اوستیا

أوسِتيا،   بلاد تضم جزئين، جزء يحمل اسم «جمهورية أوسِتيا الشمالية المستقلة ذاتیاً» التابعة لجمهورية روسيا الاتحادية، والجزء الآخر باسم «محافظة أوستيا الجنوبية المستقلة ذاتیاً» التابعة لجمهورية جورجيا.
التسمیة:  يسمى أهالي أوسِتيا أنفسهم «إيرون» (BSE3,XVIII / 556). ويسمون بلادهم «إيريستون» (ن.م ، XVIII / 556,XXIII / 150). يعتبر أهالي أوستيا من أسلاف أقوام اللان (کوالفسکایا، 6). 

الموقع الجغرافي

  تبلغ مساحة أوستيا الشمالية 8 آلاف كم2 وأوستيا الجنوبية 900,3كم2 (BSE3,XXIII / 150,XXX / 336). تقع أوستيا على جانبي سلسلة جبال القفقاز في المنطقة ما بين 42° و5´ إلی 43° و20´ العرض الشمالي و61°,10´ إلى 62° و20´ الطول الشرقي («المعجم الموسوعي»، XXII / 263). كانت بلاد أوستيا جزءاً من الإمبراطورية الروسية قبل تأسيس الاتحاد السوفياتي. وقد أدى وقوع منطقة أوستيا على جانبي سلسلة جبال القفقاز إلى أن تنقسم المنطقة إلى قسمین من حيث التقسيمات الإدارية في ظل سیادة الاتحاد السوفياتي (رضا، 151-152). 
تحولت أوستيا الشمالية في 1924م إلی محافظة تتمتع بحکم ذاتي وفي 1936م إلی جمهورية مستقلة ذاتیاً وقاعدتها مدینة فلادي قفقاز (BSE3,XXIII / 150-151). کان عدد نفوس أوستیا الشمالیة في 1985م، 612 ألف نسمة، کان 71٪ منهم يسكنون في المدن وعدد سكان فلادي قفقاز في 1979م حوالی 299 ألف نسمة («المعجم الموسوعي السوفیاتي»، 1185). بلغ هذا العدد وفي 1985م، 303 آلاف نسمة (رضا، 159). مناخ أوستيا معتدل، وتبلغ نسبة الأمطار السنوية فيها 600 إلى 800 مليمتر، ومعدل درجة حرارتها في الصيف 20° وفي الشتاء 4°- وتغطي الغابات 61٪ من أراضي أوستیا الشمالية (BSE3,XXIII / 151). تقع في جنوب أوستيا الشمالية أعلى قمة من سلسلة جبال القفقاز تدعى أوايلباتا6 بارتفاع 649,4 متراً، وتیبلي يبلغ ارتفاعها 431,4 متراً. تعيش في هذه الجمهورية جماعات من الروس والأينغوش والأرمن والجورجيین والأوكرانین والقموقیین (ن.ص). 

وأما أوستيا الجنوبية فإنها تحولت في 1922م إلى محافظة تتمتع بحکم ذاتي. وقاعدتها مدینة تسخینوالي. بلغ عدد سكان أوستيا الجنوبية في 1978م، 103 آلاف نسمة (ن.م، XXX / 336)، حيث أخذ یتناقص حتی بلغ في 1985م، 99 ألف نسمة («المعجم الموسوعي السوفیاتي»، 1571). تشکل المرتفعات الجبلیة أكثر من 90٪ من أراضي أوستيا الجنوبية وأكثر الجبال ارتفاعاً، قمة خالاتس، حيث یصل ارتفاعها إلى 938,3 متراً. ويبلغ الحد الأقصى لدرجة الحرارة في الصيف (في منطقة تسخينوالى) 7 / 20° وفي المناطق الجبلية 8 / 13° فيما يصل الحد الأدني شتاءً إلى 6 / 2°- حتى 5 / 6°- سنتیغراد. وتتراوح نسبة الأمطار فیها سنویاً من 500 إلی 000,1 مليمتر (BSE3، ن.ص). ويشكل الأوستیون 5 / 66٪ من سكان هذه المحافظة، والجورجيون 3  / 28٪ والروس 6 / 1٪. ويسكن 42٪ من أهالي أوستيا الجنوبية في المدن (XXX / 336-337). 

التاريخ

  في 372م هاجم أقوام هون هذه المنطقة وقضوا علی اللان وقد انضمت طوائف من اللان خلال الهجوم على أوروبا إلى الهونيين وخضعت مجموعة أخرى منهم لحكم خاقان الخزر (ن.م، I / 381 ؛ آرتامونف، 360,363-364). وأطلق الروس اسم أوستین علی طوائف من اللان قد استقرت في جنوب روسيا حتى بداية هجوم المغول (بارتولد، VII / 234). وخلال القرن 5 وحتی أوائل القرن 6م كانت اللان متحالفة مع إيران وتعارض الإمبراطورية البيزنطية (بروکوپیوس، V / 75). وفي القرن 6م انتشرت المسیحیة بين اللان عن طريق البيزنطيين («الأقوام القفقازیة»، I / 332). وقد كان هناك اتحاد قومي وطید نسبياً حتى القرن 13م عرف في التاريخ باسم التحالف اللاني‌ ـ الأوستي، إلا أن هذا الاتحاد انهار بفعل هجوم التتار والمغول (BSE3,XVIII / 556). وبعد هجوم المغول انمحى اسم اللان تدريجياً من المصادر التاريخية وأُطلق اسم أوست علی القاطنین منهم في الموقع الحالي لأوستيا الشمالية والجنوبية والمناطق المجاورة لها (أکینر، 226). ومنذ أواخر القرن 15م / 9ه‍ ، سمي الاتحاد القومي الجديد، أوستيا (BSE3 ، ن.ص). وفي القرن 16م / 10ه‍ سيطر الکاباردا على الأوست (أکینر، ن.ص). وفي 1774م /  1188ه‍ احتلت روسيا أوستيا الشمالية. وخضع قسم من أهالي أوستيا، للحكم الروسي. كما هاجر قسم منهم من الشمال إلى السهول الجنوبية، حیث عرفت بلادهم في 1801م / 1216ه‍ باسم أوستيا الجنوبية (BSE3,XXIII / 151,XXX / 337). ونزحت طائفة منهم إلی منطقة فلادي قفقاز واشتغلت بالزراعة. وفي 1860م / 1276ه‍ تحولت قلعة فلادي قفقاز  إلی مدينة، وفي 1863م / 1280ه‍ إلى حاضرة أوستيا الشمالية (ن.ص). 

اللغة والدين

 تنتمي لغة سكان أوستيا إلى مجموعة اللغات 
الإيرانية السائدة في الشمال الشرقي وهي تمثل انتشار اللغة اللانیة إحدى اللغات السكائيـة ـ السرمتیة (أکینر، 232). توجد في اللغة الأوستیة لهجتان رئيستان هما الإیرنیة والديغورية. ولاتنتشر الديغورية التي هي لهجة قديمة، إلا في عدد من المناطق الشمالية والغربية. وقد كانت كلتا اللهجتين تستخدم سابقاً في اللغة الأدبية، إلا أن اللهجة الإيرنية حلت تدريجياً محل اللهجة الديغورية (ن.ص). 
تنحصر دیانة أهالي أوستيا في المسیحیة والإسلام. وعندما سيطر الكاباردا على أوستيا في القرن 16م / 10ه‍ ، أخذ الدين الإسلامي ينتشر بين أهاليها (م.ن، 226). جاء في كتاب «الشعوب القفقازية» أن الدين الإسلامي انتشر في أوستيا على يد الكاباردا في القرنين 11و12ه‍ / 17و18م (I / 332). ولكننا لايمكن أن نأخذ بهذا القول، لأن ابن بطوطة الذي سافر حوالی منتصف القرن 8ه‍ / 14م إلى مدينة سرای نو عاصمة السلطان محمد الأوزبکي، كتب قائلاً: «وفیها طوائف من الناس منهم المغل وهم أهل البلاد والسلاطین وبعضهم مسلمون، ومنهم الآص وهم مسلمون» (1 / 394). 
وفي القرن 19م اتخذت حکومة روسیا سیاسة إذابة الفوارق القومیة والدينية في المناطق غير الروسية في شمال القفقاز وسعت من وراءها نشر المسيحية في المناطق المسلمة. وقد كانت الدعوة إلى الديانة المسيحية مسموحاً بها في أوستيا باستثناء المناطق الجبلیة (بنیغسن، 43، 45). وفي عهد حكومة الاتحاد السوفياتي، تم إخراج عدد من مسلمي أوستيا، ومنهم الدیغور، الذین نزحوا إلى المناطق الأخرى (م.ن، 61-62). ومنذ عهد الإمبرطورية الروسية كانت الفرق الصوفية القادرية الأربع تقوم بنشاطاتها في أوستيا الشمالية (م.ن، 132). 

المصادر

   أکینر، شیرین، أقوام مسلمان اتحاد شوروي، تج‍ : محمد حسین آریا، طهران، 1367ش؛ ابن بطوطة، رحلة، تق‍ : علي المنتصر الکتاني، بیروت، 1405ه‍ / 1985م؛ بنیغسـن، ألکسـانـدر ومـري بـراکس آب، مسلمانـان شـوروي، تج‍ : کاوه بیات، طهران، 1370ش؛ رضا، عنایت الله، «أوستیا»، مجلۀ مطالعات آسیاي مرکزي وقفقاز، طهران، 1372ش، س 2، عد 1؛ وأیضاً: 

Artamonov, M. I., Istoriya Khazar, Leningrad, 1962; Barthold, W. W., Sochineniya, Moscow, 1971; BSE3; EntsiklopedicheskiĮ slovar’, Saint Petersburg, 1897; Kovalevskaya, V. B., Kavkaz i Alani, Moscow, 1984; Narodi Kavkaza, Moscow, 1960; Procopius, tr. H.B. Dewing, London, 1967; SovetskiĮ entsiklopedicheskiĮ slovar’, Moscow, 1987. 
عنایت الله رضا / خ