اولیاءالله الاملی

أولِياءُ اللّٰهِ الْآمُليّ،   مؤرخ إيراني في القرن 8ه‍ / 14م ومؤلف كتاب تاريخ رويان. تعتمد معلوماتنا عن حياة أولياء الله بشكل رئيس على إشاراته في تاريخ رويان. ولد أولياء كما أشار إلى ذلك هو نفسه (ص 5)، في مدينة آمل ونشأ فيها (ستوده، 22). وکان قد أبدی الرغبة والاهتمام بتاريخ مدينته في هذه الفترة من حياته فكان يزور معالمها ومقابرها ويجري الدراسات حولها. وتدل تقاریره عن أماکن آمل التاريخية (ص 47-48، 114، 155-156) على روحه الميالة إلى البحث والدراسة. 
كانت آمل في أواسط القرن 8ه‍ / 14م تعاني من الاضطرابات السياسية والاجتماعية (ظ: ن.د، آمل). ولقد أشار أولياء الله في كتابه إلی الحوادث والکوارث الناتجة عنها معبراً عن أسفه (ص 5، 201-202). وبما أنه كان من أنصار آل باوند فترك آمل في 750ه‍ بعد سقوطهم علی ید السلالة الکیائیة ولجأ إلى رويان في غرب مازندران (م.ن، 5). 
وقد حظي في رویان بحماية البادوسپانيين الذين كانوا يتحمسون في الدفاع عن الباونديين (م.ن، 6) وسنحت له الفرصة للبحث والتأليف ويبدو أنه كتب في هذه الفترة ذيلاً علی تاريخ طبرستان لابن إسفنديار (تـ بعد 613ه‍ / 1216م) وتابع سرد الأحداث حتى عصره (ح 760ه‍ / 1359م)، كما كتب تاريخ رويان بتشجيع من فخر الدولة. 
نستشف من الذيل المختصر الذي كتبه المؤلف على تاريخ رويان، وواصل سير الحوادث حتى 805ه‍ / 1402م (ص 205)، أنه كان حياً حتى هذه السنة على أقل تقدیر (الأمین، 3 / 510؛ ستوري، I(1) / 361). 
تعود شهرة أولياء الله إلى كتابه تاريخ رويان باللغة الفارسية والذي انتهى تأليفه في أول محرم 764ه‍ / 21 تشرين الأول 1362م في رويان. ويشتمل هذا الكتاب على 7 أبواب وفيما يلي أبوابه الثلاثة الأولى: تاريخ رويان من عصر فريدون، ملوك استندار المحليون في رويان، أوضاع طبرستان وجيلان في عهد الساسانيين، العصر الإسلامي منذ البداية حتى العباسيين وكذلك إشارات متفرقة إلى الطاهريين والصفاريين والسامانيين والديالمة. وقد تناول المؤلف في الباب الرابع معنى کلمة استندار واشتقاقه، وتطرق في الأبواب التالية إلى أمراء رويان منذ القرن 6 وحتی 8ه‍ ، علماً أنه ذكر معلومات قيمة حول الإيلخانيين (الباب السادس) والسربدارية (الباب السابع). وفي الباب الأخير بعنوان «في ذكر وقائع مازندران ... حتى الآن» تحدث عن آخر أمراء سلالة باوند حتى مقتل فخر الدولة الحسن.  
استند المؤلف في تأليف الأقسام المتعلقة بما سبق عصره إلى المصادر المختلفة، خاصة تاريخ طبرستان لابن إسنفديار، والشاهنامه لفردوسي وتاريخ الطبري وسير الملوك لنظام الملك (ص 15، 17، 38؛ ستوده، 18). وتقوم مواضيع أقسامه الأخيرة (من الباب السابع ومایلیه) في الغالب على أساس مشاهدات المؤلف نفسه ومسموعاته 
التي تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة إلى تاريخ مازندران وما اکتنفها من النواحي والمناطق حولها في القرن 8ه‍ وما قبله بقرن. وفضلاً عن ذلك توجد في هذا القسم إشارات متفرقة مهمة إلى الأوضاع الاجتماعية والآداب والتقالید المحلية (ص 169-170، 200-201). ومع ذلك، فإن الفصول الختامية من الكتاب ناقصة ومنقطعة إلى حد ما، بحیث یبدو أن بعض الأخطاء تسربت فیها مما یثیر الشک في نسبتها إلى أولياء الله. 
یتمتع تاريخ رويان بأسلوب سهل وسلس نسبياً ویخلو من التكلف والصناعات اللفظية الشائعة في غالبية مؤلفات القرنين 7و8ه‍ (صفا، 3(2) / 1304). وقد أورد المؤلف خلال سرد الوقائع، أشعاراً كثيرة بالفارسية والعربية، كما استخدم کمیات من الكلمات والمصطلحات القديمة المحلية (ستوده، 18- 21). 
ومن الجدير بالذكر أن ظهير الدين المرعشي (تـ ح 892ه‍ / 1487م) اعتمد علی هذا الكتاب في تأليف تاريخ طبرستان ورويان ومازندران (آژند، 19). 
قام عباس خلیلي بطبع تاريخ رويان في 1934م دون مقدمة وحواش وفهارس حتی أقدم منوچهر ستوده علی نشره في 1969م مع مقدمة وافیة وفهارس. 

المصادر

   آژند، یعقوب، مقدمة علی تاریخ طبرستان ورویان ومازندران لظهیر الدین المرعشي، طهران، 1362ش؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة،  تق‍ : حسن الأمین، بیروت، 1403ه‍ ؛ أولیاء اللّه الآملي، تاریخ رویان، تق‍ : منوچهر ستوده، طهران، 1348ش؛ ستوده، منوچهر، مقدمة علی تاریخ رویان (ظ: هم‍ ، أولیاء اللّه الآملي)؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ أدبیات در إیران، طهران، 1366ش؛ وأیضاً: 

Storey, C. A., Persian Literature, London, 1970. 
مهرداد قدرت دیزجي / خ.