الصفحة الرئیسیة / المقالات / ایاصوفیا /

فهرس الموضوعات

ایاصوفیا


تاریخ آخر التحدیث : 1443/12/12 ۱۵:۴۳:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

أياصوفيا،   أو أیاصوفیة، أكبر كنيسة في الشرق المسیحي في عهد الإمبراطورية البيزنطية، وأحد أكبر الجوامع في العالم الإسلامي بعد فتح إستانبول، ومتحف الآثار الإسلامية والبيزنطية منذ العام 1934م. 

الخلفیة التاريخية

  ینسب تشیید أياصوفيا لأوّل مرة إلى الإمبراطـور قسطنطين الأول (حك‍ 324-337م) (یوجل 4 ؛ إییجه، أیاصوفیة، I / 4)، ولكن الإشارة إلى مثل هذا الموضوع لم ترد في آثار المؤرخين القريبين من عصر هذا الإمبراطور وتشیر الدراسات الأخيرة إلی أن كنيسة أياصوفيا شیّدها قسطنطين الثاني (حك‍ 337-361م) احتفاء بانتصار أبيه، قسطنطين الأول على ليكينيوس، وفتحت أبوابها في 15 شباط 360 علی عامة الناس للعبادة (ن.ص؛ EI1 ؛ أکشیت، 134؛ إستانبول ... ، III / 1439). 
واستناداً إلى المصادر البيزنطية والتحریات، فقد تم تشیید هذا البناء علی شکل مستطیل بجدران حجریة وآجریة وسقف خشبي كما هو الحال بالنسبة إلى الكنائس والمعابد المشیدة في ذلك العصر، حيث يمثل نموذجاً كاملاً للبازيليكا (یوجل، 8 ؛ IA ؛ أکشیت، ن.ص). سمیت هذه الکنیسة في البدء «ميغالا إِكليسا» ــ الكنيسة الكبرى ــ ، ولكن اسمها تغير فيما بعد إلى «ثئاسوفيا»، أي 
«الحكمة المقدسة»، ولكن الأهالي كانوا يسمونها «سوفيا» حتى القرن 5م (رایس، 55؛ إییجه، ن.ص؛ أولیا چلبي، 1 / 125، الهامش؛ إستانبول، ن.ص). وعرفت هذه الكنيسة شيئاً فشيئاً باسم سانتا سوفيا أو سانکتا سوفيا وتعني أيضاً الحكمة المقدسة وكان الیونان يطلقون عليها اسم «هاغيا سوفيا» أو «آغيا سوفيا». وبعد فتح إستانبول، أطلق الأتراك علی هذه الكنيسة اسم أياصوفيا بتغيير طفيف (رایس، ن.ص؛ غاردنر، 240 ؛ وان لون، 150 ؛ إییجه، ن.ص). وفي 20 حزيران 404 حدثت فتنة كبيرة في القسطنطينية والتهمت النيران إثرها جزءاً من أيا صوفيا. وانتهى ترميمها وإعادة بنائها في تشرين الأول 415 (أکشیت، ن.ص؛ یوجل، 4 ؛ إییجه، ن.م، I / 6). كما احترق البناء بشكل كامل في حريق آخر نشب في ليلة 13 كانون الثاني 532 (رایس، ن.ص؛ غیبون، 2 / 949؛ أولیا چلبي، 1 / 126، الهامش؛ أکشیت، ن.ص). وبعد حوالی 6 أسابيع من الحريق، قرر الإمبراطور یوستي نيانوس أن يبني كنيسة أكبر وأفخم بمرات على بقايا الكنيسة السابقة ولذلك، طلب من المعمارييین المعروفين في عصره، أنتميوس ترالسي وإيسيدوروس المالطي أن یشیّدا الكنيسة الجديدة، بحيث تكون مقاومة إزاء الحرائق والزلازل (غاردنر، ن.ص؛ یانسن، 171؛ IA ؛ غیبون، ن.ص). وبدأت عمليات الترميم في 23 شباط 532. وتم بأمر الإمبراطور إعداد المواد الإنشائية الغالیة الثمن من المناطق المختلفة. وأخيراً افتتحت في 27 كانون الأول 537 كنيسة أياصوفيا الجديدة خلال مراسم حافلة (أکشیت، 135,139 ؛ یوجل، 8؛ EI1 ؛ غیبون، 2 / 949-950). 
تعتبر هذه الكنيسة اليوم من أروع الآثار المعمارية في العالم. فقد استخدم في بناء أياصوفيا أسلوب ذكي في إيجاد التناسق بين العقود والأعمدة، حيث تقوم الحنایا الأربع العلوية على 4 أعمدة ضخمة من حجر الجرانیت المصري، تشبه قدم الفيل، لتحمل القبة (وان لون، ن.ص؛ غیبون، 2 / 950؛ غاردنر، 241). وفي رقبة القبة، هناك حلقة من 40 نافذة متقاربة ينفذ منها الضوء إلى الداخل (یوجل، ن.ص). ويبلغ عمق القبة 18 متراً (لوکاس، 1 / 346)، وارتفاع قمتها حتى أرضية الكنيسة حوالي 56 متراً وقطرها 33 متراً. ويشتمل هذا البناء على 107 أعمدة و9 أبواب؛ أكبرها الباب الأوسط المؤطر بإطار برونزي ورخامي وكان مخصصاً لدخول الإمبراطور (یوجل، 11 ؛ إییجه، أیاصوفیة، I / 15 ؛ IA). شيد البناء من الآجر بشكل عام، وتم تغليفه بالرخام (غیبون، 2 / 951). 
وقد كان الأباطرة البيزنطيون يقيمون مراسم التتويج في هذه الكنيسة وكانت تعتبر أيضاً ملجأ للمجرمين بسبب الاحترام الذي کانت تحظی به. 
تتمتع البلاطات والزخارف الداخلية في أيا صوفيا بأهمیة كبيرة. وقد ذكرت زخارف هذا البناء الفريدة من نوعها مشفوعة بالثناء الكبير في المصادر القديمة. وتعد البلاطات البیزنطیة أجمل قسم من زخارف أيا صوفيا. ونلاحظ من بينها القطع واللوحات المصنوعة من الذهب والفضة والرخام والفخار الملون المطلي بالزجاج ويمكن ملاحظة لوحات أيا صوفيا الفسیفسائیة على السطح الداخلي لأنصاف القبب والجدران والعقود والأروقة وعلى واجهة الباب الخاص بالإمبراطور وحواشیه (ظ: یوجل، 13,14 ؛ IA). 
وقد زال قسم من البلاطات على إثر عمليات الهدم والترمیم المتتالية؛ ومنها اللوحة الفسیفسائیة لعیسی المسيح (ع) التي كانت قد نقشت على الوجه الداخلي للقبة (إییجه، ن.م، II / 21). وكان هذا الأثر البارز قائماً حتى منتصف القرن 17م وقد غطاها قاضي عسكر عزت أفندي في عهد السلطان عبد المجید بكتابة آيات من سورة النور (بورکهارت، 151؛ IA ؛ إییجه، ن.م، III / 21 ، «بیبلوغرافیة»، 778). 

أياصوفيا بعد فتح إستانبول

  أصدر السلطان محمد في نفس اليوم الذي فتحت فيه إستانبول مرسوماً بتحويل كنيسة أيا صوفيا إلى جامع (م.ن، أیا صوفیة، III / 2 ؛ سامي، 1 /  508؛ غیبون، 3 / 1359). وقد غطیت الرسوم والزخارف في داخل أيا صوفيا فيما بعد في عهد السلطان سليمان القانوني بالجص لکونها غیر ملائمة (أکشیت، 139). وبعد 3 أيام من فتح إستانبول قرأ الخطبة آق شمس الدین باسم الملك الفاتح العثماني خلال إقامة شعائر صلاة الجمعة في أيا صوفيا (رفعت، 1 / 323؛ یوجل، 22 ؛ إییجه، ن.ص؛ سامي، 1 / 507). 
وقد سمیت أيا صوفيا، «الجامع الكبير العتيق» في وقفیات الملک الفاتح، حیث بقيت نسخها المختلفة حتی اليوم (یوجل، 23 ؛ إییجه، ن.ص). وقد شيدت أولى مآذن جامع أيا صوفيا التي كانت مئذنة خشبية، بأمر السلطان محمد في القسم الجنوبي من نصف القبة الغربية (رایس، 62 ؛ أکشیت، إییجه، یوجل، ن صص). كما أنّ البنایة الوحيدة التي ألحقت بأياصوفيا من جانب الملك، هي مبنی مدرسة تم تشييده في الجانب الشمالي منه (إییجه، ن.م، III / 4 ؛ سامي، 1 /  508). وفي عهد السلطان بايزيد الثاني بنيت ثاني مآذن أيا صوفيا من الآجر. كما قام هذا الملك بتوسيع المدرسة (ن.ص؛ إییجه، ن.م، III / 5 ؛ رفعت، أکشیت، ن.صص). 
لقد كان السلطان سليم الثاني من السلاطین العثمانيين الذين أبدوا اهتماماً ورغبة کبیرین بجامع أياصوفيا. وفي بداية حكمه كان مبنی الجامع قد آل إلى حالة شبه مهدمة نتيجة الإهمال.  وقد أمر المعماري المدعو سنان بترميم مظاهر الخراب تلك وهدمت البيوت التي كانت تحاصر بناء أيا صوفيا وتم تدعیم الجدران من خلال إقامة القواعد والدعامات وحلت مئذنة آجرية محل المئذنة الخشبية (إییجه، ن.م، III / 7 ؛ یوجل، رایس، ن.صص). 
وفي أوائل حكم السلطان مراد الثالث انتهت عمليات إعمار أياصوفيا وإعادة بنائها وأحدث هذا الملك تغييرات داخل الجامع أيضاً وأضاف إلى زخارفه الداخلية (إییجه، ن.م، III / 8 ؛ یوجل، 32؛ IA). ومنذ المنتصف الثاني من القرن 10ه‍ / 16م ومابعده بدأ إنشاء مقابر للسلاطین العثمانیین بذلک البناء (یوجل، 30؛ إییجه، ن.م، III / 8-9).
وفي عهد السلطان مراد الرابع تم تزیین جدران جامع أیاصوفیا بآیات من القرآن الكريم بخط بجاقجي زاده مصطفى چلبي. وفضلاً عن ذلك فقد تم ترکیب لوحات ضخمة على أشكال متوازية الأضلاع فوق الجدران باسم الخلفاء الراشدين، كان قد كتبها الخطاط المعروف تكنجي زاده إبراهيم أفندي. وقد استبدلت هذه اللوحات في عهد السلطان عبد المجيد بألواح مدورة كبيرة بالخط الجلي للخطاط قاضي عسكر مصطفى عزت أفندي (إییجه، ن.م، III / 15 ، «بیبلوغرافیة»، 778؛ یوجل، 32؛ أکشیت، 139؛ EI1) وقام السلطان محمود الأول بإصلاحات كثيرة في جامع أياصوفيا، ویقال بإن القطع الفسیفسائیة العائدة إلی العصر البیزنطي قد غطیت خلال هذه الترميمات بالجص (إییجه، أیا صوفیة، III / 12). وقد بنى بالإضافة إلى الترميمات، ميضأة جميلة وعدداً من الأبنية الأخرى فيه؛ أهمها المكتبة الفخمة التي تتمتع بقیمة كبيرة من حيث الفن المعماري والزخرفي. وقد كانت هذه المكتبة تضم 300 ألف مجلد (أکشیت، 142؛ إستانبول، III / 1446-1447). وتعتبر رفوفها الصدفية وجدرانها المزينة بالقاشاني من الروائع الفنية في القرن 18م في تركيا (یوجل، 23 ؛ EI1). 
وبعد السلطان مراد الرابع لم یحظ ترميم جامع أياصوفيا وصيانته بأهتمام کبیر (IA). وفي عهد السلطان عبد المجيد تمت إصلاحات أساسية في البناء في سنة 1847-1849م (أکشیت، أیضاً إستانبول، ن.صص؛ إییجه، ن.م، III / 15,17) وتم تجديد أو ترميم معظم الزخارف الداخلية. وقد أخرجت البلاطات العائدة إلی العهد البيزنطي من تحت الغطاء الجصي. وكان السلطان يرغب في أن تبقى القطع الفسفسائیة على حالها، ولكنه أمر على إثر المعارضات أن تتم تغطیتها (ن.م، 6، III / 2 ؛ م.ن، «بیبلوغرافیة»، 773؛ یوجل، 32؛ أکشیـت، 145) وبعـد نهایة عملیـات الترمیم، افتتح جامـع أيا صوفيا للناس مرة أخرى في أول جمعة من شهر رمضان، 1265ه‍ / تموز 1849م خلال مراسم فخمة (إییجه، أیا صوفیة، III / 17). 
تعرض أيا صوفيا لأضرار كبيرة خلال الزلزال العنيف في تموز 1894؛ ومن جملة ذلك أن قطعاً كبيرة من الفسیفساء المغطاة بالجص لأنصاف القبب ورؤوس الأعمدة انهارت ولذلك ظلّ هذا الجامع مغلقاً لفترة طويلة (ن.م، III / 18 ؛ م.ن، «بیبلوغرافیة» 786؛ أکشیت، ن.ص). 
أيا صوفيا بعد إقامة الحكومة الجمهورية في تركيا:  في 1926م نفذت ترميمات ضرورية في واجهات الردهات العلوية والقبة الرئيسة و إحدى الأسس (إییجه، أیاصوفیة، III / 20؛ إستانبول، III / 1447 ؛ أکشیت، 142). وأثناء ذلک تم تحويل جامع أيا صوفيا إلی متحف في 1934م باقتراح أتاتورك وافتتح في الأول من شباط 1935 بشكل رسمي (ن.ص؛ إییجه، ن.م، III / 21). وبعد مدة قصيرة تم سحب سجاجید الجامع وأنزلت اللوحات المدورة المشتملة على اسم الله والنبي (ص) والخلفاء الراشدين والإمامین الحسن والحسين (ع)، كي يتحول الجو الروحي لهذا المعبد القديم إلى جو متحف؛ ولكن عندما أرادوا إخراج اللوحات للاستفادة منها في جوامع إستانبول الأخرى لم يتسن لهم ذلك من أي من أبواب أيا صوفيا بسبب حجمها الكبير (ن.م، III / 26). فاضطروا إلى جمعها وخزنها في زاوية. وبعد فترة، أي في 1949م علقت هذه اللوحات مرة أخرى على جدران أياصوفيا (ن.م، III / 21-23 ؛ م.ن، «بیبلوغرافیة»، 778). 
استرعت فخامة أيا صوفيا وجماله دوماً اهتمام السياح، حیث یعد اليوم من مراکز السياحة المهمة في العالم ومن الموارد الضخمة للحكومة التركية. 

المصادر

   أولیاچلبي، سیاحت‌نامه، إستانبول، 1314ه‍ ؛ بورکهارت، تیتوس، هنر إسلامي، زبان وبیان، تج‍ : مسعود رجب نیا، طهران، 1368ش؛ رفعت، أحمد، لغات تاریخیة وجغرافیة، إستانبول، 1299ه‍ ؛ سامي، شمس الدین، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306ه‍ ؛ غیبون، إدوارد، إنحطاط وسقوط إمبراطوري روم، تج‍ : فرنگیس شادمان (نمازي)، طهران، 1371ش؛ لوکاس، هنري، تاریخ تمدن از کهن ترین روزگار تا سدۀ ما، تج‍ : عبد الحسین آذرنگ، طهران، 1366ش؛ وأیضاً: 

Akşit, İ., Istanbul, Istanbul, 1981; EI1; Eyice, S., Ayasofya, Istanbul, 1984-1986; id, »Bibliyografya«, Belleten, Ankara, 1964, vol. XXVIII, no. 111; Gardner, H., Art Through the Ages, New York, 1980; IA: İstanbul ansiklopedisi, ed. R. E. Koçu, İstanbul; Janson, H. W., A History of Art, London, Thames and Hudson; Rice, D. T., Constantin ple, Byzantium-Istanbul, London, Elek Books Limited; Van Loon, H. W., The Arts, New York, 1939; Yucel, E., Ayasofya müzesi, Istanbul, 1986. 
جلال خسرو شاهي / گ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: