الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آستان قدس رضوی /

فهرس الموضوعات

آستان قدس رضوی

آستان قدس رضوی

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/8 ۱۵:۴۵:۳۴ تاریخ تألیف المقالة

آستانِ‌قُدس رَضوي، (الروضة الرضویة المقدسة، الحرم المطهر للامام الرضا (ع) و مجموعة البیوت و الموقوفات و المؤسسات الاداریة التابعة له، والتي یقع أکثرها في مدینة مشهد المقدسة.

 

تاریخ الحرم المطهر

یقع المرقد الطاهر لثامن أئمة الشیعة الاثني عشریة الامام علي‌بن‌موسی الرضا (ع) (148 أو 151-203ھ/765 أو 768-718م) في مدینة مشهد مرکز محافظة خراسان، وقد دفن جثمانه الطاهر بعد استشهاده بجوار قبر هارون‌الرشید (148-193ھ/765-808م) في دار حمید بن قَحطَبَة (تـ 159ھ/775م) في قریة تسمی سَناباد بالقرب من محلّة نوغان من توابع طوس. و قیل إن سنا باد تبعد عن طوس ما بین فرسخین الی أربعة فراسخ. ویعود الاختلاف في ذلک الی ماطرأ علی سناباد من توسع و تغییر تدریجي أثناء العصور المختلفة.

 

بناءالحرم و التغییرات التي طرأت علیه

من المشهور أن القبة التي دفن تحتها الجثمان الطاهر للامام الرضا (ع) کانت قد شیدها المأمن العباسي (تـ 218ھ/833م) فوق قبر هارون الرشید قبل استشهاد الامام الرضا (ع)، و لذلک یمکن اعتبار القبة الهارونیة أول أبنیة الحرم الرضوي المطهر و لایزال الجدار الذي ینسب بناوۀ للمأمون قائماً ویبلغ ارتفاعه مترین وقد شیّد البناء الجدید علیه.

ومنذ ذلک الحین و حتی عصر الدیالمة لایوجد ما یشیر الی إعادة بناء الحرم أوتر میمه، ولکنه من المؤکد أن زیارة الحرم کانت شائعة عند الشیعة و أن هذا المکان العظم کان مزاراً معروفاً ذکره السیّاح والجغرافیون أمثال ابن حوقل والاصطخري والمقدسي. و قیل إن المقدسي کان أول من ذکر الحرم المطهر للامام الرضا بعبارة «مشهد» في کتبه (أحسن التقاسیم، 2/515)، و علی هذا فإن ا ذکره اعتماد السلطنة في کتابه مطلع الشمس أن «المقدسي لم یورد اسم مشهد» (2/8) لاأساس‌له.

وقد زین الدیالمة البقعة المبارکة ببعض الزخارف، کما راجت في عهدهم زیارة الروضة الرضویة حی ثکان أمراؤهم علی المذهب الشیعي. وفي القرن 4ھ/10م هدم سبکتکین الغزنوي الحرم الطاهر و منع الناس من زیارته، إلا أن ابنه یمین‌الدولة محمود کان قد رمم الحرم وجعل منه روضة رائعة. وعلی هذا فلا صحة لرأي پوپ الذي نسب ترمیم الحرم للسلطان محمد الغزنوي. ثم جاء عمید‌الدولة فائق والذي أسماه البیهقي «خادم خاصة» [الخادم الخاص] فأکمل بناء الحرم وعمّر مدینة مشهد. ثم عیّن السلطان محمود سوري بن المعتز أوالمعرّ المشهور بـ «صاحب الدیوان» والیاً علی خراسان، ورغم ظلمه کان کثیر الصلاة والصدقة و له في طوس آثار بدیعة (البیهقي، 413)، وقد أضافالی الحرم أشیاء أخری و بنی مئذنة «و اشتری قریة عامرة أوقفها له» (ن. م) و بنی أول سور للمدینة، ولکن هذا البناء تعرض للضرر أثناء هجوم الغز في 548ھ/1153م إبّان عهد سنجر السلجوقي (511-552ھ/1117-1157م)؛ إلا أن شرف‌الدین أبوطاهر بن‌سعد بن علي القمي رمّم البناء فیما بعد و شید فوقه قبة. کما زین‌الجدران بالقاشاني النفیس الثمانّي الأضلاع والمعروف بـ «القاشاني السنجري» و تغلفه الآن صفائح زجاجیة کبیرة للمحافظة علیه و هو من آثار «ترکان زمرد ملک» بنت السلطان محمود السلجقي، وقد نصب بعد سنة 557ھ/1161م. و یشاهد علی هذا القاشاني أعداد و أسماء مبعثرة مثل «خمسمائة» و «اثني‌عشر» و «ترکان زمرد ملک» و «شهید». و بما أن السلطان محمود قد فقد البصر و توفي (أوربما قتل) في عام 557ھ/1161م، فمن الممکن أن لفظة «شهید» المنقوشة علی القاشاني. تدل علی أن زخارف جدران الحرم قد نصبت بعد ذلک التاریخ و کذلک یمکن الحدس بأن الأمیر علاءالدین محمد خوارزمشاه قد رمّم هذا القاشاني في 612ھ/1215م، و أن العدد «اثني عشر» الموجود علی القاشاني هو بقیة کلمة «سنة 612ھ» بعد أن سقط الرقم «ستمائة» وانمحی أثره.

و في عهد الخوارزمشاهیین کانت الروضة الرضویة موضع اهتمام حیث زینت بنقوش حدیثة و أضیف إلیها محرابان مزینان بالقاشاني الصیني، کما زینت واجهة البوابة المقابلة للضریح المقدس بالفسیفساء النفیسة الناتئة والتي هي من تزیینات علي بن محمد المُقري. وقد کتب علی جدار الحرم المطهر بیتان من الشعر الفارسي لعبدالله بن محمود ابن عبدالله «سنة 612ھ» وقد اعتبرت هذه من آثار تلک الفترة. وفي 618ھ/1221م هدمت الروضة الرضویة إثر هجوم تولي ابن جنگیز علیها ولکنها لم تدّمر بالکامل إذکما أشرنا سابقاً فان جدران الحرم المطهر لازالت مزیّنة بالقاشاني السنجري الذي نصب سنة 557ھ/1162م. ولایوجد من الوثائق ما یشیر الی ترمیم الحرم منذ ذلک الحین والی ما بعده بقرن. وقد أشار ابن بطوطة الذي زار مدینة طوس (مشهد) بعد خرابها بقرن في 734ھ/1333م إلی أنه قد شاهد البناء الرائع والتزیین. بالقاشاني والضریح الفضيّ للمرقد المقدس. ومن المحتمل أن تکون تلک العمارة والتزبینات من عمل السلطان محمد خدابنده، و أن القبة قد شیّدت بأمره، خاصة و أنه کان شیعي المذهب.

ویوجد خلف الزاویة الشمالیة للحرم إطار نقش علیه سنة 735 ھ و یشاهد في نفس الحرم قاشاني یعود تاریخه الی سنة 760 هـ، ولکن اسم صانعه مجهول. وفي عهد شاهرخ التیموري (حکم 807-850ھ/1404-1446م) أقامت زوجته گوهرشاد آغا آثاراً قیمة في الحرم المطهر وأطافه، منها، بناء رواقَي «دار الحفاظ» و «دار السیادة» والمسجد الجامع المعروف باسمها في 821ھ/1418م و ذلک باشراف المعمار الکبیر قوام‌الدین الشیرازي؛ کما بنی شاهرخ السور الثاني لمدینة مشهد.

وقد أشار سفیر اسبانیا روي گونزالس دوکلاویخو الی عظمة وروعة الحرم والقّبة الفضیة وذلک عند زیارته لمشهد آنذاک. وقد بنی السلطان حسین بایقَرا (حکم 875-912ھ/1470-1506م) نصف الصحن القدیم الحالي بتشجیع من وزیره أمیر علي شیر نوایي، ثم وسّعة الشاه عباس الصفوي کما ورد اسم السلطان حسین فوق واجهة الایوان المذهّب في الصحن القدیم. وکان الایوان المعروف بایوان أمیرعلي شیر قد شید في عهده أیضاً، کما ترک الصفویون بتو سعتهم الروضة المقدسة وإکمالها آثاراً قیمة أیضاً ثم تذهیب القبة التي شیّدها السلطان محمدخُدابنده و ترمیم و تذهیب المنارة التي بنیت في عهد الغزنویین و ذلک في أیام‌شاه طهماسب الأول (حکم: 930-984ھ/1523-1576م)، کما شُیّد في عهده آخر أسوار المدینة. وقام الشاه عباس الأول (حکم: 996-1038ھ/1587-1628م) بتجدید تذهیب القبة التي کانت بحاجة الی الترمیم في السنوات (1010-1016ھ/1601-1607م). کما تشیر الکتابة الموجودة علی القبة بخط علي رضا عباسي، و أهدی الشاه عباس الی المرقد المقدس عدداً من المصاحف التي تنسب کتابتها للأئمة الأطهار (ع). و باع بفتوی من العلماء الألماسة الکبیرة التي استعادها من الازبک الذین سرقوها من الروضة المقدسة أثناء غارتهم علیها واشتری بثمنها أملاکاً کثیرة و أوقفها للروضة المقدسة.

أما الشاه عباس الثاني (حکم 1052-1077ھ/1642-1666م)، فقد رمم الصحن القدیم و زیّنه بالقاشاني. کما أن الشاه سلیمان (حکم 1077-1105ھ/1642-1693م) رأب التصدّع الذي أحدثه زلزال عام 1084ھ/1673م بالقبة الطاهرة، حسبما تشیر الکتابة التي نصبت علیها، کما بنی عدداً من المدارس. ثم بنی أمیران کبیران من أمراء‌الدولة الصفویة هما الله وردي‌خان وحاتم‌بیک الأردوبادي بناءین مهمین في الروضة المقدسة؛ أحدهما رواق الله وردي خان، والآخر رواق حاتم‌خاني. کما أن الایوان الواقع في الضلع الغربي لـ «دارالضیافة» هو أحد الأبنیة التي شیّدها الله وردي‌خان أیضاً.

وفي عهد الأفشاریین قام نادرشاه (1100-1160ھ/1688-1847م)بتذهیب المنارة التيشیدت في عهد الغزنویین و ایوان أمیر علي شیر و شید منارة أخری في الصحن القدیم في عامي 1145ھ/1732م و 1146ھ/1733م، کما تشیر إلی ذلک قصیدة تدیم الفارسیة والکتابات المنقوشة في الایوان الذهبي للصحن القدیم و ما أورده محمدکاظم المروي وزیر مرو، وأهدی نادرشاه أشیاء ذهبیة و مجوهرات للروضة المقدسة. ومن أبنیته أیضاً المسقاة الواقعة وسط الصحن القدیم، ویتکون حوضها من قطعة صخریة واحدة أمر بجلبها من هراة. وقد شیّد اسماعیل‌‌خان الصائغ سقفاً مذهباً علی الأعمدة الرخامیة للمسقاة، فیما أمر نادرشاه بامرار نهر من تحت حوض المسقاة لیبقی مملؤاً بالماء دائماً، ولاتزال هذه المسقاة موجودة و إن أجریت علیها بعض التغییرات کما قام ابراهیم‌خان أخو نادر «بطلي بابي الصحن بالفضة» (مروي، 2/203).

وفي عهد فتح‌علي‌شاه القاجار (حکم 1212-1250ھ/ 1797-1834م) بوشرببناء «الصحن الجدید» و استمر البناء في عهد محمدشاه (حکم 1250-1264ھ/1848-1895م) وذُهَب إیوانه. وفي عهد محمدشاه رمم الایوان والبوابة الشمالیة للصحن القدیم والمعروف به «ایوان شاه‌عباسي» کما تشیر إلی ذلک الکتابات الموجودة علیه. وفي عهد عضدالدولة نائب السادن رممت دار التوحید المبارکة 1276ھ/1859م، کما أمر في 1275ھ/1858م بتزیین النقوش والقاشاني النفیس في الحرم بالمرایا، و أمر ناصرالدین‌شاه بطلاء الجدران من الازارة وحتی أعلی الایوان الناصري و سقفه المقرنص بالذهب ولهذا سمّی بـ «الایوان الناصري».

وفي أیام مظفرالدین‌شاه (حکم 1313-1324ھ/1848-1906م) تمّ ترمیم الصحنین: القدیم والجدید. کما جاء في الکتابة الموجودة علی یمین الجدار الداخلي للایوان و أعلی الباب الغربي للصحن القدیم والتي کتبت بخط النستعلیق.

وفي 1330ھ/1912م أطلق الجیش الروسي الرصاص علی القبة المطهرة والحق بها الدمار بذریعة حفظ أرواح الرعایا  توفیر الأمن والهدوء في مشهد و تفریق القوات الموالیة للملک المخلوع محمدشاه والمتحصنة في الروضة الرضویة المقدسة (خراساني، 633-635). إلا أنه و بعد مدة قلیلة قام و الي خراسان حسین میرزا نیرالدولة بتعمیرها بمساعدة المحسنین. و في أ,قاب العصر القاجاري رُمّم الضریح الطاهر و بعض أبنیة الروضة المقدسة، کماشیّدت بعض العمارات الجدیدة. وفي الأعوام 1963-1965م وسّع فناءالحرم من جهة الرأس المبارک. واستبدال سقف المسجد البالي من تلک الجهة بسقف کونکریتي زین ثانیة بالقاشاني.

کما وسع الجناح الشمالي للحرم لیتصل برواق «دارالشکر» و نقل المحراب القدیم للمسجد الواقع في الجهة الجنوبیة من الحرم الی المتحف إثر توسعته والتعمیرات التي أجریت علیه. ویجدر بالذکر أنه تمّت إذه الفترة، کانشاء عمارة المتحف الکبری والمکتبة وبنایة الإدارة وتوسیع الشوارع المحیطة بالحرم وإنشاء الحدائق حوله.

بعد قیام الجمهوریة الاسلامیة في ایران طرأت تغییرات علی أبنیة الروضة المقدسة کما أنشئت بنایات جدیدظ ففي 1977 م تمّ توسیع الرواق الواقع خلف الرأس المبارک (پُشتِ سَرِ مُبارک) بمقدار 18 متراً. وفي السنة الثانیة وسع الجناحان المواجهان «للوجه الشریف» (پیشِ رُوي مبارک) و «القدم المبارکة» (پایین پا) بما مجموعه 36م2، وزید في العرض من جهظ القدمین بمقدار 70/1م. و من إنجازات هذه الفترة تجدید بناء المداخل وإحداث مدخل الطبرسي (بَستِ طبرسي) و بنایة جامعة العلوم الاسلامیة و بناء صحني «الجمهوریة الاسلامیة» و «القدس». ومما یذکر أیضاً المباشرة ببناء المکتبة والمتحف والرواق الموسوم بـ «دارالولایة».

 

القسم الأول – أبنیة الروضة المقدسة والمؤسسات الثقافیة

ویقصد بأبنیة الروضة المقدسة، الحرم والعمارات المحیطة به والتابعة لمؤسسة إداریة واحدة وهذه الأبنیة هي عبارة عن الحرم والقبة والمآذن والصحون والایوانات والأرقة والمداخل والمتحف والمکتبة.

 

1. الحرم

بناء مستطیل الشکل (یقرب من المربع) بطول 90/10 و عرض 40/10م فیه أربع صفف تقع کل واحدة منها في طرف من أطراف الحرم الأربعة و یتم الدخول والخروج منها الی الحرم؛ ویبلغ طول بوابة (مدخل) کل واحدة منها 3م، وفوق هذه الصفف أربع صفف صغیرة، وقد اُزّر الحرم بارتفاع 20 سم یعلوه القاشاني الرباعي والسداسي والثماني الأضلاع والکوکبي الشکل بارتفاع 92 سم أغلبه آیات قرآنیة وأحادیث شریفة، فیما یشاهد علی بعضه الآخر نقوش اسلامیة ناتئة. کما یشاهد فوق هذا القاشاني کتابة ناتئة علی صفائح صینیة نفیسة احتوت علی آیات من سورة الفتح، و فوقها لوحة أخری من الرخام بعرض 22سم، کتبت علیها بخط النستعلیق قصیدة لـ «دبیر الملک الفراهاني». ویبلغ ارتفاع جدران الحرم من الأرض الی السقف المفرنص 80/18م. وعلی ارتفاع 85/6م من أرضیة الحرم وفي القسم العلوي لجدران الحرم الأربعة تحت القبة و بعرض 80 سم کتبت سورة الجمعة بخط الثلث للخطاط علي رضا عباسي. ویوجد داخل الحرم ثلاثة محاریب: أحدها في الجدار الجنوبي الشرقي للحرم بعرض 75/1 وارتفاع 40/2م، والآخر في الجدار الجنوبي الغربي من الحرم بعرض 15/2 و ارتفاع 60/2م، والثالث باتجاه أعلی الرأس المبارک، تحت الطاق والصفة الموصلة بین الحرم و مسجد «بالاسَر» [أعلی الرأس المبارک] وهو بعرض 25/1 وارتفاع 90/1م. أما مواضع ضعف الحرم الأربعة فهي کالتالي: الف. الصفة الشمالیة، خلف الرأس المبارک؛ ب. الصفة الجنوبیة أمام الوجه المبارک؛ ج. الصفة الشرقیة، أسفل القدم المبارکة؛ د. الصفة الغربیة باتجاه أعلی الرأس المبارک.

وفي أیام عضد الملک کان قد نصب باب ذهبي بین الصفة الجنوبیة والحرم، عرف باسمه. ثم استبدل بباب ذهبي جدید في 1974م و کتبت علی هذا الباب آیات و أحادیث و أشعار. وفي بوابة الصفة الشرقیة أیضاً نقوش و خطوط ذهبیة ناتئة علی أرضیة فضیة.

 

البقعة والضریح

تعود أقدم المصادر التي تتحدث عن البقعة والضریح الرضوة الی عصر الخوارزمشاهیین. ینقل الخوانساري في روضات الجنات عن ثاقب المناقب أنه کانت لأنوشیروان المجوسي الاصفهاني مکانة لدی قطب‌الدین محمد خوارزمشاه (حکم: 490-521ھ/1097-1127م) وقد عینه سفیراً له لدی السلطان سنجر إلا أن إصابته بمرض البرض المنفّر جعلته یخشی الذهاب الی السلطان سنجر، وقد نُصح بطلب الشفاء عند الامام الرضا (ع) فشفي وحسن إسلامه فوضع صندوقاً من الفضة علی الضریح کما أهدی أموالاً طائلة للروضة فیما بعد.

ویذکر ابن بطوطة وجود ضریح خشبي مغطی بصفائح فضیة و لعله یقصد بذلک «الضریح»، الصندوق الخشبي الذي کان فوق المرقد المبارک. لذلک لایمکن إبداء رأي حاسم عن صنع صندوق و ضریح الامام (ع) بسبب الخطأ الناشئ من نقل هذا الرأي في الکتب المتأخرة عنه ولکن یمکن التخمین الصائب – کما أشرنا سابقاً و ملاحظة تاریخ زیارة ابن بطوطة لمشهد – بأن الصندوق المذکور کان من صنع السلطان محمدخدابنده، وهو نفس الصندوق الذي ظل حتی 1932م. وفي عهد الملک طهماسب الأول رُصّع الصندوق بصفائحِ ذهبیة نقشت علیها آیات من القرآن الکریم بخط علي رضا عباسي، ولهذا عرف هذا الصندوق بـ «صندوق‌شاه عباسي» الذي استبدل في 1932م بسب تأکله بصندوق آخر من الرخام بطول 10/2 و عرض 06/1م و أودع ماکان علی الصندوق الخشبي من الصفائح الذهبیة في متحف الروضة الرضویة. وللبقعة الرضویة الان ضریحان: ضریح داخلی من الفولاذ المرصّع بالجواهر، والذي صنع في العهد النادري وأوقفه للحرم شاهرخ أفشار في 1160ھ/1747م، و ضریح خارجي صنع من الذهب والفضة نصب في 1959م بدلاً من ضریح فتح‌علي‌شاه الفولاذي. وفي القسم الداخلي للبقعة ضریح آخر أیضاً صنع في عصر الشاه عباس أو الشاه طهماسب و هو من الخشب والحدید و صفائح الذهب والفضة، وقد استبدل لتأکله آنذاک بضریح جدید و أودع ما کان علیه من الذهب والفضة في خزانة الروضة المقدسة. وکان طول الضریح الجدید 05/4 و عرضه 06/3 وارتفاعه 90/3م، ولکل من ضلعیه الطویلین أربع فتحات و لکل من الضلعین القصیرین ثلاث فتحات، و بذلک یکون مجموع الفتحات 14 فتحة. وقد نصب في وسط وأعلی الفتحات 18 صحیفة ذهبیة اهلیلجیة الشکل محدّبة، نقشت علیها أحادیث شریفة بخط الثلث. کما نصبت فوق أطراف الضریح صفائح ذهبیة مضرّ سة نُقشت علیها بخط الثلث أسماء المعصومین الأربعة عشر و علی حواف الضریح و فوق تلک الصفائح صفائح ذهبیة أخری أیضاً یبلغ مجموعها 92 صفیحة، کتب علی کل منها لفظ الجلالة «الله».

 

2. القبة

و تتألف من جدارین؛ الأول مقرنص و یری من الأسفل (من داخل الحرم)؛ والثاني العُلوي مغطی بصفائح ذهبیة و یری من الخارج. وقد ذُهَبت هذه القبة لأول مرة في عهد الشاه طهماسب الأول ثم جدّد الشاه عباس تذهیبها. وارتفاع الحرم من قاعدته حتی السقف المقعّر (الجدار الداخلي) 8/18م و منها إلی أعلی القبة من الخارج 20/31م. أما محیط القبة فیبلغ 10/42م و ارتفاع رأس طوقها 5/3م و ارتفاع السطح المذّهب من قاعدتها حتی القمة 40/16م. و علی السطح الخارجي للقبة المغطی بصفائح نحاسیة مطلیّة بالذهب نقوش و خطوط و کتابات بدیعة.

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: