الصفحة الرئیسیة / المقالات / انالوطیقا /

فهرس الموضوعات

انالوطیقا


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/14 ۰۷:۴۹:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

أَنالوطیقا،   عنوان بحث جاء في منطق أرسطو والذي ورد في کتابه «الأورغانون» تحت هذا العنوان نفسه وفي قسمین أنالوطیقا الأولی وأنالوطیقا الثانیة (وهذا الاصطلاح هو تعریب للاصطلاح الیوناني آنالوتیکا والذي یعني التحلیل). 
تشمل أنالوطیقا الأولی قسمین وترتبط بالنظریة العامة للاستنتاج القیاسي ویعرض أرسطو في أنالوطیقا الأولی، البناء العام لکل استدلاله ویهتم بالصورة العامة للقیاس من دون أن یأخذ بنظر الاعتبار صدق المقدمات أو کذبها، قطعیتها أو احتمالها. ویشیر في القسم الأول من هذه الرسالة إلی أن الموضوع الأصلي لبحثه هو البرهان والعلم البرهاني، ولکن لمّا کان البرهان قسماً من القیاس، فلابد أنه یدرس القیاس قبل البرهان. وعلی هذا الأساس، فإنه یبادر إلی البحث في القیاس، وضمن تحلیل القضایا وبیان خصوصیاتها وکیفیة تألیف بعضها مع البعض الآخر، فإنه یتحدث عن تعریف القیاس وحدوده الثلاثة: الأصغر والأکبر والأوسط. إذن فهو یرینا الأشکال الثلاثة للقیاس والضروب الأربعة الناتجة في کل شکل من دون أن یذکر الشکل الرابع المعروف بالشکل الجالینوسي. وعند ذلک یذکر الشروط العامة لصحة القیاس هو صحة المصادر بالمطلوب وأخطاء الاستدلال، ثم یبادر الأقسام الأخیرة من هذه الرسالة إلی توضیح قواعد الاستقراء والتمثیل. 
أما أنالوطیقا الثانیة، فلها قسمان یجري البحث خلالهما حول الاستدلال البرهاني، أي القیاس الذي تکون مقدماته قضایا یقینیة. ویتحدث أرسطو في أنالوطیقا الثانیة في البدایة عن ماهیة العلم وشروطه ومقدماته وکیفیة ضرورة وجود المحمول للموضوع، ویدرس خصوصیات «الحد» و«التعریف» اللذین یحتاجان إلی استدلال برهاني علی حد تعبیره، ثم یتعرض إلی مبادئ العلوم البرهانیة ویوضح الأصول الموضوعة والمتعارفة، ثم یتناول ضمن تعداده أخطاء القیاس، الاختلاف بین العلم والظن موضحاً ذلک. 
وفي العصور الإسلامیة، قام ثیادوروس بترجمة أنالوطیقا الأولی (التي لم تعرف بالضبط لحد الآن) إلی العربیة، ثم قام بعد ذلک کل من أبي إسحاق إبراهیم القُـوَیري وأبي بِشر مَتي بن یونس (تـ 329 / 941) وأبـي یوسف یعقوب بن إسحاق الکندي (تـ ح 252 أو 260ه‍ / 866 أو 874م) بکتابة شرح وتعلیقات علیها وقد نقل إسحاق بن حنین (تـ 298 أو 299ه‍ / 911 أو 912م) أنالوطیقا الثانیة في البدایة إلی السریانیة. ثم ترجم الترجمة السریانیة أبو بشر متي  إلی لعربیة ومن ثم أضاف إلیها کل من القویري والکندي  
والفارابي (ح 259-339ه‍ / 873-950م) توضیحات وشروح وتعلیقات علیها. 
ویحتوي کتاب المنطق لأرسطو علی ستة أقسام، وتعدّ أنالوطیقا الأولی والثانیة القسمین الثالث والرابع منه، حیث لم یغفل عنه الفارابي وکتب یقول: «والجزء الثالث یشتمل علی تبیین أمر القیاس المطلق، والکتاب الذي فیه هذا الجزء یسمی کتاب أنالوطیقا الأولی، ومعناه کتاب التحلیلات بالعکس. والجزء الرابع یشتمل علی تبیین أمور البراهین التي بها تلتئم البراهین وعلی ما هي مضافة إلی البراهین، والکتاب الذي فیه هذا الجزء یسمی أنولوطیقا الثانیة والأخیرة» (ص 105). 
وبعد أن کتب پُرفوریوس (فُرفُوریوس)، الفیلسوف الأفلاطوني الجدید في القرن الثالث المیلادي، کتاب إیساغوجي وجعله مقدمة لباب المقولات، فقد تغیر مکان هذه الأقسام. ومن هنا اعتبرت أنالوطیقا الأولی والثانیة في الکتب الإسلامیة، القسمین الرابع والخامس. وأطلقت في آثار الفلاسفة المسلمین علی أنالوطیقا الأولی أسماء: أنالوطیقا الأولی، التحلیلات الأولی، تحلیل القیاس أو علم التحلیل. کما دُعیت أنالوطیقا الثانیة أحیاناً أنالوطیقا الثاني، أنالوطیقا الأخیرة، التحلیلات الثانیة أو (أبودیقطیقا) التي هي تعریب الکلمة الیونانیة أپودیکسیس التي تعني البرهان. وعلینا الآن أن نلقي نظرة علی محتوی هذین القسمین في کتب علماء المنطق الإسلامیین. ففي هذه الکتب نجد أن أنالوطیقا الأولی تتعلق بالبحوث العامة للقیاس وتشتمل علی فنّین: أحدهما حول القیاس والآخر في لواحقه وعوارضه. ویُعرض في القسم الأول من هذه البحوث: تعریف القیاس، الأجزاء المکونة له، تقسیم القیاس إلی اقتراني واستثنائي متصل ومنفصل. توضیح الخصوصیات المتعلقة والنکات المرتبطة بکل منه، الأشکال الأربعة للقیاس وشروط کل منها، الشروط العامة لإنتاج الأشکال والشروط الخاصة لإنتاج کل شکل من الأشکال الأربعة. أما في بحث اللواحق وعوارض القیاس، فقد تمت دراسة موضوعات من قبیل: القیاسات المرکبة، قیاس الدّور، قیاس العکس، قیاس الخلف، قیاس الضمیر، قیاس المساواة، قیاس الدلیل، المصادرة بالمطلوب وأخیراً «المؤلفات التي کانت تشبه القیاس کالاستقراء والتمثیل» (نصیر الدین، 330). 
وتتعلق أنالوطیقا الثانیة بموضوع البرهان وتشتمل علی فنّین أحدهما حول «البرهان» والآخر حول «الحد» ویتناول القسم الأول بدراسة کیفیة اکتساب التصدیقات بوسیلة البرهان، تعریف البرهان ومبادئه وشروط مقدمات البرهان، ثم یأتي الحدیث علی برهان انَّ وبرهان لِمَ. 

 أما القسم الثاني، فیشتمل علی البحوث المتعلّقة بکیفیة اکتساب التصورات التامة عن طریق «الحد» وکیفیة اشتراک الحد والبرهان. 

المصادر

  ابن سینـا، الشفاء، البرهـان، تق‍ : أبو العلا عفیفي، القاهرة، 1375ه‍ / 1956م؛ ن.م، القیـاس، تق‍ : سعیـد زاید، القاهـرة، 1964م؛ ابـن الندیـم، الفهرست، بیـروت، 1978م؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ علوم عقلي در تمدن إسلامي، طهران، 1331ش؛ الفارابـي، الألفـاظ المستعملـة فـي المنطق، تق‍ : محسن مهدي، طهـران، 1404ه‍ نصیر الدین الطـوسي، أساس الاقتباس، تق‍ : محمد تقـي مدرس رضوي، طهران، 1326ش.                                

             صمد موحد / ص.       

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: