الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل المهلب /

فهرس الموضوعات

آل المهلب

آل المهلب

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۶:۵۳:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

آل المهلّب، أسرة إیرانیة الأصل تنسب إلی المهلّب بن أبي صفرة، ظهرت منذ أوائل العصر الاسلامي. وبرز منها أمراء و وزراء وشعراء وعلماء حتی القرن 7/13 علی الدقل.

کان جدّ هذه الأسرة حائکاً من أهل خارک یدعی بَسخَرَّة أو بَسفَرَة (بسیارفره) و ورد في المصادر العربیة بشکل بسخرّه بن بهبوذان (ابن رسته، 206) وفسخَراء (الأصفهاني، 14/299)؛ ذهب إلی عمان وادّعی أنه من قبیلة الأزد (ابن رسته، 205، 206) ثم قبله الأزدیون کأحدهم (یاقوت، معجم‌البلدان، 2/387). ولهذا اعتبره الکتّاب فیما بعد من الأزد، دون الإِشارة إلی هذا الموضوع، و نسبوه إلیهم (ابن سعد، 7/101؛ ابن حجر، 4/108؛ الأصفهاني، 18/8، 9). وذکر المؤلفون القدماء اسمه العربي الذي اشتهر به بأشکال مختلفة فهو «أبوصفرة» ظالم بن سارق أو قاطع بن سارق بن ظالم (ابن حجر، 4/108) أو سرّاق (ابن سعد، 7/101) أو غالب بن سرّاق (الأصفهاني، 18/8). في حین أن الأصفهاني (الأغاني، 14/299-300) یری استناداً إلی شعر کعب الأشقري أن أبا صفرة هو کنیة شُناس أو ظالم بن مرداذاء (یبدو: مرد آزاد) وحفید فسخراء. واعتبر یاقوت (معجم البلدان، 2/387) أن أبا صفرة هو تعریب لـ «بسخرة»، في الوقت الذي یری فیه ابن حجر (4/108) أن الرسول (ص) أطلق علیه هذا الاسم لارتدائه رداءً أصفر عند مثوله بین یدیه و بیعته له. ورغم هذه الروایة (قا: ن.م، 4/109) فقد ورد في روایة أخری أن مقابلة أبي صفرة للنبي غیرصحیحة وأن عمر بن الخطاب هو الذي اختار هذا الاسم له، إلّا أنه لایعرف بالضبط متی اعتنق أبوصفرة الاسلام. وقد قیل أیضاً إنه کان من العرب المرتدین الذین امتنعا أیام خلافة أبي بکر عن أداء الزکاة وهزموا في الحرب أمام قوات الخلیفة. واستناداً الی روایة أخری فإن أبا صفرة وقع أسیراً بید المسلمین، في الوقت الذي کان فیه شاباً یافعاً لم یبلغ الحلم بعد. وقد أطلق أبوبکر سراحه بایعاز من عمر، وتراجععن عزمه علی قتل الأسری لارتدادهم عن الاسلام (ابن حجر، 4/108؛ابن قتیبة، المعارف، 399)، وقیل إنه سجنهم (ابن سعد، 7/102).

ویتردّد ابن خلّکان (5/351) کثیراً في قبول هذه الروایات التي رواها ابن قتیبة، ویری أن أبا صفرة لم یکن ضمن الأسری ولم یر أبابکر. وبالإِضافة إلی ذلک یقول: کیف یمکن أن یقع أبوصفري في شبابه أسیراً بأیدي قوات الخلیفة في الوقت الذي یکون فیه ابنه المهلّب قد ولد علی أیام النبي (ص) أثناء فتح مکة (قا: ابن حجر، 3/535).

وعلی أي حال فقد قام أبوسفرة، الذي التحق بعثمان بن أبي العاص أمیر عمان و البحرین، في 23/644 بر فقه الحکم بن أبي العاص شقیق عثمان، بمحاربة شهرک الذي کان في صراع عنیف مع المسلمین في فارس، فتوجّه إلی تَوَّج و تولّی مسؤولیة بعض قوات الحکم (الطبري، 1/2699). ویبدو أن أبا صفرة ذهب مع عثمان بن أبي العاص إلی لابصرة وأقام فیها بعد عزل الأخیر من إمارة البحرین و عمان (ابن رستة، 206). ولاتتوفرّ عنه معلومات منذ ذلک التاریخ. ویبدو أن أبا صفرة کان یمیل الی علي بن أبي طالب (ع)، حیث کان یبدي تذمّره من اشتراک قبیلته في حرب الجمل ضد علي (ع) (ابن الأثیر، الکامل، 3/363). وفي روایة أخری أن أبا صفرة توفيّ في طریقه إلی صفین (م.س) فلابد إذن أن تکون وفاته في عام 37/657.

وفیما یلي سرد لبعض أفراد هذه الأسرة الذین تتوفر معلومات عنهم:

 

1. أبوسعید المهلب بن أبي صفرة (8؟-82/29؟/-701)

قیل إنه ولد أثناء فتح مکة علی ید النبي (ص) في 8/629 (ابن حجر، 3/535). ومنذ ذلک التاریخ وحتی أیام معاویة ل تتوفّر عنه أیة معلومات، ویبدو أنه کان منصرفاً للؤون العسکریة، فقد توجّه في 42/662 مع الفاتحین المسلمین لقتال السجستانیین (خلیفة بن خیاط، 1/237). وعندما ولّی معاویة الحکم بن عمر والغفاري علی خراسان تقدّم المهلّب معه حتی هراة و جوزجان (44/664) حیث أبدی بسالة في هذه الحروب وأبلی فیها بلاء حسناً (آلیعقبي، 2/222). ویبدو أنه واصل تقدّمه من هناک، کما سیطر علی بعض مناطق کابل الجبلیة (خلیفة بن خیاط، 1/239). غیر أنه لم یبق في خراسان حیث غادرها بعد معرکة جبل الأشل في 50/670، ولکنه عاد إلی خراسان ثانیة في 61/680 عندما ولّی یزید بن معاویة، سلم بن زیاد علیها (الطبري، 2/393) ودخل حرب طرخون حاکم السغد (قا: الگردیزي، 245 النص والهامش) الذي جاء لقتال المسلمین بطلب من خاتون والیة بخاری واستطاع أن یتغلّب علیه (النرشخي، 58-60؛ الیعقوبي، 2/2529 وأجبر بقیة أمراء خراسان غیر المسلمین علی دفع الجزیة (الطبري، 2/394). ونظراً لکفاءة المهلّب الحربیة فقد خلّفه سلم بن زیاد في 64/683 علی خراسان لتدهور الأوضاع فیها ومعارضة الناس له و توجّه الی سرخس وذلک في أعقاب وفاة یزید بن معاویة (ابن الأثیر، 4/155)، إلّا أن المهلّب اضطر إلی مغادرة خراسان عندما أُجبر سلم علی أن یسلّم أقساماً من خراسان إلی سلیمان بن مرثد و عبدالله بن خازم (الطبري، 2/489).

ویبدو أن تمرّد أهالي خراسان علی سلم بن زیاد ومغادرة المهلّب لها لم یکونا یمعزل عن خروج عبدالله بن الزبیر علی الأمویین وإعلانه الخلافة لنفسه في المدینة، وذلک لأن المهلب التحق مباشرة بعیدالله بن الزبیر الذي قلّده إمارة خراسان في 65/684. وفي هذه الأثناء هاجم الأزارقة البصرة، وکانوا مجموعة من الخوارج ینسبون إلی نافع بن الأزرق، اغتنموا فرصة تدهور أوضاع الخلافة للسیطرة علی بعض المناطق. وکان المهلّب في طریقه إلی خراسان فوافق علی طلب کبار رجالات البصرة بطرد الأزارقة من مدینتهم شریطة أن یحتفظ بالمناطق التي یسیطر علیها (الطبري، 2/584). ووافق عبدالله بن الزبیر أیضاً علی ما تمّ بین المهلّب وأهالي البصرة، واستطاع المهلب أن یقضي علی الخوارج (ابن الأثیر، ــــــــ، 4/195-200). وقد حبّب هذا الانتصار المهلّب عند أهالي البصرة الی درجة انهم أسموا البصرة باسمه «بصرة المهلب» (ابن قتیبة، المعارف، 399) وقد احتلت حروب المهلّب ضد الأزارقة في العراق وایران ردحاً مهماً من تاریخ حیاته واستمر القتال بینهم من الفترة 65-77/684-696. ولم تدم حکومة المهلّب علی خراسان طویلاً لأنه امتنع عندما کان والیاً علی فارس عن المشارکة في قتال المختار الثقفي في الکوفة، عندما أراد مصعب بن الزبیر في 67/686 القضاء علیه، ولکنه أخیراً ونتیجة لوساطة محمد بن الأشعث (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/268) جهّز جیشاً والتحق بمصعب (الطبري، 2/720، 722، 725). ولم یعد المهلّب إلی فارس مرّة أخری بعد القضاء علی المختار. وکان مصعب یسعی لایجاد حاجز بینه و بین الخلیفة الأموي عبدالملک بن مروان فقلّده ولایة الموصل والجزیرة وأرمینیا وأذربیجان (ابن الأثیر، ــــــــ، 4/275). وتوجّه المهلب بعد فترة قصیرة إلی الأهواز لقتال الأزارقة ولم یشترک في الحرب التي دارت بین عبدالملک بن مروان و بین مصعب بن الزبیر. وعندما قتل مصعب أعلن المهلّب علی الفور، طاعته لعبدالملک وأخذ البیعة له من الناس (ـــــــ، 4/334؛ الطبري، 2/807، 822). وفي 72/691 عیّنه خالد بن عبدالله أمیر البصرة حاکماً علی الأهواز، ومنذ ذلک التاریخ وحتی 77/696 واصل مطاردته للأزارقة حتی فار وأخیراً استولی علی جمیع أرجاء فارس (ابن الأثیر، ــــــــ، 4/437). وکان الحجاج بن یوسف الثقفي الذي کان یتولّی حکم العراق و قسماً من ایران قد عیّن الولاة علی بلادفارس، ولکن عبدالملک أعاد خراج جبال فارس ودارابجرد واصطخر وفسا إلی المهلب (الطبري، 2/1003-1004) لیتسنّی له، تأمین نفقات قتال الأزارقة (ابن الأثیر، 4/437). ومع کل ذلک فلم تنشب حرب مهمّة بینه و بینه الخوارج. فیما بعد، وذکر خلیفة بن خیاط (1/386: 79 هـ) أنه قلّد المهلّب في 78/697، ولایة خراسان و سجستان (الطبري، 2/1033) ثم جهّز بعد مدة قصیرة جیشاً إلی ماوراءالنهر. وحاصر في 80/699 کَش ونَسَف ([لیفة بن خیاط، 1/360) وأرسل ابنه یزید لقتال أمیر الخُتل (ابن الأثیر، ــــــ، 4/453). واستغرقت حملته علی ماوراءالنهر حتی 82/701 و تصالح أخیراً مع أهالي کَش مقابل فدیة یقدّمونها وعاد إلی مرو (الطبري، 2/1080). وذکر خلیفة بن خیاط (1/360) أن عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث والي سجستان دعا المهلّب عندما کان یحاصر کَش (الگردیزي، 246) إلی التمرّد علی الحجّاج، فرفع المهلّب الحصار عن المدینة وعاد، ولاتخلو هذه الروایة من الشک ذلک أن المؤرخین الآخرین لم یذکروا شیئاً عن هذه الحادثة وحتی لم یرد في المصادر مایشیر الی حدوث عداء بین الحجّاج والمهلب، بل قیل إن الحجّاج کان یعطف علیه ویوده ویعتبر العراقیین عبیداً له (ابن الأثیر، ــــــ، 4/441). ومرض المهلّب في طریق عودته إلی مرو في موضع یقال له زاغول (الطبري، 2/1082) وأوصی أن یحلّ ابنه یزید محلّه (ابن الأثیر، ــــــ، 4/475)، ثم مالبث أن توفي.

وکان المهلّب بالاضافة إلی اهتمامه بالعسکریین، یهتم بالعشعراء ویصلهم بهدایا ثمینة (الأصفهاني، 15/15، 19/16). وکان ممّن مدحه من الشعراء کعب الأشقري (ـــــــ، 13/62).

 

2. أبوفراس، المغیرة بن المهلب (تـ رجب 82/ آب 701)

یبدو أنه أکبر أبناء المهلب. وکان قد شارک في حروب والده ضد الخوارج. وقد عیّنه والده مکانه في 68/687 عندما قدم الأخیر من فارس إلی مصعب بن الزبیر (ابن الأثیر، ن.م، 4/687 عندما قدم الأخیر من فارس إلی مصعب بن الزبیر (ابن الأثیرف ن.م، 4/282). ویبدو أنه بقي هناک حتی التحق بخالد بن عبدالله بن خالد بن أسید في بدایة الحرب بین الزبیریین والمروانیین (ن.م، 4/307). وتوجّه المغیرة في 73/692 مع عمر بن عبیدالله بن معمر لقتال ابن فدیک في البحرین امتثالاً لأمر الخلیفة (الطبري، 2/853). ولا تتوفّر معلومات عنه منذ ذلک التاریخ وحتی ولایة والده المهلّب علی خراسان. و عندما تولّی المهلّب خراسان في 78/697، رافقه المغیرة إلیها. وفي 80/699 هاجم المهلّب ماوراء النهر و خلف ابنه المغیرة مکانه في مرو. و بقي هناک حتی 82/701، حیث توفيّ قبل والده بمدة من الزمن (الطبري، 2/1077؛ ابن الأثیر، ـــــــ، 4/472). و نظم زیاد الأعجم الشاعر المعروف آنذاک قصیدة في رثاء المغیرة (الأصفهاني، 14/102).

 

3. یزید بن المهلّب (53-102/673-720)

أشهر أفراد آل المهلّب، حظي بأهمیة کبیرة في القرن الأول الهجري بسبب قتاله للخوارج و معارضته لحکم المروانیین وللحجّاج بن یوسف الثقفي. وکان مع أبیه عندما احتل بعض أقسام ایران و ماوراء النهر، فولّاه علی کرمان في 77/696 (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/441). کما أرسله أبوه المهلّب في 80/699 لقتال ملک الختَل المدعو سَبَل (الطبري، 2/1040) أو شَبَل (ابن الأثیر، ــــــ، 4/453) واستطاع یزید بعد فترة من فرض الحصار علیه أن یصالحه بشرط دفع الخراج و القدیة، ثم قفل راجعاً (الطبري، 2/1041). وفي 82/701 اختار المهلّب عندما کان علی فراش الموت یزیداً لیحلّ محلّه (خلیفة بن خیاط، 1/386) ودعا بقیة أولاده لإطاعته (الطبري، 2/1083). کما أقرّ الحجّاج بن یوسف الثقفي أمیر العراق والمشرق حکومته علی خراسان (ن.م، 2/1085). ولکن دعم الحجّاج و تأییده لیزید لم یستمر طویلاً، ذلک لأن عبدالرحمن بن العباس بن ربیعة بن الحارث المطّلبي – خلیف عبدالرحمن بن الأشعث الذي کان قد تمرّد علی الحجّاج – وصل إلی خراسان في 83/702. و أرسل یزید الذي کان یتجنّب قتال عبدالرحمن من یخبره بضرورة ترک هذه المنطقة. ولکن لم یکتف الأخیر بعدم الخروج من هذه الدیار فحسب، بل بدأ بجمع الضرائب في خراسان (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/486). کما سعی سرّاً لاستقطاب أصحاب یزید. ممّا اضطر الأخیر إلی إعلان الحرب علیه مرسلاً أخاه المفضّل لقتاله. واستطاع المفضّل أن یهزم عبدالرحمن و أن یأسر الکثیر من أصحابه (الطبري، 2/1105-1109)، ولکن یزید أطلق سراح کل من عبدالرحمن بن طلحة الذي کثیراً ما خدم المهلّب وعبدالله بن فضالة الذي کان من الأزد، وذلک قبل أن یرسل الأسری إلی الحّجاج (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/487). فأضمر الحجّاج حقداً علیه عندما علم بذلک (الطبري، 2/1121). ولم یتآمر علانیة علیه لعلمه بالشعبیة التي کان یتمتع بها یزید و آل المهلّب في العراق و خراسان. ولکنه بدأ یشي به عند الخلیفة و اتهم آل المهلّب بأنهم من أنصار الزبیریین مذکّراً بعدم وفائهم للمروانیین (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/503). وهکذا وافق الخلیفة أخیراً إثر اصرار الحجّاج بن یوسف علی عزل یزیدمن ولایة خراسان رغم معارضته في البدایة (الطبري، 2/1140، 1141). وکان الحجّاج یخشی تمرّد آل المهلب و لاسیما یزید (ن.م، 2/1141، 1143) فسعی إلی التفریق بین أفراد هذه الأسرة للحیلولة دون تمرّدهم. فولّی المفضّل أخایزید علی خراسان، واستدعی یزید الی العراق. وانطلت الحیلة علی المفضل الذي بدأ یحث یزید علی طاعة الحجاج لاعتقاده بأن ولایته علی خراسان منوطة بخروج یزید منها (ابن الأثیر، ـــــــ، 4/503). ولایعرف بالضبط لماذا غادر یزید خراسان قاصداً العراق رغم علمه بنوایا الحجّاج، وقوله للمفضل إن الحجّاج سوف یعزلک من بعدي (الطبري، 2/1141). واعتقل الحجاج یزید لدی وصوله الی العراق (86/705)، ثم عزل المفضل مباشرة عن ولایة خراسان کما توقّع یزید (ــــــ، 4/523). وبقي هذا مع أخواه المفضّل وعبدالملک في سجن الحجاج حتی 90/709. ففي هذه السنة توجّه الحجاج الی فارس لقمع الأکراد المتمرّدین هناک واصطحب معه سجناءه المعروفین، ولکن یزید الذي کان یبحث عن فرصة للهروب استطاع الفرار بمساعدة أخیه الآخر مروان الذي کان في البصرة یمهّد لذلک، و توجه إلی سلیمان بن عبدالملک في فلسطین (ــــــ، 4/546؛ قا: الگردیزي، 247). واستقبل سلیمان یزید بحفاوة و أصر علی الشافعة له عند الخلیفة حتی نال من الولید (90/709) الصفح عنه (الطبري، 2/1210-1215)، و أن یطلب من الحجاج إرسال جمیع أبناء المهلب السجناء عنده إلی الشام (الگردیزي، 248). و یبدو أن یزید لم یرجع الی العراق و خراسان لمدة من الزمن رغم إطلاق سراحه. و عیّن الخلیفة الجدید سلیمان بن عبدالملک یزید في 96/714 والیاً علی العراق (ابن الأثیر، ـــــــــ، 5/11).

ولکن یزید کان یتطلّع إلی ولایة خراسان و یفکّر أنه لایستطیع أن یستفید من مکان عاث فیه الحجّاج فساداً ولاسیما أن کان قد علم بأن الخلیفة یرید تولیة عبدالملک بن المهلّب علی خراسان. ولهذا حثّ عبدالله بن الاهتم لیقنع الخلیفة یمنح یزید ولایة خراسان (الطبري، 2/1308-1310). وبعد أن استقر یزید في خراسان ببضعة أشهر هاجم في 98/716 جرجان و طبرستان مخلّفاً ولده المخلّد علی خراسان (ن.م، 2/1318). واستطاع أن یحاصر الحاکم الترکي صول في دَهستان (قا: یاقوت، معجم البلدان، 3/435 الذي اعتبر صول بمثابة اسم منطقة وأنها مدینة تقع بالقرب من باب الأبواب أودربند) و أجبره أخیراً علی الصلح ودفع الخراج. ثم سیطر علی جرجان (الطبري، 2/ 1320). ویقال إن مدینة جرجان لم تکن قد بنیت آنذاک (خلیفة بن خیاط، 1/422)، و إنّ یزید هو الذي بناها (یاقوت، معجم البلدان، 2/49). وآتجه یزید بعد هذا الانتصار لقتال الاسبهبذ فرخان ملک طبرستان فحاول الفرار في البدایة، ولکنه صمد، بناء علی نصیحة ولده، واستطاع ان یهزم یزید في أول معرکة دارت بینهما و أرسل الی جرجان من بأمر بقتل المسلمین هناک. واستطاع یزید، الذي کان الاسبهبذ یحاصره حصاراً شدیداً، الخروج من المنطقة بعد أن دفع له أموالاً طائلة (الطبري، 2/1321؛ ابن اسفندیار، 163، 164). ثم هاجم جرجان ثأراً لمذبحة المسلمین فیها. و بعد أن ارتکب مجزرة بحق أهالیها اعتقل صول و بعث به إلی الخلیفة (الگردیزي، 251، 252). وبعد فترة تولّی الخلافة عمر بن عبدالعزیز الذي لم یکن راضیاً عن یزید و آل المهلب، وکان یعتبرهم من الظالمین فعزل یزید عن الولایة. وکلّف عدي بن أرطاة الفزاري والي البصرة الجدید موسی بن وجیه الحمیري لاعتقال یزید (الطبري 2/1346). ویبدو أن یزید کان قد غادر خراسان من قبل لمقابلة الخلیفة سلیمان بن عبدالملک (الگردیزي، 252؛ خلیفة بن خیاط، 1/433؛ الطبري، 2/1350) فاعتقله عمّال عمر بن عبدالعزیز عند جسر البصرة وساقوه إلیه (100/718). وطالبه الخلیفة بتسلیمه الأموال التي کانت في حوزته، و کان قد ذکر مبلغها للخلیفة السابق، ولکن یزید تذرّع ببعض الذرائع و حاول أن یتهرّب من ذلک فأمر الخلیفة بسجنه. ولم تنفعه وساطة ابنه المخلّد، حیث ظلّ في السجن حتی 101/719. و مرض عمر ابن عبدالعزیز في هذه السنة؛ و کان یزید عتقد بأن الخلافة لو آلت الی یزید بن عبدالملک فسیعدمه لذلک مهد للهرب من السجن (الطبري، 2/1359، 1360؛ قا: الگردیزي، 254). و توفيّ عمر بن عبدالعزیز بعد ذلک بفترة قصیرة، و طلب الخلیفة الجدید یزید بن عبدالملک من عبدالحمید بن عبدالرحمن و عدي بن أرطاة أن یتصدّیا لیزید و یعتقلا أقاربه في البصرة. وسجن عدي بن أرطاة بعض إخوة یزید و جهّز نفسه لقتاله و کان قد اتجه إلی البصرة مع أنصاره. ویبدو أن یزید دخل البصرة دون قتال و طلب من عدي إطلاق سراح إخوته. و رفض والي البصرة ذلک فاستطاع یزید ببذل الأموال أن یجمع الناس حوله و یقبض علی عدي (الطبري، 2/1379-1382). و من جهة أخری فقد توجّه حمید بن عبدالملک بن المهلّب، ابن أخي یزید، إلی الخلیفة لیشفع لعمه، وعاد بعهد أمان له، و کان خالد بن عبدالله القَسري و عمرو ابن یزید الحَکَمي یرافقان حمید بن عبدالملک بأمر من الخلیفة لیقلابلایزید، فالتقیا بحواري بن زیاد العَتُکي الذي کان قد انهزم أمامه فحال دون ذهاب مبعوثي الخلیفة إلی یزید لإِبلاغه الأمان وحثّهم علی اعتقال حمید بن عبدالملک (ن.م، 2/1389، 1390). کما اعتقل والي الکوفة عبدالحمید بن عبدالرحمن بن یزید المدعو خالد وأرسله الی الخلیفة. ویبدو أن الخلیفة کان قد ندم من إرسال الأمان إلی یزید، وأرسل العباس بن الولید علی رأس جیش لقتاله. کما توجّه مسلمة بن عبدالملک علی رأس جیش من أهالي الشام لقتاله أیضاً. وقام یزید الذي لم یر بدّاً من القتال بجمع أهالي البصرة حوله و أخبرهم بأن قتال أهالي الشام أکثر ثواباً من جهاد کفارالترک والدیلم (الطبري، 2/1391). والتحق مقاتلو البصرة بیزید علي الرغم من عداء الحسن البصري له، حیث کان یتحدّث عن ظلمه (ن.م، 2/1392). وأناط یزید الحکم في البصرظ إلی أخیه مروان و اتّجه هو الی واسط. وهناک رفض نصیحة حبیب بن لامهلّب، الذي کان یری ضرورة توجّه یزید إلی فارس وأن ینطلق منها لاحتلال بقیة المدن و تهیأ للقتال. وعند ذلک ولّی ابنه معاویة علی واسط، ونزل بجیش في عَقر – بالقرب من الکوفة – ولکنه قتل (22 صفر 102/14 آب 720) في الحرب الطاحنة التي دارت رحاها بینه و بین جیش الشام بقیادة مسلمة بن عبدالملک والعباس بن الولید (الطبري، 2/1395 – 1405؛ ابن قتیبة، المعارف، 364)، کما قتل معه الکثیر من آل المهلّب. وسمّي هذا الیوم فیما بعد بـ «یوم العَقر» لأهمیته (ابن خلّکان، 6/308).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: