اِبْنُ غَنّام، حسین بن أبي بكر بن غنام (تـ ذوالحجة 1225/كانون الثاني 1811)، مؤرخ وفقیه وأدیب من مشایخ الوهابیة. ولد في المبرّز بالأحساء ونشأ فیها (الزركلي، 2/251)، وأخذ مبادئ العلوم عن العلماء هناك (ابن بشر، 1/184)، ثم توجه إلی الدرعیة أول عاصمة لآل سعود لمتابعة دراسته وتتلمذ علی محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابیة وغدا من مریدیه (كحالة، 3/317). وبعدها اشتغل بتدریس اللغة العربیة والكلام (EI2)، فقرأ علیه سلیمان وعبد الرحمن ابنا محمد بن عبد الوهاب وكذلك أحمد بن ناصر بن معمر، وتوفي في الدرعیة (ظ: ابن بشر، ن.ص).

كانت لابن غنام باع طویل في معرفة مختلف العلوم والفنون، والشعر والنثر (ن.ص)، ویعتبر من أوائل المشاركین في تسجیل أخبار الوهابیة والمدافعین عن هذه الفرقة والناشرین لها في عهد تفتحها. وكان لما دوّنه من كتب دور مؤثر في نشر آراء محمد بن عبد الوهاب وترویجها، وقد وصف نفسه في كتبه بالوهابي المؤمن ودعا مخالفیه كفاراً اعداء الله (أبو حاكمة، 2,3).

آثاره

1. تاریخ نجد، واسمه الأصلي «روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام»، وكان تألیفه بطلب من محمد بن عبد الوهاب نفسه. وهو أربعة أقسام:

تحدث المؤلف في القسم الأول عن حال المسلمین ومصیر الإسلام في الجزیرة العربیة وغیرها من البلاد الإسلامیة كمصر والیمن والشام والعراق، وانتقد بشدة بعض عقائد المسلمین وآدابهم ورسومهم كزیارة القبور والاعتقاد بالنذور وطلب الشفاعة من أولیاء الله، لاعتقاده بأنها بدع في الإسلام. وأورد أحادیث وروایات عن الرسول‌(ص)، یرد بها هذه العقائد ویتهم أصحابها بالشرك والكفر (ظ: ص 13-77). وقد مهد في هذا القسم بتعلیل آراء الوهابیة لیتحدث عنها في الفصول التالیة.

ویشتمل القسم الثاني علی ترجمة مفصلة لمحمد بن عبد الوهاب وكیف بلغ الشهرة، وأثر آرائه وأفكاره علی الناس والشیوخ المعاصرین له.

والقسم الثالث یدور حول الغزوات، ویضم أقدم الحوادث التي مرت بها الحركة الوهابیة، وتبدأ بحوادث 1159هـ/1746م، أي بعد سنة من إجبار محمد بن عبد الوهاب علی مغادرة العُیینة بنجد، وذهابه إلی الدرعیة بحثاً عن ملجأ له، ورغم أنه كان حتی سنة 1225هـ علی قید الحیاة فقد تحدث إلی حوادث 1212هـ فقط.

ویختص القسم الرابع وهو أكثر الأقسام تفصیلاً بآراء وأفكار محمد ابن عبد الوهاب ورسائله ونداءاته وبیان المذهب الوهابي بالتفصیل وآراء وفتاوی محمد بن عبد الوهاب.

ولتاریخ ابن غنام أهمیة كبیرة لتسجیله مراحل انتشار الوهابیة ونموها بدقة ونقله الحوادث التي شهدها بنفسه، ومن هنا كانت كتبه موضع استناد واستفادة أكثر المؤرخین الذین یبحثون في تاریخ الجزیرة العربیة المعاصر. طبع تاریخ نجد مراراً، ویبدو أن آخر طبعة له كانت في 1405هـ/1985م، تحقیق ناصر الدین الأسد ببیروت.

2. العقد الثمین في شرح أحادیث أصول الدین، أهداه المؤلف إلی الأمیر عبد العزیز بن محمد بن سعود، منه مخطوطة في المكتبة السعودیة بالریاض (الزركلي، ن.ص).

وقد ذكر ابن غنام كتاباً آخر له باسم رفع الملام عن الأئمة الأعلام (EI2)، لم یعثر علیه.

المصادر

ابن بشر، عثمان، عنوان المجد في تاریخ نجد، الریاض، 1385هـ؛ ابن غنام، حسین، تاریخ نجد، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الزركلي، الأعلام؛ كحالة، عمر رضا، معجم‌ المؤلفین، بیروت، 1957م؛ وأیضاً:

Abu Hakima, Ahmad Mustafa, History of Eastern Arabia, Beirut, 1965; EI2.

عنایت ‌الله فاتحي ‌نژاد/ ن.