الصفحة الرئیسیة / المقالات / اورنگ زیب /

فهرس الموضوعات

اورنگ زیب


تاریخ آخر التحدیث : 1442/5/19 ۰۷:۳۰:۴۲ تاریخ تألیف المقالة

أَوْرَنْگْ زيب،   أبو المظفر محيي الدين محمد عالمگير الغازي (حک‍ 1068- 1118ه‍ / 1657-1706م)، سادس الملوك الگوركانيين في الهند وثالث أبناء شاهجهان (حك‍ 1037- 1068ه‍(. ولد في 1027ه‍ /  1618م في دهود ( توزک ... ، 282-283؛ قا: خافي خان، 2 / 3). تلقی أورنگ زيب العلوم تحت إشراف الأساتذة وتعرف على اللغات الفارسية والعربية والتركية والهندية (فاروقي، 543؛ آفتاب أصغر، 399). عين نائباً للسلطنة في الدكن مرتین من قبل شاهجهان في 1045ه‍ / 1635م و1062ه‍ / 1652م (خافي خان، ن.ص؛ EI2)، كما بعثه والده عدة مرات لإنجاز مهام عديدة بسبب كفاءته، ومنها: شن الهجوم على بلخ وبدخشان لمواجهة الأوزبك في 1057ه‍ / 1647م، وهجومان آخران للاستيلاء على قندهار بين سنوات 1059 حتى 1062ه‍ ، قيادة معارك الدكن، الهجوم الناجح على گلکنده في 1065ه‍ وبيچابور في 1066ه‍ (شاملو، 435- 448، 452-470؛ کنبو، 2 / 442، 3 / 3، 54-55، 105-108؛ خافي خان، 2 / 3-4؛ سرکار، I-II53-62,70-90 ؛ «المعجم الجغرافي ... »، II / 401)
في 1067ه‍ بعد ابتلاء شاهجهان بمرض عضال واضطراب أوضاع البلاد، نشب نزاع شديد بين الإخوة الأربعـة ــ داراشكوه 
وشجاع وأورنگ زيب ومراد بخش ــ إذ کان كل واحد منهم يدعي الملک في المنطقة التي يحكمها (بختاورخان، 1 / 1-2؛ خافي خان، 2 / 4-5؛ «المعجم التاریخي...  »، 81)؛ إلا أن حكمة أورنگ زيب، دفعته أولاً إلى التحالف مع مراد أخيه الأصغر، حيث انطلقا سوية باتجاه أكبر آباد (بختاورخان، 1 / 14؛ خافي خان، 2 / 9-10). وخلال الفترة التي دارت فیها مواجهته مع داراشكوه، اعتقل أورنگ زيب مراد بخش أولاً، ثم وضع التاج علی رأسه في حدیقة شالیمار بدلهي في 1068ه‍ خلال مراسم غير رسمية في الوقت الذي كان فيه شاهجهان سجيناً في قلعة أكبر آباد، (بختاورخان، 1 / 39-51، 65، 71؛ أشر، I(4) / 252). وقد اختار أورنگ زيب لنفسه لقب «عالمگير» في 1069ه‍ بعد إقامته حفل التتويج (کنبو، 3 / 255؛ بختاورخان، 1 / 148-150)؛ وحينئذ بدأ بتوسيع رقعة حكمه. 
ومن بين الأحداث المهمة التي وقعت في عهد أورنگ زيب ثورة المراتهه بقيادة شيواجي (تـ 1091ه‍) ابن شاه جي. وقد بادر أورنگ زيب مراراً إلى قمع هذه الثورة ومنها في 1072و1074ه‍ ، حیث استطاع لفترة انقیاد شيواجي، ولكنه أفلت من قبضته في 1080ه‍ ومنذ ذلك الحين شدّ عزیمته علی منازعته (أشر، ن.ص؛ سرکار، IV / 53؛EI2). رغم أن الاضطرابات المتعددة تواصلت حتى الأيام الأخيرة من عمر أورنگ زيب، إلا أنه استطاع رغم كل ذلك أن يوسع خلال 50 سنة من حكمه نطاق حكم الگورکانیین حتى أقصى الحدود الجنوبية (I(4) / 253؛ «المعجم التاریخي»، ن.ص). 
توفي أورنگ زيب في الحادية والتسعين من عمره (بدخشي، 19) ودفن في المرقد الذي كان قد بني بأمره في بقعة الشيخ برهان الدين في خلدآباد قرب أورنگ آباد (أشر، (I(4) / 260. 
تدل مجموعة الرسائل المتبقية منه، على تبحره في اللغة الفارسية، فضلاً عن أهميتها التاريخية. كان أورنگ زیب يتمتع بمهارة كبيرة في فن الخط وخاصة خط النسخ، حيث توجد في المتاحف المختلفة نسخ من القرآن الكريم بخط یده (آفتاب أصغر، 400-401؛ حکمت، 125-126؛ أیضاً ظ: شیمل، 104-105، 243). 
كان أورنگ زيب متشدداً للغاية في شأن القضاء (فاروقي، 433). ومصراً علی تطبیق القوانین الإسلامیة، بحیث فرض عقوبات صارمة علی الخارقین حرمتها کما رکز جهوده علی منع المنكرات ومعاقبة المجرمین («الإمبراطوریة ... »، 234). وبسبب تعصبه الشدید للمذهب الحنفي، لقبه علماء أهل السنة «محيي الدين» (أحمد، 7، الهامش). وقد أثار أورنگ زیب سخط الهندوس الشديد بسبب فرض الجزية عليهم في 1090ه‍ والتي كان أكبر قد أمر بإلغاء‌ ها في 972ه‍ ومنع تعيين الهندوس في المناصب الحكومية الرفيعة وأمر بهدم معابدهم («المعجم التاریخي»، 84). ورغم أن أورنگ زيب كان يصر على المذهب 
السني، إلا أن الكثير من أمرائه كانوا من الشيعة (هالیستر، 1 / 157؛ أیضاً ظ: رضوي، II / 9-10,33-34)

السياسة الخارجية

  رغم أن ممثلين عن البلدان المختلفة وفدوا علیه عند جلوسه على العرش («الإمبراطوریة»، 225)، إلا أنه وعلى مايبدو لم یکن يبدي رغبة كبيرة في إقامة علاقات سياسية مع جيرانه. وفيما يتعلق بالعلاقة مع إيران فإن بوداق بك ذهب إلى الهند في 1069ه‍ / 1659م رسولاً من جانب الشاه عباس الثاني (سل‍ 1052-1077ه‍( واستقبل في دلهي بحفاوة لانظير لها (بختاورخان، 1 / 225-227؛ خافي خان، 2 / 124، 127؛ ریاض الإسلام، 193-194). وفي المقابل بُعث تربيت خان في 1074ه‍ إلى إيران من جانب أورنگ زيب (شاهنوازخان، 1 / 494-496؛ ریاض الإسلام، 195-196)؛ إلا أن سلوكه المتهور في إيران أثار غضب الشاه عباس إلى حد دفعه إلی أن یبعث برسالة استخفاف إلى أورنگ زيب، مهدداً بمهاجمة الشرق، إلا موته المفاجئ 1077ه‍ حال دون ذلک (بختاورخان، 1 / 346؛ خافي خان، 2 / 202-203؛ شاهنوازخان، 1 / 496-497؛ ریاض الإسلام، 197- 198). 
فـي 1101ه‍ قد سعـى السلطان العثمانـي سليمـان الثانـي (سلـ 1099- 1102ه‍( في أن يقيم تحالفاً ضد المسيحيين (الأوروبيين) ولذلک حرض أورنگ زيب من جهة وحاكم بخاری سبحان قلي خان من جهة أخرى (م.ن، 204)، إلا أن مشاكل أورنگ زيب الداخلية كانت أکثر من أن تسمح له المشارکة بالحروب الخارجية. وعلى إثر الاضطرابات في الدكن وانشغال أورنگ زيب بها اغتنم الإنجليز الفرصة كي يثبتوا وطأتهم في الهند. وفي 1097ه‍ طلب شايسته خان حاكم البنغال من الإنجليز دفع ماتعوق من الرسوم الجمركية إلا أنهم أهملوا ذلک وحدث نزاع بين الطرفين («الإمبراطوریة»، 233؛ «المعجم الجغرافي»، VI / 246؛ مهاجان، 176؛ آفتاب أصغر، 393). ثم حدثت خلافات بين أورنگ زيب والتجار الألمان والفرنسيين بشأن الأمور التجارية والحفاظ على سفن الحجاج الذين كانوا علی الرحیل إلى مكة (ظ: سرکار، IV / 310-311)

الثقافة والفن

  كانت العلوم الفقهية والفلسفة والأخلاق والحديث تتبوأ مكانة متميزة في عهد أورنگ زيب؛ کما تأسست مدارس دينية كثيرة (أحمد، 80؛ آفتاب أصغر، 401). ويمكننا أن نذكر من بين المؤلفات الدينية المهمة في هذا العهد كتاب فتاوى عالمگیري المعروف باسم فتاوى هندوية (م.ن، 397-398). وفي مجال کتابة التاریخ تم في هذا العهد تأليف آثار بارزة مثل واقعات عالمگيري لعاقل خان خوافي وعالمگيرنامه لكاظم القزويني ومرآة العالم لبختاورخان (ظ: م.ن، 422-465؛ إستوري، I(1) / 582-599؛ أیضاً ظ: رضوي، II / 275). 
ورغم أنّ أورنگ زيب استطاع توسيع نطاق حكم الگوركانيين، إلا أن النزاع بين الآراء المذهبية والذي كان قد بدأ منذ عهد أكبر، اشتد في هذا العهد. وعلى سبيل المثال فقد استطاع بدعم من المتطرفین أن یقضي علی داراشكوه ولي عهد شاهجهان الذي كان متبصراً يحمل أفكاراً صوفية. وألحقت سياساته المتطرفة المستلهمة من النقشبندیة الأذى بالمسلمين فضلاً عن الهندوس (ظ: ن.د، 8 / 576-577؛ هالیستر، 1 / 157). وتمخضت الحروب الداخلية وخاصة ماحدث في الدکن والتي كانت في الغالب ذات دوافع دينية عن موجات سخط وحركات تمرد شعبية واسعة. وكان عجز أورنگ زيب عن الحفاظ على النظام الإداري وإیجاد الوحدة بين الأمراء ورجال البلاط، يزيد من الصعوبات الأخرى («المعجم» التاریخي»، 83-84؛ أشر، I(4) / 253). وأخيراً مهدت هذه الأزمات الطریق لیدب الضعف في مركز خلفاء أورنگ زيب، وبالتالي بسط نفوذ الإنجليز بعد وفاته، حيث أدى ذلك إلى زوال سلالة الگوركانيين في شبه القارة الهندية خلال أقل من نصف قرن. 

 

المصادر

   آفتاب أصغر، تاریخ نویسي فارسي در هند و پاکستان، لاهور، 1364ش؛ أحمد، عزیز، تاریخ تفکر إسلامي درهند، تج‍ : نقي لطفي ومحمد جعفر یاحقـي، طهران، 1367ش؛ بختاورخان، محمد، مرآة العالم: تاریـخ أورنگ زیب، تق‍ : ساجده س. علوي، لاهور، 1979م؛ بدخشي، محمد، تاریخ محمدي، تق‍ : امتیاز علي عرشي، رامبور، 1960م؛ توزک جهانگیري، تق‍ : محمد هاشم، طهران، 1359ش؛ حکمت، علي أصغر، سرزمین هند، طهران، 1337ش؛ خافي خان نظام الملکي، محمد هاشم، منتخب اللباب، تق‍ : کبیر الدین أحمد، کلکتا، 1874م؛ ریاض الإسلام، تاریخ روابط إیران وهند، تج‍ : محمد باقر آرام وعباس قلي غفاري فرد، طهران، 1373ش؛ شاملو، ولي قلي، قصص خاقاني، تق‍ : حسن سادات ناصري، طهران، 1371ش؛ شاه نوازخان، مآثر الأمراء، تق‍ : عبد الرحیم أشرف علي، کلکتا، 1888م؛ شیمل، آن ماري، خوشنویسي وفرهنگ إسلامي درهند، تج‍ : أسد الله آزاد، مشهد، 1368ش؛ کنبو، محمد صالح، عمل صالح، تق‍ : غلام یزداني ووحید قریشي، لاهور، 1967م؛ هالیستر، جان نورمن، تشیع در هند، تج‍ : آزرمیدخت مشایخ فریدني، طهران، 1373ش؛ وأیضاً: 

Asher, C. B., The New Cambridge History of India, Cambridge, 1992; A Dictionary of Indian History, Calcutta, 1967; EI2; Faruki, Z., Aurangzeb, Lahore, 1977; The Imperial Gazetteer of India, New Delhi, 1981; Mahajan, V.D., Muslim Rule in India¸New Delhi, 1975; The Mughul  Empire, ed .R. C.  Majumdar,  Bombay,  1974;  Rizvi,  A. A., A Socio-Intellectual History of the Isnā ºAsharī Shīºis in India, Canberra, 1986; Sarkar, J., History of Aurangzib, New Delhi, 1973; Storey, C. A., Persian Literature, London, 1970. 
هدی سید حسین زاده / خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: