الصفحة الرئیسیة / المقالات / امیر سلاح /

فهرس الموضوعات

امیر سلاح


تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/1 ۰۷:۲۹:۴۹ تاریخ تألیف المقالة

أَمير سِلاح،   لقب من ألقاب أصحاب الوظائف العسکریة الکبری في النظام الإداري والسیاسي لدولة سلاطین الممالیک المصریة ویتولی صاحبه مسؤولیة صیانة السلاح الخاص بالسلطان وحمله في المجامع بالإضافة إلی إشرافه علی خزانة السلاح بما فیها من الأدوات والأسلحة ولذلک کان یعرف بالسلاحدار أیضاً ومنصبه بالسلاحداریة (القلقشندي، 4 / 11، 5 / 456، 462؛ المقريزي، الخطط، 2 / 222؛ السيوطي، 2 / 131، 133). تتألف كلمة السلاحدار من لفظین أحدهما عربي وهو السلاح، والثاني فارسي وهو «دار» ومعناه صاحب، وهو ما يدل على أن الكلمة، حالها حال العدید من المصطلحات الدیوانیة والإداریة الأخری قد خرجت من نطاقها الفارسي لتدخل بذلک إلی مغرب العالم الإسلامي، وقد وردت تقاریر تؤکد وجود هذه المؤسسة الحکومیة بشکلها المنتظم حتی في جیلان ومازندران، حیث تأخرت اللغة العربیة في الدخول إلیهما (ظ: القلقشندي، 4 / 381).
وقد کان ملک الظاهر بیبرس الذي کان یمیل إلی الأسلوب الإداري المغولي في إدارة البلاد وحکمها، هو من استحدث هذا اللقب والمنصب في مصر آنذاک (ابن أياس، 1(1) / 323؛ السيوطي، ن.ص؛ أيضاً ظ: ن.د، أمير مجلس). إن مثل هذه المصطلحات التي تبدو شکلیة في بادئ الأمر، کانت في الحقیقة تعکس حصول تغیرات جذریة وجوهریة في النظامین الإداري والسیاسي في البلاد، حیث کانت هناک رغبة عارمة إلی المرکزیة وتنسیق القوی السیاسیة الفاعلة في البلاد، ضمن مؤسسات، سِمتها المرکزیة والتبعیة التامة للملک نفسه، انطلاقاً من الترکیبة العسکریة لحکومات ذلک العصر واقتدار الأمراء المحلیین الذین کانوا یمتلکون الجیوش ویترأسونها (ظ: ابن تغري بردي، 7 / 183-184؛ اليوسفي، 157).
وقد کانت «دار الأسلحة» أو السلاح خاناه من جملة هذه المؤسسات المتمركزة، حیث کان یتم فیها صنع وصیانة وتصلیح أنواع المعدات العسکریة وکانوا یطلقون علیها أیضاً «الزرادخانة» أو خزانة السلاح (القلقشندي، 3 / 473، 474، 4 / 11-12). ومع كل ذلك، يبدو أن مؤسسة خزانة السلاح كانت في الولايات الكبری خاصة بحدود تلك الولاية نفسها (مثلاً ظ: ابن فضل الله، 3 / 259؛ القلقشندي، 4 / 183). وكان یطلقون عنوان «السلاح دار» علی العاملین في خزانات الأسلحة وكانوا يعتبرونهم جمیعاً مملوکین للسلطان (ظ: ابن شداد، 2144؛ العريني، 63-64) وکان یختلف عددهم باختلاف الفقرات الزمنیة وموقعهم ومدی نشاطات السلطان. وقد یترأسهم أمیر سلاح الذي كان في عداد أمراء «هزاره» [= مقدمي الألوف] وكان من الأمراء المتنفذین القلائل في البلاد (ابن شاهين، 114؛ أيالون، 69). وکما ورد في بعض النصوص، فإنها  تساوي بین أمیر سلاح وأمیر «صدة» [مقدم مائة] (ظ: المقریزي، ن.ص؛ السیوطي، 2 / 31)، وعلی ما نری، فإن هذا العنوان الأخیر یرتبط بمن کانوا ینشطون في الجزء الرئیسي  من خزانة السلاح، تحت إشراف مباشر من جانب أمیر سلاح (أیضاً ظ: ابن شداد، 242-243). وكان أمير سلاح نفسه هو أحد هؤلاء المملوکین، حیث یتدرج في مراتب الرقي إلی أن یبلغ موقع الرئاسة (مثلاً ظ: ابن تغري بردي، 13 / 5). وقد كان البلاط الملکي مستقراً لکبار الأمراء بمن فیهم أمیر سلاح وکان یمتاز الأمیر مع أفراده عن الآخرین بعلامة خاصة (القلقشندي، 4 / 60-62؛ العريني، 226؛ أيضاً ماير، 5,13).
وکان لدی خزانة الأسلحة نظام إداري موسع وأقسام مختلفة تتراوح نفقاتها السنوية في العقدين الأولين من القرن 9ه‍‍ / 15م، بین 70 إلى 80 ألف دينار ومنذ ذلک الحین أطلقوا علی هذه المؤسسة العسکریة عنوان سلاح خانه [دار الأسلحة] (القلقشندي، 3 / 473). وكان المشرف على خزائن السلاح یتولی مهام صيانة الأسلحة والمعدات العسکریة وضبطها وتخزینها في قلعة القاهرة (م.ن، 4 / 11-12؛ أيالون، 66). وقد كانت خزانة التجمل، أحد أرکان خزانة السلاح وکانت تنفرد بالأسلحة الخاصة برموز الدولة لظروف معینة کمواکبة الملک والمشاركة في الاحتفالات الرسمیة (القلقشندي، 3 / 474). ويبدو أن الزَرْدخانه (زرادخانه) [= ترسانة الأسلحة] كانت جزءاً من خزانة السلاح، حيث كان أصحاب الصناعات ينشغلون بصنع السلاح وتصليحها وکانوا یطلقون علیهم عنوان «زَرْدكاش». كما كانت الزرادخانة في بعض الأحیان بمثابة سجن مؤقت، یقبع فیها کل من کان الملک یرید معاقبته أو قتله شخصیاً (ظ: م.ن، 4 / 12، 20). ومن هنا، فإن أمیر السلاح کان یجد نفسه في موقع حساس ومکانة متمیزة، لأهمیة هذه المؤسسة العسکریة المتعددة الجوانب والأبعاد (لين پول، 247). وعند تناول النظام الإداري في مصر، قد ورد أمیر سلاح في صدارة فریق أصحاب السلاح (السيوطي، 2 / 130)، حيث كان يحتل بعد الأمير الكبير، أو الأتابك، المرتبة الثانية في الدولة. وإن طرأت بعض التغییرات علی هذا الترتیب وتراجعت مکانة منصبه الرسمي بعض الشيء فیما بعد (ابن تغري بردي، 7 / 185؛ أيالون، 68-69)، إلا أن ذلک لم یمنع من أن یکون أمیر سلاح ضمن کبار الأمراء في الدولة والأقرب إلی الملک وأحد أهم الوجوه وأکثرها نفوذاً في البلاط الملکي (ظ: ابن تغري بردي، 14 / 319-320؛ قا: المقريزي، السلوك، 2(3) / 735؛ ابن الدواداري، 8 / 381). ولذلک نلمس بصمات أمراء سلاح أو السلاحدارية في الكثير من الأحداث التاريخية الهامة. وإن نظرة مختطفة إلی قائمة أمراء سلاح منذ 872 إلى 910ه‍ / 1467 إلى 1504م (ظ: شيمل، 215)، هي خیر دلیل علی مساهمة هؤلاء الأمراء في أبرز أحداث تاريخ مصر وكذلك على بلوغهم منصب الأتابکیة ونیابة السلطنة.
هنا یجب أن لاننسی الدور الذي أداه هؤلاء الأمراء في الحروب التاریخیة أیضاً، منها الحرب التي اشتعلت بین المغول والمملوکیین علی أبواب حمص، حیث کان لأمیر سلاح بدر الدین بکتاش أحد أشجع الأفراد، دور کبیر وریادي في تحقیق هذا النصر (ظ: الذهبي، 3 / 342؛ أبو الفداء، 7 / 20) ووصفوه بالعظمة وأشادوا به في تاريخ هذا العهد (ابن حبيب، 1 / 277؛ ابن حجر، 2 / 14). كما أن السلطان حسام الدين لاجين الذي كان هو في بـادئ الأمـر مملوك الملک منصـور قـلاوون وأمير سلاحـه، (ابن الوردي، 2 / 325)، تولى السلطنة من هذا المنصب إلی أن جری قتله على يد اثنين من السلاحدارية (ابن أياس، 1(1) / 398؛ ابن خلدون،5 / 472؛ أبو الفداء، 7 / 49). كما أدى تمرد أمير سلاح شاهين الأفرم على الملک النصار فرج، إلى مقتله (العيني، 258؛ ابن الصيرفي، 2 / 304). وانتقل منصب السلاحداریة، من بلاط مماليك مصر إلى بلاط آخـر الخلفاء العباسيين في بغداد أيضاً (ظ: اليونيني، 1 / 449؛ النویري، 30 / 36). وقد بقي واحداً من أبرز المناصب في القرون اللاحقة في تاريخ مصر (ظ: الشرقاوي، 69).

المصادر

  ابن أياس، محمد، بدائع الزهور، تق‍ : محمد مصطفى، القاهرة، 1402ه‍ / 1982م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حبيب، الحسن، تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه، تق‍ : محمد محمد أمين، القاهرة، 1976م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الـدرر الكامنة، حيدرآباد الدكن، 1393ه‍ / 1973م؛ ابن خلدون، عبد الرحمن، العبر، تق‍ : خليل شحادة وسهيل زكار، بيروت، دار الفكر؛ ابن الدواداري، أبو بكر، كنز الدرر، تق‍ : أولرخ هارمان، القاهرة، 1391ه‍ / 1971م؛ ابن شاهين الظاهري، خليل، زبدة كشف الممالك، تق‍ : ب. راويس، باريس، 1894م؛ ابن شداد، محمد، تاريخ الملك الظاهر، تق‍ : أحمد حطيط، فیسبادن، 1403ه‍ / 1983م؛ ابن الصیرفي، علي، نزهة النفوس والأبدان، تق‍ : حسن حبشي، القاهرة، 1971م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصـار، تق‍ : فـؤاد سزگيـن، ط مصـورة، فرانكفـورت، 1408ه‍ / 1988م؛ ابن الوردي، عمر، تتمة المختصر في أخبار البشر، تق‍ : أحمد رفعت البدراوي، بيروت، 1389ه‍ / 1970م؛ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، بيروت، 1381ه‍ / 1961م؛ الذهبي، محمد، العبر، تق‍ : محمد سعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ السیوطي، حسن المحاضرة، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ه‍ / 1968م؛ الشرقاوي، عبد الله، تحفة الناظرين، القاهرة، 1281ه‍ ؛ شيمل، آ. ، فهارس بدائع الزهور لابن أياس، إستانبول، 1945م؛ العريني، الباز، المماليك، بيروت، دار النهضة العربية؛ العيني، محمود،  السيف المهند، تق‍ : فهيم محمد شلتوت، القاهرة، 1966-1967م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ المقريزي، أحمد، الخطط، القاهرة، 1270ه‍ / 1854م؛ م.ن، السلوك، تق‍ : محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1958م؛ النويري، أحمد، نهاية الأرب، تق‍ : محمد عبد الهادي شعيرة، القاهرة، 1410ه‍ /  1990م؛ اليوسفي، موسی، نزهة الناظر، تق‍ : أحمد حطيط، بيروت، 1406ه‍ /  1986م؛ اليونيني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حيدرآباد الدكن، 1374ه‍ / 1954م؛ وأيضاً:

Ayalon, D., »Studies on the Structure of the Mamluk Army« Bulletin of the School of Oriental and African Studies, London, 1954, vol, XVI; Lane-Poole, S., A History of Egypt, Karachi, 1914; Mayer, L. A., Saracenic Heraldry, Oxford, 1933.
منوچهر پزشك / غ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: