الاهری

الأَهَريّ،   أبو بكر القطبي (كان حياً في 760ه‍ / 1359م)، مؤرخ من عهد الجلائريين ومؤلف كتاب تاريخ شيخ أويس. یظهر من تلقبه بالأهري أن أصله من أهر. كان يعيش في بلاط الشيخ أويس وقد أهدی كتابه إلى هذا الحاكم الجلائري المعروف في آذربايجان وعراق العرب (حك‍ 757-776ه‍) (فان لون، 22). النسخة الوحيد المتبقية من كتاب الأهري ليست كاملة حيث ینقطع الحديث في أوائل القسم المتعلق بأحداث عهد السلطان أويس في 760ه‍ .
وتدل عبارة «هشت ده سال» (= مایقارب ثمانیة أو عشرة أعوام) في بداية الفصل المتعلق بالشيخ أويس (ص 182) والتي جاءت صحيحة حول مدة حكمه، على أن الأهري كان يفترض به أن يكون على قيد الحياة حتى وفاة الشيخ أويس (776ه‍ / 1374م)؛ ولكن هذه العبارة هي دون شك من المعلومات التي أضيفت إلى الكتاب من قبل كاتب النسخة أو شخص آخر. وعلى أي حال، بما أن آخر واقعة مذكورة في هذا الكتاب تعود إلى 760ه‍ / 1359م (ظ: ص 183؛ حیث جاء 860ه‍(، فإن من المؤکد أن الأهري كان حياً حتى هذه السنة على أقل تقدیر.

تاريخ شيخ أويس

  يعتبر هذا الكتاب تاريخاً عاماً موجزاً من عهد النبي آدم وحتى عصر المؤلف وينقسم إلى قسمين؛ قسم يتعلق بما قبل الإسلام والآخر بما بعد الإسلام. ويبدأ القسم الأول من سيدنا آدم، ثم ذكرت بعده حسب الترتیب الزمني أخبار سلالات البيشداديين، الكيانيين، الأشغانیین والساسانيين ويصرح الأهري نفسه أنه أخذ أخبار هذا العصر من شاهنامه لفردوسي وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يشير أحياناً إلى آثار أخرى مثل جاماساب نامه، تواريخ سنجري، وهفت پيكر لنظامي كمصادر له (فان لون، 2). ويتألف القسم الثاني من 5 أقسام: الخلفاء الراشدين، الأمويين، آل مروان، العباسيين والمغول. وتعد مصادر الأهري بشأن وقائع هذا العصر وحتى سيطرة المغول ثم حكم الإيلخانيين وبعدها حتى نهاية عهد أولجايتو، معروفة إلى حد كبير. وقد كان المؤلف معتمداً على جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله حول أحداث السنوات 663 إلى 703ه‍ / 1265 إلى 1304م بغض النظر عن بعض الاختلافات في التفاصيل؛ إلا أنه وخلافاً لرشيد الدين أولى أهمية خاصة للأخبار المرتبطة بالحكام المغول في منطقة سهل قبجاق في جنوب روسيا، أي المخیم الذهبي وفيما يتعلق بالأحداث بعد 703ه‍ وحتى نهاية عهد أولجايتو (716ه‍ / 1316م)، فمن المحتمل أنه استند إلى تاريخ أولجايتو، لأبي القاسم الكاشاني (م.ن، 34). وأما مصادره حول أخبار عهد السلطان أبي سعيد بهادرخـان ــ خليفة أولجايتـو ــ وحتى نهاية القسم الموجود من تاريخ شيخ أويس، فليست معروفة على وجه الدقة. وفي الحقيقة فإن ذيل جامع التواريخ لحافظ أبرو هو أهم كتاب تمكن مقارنة مواضيعه مع أواخر تاريخ شيخ أويس؛ ولكن هناك أخباراً كثيرة في ذيل جامع التواريخ، لا أثر لها في تاريخ شيخ أويس (لنموذج، ظ: الأهري، 172؛ قا: حافظ أبرو، 224).
واستناداً إلى المعلومات المذكورة، يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار الاحتمالات التالية بشأن الصلة بین  تاريخ شيخ أويس وذيل جامع التواريخ لحافظ أبرو: کما ظن فإن لون (ص 4)، فإن كلا الكتابين استندا إلى مصدر مشترك لم يصلنا شئ منه. والثاني، أن يكون حافظ  أبرو قد أخذ أخباره من كتاب تاريخ شيخ أويس، ولكنه مزجها مـع أخبار المصدر أو المصـادر الأخرى؛ وأخيـراً ــ وهو الاحتمـال الثالث ــ الذي یحظی بتأیید أکثر، هو أن حافظ أبرو استند إلى تحرير مفصل أكثر من تاريخ شيخ أويس، وبالتالي، فإن ما وصلنا من كتاب الأهري هو تحرير ملخص وناقص.
قد طبع القسم الأخير من المخطوطة الوحيدة لكتاب تاريخ شيخ أويس في 1373ه‍ / 1953م في لاهاي طبعة مصورة، وتتضمن أحداث فترة حكم أباقاخان ومابعده، وقد أشرف على هذه الطبعة فإن لون کما أعد خلاصة بالإنجلیزیة لجميع الفصول السابقة وألحقها بها. كما طبع قسم من هذا الكتاب وهو يتعلق بالمخیم الذهبي مع ترجمته الروسیة في المجلد الثاني من «مجموعة المواضيع المرتبطة بتاريخ المخیم الذهبي ... » وذلك سنة 1941م في لينينغراد.

المصادر

   الأهري، أبو بکر، تاریخ شیخ أویس، تق‍ : فان لون، لاهاي، 1373ه‍ / 1953م؛ حافظ أبرو، عبد الله، ذیل جامع التواریخ رشیدي، تق‍ : خانبابا بیاني، طهران، 1350ش؛ وأیضاً:

Van Loon, J. B., Introd. Taºrīkh-i Shaikh Uwais (vide:PB, Aharī).
أبو الفضل خطیبي / خ.