انطالیه

أَنْطالْيَة،   أو أنتاليا، مدينة في الزاوية الشمالية الغربية من خليج بهذا الاسم في البحر الأبیض المتوسط وجنوب الأناضول في تركيا، وقاعدة محافظة بنفس الاسم كانت تسمى في عهد حكم العثمانيين، محافظة تكة (تكه إيلي)، حيث كانت تمثل رقعة حكم إمارة تكه.
تبلغ مساحة محافظة أنطالية 815,20كم2 وتحدها من الشمال محافظتا بردور وإسبرطة (ن.ع). ومن الشمال الشرقي محافظة قونية، ومن الشرق إيج إيل ومن جانب الغرب مُوغلا. ويعد جبل بيگ داغ أعلى نقطة في المحافظة حيث يبلغ ارتفاعه 070,3 متراً (YA,II / 750). ويعتبر مناخها متوسطياً، ويبلغ المعدل السنوي للحرارة فيها 18° سنتيغراداً بلغ عدد سكان المحافظة حسب الإحصاء العام للسكان في سنة 1990م، 211,132,1 نسمة حيث بلغ عدد سكان قاعدة المحافظة 194,602 نسمة («إحصاء ... »، 6).
تعد منطقة أنطالية من أقدم مواطن الإنسان في الأناضول (YA,II / 764). وقد ذكر سترابون (VI / 229,323). أن أتالوس فيلادلفوس وبعبارة أخرى أتالوس الثاني ملك برجاما، أسس هذه المدينة في القرن 3 ق.م في منطقة پامفوليا إلى جوار البحر واتخذها قاعدة له (YA، ن.ص) ولذلك، سميت هذه المدينة أتاليا (سترابون، ن.ص). ووصفها ياقوت بأنها المدينة الكبرى في بلاد الروم حيث أسستها أنطالية أخت أنطاكية ابنة الروم بن اليقن بن سـام بـن نوح (1 /  388؛ عـن الأشكـال الأخـرى لاسم أنطاكيـة، ظ: نعیما، 6 /  408؛ YA، ن.ص؛ شرف الدين، 849).
كانت منطقة أنطالية، أو پامفوليا، جزءاً من رقعة حكم دول برجاما أولاً، ثـم خضعت بعد ذلك للسيادة الرومانية في القـرن 1ق م ثم سقطت بيد القراصنة وألحقت فيما بعد برقعة حكم البيزنطيين وأصبحت إحدی مراكز نشر الديانة المسيحية (YA,II / 769؛ ستروغورسکي، 123). وبظهور الدين الإسلامي، تهيأت تدريجياً مقدمات نفوذ المسلمين في هذه المنطقة. فتح الفضل بن قارن قلعة أنطالية في 246ه‍ / 860م (الطبري، 9 / 219)، إلا أن سيطرته على هذه القلعة لم تدم طويلاً فقد سيطر عليها البيزنطیون مرة أخرى. ومع دخول القبائل التركية آسيا الصغرى في القرن 5ه‍ / 11م، حظیت أنطالية باهتمام الحكام الأتراك بسبب موقعها الجغرافي الخاص وتعاقب عليها السلاجقة والبيزنطيون عدة مرات (ظ: مختصر... ، 80 ، 81 ، 86 ، 125، 128؛ توران، 110-111؛ سفیم، 126).
وفي 762ه‍ / 1361م استولى عليها القبارصة. وعندما ضعفت الدولة السلجوقية في آسيا الصغرى أمسكت أسرة بني حميد بزمام إدارة المدينة (أوزون چارشيلي، 62-69). وفي 793ه‍ / 1391م استولى عليها بايزيد الأول (إيلدرم) (رفيق، 67). كما حاصر محمد بك أمير قرامان هذه المدينة لفترة (روملو، 182-183). وأخيراً أخرجها مراد الثاني 826ه‍ / 1423م من سيطرة القرامانيين (ن.ص) وألحقها برقعة الدولة العثمانية بشكل دائم.
وقد وصف ابن بطوطة في القرن 8ه‍ / 14م أنطالية بأنها «مدينة من أحسن المدن المتناهية في اتساع الساحة والضخامة، أجمل ما يرى من البلاد وأكثره عمارة وأحسنه ترتيباً، وكل فرقة من سكانها منفردة بنفسها عن الفرقة الأخرى» (ص 284-285) وكان ملكها خضر بك بن يونس من سلالة حميد (م.ن، 287). ويتحدث أولياً چلبي وهو سائح عاش في القرن 11ه‍ / 17م بشكل مفصل عن قلعتها التي كانت تضم 80 برجاً، وكذلك عن مسجدها (VI / 285-289). كما يذكر أبو الفداء بساتينها المکتظة بالأشجار وبالحمضیات وقلعتها ومرساها (ص 381).
اتسعت مدينة أنطالية اليوم كثيراً، وأصبحت أحد المراكز السیاحیة المهمة في تركيا وذلک بفضل تمتعها بالطبيعة الجميلة والأماکن الأثریة الكثيرة التي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام وما بعده وكذلك لوجود مناطق الاستجمام إلى جوار البحر.

المصادر

    ابن بطوطة، رحلة، بيروت، 1384ﻫ  / 1964م؛ أبو الفداء، تقويم البلدان، ﺗﻘ : رینو ودوسلان، باريس، 1840م؛ رفيق، أحمد، «فاتح زماننده تكه إيلي»، تاريخ عثماني أنجمني مجموعة سي، إستانبول، 1340ﻫ ، س14، عد 2(79)؛ روملو، حسن، أحسن التواريخ، ﺗﻘ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1349ش؛ شرف الدين علي اليزدي، ظفرنامه، ﺗﻘ : أورونبايوف، طشقند، 1972م؛ الطبري، تاريخ؛ مختصر سلجوق نامۀ ابن بي بي، ﺗﻘ :  هوتسما، ليدن، 1902م؛ نعیما، مصطفى، تاريخ، إستانبول، 1283ﻫ ؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:  

Census of Population 1990, State Institute of Statistics, Ankara, 1991; Evliya Çelebi, Seyahatname, Istanbul, 1935; Ostrogorsky, G., Bizans devleti tarihi, tr. F. Iԫιltan, Ankara, 1981; Sevim, A. and Y. Yücel, Türkiye tarihi, Ankara, 1989; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1970; Turan, O., Türkiye selçukluları, Ankara, 1988; Uzunçarԫılı, İ. H., Anadolu beylikleri, Ankara, 1984; YA.
علي أکبر دیانت / خ.