الصفحة الرئیسیة / المقالات / الانشراح /

فهرس الموضوعات

الانشراح


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/13 ۱۳:۴۱:۲۶ تاریخ تألیف المقالة

الانْشِراح،   السورة الرابعة والتسعون من القرآن الکریم تتضمن 8 آیات و29 کلمة و102 حرف. سماها المحدثون والقراء والمفسرون «ألم نشرح» منذ القدیم ونظراً إلی مطلعها (ظ: الطبري، 12 / 150؛ أبو عمرو، 224؛ الطبرسي، 5 / 507؛ القرطبي، 20 / 104؛ الفیروزآبادي، 1 / 526). لکن تحول اسمها فیما بعد إلی الأنشراح ولاسیما في آثار الخطاطین والفنانین في الخط وکتابة القرآن الکریم (ظ: ابن الجوزي، 157؛ النائطي، 749) لیکون متضمناً معاني الآیة الأولی ومتفقاً في الوزن مع سورتي الانشقاق والانفطار. أخیراً ومنذ القرن الماضي یطالعنا اسم «الشرح» في بعض المصاحف وتفاسیر القرآن (ظ: أبو السعود، 9 / 172؛ القاسمي، 17 / 183؛ المراغي، 30 / 188؛ قطب، 6 / 3929) وذلک بعد إصدار المصحف المعروف بالأمیري (ظ: بولاق، 1337ه‍( تحت إشراف جماعة من علماء الأزهر في مصر الذین أطلقوا علی السورة هذا الاسم (أیضاً ظ: دروزة، 1 / 14؛ رامیار، 590).
إن سورة الانشراح، حسب التواتر هي السورة 12 في ترتیب النـزول حیـث تسبقهـا سـورة الضحـی وتلیهـا سـورة العصـر (ابن الجوزي، 157، 160؛ دروزة، ن.ص). إلا أن هذا الترتیب یختلف في بعض الروایات ولایتفق علیه المفسرون (ظ: الطبرسي، 5 / 405؛ الخازن، 1 /  8؛ السیوطي، الإتقان ... ، 1 / 40-42؛ رامیار، 680-681) ومما لایرقی إلیه الشک هو أن السورة مکیة ومن أوائل ما نزل (ظ ابن طاووس، 281-282؛ الأندرابي، الورقة 47 ألف؛ القرطبي، الفیروزآبادي، ن.صص).
مع ذلک کله هناک من المفسرین والمحدثین المعاصرین من یری أنها مدنیة علی وجه الاحتمال أو الیقین (القاسمي، ن.ص؛ الطباطبائي، 20 /  448) معتبرین إیاها من أواخر ما نزل علی الرسول الأعظم (ص) مستندین إلی وجوه الشبه بینها وبین سورة «نصر» آخر ما نزل (القاسمي، 17 /  188-189؛ أیضاً ظ: البقاعي، 22 / 129). ویبدو أنهم أخذوا فکرتهم هذه من خلال الروایات التفسیریة المرتبطة بما حدث في أواخر عهد الرسالة (مثلاً ظ: القمي، 2 /  428؛ الحویزي، 5 / 603). إن المعاني والمضامین المشترکة بین سورة الانشراح وسابقتها الضحی تدل علی ارتباط وثیق بینهما (السیوطي، تناسق ... ، 138) مما قاد المفسرین إلی القول بأن سورة الانشراح لیست إلا تفصیل ما ورد في آخر سورة الضحی (البقاعي، 22 / 115)، أو امتداداً لها (دروزة، 1 / 167)، أو کأنها تکملة لها (قطب، ن.ص)، وقد نزلت السورتان تطمیناً لنفس الرسول الأعظم (ص) وتبییناً لقربه من الله وتذکیراً  بعنایة الله الخاصة به. وقد وقع الترابط والتماثل من السورتین موقع اهتمام الصحابة والتابعین بحیث ذهب بعضهم استناداً إلی الروایات، إلی أنهما سورة واحدة بلابسملة بینهما وشأنهما في ذلک شأن سورة الفیل وسورة قریش (ظ: السیوطي، ن.ص؛ القرطبي، 20 / 200-201؛ المراغي، ن.ص؛ رامیار، 590). وقد حظي هذا الرأي في الأوساط الشیعیة بالقبول استناداً إلی ماروي عن أئمة أهل البیت (ع). وعرف باعتباره القول المشهور عند علماء الشیعة (طوسي، 10 / 371؛ الطبرسي، 5 / 507؛ الحویزي، 5 / 602؛ أیضاً ظ: الفیض الکاشاني، 2 / 264؛ المجلسي، 89 / 337)، ولذلک أصبح من الواجب الجمع بین سورة الضحی وسورة الانشراح في رکعة واحدة من الفریضة وقراءة البسملة بینهما حسب رؤیة الفقه الجعفري المعروفة (الحر العاملي، 4 / 743-745؛ الشیخ البهائي، 46-47). ومن جهة أخری، فقد رأی بعض المفسرین أن کل واحدة من هاتین السورتین سورة تامة منفصلة عن الأخری کما هو الحال   بالنسبة إلی سورة الفیل وسورة قریش (الطبري، 30 / 198؛ فخر الدین، 32 / 2، 104؛ القاسمي، 17 / 267؛ المراغي، 30 / 188) رافضین روایات الفریقین بسبب تعارضها مع الروایات الأخری قائلین بهذا العدد بجواز الجمع بین السورتین (أو سورتي الفیل وقریش) في رکعة واحدة من الفرائض ولیس وجوبها (الطباطبائي، 20 / 514).
تخاطب سورة الانشراح علی سیاق سورة الضحی الرسول الأعظم (ص) بلهجة صریحة وتذکره بما أنعم الله علیه حیث شرح صدره بالنبوة وأراحه مما أثقل ظهره ورفع له ذکره ثم حصل له الیسر بنصره علی الکفار. من الأحادیث التی وردت في فضیلة سورة الانشراح ما قاله النبي الأعظم (ص): «من قرأها فکأنما جاءنـي وأنا مغتم، ففرج عنـي» (الفیروز آبادي، 1 / 526؛ أیضـاً ظ: الحویزي، ن.ص).
إن الآیة «إن مع العسر یسراً» التي وردت مرتین في هذه السورة (94 / 5-6)، من التعبیرات القرآنیة التي أصبحت مضرباً للمثل منذ نزولها، حیث ظلت تستخدم لمواساة المظلومین، وبث الأمل في نفوس القانطین.

المصادر

   ابن الجوزي، عبد الرحمن، فنون الأفنان، تق‍ : محمد إبراهیم سلیم، القاهرة، 1408ه‍ / 1988م؛ ابن طاووس، علي، سعد السعود، النجف، 1369ه‍ / 1950م؛ أبو السعود، محمد، تفسیر، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ أبو عمرو الداني، عثمان، التیسیر، تق‍ : برتسل، إستانبول، 1930م؛ الأندرابي، أحمد، الإیضاح في القراءات، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ البقاعي، إبراهیم، نظم الدرر، حیدآباد الدکن، 1984م؛ الحر العاملي، محمد، وسائل الشیعة، تق‍ : عبد الرحیم الربانـي الشیـرازي، بیـروت، 1391ه‍ ؛ الحویزي، عبـد علـي، تفسیر نور الثقلیـن، تق‍ : هاشم الرسولي المحلاتي، قم 1385ه‍ ؛ الخازن، علي، لباب التأویل، بیروت، دار المعرفة؛ دروزة، محمد عزة، التفسیر الحدیث، القاهرة، 1381ه‍ / 1962م؛ رامیار، محمـود، تاریـخ قـرآن کریـم، طهـران، 1362ش؛ السیوطـي، الإتقـان، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ م.ن، تناسق الدرر، تق‍ : عبد القادر أحمد عطـا، بیروت، 1406ه‍ / 1986م؛ الشیـخ البهائـي، محمـد، جـامع عبـاسي، ط حجریة، طهران، 1312ه‍ ؛ الطباطبائي، محمد حسین، المیزان في تفسیر القرآن، طهران، 1389ه‍ ؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البیان، صیدا، 1356ه‍ / 1937م؛ الطبري، تفسیر؛ الطوسي، محمد، التبیان، تق‍ : أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار التراث العربي؛ فخر الدین الرازي، محمد، التفسیر الکبیر، القاهرة، المطبعة البهیة؛ الفیروزآبادي، محمد، بصائر ذوي التمییز، تق‍ : محمد علي النجار، القاهرة، 1383ه‍‍ ؛ الفیض الکاشاني، محمد،  المحجة البیضاء، تق‍ : علي أکبر الغفاري، قم، 1383ه‍ ؛ القاسمي، محمد، محاسن التأویل، تق‍ : محمد فؤاد عبد الباقي، بیروت، 1398ه‍ / 1978م؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ قطب، سید، في ظلال القرآن، بیورت، 1402ه‍ / 1982م؛ القمي، علي، تفسیر، تق‍ : طیب الموسوي الجزائري، النجف، 1387ه‍ ؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403ه‍ / 1983م؛ المراغي، أحمد مصطفی، تفسیر، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ النائطي الأرکاتي، محمد غوث، نثر المرجان في رسم نظم القرآن، حیدرآباد الدکن، 1331ه‍ .

محمد علي لساني فشارکي / ف.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: