انوشتگین شیرگیر

أَنوشْتَگین شیرْگیر،   (مق‍ 525ه‍ / 1131م)، من الأمراء والأتابكة السلاجقة المعروفين. كان في بدایة أمره من أمراء السلطان محمد السلجوقي، وعندما منح السلطان في 504ه‍ آوه وسـاوه وزنجـان لابنـه طغرل، جعـل الأميـر شيرگیر أتابكاً لـه (ابن الأثیر، 10 / 547، قا: 10 / 517، حیث ذکر أنوشتگین بوصفه صاحب آوه وساوه وغیرهما).
وبعد تغلب السلطان محمد الذي کان یضمر العداء الشدید للباطنیة، علی أحمد بن عبد الملک العطاش وقلاع الباطنیة في أصفهان، قرر أن یقضي علی أصحاب ألموت أیضاً. ولذلک، کلف أنوشتگین شیرگیر بهذه المهمة (رشید الدین، 126؛ الحسیني، 168). وإنه نزل عند بوابة قزوين في بداية 503ه‍ وهاجم لمه سر قبل أن یحاصر قلعة ألموت بمساندة ابنه عمر وأمراء مثل أحمديل وجاوولي سقا وقراجه ساقي (حافظ أبرو، 214). ويبدو أن المحاصرة استغرقت مدة طویلة ولم یتحقق فتحها إلا أنه استولی علی بعض حصونها في 505ه‍ . ثم أنزل جنوده في منازل قرب ألموت متریثاً فرصة مواتیة ومثابراً علی مداومة الحصار، وکان السلطان محمد یدعمه أثناء الحصـار بالعدد والعُـدة حتـی اشتد الأمـر علـی أهالي ألمـوت. ولم یمض وقت طویل حتی طرق نبأ وفاة السلطان محمد (511ه‍( أسماع الأمراء السلاجقة، فإذا بهم تخلوا عن الحصار وتراجعوا رغم أنف الأمیر أنوشتگین (ابن الأثیر، 10 / 528، 529). وبذلک وحسب ما تفیدنا روایة حافظ أبرو ( ص 213-216) انتهمت محاصرة ألموت التي طالت 8 أعوام أي منذ 503ه‍ حتی 511 ه‍ . وبما أن المصادر التاریخیة سکتت عن سرد الحوادث خلال هذه الفترة، فقدظن البعض أن أنوشتگین شن هجومه علی ألموت في 511ه‍ (الجویني، 3 / 212؛ خواندمیر، 2 / 468).
مهما کان الأمر فقد انقطعت عنا أخبار أنوشتگين بعد موت السلطان محمد حتی 513ه‍ ويبدو أنه خلال هذه الفترة كان مايزال في خدمة طغرل وباعتباره أتابکاً له حتى عزله السلطان محمود في تلك السنة وأحل محله الأمیر گنتغدي الذي قبض علیه وأودعه السجن إلا أنه أُطلق سراحه بأمر من السلطان سنجر وشد رحاله نحو زنجان (ابن الأثیر، 10 / 547، 597- 598). ولهذا السبب، انضم أنوشتگین إلى مسعود وخرج لمحاربة محمود عندما وقع الخلاف بين السلطان مسعود وأخيه محمود (میرخواند، 4 / 304)؛ ثم جاء دور آق سنقر أحمد یلي لیمد کفه نحو أنوشتگین وکان آق سنقر بعد وفاة گنتغدي یطمع في منصب الأتابکیة لطغرل ولذلک حرضه علی محاربة السلطان محمود وفي نفس الوقت طلب من أنوشتگین أن یلحق به ویشدّ أزره فقبل أنوشتگین وانضم إلیه ولکن الأمر انتهی بالصلح (ابن الأثیر، 10 / 579- 598). ويبدو أن أنوشتگين انضم إلى محمود بعد ذلک وتولی منصب الأتابکیة لطغرل. وما یؤید هذا الرأي روایة الحسيني (ص 194)، حیث یذکر أنّ السلطان سنجر ذهب إلى الري في 521ه‍ وعزل شيرگير عن الأتابكية لطغرل وعين قراسنقر مکانه. ومنذ ذلك الحين یفقد في المصادر خبر أنوشتگين، سوى أن أبا القاسم درجزينـي أنس آبـادي الوزيـر، قتـل أنـوشتگيـن ــ أتقـى الأمراء السـلاجقـة علـی حـد تعبیـر الحسینـي (ص 171) ــ وابنـه شـرف الدولة عمر، في همدان وذلك قبيل موت السلطان محمود  (شوال 525)، أي في جمادى الآخرة 525 (ابن الأثیر، 10 / 669-675). ويبدو أن ذلك كان مطلب الباطنييـن وكان يميل إليهم درجزیني (الحسینـي، 203؛ أیضاً ظ: شرف، 160-161) وأن الباطنیین لهم ضلع في بعض عمليات القتل السياسية الأخرى التي تمت في هذه الفترة نفسها على يد الوزير (ظ: ن.د، آق سنقر أحمدیلي). ولکن لم یدم الأمر لدرجزیني نفسه، بحیث عندما انهزم طغرل أمام السلطان مسعود، غضب على الوزير وأمر بشنقه، ولما انقطع حبل المشنقة، هاجمه أحد خدمة أنوشتگين وقتله (الحسیني، ن.ص). واستناداً إلی ابن الأثیر حینما کان طغرل الوزیر، في طریقه إلی الري، هاجَمه خدمة أنوشتگین وقتلوه (10 / 687).

المصادر

   ابن الأثیر، الکامل؛ الجویني، عطا ملک، تاریخ جهانگشاي، تق‍ : محمد قزوینـي، لیدن، 1937م؛ حافظ أبـرو، مجمع التواریخ السلطانیة، تق‍ : محمـد مدرسي  زنجاني، طهران، 1364ش؛ الحسیني، علی، زبدة التواریخ، تق‍ : محمد نور الدین، بیروت، 1405ه‍ ؛ خواندمیر، غیاث الدین، حبیب السیر، تق‍ : محمد دبیر سیاقي، طهران، 1353ش؛ رشید الدین فضل الله، جامع التواریخ (القسم الخاص بالإسماعیلیین والفاطمیین والنزاریین)، تق‍ : محمد تقي دانش پژوه ومحمد مدرسي زنجاني، طهران، 1356ش؛ شرف، طه أحمد، دولة النزاریة، القاهرة، 1369ه‍ ؛ میرخواند، محمد، روضة الصفاء، طهران، 1339ش.

قسم التاریخ / ف.