الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / آسیا الصغری /

فهرس الموضوعات

آسیا الصغری

آسیا الصغری

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/11 ۲۰:۲۵:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

وازدادت الرقعة الجغرافیة للامبراطوریة البیزنطیة بعد اعتناقها‌الدین المسیحي ونشره في القرن 4م، کما امتدت هذه التشاطات نحو الشرق بعد استعانتهم بالکنیسة الرومانیة لمواجهة المسلمین وشنّ الحملات الصلیبیة علی البلاد الاسلامیة.

واستمرت الحروب الصلیبیة مدة قرنین حیث بأت في 489ھ/1096م وانتهت بسقوط عکا في فلسطین عام 690ھ/1291م وجرت خلالها 7 حملات جعلت من آسیا الصغری مسرحاً لمعارک طاحنة غیر أن هذهالحروب وإن لم تستطع أن تحقق للغرب الأهداف السیاسیة والعسکریة التي کانوا یصبون إلیها، أو تؤدي الی الاتحا بین کنیسة الروم والکنیسة البیزنطیة، إلا أنها ترکت آثاراً عمیقة في أوروبا والعالم الاسلامي، منها توفیر الأمن لملاحة البندقیة البحریة وبقیة مدن الدول الأخری الواقعة شرق البحر المتوسط لمدة طویلة.

کما أدی اتصال العالم الغربي بالامبراطوریة البیزنطیة وبالعالم الاسلامي الی تعرّف أوروبا علی الثقافة الیونانیة والشرقیة. وکانت نتیجة الحروب الصلیبیة حدوث تلاقح ثقافي بین الشرق والغرب من جهة، وإضعاف قدرة البیزنطیین العسکریة والاقتصادیة من جهة أخری. وقد بدأ انحطاط الامبراطوریة الرومانیة بعد الامبراطور یوستینیانس 527-565م ومالت إلی الانهیار التدریجي. وازدادت الضغوط علی الحدود الجنوبیة من الامبراطوریة البیزنطیة بعد ظهور الاسلام وانتشاره في شرق و غرب و شمال شبه الجزیرة العربیة. وأدت الصراعات السیاسیة والعسکریة بین المسلمین العرب و البیزنطیین النصاری الی نفوذ الاسلام في آسیا الصغری شیئاً فشیئاً. وتقهقر الروم أمام المسلمین تدریجیاً، حیث ابتدأ منذ صدر الاسلام وانتهی بسقوط الامبراطوریة البیزنطیة علی ید‌الدولة العثمانیة في 857ھ/1453م.

 

العصر الاسلامي

کان لظهر والدین الاسلامي وتحوله السریع الی قوة سیاسیة دینیة تأثیر کبیر علی الامبراطوریة البیزنطَیة. وکان أول هذه التأثیرات قیام المسلمین العرب – ضمن إطار سیاستهم الخارجیة – بالاستیلاء علی بعض الأراضي التابعة للامبراطوریة البیزنطیة مثل سوریة، ومصر وأفریقیا الشمالیة وثانیها إدراک المسلمین منذ صدر الاسلام أهمیة بعض مناطق البحر المتوسط مثل جزیرتي قبرص ورودس (لسترنج، 137). فغزا الجیش الاسلامي بقیادة معاویة بن أبي سفیان قبرص في عام 27ھ/648م (الیعقوبي، 2/58). وکان الهدف الرئیس للمسلمین السیطرة علی القسطنطینیة. فحاصروها 3 مرات ولکنهم أخفقوا فيفتحها. قاد الحصار الأول معاویة في 32ھ/653م أثناء خلافة عثمان (الیعقوبي، 2/62). وقاد الثاني یزید في 49ھ/669م لقتال قسطنطین الرابع في عهد والده معاویة. وقاد الحصار الثالث والأهم مسلمة في عهد أخیه سلیمان بن عبدالملک في 96ھ/715م واستمر عدة أعوام (الیعقوبي، 2/160، 158؛ لسترنج، 146). کماجرت في العصر العباسي بعض الحروب المتفرقة في عهد هارون الرشید والمأمون، و کذلک غزا المعتصم عموریة في 223ھ/838 م(لسترنج، 147). وبعد هذا التاریخ انصرف الخلفاء العباسیون عن قتال الروم بسبب مشاکلهم الداخلیة. ومع ذلک فقد طرأت تغییرات جزئیة علی الحدود السیاسیة بین المسلمین والروم. ویری لسترنج (ص 137) أن جبال طوروس وأنتي طوروس کانت حدوداً طبیعیة تفصل البلاد الاسلامیة عن بلاد الروم. وکان معترفاً بهذه الحدود في العصرین الأموي والعباسي أیضاً. و یعیّن هذه الحدود خط یبدأ من طرسوس قرب ساحل البحر المتوسط وحتی مَلَطیة عند الفرات الأعل. وتوجد علی امتداد هذا الخط الحدودي مواضع وقلاع متعددة تسمی الثغور. وتقسم الی مجموعتین: الأولی ثغور الجزیرة وتقع في القسم الشمالي الشرقي ومرکزها مدینة مَلَطیة وتستخدم لحراسة الجزیرة، والثانیة ثغور الشام وتقع في القسم الجنوبي الغربي ومرکزها مدینة طرسوس و تستخدم لحراسة ولایات الشام. وقد تناوب المسلمون والروم السیطرة علی هذه الثغور خلال حروبهم. وقد ورد في کتاب حدود العالم (ص 170-171) فهرس کامل یستعرض أسماء المدن التي کانت ثغوراً بین المسلمین والروم، وکانت جمیعها عامرة ومزدهرة. وکان یهتم المسلمون اهتماماً کبیراً بالمدن الحدودیة التي یفتحونها، حیث تتمیز بالطابع الاسلامي بعد أن ینشئوا فیها مساجدهم. وتعتبر الهارونیة الواقعة في أحد ودیان جبل لکام (أنتي طوروس) ومدینة الکنیسة التي تدعی (الکنیسة السوداء)، من الحصون الحدودیة بین المسلمین والروم، ثم اکتسبتا صبغة اسلامیة بعد فتحهما. وقد أنشئت في العصرین الأموي والعباسي في مدن المصیصة وأدنة وطرسوس مساجد وجسور ومخازن للمیاه وأبراج وأسوار صخریة محکمة. ویذکر ابن حوقل (ص 168) أنه کان لطرسوس سوران صخریان وفیها فرسان ورجال ومعدّات ودواب وأسلحة وأبنیة. وقد تطرق معجم البلدان (4/28) الی محاصرة نقفور لهذه المدیة واحتلالها في 354ھ/965م. وکان نهر لاموس (نهر اللامس) یمثل الحدود الطبیعیة بین البلاد الاسلامیة و بلاد الروم کما کانت مدینة سلوقیة (سلوکیة) – والتي یسمیها الأتراک سلِفکة – تقع علی الضفة الأخری من هذا النهر، وفیها یتم تبادل الأسری بین المسلمین والروم. وکان الذهاب والایاب بینهما یتم عن طریق عدد من المعابر المعروفة بسبب الحدود الجبلیة. وأهم المعابر التي کانت تستخدم في العملیات الحربیة والتنقّل هي: معبر درب الحدث في الشمال الشرقي والممتد من مرعش الی الشمال والذي ینتهي بـ إلبِستان و معبر قیلیقیة (کیلیکیة) الممتد من شمال طرسوس عبر طریق رئیس الی القسطنطنیة (لسترنج، 143). وقد وصف ابن خرداذبة في المسالک و الممالک (ص 113) النزل الموجودة علی هذا الطریق. وکانت توجد بین البلاد الاسلامیة وبلاد الروم مدن و طرق تجاریة أیضاً. أهمها طرابزون أو طرابزوندة (اطرابزندة) علی ساحل البحر الأسود. وکانت تنقل إلیها البضائع التجاریة مثل الکتان الیوناني والأقمشة الصوفیة والدیباج الرومي عن طریق البوسفور ثم تحمل منهاالی مختلف أرجاء العالم الاسلامي.

وورد في صورة الأرض لابن حوقل (ص 91) أن طرابزون کانت طریق أهالي أرمینیا الی الروم، حیث کانت ملتقی تجار البلاد الاسلامیة قبل سفرهم الی بلاد الروم وبعده. وکان القیصر یعین حاکمها، وفیها الکثیر من البضائع التي تحمل عبر الطرق الجبلیة الی مَلَطیة وبقیة مدن الفرات الأعلی. وقد أدت العلاقات التجاریة بین البلاد الاسلامیة وبلاد الروم من جهة ونشوب الحروب الطویلة من جهة أخری الی التمهید لتوعّل الاسلام بصورة تدریجیة الی آسیا الصغری. وآل استمرار تلک الصراعات الی استنزاف طاقات‌الدولة البیزنطیة الاقتصادیة والعسکریة. وظل الأمر کذلک حتی ظهور السلاجقة الأتراک الذین عرفوا بسلاجقة الروم في القرن 5ھ/11م والذي أدّی الی تغییر الأوضاع في آسیا الصغری.

 

عصر السلاجقة الأتراک (سلاجقة الروم)

حدثت في القرن 5ھ/11م منافسات و صراعات حادة بین القادة العسکریین والمدنیین في الامبراطوریة البیزنطیة، خاصة عندما کان زمام الأمور بأیدي المدنیین، حیث أدی ذلک الی حدوث خلل في شؤون البلاد العسکریة. أتاحت هذه الفوضی للسلاجقة الأتراک فرصة النفوذ في بعض أجزاء آسیا الصغری. وبعد وفاة قسطنطین العاشر (دوکس) امبراطور الروم المدني في أیار 1067م اختل نظام البلاد الاداري والعسکري. فانتخب أحد القادة العسکریین وهو رومانُس الرابع (دیوجین) امبراطوراً للبلاد. وانتصر ألب أرسلان السلجوقي في ربیع 463ھ/1071م في معرکة ملازگرد علی جیش الروم و أسر رومانُس دیوجین (ابن الأثیر، 10/65-66). وقد تحقق هذا النصر بعد مدة وجیزة من احتلال السلاجقة لمدینة آني عاصمة أرمینیا القدیمة في 456ھ/1064م و قضائهم علی حکومة البقراطیین هناک، و قیام روبن بتأسیس حکومة أرمینیا الصغری في قیلیقیة (کیلیکیة) طوروس و اتخاذ مدینة سیس عاصمةً لها. وبعد انتصار السلاجقة في ملازگرد، عُین سلیمان بن قُتُلمِش أحد أفراد الأسرة السلجوقیة قائداً لجیوش الأتراک في آسیا الصغری، واتخذ مدینة نیقیة (أزنیق) مقراً لقیادته. و اعتمد جنوده حرب العصابات وقطع الاتصال بین المدن وبذلک أثاروا الفوضَی في إدارة شؤون الامبراطوریة البیزنطیة. کما أصبح قسم من هضبة آسیا الصغری بعد استیطان السلاجقة فیها جزءاً من البلاد الاسلامیة. وقد توقف زحف السلاجقة نحو القسم الغربي من آسیا الصغری إثر الحملة الصلیبیة الأولی في عام 490ھ/1097م، حیث استطاعت القوات البیزنطیة و بدعم من الصلیبیین محاصرة مدینة نیقیة التي کانت قاعدة لحکومة قلج أرسلان السلجوقي واحتلتها. فاضطر للانسحاب الی مدینة قونیة التي فتحها في 477ھ/1084م و اتخذها عاصمةً له. وقد هزم السلطان مسعود بن قِلج أرسلان في الحرب الصلیبیة الثانیة في 542ھ/1147م أمام لویس السابع امبراطور فرنسا. وبالتالي استطاع الجیش الصلیبي في الحمله الصلیبیة الثالثة في 586ھ/1190م. بقیادة امبراطور ألمانیا فریدریک الأول المعروف بـ «بربروس» (ذواللحیة الحمراء) احتلال مدینة قونیة عاصمة السلاجقة. إلا أن هذا لاانتصار لم یحقق نتیجة حاسمة إثر غرق إمبراطور ألمانیا في نهر کالوکادنوس (گوگ سو) أو بروایة لسترنج (ص 150) في نهر لامس (لامَس سو) بالقرب من سلوقیة. وقد امتدت الحملة الصلیبیة الرابعة إلی القسطنطینیة لضمان المصالح التجاریة لسکان البندقیة. وبعد الاستیلاء علیها في 600ھ/1204م تم تأسیس امبراطوریة لاتینیة هناک. وأقام البیزنطیون أیضاً امبراطوریة یونانیة في نیقیة. وقد أـاحت هذه الحوادث للسلاجقة فرصة إقامة اتصال بین میناء سینوب علی البحر الأسود و میناء علائیة (آلایا) أو آلانیا الحالیة علی البحر المتوسط. واکتمل هذا الاتصال في عهد علاءالدین کَیقُباد الذي جلس علی العرش في 616ھ/1219م، وکان أعظم سلاطین سلاجقة الروم، و بذلک توفّرت للسلاجقة إمکانیة إقامة علاقات تجاریة مع الجمهوریات الساحلیة و جزر البحر المتوسط، مماکان له أثر في إعمار و ازدهار البلاد. ثم تغیرت حدود منطقة نفوذ السلاجقة عدة مرات خلال قرنین من استیلائهم أي منذ 470ھ/1077م إلی 700ھ/1301م. وکان لهذه التغییرات علاقة بضعف و قوة السلاجقة والحکومات الأخری في آسیا الصغری سیاساً و عسکریاً. وکانت تقع أهم مناطق نفوذهم في غرب أو شمال أرمینیا الصغری مثل قونیة و قیصریة ومَلَطیة وسیواس ونکیسار أو نیکسار و توقات و إمامیة و أنگوریة وهِرقَلیة أوهراکلیة و نِگدَة وإبلستان أو إلبستان. و رغم أن سلاجقة الروم کانوا في بدایة الأمر من الرُّحل، إلا أنهم و بعد توسع رقعة نفوذهم و اختلاطهم مع أهالي البلدان المجاورة توجهوا نحو الحیاة المدنیة. کان بلاطهم ملجأ للعلماء والفنّانین الایرانیین الذین شرّ دوا بعد غزو المغول و التتر لبلادهم.

وقد بذل السلاطین السلاجقة و وزراؤهم العلماء جهوداً في نشر اللغة الفارسیة في آسیا الصغری. و کانت اللغة الرسمیة للبلاط في عهدهم حیث راجت في أکثر أرجاء البلاد سیما في قونیة وکانت بمثابة اللغة المحلّیة هناک وظل الأمر هکذا حتی عصر السلاطین العثمانیین (همائي 2/1004). وأدی هجوم المغول علی آسیا الصغری و احتلال مدینة قونیة في 655ھ/1257م الی تقویض أرکان حکم السلاجقة؛ وبالتالي تقسیم بلاد الروم بین عشرة من الأمراء الأتراک. وتکاد تکون حدود هذه الإمارات العشر هي نفس حدود الولایات الیونانیة القدیمة وکانت عبارة عن قرامان أو لیقونیة القدیمة، و تِکة أو لیقیة و بمفیلیة القدیمة، وإمارة حمید أو ببسیدیة و إیزوریة السابقة، و گرمیان أو فریجیة، و قِزل أحمدلي أو بَفلَغُونیة. و مَنتَشا أو کاریة، و آیدین و صاروخان أو لیدیا القدیمة. و قره‌سي أو میسیة السابقة. و أخیراً ولایة عثمانلي علی ساحل بحر مرمرة والتي تغلبت فیما بعد علی بقیة الامارات و وضعت الحجر الأساس للامبراطوریة العثمانیة. وکانت المناطق الواقعة الی الشرق من هذه الامارات العشر تدار من قبل الایلخانیین المغول. وأهم مدنها هي قیساریة أو قیصریة و التي کان قد شُیّد فیها مسجد و کنیسة کبیرة، وکذلک سامسون، وإلبستان أو إبلستان و نیکسار و سیواس و توقات. وقد خضعت هذه الولایات الی سیطرة حکومات مختلفة حتی استیلاء العثمانیین علی آسیا الصغری.

 

عصر الامبراطوریة العثمانیة

العثمانیون شعبة من قبیلة الغز (الأوغوز) في ترکستان الذین نزحوا في القرن 7ھ/13م من آسیا الوسطی الی أرمینیا و آسیا الصغری وخضعوا لسلطان السلاجقة. وقد حصلت مجموعة من هؤلاء بقیادة أرطغرل ومن ثم ولده عثمان علی بعض الاقطعات إثر المساعدات العسکریة التي قدّموها لعلاءالدین الأیوبي أثناء الحروب الصلیبیة، تم عملوا فیما بعد علی توسیع رقعتها. وقد سُلّمت إمارة سوکوت الواقعة في شمال غرب الأناضول والمتاخمة للامبراطوریة البیزنطیة الی أرطغرل و من ثم ولده عثمان 5ي (698-726ھ/1299-1326م) بغیة الدفاع عنها. وأدی هجوم المغول علی آسیا الصغری الی الاطاحة بالسلاجقة واستطاع عثمان بمساعدتهم أن یؤسس في 699ھ/1300م حکومة ترکیة مستقلة. وکان ینظر الی‌الدولة العثمانیة کحارس للاسلام لوقوعها بین البلاد الاسلامیة و الیونان نظراً لأهمیة هذا الموقع و اعتماد حکامها استراتیجیة الدفاع عن الاسلام تجاه المسیحیة، کما أدی هذا الأمر الی تصاعد أهمیتهم یوماً بعد یوم (بیاني، 138، 139). هذا إضافة إلی أن القبائل الترکیة کانت تعتبر الصراع مع الیونانیین سنةً تاریخیة، و کانت الرغبة في الحصول علی ثروة الروم الأسطوریة و فلسفة الدفاع عن الاسلام دافعاً آخر لمهاجمة ممتلکات الروم. وقد ازدهرت‌الدولة العثمانیة و توطّد. جهازها الاداري بما کان السلاجقة یملکونه من تراث ثقافي و حیاة مدنیة مستقرة ومالدیهم من منظمات مثل منظمة أخي (منظمة الاخوة للتجار والمهنیین و العلماء و معلمي الاسلام و مفسریه) و بفضل النظام الاسلامي للنقابات، و التزام رؤساء جمعیات الشباب الشدید، و بعض المعاییر الأخلاقیة والاجتماعیة الأخری (ڤوسینیج، 7). وقد کان ضعف الحکومة البیزنطیة والاضطراب السیاسي الذي یعانط منه حکام البلقان قد مهدا لانتصار العثمانیین و إنهاء تواجد البیزنطیین في آسیا الصغری باحتلال مدینة نیقیة في 731ھ/1331م. کما استطاعوا خلال القرن 8ھ/14م و بعد قضائهم علی منافسیهم أن یضمّوا ولایات قره‌سي و حمید و گرمیان و صاروخان وآیدن و منتشا و تِکِة و قره‌مان و قزل أحمدلي إلی أراضیهم. وأصبحت الامبراطوریة الیرنطیة المضطربة و دول البلقان في النصف الثاني من القرن 8ھ/14م هدفاً لهجمات العثمانیین. واستطاع مراد الأول (760-791ھ/1359-1389م) أن یفتح بلاد البلقان المضطریة بجیشه المنظم. و بادر العثمانیون إلی نشر الاسلام عن طریق تجنید «دِڤشیرمة» أهالي المناطق التابعة لهم. وقسموا البلاد العثمانیة إداریاً إلی قسمین: القسم الآسیوي (الأناضول والقسم الأوروبي (روم إیلي) وکانوا یسمّون کل واحد منها (بیگلر بیگلیک). وقد ساد الاضطراب والفوضی الامبراطوریة العثمانیة عندما أغار تیمور لنک علی آسیا الصغری و هرم العثمانیین وأسر السلطان بایزید. و کان هذا سبباً في انتفاضة البیزنطیین و حکام البندقیة و بعض إمارات آسیا الصغری ثانیة، وظلّت القسطنطینیة حوالي نصف قرن آخر في ید النصاری. وبعد خروج تیمور لنک من آسیا الصغری استطاع کل من السلطان محمد الأول (816-824ھ/1413-1421م)، ومن ثم مراد الثاني (824-855ھ/1421-1451م) أن ینتصرا علی أعدائهم في الداخل والخارج ویعیدا القدرة للعثمانیین وقد ألف الشیخ بدرالدین – وهو من فقهاء العثمانیین البارزین – في عهد محمد الأول کتباً في التصوف نشر فیها فکرة الأموال العامة. وانضمّ مریدوه بعد قتله الی متصوفة الصفویة والبکتاشیة (ڤوسینیج، 11). وبتولّي السلطان محمد الثاني الحکم (855-886ھ/1451-1481م) بدأ عصر جدید في التاریخ العثماني، ووقعت في عهده أهم حادثة تاریخیة و هي سقوط القسطنطینیة. وبذلک انتهت و إلی الأبد فترة حکم امبراطوریة الروم الشرقیة والتي استمرت أکثر من عشرة قرون وقد غیّر هذا الحدث الکبیر مصیر الشرق الأوسط و أوروبا تغییراً کاملاً فشرع السلطان محمد الثاني في عام 881ھ/1476م قوانین تحدد صلاحیات و وظائف الحکومة، و الأجهزه الاداریه، والاقطاعیین والعلماء وأدّی ذلک الی توطید القانون و تحسین أوضاع القوات العسکریة. کما أنشأ الکثیر من المساجد والأبنیة العامة، ووضع قوانین تنظم العلاقات بین المسلمین والأقلیات‌الدینیة من أهل الکتاب، ثم خلفه بعد موته ولده بایزید الثاني. وقد ترک تأسیس‌الدولة العثمانیة في آسیا الصغری. واتخاذ العثمانیین سیاسة الدفاع عن الاسلام والجهاد ضد الکفار، وفتح القسطنطینیة والبلقان و جزر و سواحل شرقي البحر المتوسط، و عزو ایران، وقتل مایقرب من 40 ألف شیعي في شرقي آسیا الصغری بتهمة التجسس آثاراً کبری علی أوروربا و ایران والشرق الأوسط (باوزاني، 210؛ طاهري، 135). و منذ ذلک الحین ارتبطت الأوضاع العامة في آسیا الصغری ارتباطاً وثیقاً بتاریخ السلاطین العثمانیین حتی قیام الحکم الجمهوري في ترکیا الحالیة.

 

المصادر

ابن الأثیر، عزالدین، الکامل، بیروت، دار صادر، 1399 هـ؛ ابن حوقل، أبوالقاسم محمد، صورة الأرض، بیروت، مکتبة الحیاة، 1979م؛ ابن خرداذبة، عبیدالله عبدالله، المسالک و الممالک، لیدن، 1938م؛ ابن خلدون، عبدالرحمن، المقدمة، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الاصطخري، ابراهیم، مسالک الممالک، تقـ : ایرج أفشار، طهران، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1347 ش؛ باوزاني، آلسّاندور، ایرانیان، تجـ : مسعود رجب‌نیا، طهران، روزبهان، 1359 ش؛ بیاني، خانبابا، تاریخ نظامي ایران، طهران، ستاد ارتش، 1353ش؛ پاولي؛ پیرنیا، حسن، ایران باستان، طهران، دنیاي کتاب، 1362ش؛ حدود العالم، تقـ : منوچهر ستوده، طهران، طهوري، 1362ش؛ دولاندلن، ش، تاریخ جهاني پیش از تاریخ تا قرن شانزدهم، تجـ : أحمد بهمنش، دانشگاه تهران، 1345 ش؛ شي‌یرا، إدوارد، ألواح بابل، تجـ : علي‌أصغر حکمت، طهران، ابن‌سینا، 1341 ش؛ طاهري، أبوالقاسم، تاریخ سیاسي و اجتماعي ایران، طهران، سازمان انتشارات کتابهاي جیبي، 1345 ش؛ قدامة بن جعفر، أبوالفرج، کتاب الخراج، تقـ : یان‌دي‌خویة، لیدن، 1889م؛ کُرزن، جورج، ن، ایران و قضیۀ ایران، تجـ : غلامعلي وحید مازندراني، مرکز إنتشارات علمي و فرهنگي، طهران، 1362ش؛ گودرزي نژاد، شاپور، جغرافیاي ترکیه، طهران، سحاب، 1354ش؛ لسترنج، جي، بلدان الخلافة الشرقیة، تجـ : بشیر فرنسیس و کورکیس عوّاد، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م؛ ماله، آلبر وجول ایزاک، تاریخ قرون وسطی، تجـ : عبدالحسین هَزیر، طهران، دنیاي کتاب 1362ش؛ المستوفي، حمدالله، نزهة القلوب، تقـ : جي لسترنج، لندن، 1915م؛ مشکور، محمدجواد، أخبار سلاجقۀ روم، طهران، 1350ش؛ ووسینیح، وین، تاریخ امپراتوري عثماني، تجـ : سهیل آذري، تبریز، کتابفروشي تهران، 1346ش؛ همائي، جلال‌الدین، مولوي نامه، طهران، آگاه، 1356ش؛ یاقوت الحموي، أبوعبدالله، معجم البلدان، بیروت، 1376هـ؛ الیعقوبي، أحمد بن واضح، تاریخ، بیروت، دار صادر؛ وأیضاً:

Brüning, Kurt, «Asien», Harms, Erdkunde, Berlin, 1964. Vol. III.

محمدتقي رهنمایي

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: