الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاوزان و المقادیر /

فهرس الموضوعات

الاوزان و المقادیر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/5/19 ۰۸:۱۳:۲۳ تاریخ تألیف المقالة

الأَوْزانُ والمَقادير،   مصطلح استخدم في الحضارة الإسلامية لوحدات قياس الكميات المختلفة، وقد كان قياس الحجم بـ «الكيل»، يستخدم سابقاً للحبوب بالإضافة إلى السوائل. وعلى هذا الأساس، فإن المقادير الثلاثة وهي الوزن، والحجم والطول تتم دراستها خلال بحث الأوزان والمقادير التاريخية، باعتبارها المقادير الأساسية. وتوجد في المصادر التاريخية، معلومات كثيرة حول النسبة بين الوحدات حيث يتضح قياس الوحدة الأخرى في حالة معرفة كل منهما؛ ولكننا بحاجة لتعيين الوحدات الأساسية، إلى أدوات ملموسة وقابلة للقياس مثل المسكوكات والعيارات الزجاجية وأمثالها. كما يجب الالتفات إلى أن الوحدات الشرعية كانت تتمتع بثبات ملفت للنظر، مقارنة مع الوحدات العرفية، وكانت تستخدم بشكل مشترك في الأقطار الإسلامية المختلفة. 

وحدات قیاس الأوزان

  استخدمت في الأقطار الإسلامية منذ القدم وحدتان هما «المثقال» ذو الأصل السامي (ظ: غزنیوس، 1053-1054). و«الدرهم» ذو الأصل اليوناني وهو دراخما، باعتبارهما أهم وحدات قیاس الوزن. وتبلغ نسبة المثقال إلى الدرهم في المصادر الشرعية 10 إلى 7، وفي الاستخدام العرفي 3 إلى 2. واستناداً إلى وزن نموذجين هما الرطل الأموي منذ 126ه‍ وحجر الزجاج البالغ وزنه قيراطاً واحداً في العصر العباسي في مصر، يتحصل لدينا 125 / 3 غرام للدرهم باعتباره وحدة للوزن، و464 / 4 غراماً للمثقال الشرعي. 
وكانت تستخدم في العالم الإسلامي للقياسات الأكثر دقة وحدات مثل القيراط (  مثقال)، الشعير أو القمح (  قيراط)، الخردل (  شعیر)، الفلس (  خردل) والفتيل (   فـلس  أو   غرام). 
وفي إيران، كانت تستخدم أيضاً وحدة دانگ القديمة (البهلوية:  dānag؛ المعرب: دانق،   مثقال) وتسو (البهلوية: tasūg ؛ المعرب: طسوج،   دانق) ويجب أن نذكر الوحدة الهندية والإيرانية وهي سير /  استير (في البهلوية: stēr) كوحدة أكبر من المثقال وتعادل   من المن التبريزي و24 / 74 غراماً، وتعادل وبشكل رسمي 75 غراماً (هینتس، 33). 
ويعتبر الرطل (في اليونانية: ليترون) أكثر الوحدات المتوسطة للوزن شيوعاً، ويعادل 12 أوقية. وقد كانت كل أوقية تعادل في عرف الحجاز عند ظهور الإسلام، 40 درهماً (وعلى هذا فإن كل رطل يعادل 5 / 1 كيلوغرام)؛ ولكن الرطل البغدادي انتشر بشكل تدريجي في العصر العباسی (وهو يعادل   128 أو 130 درهماً كما يعادل 78 / 401 أو 25 / 406 غراماً) في المناطق المختلفة ومنها الحجاز، وأخذ به باعتباره الرطل الشرعي (م.ن، 27-28,31,34-35). 
كما كانت وحدة «المن» متداولة في إيران وبلاد مابين النهرين أيضاً. وقد كانت المن التبريزي أكثر مقاييس المن شيوعاً في إيران، وكان يعادل 3 كيلوغرامات وقد ظل مستخدماً حتى اليوم. والشارك [چارك] هو الوحدة الأصغر منه، ويعادل ربع المن (750 غراماً). ومن بين وحدات الوزن الكبيرة، القنطار، ذو الأصل الرومي، ويعادل 100 رطل، حيث كان يستخدم بين العرب منذ ماقبل الإسلام وخاصة للکمیات الكبيرة من الذهب (م.ن، 24؛ عن الاستعمال القرآني، ظ: آل عمران / 3 /  75)؛ ولكن كانت تستخدم وحدة «الحمِل» (حمل البعير، حوالی 250 كيلوغراماً عادة) في الجزيرة العربية للأوزان الثقيلة، و«خروار» في إيران؛ وقد كان كل خروار يبلغ في القرون الإسلامية المتقدمة حوالی 100 كيلوغرام، وقد تم تعيينه في إصلاحات غازان خان، بما يعادل 8 / 83. ويعادل كل خروار في الوقت الحاضر 300 كيلو غرام (م.ن، 13-15). 

وأما الوحدة الكلية الأخرى فهي «بُهار»، حيث كانت متداولة في التعاملات البحرية، وكانت تستخدم في موانئ مثل هرمز والمراكز التجارية المرتبطة بالموانئ، مثل لارومكة ويبلغ قياس وزنها بالنسبة إلى نوع البضائع بين 207 إلى 420 كيلو غراماً ويبدو أن لها أصلاً مصرياً (ابو عبید، 4 / 164؛ کروم، 488 ؛ هینتس، 8-10). 
وحدات الطول والسطح:  يعتبر «الذراع» (من بداية الساعد وحتى رؤوس الأصابع) أهم وحدة لقياس الطول في جميع أرجاء العالم الإسلامي؛ ومن أهم نماذجها الذراع السوداء وتعادل 04 / 54 سنتیمتر، والذراع الشرعي ويعادل 875 / 49 سنتیمتر (م.ن، 60-61). وقد كانت هناك في إيران وحدة تدعى الذرع أو غز (گز) تراوح قياسها بين 94 إلى 104سم. وقد كان الذرع الشرعي يبلغ 8 / 79 سنتیمتر أيضاً. وأما وحدات الطول الأصغر فهي العقدة (  ذرع) والأصبع (  ذرع). والشبر هو وحدة جزئية أخرى للطول (م.ن، 54,62,64). 
وقد كانت تستخدم وحدات مثل الميل لقياس المسافات الطويلة وهي مستلهمة من العلامات في الطريق، وهو يعادل 4 آلاف ذراع شرعي (ح 2كم). والفرسخ، هو وحدة قیاس إيرانية تعادل 3 أميال؛ وهناك أيضاً البريد (4 فراسخ) وكان يمثل متوسط المسافة التي یقطعها عامل البريد في يوم واحد (م.ن، 55,62-63). والذرع المربع هو وحدة قیاس السطوح؛ ومع ذلک، فقد کانت تستخدم أیضاً وحدات مستقلة في أجهزة القیاس في العالم الإسلامي لقیاس سطوح وحدات مستقلة عن وحدات الطول، مثل الجریب والقفیز. وقد كان الجريب الشرعي يعادل 592 / 1م2، والقفيز   جريب (م.ن، 65-66). 

وحدات قیاس الحجم

  كان الإيرانيون يفضلون خلافاً للعرب أسلوب الوزن لقياس الحجم في التعاملات، وحتى في الحالات التي كانت تستخدم فيها وحدات لكيل الحبوب، فإن الكيل كان لمجرد تسهيل عملية القياس (ظ: رشید الدین، 2 / 1465؛ هینتس، 49,52). 
وكانت هناك وحدتان للكيل شائعتان في المدينة في العهد النبوي وهما الصاع والمُد (ظ: البخاري، 2 / 225؛ مسلم، 2 / 994) وبعد ذلک قد كانتا تتمتعان بالأهمية في القياسات الشرعية. وكان الصاع الشرعي يبلغ حوالی 2 / 4 لتر، وكان يعادل 4 مدود. يجدر ذكره أن قياس الصاع الشرعي، کان موضع اختلاف بين المذاهب الإسلامية، وخاصة عند المالكيين والحنفيين (1 / 415؛ هینتس، 45-47,51). 
وكانت وحدة الكُرّ المستخدمة منذ عصر البابليين في بلاد مابين النهرين، في الأصل وحدة لكيل الحبوب، وفي العصر الإسلامـي اعتبر كل كرّ معادلاً لـ 60 قفيزاً. وفي مصادر الفقـه الشيعي، حظي الكر بشكل خاص في قياس حجم الماء (الکلیني، 3 / 2-3؛ هینتس، 42-43). 

الإشراف على الأوزان والمقادير

  لقد وقع الإشراف على المقاييس موقع اهتمام الشريعة والحكومات دوماً. وفي العالم الإسلامي، انعسكت في القرآن الكريم أولى التأكيدات على ضرورة الدقة في الوزن والكيل (ظ: الرحمن / 55 / 8-9؛ المطففین  / 83 / 2-3). ويجب القول فيما يتعلق بمكانة الأوزان والمقادير إن جلّ اهتمام الفقه الإسلامي انصب على مبحث الوحدات من باب الإشراف عى التبادلات وتأمين حقوق الناس، رغم أن بعض الأحكام قام على أساس مبحث الوحدات وذلك في بعض المباحث المتعلقة بالطهارة والزكاة، والكفارات وغيرها. وقد لعب بعض الفقهاء الأوائل، دوراً شخصياً في تحميص الوحدات وتدقیقها، وأوجدوا معايير، حيث أدى ذلك إلى أن تعرف تلك المعايير بأسمائهم؛ وعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر «ذراع الدور» المنسوب إلـى ابن أبي ليلى وذراع بلال بن أبي بردة، و«صاع» ابن أبي ذئب (ظ: الماوردي، 152-153؛ ابن الأخوة، 148-149؛ هینتس، 57-58). 
ولذلك فقد حظي موضوع القياس وخاصة في موضوع الحسبة باهتمام الفقهاء، وبذلت جهود لتوفير إمكانية الإشراف على القياس (مثلاً ظ: ابن الأخوة، 137). وفضلاً عن ذلك، یمکن أن نشیر إلى آثار مستقلة ألفها الفقهاء، في باب الأوزان والمقادير ودراستها (عن بعض الآثار، ظ: آقا بزرگ، 23 / 320-323؛ منزوي، 1 / 139-141). 
وقد دفعت الحاجة إلى مثل هذا الإشراف، الخليفة الثاني إلى أن يبادر إلى تعيين قياسات ثابتة لبعض الوحدات، مثل الدرهم والذراع والقفيز، وذلك في إطار تنظيم هذه المقاييس (ظ: الماوردي، 148، 153-154؛ ابن الأخوة، 141-142، 150). وفي العصور اللاحقة، كان قسم من الإصلاحات الاجتماعية يخصص في الغالب للإشراف على الوحدات وأساليب القياس (مثلاً إصلاحات غازان خان، ظ: رشید الدین، 2 / 1462 ومابعدها). 

المصادر

   آقابزرگ، الذریعة؛ ابن الاخوة، محمد، معالم القربة، تق‍ : محمد محمود شعبان وأحمد عیسی المطیعي، القاهرة، 1976م؛ ابو عبید قاسم بن سلام، غریب الحدیث، حیدرآباد الدکن، 1384-1387ه‍ ؛ البخاري، محمد، صحیح، إستانبول، 1315ه‍ ؛ رشید الدین فضل الله، جامع التواریخ، تق‍ : محمد روشن ومصطفی موسوي، طهران، 1372ش؛ الفیومي، أحمد، المصباح المنیر، القاهرة، 1347ه‍ / 1929م؛ القرآن الکریم؛ الکلیني، محمد، الکافي، تق‍ : علی أکبر غفاري، طهران، 1377ه‍ ؛ الماوردي، علـي، الأحکـام السلطانیة، القاهـرة، 1393ه‍ / 1973م؛ مسلـم بـن الحجـاج، صحیح، تق‍ : محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، 1955م؛ منزوي، المخطوطات؛ وأیضا:  


Crum, W. E., A Coptic Dictionary, Oxford, 1972; Gesenius, W., A Hebrew and English Lexicon, Oxford, 1955; Hinz, W., Islamische Masse und Gewichte, Leiden / Köln, 1970. 
أحمد پاکتچي / خ.

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: