الأنبیاء
cgietitle
1442/3/15 ۰۷:۳۷:۴۲
https://cgie.org.ir/ar/article/262349/الأنبیاء
1446/11/6 ۱۲:۳۸:۱۲
نشرت
9
اَلْأَنْبياء، السورة الحادية والعشرون من سور القرآن الكريم، تشتمل على 7 محاور (الركوع)، ومؤلفة من 112 (أو 111) آية، و168,1 كلمة و 870,4 حرفاً. وقد وردت في السورة أسماء 14 من الأنبياء العظام وهذا الأمر هو السبب في تسمیتها بالأنبیاء (ظ: الفيروزآبادي، 1 / 317؛ البقاعي، 12 / 378). وهي السورة الخامسة من «سُوَر المِئين» أي السور التي تتألف من 100 آية علی وجه التقریب (ظ: الأندرابي، الورقة 40 ألف؛ السيوطي، الإتقان، 1 / 221)، حيث تلي سورة طه وتسبق سورة الحج. وهي السورة الثالثة بعد السبعين حسب التسلسل المشهور للنزول، حيث نزلت بعد سورة إبراهيم وقبل سورة «المؤمنون» (ابن الجوزي، 125؛ دروزه، 1 / 15). وفي روایات أخری بشأن ترتیب النزول، غالباً ما تقع في المراتب 70، 71و 72 (ظ: الطبرسي، 5 / 405؛ الخازن، 1 / 8؛ السيوطي، ن.م، 1 / 40-43؛ راميار، 672). ونظراً لمواصفات السور النازلة في «المرحلة المكية الختامية» (ظ: صالح، 209) تبدو أنها من السور النازلة في هذه المرحلة کما هـو الحال بالنسبة لسورة إبراهيم (ن.ع). ومع كل ذلك، وحسب ما نُسب إلی ابن مسعود، فإن هذه السورة والسور الأربع التي سبقتها، قد نزلت في السنوات الأولى في مكة المکرمة، وكانوا یسمونها «العتاق الأُوَل» (ابن كثير، 4 / 551؛ البخاري، 5 / 223؛ راميار، 597؛ أيضاً ظ: ن.د، الإسراء، سورة). تعتبر سورة الأنبياء من السور القرآنية التي تبدأ بجملة إخباریة (ظ: السيوطي، ن.م، 3 / 362) وتتشابه جملتها الافتتاحية «اقترب للناس حسابهم» مع مطلع سورة القمر: «اقتربت الساعة»، ولذلك، نرى أن نبرة التعبير في كلا السورتين، وخاصة مطلعيهما، حاسمة (قطب، 4 / 2366، 6 / 3424)، خلافاً لنهایتهما، حیث تصبح نبرة الکلام هادئة وتتسم بالهدوء والسکینة (الأنبیاء / 21 / 105-112؛ القمر / 54 / 54-55). ویشترک مطلعا السورتین في المضمون (الأنبياء / 21 / 1-10؛ القمر / 54 / 1- 8). وقد جاءت قصتا النبیین نوح ولوط علیهما السلام في كلا السورتين (الأنبياء / 21 / 74-77؛ القمر / 54 / 9-16، 33-39). وفي سورة الأنبياء تمثل قصص الأنبياء الآخرين وأقوامهم تفصيلاً لما جاء في سورة القمر حول الأقوام الآخرين. والهدف الرئيس والمحور الموضوعي لسورة الأنبياء، کما هو الحال بالنسبة لسورة القمر، هما تهديد المكذبين وأعداء النبیین، حيث ترکز سورة القمر في هذا الصدد علی قصتي عاد وثمود (ظ: القمر / 54 / 18-32) فیما تتمحور سورة الأنبياء على قصص الأمم الأخرى ورسلها. تبدأ سورة الأنبياء بمقدمة تتضمن تهديداً شديد اللهجة للكفار (الآيات 1-4)، وتستعرض بالتفصیل الأوهام والکلمات الافترائیة التي کانوا یرددونها بشأن النبي الأعظم (ص)، مؤکدة على أن نظام رسالات الأنبياء كان دوماً على هذا النسق، وأن رسالة النبي الخاتم (ص) ليست خارجة عن هذا النظام (الآيات 5-10). وتذکر بمباغتة أعداء الله والرسول في مواجهة العذاب الإلٰهي (الآيات 11-15)؛ وبعدها تصف النظام المتقن والمحکم لعالم الخلق وتبین استقامة نظام الوجود في سبیل ترسیخ دعائم قانون الانتصار الدائم للحق على الباطل (الآيات 16-20)؛ ومن ثم تتطرق إلى التوحيد وإيصاله إلى الأفهام علی شکل الرد والإجابة على إشكاليات المشركين ومع التصريح بالترابط بين المبدأ والمعاد، والتأکید على فناء العالم وما فيه (الآيات 21-35)؛ كما توضح موقف عموم المعارضين من الرسل وتنذر وتهدد باستمرار معارضي النبي الأعظم (ص) في أثناء تلک الآیات وختامها (الآيات 36-47)؛ كما تذكر بشكل وجیز موسى وهارون (ع) وكتابهما ومعجزاتهما (الآيات 48و49) وتشير بالمناسبة إلى نزول القرآن الكريم على صدر النبي (ص) (الآية 50)؛ ثم تنتقل إلى قصة إبراهيم وحواره في عنفوان شبابه مع آزر (الآيات 51-56) وتحكي إثر ذلك قصة تحطيم إبراهيم (ع) الأصنام والتي انتهت بقذفه في النار، ونجاته (ع) منها بالقدرة والإعجاز الإلٰهيين (الآيات 57-73)؛ وبعد أن تشير إلى قصة لوط (ع) ثم قصة نوح (ع)، تتطرق حینئذ إلى قصص داود وسليمان (ع) ثم أيوب (ع) (الآيات 74-84)؛ كما تثني على إسماعيل، وإدريس وذي الكفل (ع) (الآيتان 85 و86) وتشير إلى قصة ذي النون (= يونس) (الآيتان 87 و88) وقصة زكريا (ع) والسيدة مريم (ع) (الآيات 89-91)؛ وأخيراً تخرج من مجموع هذه القصص بنتیجة مفادها أن الله تعالى جعل الجميع «أمة واحدة»، ولكن الناس يمزقون هذه الوحدة دوماً بأساليب مختلفة (الآيتان 92و93)؛ وتشدیداً علی تهديد الكفار، تطرح قصة ظهور يأجوج ومأجوج والتي هي من «أشراط الساعة» (الآيات 94-97)؛ وتهاجم بشدة الأصنام وأرباب المشرکین وتحيلها جميعها هي وعبدتها إلى نار جهنم (الآيات 98-100)، وفي المقابل، فإن الذين تشملهم الرحمة الإلٰهية، سيبقون آمنين من النار وسوف لایصیبهم خوف ولاحزن يوم القيامة (الآيات 101-103)؛ وتصف الحادثة المهيبة المتمثلة في تکویر السماوات قبیل قيام الساعة بتعابير عظیمة (الآية 104)؛ ثم تنتهي بخاتمة موسيقية تبشر فيها بأن الصالحين هم الذين سيرثون الأرض وأن العدل والصلاح هما اللذان سيحكمان العالم برمته. ثم تواسي النبي الأعظم (ص) وتوصیه بأن يعرض عن الكفار ويوكلهم إلى الله الرحمن (الآيات 105-112). يقترب سياق بعض المفاهيم في سورة الأنبياء كثيراً من السورة التي سبقتها (طه) (ظ: الطبرسي، 4 / 38؛ السيوطي، تناسق...، 103؛ أيضاً ظ: قطب، 4 / 2366)، مثل التناغم بين مضامين مقدمتي السورتين (طه / 20 / 2- 8؛ أنبیاء / 21 / 1-10) وبيان كيفية بعث موسى وهارون (ع) نبیَّین وقصتهما، أولاً مع فرعون وملأه (طه / 20 / 9-76) ثم مع بني إسرائيل والسامري (طه / 20 / 77- 98) حيث تفصل سورة الأنبياء إجمال هذه القصة (21 / 48-49). وفي هذه السورة (21 / 105) وردت الآية المعروفة «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون» حيث كان المفسرون يبدون دوماً آراءهم بشأن تفسيرها المفهومي والمصداقي (ظ: الطبري، 17 / 81-82؛ الطبرسي، 3 / 66-67). وهذه الآية هي من جملة الآيات التي تم تأویلها في روايات الشيعة، بظهور المهدي المنتظر (ع) وانتشار العدل والقسط في جميع أرجاء المعمورة (الطبرسي، ن.ص؛ البحراني، 3 / 75؛ الحويزي، 3 / 464-465؛ الطباطبائي، 14 / 369). وقد وصلتنا روايات عديدة عن محدثي الشيعة والسنة بشأن فضل قراءة سورة الأنبياء وخصائصها (الیافعي، 92-93؛ الطبرسي، 4 / 38؛ البحراني، 3 / 51؛ قا: الفيروزآبادي، 1 / 322). وقد اقترحوا صلاة خاصة مقترنة بتلاوة السـورة (الیافعي، 93-94). كما اعتبـر البعض أن دعاء النبـي يونس (ع) «لا إله إلا أنت سبحانك إني کنت من الظالمين» الذي ورد في السورة (21 / 87)، هو الاسم الأعظم استناداً إلى رواية عن النبي الأعظم (ص) (اليافعي، 93).
ابن الجوزي، عبد الرحمن، فنون الأفنان، ﺗﻘ : محمد إبراهيم سليم، القاهرة، 1408ﻫ / 1988م؛ ابن كثير، تفسير القرآن، بيروت، 1389ﻫ / 1970م؛ الأندرابي، أحمد، الإيضاح، المخطوطة المحفوظة في مكتبة المركز؛ البحراني، هاشم، البرهان، بيروت، 1403ﻫ / 1983م؛ البخاري، محمد، صحيح، إستانبول، 1315ﻫ ؛ البقاعي، إبراهيم، نظم الدرر، حيدرآباد الدكن، 1398ﻫ / 1978م؛ الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ﺗﻘ : هاشم الرسولي المحلاتي، قم،1385ﻫ ؛ الخازن، علي، لباب التأويل، بيروت، دار المعرفة؛ دروزه، محمد عزت، التفسير الحديث، القاهرة، 1381ﻫ / 1962م؛ راميار، محمود، تاريخ قرآن کریم، طهران، 1362ش؛ السيوطي، الإتقان، ﺗﻘ : محمد أبـو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ﻫ / 1967م؛ م.ن، تناسق الدرر، ﺗﻘ : عبد القادر أحمد عطاء، بيروت، 1406ﻫ / 1986م؛ صالح، صبحي، مباحث في علوم القرآن، بيروت، 1985م؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، طهران، 1389ﻫ ؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيان، صيدا، 1354-1356ﻫ / 1935-1937م؛ الطبري، تفسير؛ الفيروزآبادي، محمد، بصائر ذوي التمیيز، ﺗﻘ : محمد علي النجار، القاهرة، 1383ﻫ ؛ القرآن الکریم؛ قطب، سيد، في ظلال القرآن، بيروت، 1402ﻫ / 1982م؛ اليافعي، عبدالله، الدر النظيم، القاهرة، مكتبة عبد الحميد أحمد الحنفي.
محمد علي لساني فشاركي / خ
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode