الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / آل مظفر /

فهرس الموضوعات

آل مظفر

آل مظفر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۳:۵۶:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

توجّه مبارزالدین في 758/1357 إلی أصفهان وخرج الشاه سلطان وبقیة کبار القوم لاستقباله، ولکن مبارزالدین لم یحفل بهم مما تسّبب في الحقد علیه ووردت الأخبار في هذه الفترة تنبئ عن حدوث اضطرابات في آذربایجان سیما في مدینة تبزیز وأن الملک أشرف چوپاني قتل، فاتجه مبارزالدین فوراً إلی آذربایجان واستطاع أن یهزم الأمیر المغولي «أمیر أخي جوق»، وذلک في الحرب التي دارت بینهما عند مدینة میانة، ثم اتجه إلی تبریز. ولم تستغرق إقامته فیها زمناض طویلاً، لسماعه یقدوم جیش کبیر من بغداد الی تبریز، ولذلک لم یرغب في البقاء هناک فذهب إلی أصفهان. ولام ابنیه الشاه شجاع و الشاه محمود علی ما أبدیاه من ضعف في الحرب ضد أخي جوق وهددهما بالقتل والسمل. وتعاهد الأخوان فیما بینهما علی اعتقال والدهما و عزله عن الحکم عند وصولهما إلی أصفهان. ووصل مبارزالدین مع عسکره إلی أصفهان في منتصف رمضان 759/22 آب 1358. وتحالف هناک الشاه شجاع والشاه محمود مع الشاه سلطان ابن أخت مبارزالدین. وهاجموا في تلک الأیام قصر مبارزالدین واعتقلوه وهو یتلو القرآن. وسجن مبارزالدین ذلک النهار في المکان نفسه، وعندما حلّ اللیل أخذوه إلی قلعة طبرک وسملوا عینیه في 19 رمضان 759/25 آب 1358، ثم أرسلوه بعد مدة من قلعة طبرک إلی قلعة سفید بفارس. وعندما أصبح الشاه شجاع ملکاً واتبّخذ شیراز عاصمة له عطف علی أبیه ودعاه إله المدینة وذهب لمقابلته وقبّل رجلیه طالباً العفو عن أخطائه السابقة وبکی أمامه بکاءً مرّاً، فعفا مبارزالدین عن ابنه وأعلن عدم رغبته بالحکم ومیله إلی العبادة فقط، ولکنه بعد مضّي عدة أشهر جمع سرّاً مجموعة حوله و فکّر في قتل ولده. وعندما اطّلع الشاه شجاع علی ذلک أمر بابعاد والده الی قلعة بم وسجنه فیها وقتل أعوانه. وبقي مبارزالدین هناک حتی وفاته في أواخر ربیع الأول 765/ کانون الثاني 1364، وحمل جثمانه إلی مَیبُد ودُفن في المدرسة المظفّریة. وخلّف مبارزالدین بالإِضافة إلی شرف‌الدین مظفر – الذي مات في حیاة والده – أربعة أولادوهم: الشاه شجاع والشاه محمود والسلطان أحمد والسلطان مظفّر‌الدین بایزید کما خلّف شرف‌الدین مظفّر أربعة أولادوهم: الشاه یحیی والشاه حسینوالشاه علي والشاه منصور (میرحواند، 4/506-510، الکتبي، 56-62؛ عبددالرزاق السمرقندي، 302-304).

 

2. الشاه شجاع (حکم: 759-786/1358-1384)

ولد یوم الأربعاء 22 جمادی الثانیة 723/9 آذار 1333. بدأ دراسته في السابعة من عمره فحفظ القرآن عن ظهر قلب وهو في التاسعة. وکان یسعی في طلب العلم وکسب الفضائل؛ وبرع تدریجیاً في الأدب العربي والفارسي (الکتبي، 63). کلّف في عهد والده بمهمّات متعددة. کانت إحداها ولایة کرمان في 754/1353. وفي عهد ولایته هذه، ثارت قبیلتا أوغان وجرمایي واستطاع الشاه شجاع أن ینتصر علیهما بالقرب من جیرفت (755/1354). ثم ذهب إلی کرمان، وأشترک بالإِضافة إلی ذلک في أکثر حروب والده وأبلی فیها بلاء حسناً. أصبح الشاه شجاع، بعد إصابة والده بالعمی ملکاً في 759/1358. وولّی أخاه قطب‌الدین الشاه محمود علی أصفهان وأبرقوه، کما ولّ یأخاه الآخر السلطان عمادالدین علی کرمان. واختار الخواجة قوام‌الدین محمد بن علي صاحب عیار – الذي کان من کبار القوم – وزیراً له. وفي تلک الفترة ثارت قبیلتا أوغان و جرمایي مرة أخری، فاتجّه الشاه شجاع في الأول من محرم 760/3 کانون الأول 1358 إلی کرمان لقمعهما واستطاع أخیراً الإِنتصار علیهما. وعندما رأی المتمرّدون عدم قدرتهم علی المقاومة أرسلوا الخواجة شمس‌الدین محمد الزاهد للتوسّط لدی الشاه شجاع الذي عفا عنهم ورجع إلی شیراز (میرخواند، 4/510، 511؛ الکتبي، 65، 66). وبعد فترة من الهدوء بدأ الصراع في شیراز بین آل مظفر أنفسهم، فقد تمرّد الشاه محمود – الذي کان في أصفهان – علی طاعة أخیة، واستولی علی یزد ومنحها للخواجة بهاءالدین، قورچي أحد أتباعه. أما الشاه یحیی الذي کان سجیناً في حصن قُهَندِز، فقد جمع حوله بعض الأنصار واستطاع السیطرة علي الحصن. فأرسل الشاه شجاع جیشاً لمحاصرته فیه، ولکن تدخّلت مجموعة بین الطرفین وصالحتهما، بشرط أن تعطی یزد إلی الشاه یحیی. وعلی هذا الأساس ذهب الشاه یحیی إلی یزد، وهناک انتزع السلطة من الخواجة بهاءالدین قورچي عامل الشاه محمود وأصبح حاکماً علیها (764/1363). وکان الشاه یحیی رجلاً محتالاً ناکثاً للعهد (الکتبي، 67) ولهذا بدأ بالتخطیط للتمرّد بعد استقراره في یزد وأعلن عصیانه علی الشاه شجاع ومن ثم استقلاله. وقصد الشاه شجاع مدینة یزدعلی رأس جیش کبیر عن طریق أبرقوه، وعندما وصل إلی ضواحیها أرسل وزیره الخواجة قوام‌الدین محمد لفرض الحصار علیها، وبقي في وسط الطریق. و بعد مدةٍ، ولمّا أدّی الحصار إلی تذمرّ الأهالي و معاناتهم، أرسل الشاه یحیی رسالة مع هدایا کثیرة إلی الشاه شجاع طالباً العفو عن أعماله السیَّة في الماضي. وقبل عذره فکّ جیش الشاه شجاع الحصار عن المدینة و عاد الأمیر إلی شیراز في 764/1363 (الکتبي، 67، 68؛ میرخواند، 4/513-516؛ عبدالرزاق السمرقندي، 338-342). وبعد رجوعه إلی شیراز ساء ظنه بالخواجة قوام‌الدین محمد صاحب عیار فأمر باعتقاله ومصادرة أمواله. ثم أمر في منتصف ذي القعدة 764/27 آب 1363 بقتل الوزیر باعتباره کذّاباً (میرخواند، 4/516؛ عبدالرزاق السمرقندي، 341؛ غني، 199). واستوزر في السنظ ذاتها الأمیر کمال‌الدین حسین رشیدي أحد أحفاد الخواجة رشیدالدین فضل‌الله (میرخواند، 4/516؛ غني، 204).

وتمرّد الشاه محمود في أصفهان علی أخیه في 764/1363. وعندما علم الشاه شجاع بذلک توجّه إلی أصفهان علی رأس جیش کبیر وحاصرها. استمر الحصار إلی أن هاجم الشاه سلطان بأمر من الشاه شجاع أصفهان وألحق الهزیمة بقوّات الشاه محمود. إلّا أن المدافعین عن المدینة والذین کانوا مختبئین في البساتین المحیطة بها، خرجوا من مخائبهم وهاجموا الشاه سلطان و اعتقلوه. فسملت عیناه کالعادة، ولم یمکث الشاه شجاع هناک بل عاد إلی شیراز فوراً (الکتبي، 69؛ غني، 205). أما الشاه محمود الذي قوي مرکزه بعد هذا الإِنتسار فقد بدأ بالبحث عن حلیف أقوی، لأنه کان یطمع باضافة فارس إلی منطقة حکمه. ولذا فکّر في طلب المساعدة من السلطان أویس أیلکاني ملک آذربایجان وبغداد. واغتنم السلطان أویس هذه الفرصة وسعی لاستغلال الخلاف بین الأخوین کي یضم أراضیهما إلی منطقة حکمه، فأرسل جیشاً بقیادة کل من الأمیر الشیخ علي ایناغ والأمیر مبارک شاه ایناغ دولي والأمیر ساتي بهادر لمساعدة الشاه محمود. وبعد وصولهم إلی أصفهان والاستراحة فیها لمدة شهر اتّجهوا إلی شیراز. وفي هذه الأثناء سعی الشاه محمود للتحالف مع الشاه یحی حاکم یزد فاقترح علیه إلحاق مدینة أبرقوه بولایة یزد؛ فالتحق الشاه یحیی بالشاه محمود طمعاً في ذلک. وفي خضمّ هذه الأحداث، بدأ مرکز الشاه شجاع یضعف تدریجیاً، حیث التحق جمع من کبار رجال حکومته سرّاً بمحمود وبدؤوا بالتجسس له. وفي 765/1364 وصلت قوات الشاه محمود والقوات المرافقة إلی فارس. وعندما أحسّ الشاه شجاع بعدم قدرته علی القتال، کتب رسالة لأخیه یحذّره فیها من الاتحاد مع الإِیلکانیین، ولکن محمود أجابه بقسوة واعتبر أخاه المسبّب الرئیس للحرب. وسارع شجاع بجمع جیش وطلب من أخهی السلطان أحمد – الذي کان حاکماً علی کرمان – مساعدته. ولکن السلطان أحمد الذي کان یشعر بأن الشاه شجاع لایثق به هرب منه والتحق بمحمود. وأخیراً هزم الشاه شجاع في الحرب التي دارت بین الطرفین ولجأ إلی داخل المدینة التي حاصرها الشاه محمود بمساعدة القوات الآذربایجانیة، و حدثت معارک متفرقة لمدة من الزمن. وأرسل الشاه شجاع أحد أقرباء وزیره المقتول الخواجة قوام‌الدین محمد والمدعو دولت شاه بکاول إلی کرمان لیجلب خزینتها إلی شیراز لتأمین نفقات الحرب. ولکن عندما وصل دولت شاه إلی کرمان، ألقی القبض علی السلطان شبلي بن الشاه شجاع الذي کان هناک و سجنه. ثم أعلن نفسه ملکاً، إلّا أنه جعل الخطبة والنقود باسم الشاه محمود. واستمر حصار شیراز، فأرسل الشاه محمود – الذي بدأ یفقد ثقته بالقوات الآذربایجانیة – رسولاً إلی الشاه شجاع لیخبره بأن الأمور سترجع إلی مجاریها و تعود القوات الآذربایجانیة و تنتهي هذه المشاکل إذا ما ذهب إلی أبرقوه و بقي فیها، فقبل الشاه شجاع ذلک، وذهب إلی أبرقوه. وفي الوقت الذي کانت فیه شیراز محاصرة، أرسل الشاه محمود أخاه السلطان أحمد إلی کرمان لینتزعها من ید دولت شاه بکاول و أن یتولّی حکمها بنفسه (عبدالرزاق السمرقندي، 342-345؛ الکتبي، 69-75؛ میرخواند، 4/516-521؛ غني، 207-217).

ومن جهة أخری فقد سارع الخواجة جلال‌الدین توران شاه الذي کان حاکماً علی أبرقوه من قبل الشاه شجاع الیه و بقي في خدمته، وکانت مکافاته أنه بقي أحد وزراء الشاه شجاع طیلة حیاته. وفکّر الشاه شجاع بعد مدة بفتح کرمان و القضاء علی دولت شاه. فتوجه في 765/1364 علی رأس 300 مسلّح إلی سیرجان، والتحقت به جماعات من عرب الأمیر رونق والأمیر هارون و قبیلتي فولادي وعبادة. و خرج دولت شاه من کرمان علی رأس 4000 رجل. ودارت المعرکة قرب سیرجان، انتصر فیها الشاه شجاع و ذهب إلی کرمان. ولکنه اقترح الصلح حینما أدرک أنّ حصار المدینة لم یجده نفعاً. وقبل دولت شاه ذلک الاقتراح و بقي في کرمان حاکماً علیها من قبله، ولکن الشاه شجاع أساء الظن به في نفس تلک الفترة التي کان في کرمان و قتله مع عدد من أصحابه (الکتبي، 75-77؛ میرخواند، 4/522-526). و ولیّ الشاه شجاع بعد قتله دولت شاه و أصحابه، ابنه السلطان مظفرالدین شبلي علی بعض المدن الواقعة حوالي کرمان. کما ولیّ الأمیر معزّالدین أصفهان شاه علی مدینة بابک و توجّه إلی شیراز، والتحق به في الطریق الأمیر سیورغتمش مع 2000 فارس، ولکن الأمیر الذي کان من قبیلتي أوغان و جرمایي هرب منه مع اتباعه أثناء الطریق، واضطر الشاه شجاع إلی التوجّه نحو کرمان و جهّز نفسه للقضاء علیهم. وطلب الأوغانیون المساعدة من الشاه محمود الذي أرسل الشاه یحیی لمساعدة الأمیر سیورغتمش و قبیلته، ولکن الشاه یحیی الذي کان مستاءً من محمود أحجم عن مساعدتهم، و توجّه من شیراز إلی یزد بدلاً من الذهاب الی کرمان، و هاجم الشاه شجاع الأوغانیین و دحرهم و اتّجه إلی شیراز عن طریق سدسیر (میرخواند، 4/525-528؛ الکتبي، 77-80؛ غني، 224، 229).

وکانت شیراز آنذاک (766/1365) بید الشاه محمود، الذي کان في الحقیقة مطیعاً لزعماء الآذربایجانیین الذین جاؤوا معه إلی شیراز لمساعدته بأمر من السلطان أویس. و عندما وصل الشاه شجاع قریباً من شیراز، کانت المدینة بید أخیه لمدة تزید عن سنة. ودارت المعرکة بین الأخوین في یوم السبت 16 ذي‌القعدة 767/26 تموز 1366 قرب شیراز. واندحر فیها الشاه محمود و انسحب الی داخل المدینة و تحصّن بها. و حینما اقترب الشاه شجاع من المدینة و حاصرها، أرسل إلیه کبار رجالات شیراز رسالة أعلموه فیها عن استعدادهم لفتح بوابات المدینة و تسلیمها. واضطر محمود في 24 ذي‌القعدة من السنة نفسها إلی مغادرة المدینة والتوجّه إلی أصفهان. کما ندم السلطان عمادالدین أحمد الذي تمرّد سابقاض علی الشاه شجاع والتحق بمحمود، و تقدم إلی الشاه شجاع طالباً الصفح. واستوزر الشاه شجاع، الخواجة قطب‌الدین سلیمان شاه بن الخواجة محمود کمال بعد استقراره في شیراز (الکتبي، 80، 81؛ میرخواند، 4/528-531). وفي أواخر 768/1367 ذهب الی أصفهان و توقف بالقرب من کوشک زرد لقتال الشاه محمود. و صمد الشاه محمود قلیلاً و لمّا شعر بعدم قدرته علی المقاومة عاد إلی أصفهان. وأرسل منها رسالة إلی أخیه یخبره أنه طالما ترک شیراز من دون حرب فمن الأفضل أنتترک له اصفهان لیحکمها، و وافق الشاه شجاع علی ذلک بشرط إطاعة الشاه محمود له و جعل الخطبة والنقود باسمه، و هکذا تمّ الصلح بینهما (الکتبي، 82؛ عبدالرزاق السمرقندي، 389؛ غني، 248). وقد أورد تاج‌الدین أحمد الوزیر في کتابه الذي ألّفهعام 782/1380 (ص 513-518). تفصیلات هذه الهجمات و تفح أصفهان بانشاء جمال‌الدین حاجي منشي الملقب بمنشي الممالک والتي کتبها بتاریخ 17 ذي الحجة 768/16 آب 1367.

و ذهب الشاه شجاه بعد ذلک إلی یزد والتقی هناک بصهره و ابن أخیه الشاه یحیی الذي کان حاکماض علی المدینة من قبله. و عند عودته اصطحب معه الشاه رکن‌الدین حسین بن معین‌الدین أشرف الیزدي إلی شیراز و استوزره (میرخواند، 4/531؛ الکتبي، 83). و في هذه الفترة التی کان الصلح فیها یسود العلاقات بین الأخوین بدأت‌خان سلطان زوجة الشاه محمود و ابنة أخي الشیخ أبي اسحق إینجو – بتبادل الرسائل الغرامیة مع الشاه شجاع سرّاً و حثّته علی فتح أصفهان و کانت امرأة فاتنة و شاغبة و تفکّر دائماً بالثأر لدم عمّها فوعدته بتقیید زوجها الشاه محمود و تسلیمه عند وصول الشاه شجاع إلی أصفهان. فتناسي الشاه شجاع بهذه الدعوة الجدیدة عهده السابق لأخیه، وهاجم أصفهان و حاصرها. وکانت‌خان سلطان ترسل یومیاً رسولاً إلیه و معه هدایا کثیرة و تذکره بتعلقها به. و لما رأی محمود عدم قدرته علی المقاومة والصمود تجاه جیش الشاه شجاع الجرّار، أرسل جمعاً من کبار رجالات أصفهان إلی أخیه طالباً الصلح. فقبل الشاه شجاع الصلح لما رآه من ضعف أخیه و رجع إلی شیراز. و لمّا أدرکت‌خان سلطان أن هدفها لم یتحقّق بدأت مرة ثانیة بإثارة الفتنة و کتبت رسالة إلی الشاه شجاع تدعوه إلی أصفهان. و في هذه الأثناء اطّلع الشاه محمود علی ماتثیره‌خان سلطان من فتن، فقتلها و أرسل سفیراً إلی الشاه شجاع یخبره بأن مسببة الفتنه قد نالت جزاءها، و لهذا فمن الأفضل اقرار الصلح. وقبل الشاه شجاع ذلک و عاد إلی شیراز (میرخواند، 4/531-533؛ الکتبي، 82-83؛ غني، 260-262). وندم الشاه محمود علی قتله زوجته الجمیلة و غلبه حزن شدید و بدأ بتعذیب نفسه. و في تلک الفترة قویت شوکة السلطان أویس الإِیلکاني الملک الجلائري الذي کان یحکم آذربایجان و ضواحیها، و أرسل مساعدة للشاه محمود لیقف بوجه أخیه الشاه شجاع، و ذلک لإِضعاف آل مظفر. و کانت للسلطان أویس بنت تدعی «دوندي» طلب یدها کل من الأخوین تقویة لمرکزه، و ذهب رسل من أصفهان و شیراز إلی تبریز لخطبتها. و لکن السلطان أویس الذي رأی أن أسلوب رسالة الشاه شجاع فیه نوع من عدم الإِحترام رجّح تزویج بنته للشاه محمود. و أرسلها إلی أصفهان ضمن مراسم خاصة في 771/1369 (میرخواند، 4/533-535؛ عبدالرزاق السمرقندي، 405-411؛ الکتبي، 83، 84؛ غني، 256-260). واتّجه الشاه محمود نحو شیراز بعد زواجه من بنت السلطان أویس، مع الجیش الجلائري الذي جاء إلی أصفهان لمساعدته. و لما علم الشاه شجاع بالأمر، خرج من شیراز لمواجهة الجیش القادم. وحدثت المعرکة في صحراء چاشت خوار. لم یستطع أيّ من الطرفین حسم الحرب لصالحه؛ و علی الرغم من تحقیق قسم من قوات الشاه شجاع الذي کان یقاتل تحت قیادة الشاه منصور بعض الانتصارات إلا أن القسم الذي کان یقوده الشاه شجاع نفسه انسحب إلی شیراز. و في هذه الفترة قتل الشاه شجاع وزیره الشاه حسن واستوزر الخواجة جلال‌الدین توران شاه (تـ الثلاثاء 21 صفر 787/5 آذر 1385) الذي کان قد مدحه الخواجة حافظ. وفي هذه الأثناء ترک الشاه محمود الذي لم یستفد کما ینبغي من مساعدة جیش السلطان أویس، ساحة المعرکة و ذهب إلی أصفهان و انصرف هناک إلی الحکم بصورة مستقلة (الکتبي، 84، 85؛ میرخواند، 4/537؛ غني، 264-277). وفي هذه الفترة. التي کان فیها الشاه شجاع قد تخلّص حدیثاً من فتنة الشاه محمود، بدأ یعاني من تمرّد البهلوان أسد بن طغان شاه حاکم کرمان من قبله. ویقول شهاب یزدي إن «البهلوان أسد» کان رجلاً متدیّناً و تقیاً وشجاعاً یبذل غایة جهده في الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر و کان الشاه شجاع یتق إلی أقصی حدٍ بأمانته و تدیّنه، حیث لم یرتکب أیّاً من الکبائر و کان یکسّر قطع الثلج في الشتاء بقصر زَرد [القصر الأصفر] لکي یتوضاً، وقد تمکّن بهلوان أسد في البدایة من القضاء علی نفوذ «ترکان قتلغ» أم الشاه شجاع التي کانت تعیش في کرمان، ثم أبعدها إلی سیرجان. وقام بعد ذلک بتحصین قلعة المدینة و أسوارها؛ وفي هذه الفترة بادر السلطان أویس ابن الشاه شجاع الأکبر، والذي کان عند عمه في أصفهان بعیداً عن أبیه، إلی ترک أصفهان و التوجّه إلی قبیلتي أوغاني و هزاره. وکتب رسالة مزوّرة عن لسان الشاه شجاع إلی البهلوان أسد تتضمّن تسلیمه ولایة کرمان، فرفض البهلوان ذلک. وبادر الشاه شجاع بعد اطّلاعه علی هذه الحوادث، بمصالحة أخیه محمود، ثم توجّه إلیکرمان عن طریق گرمسیر وحاصر المدینة. واندلعت الحرب، ولکن الشاه شجاع لم یرمصلحة في متابعة ذلک، وقصد شیراز و کلّف أخاه عمادالدین أحمد بمحاصرة المدینة. ولمّا طال الحصار، هرب قسم من جیش بهلوان أسد والتحق بمعسکر السلطان أحمد. وبعد ذلک فتح الأمیر محمد جرمایي وإخوته إحدی بوّابات المدینة واتّجهوا إلی السلطان أحمد، وکان قد ذهب إلی شیراز بعد ثمانیة أشهر بناءً علی أمر الشاه شجاع وأحلّ محله البهلوان خُرَّم. وبدأ بهلوان أسد وهو في أشد ضع‌، المفاوضات مع البهلوان خرّم، وتمّ الاتفاق أخیراً علی أن یبقی البهلوان أسد في کرمان شریطة أن یجعل الخطبة والنقود باسم الشاه شجاع و أن یصحب ابنه البهلوان خرّم إلی شیراز (رجب 775/ کانون الأول 1373). وعلی الرغم من استسلام البهلوان أسد، إلّا أن الشاه شجاع لم یطمئن إلیه. وبعد مدة، تعاهدت زوجته سرّاً علی قتل زوجها مع البهلوان علي شاه مزیناني الذي کان قد سیطر علی قلعة المدینة. وتمّ بهذه الطریقة قتل البهلوان أسد في یوم الجمعة 15 رمضان 775/28 شباط 1374 (میرخواند، 4/538-548؛ الکتبي، 9186؛ حافظ أبرو، 247؛ غني، 277-286)، وأرسل رأسه إلی یزد. وقام البهلوان کمان کِش بدفنه في مقبرة باغ کمال کاشي الخاصة بالغرباء والقتلی واضعاً علی قبره صوّة من الرخام (الکاتب، 178-179). و ولّی الشاه شجاع الأمیر اختیار‌الدین حسن قورچي علی کرمان فتوجّه إلیها.

وتوفيّ بعد فترة السلطان أویس الإِیلکاني أحد أعداء الشاه شجاع (شوال 776/ آذار 1375). وذکر حافظ أبرو وفاته، استناداً إلی شعر سلمان الساوجي، في 2 جمادی الثانیة 776/8 تشرین الثاني 1374 (ص 246). کما توفيّ في تلک الفترة أخوه الشاه محمود الذي کان یحکم أصفهان مستقلاً وکان في صراع مستمر معه (9 شوال 776/13 آذار 1375). وبعد موته وجد الشاه شجاع أن الفرصة سانحة فتوجّه إلی أصفهان و خرج ابنه السلطان أویس مع کبار رجالها لاستقباله. وعفا الشاه شجاع عن هفوات الابن و أخطاه واعتبر الخواجة جلال‌الدین توران شاه مسؤولاً عن ضبط خزائن أصفهان. ومات السلطان أویس المظفري بعد فترة من ذلک (777/1376) أو مات بالسمّ الذي دسّ له بأمر من الشاه شجاع (میرخواند، 4/549، 550). وبعد أن استقرت الأمور للشاه شجاع في أصفهان اتّجه إلی آذربایجان لیسیطر تدریجیاً علی منطقة نفوذ الحکّام الجلائریین. وخرج السلطان حسین الجلائري ابن السلطان أویس الایلکاني الذي خلف والده، للتصدي له عند چوما خواران. واحتدم القتال، فاندحرت القوات الآذربایجانیة وانسحبت. فذهب الشاه شجاع إلی تبریز و جلس علی سدّة الحکم فیها. ثم عاد إلی أصفهان بعد أن أمضی بضعة أشهر هناک. وخطب في تلک المدینة إحدی بنات السلطان أویس لابنه السلطان زین‌العابدین، کما عهد لابنه بولایة أصفهان أیضاً، ثم قصد شیراز (میرخواند، 4/550-552؛ حافظ أبرو، 248-250؛ الکتبي، 90-94).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: