أنجدان

أَنْجِدان،   قریة قدیمة من قری أراک وإحدی قواعد الإسماعیلیة النزاریة بعد ألموت. 
ذكر اسم أنجدان في المصادر القديمة على شكل أنكوان وأنكدان أيضاً (شرف الدین، 500؛ میرخواند، 4 / 594؛ الیزدي، 31). تقع هذه القریة علی بعد 64 کیلومتراً عن شمال خُمین و37 کیلومتراً شرقي أراک وغرب مَحلّات وفي منطقة جبلیة أحیطت بجبلین معروفین بـ «کوه چشمه» و«کوه برف شاه» وتوجد بالقرب منها عدة مغاور بین صغیر وکبیر ( فرهنگ آبادیها... ، 14؛ فرهنگ جغرافیایي... ، 25؛ دهگان، 132-138؛ دفتري، 459). 
أخذت هذه المنطقة منذ القرن 9ه‍ / 15م في الازدهار وازدادت أهمیتها بعد استقرار أئمة الإسماعيلية فیها، حيث كان أتباع هذا المذهب ینحدرون إلیها من كل صوب لزيارة الأئمة وتقديم نذورهم. اتخذت الإسماعیلیة النزاریة من أنجدان مقراً لهم ولأئمتهم في عهد المستنصر بالله الثاني (868-885ه‍ / 1464-1480م)، المعروف بشاه قلندر، الزعيم النزاري الثاني والثلاثين، ومنذ ذلک الحین اشتد ساعدهم من جدید وبعثوا روح الحیاة في تنظیماتهم، حیث استأنفوا نشر دعوتهم علی قدم الجد وأرسلوا دعاة إلی مختلف المناطق (دفتري، 467-469 ؛ خراساني، 139-140؛ إیفانوف، 49). 
وفي عهد الدولة الصفوية في إيران، تعرض الأئمة النزاريون للضغوط والأذى. وفي 981ه‍ / 1573م شن أميرخان موسيلو حاكم همدان، هجوماً علی كاشان وأنجدان بأمر من الشاه طهماسب وارتكب مذبحة بحق الإسماعيليين، وقبض على زعیمهم مراد ميرزا (القاضي أحمد، 1 / 582-584). وفي عهد الشاه عباس (998-1038ه‍ / 1590-1629م)، اتخذ الإسماعیلیة النزاریة طریق التقية وانعقدت علاقات حسنة بين الأئمة النزاريين في أنجدان والشاه عباس، بحیث تزوج خليل الله الإمام النزاري التاسع والثلاثين من إحدى أخوات الشاه عباس وأثر ذلک أُعفي أئمة أنجدان من دفع الضرائب. وفي عهد الشاه نزار، الإمام النزاري الأربعين، انتقلت قاعدة الإسماعیلیة إلى قرية كهك في محلات على مسافة 35 كيلومتراً من أنجدان (دفتري، 498، 474؛ دهگان، 38). 
وفي عهد أشرف الأفغاني (ن.ع) دُمّرت أنجدان تدمیراً کاملاً بعد أن حدثت فیها معرکة بین أشرف والجيش العثماني کما تهدمت قلعة نورآباد وهي إحدی معاقل الأئمة النزاريين. ومنذ ذلک الحین فقدت أنجدان رونقها وموقعها السابق وتحولت فیما بعد وحتی العهد القاجاري إلی متنزه ومصیدة (حزين، 63؛ فورییه، 365-366). 
أنشأ أئمة الإسماعيلية في أنجدان آثار وأبنية تعرضت للخراب والدمار علی مر العصور ومنها قلعة نورآباد وقلعة أمير خان وقلعة وزير وخان شاه عباسي. وتوجد في أنجدان مقبرتان للأئمة النزاريين وعوائلهم وجامع يعود بنائه إلى القرون الإسلامية الأولى (دهگان، 28-29، 31، 106-110؛ إیفانوف، 53-56؛ دفتري، 459-460 ؛ قطب، 145). 

المصادر  

حزين لاهیجي، محمد علي، تاريخ، أصفهان، 1332ش؛ خراساني فدائـي، محمد، تاریخ إسماعیلیـه، تق‍ : أ. سیمیونـوف، طهران، 1362ش؛ دهگان، إبراهيم، كارنامه يا دو بخش دیگر أز تاريخ أراك، أراك، 1345ش؛ شرف الدين علي اليزدي، ظفر نامه، ﺗﻘ : عصام الدين أورونبایوف، طشقند، 1972م؛ فرهنگ آبادیهاي كشور ( الإحصائية 1365ش)، قضاء آشتيان، طهران، 1367ش؛ فرهنگ جغرافيائي آبادیهاي كشور، الدائرة الجغرافیة في هیئة أركان الجيش، طهران، 1369ش، ج 59؛ فوریيه، جان باتيست، سه سال در دربار إيران، ﺗﺠ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، دنياي كتاب؛ القاضي أحمد القمي، خلاصة التواريخ، ﺗﻘ : إحسان إشراقي، طهران، 1359ش؛ قطب، علي، «مختصري أز جغرافياي تاريخي أراك»، مجله آثار ملي، طهران، 1335ش، عد 3-4؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ اليزدي، حسن، جامع التواريخ حسني، ﺗﻘ :  حسين مدرسي طباطبائي وإيرج أفشار، كراتشي، 1987م؛ وأيضاً: 

Daftary, F., The Ismāªīlīs: Their History and Doctrines, Cambridge, 1992; Ivanow, W., »Tombs of Some Persian Ismaili Imams«, Journal of the Bombay Branch of the Royal Asiatic Society, London, 1938, vol. XIII. 
مجید سمیعي / خ.