 10-26)، و وردت مراراً في المصادر الاسلامیة مع بعض التغییرات. ولکن ینبغي ملاحظظ ان اسم أرفکشاد (أرفخشاد في المصادر الاسلامیة) في شجرة النسب هذه لایشبه اسماً سامیاً لاصیغةً ولاشکلاً، وهو أشبه باسم إیراني.

تاریخ ولادة إبراهیم و موطنه الأصلي

لم یعثر علی أیة وثیقة تحدّد تاریخ ولادة إبراهیم الدقیق نسبیاً حینما کانت سن ترح 70 عاماً (التکوین، 11: 26)، ولکن یمکن الحدس بتاریخ تقریبي اعتماداً علی التنقیبات الأثریة، ومقارنة التواریخ بعضها ببعض. وبناء علی هذا فقد اتفق أکثر الباحثین علی أن إبراهیم ولد في القرن الـ 20 ق. م. وذکر بعضهم رقماً أدق هو 1996 ق.م (هاکس، 4؛ قا: سوسة، 250-251)، وإذا صحّ أن إبراهیم دخل کنعان في حوالي 1900ق. م (فینگان، 72)، فلابد أن تکون ولادته حوالي عام 1975ق.م نظراً لترکه حرّان و عمره 75 عاماً (التکوین، 12: 4). ومن ناحیة أخری فإن الدراسات التي أجراها البرایت وجلویک دلّت علی أن مدینتي سدوم و عمورة هدمتا حوالي عام 1898ق. م (العقّاد، 73). وبما أن عمر إبراهیم آنذاک کان 100 سنظ فولادته کانت بین عامي 2000 و 1990ق.م. والإختلاف حول مسقط رأس إبراهیم کبیر أیضاً، ورغم مایستنتج من العهد العتیق أنه ولد في أور الکلدانیین (التکوین، 11: 28-30)، فقد ذکر البعض أنها أورکا و ذهب کثیر من المصادر الإسلامیة إلی أنها مدینة کوثی التي لاتزال تعرف آثارها الیوم بـ تل إبراهیم الشهیر (الطبري، التاریخ، 1/252؛ یاقوت، مادة کوثی)، وذکر ابن بطوطة (ص 101) موضعاً باسم البُرص بین الحلة و بغداد (البرس أو برس نمرود، في موضع بابل الحالیة) بالعراق، والتي قیل إنها موطن إبراهیم الاصلي. وقیل أیضاً إنه ولد في حرّان ثم نقله والده إلی بابل (الثعلبي، 72). وذکر العهد العتیق في خلال الحدیث عن هجرة إبراهیم من حرّان إلی فلسطین بأن الله أمره بالخروج من موطنه الأصلي (التکوین، 12: 1)، غیر أن الطبري (ن. م، 1/346) أورد روایة ذکر فیها أن أبا إبراهیم ذهب من حرّان إلی هرمزدجرد و معه امرأته انموتا (أونونا، اینونا: النووي، 1(1)/101؛ وفي روایةٍ عوشا: سوسة، 252) وفیها ولد إبراهیم ثم انتقل والده به إلی کوثی. ویشیر الطبري في روایة أخری إلی أن إبراهیم ولد في شوش (ن. م، 1/252). ومع‌ذلک فقد ذهب أکثر الباحثین المعاصرین إلی أن إبراهیم ولد و نشأ في أور.
وتفید الدراسات التي قام بها علماء الآثار للوثائق و الألواح التي عثر علیها في المنطقة أن أور کانت في أوج القدرة والشهرة قبل إبراهیم بسنوات و حتی هجوم اعیلامیین علیها في أواسط القرن 20 ق. م (البرایت، 2؛ کلر، 22). کما کانت تعتبر حلقة اتصال في الطریق التجاري بین الشرق والغرب (جواد علي، 1/545-546). وکانت أور قبل هجوم السامیین علیها من الصحاري العربیة عاصمة للسومریین (کلر، 24). ویمکن القول بشکل أدق أن سلالة أور الثالثة (ح 2112-2004ق.م) ودولة ایسین علی الأقل کانت تعتبر دولة سومریة من الناحیة الثقافیة. و وردت أسماء بعض سلاطینها في الألواح السومریة (کریمر، 73، 314). وقد ظهرت مدینة أور الکلدانیة إلی الوجود إبّان حکم السلالة الثالثة هذهف ثم اختیرت عاصمة (گوردون، 132). کما عثر علی أطلال أور الواقعة في موضع یدعی التل المقیَّر، وهي تدل علی عظمتها قدیاً (اپشتاین، 11)، ویبدو أن أبعادها في عهد إبراهیم کانت 7 و 3 کم (الدر، 42). وتنتشر فیهاکغیرها من مدن مابین النهرین عبادة الکواکب. ویمکن إدراک هذا جیداً بالنظر لما ورد في القرآن من استدلال إبراهیم علی بطلان عبادة الشمس و القمر و النجوم. و قد قیل إن أو رکانت مرکزاً لعبادة نانّا إلیه القمر والذي کان یطلق علیه السامیون اسم «السین» (گوردون، 78؛ اپشتاین، 12؛ العقّاد، 169). ویصرّح موسی ابن میمون أن إبراهیم نشأ بین الصابئة، و کانوا یعتبرون الشمس هي الإله الأعظم (ص 584؛ قا: بإله البابلیین شَمَس [الشمس]، اپشتاین، ن. ص). أما فیما یتعلّق بحکومتة أور في عهد إبراهیم  حاکمها المعاصر له فلابدّ من القول أن سلالة أور الثالثة انقرضت في عهد إبّي سین عام 2006 ق.م (فینگان، 53). ولم یرد ذکر لحکام مستقلین في أور حتی مطلع القرن 19 ق.م، حیث کان یحکمها أول حاکم في سلالة بابلیة باسم سومو – ابوم (1894-1881 ق.م) أي في الفترة المسماة بـ ایسین ولارسا (رو، 215). وعلی هذا یبدو أن ملوک ایسین کانوا یحکمون هناک (فینگان، 53 ومابعدها)، مثل ایشبي – ارّا الذین حکموا حوالي 1952 ق.م، أو أور - نینورتا في 1923 ق.م (رو، 450) وهذا إذا ما فرضنا أن إبراهیم کان یعیش في القرن الـ 20 ق. م. أما إذا اعتمدنا علی الآراء التي ترجع حیاة إبراهیم إلی القرن الـ 18 ق.م (فینگان، 73) وحتی القرن الـ 15 ق.م (گوردون، 115) وبحثنا عن الملوک المعاصرین له، فلابدّ أن نجده معاصراً لحاکم بابل الکبیر حمورابي في القرن الـ 18 ق. م. وربما کان هذا مادعا بعضهم إلی اعتبار اسم امرافل الذي ورد في العهد العتیق بصفته ملکاً علی شنعار (بابل) والمعاصر لإبراهیم (التکوین، 14: 1) هو حمورابي الشهیر (هاکس، 103). غیر أن المصادر الإسلامیة تشیر إلی أن الحاکم الذي عاصر إبراهیم وجادله في الخالق هو نمرود بن کوش (أو کنعان أو فالخ) وکان من أحفاد نوح (الطبري، التاریخ، 1/219؛ الطوسي، 7/23؛ الرازي، 22/187؛ القرطبي، 3/283-284؛ الثعلبي، 73؛ قا: الطبري، ن. م، 1/253). وقد ذکر العهد العتیق نمرود بن کوش (ن. ع) هذا الذي یصعب من النظرة الأولی الکشف عن أنه کان معاصراً لإبراهیم، بصفته ملکاً جباراً کانت بابل بدایة مملکته (التکوین، 10: 8-10). والذي ذکرت الروایات الإسلامیة وروایة هجادة الیهودیة أنه أمر بقتل جمیع الأطفال الذکور قبل ولادة إبراهیم (جودائیکا، XII/1167). والجدیر بالذکر أن لایارد عثر في عام 1845 بالعراق علی مدینة کالح التي ینسب العهد العتیق (التکوین، 10: 11) بناءها إلی نمرود في موضع باسمه (جنوب الموصل) (کلر، 12). ولکن من المحتمل کما ذکر أبوریحان البیروني (ص 102) أن یکون نمرود (أو مایشبه هذا الاسم) لقب ملوک تلک المنطقة ولیس اسم حاکم خاص، حیث نراه لایورد أیة إشارة إلی علاقة إبراهیم بنمرود، وذکر أن الملک الذي حاجّه إبراهیم و هرب منه وهو في السنة الثاثة والعشرین من حکمه هو زامیس، الذي ولد إبراهیم في السنة الثالثة والأربعین من ملک أبیه نینوس (م. ن، 85)، ومع‌ذلک وإن لم نصادف بین سلالات بابل ومابین النهرین القدیمة اسم نمرود، فلایمکن رد احتمال وجوده کلیّاً.

 

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: