الصفحة الرئیسیة / المقالات / انقره /

فهرس الموضوعات

انقره


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/20 ۰۷:۵۳:۴۹ تاریخ تألیف المقالة

أَنْقَرَة،   عاصمة جمهورية تركيا ومرکز محافظة أنقرة، تقع في الجزء الشمالي من الأناضول الوسطی وعلى بعد 200 كيلومتر من جنوب البحر الأسود ونحو 350 كيلومتراً من جنوب شرقي إستانبول. نشأت الحضارة الحيثية العريقة فيها وهي إحدى أجمل المدن وأروعها في الشرق الأوسط.     

            
التسمية

  لم يختلف المؤرخون كثيراً في اسم أنقرة، فقد سجلوا أسماء شبه متجانسة للمدينة، فكان اسمها آنكووا في اللغة الحيثية (EI2)، قبل أن يطلقوا عليها أنكوره في اللغتين اليونانية واللاتينية. أورد المؤرخون في الفارسیة أسماء مثل أنگوري، أنگوریسة وأنقره (تبعا للقراءة العربية: أنغوري وأنغورية وأنقرة). أما في اللغة التركية، فقد ورد اسمها بعدة أشكال هي أنگره، أنگورو، أنگوري، أنگوریة وآنگارا (IA,438) وأخيراً جاء اسمها في المصادر العربیة أنقرة وأنقورية، كما أشار ياقوت الحموي (1 / 271) وأبو الفداء (ص 380) إلى كلمة انكورية تحت مادة أنقرة. وفي النقوش السلجوقية وعلى العملات المعدنية المتداولة في أنقرة، نلمح کلمة آنكارا، كما أن في تاريخ ابن بي بي (صص 5، 44، 47، 212، 214، 332) سجل اسم المدينة بشكل أنكورية وأنگوریة وورد ضبطها في مصادر العهد الإيلخاني أنگوریة (IA,I / 443)، وفي المصادر العثمانية المتأخرة مثل سياحت نامه  وجهان نامه، أنگوره وآنكارا (ن.ص). وإن علماء الجغرافيا في القرون الوسطى أطلقوا عنوان ذات السلاسل على المدينة، نظراً إلى سلسلة الجبال  
 التي تحيط بها علی مایبدو؛ أما في الكتابات الغربية القديمة، فقد ورد اسم المدينة على صيغة أنگوري وانگوره وآنكاراس. وأخيرا أطلقوا على المدينة رسمياً عنوان آنكارا بعد الإعلان عن الجمهورية في تركيا عام 1342ه‍ / 1923م. 
تقع مدينة أنقرة علی خطي عرض 38°و55´ شمالاً وطول 32°و55´ شرقاً، بالقرب من الحدود الشمالية لسهل الأناضول المركزي وعلى ضفاف نهر أنقرة. وفي التقسیم الجغرافي القدیم أدخل البعض أنقرة في الإقليم الرابع (المستوفي، 110)، فيما وضعها آخرون مثل أبي الفداء في الإقليم الخامس (ص380). ترتفع أنقرة عن سطح البحر في أدنى نقطة منها 835 متراً وفي أعلى نواحيها، حیث تجثم قلعة أنقرة، یبلغ ارتفاعها 975 متراً. تحيط بالمدينة سلسلة من الجبال شمالاً وجنوباً وغرباً وأعلی قمتها هي إلما داغي ترتفع 862,1 متراً عن سطح البحر وتمتد جنوباً (YA,I / 511). تتمتع المدينة بمناخ جاف نسبیاً بسبب الجبال التي تحيط بها من ثلاث جهات. وأغزر الشهور مطراً هما كانون الأول /  ديسمبر وكانون الثاني / يناير. تبلغ درجات الحرارة أدنى مستوياتها في كانون الأول، حيث تهبط إلى 2°- فيما يسجل شهر أب /  أغسطس متوسط أعلى درجات الحرارة 30° ( بريتانيكا، I / 925). أما معدل درجة الحرارة السنوية فتصل إلى 11° (بول رو، 16)، بينما متوسط هطول الأمطار يبلغ 367 ميلي متراً سنوياً. وتغطي الغابات أكثر من 9٪ من مساحة محافظة أنقرة لاسيما في المناطق الشمالية والشمال الغربي منها (YTA,I / 147)، ما يعني أن الحياة النباتية في المدينة ليست في المستوى المطلوب. 

خلفیة تاریخیة

  ليست هناك وثائق تسعفنا في تحديد تاريخ تأسيس أنقرة على وجه الدقة، لكن بعض المعالم الأثرية تفيد بأن الحياة في محيط أنقرة قد بدأت عبر الاصطياد والتزود بالطعام. وقد عثر علماء الآثار على آثار من العصر الحجري الحدیث بالقرب من قلعة أنقرة ونهر چپق بالإضافة إلى العثور على آثار من العصر الحجري القديم على مقربة من كلية الزراعة في المدينة. كل ذلك يدل على أن انطلاقة نمط من الثقافة الإنسانية الأولى في أنقرة تعود إلى العصر الحجري (ن.م، I / 148؛ بريتانيكا، II / 925). وعلی أغلب الظن قد تأسست المدینة في الألفية 2 ق.م على يد الأقوام الحيثية وهي من الشعوب الهندو أوروبية التي فتحت طريقها إلى الأناضول من الجهات الغربية، وسكنت على ضفاف نهر هاليس (قزل ايرماق الحالي)، وتمازجت بالسكان الأصليين. 
تمكنت تلك الأقوام في نحو 1600ق.م إخضاع الحكومات الصغرى المحلية، لنفوذها ودفعتها نحو التوحد معها، مكونة في نهاية المطاف أمة واحدة، عاصمتها هتوشاش (بغازكوي الحالية) ( أمريكانا، XIV / 2986) إلا أن سلطة الإمبراطورية الحيثية تراجعت في القرن 13 ق.م قبل أن تتمكن الإمبراطورية الفريغية من أن تحل محلها في الأناضول المركزیة. وقد انهارت المملكة الغريغية بين أعوام 670-680 ق م بعد هجوم الكيمريين. وبعد الكيمريين، حل مكانهم الليدييون ( أمريكانا، XXII / 22) لكن الإيرانيون قضوا على المملكة الليدية عام 546 ق م، ثم احتل الإسكندر المقدوني أنقرة في 334 ق.م وبعد مماته، خضعت المدينة لحكم السلوقيين على مدى نحو خمسين عاماً. وفي العقود الأولى من القرن 3 ق م  دخلت أقوام يعرفها التاريخ بعنوان الغلاطية والتكتوساج، إلى الأناضول، قادمة من شبة جزيرة البلقان وامتزجوا بالفريغيين واليونانيين واستوطنوا الأناضول المركزية حتى نهاية هذا القرن. واختاروا أنقرة عاصمة لهم، بعد استقرارهم واتساع مدى استيلاءهم (IA,I / 440). 
وفقا لما أورده تكسير، فإن أنقرة تحولت إلى مدينة كبرى (ميتروبول) في عهد إمبراطورية نيرون وأطلقوا على سكانها التكتوساج (ص480). وشيد الغلاطیة على تل ارتفاعه 120 متراً، قلعة تتأسست فيما بعد على أركانها القلعة الحالية لمدينة أنقرة (ماير،II / 231). وبعد استيلاء برغاموم أو برغاموس على الغلاطيـة، أصبحـت أنقـرة جـزءاً مـن ممتلکاتهـم لبعـض الـوقت ( أمريكانا، XXI / 582). وفي عام 90 ق.م ضم ميتريدات (مهرداد) السادس المدینة إلى مملكة بونطوس (الواقعة في الشمال الغربي من آسيا الصغرى، على ضفاف البحر الأسود، بين أرمينيا ونهر هاليس) (ماير، II / 231) قبل أن تخضع لحكم الرومان على يد أغوسطوس الإمبراطور الروماني. 
وبعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى شرقية وغربية، أصبحت المدينة جزءاً من الإمبراطورية الشرقية أو بيزنطة (YTA,II / 148). وفي عام 620م تمكن الملک الإيراني خسرو (کسری) برويز الساساني من الاستيلاء على المدينة، أثناء إحدى غزواته لأسيا الصغرى، لكنه وبعد تلقيه هزيمة بالقرب من نينوى (6ق / 627م) إضطر لمغادرة الأناضول ( بريتانيكا، I / 925). وفي العهـد العباسي، تعـرضت المدينـة مـراراً لهجمات جيوش الخلفـاء ولم تسلم من النهب والدمار کما تعرضت في 257ه‍ / 871 م، للسلب والنهب ولكن هذه المرة على يد البيالقة (فرقة مسيحية تعتقد بثنوية الرب، ظهرت أول مرة في الإمبراطورية البيزنطية في القرن 7م). 
وفي نحو 463ه‍ / 1071م، استولى ألب أرسلان السلجوقي على المدينة بعد إلحاق الهزيمة بالرومانس الرابع قرب مدينة ملازجرد، إلا أن الإمبراطور البيزنطي ريموند الرابع استعاد المدينة من السلاجقة خلال أول حرب من الحروب الصليبية (488-492ه‍ / 1095-1099م)، لکنه لم یلبث حتی استولى السلاجقة من جديد على المدينة. غیر أن الصراعات الداخلية والتنازع بینهم لتكريس السلطة على المدينة، عصفت بالأتراك السلاجقة لفترة طويلة حتی استولى أمراء الأسرة الدانشمنديـة (حك‍ : 455-567ه‍ / 1063-1172م) علیها لكن السلاجقة أعادوا بسط سيطرتهم على أنقرة بعد وفاة محمد الثاني بن غازي الأمير الدانشمندي (537ه‍ / 1142م) (رايس، 58-60,EI2). ثم دارت رحی الحرب بين أفراد الأسرة السلجوقية في آسيا الصغرى أو الروم وتوالت عدة معارک بینهم للسیطرة علی أنقرة (ابن بي بي، 5، 48، 50؛ رايس، 66). 
وفي عهد سلطنة علاء الدين کیقباد (616-634ه‍ / 1219-1236م)، حيث بلغ حكم سلاجقة الروم ذروة ازدهاره شهدت أنقرة تقدماً کبیراً ولم تعد مدينة حدودية. وفي هذا العهد شيد السلاجقة الكوبري المعروف بـ «آق كوبرو» على نهر أنقرة، حيث لايزال قائما إلى يومنا هذا (IA ، ن.ص). 
أما في منتصف القرن 7 ق فإن نجم سلاجقة الروم أخذ في الأفول. فقد كانت جماعة الأخية المؤلفة من كبار التجار وقادة مختلف فئات المجتمع، تتحكم بالسلطة. وأصبح بإمكان هؤلاء التجار وأصحاب المهن ممارسة نفوذهم واستغلاله عبر الجماعة الأخية. كما أن أعضاء الأخية وهم في أغلب الظن کانوا ینتمون إلى طريقة الفتوة البغدادية، دخلوا في الأعمال الصناعية والتجارية، بعد أن قدموا إلى الأناضول وأصبحوا رويداً رويداً أصحاب نفوذ واقتدار، بحيث لم يكونوا يقيمون وزناً لأمراء السلاجقة، فيما كانوا أكثر طاعة لحکام المغول (IA ، ن.ص). 

العهد العثماني

  تفيد بعض التقارير بأن العثمانيين استولوا أول مرة على المدينة في عام 755ه‍ / 1354 م إبان عهد أروخان (حك‍ 726-760ه‍ / 1326-1359م) ونجله سليمان باشا. إلا أن المؤرخين العثمانيين لم يشيروا إلى ذلك. ما نعلمه هو أن المدينة دخلت ضمن قائمة المدن العثمانية فـي عهد مراد الأول (حك‍ 761-791ه‍ / 1360- 1389م) (فریدبك، 129) وهي حينذاك كانت تخضع لسیطرة أصحاب الطريقة الأخية وإن اضطروا إلی تسليم مفاتيح المدينة إلى مراد بيك، لكنهم وعلى ما يبدو، استمر نفوذهم فيها حتى أواخر القرن 8ق / 14م (EI2). 
استولى تيمور الگوركاني على المدينة عقب الحرب التاريخية (19 ذي الحجة 804 ق / 20 يونيو 1402م) بين العثمانيين وجيوش التتار في چُبق أواسي (شمالي أنقرة)، حيث أدت إلى أسر ايلدريم بايزيد العثماني ومقتل الآلاف من عناصر الجيشين (برادين، 495). وبعد وفاة بايزيد وتوجه الأمير تيمور إلى آسيا الصغرى، دخلت المدينة تحت مظلة حكم محمد الچلبي أحد أبناء بايزيد، لكنه لجأ إلى مقاتلة أشقائه لعدة مرات دفاعاً عن المدينة (IA,I / 444). وفي الفترة التي أقدم العثمانيون خلالها على تقسيم رقعة حكمهم إلى ولايات، تحولت المدينة عاصمة لولاية الأناضول الكبرى، قبل أن ينتقل هذا الدور إلى مدينة كوتاهية وأصبحت أنقرة مركز لِواء أو سنجق العمورية (آموريوم القديمة) في الجنوب الغربي من أنقرة. وحسب قانون صدر في جمادي الثاني  عام 1281ق /  نوفمبر 1864م، تم اختيار المدينة مركزاً لولاية تضم أنقرة ويوزغاد وقيرشهري وقيصرية. 
وعقب حروب البلقان (1330-1331ق / 1912-1913م)، حيث فقد العثمانيون المدن الخاضعة لهم في شبه جزيرة البلقان، واحدة تلو الأخرى، وتراجعت الحدود الغربية للإمبراطورية العظمى إلى 200 كيلومتر من مدينة إستانبول، أصبحت المدينة تتعرض لهجمات الأجانب ولذلك، تعززت فكرة نقل العاصمة العثمانية إلى مدينة داخل الأناضول لتکون بمنأي عن اعتداءات الأعداء. 
وفي 1333ق / 1915م، حيث احتلت القوات البحرية البريطانية والفرنسية جناق قلعة (داردانل) (IA,I / 447) بات من الضروري اختيار مدينة أخرى عاصمة للدولة. ورغم أن السلطات لم تختر المدينة لهذا الغرض بشكل نهائي، لكنها لفتت انتباه السلطات آنذاك، نتيجة موقعها الجغرافي ودورها التاريخي (NCE,253). 
وفي العقد الثاني من القرن العشرين، حيث كان القوميون الأتراك منشغلين بالعمل على وحدة البلاد وإنقاذه من القوات المحتلة، توجه مصطفى كمال باشا إلى المدينة، حيث رأى الظروف فيها مؤاتية لتنسيق جهود المنظمات الوطنية والقومية وذلك في ربيع الآخر من عام 1338ه‍ / ديسمبر 1919م. وبعد أشهر، عقد المجلس الوطني الكبير باعتباره الممثل الوحيد للشعب التركي، اجتماعاً في شعبان 1338ه‍ / 23 أبريل 1920م ومنذ ذلك الحين بات المناضلون يقودون النضال الوطني من أنقرة في عموم الأناضول («سالنامه تركيه»، IA,I / 44;18,19). 
وعقب دحر الأجانب من الأراضي التركية في صفر 1341ق /  سبتمبر 1922م وإلغاء الإمبراطورية العثمانية بعد 631 عاماً وإعلان الجمهورية التركية في ربيع الأول 1341ه‍ / أكتوبر 1923م، أصبحت أنقرة عاصمة للجمهورية التركية الفتیة حسب قانون تم إقراره في نفس العام وبعد أسبوع، تأسس الشكل الحالي للحكم التركي في المدينة.

أنقرة القديمة وأنقرة الحديثة

  تتألف أنقرة في العصر الحالي من جزئين قديم وجديد، فأنقرة القديمة هي ذلك الجزء من المدينة الذي يلف حصنها وسورها القديمين. أما النقطة الرئيسية في أنقرة القديمة هي القلعة التي يعود بناؤها الحالي إلى العهد البيزنطي، مع ذلك، فأغلب الظن هو أن أسواراً وأبراجاً كانت قائمة في المكان قبل هذا التاريخ. والقلعة هي إحدى القلاع الأكثر حصانة في القارة الآسيوية، تتكون من جزئين داخلي وخارجي وتقع فوق تل يطل على المدينة (تكسير، 489). والجزء الداخلي   هو على شكل مستطيل، تبلغ مساحته نحو 50 ألف متر مربع (IA,I / 499). وقد بقي من القلعة الخارجية نحو 15 برجاً من أبراجها العشرين، علاوة على أجزاء مهمة من الأسوار الواقعة بين الأبراج. 
تتكون الحارات الواقعة بين أسوار القلعة الداخلية والخارجية، من منازل قديمة أحادية الطابق. والحارة الواقعة في الجهة الغربية من القلعة الداخلية، تعرضت للحريق عام 1335ه‍ / 1917م، قبل أن تتحول اليوم إلى مساحة خضراء. وفي السنوات الأخيرة تسللت المباني الحديثة إلى داخل القلعة ولحق التدمیر بمعظم البيوت القديمة أو جرى إعادة بناءها. والجزء القديم من أنقرة أو ما يسمى «أولوس»، بأزقته الملتوية والضيقة وبيوته اللبنية والمعالم الأثرية القديمة، يقع في قلب أنقرة الكبرى وكان حتى نحو أواسط القرن 20م تحتضن نحو ثلاثة أخماس من كل سكان العاصمة. ويقع المركز التجاري لأنقرة في هذا الجزء من المدينة.
وعند اختیار المدينة عاصمة للبلاد، لم تكن توجد في المدينة أية مرافق عامة، بل كانت تعاني من شح المياه وأضرار المستنقعات الملوثة كأمراض الملاريا. كما أن النمو السكاني المتسارع في المدينة وتحولها إلى قطب للكثير من النشاطات السياسية والاقتصادية والثقافية، أديا إلى غياب النظم والتسرع في أعمال الإعمار فيها، ورغم ذلك فإن توسيع المدينة وتطويرها أخذ بعض الانتظام والاتساق في 1347ه‍ /  1928م. وبالتالي ظهر الوجه الحالي للمدينة، بعد إنشاء الطرق الكبرى وتشجيرها وتشييد المباني المرتفعة والشاهقة والفخمة مثل ساحة أولوس، حيث يجاورها أهم مركز للنشاط التجاري في أنقرة والحارات الحديثة والمراكز الثقافية والمدارس العديدة والمجمعات الصناعية وشركات نقل الركاب ومطار اسنبوغا، إضافة إلى إنشاء مسرح المدينة ومبنى المجمع الوطني في 1370ه‍ / 1951م. 
خلافاً لإستانبول حيث تتميز بطابعها الأوروبي، فإن أنقرة الجديدة تركية الهوية في الأساس، مستلهمة الفكر والخيال التركيين، إذ أنها مشيدة بالموارد التركية، دون توظيف أي رأس مال أو مواد أجنبية فيها («جورنال الجغرافية»، 26-27). وإحدى الحارات الجديدة في المدينة هي بلدة يني شهر (مدينة يني) بدأ إنشاؤها في 1344ه‍ / 1925م في جنوب المدينة القديمة لأنقرة، قبل أن تتوسع رويداً رويدا.
وفي ظل شح المياه في المدينة، أنشأت السلطات سداً ضخماً على نهر چپق أو چپق چاي، على بعد 12 كيلومتراً من شمال أنقرة، تصديا للمشكلة، بين أعوام 1347-1355ه‍ /  1928-1936م) (IA,I / 448). وتعتبر منطقة سد چپق إحدى أجمل المعالم السياحية في تركيا. 

العرق والديانة

 معظم سكان أنقرة هم من الأصول التركية، مع عدد غير قليل من الأرمن. وكانت المدينة أبرشية للأرمن، منذ   1148 وحتى 1266ه‍ / 1735-1850م (ماير، II / 232). وفقاً لما يقوله الأرمن، فإن أصول بعضهم تعود إلى الغلاطية أي الفرنسيين القدماء (ركلو، 574). يعتنق 98٪ من سكان المدينة الدين الحنيف، بينما يعتنق الجزء المتبقی الديانة المسيحية وهم على مذاهب غريغوري أو الكاثوليك أو من أرثوذكس اليونان. وعلاوة على التركية التي هي لغة الأم لمعظم سكان المدينة، فإن اللغات الكردية والآلبانية والعربية متداولة في أنقرة أيضا (بريتانيكا، I / 926). 

الصناعة

 مقارنة بدورها السياسي والإداري، فإن الحركة الصناعية ضئيلة في أنقرة. لكنها آخذة بالتزايد بوتيرة متواصلة ومتزايدة. ففي 1385ه‍ / 1965م تقدمت الحركة الصناعية في المدينة على ميناء إزمير. واليوم تعتبر أكبر مدينة صناعية تركية بعد إستانبول. إضافة إلى الصناعات البتروکیمیاویة وتصنيع الجرارات، ثمة مصانع أخرى توجد في المدينة هي مصانع الدقيق والسكر والمعكرونة والبسكويت والحليب والإسمنت ومواد البناء والأدوات المنزلية (ن.م، YTA,II / 148). كما أن الخيوط القماشية في أنقرة ومنسوجاتها المحاكة بالصوف تتمتع بصيت عالمي ولها قيمتها الاقتصادیة (IA,I / 452). 

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: