الانباری

اَلْأَنْباريّ،   أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار (تـ 304 أو 305ه‍ / 916 أو 917م)، أديب، ولغوي ومحدث. 
تـدل نسبـة الأنبـاري علـى أنـه ولـد فـي مدينـة الأنبـار (ظ: ابن النديم، 81؛ القفطي، 3 /  28)، غیر أن اليغموري اعتبره من أهالي سامراء (ص 345). واستناداً إلى ما ذكره هو نفسه فقد رحل إلـى بغـداد (ح 275ه‍ ) عندمـا كان ابنـه محمد صبیّـاً (ظ: ن.د، ابن الأنباري). وقد عاش في الفقر في بدایات إقامته في بغداد قبل أن یسعی لتحسین ظروفه المعیشیة بدعم من ثعلب وأسرة بني بدر (ظ: ياقـوت، 16 / 318). وبعـد فترة تعلم الحديـث لدى کبار المحدثین مثل سلمة بن عاصم والحسن بن عرفة وأحمد بن الحارث الخزاز وعمر بن شبّة (الخطيب البغدادي، 12 / 440-441؛ السيوطي، 2 / 261). 
تعلم أبو محمد قراءة القرآن الكريم من عمه أحمد بن بشار، ومن سليمان ابن خـلاد ومحمد بن صالح بن زيـد ونصر بن داود الصاغانـي (ابن الجزري، 2 / 24). كما تعلم الشعر والأدب لدى أبي أكرم عامر إبن عمران الضبي وهو الذي أملى عليه شرح المفضليات (الخطيب التبريزي، 3 / 1232).
وبعد أن أصبح الأنباري بارعاً في اللغة والحديث والقراءة، بادر إلى تأليف كتب في اللغة وانشغل بالتدريس والإملاء في جامع المنصور ببغداد وكان هو وابنه محمد يدرّسان كل على حدة في جانب من الجامع (ابن أبي يعلی، 2 / 69؛ ابن الأنباري، 181؛ فروخ، 2 / 431). وبالإضافة إلى ابنه محمد، فقد كان من جملة تلاميذه أحمد بن عبد الرحمن المعروف بالولي وعلي بن موسى الرزاز (القالي، 2 / 310؛ ابن الجزري، ن.ص؛ الخطيب البغدادي، 12 / 441). وقد اعتبرته المصادر ثقة، صدوقاً وأميناً، ووثقت جميع رواياته (م.ن؛ أيضاً القفطي، ن.صص). ومع كل ذلك، فإنه لم ینل نصیباً من الصیت والشهرة ولم يستطع أن یرفع شأنه بين العدد الكبير من کبار علماء بغداد وما لاشک فیه هو أن ذلک الأمر لم یکن بمنأی عن صیت ابنه أبي بکر.
لم یصلنا من أعماله إلا شرح المفضليات للمفضل الضبي الذي يعتبر أقدم شروح هذا الكتاب، وكما أشار في مقدمة الكتاب، فإنّ هذا العمل هو في الأساس نتاج ملاحظاته التي سجلها من مجالس إملاء أبي عكرمة عامر بن عمران الضبي وقد أضاف إليها روايات أخرى عن شخصیات مثل أبي عصيدة وأبي حاتم السجستاني، ونقحها بعده ابنه أبو بكر (ظ: ص346؛ شاكر، 12؛EI2). 
كان للأنباري عدد من الرسائل في اللغة ضاع علی مر العصور منها: 1. الأمثال، 2. خلق الإنسان، 3. خلق الفرس، 4. شرح السبع الطوال، 5. غريب الحديث، 6. المذكر والمؤنث، 7. المقصور والممدود (ابن النديم، 81، 82؛ ياقوت، 16 / 317؛ السيوطي، ن.ص). 

المصادر 

  ابن أبي يعلی، محمد، طبقات الحنابلة، ﺗﻘ : محمد حامد الفقي، القاهرة، 1371ﻫ / 1952م؛ ابن الأنباري، عبدالرحمن، نزهة الألباء، ﺗﻘ : إبراهيم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن الجزري، محمد، غاية النهاية، ﺗﻘ : برجستراسر، القاهرة، 1352ﻫ /  1933م؛ ابـن النديم، الفهرسـت؛ الأنباري، القاسـم، «قسم من شرح المفضليـات» (ظ: ملـ ، هفنر)؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1350ﻫ ؛ الخطيب التبريزي، يحيى، شرح اختيارات المفضل، ﺗﻘ : فخرالدين قباوه، بيروت، 1407ﻫ /  1987م؛ السيوطي، بغية الوعاة، ﺗﻘ : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1384ﻫ  /  1965م؛ شاكر، أحمد محمد وعبدالسلام محمد هارون، مقدمة المفضليات، القاهرة، 1383ﻫ  / 1963م؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيروت، 1985م؛ القالي، إسماعيـل، الأمالي، القاهرة، 1373ﻫ /  1954م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، ﺗﻘ : محمـد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1374ﻫ  / 1955م؛ ياقوت، الأدباء؛ اليغموري، يوسف، نورالقبس المختصر من المقتبس للمرزباني، ﺗﻘ : رودلف زلهايم، فيسبادن، 1374ﻫ  / 1964م؛ وأيضاً: 

EI2; Haffner, A., »Zu Thorbecke’s Ausgabe der MufaĐĐalijjât«, Wiener Zeitschrift für die Kunde des Morgenlandes, Wien, 1899, vol. XIII.  
عنايت الله فاتحي نژاد / خ.