الصفحة الرئیسیة / المقالات / اهل الهواء /

فهرس الموضوعات

اهل الهواء


تاریخ آخر التحدیث : 1442/5/12 ۱۳:۵۶:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

أهلُ الْهَواء،   يطلق هذا المصطلح في الأنثروبولوجیا الثقافیة على الأشخاص الذين سخرتهم الرياح السحریة المرموزة والمولدة للأمراض، ثم تخلصوا من أذاها وآفاتها. ويرى سكان سواحل جنوب إيران أن أهل الهواء يمثلون طيلة أعمارهم خيول الرياح المروضة في داخلهم، والواسطة وحلقة الوصل معها (قا: فیرث، 297-298؛ واسطة الروح بین أهل البدو في تیکوپیا ببولنزیا).  ومادام أهل الهواء یخضعون لهذه الرياح ويلبون مطالبها واحتياجاتها، فإنهم آمنون من أذاها. 
تمثل الريح أو الهواء إحدی الآلهة الهندیة والإیرانیة وأکثرها سحریة (هینلز، 31)، حيث كان الإيرانيون في العصور القدیمة یقولون بريحين في قالب شخصية واحدة، ذات مظهرین ولكن بخصیصة مزدوجة معتبرین إحداهما إله ینفع الناس (إيزد وَیو) والأخرى شيطان یضر الناس (ديو وَیو) (ظ: پورداود، 2 / 136- 138؛ أیضاً ظ: هینلز، ن.ص). وقد ورد ذكر إله وَیو في «رام يشت» (الیشت الخامس عشر من الأفستا) وديو وَیو إلی جانب شيطان الموت أَسْتُويذُتو في كتاب وندیداد (پورداود، 2 / 136-137؛ أیضاً ظ: هینلز، ن.ص).  وقد كان ديو ویو مثيراً للرعب قسي القلب وعلی علاقة بالموت ولا مهرب منه. وإنما إرضاؤه ينقذ البشر من هجوم الآفات (ن.ص). 
إن الاعتقاد بالثنوية بما یتمثل في وجود الخير والشر، فكرة آرية تعود إلى عصر الهند وإيراني (نیبرغ، 21). وقد كانت هذه العقيدة متجذرة في المعتقدات الإیرانیة القدیمة وکما یری معين أنها نمط من أنماط التفكير الإيراني (1 / 43). وبظهور الإسلام، امتزجت هذه المعتقدات الابتدائية ببعض المعتقدات الدينية وأوجدت الاعتقاد بثنویة الرياح في أفكار المسلمين وأذهانهم. والاعتقاد بالریح في الثقافة الاسلامية، یضاهي إلی حدما الاعتقاد بالجن (ن.ع ) (ظ: القزویني، 379-380). فقد اعتبر المجلسي استناداً إلى أحد الأحاديث، الريح كناية عن الجن، وسماها «ريح الجن»، ویری أن مرض ريح الصبيان (ظ: ن.د، أم الصبیان). ینشأ من ریح الجن (ظ: رسولي، 4 / 362). 
يعتبر سكان السواحل الجنوبية من إيران، الأرواح والجن على هيئة الرياح ويرون أن لكل ريح جناً يدخل معها في جسم الإنسان لیسخره ویجعله حسب تعبیرهم «هوائي» (ساعدي، 48، 52-53، 57). وهم يسمون جن الرياح الخطيرة والمؤذية والضارة «مَضِرّاتي» (م.ن، 91، 121). ويرى أهل الهواء أن الشخص المسخّر من قبل الرياح أو «المصاب بالریح» يفقد إرادته ويبتلى بمرض «ديوْباد» أي الجنون ( برهان ... ، مادة دیوباد) ويظهر على شكل مركب وفرس الریح (قا: لويس، 58: تحول الرجال والنساء المسخّرين من قبل الأرواح إلى خيول وبغال بين مسلمي الهوسا في أفريقيا الغربیة وعند قبائل سودامو في جنوب الحبشة). ويسمي أهل الهواء المصاب بهذا المرض «هوائي» والرياح التي ترکب المریض «په په» باللغة السواحيلية و«هُبوب» في اللغة العربية (ساعدي، 48). 
لقد كان الاعتقاد بالروح أو الاعتقاد بريح الروح، أو ريح الجن   وتسخير الروح أو الجن (الإصابة بالجن)، سائداً منذ أزمنة موغلة في القدم وعصر الإيمان بالروح  في المجتمعات البدائية، ومايزال متبقياً بين الكثير من شعوب البلدان الآسيوية (الأفريقية) الأوروبية والهنود الحمر في أمیرکا (مثلاً عن معتقدات البابلیین والهنود بالأرواح، ظ: مکنـزي، «أساطیـر ... »، 60، «أسطـورة ... »،  85؛ عن معتقدات مسلمي مورو، ظ: توکلي، 230-231). 
ولقد اشتهرت رياح الجن والاعتقاد بتسخير الأرواح أو الإصابة بالجن في ثقافات الشعوب المسلمة في العالم بأسماء مختلفة:  «بوري»، في نيجريا وطرابلس وبين الشعوب الناطقة بالهوسا في أفريقيا الغربیة؛ «آموك»، في مالايا (EI1,VIII / 1217 ؛ لویس، ن.ص) والفیلبین وأفریقیا (ساعدي، 37)؛ «سار»، في الصومال؛ «زار» في الحبشة (أثيوبيا) وزار و«زيران» (جمع زار) في عمان (لویس، 79؛ EI1 ، ن.ص). 
يقول أهل الهواء إن غالبية الرياح، ومنها رياح زار، جاءت من سواحل أفريقيا السوداء والهند، وعدد قليل منها من الجزیرة العربیة والجزر الأخرى إلى إيران (ساعدي، 46). ويقسم البلوچ الرياح إلى مهاجرة ومحلية ویرون أن الأرواح المهاجرة جاءت إلى إيران ومناطق بلوچستان مع السود الأفارقة وإن الأرواح المحلية هي من السكان القدامى في هذه المناطق وكانت تعيش مع أهاليها منذ القدم (ریاحي، 2). 

تصنیف الرياح

  تنقسم الرياح إلى عدة أقسام حسب الأقالیم الجغرافية وأشکالها وخصائصها وطريقة هبوبها. ويقسم ساعدي الرياح المتفرقة في سواحل الخليج الفارسي وجزره إلى 7 أقسام (ص 50)، ویری رياحي أن الرياح المنتشرة في بلوچستان 5 أقسام (ص 3). تختلف الریاح بأسمائها وأقسامها عند مختلف الأقوام والأقالیم. وعلى سبيل المثال فإن البلوچ يعرفون 15 نوعاً من ریاح الزار، 12 نوعاً من الريح، 5 أنواع من الشیطان، 22 نوعاً من ريح المشايخ، ونوعين من الجن الأبيض والأسود. ويعرف سكان سواحل الخليج الفارسي أكثر من 72 نوعاً من رياح زار (ظ: ساعدي، 62-63، 74، 80-81، 91). وقد قسم البعض الرياح إلى مجموعتين مسلمة وكافرة. المسلمة منها صالحة وبصيرة وتنطلق بعيون مفتوحة وتحيط علماً بكل شئ. واذا استطاعوا أن ینزلوها من مركبها ويسخروها، فإنها ستخبرهم عن كل مافي العالم. ويعتبر أهل الهواء هذه الرياح صافیة هادئة وعديمة الضرر ويرون أن الرياح الكافرة عمياء وغير صالحة. والريح الكافرة تكتسح كل شئ أمامها. وهي غیر صافیة عنيفة ومضرة تؤذي مراكبها وتهلكها أحياناً. ويتم إنزال الرياح العمياء في المجالس الخاصة من مراكبها، لکي تتحول رياح بصيرة، صافیة وعديمة   الضرر (م.ن، 48-49). 
ويرى الناس في بعض البلاد أن هناك علاقة بين هذا النوع من الأرواح والطبقات الاجتماعية. وعلى سبيل المثال يسود الاعتقاد في المجتمعات الأفريقية القائمة علی المبدأ القبلي، بأن الأرواح بمثابة أفراد القبائل، أو على علاقة باحدى القبائل وهي في الغالب ظلال من الأجداد أو أرواحهم القبلية والأسرية (ER,XIV / 15). فيما نرى هذه العلاقة في إيران على شكل ارتباط روحي بین الرياح المسلمة المعروفة برياح المشايخ التي لها مزارات ومواضع أقدام، وبین المجموعات القومية والاجتماعية في المجتمع (للاطلاع علی ارتباط ریاح المشایخ بالطبقات الاجتماعیة ومیزاتها الخاصة، ظ: ساعدي، 81-82، 84، 86، 90). 
يرى أهل الهواء أن رياح المشايخ تمثل أرواح الشيوخ والعبّاد والزهاد الذين یحظون بين قومهم بمنزلة سامیة ومکانة مقدسة. واليوم تعتبر مواضع الأقدام الخاصة بهؤلاء المشايخ مزارات للمريدين والمرضى والمصابين بالريح (ریاحي، 28؛ ساعدي، 80). 

نطاق عمل الرياح

  استناداً إلى عقيدة أهل الهواء، فإن جميع القوى الخيالية والوهمية التي لاتظهر للعين، اعتباراً من الملائكة والشياطين وحتى الأرواح الصالحة والشريرة هي كلها رياح أو هواء ملأت الفضاء الداخلي أو الخارجي للأرض (م.ن، 46-47). ورياح الروح أو ریاح الجن هذه ترغب في أجساد من یعانون من الإرهاق والاضطراب روحاً وجسماً وتفعل فعلها في الغالب في الأجواء المفعمة بالخوف والاضطراب وفي مجالات یسودها الفقر والعطالة وبين السود المهاجرين والطبقات الدنيا (المذکرات؛ أیضاً ظ: ساعدي، 30، 47). 

أعراض الإصابة بالريح

  من یصاب بالریح تدخل الريح جسمه وتسخّره وتشکل علاقة بینها وبین المصاب وتستخدم تعابير استعاریة مختلفة لبيان هذا الترابط، وعلاقة الروح بمضيفها (ظ: ER,XIV / 114). 
ويسيطر على المريض المصاب بالجن وضع خاص يقترن عادة بتصرفات غير موزونة وارتعاشات وحملات خفيفة واختلالات عضوية (ظ: لویس، 75). وتختلف بين أهل الهواء هذه الأعراض حسب نوع الریح التي تسخر المريض وهم يرون أن ريح متوري وتظهر أعراضها في الغالب على شكل حملة قلبیة؛ ودينْغ مارو، على شكل صداع و ألم في العين؛ بومَريوم، على شكل آلام في الخاصرة ونزيف في الرحم؛ وداي كيِتو، على شكل انعدام التحرک وانطواء على النفس (ساعدي، 42، 92). ومن أعراض ریح مي یاسا الجنون، ضرب المريض نفسه، الصیاح والصراخ، تمزيق الملابس وأحيانا عدم التحرك والسکون (ریاحي، 18). 

وبشكل عام، فإن بعض أعراض الإصابة بالجن من وجهة نظر علم النفس، هي أعراض الطبيعة الهستيرية (الجنونية)، وذهب كرابانزانو إلی أن الدراسات الدقيقة تفید بأن هذه الأعراض قد تكون أشكالاً لاختلالات أو ردود فعل نفسية للمريض تجاه الضغوط والاضطرابات الناجمة عن وضعه الاجتماعي (ER,XIV / 16). 

الأطباء السحرة

  یستخدم الأطباء السحرة أو قارئو العزائم، السحر وطلاسم لإحضار الأرواح أو الجن و تسخیرها، وطردها من جسم المصاب بها. وقد اعتبر طرد الجن وما یمارسه الأطباء السحرة امتداداً لما کان شائعاً عند الوثنیین والكهنة في المجتمعات الابتدائیة بما کان لهم دور رجل الدین والطبيب (زرین کوب، 947). تتمثل مهمة الأطباء السحرة کالوثنیین في «الوساطة الروحية» وإیجاد الترابط بين الأرواح والبشر، والسيطرة على الأرواح وتسخيرها (فیرث، 296). وتعتري السحرة حالة من الانفصام الذهني والخلسة عند أداء طقوسهم لطرد الجن من خلال دق الطبول وإنشاء الأغاني والأناشید وذكر الأوراد. وفي ظل هذه الأجواء، يدعو مخرجو الجن، أو الوثنیون الأرواح ويقومون بتسخيرها والسيطرة عليها ویستعینون بها في قضاء حوائجهم (للاطلاع أکثر، ظ: نیبرغ، 167-169). 
إن ممارسة الطب السحري والعلاج به عند أهل الهواء في حیازة مجموعة من الرجال والنساء یطلق علیهم اسم «بابا» أو«ماما». وهؤلاء كلهم من الأفارقة السود الأصلیین، أو الهجناء، وقد هاجر غالبيتهم من سواحل أفريقيا إلى إيران (ساعدي، 60). وتتولى النساء في الغالب في مصر والسودان والحجاز، مهمة إحضار الأرواح و تسخيرها، أو طرد الجن، حيث يطلق على الواحدة منهن اسم «الشيخة» أو «عارف السكّة» (EI1,VIII / 1217). 
قد تنتقل ممارسة الطب السحري والوساطة الروحیة من بابا أو ماما إلى الأولاد (قا: فیرث، 298). واستناداً إلى أهمية مبدأ الخلافة بين أهل الهواء، فإن کل من بابا أو ماما علیه تعیین خلیفة له. وإذا لم یحدث ذلک فإن أهل الهواء یجتمعون ويختارون في مجلس عام خليفة لهما، من بين المصابين السود (ساعدي، 48، 60). 


ازالة الريح

  الإصابة بالريح نوع من أمراض النفس یبعث علی الکآبة وقد تنبأ أهل الهواء في إطار نظام عقائدي بدائي بطبيعة وأسباب ظهور هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه. وهم يرون أن الطبيب والدواء والأدعية والتعاويذ والطلاسم كل ذلك ليس بإمكانه أن يعالج مرض الأشخاص الذين تسبب الجن أو الراح في مرضهم وهوائهم. والسبيل الوحيد لعلاج هؤلاء المرضى بيد من یمارس السحر من الرجال والنساء والمتخصصین في علاج الإصابة بالريح. 
يتم طرد الجن عموماً على شكلين ثابت ومتحول. وفي   حالة العلاج بالأسلوب الثابت يشفى المريض بشكل كامل ويعود إلى وضعه الطبيعي. وفي حالة العلاج المتحول، يحدث تحول واضح في المريض ويظهر تغير في هويته (ER,XIV / 16-17). وأهل الهواء في إيران ينتمون كلهم إلى مجموعة المصابين بالريح المتحولين أو المستحيلين، حيث تتغير هويتهم بعد تنفيذ طقوس طرد الجن من أجسامهم ليلتحقوا بزمرة أهل الهواء ومجموعة المعالجين بالسحر أو طاردي الجن (ظ: ساعدي، 50). 
وإذا ما لم تؤثر أعمال المعالجين بالسحر في إنزال ريح الجن من مركبها وإخراجها من جسم المريض، فأنهم يتركون المريض وشأنه. ويرى الناس أن المرض في هذا النوع من المصابين بالريح هو من جانب الله وأنه لاعلاج له وهم يصطلحون على هؤلاء المرضى باسم «تَهْرَن» ویجعلونهم بمنآی عن القرى وتجمعات الناس (م.ن، 58، 78-79). 
وتقام بين الشعوب التي يشيع بينها الاعتقاد بالإصابة بالجن أو الریح، أو اَلزار، طقوس لإحضار وتسخیر الريح أو الجن أو الروح، حيث تتميز هذه الطقوس بشكل استعراضي عموماً. وتقترن الطقوس عادة ببسط موائد الطعام وتقديم الأطعمة والأضحية وطلاء جسم المريض بالدهن والدق على الطبول والعزف على بعض الآلات الموسيقية النفخية والرقص والحركات المهیجة (فیرث، 300؛ EI1 ، ن.ص؛ ER,XIV / 13,17 ؛ أیضاً ظ: ساعدي، ریاحي، مخ‍ ). 
ويقيم المعالجون بالسحر من أهل الهواء بعض المجالس لإنزال الريح عن مركبها، وإنقاذ المريض من أذى ريح الجن ويمارسون بعض الطقوس والشعائر التي تتم في 3 مراحل: وضع المريض وراء حجاب، إحضار ريح الجن، وتسخير الريح وإنزالها عن المركب في مجلس يدعى «مجلس بازي» (ظ: ساعدي، 52-54، 75-79، 111، 114). 
تستخدم طرق مختلفة في إیجاد الإثارة والجذبة في المرضى المصابين بالجن منها الجسدية والنفسية والطبیة. وتعتبر إثارة الأحاسیس والتفجیر الحسي والتحريك الشدید من خلال عوامل الإثارة الخارجية، والحرمان الحسي، أي التقليل من الإثارات الخارجية أو استخدام أحد هذين الأسلوبين على التناوب، أكثر الأساليب شيوعاً وتشمل فنون التفجير الحسي والغناء وقراءة الأوراد والدق على الطبول والتصفيق والرقص الجماعي وحرق البخور والروائح المختلفة واللعب بالأضواء وتكرار المشاهد المظلمة والمضيئة (ER,XIV / 13). وفي إيران، تتم في الغالب إثارة المرضى المصابين بالجن بأسلوب التفجير الحسي وبذلك ینقذون المریض من قبضة ريح الجن. ويشارك النساء والرجال سوية في معظم مجالس طرد الريح. وتستخدم في مجلس كل ريح الطبول والمعازف الخاصة بتلك الريح. وهذه المعارف تعد مقدسة ومحترمة عند كل واحد من أهل الهواء والمنسوبين إلى الريح (عن ضروب المعازف، ظ: ساعدي، 76؛ ریاحي، 16). 
وتبدأ المجالس المرتبطة بالرياح المسلمة، مثل «نوبان» بالسلام والصلوات وذكر الله والنبي (ص) والأئمة الأطهار (ع). في حين يتجنب المشاركون في مجالس الرياح الكافرة، مثل الزار، ذكر الله والنبي والأئمة ويرون أن ذكر الأشخاص المقدسين يمنع خروج الرياح (ساعدي، 54، 75-77). ومن جملة الأعمال الواجبة في هذه المجالس بسط موائد الطعام وتزویدها بالأطعمة المختلفة والنباتات ذات الرائحة الطيبة وفاكهة الکُنار والتمر واللحوم والدم (م.ن، 53-53)، وکذلک ذبح الماعز وإراقة دمه وشرب دم الضحية وحرق البخور وإزالة التعفن خلال إلقاء بعض النباتات علی الأرض (ن.ص؛ ریاحي، 9، 18). 

طلب الحاجة

  إذا ما دخلت الریح في جسم المریض یتعذر طردها ولایحصل ذلک إلا بتلبیة طلباتها المتعددة التي تختلف في أنواع الریاح أو جن الریح کما تتضارب أشکالها في مختلف الأقالیم (عن ضروب حاجات الأرواح في مراکش، ظ: ER,XIV / 18 ؛ في السودان، ظ: لویس، 79). 
وفي إيران حسب التقالید الشعبیة تعبر الرياح عن مطالبها للخروج من الجسد عن لسان ماما أو بابا. ويمكن بشكل عام تقسيم توقعات الرياح ومطالبها إلى مجوعتين، عامة وخاصة: فإقامة المجالس وبسط موائد الطعام وتقدیم الذبیحة (ساعدي، 49). هي من الحاجات والمطالب العامة؛ وأما المطالب الخاصة فإنها تتمثل في تقدیم الألبسة الحريرية والخيزران وخلخال الذهب والشال وأمثال ذلك (م.ن، 49، 56، 63؛ ریاحي، 10، 12). 
وإن المریض المصاب بالجن مادام یخضع للریح التي استقرت في جسده ویلبي رغباتها وحاجاتها فإنه بمأمن من أذاها وحتی یتلقی منها اللطف والمحبة، وأما إذا ما تمرد وعصی أوامرها فإنها تستأنف أذاها وتسبب الارتجاف الجسدي والأضطراب النفسي مما یتطلب من جدید إقامة المراسم والمجالس لإحضار الأرواح وطرد الجن  (ER,XIV / 18). 

المطهرات والمحرمات

  يجب على كل واحد من أفراد أهل الهواء الالتزام ببعض المطهرات والمحرمات. ومما ینبغي لهم ویجب الالتزام به ارتداء الملابس البيضاء والمطهرة وتطهیر الجسد وتطییبه بالعطر بشكل مستمر؛ ومما یُنهی عنه مس المیتة والجیفة مس النجاسات وتلويث الجسم، ارتداء الملابس الوسخة والملوثة، شرب الخمرة ومضاجعة المرء مع غیر حرمه واقتراف المحرمات وإیذاء الناس والتكلم في بعض المجالس مثل مجلس الزار (ساعدي، 49، 54). فإن عدم الالتزام بما سبق ذکره يثير غضب رياح الجن ویحثها على إيذاء المریض وتعذیبه ومعاقبته (م.ن، 119، 121). 

المصادر

   برهان قاطع، محمد حسین خلف التبریزي، تق‍ : محمد معین، طهران، 1361ش؛ پورداود، إبراهیم، تعلیقات علی یشتها، تق‍ : بهرام فره وشي، طهران، 1347ش؛ توکلي، محمد کاظم، مسلمانان مورو، طهران، 1361ش؛ رسولي، هاشم، الحواشي علی أصول الکافي للکلیني، طهران، المطبعة العلمیة الإسلامیة؛ ریاحي، علي، زار وباد وبلـوچ، طهران، 1356ش؛ زرین کوب، عبد الحسین، «جن»، سخن، طهران، 1339ش، س 11، عد 8-9؛ ساعدي، غلام حسین، أهل هوا، طهران، 1355ش؛ القزویني، زکریا، عجائب المخلوقات، تق‍ : نصر الله سبوحي، طهران، 1361ش؛ معین، محمد، مزدیسنا وأدب پارسي، طهران، 1338ش؛ مذکرات المؤلف؛ وأیضاً: 

EI1;ER; Firth, R., Tikopia Ritual and Belief, London, 1967; Hinnells, J. R., Persian Mythology, London, 1973; Lewis, I. M., Ecstatic Religion, London, 1975; MacKenzie, D. A., Indian Myth and Legend, London, 1971; id, Myths of Babylonia and Assyria, London; Nyberg, H. S., Die Religionen des alten Iran, Osnabrück, 1966.
علي بلوکباشي / خ

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: