الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / آل کاشف الغطاء /

فهرس الموضوعات

آل کاشف الغطاء

آل کاشف الغطاء

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۱:۲۸:۴۱ تاریخ تألیف المقالة

آل کاشف‌الغطاء، أسرة من علماء الشیعة الإِمامیة بالعراق نبغ منها رجال حملوا لواء العلم والدین في القرنین 13 و 14ھ/19 و 20م تنتسب إلی قبیلة «بني مالک»، و یقال إلی مالک بن الحارث بن عبد یغوث المعروف بالأشتر النخعي (تـ 37ھ/657م)، و من أشهر خواص الإمام أمیرالمؤمنین (ع) (الأمین، 4/99). ولهذا عرفوا بـ «المالکي» أیضاً. کان یعیش أجدادهم في «جناجیة» أو «جناجیا» أو «قناقیا» من أعمال الحلة. وفي أواخر القرن 12ھ/18م هاجر والد الشیخ جعفر إلی النجف، ولذلک اشتهر أفراد آل کاشف‌الغطاء أیضا بـ «الجناجي» (الأمین، 4/100).

برز من آل کاشف‌الغطاء علماء معروفون لکل منهم في عهده آثار علمیة و سیاسیة مهمة في العراق و ایران و بعض البلاد الإسلامیة والأوساط الشیعیة. ومن ممیّزات هؤلاء العلماء أنهم کانوا من الأصولیین و في صراع لاهوادة فیه مع العلماء الأخباریین. وقد لعبوا دوراً مهماً في نشر الآراء الأصولیة لوحید البهبهاني (تـ 1207ھ/1792م) المشهور بـ «استاذ الکل»، ونقلها إلی علماء و فقهاء القرن 14ھ/20م.

أشهر وجوه آل کاشف‌الغطاء هم:

 

1. جعفر بن خضر بن یحیی الجناجي الحلّي النجفي

المعروف بکاشف‌الغطاء (1156-1227ھ/1743-1812م). رأس آل کاشف‌الغطاء، والشهیر بجعفر الکبیر و شیخ المشایخ. کان فقیهاً وأصولیاً ومتکلماً و محققاً و مؤلقاً، و مرجع تقلید للشیعة و أدیباً و شاعراً. لقّب بکاشف‌الغطاء بعد تألیفه لکتابه الفقهي المشهور «کشف الغطاء» توجه والده «خضر» الذي کان یعتبر من علماء و زهّاد عصره من جناجیة إلی النجف طلباً للعلم، وأقام في هذه المدینة و توفي عام 1181ھ/1767م (المعلم حبیب آبادي، 3/852، آغابزرگ، طبقات …، 249).

ولد جعفر في النجف، وقرأ علی أبیه مبادئ العلوم ثم حضر الدراسات العلیا في الفقه والاصول عند علماء مشهورین في العراق کالسید صادق الفحّام (1124-1205ھ/1712-1790م) والشیخ محمد الدور قي (تـ 1187ھ/1773م) والشیخ الفتّوني والآغا باقر وحید البهبهاني في کربلاء. و حضر لفترة قصیرة دروس السید محمدمهدي بحرالعلوم (1155-1212ھ/1742-1797م) في النجف وأصبح من المجتهدین والعلماء المشهورین، وکان یحضر حلقة درسه علماء کثیرون أصبح عدد منهم من الفقهاء والمحققین الکبار الذین سطح نجمهم في سماء العلوم‌الدینیة في العراق و ایران نذکر منهم: الشیخ محمدحسن النجفي صاحب الجواهر (تـ 1266ھ/1849م) والشیخ أسدالله التستري الکاظمي (تـ 1234ھ/1818م) والشیخ علي الهزار جریبي (تـ 1254ھ/1838م) والشیخ محمدتقي الأصفهاني (تـ 1248ھ/1832م) والشیخ محسن الأعسم (تـ 1238ھ/1822م) والسید محمد بن أمیر معصوم الرضوي (تـ 1255ھ/1839م) والسید محمدباقر الاصفهاني (تـ 1260ھ/1844م) والشیخ ابراهیم الکلباسي (تـ 1261ھ/1845م) والسید صدرالدین العاملي (تـ 1263ھ/1846م) وأربعة من أبنائه: موسی و علي و حسن و محمد (حرز‌الدین، 1/152-153). ونال عدد إجازة الروایة عنه منهم الشیخ أحمد الأحسائي (تـ 1241ھ/1825م) والشیخ عبدعلي بن أُمید الجیلاني والشیخ ملاعلي الرازي النجفي والشیخ أسدالله التستري والسید عبدالله شبّر الکاظمي (تـ 1242ھ/1826م) (ن.م).

کان کاشف‌الغطاء متبحراً في الفقه والأصول، و یدلّ ما ألّفه في هذین العلمین و لاسیما کتابه کشف الغطاء علی طول باعه في استنباط الأحکام. وقد ألف هذا الکتاب أثناء سفره إلی ایران ولم یکن یحمل معه سوی کتاب القواعد للعلامة الحلي. وقیل إن الشیخ مرتضی الأنصاري (1214-1281ھ/1799-1864م) قال: إن من یعرف قواعد واصول هذا الکتاب هو مجتهد عندي. وکان قد ادعی قائلاً: لو أني فقدت جمیع الکتب الفقهیة لکان باستطاعتي کتابة جمیع الأبواب والأبحاث الفقیهة من أولها إلی آخرها (القمي، 70). وقد اعترف الفقهاء المعاصرون له و المتأخرون بتبحره العلمي والقهي.

تولّی الشیخ جعفر بعد وفاة بحرالعلوم الرئاسة‌الدینیة للشیعة في العراق و ایران والبلاد الأخری. وازدادت شهرته و نفوذه الاجتماعي والسیاسي. ورغم أن نظریة وجوب تقلید الأعلم لم تکن واسعة الانتشار قبل الشیخ مرتضی الأنصاري و کان المقلدون الشیعة یقلدون عدداً من المجتهدین المحلیین في وقت واحد فقد کان کاشف‌الغطاء مرجع تقلید الشیعة عملیاً.

وکان قد حدث في عهد کاشف‌الغطاء صراع علمي شدید بین العلماء الأصولیین و الأخباریین الشیعة، وکان کل من هاتین الطائفتین تسعی لإثبات آرائها و ردّ الآراء المخالفة و تخطئتها. وقد نشأ الشیخ جعفر في مدرسة وحید البهبهاني الأصولیة، وکان من حماة الاجتهاد والاستنباط والدفاع عن الاعتماد علی العقل و الاستدلال للوصول إلی العقائد و الأحکام الشرعیة، ولذا أوقف نفسه للدفاع عن علم الأصول وردّ الآراء الأخباریة و علمائها بکل قواه. وقد تجلّت مظاهر هذا الصراع في خلافه مع العالم الأخباري الشهیر الشیخ محمد بن عبدالنبي النیشابوري (تـ 1232ھ/1816م)، فتوجه میرزا محمد الیایران إثر مناهضة کاشف‌الغطاء الشدیدة له و إحساسه بالخطر واعتصم بفتح علي شاه. وقد ألف الشیخ جعفر في البدء کتاباً بعنوان کشف الغطاء عن معایب میرزا محمد عدو العلماء، ردّفیه آراءه، وأرسله إلی شاه ایران (آغا بزرگ، الذریعة، 18/45)، ثم سافر بنفسه إلی ایران حیث أدّت مساعیه التي بذلها إلی إبعاد الشاه القاجاري للشیخ محمد (م.ن، طبقات 250,000). ثم ألف کتاباً آخر لولده الشیخ علي خلال رحلته إلی أصهان باسم الحق المبین في تصویب المجتهدین و تخطئة جهال الأخباریین، ردّ فیها من جدید آراء الأخباریین و خطّأها (م.ن، الذریعة، 7/37). وألف میرزا محمد الأخباري کتاباً بعنوان الصیحة بالحق علی من ألحد و تزندق، ردّاً علی الکتاب المذکور أیضاً (م.ن، ن.م، 7/38). وقد لعبت مساعیه العلمیة و العملیة تجاه العلماء الأخباریین دوراً مهماً في إضعاف نفوذهم في السنوات التالیة.

وحدت نزاع آخر بین الشیخ والوهابیین في العراق. ففي أواخر القرن 12ھ/18م ثار أتباع محمد بن عبدالوهاب (1111-1207ھ/1699-1792م) في الجزیرة العربیة و تصدّوا للکثیر من عقائد الفرق‌الدینیة الاسلامیة المختلفة بالمعارضة (وخاصة المذهب الشیعي)، مدعین تخلیص الشریعة من الشوائب و بدأوا عملیاً بمحاربة مایدعونه بالشرک و المظاهر المبتدعة. وقد تجاوز نطاق هذا التیار التخریبي حدود الجزیرة العربیة و مدینتي مکة والمدینة إلی العراق فتعرّضت مدینتا کربلاء و النجف لهجمات الوهابیین، وانبری الشیخ جعفر کاشف‌الغطاء للدفاع عن النجف و مقدسات أهلها، و حمل السلاح بنفسه. وسلّح العلماء و الطلاب و أبناء الشعب أیضاً و قاتل المهاجمین إلی أن ردّهم علی أعقابهم. ثم أمر بتشیید سور حول النجف لتکون في مأمن مع أهلها من إغارة الوهابیین علیها. کما ألف من الناحیة العلمیة کتاباً باسم منهج الرشاد لمن أراد السداد، في نقد و رد عقائد الوهابیین، ربما کان اول کتاب من نوعه (م.ن، طبقات ….، 251).

حج کاشف‌الغطاء مرتین، الأولی في 1186ھ/1772م و الثانیة في 1199ھ/1784م. و في 1222ھ/1807م قصد ایران و زار مدنها الکبری کطهران و أصفهان و قزوین و یزد و مشهد و رشت. وکان الناس یستقبلونه أینما حلّ استقبالاً حافلاً. وکان یعقد الاجتماعات و یتحدث إلی الأهالي في کل مکان. و زار في طهران فتح‌علي‌شاه القاجاري، إذ کان آنذاک في أوج شهرته و قدرته‌الدینیة و السیاسیة. وقد قدّم الشیخ جعفر للشاه في هذا اللقاء کتاب کشف الغطاء و أجازه في أخذ ما یتوقف علیه تدبیر العساکر و الجنود و رد أهل الکفر … من خراج أرض مفتوحة و زکاة (کاشف‌الغطاء، 394). وصدرت هذه الفتوی أثناء الحرب الأولی بین ایران و روسیة (1218-1228ھ/1803-1813م).

وکان کاشف‌الغطاء یحظی بالاحترام و الإکبار لدی الحکومتین الایرانیة و العثمانیة. ویُلجأ إلیه لرفع الاختلافات بین البلدین عند الضرورة لما له من نفوذ الکلمة، و کان یعتقد اعتقاداً راسخاً بضرورة تنفیذ أحکام الاسلام لاسیما الحدود و الدیات و التعزیرات و الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، کما کان یسعی بکل جهوده و قدرته في هذا السبیل، حیث کان بعض إصراره علی تنفیذ الحدود ینتهي بحوادث (الأمین، 4/102)، وکان الشیخ یهتم اهتماماً کبیراً بمساعدة المحرومین، فیأخذ من ذوي الثروة لیعطیهم، و یجمع بنفسه المعونات لهم أحیاناً.

آثاره: ألف کاشف‌الغطاء کتباً متنوعة خاصة في الفقه و الأصول والکلام و الأدب العربي هي: 1. الحق المبین في تصویب المجتهدین وتخطئة الأخباریین، ط طهران، 1306هـ و 1319 هـ؛ 2. کشف الغطاء عن خفیات مبهمات الشریعة الغرّاء، طهران، 1271هـ و 1317 هـ؛ 3. بغیة الطالب في معرفة المفروض و الواجب، رسالة عملیة قصیرة، القسم الأول منها في أصول العقائد و القسم الثاني في الأحکام. یشیر آغا بزرگ إلی أنه رأی مخطوطات کثیرة من هذا الکتاب (الذریعة، 3/133). و توجد مخطوطة منها في مکتبة آیة الله المرعشي و مخطوطة أخری في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران. وقد ترجمها گُل محمد المامقاني إلی الفارسیة، کما توجد ترجمة أخری لها لأسدالله الدزفولي صهر الشیخ بعنوان تحفة الراغب (م.ن، ن.م، 3/134)؛ 4. التحقیق و النقیر فیما یتعلق بالمقادیر، یذکر آغابزرگ أنه طبع مع خصائص یوم الجمعة للشهید الثاني (ن.م، 3/485)؛ 5. الرسالة الصومیة، یشیر آغابزرگ إلی أنه رأی مخطوطات متعددة لها (ن.م، 11/205)؛ 6. مشکاة المصابیح، شرح للمنظومة الفقهیة مشکاة الهدایة، تألیف السید محمد مهدي بحرالعلوم؛ 7. رسالة في العبادات المالیة، کتاب فقهي، یوجد مخطوطة منه في مکتبة وزیري بیزد؛ 8. غایة المراد في أحکام الجهاد، کتاب فقهي ألف بطلب من عباس میرزا (1202-1249ھ/1787-1813م) في 1227ھ/1812م، و یذکر آغابزرگ وجود مخطوطة منه في مکتبة الروضة الرضویة المقدسة وقفت عام 1261ھ/1845م. کما یشیر إلی مخطوطة أخری منها في مکتبة سپهسالار (سابقاً) تحت عنوان الحسام البتّار في قتال الکفار (ن.م، 16/16-17)؛ 9. نهج الرشاد لمن أراد السداد، وهو في رد و نقد آراء الوهابیین، و یذکر آغابزرگ أنه طبع عام 1343/1924 (ن.م، 3/186). توجد مخطوطة منه في مکتبة وزیري بیزد.

 

2. موسي بن جعفر (1180-1243ھ/1766-1827م)

فقیه وأصولي و أدیب و شاعر. و هو النجل الأکبر للشیخ جعفر کاشف‌الغطاء. ولد في النجف و درس مقدمات العلوم و خارج الفقه و الأصول علی والده، و نال درجة الاجتهاد. ساعد والده في التدریس و الفتوی والارشاد و کان جماعة من العلماء یفضّلون موسی علی أبیه في المتانة والدقة العلمیة (الأمین، 10/178). تخرّج علیه کثیرون منهم أخوه الشیخ حسن والشیخ محمدحسن (صاحب الجواهر) و کان یدافع عن الشیعة العراقیین مقابل الحکام العثمانیین و الوهابیین و المعارضین الآخرین. و في 1231ھ/1815م أمر ثانیة بتشیید سور منیع حول النجف لاحتمال هجوم الوهابیین علیها، وأخرج بنفسه کل الأشیاء الثمینة التي یمکن نقلها من خزانة روضة الامام علي (ع) بعد أن قیّدها وضبطها وحملها إلی بغداد و وضعها أمانة في خزانة‌الدولة، و بعد ارتفاع المحذور من هجوم الوهابیین أعادها إلی مکانها (الأمین، ن.م). کان الشیخ موسی یحظی بمکانة مرموقة لدی الدولتین العمانیة والایرانیة فقد کانت الدولتان تلجأ إلیه لرفع الاختلافات بینهما و لهذا فقد اشتهر بـ «المصلح»، ورحل إلی کربلاء وأقام بها مدة إثر الاضطرابات المحلیة ودرس فیها؛ و سافر مرة الی ایران حیث أکرمه فتح‌علي شاه و منحه 12000 تومان لکنه و زّعها علی الفقراء (م.س) و کان یعد في أواخر عمره من مراجع الشیعة.

له کتاب منیة الراغب و هو شرح لکتاب والده بغیة الطالب (آغابزرگ، الذریعة، 3/133)، ویشیر آغابزرگ إلی أنه رأی عدداً کبیراً من مخطوطاته (م.ن، 6/28) وقد دوّن السید أمیر عبدالفتاح المراغي تقریرات دروسه الفقهیة بعنوان کتاب اللقطة و الغصب والقضاء، ویشیر آغابزرگ إلی أنه لایزال مخطوطاً (ن.م، 18/338).

 

3. علي بن جعفر (1197-1253ھ/1782-1837م)

فقیه و أدیب و شاعر، درس علی والده مقدمات العلوم و الدراسات العالیة للعلوم العقلیة و النقلیة، و نال درجة الاجتهاد، وقد عرف بـ المحقق الثالث لما کان له من مرکز علمي کبیر. و کان یراعي الاحتیاط في نظراته العلمیة والإفتاء. قسمت المرجعیة‌الدینیة بعد وفاة أخیه الشیخ موسی بینه و بین الشیخ محمدحسن (صاحب الجواهر). و استقل بها بعد وفاة الأخیر. تخرّج علیه عدد من مشاهیر العلماء منهم: السیدابراهیم القزویني (تـ 1262ھ/1845م)، والشیخ مرتضی الأنصاري (تـ 1281ھ/1864م)، والشیخ راضي (تـ 1290ھ/1873م). والسیدمهدي القزویني (تـ 1300ھ/1882م)، والشیخ جعفر الشوشتري (تـ 1303ھ/1885م). وأجاز آخرین في الروایة عنه منهم السیّد مهدي القزویني؛ وقد توفي علي بن جعفر في کربلاء ودفن في النجف.

 

آثاره

الخیارات، الجزء الأول، طهران، 1319 هـ (مشار، فهرست چاپي عربي؛ آستان قدس، 5/557)؛ النور الساطع في الفقه النافع، مجلدان، النجف، 1384 ه؛ الرسالة الصومیة، أشار آغابزرگ الی وجود مخطوطة منها في مکتبة مدرسه أیة الله البروجردي في النجف (الذریعة، 11/206). تنسب إلیه بعض الآثار مثل البیع و هو شرح لکتاب البیع في شرح اللمعة؛ حاشیة علی بغیة الطالب لأبیه والتي تمثّل رسالة عملیة (الأمین، 8/177-179) وکتاب في المسائل الأصولیة: حجیة الظن و القطع والبراءة والاحتیاط (حرزالدین، 2/94-95) حیث لانعلم عنها شیئاً.

 

4. حسن بن جعفر (1201-1262ھ/1786-1845م)

فقیه وأصولي وأدیب و شاعر. درس علی أبیه مقدمات العلوم، ثم حضر دروس أخیه الشیخ موسی والسید محمدجواد العاملي والشیخ أسدالله التستري والسید عبدالله شبّر والشیخ علي البحراني والشیخ سلیمان القطیفي (الأمین، 5/35)، وأنهی الدراسة العلیا للفقه والأصول، وأجازوه بالروایة عنهم (حرزالدین، 1/211). کان الشیخ حسن أستاذاً في کثیر من علوم عصره، ولکن شهرته الکبیرة کانت في الفقه، یدلّ علی ذلک کتابه أنوار الفقاهة، و کان من تلامیده عدد من العلماء کالشیخ مرتضی الأنصاري والحاج ملاعلي الخلیلي والسیدمهدي القزویني وأحمد الدجیلي و حسن البلاغي والشیخ حسن المامقاني، و کان یعیش قبل وفاة أخیه الشیخ علي في الحلة. ثم توجّه في 1243ھ/1827م إلی النجف، وشرع بالتدریس.

ولما ثار نجیب باشا الحاکم العثماني عام 1258/1842 و فتح کربلاء وارتکب فیها أعمال القتل و النهب (1259ھ/1843م) توجه إلی النجف لاحتلالها، فتصدی له الشیخ حسن واستطاع بتدبیره و ذکائه أن یصرفه عن هدفه. وفي 1260ھ/1844م دعا نجیب باشا علماء و فقهاء الفرق الاسلامیة المختلفة إلی بغداد لإبداء آرائهم حول ادعاءات وعقائد السید علي محمد الباب الشیرازي (1239-1266ھ/1822-1839م). وقد ترأس الشیخ حسن في هذا الاجتماع و فداً من العلماء الشیعة بالنجف، فأبدی رأیه الفقهي الذي أُخذ به دون آراء الفقهاء الکثیرین الآخرین. وقد اعتبر هذا نجاحاً له وللفقهاء الشیعة، وکان له صدی واسع (ن.م، 1/215-216).

 

آثاره

للشیخ حسن آل کاشف‌الغطاء مؤلفات في الفقه والأصول والکلام أهمها: 1. أنوار الفقاهة، وهو دورة من الفقه الاستدلالي تقریباً، في عدد من المجلدات علی غرار اللمعة للشهید الأول. توجد إحدی مجلداته المخطوطة في مکتبة المجلس الوطني (سابقاً). کما یوجد کتاب الطهارة في مکتبة المدرسة الفیضیة بقم؛ 2. السلاح الماضي في أحکام القاضي، توجد مخطوطة منه في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران؛ 3. شرح مقدمة کتاب کشف الغطاء، في الأصول، مخطوطة منه في مکتبة الروضة الرضویة المقدسة، و مؤلفاته الأخری عبارة عن: الرسالة الصومیة العملیة؛ الزکاة والخمس والصوم؛ الامامة، في الکلام؛ العمل، تکملة لکتاب بغیة الطالب لوالده، وکذلک تکملة لکتابه شرح القواعد.

 

5. مهدي بن علي (1226-1289ھ/1811-1872م)

فقیه وأصولي و مرجع تقلید و أدیب و شاعر، ولد في النجف، وتلقّی العلوم الاسلامیة علی والده و عمه الشیخ حسن وأخیه الشیخ محمد و علماء آخرین في النجف، و نال درجة الاجتهاد. وأجازه في الروایة والده و عمه (حرزالدین، 3/97). وکان یعتبر من کبار علماء عصره في الفقه والأصول. و من أشهر تلامیذه الشیخ حسن المامقاني و السیداسماعیل الصدر (1255-1338ھ/1839-1919م) والشیخ فضل‌الله النوري (مقـ 1327ھ/1909م) والشیخ عبدالله المازندراني (تـ 1333ھ/1914م) والسیدکاظم الیزدي (1247-1337ھ/1831-1918م). کما کان من العلماء المعتمدین لدی الشیخ مرتضی الأنصاري الذي کان یقدّمه في کثیر من الأمور الشرعیة و العرفیة. وبعد وفاة الأنصاري قلده أکثر الناس في ایران و القفقاس والعراق. وکان یتولی توزیع خیریة «اوده» الهندیة في النجف، وأسس مدرستین دینیتین في النجف و کربلاء تخرج منها الکثیر من الطلاب.

 

آثاره

الخیارات، في شرح کتاب الشرایع، ذکر الشیخ آغابزرگ أنه رأی مخطوطات منه في مکتبات النجف (الذریعة، 7/280)؛ کتاب الصوم؛ اللآلئ النجفیة، و هي رسالته العملیة، ترجمت إلی الفارسیة في 1273ھ/1856م وتم طبعها في تبریز؛ المکاسب المحرّمة.

کان ابنه الشیخ صالح (تـ 1317ھ/1899م) من فقهاء و علماء آل کاشف‌الغطاء و تتلمذ علی أبیه و آخرین من علماء النجف کالسیدحسین کوه کمري والشیخ راضي النجفي والمیرزا حبیب الله الرشتي (1234-1312ھ/1818-1895م) والشیخ محمدحسین الکاظمي، ودرس في سامراء عندالمیرزا محمدحسن الشیرازي (تـ 1312ھ/1895م) حرزالدین، 1/381).

 

6. عباس بن علي (1242-1315ھ/1826-1897م)

فقیه وأصولي وأدیب و شاعر، ولد في النجف، فقد والده صغیراً، فنشأ في کنف عمه الشیخ حسن وإخوته. حضر دروس الشیخ مرتضی الأنصاري لفترة، ثم درس علی أخیه الشیخ مهدي والشیخ راضي النجفي ومیرزا محمدحسن الشیرازي والشیخ محمدحسین الکاظمي و میرزاحبیب الله الرشتي والسیدمهدي القزویني ونال درجة الاجتهاد. ثم أسس حوزة علمیة درس فیها الکثیر من الطلاب. وبعد وفاة أخیه الشیخ حبیب آل کاشف‌الغطاء (1307ھ/1889م) بلغ مکانة سامیة في الرئاسة‌الدینیة. توفي في مدینة الهندیة ودفن في النجف.

 

آثاره

موارد الأنام في شرح شرائع الاسلام؛ رسالة في الشروط؛ رسالة في الأصول، و رسالة عملیة لمقلدیه.

 

7. محمدبن علي (تـ 1268ھ/1851م)

فقیه وأصولي وشاعر. ولد في النجف، وتتلمذ علی علماء أسرته، وبلغ درجة عالیة في العلم والفقه. کان من تلامیذ عمه الشیخ حسن (صاحب أنوار الفقاهة) المشهورین. و بعد وفاته ووفاة الشیخ محمدحسن صاحب الجواهر أصبح مرجع تقلید العدید من الشیعة في العراق. تتلمذ علیه کثیر من فقهاء و علماء الشیعة في القرن 13ھ/19م وأجاز عدداً منهم. وکان یساهم مساهمة فعّالة في قضاء حوائج الناس لدی الولاة العثمانیین (م.ن، 2/356-358).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: