الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / آل صاعد /

فهرس الموضوعات

آل صاعد

آل صاعد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/24 ۰۹:۵۱:۳۳ تاریخ تألیف المقالة

آل ‌صاعد، أسرة من علماء‌الدین والمحدّثین والقضاة الحنفیین، اشتهر بعضهم في الفترة مابین القرن 4-9ھ/10-15م، في نیسابور و هراة والري وأصفهان وسائر مدن خراسان وأرجاء إیران؛ وغالباً ما تولّوا القضاء والخطابة في هذه المدن، کما اشتهروا بتعلیم عدد کبیر من الناس. وکانت هذه الأسرة تسکن في البدایة في قریة «اُستُوا» الواقعة في ضواحي نیسابور و منها هاجروا إلی نیسابور نفسها ومدن أخری.

وأشهر أفراد هذه الأسرة لاقاضي صاعد الذي عاصر الغزنویین وأوائل حکم السلاجقة و تردد اسمه مرّات عدیدة في تاریخ البیهقي وسائر نصوص تلک الفترة. وعرفت هذه الأسرة بآل صاعد أو الصاعدیة أو الصاعدیین نسبة إلیه؛ وأبرز أفرادها:

 

1. أبوسعید محمدبن أحمد بن عبیدالله

وهو والد القاضي صاعد، ذکره ابن أبي الوفاء ضمن فقهاء الحنفیة، إلا أنه لم یورد ترجمة له (2/16). وعدّه أبوالحسن البیهقي من الأدباء ولقّبه بالإمام الأدیب أبي سعید محمد بن أحمد (101-102).

 

2. أبوالعلاء صاعد بن محمدبن أحمد بن عبیدالله (ربیع الأول 343-431/ تموز 954/ 1040)

ویلقّب بعماد الاسلام، وذکرته المصادر التاریخیة باسم القاضي صاعد. ولد في قریة اُستُوا، فلقب بالاستوائي في بعض المصادر التي ترجمت له. ویذکر الخطیب البغدادي، أنه درس الفقه والحدیث علی کل من عبدالله بن محمد بن علي بن زیاد واسماعیل بن نجید النیسابوري وبِشر بن أحمد الإِسفراییني. سافر في شبابه إلی العراق، ودرس الحدیث في الکوفة علی علي بن عبدالرحمن البکائي، ومن ثمّ قفل راجعاً إلی نیسابور و تولّی القضاء فیها (9/344). وذکر ابن أبي الوفاء أنه کان متبحّرأ في الأدب، بالاضافة إلی الفقه والحدیث، وأنه یُعتبر خلیفة أبي بکر محمد العباسي الخوارزمي في الأدب، ویضیف أنه درس الفقه علی أبي نصر بن سهل القاضي جد أبي بکر محمد العباسي (1/261-262). کما قیل إنه درس فنون الأدب علی والده أبي سعید محمد بن أحمد (الفارسي، 400). وکان القاضي صاعد جمیل الوجه، فلقّبه أهالي نیسابور بـ «قمر نیسابور» (محمد بن منور، 82). وکان في فترة تولیه القضاء في نیسابور یتدخّل في شؤونها السیاسیة، وشؤون بعض مدن خراسان أیضاً. حجّ عدة مرات، وتوقّف خلالها في بغداد. وفي عام 375ھ/985م، زار بغداد أثناء عودته من الحج، والتقی بالخلیفة الطائع لله فعاتبه في أنه منع من وضع صندوق علی قبر هالون الرشید. فأجابه القاضي صاعد بذکاء قائلاً إنني مفت شرعي وأفتیت بمایوافق الشرع والمصلحة، أنا کنت أعلم أن وضع صندوق علی قبر هارون الرشید سیثیر الشیعة ویؤدي بالتالي إلی اقتلاعه من ذلک المکان فأعجب الخلیفة بجوابه هذا وأشاد بعمله (الفارسي، 400-401). ویری الخطیب البغدادي أن آخر رحلة له إلی بغداد کانت في 403ھ/1012م (9/344). وذکرها العتبي له أیضاً، وقال إن القاضي صاعد رغب في عام 402ھ/1011م بالسفر إلی الحجاز، والتقی الخلیفة العباسي القادر بالله ببغداد تبادل معه وجهات النظر حول شؤون خراسان السیاسیة وبقیة المناطق التابعة للغزنویین (ص 394-395).

واستمرت فترة قضاء صاعد في نیسابور مدة طویلة. وعزل عن القضاء مرة، وولّي مکانه أبوالهیثم عتبة بن خیتمة وکان أحد شیوخه (الخطیب البغدادي. 9/344؛ ابن أبي الوفاء، 1/262)؛ ولکنه استعاد منصبه مرة أخری وبقي فیه حتی وفاته. ویبدو أن إقصاءه من منصب القضاء في نیسابور کان في أوائل عهد محمود الغزنوي. ولأبي الحسن البیهقي في هذا الصدد روایة تختلف عما ورد في المصادر الأُخری، فهو یقول: إن أبا سلیمان فندق بن الإِمام أیوب بن الحسن قدم نیسابور من منطقة بُست، وتلّی القضاء فیها بأمر من السلطان محمود. وبقي مدة في ذلک المنصب ثم عمل نائباً للقاضي صاعد، وبعد فترة استقال من منصبه (ص 101-102). وقد تولی القاضي صاعد إمامة الحنفیة في نیسابور 40 عاماً، وکان في معظم هذه الفترة یشغل منصب قاضي القضاة. وتمتّع بنفوذ واسع في خراسان إبّان عهد محمود الغزنوي، حیث اشتهر بعلمه في أکثر الأصقاع الاسلامیة. وأوکل إلیه السلطان محمود تأدیب الأمیرین الشّابین – مسعود و محمد الغزنویین (أبوالفضل البیهقي، 198). وکان القاضي أثناء تولّیه زعامة نیسابور في صراع مع الکرّامیة وزعیمهم أبي بکر محمد بن اسحاق بن محمشاد من جهة، ومع الکرّامیة ضدالصوفیة وزعیمهم أبي سعید أبي الخیر من جهة أخری. کما کلّف السلطان محمود أبابکر محمّشاد قبل بدایة صراعه مع القاضي صاعد بالقضاء علی الباطنیة في نیسابور، فأصر علی إنجاز مهمته، حیث قتل جماعة من الباطنیة ولجأت جماعة أخری إلی بیته خوفاً علی حیاتهم وبذلک ازداد أتباعه. وحینما استلم أنصار أبي بکر وأتباعه السلطة في المدینة ارتکبوا فیها من الظلم والجور حداً لم یجرؤ معه أحد علی معارصتهم، ذلک أنهم کانوا یرمون من یبدي أدني معارضة لهم بتهمة الباطنیة والکفر. ویروي العتبي أن القاضي صاعد توقّف في بغداد في سفرته الأخیرة لها، واشتکی إلی الخلیفة من الکرّامیة وزعیمهم، وحینما عاد حمل رسالة من الخلیفة إلی السلطان محمود في رد عقائد هذه الفرقة. وفي مجلس محمود، فتح الرسالة بحضور أبي بکر محمد بن إسحاق، زعیم الکرّامیة، وسعی للحدیث عن عقائدهم. وحینما شعر أبوبکر بالحرج، أنکر في الظاهر عقائده وأنقذ نفسه من سخط محمود.

وبعد هذه الحادثة، أمر السلطان محمود بالقضاء علی الکرامیة في المدن المختلفة التابعة لمنطقة نفوذ الغزنویین و سجن جماعة منهم، وسمت مکانة القاضي صاعد بعد هزیمة منافسه. غیر أن زعیم الکرامیة، الذي کان یتحیّن الفرصة للانتقام منه، استطاع أن یزوّر وثیقة ویرسلها إلی السلطان محمود، تفبد بأن القاضي صاعد یمیل إلی المعتزلة. فکلّف السلطان أبامحمد الناصحي قاضي قضاة غزنین بمهمة التحقیق في هذه التهمة واطلاعه علی النتیجة، ولکن زعیم الکرّامیة أبابکر اعترف بصراحة في اجتماع حضره القاضي صاعد أن الخلافات القائمة بینه و بین القاضي کانت ناجمة عن حب الجاه والسلطة. وفي هذه الأثناء، سارع الأمیر نصر بن سبکتکین الذي کان حنفیاً متحمّساً إلی السلطان محمود و مهدّ لتبرئة ساحة القاضي صاعد. فنزّه من التّهم الموجهة إلیه وعاد إلی ممارسة عمله باحترام بالغ (العتبي، 394-397؛ باسورث، 177).

عین السلطان محمود، بعد هذه الأحداث، أبا علي الحسن بن محمد ابن عباس أحد کبار أبناء البلاط الساماني حاکماً علی نیسابور. فنعم الناس بالهدوء. وفي الفترة التي اشتد فیها الصراع في نیسابور بین الحنفیة والکرّامیة کان یعیش في المدینة العارف الشهیر أبوسعید فضل‌الله بن أبي الخیر المَیهَني (357-440ھ/968-1048م) وکان یواجه عداء الطائفتین المذکورتین، ویروي محمد بن منوّر حکایة طویلة حول ذلک فیقول: إن القاضي صاعد وأبابکر الکَرّامي اللذین کانا قلقین من تعاظم نفوذ أبي سعید بین أوساط الشباب في نیسابور، أعدّا وثیقة ضده وأرسلاها إلی السلطان محمود الغزنوي في غزنة، إلا أنّ هذه المؤامرة لم تفلح حیث استمر أبوسعید بنشر أفکاره وعقائده في نیسابور (ص 77-82). وعلت منزلة القاضي صاعد في عهد السلطان مسعود لأنه کان أستاذاً له. ففي 421ھ/1030م توجّه مسعود إلی خراسان وفي الیوم العاشر من شعبان/ 13 آب من نفس السنة دخل نیسابور وأبدی احتراماً کبیراً للقاضي وأکرمه کما أحسن إلی منافسه أبط بکر الکرامي. واغتنم القاضي الفرصة وشفع لأفراد أسرة میکال الذین کانت تربطهم به روابط حسنة منذ سنوات خلت، وکان السلطان محمود قد سخط علیهم، وطلب من مسعود إعادة الأموال التي ورثها کل من أبي الفضل وابراهیم و صودرت منهما. کما توسط لبقیة أفراد هذه الأسرة، ولبّی مسعود جمیع طلبات القاضي (أبوالفضل البیهقي، 38-41؛ باسورث، 177-178). وفي هذه الفترة کان مبعوث القادر بالله، في طریقه إلی نیسابور، فاستأذن أهالي المدینة القاضي لاستقباله، فحصل القاضي من السلطان مسعود علی مرسوم یقضي بتزیین المدینة، وبعد عودة مبعوث الخلیفة عزم السلطان مسعود في 15 رمضان 421/16 أیلول 1030 علی العودة، وخلع في نفس الیوم علی القاضي صاعد وأولاده وجمع من کبار رجال المدینة (أبوالفضل البیهقي، 44 ومابعدها).

وقد تحدث أبوالفضل البیهقي عن القاضي صاعد مرات عدیدة، شارحاً الأحداث التي کانت له علاقة بها، حیث یقول إنه رأی وهو في سن الخامسة عشرة القاضي صاعد مع أستاذه الإِمام أبي الهیثم (ص 359). وذکر أن السلطان مسعود قدم مرة أخری إلی نیسابور في شعبان 426/ حزیران 1035 و عیّن أباعثمان اسماعیل عبدالرحمن الصابوني خطیباً لنیسابور بدلاً عن القاضي صاعد. وقد سبّب هذا التغییر استیاء القاضي، الذي عاتب السلطان مسعود في هذا المجال، إلا أنه لم یستطع أن یثني السلطان عن رأیه (ص 483).

وهدّد الأتراک السلاجقة، بعد ثلاث سنوات خراسان تهدیداً خطیراً. واستشار «سُباشي»، الحاجب الکبیر، الذي کان في خراسان آنذاک، القاضي صاعد حول مجابهة الأتراک، ثم أرسل رسالة إلی مسعود طالباً رأیه حول قتال السلاجقة. وقد حصل قب لإرسال الرسالة علی توقیع القاضي وبقیة زعماء نیسابور. ولکن جیوش السلاجقة وصلت إلی سواد المدینة بعد عدة أشهر في ذي القعدة 429/ آب 1038 بقیادة ابراهیم ینال، فوجّه إبراهیم نداءً إلی أهالي المدینة کي یسلّموها من دون حرب أو إراقة دماء، وإلّا فإن طغرل وجیوشه سیصلون قریباً. واجتمع کبار رجال المدینة عند القاضی طالبین رأیه في ذلک، فثّهم القاضی صاعد علی الإِستسلام لاستیائه من مسعود في الأیام الأخیرة من جهة، ولما یراه من عجز أهالي نیسابور العُزّل عن مواجهة الأتراک السلاجقة – الذین. دخلوا المعرکة توّاً – من جهة أخری. وأخیراً دخل ابراهیم ینال المدینة ثم دخلها طغرل بعده بأیام. فبادر القاضي للقائه فقام إجلالاً له، وطلب منه النصح والارشاد وألّا یبخل بهما علی في المستقبل (ن.م، 536، 550-554). واستطاع القاضي بسیاسته هذه إنقاذ نیسابور من القتل والدمار.

وقدم السلطان مسعود مرة أخری بعد السلاجقة إلی نیسابور في ربیع الثاني 431/ کانون الأول 1039. فلم یستطع القاضي صاعد أن یستقبله لشیخوخته، فأرسل أولاده إلی خارج المدینة لاستقباله؛ ثم قابل السلطان مرة واحدة خلال فترة إقامته في نیسابور وقدم له النصائح (ن.م، 607-611). وکان هذا آخر لقاء بینهما، وذکرت بعض المصادر وفاته في ذي‌الحجة 431/ آب 1040 (الفارسي، 401؛ الذهبي، العبر، 2/264). ویذهب بعض المؤرخین إلی أن وفاته کانت في 432/1041 (ابن الأثیر، 9/494؛ السمعاني، 1/208؛ اللکهنوي، 83). وینسب إلی القاضي صاعد کتابان أحدهما الاعتقاد، ویبدو أنه مفقود، لکن ابن أبي الوفاء کان قد رآه (1/262). والآخر مختصر الصاعدي هو مفقود أیضاً، إلا أنه کانت عند أبي الفضل البیهقي نسخة منه (ص 198). وکان للقاضي صاعد تلامذة کثیرون، وذکر أبوالفضل البیهقي أنّ أباالحسن القطان من فحولهم (ص 376).

 

3. أبوسعید القاضي محمدبن صاعد بن محمد (380-433ھ/990-1042م)

ذکره ابن أبي الوفاء وقال إنه ابن القاضي صاعد ووالد أحمد شیخ الاسلام.

 

4. أبوالحسن الصاعدي اسماعیل بن صاعد بن محمد (377-رجب 443/987- تشرین الثاني 1051)

وکان أکبر أولاد القاضي صاعد. سمع الحدیث عن والده، ودرس علیه في 383ھ/993م أحادیث کتاب الناسخ والمنسوخ. وکان یروي الحدیث عن الخُفاف والمَخَلّدي وأبي منصور ظفر بن محمد وأبي أحمد القرضي. کما کان له منذ 436ھ/1044م مجلس یروي فیه الحدیث لتلامذته عصر کل خمیس.

عینه السلطان مسعود بمنصب قاضي القضاة في الري وضواحیها حینما قدم إلیها. و کان أبوالحسن في نیسابور عندما عیّن بهذا المنصب وخرج مع القاضي أبي طاهر التباتي لاستقبال مسعود (ص 211). ولکن الفارسي (ص 181) وابن أبي الوفاء (1/151) ذکرا أنه کان في البدایة قاضیاً علی الري ثم عهد إلیه بمنصب القضاء في نیسابور والمدن المحیطة بها کطوس و نسا. وعلی الرغم من عدم اشتهاره في أي علم من العلوم المتداولة آنذاک، إلا أنه کان دقیق النظر، کیّس الطبع، عارفاً برسوم القضاء وتقالیده. کما کان نزیهاً، أمیناً، نقي الجانب. وبُعث في أواخر عهد الأمیر طغرل السلجوقي رسولاً إلی فارس فاتفق أن مرض مرضاً شدیداً أثناء الطریق و توفّي بعد أن وصل إلی بلدة إیذة، فحملت جنازته إلی نیسابور و دفن فیها بجوار والده.

 

5. أبوسعد الصاعدي یحیی بن محمدبن صاعد بن محمد (401- ربیع‌الأول 460/1010- کانون الثاني 1068)

هو ابن القاضي أبي سعید و حفید القاضي صاعد. سمع الحدیث من والده و من جدّه. وعدّه الفارسي من العظماء والقضاة البارزین، درّس سنین متمادیة وألّف کتابي الفوائد والأمالي. وکان في البدایة قاضیاً في نیسابور، ثم عیّن فیما بعد قاضیاً في الري وتوفي فیها. روی عنه ابن أخیه محمد بن دحمد بن محمد بن صاعد.

 

6. حسن بن اسماعیل بن صاعد بن محمد (تـ 472ھ/1079م)

هو حفید القاضي صاعد. کتب کل من الفارسي وابن أبي الوفاء نبذة عنه. سمع الحدیث من أبي یعلي حمزة المهلبي وابن یوسف و أبي الحسن بن عبدان؛ ولکنلم یُروعنه أي حدیث.

 

7. أبونصر الصاعدي، أحمدبن محمدبن صاعد بن محمد (410-8 شعبان 482/1019-16 تشرین الأول 1089)

کان حفید القاضي صاعد أیضاً واشتهر بأبي نصر الأُستوائي الزینبي و بشیخ الاسلام. رعاه جدّه القاضي صاعد منذنشأته، وأصبح من أحبّ أحفاده إلیه. کان حسن الوجه واشتهر منذ بدایة شبابه بالشجاعة و رکوب الخیل والرمایة.

أخذ الحدیث عن جده القاضي صاعد، وأبیه القاضي أبي سعید و عمه القاضي أبي الحسن الصاعدي، وکذلک عن القاضي أبي بکر الحیري وأبي سعید الصیرفي وأبي زکریا المزکّي وأبي الحسن بن عبدان وأبي القاسم السراج وعدد آخر من الکبار. وتتلمذ مدة من الزمن ببغداد علی أبي الطیب الطبري وفي بخاری علی أبي سهل عبدالکریم بن عبدالرحمن الکلاباذي (الفارسي، 138-139؛ ابن الجوزي، 9/49-50). وکان حوالي سنة 430/1038 أکبر الزعماء‌الدینیین في خراسان، وذلک عندما ضعف نفوذ الغزنویین هناک وقویت شوکة السلاجقة تدریجیاً، وبعد هذا التاریخ مال إلی التعصّب في الأمور‌الدینیة بسبب بعض العوامل و تصدَّی لبقیة الفرق الاسلامیة، وأثار الخلاف والفتنة بینها وأمعن في هذا النهج مما أثار سخط علماء الفرق و المذاهب وابتعدوا عنه ولعن الخطباء الفرق الأخری فوق المنابر بتحریض منه؛ مما أفقده منزلته واحترامه في السنین التي تلت عام 450ھ/1058م. ثم مالبت أن استقام عندما تولّی ألب أرسلان السلجوقي الحکم، تلی نظام الملک الوزارة. ویبدو أنه بقي مدة من دون عمل أو منصب رسمي في تلک الفترة (الفارسی، ن.م).

ویروي الفارسي أنه أُوفد في تلک الفترة إلی ماوراء النهر وأظهر کفاءة في إنجاز مهامه الکبار، التي انیطت به حتی بدایة عهد ملک‌شاه السلجوقي. حیث عهد الیه القضاء في نیسابور؛ ثم تولی بعد فترة منصب قاضي القضاة وسلک بعد ذلک سلوکاً حسناً خلافاً لما کان علیه (ن.م).

وکان یعقد في لیالي الجمعة من شهر رمضان من کل عام مجلساً لروایة الحدیث علی نهج أجداده في المسجد الجامع القدیم بنیسابور، یحضره کبار رجال الطوائف‌الدینیة، فتألّق نجمه علی مرّ الأیام وقوي مرکزه. توفي أبونصر بعد أن أصیبل فترة قصیرة بمرض شدید، ودفن في مقبرة آل صاعد بنیسابور.

 

8. أبومحمد القاضي عبیدالله بن صاعد بن محمد (409-5 شعبان 486/1018-31 آب 1093)

کان أصغر أولاد القاضي صاعد. وأورد الفارسي نبذة عن حیاته قائلاً إنه سمع الحدیث من أصحاب والده و من القاضي أبي سعید الصیرفي وعرف بالزهد والتقوی (ص 465).

 

9. أبوالقاسم الصاعدي، منصور بن اسماعیل بن صاعد بن محمد (تـ 30 ربیع الأول 490/17 آذار 1097)

أخذ الحدیث عن أصحاب الأصم و عن جدّه القاضي صاعد، وتولّی القضاء لمدة نیابة عن أبیه، ثم منصب قاضي القضاة. وبعدها صار مدة مفتیاً للمذهب الحنفي متعصباً له؛ قرأ علیه الفارسي شرح آثار الطحاوي وبعض الکتب الأخری (ص 673). وذکر ابن أبي الوفاء تاریخ وفاته خطأ في 470ھ/1077م (2/182).

 

10. أبوالفتح الصاعدي، عبدالملک بن عبیدالله بن صاعد (تـ 6 جمادی الثانیة 501/22 کانون الثاني 1108)

وهو حفید القاضي صاعد، ومن الفقهاء البارزین في هذه الأسرة، وکان یروي عن جدّه لأمه قاضي القضاة أبط محمدعبدالله بن الحسین؛ توفي بعد أن عمر طویلاً (ابن أبي الوفاء، 1/331؛ الفارسي، 508).

 

11. أبوالعلاء صاعد بن محمد بن عبدالرحمن البخاري الأصفهاني (448-502ھ/1056-1109م)

کان قاضیاً في أصفهان. ومن أهالي تلک المدینة واشتهر بابن الراسمندی. واعتبر جدّ القضاة من آل صاعد بأصفهان. سمع الحدیث من علي بن عبدالله الخطیبي وسافر معه إلی مکة. أسّره عر البادیة مع رفاقه وبقي لمدة 7 أشهر حتی وصل خبره إلی نظام‌الملک، ففداهم بـ 700 دینار عن طریق الخلیفة القائم. فرحل بعد إطلاق سراحه وأداء الحج إلی بغداد و منها عاد إلی أصفهان و تولّی القضاء فیها بدلاً من اسماعیل بن علي بن عبدالله الخطیبي (اللکهنوي، 83-84).

ویروي ابن أبي الوفاء أنه اشتهر في حیاته و بین زملائه بالتدّین والتقوی والنزاهة (1/262). ذکر فصیحي الخوافي ولادته في یوم الخمیس 22 محرم 448/12 نیسان 1056، وأرّخ مقتله في یوم عید الفطر 502/1109 علی ید أحد الباطنیة في مسجد الجامع بأصفهان (2/216). وذکر ابن الأثیر هذه الحادثة مرة في حوادث سنة 499/1106 (10/415)، وأخری في حوادث سنة 502ھ/1109م وذکر خلافاً لما سبق أن أبا العلاء کان قاضي نیسابور. کما أشار في حوادث هذه السنة إلی زواج الخلیفة المستظهر من ابنة ملکشاه السلجوقي، وأن القاضي أبا العلاء صاعد بن محمد خطب خطبة النکاح بینهما (10/471، 472)، ولابدّ من أن الروایة المنقولة في حوادث سنة 499ھ غیرصحیحة، لاسیما وأن ما أورده الفصیحي یؤید الروایة الثانیة لابن الأثیر أیضاً. وعلی هذا فلیس صحیحاً ماذکره ابن أبي الوفاء أن تاریخ هلاکه کان في عیدالفطر سنة 552/6 تشرین الثاني 1157(1/262).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: