الصفحة الرئیسیة / المقالات / الامین /

فهرس الموضوعات

الامین


تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/9 ۰۷:۴۵:۴۸ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَمين،   أبو موسى محمد بـن هـارون (شوال 170‌ ـ محرم 198 /  نيسان 787ـ أيلول 813)، سادس الخلفاء العباسيين. ولد في ناحية الرصافة، في الجهة الشرقیة من بغداد (خليفة، 2 / 758؛ البسوي، 1 / 161؛ الطبري، 8 / 233؛ قا: الخطيب، 3 / 337). أمه زبيدة، حفيدة المنصور العباسي وزوجة هارون الرشيد المفضلة (خليفة، 2 / 740؛ ابن حبيب، 39؛ البلاذري، 3 / 276؛ الطبري، 8 / 498). ولذلك، فقد کان هاشمي الأبوین (ظ: ابن أعثم، 8 / 309). وأصبح ذلك أحـد الدوافع الرئیسیـة وراء التنافس بيـن الأمين وأخيـه عبد الله المأمون، حيث كان أكبر منه بحوالي 6 أشهر وكانت أمه من أصول إيرانية (ظ: تتمة المقالة). وبالطبع، فإن هذه القضية تجاوزت طابع المنافسة الشخصية بين الأخوين، وقد تحولت في معظمها إلى تعارض بين التيارين الرئيسين في نظام الخلافة العباسية. وقد كان هذا الصراع الطويل يعود من جهة إلى المساهمة الفاعلة والمؤثرة للعنصر الإيراني ــ ولاسیما أهـل خراسان ــ في إدارة شؤون الخلافة، ومن جهة أخری، إلى سعي العنصر العربي لتحقيق المزید من النفوذ علی حساب القوة الإیرانیة التي کان لها الدور الأبرز في استقرار الخلافة العباسية، بل وإنما کانت العامل الفعال لإدارة شؤون الخلافة في عهد هارون الرشيد. وفي ذروة نفوذ البرامكة، کان هارون الرشيد من دون ولي للعهد، رغم تسلمه الخلافة لعدة سنوات، ما حمل أفراداً من الأسرة العباسية علی التطلع إلی منصب الخلافة بعده (ظ: الطبري، 8 / 240). 
یستشف من خلال بعض الروایات أن فضل بن يحيى البرمكي قد لعب دوراً أساسیاً في عقد الرشید لابنه الأمين بولاية العهد؛ ذلك لأن هارون كان قد أوكل مهمة تأدیب ابنیه الأمين والمأمون وتربيتهما إلى كل من الفضل البرمکي وأخیه وجعفر، وكان الفضل  يرى أن استمرار سلطته ونفوذه رهن بوصول الأمین إلی سدة الخلافة (ابن خلكان، 4 /  28؛ للتفاصيل، ظ: رفاعي، 1 / 191-192). ولذلک قبل أن عقد الرشید بولایة العهد للأمین، قد توجه الفضل إلى خراسان وبذل أموالاً طائلة لیمهد الطریق لهذا الأمر (ن.ص؛ أيضاً ظ: الجهشياري، 148-149)، ذلك لأنه کان من الصعب علی أهل خراسان القبول بولایة عهد الأمین ومن ثم وصوله إلی منصب الخلافة، في حین کان المأمون أولاً أکبر سناً، وثانیاً من أصول إیرانیة من ناحیة الأم، إلا أن هارون الرشید اختار في نهایة المطاف محمد الملقب بالأمین ولیاً للعهد عام 175ه‍ (الطبري، ن.ص، قا: 8 / 275 حیث أورد أن الرشید عقد لابنه محمد ولایة العهد في شعبان 173ه‍ ). 
وما إن دخلت سنة 183ه‍ ، حتی عین الرشید ابنه المأمون، ولياً للعهد بعد الأمين، وولّاه المناطق الشرقية من إيران، من همدان إلی أقصى خراسان (اليعقوبي، 2 / 415؛ الطبري، 8 / 269-275). وعلی ما يبدو فإن هارون الرشید جعل بعد ذلک، ابنه الثالـث القـاسـم ولـیـاً للـعـهـد مـن بـعـد الأميـن والمـأمـون، ولـقبـه بـ «المؤتمن» (م.ن، 8 / 276). 
وفي ذي الحجة 186 توجه هارون برفقة أبنائه إلی الحج وسعى جاهداً في تفادي الخلاف فیما بینهم، من خلال کتابته العهد من الأمين والمأمون، حیث أشهد عليها جماعة من وجوه الناس وجری تعلیقها علی جدران الكعبة. وأقسم الشقیقان جهد أیمانهم علی تجنب الاعتداء علی المناطق الخاضعة لسیطرتهما وعلی أموال البعض والقضایا الأخری (م.ن، 8 / 275 وما بعدها؛ أیضاً خلیفة، 2 / 733). وعلی الرغم من أن العهود تلک کانت ترسم وبدقة تامة وفائقة، ملامح صلاحیات کلا الشقیقین، إلا أنه قد ورد شرط في أحد العهود، یؤکد ضرورة وقوف جمیع المسلمین إلی جانب المأمون، حال ما نکث الأمین بالعهد (الطبري، 8 / 280؛ عن نص العهود، ظ: الأزرقي، 1 / 235 ومابعدها). 
وفي سنة 187ه‍ ، حدثت نکبة البرامكة حیث قُتل جعفر، وزُجّ الفضـل في السجن وأحال الخليفـة منصب الـوزارة إلى الفضـل ابن الربيـع الذي كان لـه دور جوهري فـي الإطاحـة بالبرامكة (ابن خلكان، 4 / 37، عن التفاصيل ظ: ن.د، البرامكة). ولعل ما جاء في إحدى الروايات من أن هارون الرشید كان ینحاز إلى ولاية عهد المأمون، قبل أن یدفعه الفضل بن الربيع إلی العدول عن رأيه (الدينوري، 389-390) يعود على الأرجح إلى ما بعد نكبة البرامكـة، إذ أن الفضل بن الربيع كان یری في الأمیـن رأي الفضل بن يحيى البرمكي؛ وقد سيطر بنفوذه فيما بعد أيضاً على الأمين (ظ: تتمة المقالة). 
ومع ذلک لم یلبث طویلاً حتی دب الخلاف بین الشقیقین الاثنین حیث کان کل منهما یطمح إلی عرش الخلافة، الأمر الذي کان الخلیفة نفسه واقفاً علیه وقوفاً حیث إنه وعندما انحرفت صحته حین توجهه إلی خراسان في 192ه‍ ، قال لأحد المقربین منه: لکل واحد من ولديّ رقیبٌ عليّ، یحصي أنفاسي  (الطبري، 8 / 339). لقد کانت ظنون هارون الرشید في محلّها إذ روى الطبري، أن الأمين عندما كان مقیماً في بغداد ووالده في خراسان، بعث من یأتیه بخبره في کل یوم كما كان يراسل سراً بعض الرجال من حاشية الخليفة، ولاسیما الفضل بن الربيع (م.ن، 8 / 366؛ أيضاً ظ: الجهشياري، 220). وعندما توفي هارون (جمادي الأولى 193 / آذار 809) صعد الأمين المنبر معلناً وفاة والده، وأصدر عفواً عاماً وبايعه الجميع بالخلافة (الطبري، 8 / 365؛ أيضاً ظ: ابن حبيب، 39؛ الدينوري، 392). ومن ثم بعث بکتاب إلى شقیقه المأمون في مدینة مرو، عاصمة خراسان، آمراً إیاه بأن یحث الجميع علی مبایعته (الطبري، 8 / 367- 368؛ أيضاً ظ: الدينوري، 392-393)؛ مع ذلک، فإن ثمة روایات تفید أنه کانت في خراسان رغبة في مبایعة المأمون خلیفة جدیداً، حتی قُبیل وفاة هارون الرشید علی أیة حال کان الصراع بین الأمین والمأمون للاستحواذ علی السلطة دائراً في الخفاء وتحت الملاحظات السیاسیة إذ کان إجهار المنازعات بینهما بمثابة خرق العهود السابقة والذي قد یؤدي إلی تداعیات خطیرة علی کل من الطرفین المتنازعین وأنصارهما. وفي حین کان المأمون قد بسط هیمنته علی بلدان الخلافة الشرقیة ولاسیما خراسان، کان الفضل ابن ربیع في بغداد یخطط في الإطاحة بحکمه وعزله عن ولایة العهد لیسترد إلی الأمین سلطانه المطلق. وتؤید مجموعة الروایات التي تقدم لنا صورة عن شخصیة الأمین، أنه کان خاضعاً إلی حد بعید لما یقرره حاشیته لاسیّما الفضل بن الربیع وعلي بن عیسی ابن ماهان (ظ: الیعقوبي، 2 / 436؛ الجهشیاري، 237؛ ابن أعثم، 8 / 288، 295؛ أیضاً ظ: الطبري، 8 / 374). 
لقد اهتم الأمین في بادئ الأمر بعزل حکام بعض الولایات (الیعقوبي، 2 / 434-435) وقلد الفضل بن الربیع منصب الوزارة (ابن قتیبة، 384)، ولکنه کان یری في المأمون خطراً یهدد استقلاله ولذلک قرر أن یقضي علیه من خلال اتهامه بنقض العهود، وفي معمعة هذه الصراعات بذل المأمون سعیه في نیل أهدافـه باستشارة مـن الفضل بـن سهل ومن وراء خلق أجـواء مماثلة لفترة نضال الخراسانیین ضد الخلافة الأمویة والذي کان ذکره خالداً في أذهانهم. وکان یتمتع المأمون بمکانة ممیزة عند أهل خراسان، حیث کانوا یعتبرونه ابن أختهم وابن عم النبي (الطبري، 8 / 372؛ أيضاً ظ: زرين كوب، 214؛ فروخ، 2 / 36). ومن خلال کتاب مرفق بهدایا وتحف ثمینة، وجه الأمین دعوة إلی المأمون من أجل زیارة بغداد، إلا أن الأخیر رفض الدعوة (الطبري، 8 / 400-405؛ أيضاً ظ: اليعقوبي، 2 / 436) ورداً علی ذلک، بعث الأمین مجموعة مسلحة إلى همدان والري لقطع طریق تواصله مع المناطق الأخرى (الطبري، 8 / 405). ويبدو أنه كانت هناك مراسلات غير ودية بين الأمين والمأمون في تلک الآونة (م.ن، 8 / 379-380). ویقول البعض إنه وبعد أن تلقی الأمین رداً قاسیاً من أخیه المأمون، لم یتمکن من التغلب علی سورة غضبه، فنهی الخطباء عن الدعاء له باعتباره ولیاً للعهد علی المنابر (م.ن، 8 / 381). وفي الجهة الأخری فقد اهتم الفضل بن سهل وبأمر من المأمون بتعزيز تحصینات حدود الري وتأمين المؤونة الكافية، ثم بعث طاهر بن الحسين بن مصعب بجيش جرار إلى تلك المنطقة (م.ن، 8 / 387). وأرسل الأمين عصمة بن حماد مع جماعة إلى همدان وأمره أن یقیم فیها مسلحة للمراقبة والحفاظ علی الطرق والمواصلات في إقلیم الجبل (ن.ص). وفي تلک المرحلة التاریخیة، کان کل من الفضل بن الربيع وعلي بن عيسى بن ماهان یحثان الأمين على خلع المأمون وعقد البيعة لابنه الصغير موسى، حتی حدث ذلک بإعلان موسی ولیاً للعهد في ربيع الأول 194 (ن.ص). 
فقد أدی ذلک الحادث إلی تصعید الموقف المتأزم بین الأخوین وإزالة الستار عن الصراع الخفي بینهما، وقد تمثل جزء من هذا الصراع في زرع الجواسیس في بلاط الأمین، حیث کان یحاول کل من المأمون ووزیره الفضل بن سهل فرض مواقفهما وخططهما علی الأمین (م.ن، 8 / 385-386) وحاشیته من خلال هؤلاء الجواسیس الذي کان أحدهم من مستشاري الفضل بن الربیع. تلک المحاولات لم تذهب سدیً فقد استطاع الرجلان ومن خلال جواسیسهما وعیونهما، أن یؤثرا في عملیة اختیار علي بن عیسی بن ماهان للقتال أمام عساکر المأمون وحسب إحدی الروایات، فإن الفضل بن سهل كتب إلى أحد عیونه والذي كان يستشيره الفضل بن الربيع في الأمور، أن یعمل علی تولي علي بن عیسی قیادة عساکر الأمین (م.ن، 8 / 399). وقد كان علي بن عيسى والياً على خراسان في عهد هارون، وقد فعل ما فعل من ظلم ونهب لأموال الناس، الأمر الذي أدی إلی عزله، عقب الشکاوي المتزایدة ضده (م.ن، 8 / 286؛ أیضاً ن.د، ابن ماهان). وعلى هذا، فقد كان الفضل بن سهل يعلم أن وقوف علي بن عيسى إلى جانب الأمين، سوف یساهم بشکل كبير في تغییر اتجاه البوصلة الشعبیة نحو المأمون. 
وقبل اندلاع أی حرب أو صراع، فقد أحضر الأمين في جمادی الآخرة 195 / شباط 811 أهل بیته وموالیه وحاشیته وذکر لهم الفضل بن ربیع ما أحدث المأمون من نکث العهد وادعاء الإمامة وضرب السکة باسمه (م.ن، 8 / 390). وقبل هذا وفي ربیع الآخر لعام 195ه‍ ، فقد ولّی علي بن عيسى بن ماهان على ناحية الجبال ووضع تحت تصرفه جيشاً عرمرماً وأموالاً هائلة وسیرّه لمواجهة المأمون (م.ن، 8 / 389-390). وقد كان علي بن عيسى علی ثقة تامة بالانتصار في الحرب بحيث إن زبيدة دفعت إلیه قيداً من الفضة كي يقيد به المأمون (م.ن، 8 / 406). ومن خلال توصیات زبيدة، لـدی توجه علي بن عيسى صوب الشرق ــ حيث یراعي جانبه ولایعنّف علیه بعد أسره ــ یتبّین أن حاشیة الأمین والمقربین منه لم یکونوا علی علم یقین ومعرفة جیدة بشأن المأمون (م.ن، 8 / 405-406). وعلی مايبدو، فإن غالبية الوجهاء والقادة من حاشية الأمين، ماعدا الفضل بن الربيع وعلي بن عيسى، كانوا يمنعونه من خلع المأمون ومقاتلته (م.ن، 8 / 399-400). 
وصل علي بن عيسى إلی الري في شعبان 195. وأبدی اهتمامه لاستمالة ملوک الدیلم وجبال طبرستان بإعطائهم الصلات والجوائز وحثهم علی قطع طریق خراسان ومنع وصول المیرة والمدد إلی طاهر. فاصطدم الجیشان وعلی الرغم من کثرة جنوده قیاساً بجنود المأمون، فقد خسر علي بن عیسی الحرب أمام أهل خراسان بقیادة طاهر بن حسین في حوالي الري (م.ن، 8 / 408)، فقتل علي بن عيسى ولحقت الهزیمة بجیش الخليفة (اليعقوبي، 2 / 437؛ الطبري، 8 / 411؛ الجهشياري، 340). وبعد ذلك انتزع المأمون الخلافة من أخیه الأمین وبایعته جميع مناطق خراسان باعتباره خلیفة للمسلمین (الطبري، ن.ص). أثارت تلک الهزيمة بعض الشائعات في بلاط الأمين، إلا أنه تمکن من احتواء انعکاسات الهزیمة وإسکات كبار البلاط مرة أخرى من خلال بذل الأموال (م.ن، 8 / 412). ومن ثم بعث عبد الرحمن بن جبلة إلى همدان لمقاتلة طاهر، لكن جيش الأمين مُني بهزیمة قاسیة من جدید (اليعقوبي، 2 / 438؛ الطبري، 8 / 412-414). ثم طرد طاهر بن الحسين عمّال الخليفة من قزوين وباقي مناطق الجبال (م.ن، 8 / 415-416). مع کل ذلک لم یکف الأمین عن التحرک من جدید ضد جیوش المأمون، فبادر إلی محاولة ثالثة وأرسل هذه المرة أحمد بن مزید علی رأس جیش لمحاربة طاهر وبالرغم من أن معظم جنده کانوا  قد تلقوا ضربات قاسیة خلال الحربین الأخیرتین إلا أنه أوصى أحمد بن مزيد، أن يعامل المأمون معاملة حسنة في حالة ما اذا کان النصر حلیفه (م.ن، (8 / 416)، وحینها أرسل عبد الله بن حميد بن قحطبة علی رأس جیش لمساندة أحمد بن مزيد (م.ن، 8 / 423). اصطف الجيشان بالقرب من خانقين، ولكن طاهر بن الحسين بث الفرقة والخلاف بنبوغه الفائق بین جند الخليفة، بحیث إنهم اقتتلوا فیما بینهم، فرجعوا من خانقین من غیر محاربة جيش طاهر (ن.ص). وفي تلک الفترة بالذات، کانت الاضطرابات تعصف بمختلف ولایات العراق والشام والحجاز؛ بحيث إن الأمين عندما استغاث بأهل الشام، كانوا منشغلین عن ذلك بالصراعات القبلية وغيرها من النزاعات (م.ن، 8 / 425-427). 
وفي رجب 196 / نيسان 812 اشتد اضطراب الأوضاع في مقر الخلافة وبلغ الأمر إلی أن الحسين بن علي بن عيسى استولی علی بغداد، واحتبس الأمين في أحد قصوره حتی أخمد أنصاره نیران الفتنة (خليفة، 2 / 756؛ اليعقوبي، 2 / 440؛ الطبري، 8 / 429-430؛ ابن أعثم، 8 / 300). في هذه الفترة، اختفى الفضل بن الربيع  الذي كان یستبعد انتصار الأمين (الجهشياري، 247؛ ابن قتيبة، 485؛ ابن خلكان، 4 / 39) وبایع الناس المأمون في المدن والمناطق المختلفة في العراق والحجاز واليمن (الطبري، 8 / 428-429، 435-436، 439-441؛ أيضاً ظ: خليفة، ن.ص). ثم توجه طاهر بن الحسين إلى أهواز، وأودی بعامل الأمين وبعث عمّاله إلى المناطق التابعة لأهواز مثل اليمامة والبحرين وعمان (الطبري، 8 / 435). بعد ذلک تتابعت هزائم الجيوش التي كان الأمين يبعثها إلى مناطق العراق لمنع تقدم جنود طاهر بن الحسین وهرثمة بن أعين (م.ن، 8 /  438-443). 
لقد بذل الأمین سعیه من خلال محاولة یائسة  في زرع الفرقة والاختلاف في صفوف جند طاهر من وراء استعانته بعدد من أمراء جیش خراسان المغترین بالأموال والصلات، إلا أن طاهر أحبط خطته وقضی علی منیته الأخیرة. أخیراً وفي 197ه‍ / 813م حاصر جنود المأمون بغداد، في حين کان الأمين یرتجی استمالة القلوب من خلال بذل الأموال وتوزیع العطايا (م.ن، 8 / 445-446)؛ إلا أن طاهر وقبل خطته العسکریة کاتب بعض الهاشمیین ووجهاء المدینة (م.ن، 8 / 456). ثم منع وصول الأرزاق إلی بغداد (م.ن، 8 / 460-467). ولذلک تفرق بقایا أنصار الأمین من حوله بعد أن تأکدوا من هزیمته. وأخيراً، دخل طاهر بن الحسين بغداد من الجهة الشرقیة (اليعقوبي، 2 / 441؛ أيضاً ظ: الطبري، 8 / 474) وحاصر مقر الأمين (م.ن، 8 / 475-476؛ أيضاً ظ: المسعودي، 3 / 401). وهاجمـت فرقة من جند طاهر ــ وكانوا على مايبدو إيرانييـن، لأنهم كانوا یتحدثون الفارسية ــ مخبأ الأمين وقتلوه (م.ن، 8 / 485-487؛ قا: ابن قتيبة، 385؛ عن تاريخ مقتله، قا: اليعقوبي، 2 / 442؛ الطبري، 8 /  498). ثم علقوا رأسه على باب الأنبار في بغداد ولم یلبث حتی أرسلوه إلى المأمون (اليعقوبي، 2 / 441؛ الطبري، 8 /  488؛ ابن أعثم، 8 /  308). 
وصف الأمين بجمال الوجه (الثعالبي، 188) والبلاغة والفصاحة (أبو حيان، 2(2) / 562). وکان الأحمـر (ن.ع) والكسائي (تـ 189ه‍ ) من مؤدّبيه (الزبيدي، 134؛ الیغموري، 283؛ ابن خلكان، 3 / 464). وکان له من الأولاد موسى، وقد اختاره لولاية العهد وإبراهيم مات طفلاً وعبد الله الذي كان شاعراً (ابن حزم، 24). وقد بقیت بعض المسکوکات من عهد خلافة الأمين (لين پول، I / 86,89). 
ووفقاً للمصادر، فإن الأمين لم یکن حازماً في اتخاذ القرارات الصحيح (المسعودي، 3 / 403). وكان یقضي أغلب أوقاته، بالملاهي والملذات حتى في الظروف الحساسة (مثلاً ظ: الطبري، 8 / 395)، وترک هذا الأمر أثراً کبیراً في إعراض الناس عنه، کما أشار إلیه شاعر بغدادي في أبیات له (ظ: م.ن، 8 / 396؛ أيضاً ظ: ابن أعثم، 8 /  288، 298-299). 

المصادر 

ابن أعثم الكوفـي، أحمد، الفتوح، حيـدرآباد الدكـن،1395ه‍ / 1975م؛ ابـن حبيب، محمد، المحبر، تق‍ : إ. ليختـن شتیتر، حيدرآبـاد الدكـن، 1361ه‍ / 1942م؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن قتيبة، عبد الله، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهرة، 1960م؛ أبوحيان التوحيدي، علي، البصائر والذخائر، تق‍ : إبراهيم كيلاني، دمشق، 1964م؛ الأزرقي، محمد، أخبار مكة، تق‍ : رشدي الصالح ملحس، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ البسوي، يعقوب، المعرفة والتاريخ، تق‍ : أكرم ضياء العمري، بغداد، 1394ه‍ / 1974م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : عبد العزيز الدوري، بيروت، 1398ه‍ / 1978م؛ الثعالبي، عبد الملك، ثمار القلوب، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1384ه‍ / 1965م؛ الجهشياري، محمد، الوزراء والكتّاب، تق‍ : عبد الحميد أحمد الحنفي، القاهرة، 1357ه‍ /  1938م؛ الخطيـب البغدادي، أحمـد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1350ه‍ ؛ خليفـة بن خياط، تاريخ، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1968م؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبد المنعم عامر، القاهرة، 1379ه‍ / 1959م؛ رفاعي، أحمد فريد، عصر المأمـون، القاهـرة، 1346ه‍ / 1928م؛ الـزبيـدي، محمـد، طبقـات النحـوييـن واللغـوييـن، تق‍ : محمـد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1973م؛ زرين كوب، عبد الحسين، دو قرن سكوت، طهران، 1336ش؛ الطبري، تاريخ؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيـروت، 1985م؛ المسعـودي، علـي، مـروج الذهـب، تق‍ : محمـد محیي الـديـن عبد الحميد، القاهرة، 1377ه‍ / 1958م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بیروت، 1379ه‍ / 1960م؛ اليغمـوري، يوسف، نور القبس المختصر مـن المقتبس للمرزباني، تق‍ : رودلف زلهايم، فيسبادن، 1384ه‍ / 1964م؛ وأيضاً: 

Lane-Poole, S.,Catalogue of Oriental Coins in the British Museum, Bologna, 1967
علي بهراميان / غ

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: