ایاد

إياد،   من القبائل العربية العدنانية الكبيرة التي ینحدر منها معظم فروع عرب الحجاز ونجد وتهامة والعراق. تنسب هذه القبيلة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان الذي ینتهي نسبه حسب الروايات إلى إسماعيل (ع) (السمعاني، 1 / 397؛ العزاوي، 1 / 35،  68). لقد خلط بعض علماء الأنساب بين إياد بن نزار وإياد بن معد، في حين أن إياد بن نزار معروف بإياد الأصغر، وإياد بن معد بن عدنان یعرف بإياد الأكبر الذي هو عم إياد الأصغر وكلاهما من أولاد عدنان (البرّي، 1 / 419؛ ابن حزم، 9-10؛ ابن عبد البر، 64؛ قا: المقري، 1 / 293) وبالإضافة إلى ذلك، فإن العرب القحطانيين المعروفین بالیمانیة ينسبون قبيلة إياد إلى إياد بن حنظلة بن احاظة بن سعد من حمير (العزاوي، 1 /  68- 69). 
کان من ولد نزار،  إياد ومضر، وربيعة وأنمار وتنحدر القبائل العدنانية الكبرى من الثلاثة الأولی (الیعقوبي، 1 / 223؛ ابن فضل الله؛ 87؛ البّري، ن.ص). ویبدو أن إياداً كان الولد الأكبر لنزار ولذلك یکنی نزار أبا إياد (الطبري، 2 / 270). وقد اختار نزار الذي کان یتولی سدانة الكعبة ورئاسة مكة، إياداً خليفة له و خلع عليه عصاه وحلته فأصبح يلقب منذ ذلك الحين بـ «إياد العصی» وكان النزاريون یفتخرون بهذه الحلة والعصا کمیراث ورثوه من أجدادهم کما نستشف من بیت شعر نظمه شاعر إیادي (الفاکهي، 134- 138). 
نزل إياد وإخوته في البدء في مكة ومنطقة تهامة وماحولها (الهمداني، 83). ولكن سرعان مانشب بينهم صراع في أوائل القرن 3م وبعدما ألحق إیاد بأولاد نزار کثیراً من الظلم والأذی وهزم أخیراً أبناء مضر وربيعة إياداً وأهله في موضع يدعى «خانق» وطردوهم من مکة (ابن عنبة، 60؛ کحالة، معجم ... ، 2 / 53؛ EI1 ؛ قا: أبو الفرج، 20 / 23-25). ومع ذلک، فلم ینل مضر وربیعة نصیباً من هذا الانتصار، لأن قبیلة خزاعة استغلت تلك النزاعات لتسيطر على سدانة الكعبة ورئاسة مكة (الیعقوبي، 1 /  238؛ المسعودي، مروج ... ، 1 / 29)، وأشاعت کما هو مشهور، الوثنیة في تلك المنطقة (ن.ص). وأسفرت هذه المنازعات عن تشتت شمل أولاد نزار ولذلک سمی بنو معد هذه السنة «عام التفرق» وجعلوها مبدأ تاریخهم (م.ن، التنبیه ... ، 273). وبعد ذلک نزح بنو إياد إلى نجد ثم غادروها بسبب الجفاف متجهین نحو العراق ضمن 3 مجموعات (أبو عبید، 1 /  68-69). فنزلت مجموعة في «عين أباغ» ومجموعة أخرى في «ذي طوى»، فيما نزلت مجموعتهم الرئيسة والكبيرة في منطقة «سِنداد» (أو سَنداد: یاقوت، 3 / 164) وأصبحت سنداد منـذ ذلك الحين من المنازل الرئيسة للإياد (ابن هشام، 1 / 91؛ أبوعبید، 1 / 69) وما إن ازدادوا عدداً ومالاً (م.ن، 1 / 67-68) حتی انتشروا في مناطق كاظمة وبارق والخُورَنَق ودير الجماجم، ودير الأعور وديرقُرة وشقيقة والأنبار وتكريت وذي شعب وبَيضان ومناطق الفرات الأخرى وأطرافه وأكنافه (ظ: ابن الفقیه، 182-183؛ ابو الفرج، 20 / 23؛ کحاله، ن.م، 2 / 52؛ EI1). 
أخذ الإياد منذ أوائل القرن 6م ینازعون ملوك آل نصر (اللخميين) ويشنون الغارات على الإيرانيين في الجانب الآخر من الفرات حتی طردوا مجموعة من القوات العسکریة الإیرانیة من تلک النواحي وانطلقوا نحو الجزيرة وقضوا على مجموعة من العمالقة ثم توجهوا إلى مناطق الموصل وتکريت (أبو الفرج، ن.ص؛ أبو عبید، 1 / 70-71). وقد أثارت هذه الأحداث غضب أنوشيروان فكلف قوة عسكرية مع مجموعة من قبيلة بكر بن وائل (م.ن، 1 / 71) بقيادة مالك بن حارثة (أبو الفرج، 20 / 25) بالتصدي لهم والقضاء عليهم (عن الأسباب وزمان وقوع هذه الحادثة، ظ: م.ن، 20 / 23-25؛ ابن الأثیر، 1 / 392-393؛ البلاذري، فتوح ... ، 398، أنساب ... ، 1 / 26؛ یاقوت، 2 / 652؛ بیغولوسکایا، 83). وفي هذه الفترة حذّر لقيط بن بكر أو لقيط بن يَعْمُر، الشاعر الإیادي الذي كان محبوساً في سجن أنوشيروان، بني إياد من وقـوع الخطر الوشيـك مـن خلال قصیـدة (أبو الفـرج، 20 / 24؛ أبو عبید، 1 / 72؛ قا: الآمدي، 266) وعندما بلغهم الخبر استولى عليهم الخوف وهربوا فیما تفيد رواية أخرى بأنهم واصلوا شن غاراتهم حتى هاجهم جيش أنوشيروان فقتل الكثير منهم في موضع يدعى «مرجُ الأكم» (أبو عبید، 1 / 75؛ قا: أبوالفرج، 20 / 25) وغرق عدد کثیر منهم في الفرات وانسحب بقایاهم من العراق ونزلوا فی تكريت والموصل وصمدوا في وجه الجیوش الإیرانیة في موضع یدعی «حَرَجیّة» إلا أنهم انهزموا وقتل عدد كبير منهم ولجأ المتبقون منهم إلى الشام وحمص وأنقرة والمناطق الأخرى للأمبراطورية البيزنطية (ظ: أبو عبید، ن.ص؛ کحالة، ن.ص، 2 / 53؛ علي، 4 / 473؛ ابو الفرج، ن.ص). 
اعتنق بنو إياد المسيحية في ظل الإمبراطورية الرومية بعد أن كانوا وثنیین ويعبدون صنماً اسمه «ذو الكعبين» (م.ن، 20 / 23)، أو ذو الكعبات (ظ: علي، 4 / 471) وخضعوا لسلطان الدولة الغسانية (م.ن، 4 / 473). 
لقد لعب الإياد منذ بداية ظهور الاسلام دوراً في تاريخ المنطقة، وخاصة في حروب الردة والفتوح، ولكنهم کانوا یتآزرون مع المشرکین، حیث انضمت مجموعة منهم في 12ه‍ / 633م إلى سَجاح ابنة الحارث أحد المدعين للنبوة. ووقفوا في وجه المسلمين في وقعة عین التمر یدعمون مهران بن بهرام چوبين (EI1 ، مادة السجاح وعین التمر). 
وفي 17ه‍ /  638م عزم هرقل الإمبراطور البيزنطي في آخر مسعى له، على أن يسترد الشام التي كان المسلمون قد سيطروا عليها قبل ذلك بفترة. فبعث مجموعة من قبيلة إياد والقبائل الأخرى المجاورة لها مع جيش جرار من الروم لمحاربة المسلمين. فحاصروا حمص، وبما أن المسلمين سيطروا أثناء ذلك على الجزيرة وتكريت، فقد انفصل العرب من عساکر الروم سوى بني إياد مما أدی إلی هزیمة الروم ومصرع عدد كبير منهم ومن الإياد في كيليكية. وفي 18ه‍ / 639م أي في عهد ولایة إياد بن غنم علی حمص والمناطق الشمالية من الشام والجزيرة، اعتنقت قبائل تلك المنطقة الإسلام، إلا أن الإياد لم يرضخوا لذلك وهربوا من الجزيرة، منطلقین نحو كابادوكية في آسيا الصغرى (EI1 ؛ کحالة، معجم، 2 / 54). وعلى إثر هذه الواقعة بعث عمر بن الخطاب سفراء إلى الإمبراطور و هدده وطلب منه أن يسمح للمسلمين بالدعوة إلى الإسلام فاعتنق 4 آلاف من بني إياد الإسلام (أبو عبید، 1 / 75-76؛ النویري، 19 / 176). واستوطن فيما بعد أرهاط وطوائف من إياد مثل زُهير ودُعْمى وقُثَم، نُمارة وبني يَقدُم وبني حذاقة وبني طمّاح وغيرهم في أرجاء مابين النهرين وسوريا (ابن العدیم، 558-559؛ أشرف رسولي؛ 17؛  ابن درید، 169؛ النحاس، 2 / 826؛ الکلبي، 605؛ کرد علي، 1 / 27- 28). 
مع کل ما أسلفنا ذکره فإن تاريخ إياد لایقتصر كله علی الحروب والمعارک، بل برز فیهم شخصیات لعبوا دوراً كبيراً في نشر الثقافة العربیة وآدابها ولهذا أشاد الشعراء بمناقب وفضائل هذه القبيلة (ابن خلکان، 1 / 86). وقيل إن قريشاً تعلمت الخط العربي من إياد بشكل مباشر أو غير مباشر (ابن خلدون، 2 / 830؛ ابن عبد المنعم، 5 / 36؛ قا: ابن الندیم، 8). وبالإضافة إلى ذلك فقد ظهر بين إياد شعراء وخطباء مبرزون منهم: قس بن ساعدة الإیادي الخطیب الجاهلي المعروف  (أبو العلاء، 2 / 535-536؛ ابو الفرج، 14 / 41؛ الثعالبي، 122)؛ كعب بن إمامة الإيادي (ظ: القلشندي، 97؛ المبرد، 1 / 300؛ ابن حبیب، 18؛ البرّي، 1 / 454)؛ أبو دُؤاد الإيادي (الکلبي، 606؛ أبو الفرج، 15 / 95؛ سزگین، 2 / 105؛ البستاني، 4 / 301) ولقيط بن بكر (ظ: البرّي، 1 / 453؛ أبو عبید، 1 / 72-75؛ أبو الفرچ، 20 / 23). 
ومن شخصيات إياد المعروفة الأخرى: زيد بن جندب الإيادي (الجاحظ، 6 / 218)؛ هند بنت بیاضة بن رباح الإیادي (کحالة، أعلام ... ، 5 / 227)؛ علي بن محمد الإيادي الشاعر (فروخ، تاریخ الأدب ... ، 4 / 279)؛ أبو القاسم علي بن محمد بن علي (السمعاني، 1 / 397- 398). 

المصادر

   الآمدي، الحسن، المؤتلف والمختلف، تق‍ : عبد الستار أحمد فرّاج، القاهرة، 1961م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حبیب، محمد، المحبر، تق‍ : إیلزه لیختن شتیتر، حیدرآباد الدکن، 1942م؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1983م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن خلدون، مقدمة، تج‍ : محمد پروین گنابادي، طهران، 1353ش؛ ابن درید، محمد، الاشتقاق، تق‍ : عبد السلام محمد هارون، بیـروت، 1958م؛ ابـن سعـد، محمـد، الـطبقـات الـکبـری، بیـروت، دار صـادر؛ ابن عبد البر، یوسف، القصد والأمم، القاهرة، 1350ه‍ ؛ ابن عبد المنعم الحمیري، محمد، الروض المعطار، تق‍ : إحسان عباس، بیروت، 1980م؛ ابن العدیم، عمر، بغیة الطلب، تق‍ : سهیل زکار، دمشق، 1408ه‍ / 1988م؛ ابن عنبة، أحمد، الفصول الفخریة، تق‍ : جلال الدین محدث الأرموي، طهران، 1363ش؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالک الأبصار، تق‍ : د. کراوولسکي، بیروت، 1985-1986م؛ ابن الفقیه، أحمد، البلدان، لیدن، 1302ه‍ ؛ ابن الندیم، الفهرست؛ ابن هشام، عبد الملک، السیرة النبویة، تق‍ : مصطفی السقا وآخرون، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ أبو عبید البکري، عبد الله، معجم ما استعجم، تق‍ : مصطفی السقا، بیروت، 1403ه‍ / 1983م؛ أبو العلاء المعـري، أحمد، شروح سقط الزنـد، القاهرة، 1963م؛ أبـو الفرج الإصفهاني، الأغانـي ، بیروت، 1970م؛ أشرف رسولي، عمر، طرفة الأصحاب، تق‍ : سترستن، بیروت، دار صـادر؛ البّري التلمسانـي، محمد، الجمهرة فـي نسـب النبـي وأصحابـه العشـرة، تق‍ : محمد التونجي، الریاض، 1983م؛ البستاني؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : محمد حمید الله، القاهرة، 1959م؛ م.ن، فتوح البلدان، تق‍ : عبد الله أنیس الطباع، بیـروت، 1987م؛ بیغولوسکایا، ن.و.، أعراب حـدود مرزهاي روم شرقي وإیـران، تج‍ : عنایـت الله رضـا، طهران، 1372ش؛ الثعالبـي، عبـد الملک، ثمـار القلـوب، تق‍ : محمـد أبـو الفضـل إبراهیـم، بیـروت، 1965م؛ الجـاحـظ، عمـرو، الحیـوان، تق‍ : عبد السلام محمد هارون، بیروت، 1950م؛ سزگین، فؤاد، تاریخ التراث العربي، تج‍ : محمود فهمي الحجازي، الریاض، 1983م؛ السمعاني، عبد الکریم، الأنساب، حیدرآباد الدکن، 1962م؛ الطبري، تاریخ؛ العزاوي، عباس، عشائر العراق، بغداد، 1937م؛ علي، جواد، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بیروت، دار العلم للملایین؛ الفاکهي، محمد، المنتقی في أخبار أم القری، لایبزغ، 1859م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت،1984م؛ م.ن، تاریخ الجاهلیة، بیروت، دار العلم للملایین؛ القلقشندي، أحمد، نهایة الأرب، بیروت، دار الکتب العلمیة؛ کحالة، عمر رضا، أعلام النساء، بیروت، مؤسسة الرسالة؛ م.ن، معجم قبائل العرب، دمشق، مطبعة الهاشمیة؛ کرد علي، محمد، خطط الشام، بیروت، 1969م؛ الکلبي، هشام، جمهرة النسب، تق‍ : ناجي حسن، بیروت، 1986م؛ المبرد، محمد، الکامل، تق‍ : محمد أحمد الدالي، بیروت، 1986م؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشراف، تق‍ : عبد الله إسماعیل الصاوي، القاهرة، 1938م؛ م.ن، مروج الذهب، تق‍ : یوسف أسعد داغر، بیروت، 1965م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تق‍ : إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ النحاس، أحمد، شرح القصائد التسع المشهورات، تق‍ : أحمد الخطاب، بغداد، 1973م؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1975م؛ الهمداني، حسن، صفةجزیرة العرب، تق‍ : محمد بن علي الأکوع، بیروت، 1983م؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1960م؛ وأیضاً: 

EI1. 
أحمد رضا خضري / د.