امیر حسینی

أَمير حُسَيْنيّ،   ركن الدين حسين بن عالم بن أبي الحسن الحسيني الغوري الهـروي (تـ 16 شوال 718ه‍ / 11 کانون الأول 1318م)، أحد مشايخ الطريقة السهروردية وشاعر هراة الكبير، ولقبه الشعري «حسیني» ورد اسمه في المصادر الفارسیة على صورة أمير حسيني سادات وأمير سيد حسيني (أصيل الدين، 43؛ دولتشاه، 167). لاتتوافر معلومات وافية عن تاريخ ولادته، غير  أن الإشارات التي وردت في كتابه نزهة الأرواح (ورقة 112 ألف ـ ب) تفيد أنه وعند وضع الكتاب (711ه‍ / 1311م) قد تجاوز الأربعين. فلذلك، تعود ولادته إلى قبل 671ه‍ / 1272م ولأنه يشير في منظومته الشعرية كنز الرموز إلى بهاء الدين زكريا المولتاني (تـ 661ه‍( ويعرب عن سعادته لتلقيه قبول الشيخ (ظ: جامي، 505) فعليه قد تكون ولادته في حدود عام 640ه‍. فيما يرى باحثون معاصرون أن ولادته كانت بين 641 و646ه‍ (ظ: سادات ناصري، 2 / 597- 598).
ولد أمير حسيني في قرية من بلاد الغور، حيث تُسمى اليوم غرو (= گرو) (أصيل الدين، دولتشاه، ن صص؛ جامي، 602-603؛ فكري، 35)، ثم سکن مدينة هراة، حيث قضى معظم أيامه هناك (دولتشاه، ن.ص).
وقد روى جامي قصة توبة أمير حسيني، حيث تذكرنا بتوبة إبراهيم الأدهم (ن.ع) (ص 603؛ أيضاً ظ: خواند مير، 3 / 379؛ الرازي، 2 / 124-125؛ زین العابدین، 473). اعتبره البعض أميراً، فيما رآه البعض الآخر عاملاً على مدينة لأحد الملوك، حيث تاب بعد واقعة ما وسلك طريق العرفان (هدايت، رياض...،94، مجمع...، 4 / 26؛ غلام سرور، 2 / 44).
رحل أمير حسيني إلى مولتان بلاد الشيخ بهاء الدين زكريا المولتاني، بحثاً عن شيخ طريقة ودليل يستدل به (جامي، خواندمير، ن.صص). وقد اعتبر فرشته هذه الرحلة ثاني رحلة له قائلاً إن رحلته الأولى إلى مولتان كانت في أيام شبابه، مرافقاً والده، في عمل تجاري. فيما يقول البعض إنه وبعد رحيل والده، قد سلك العرفان واعتزل الدنيا ووهب الفقراء كل ما لديه من ممتلكات، قبل أن يغادر إلى مولتان (2 / 406).
يقول باحثون إن أمير حسيني وإلى جانب فخر الدين العراقي (تـ 691ه‍ ) وأوحد الدين الكرماني (تـ 635ه‍ ) كانوا من مريدي شهاب الدين السهروردي وقد كان هؤلاء الثلاثة يمارسون الطقوس الصوفية كالخلوة والخلوة الأربعينية في زاوية أوحد الدين في كرمان وسط إيران (دولتشاه، ن.ص؛ آذر، 2 / 597-598). إلا أن هذا الکلام لايبدو سليماً، مع الأخذ بعین الاعتبار تاریخ وفاة أوحد الدین ولکن الأرجح هو أن فخر الدين العراقي وأمیـر حسيني قد التقيا في وقت من الأوقات (ظ: جامي، 505؛ معصوم علي شاه، 2 / 356). یستشف من كلام أمير حسيني أن مراده ودليله، كان بهاء الدين زكريا المولتاني في بادئ الأمر، واقتدی بعد وفاته بنجله صدر الدين المولتاني (ظ: جامي، ن.ص).
وبعد ثلاثة أعوام عاد إلى مدينة هراة، حيث شرع بالتصنيف ووضع الكتب العرفانية وعمل على تربية المريدين (غلام سرور، ن.ص).
والحارة التي كان يقيم بها أمير حسيني لاتزال تُعرف بحارة مير حسيني سادات (بافقي، 170؛ صفا، 3(2) / 753). ووري الحسيني الثرى في مقبرة كهندز في مصرخ (شمالي هراة) خارج قبة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار (أصيل الدين، فكري، ن.صص؛ جامي، 603؛ دولتشاه، 167؛ سادات ناصري، 2 / 598). وفي 1336ه‍ وفي عهد حبيب الله خان أمير أفغانستان خضعت مقبرته للترمیم وتجدید العمارة (ظ: فكري، 35-36؛ صفا، 3(2) / 755).
خاض الحسيني مختلف مجالات العلوم، لكنه اشتهر بمعارف التصوف، بحيث لقـّبه البعض بلقب «جنيد الثاني» (دولتشاه، ن.ص؛ أيضاً ظ: الشبستري، 68؛ داعي الشيرازي،15؛ أصيل الدين، 43؛ جامي، ن.ص).
ولانتهاجه الطريقة السهروردية، تأسس سلوكه على الزهد والعبادة والتمسك بشعائر الشريعة. ومع ذلك، نرصد في أعماله نزعة نحو وحدة الوجود («كنز...»، 3، 20، 32، «طرب...»، 160؛ أيضاً: ظ: مايل هروي، شرح...، 35- 38). لكنه يرفض مفاهيم كالحلـول والاتحـاد ويراهمـا بعيدين عن وحـدة الوجـود («الكنز»، 19).
آثاره:  ترك أمير الحسيني الكثير من الأعمال والمؤلفات، لكن شهرته طارت بسبب الأسئلة التي طرحها على الشيخ محمود الشبستري بشأن مواضيع أساسية فـي التصوف النظـري (تـ 720ه‍ /  1320م) ونظم أسئلته في 15 بيتاً وتسلمها الشبستري في شوال 717. والمنظومة الشعرية للشيخ محمود الشبستري تحت عنوان گلشن راز (حديقة الأسرار) هي إجابة على تلك الأسئلة. أما سائر أعماله فهي كما يلي:

ألف: المطبوعة:

1. زاد المسافرين،  منظومة شعرية عرفانية في المزدوج أو المثنوي على وزن منظومة لیلي ومجنون للشاعر الإيراني نظامي گنجوي، متناولاً فيها قضايا السلوك إلى الله وطريق العرفان. تنطوي زاد المسافرين على ثماني مقالات (ظ: مايل هروي، ن.م، 78). وقد تم طبعها أول مرة في لكهنو (طباعة حجرية) في 1302ه‍ / 1885م ومرة أخرى في طهران عام 1354ه‍ مع أعمال أخرى.
2. «طرب المجالس»، كتاب في العرفان والأخلاق، منثور لكنه يخالطه النظم وقد تقسم إلى خمسة أقسام، يضم كل قسم عدة فصول. واستعان أمير حسيني في كتابه هذا برسائل إخوان الصفا (ظ: ص 196). وقد تم طبعه حجرياً إلى جانب كتاب أشعة اللمعات للشاعر عبد الرحمن جامي في طهران (1303و1353ه‍ ). كما بادر علي رضا مجتهد زاده بطبعه في مشهد (1352ش). بالإضافة إلى طبعه في تركستان عام 1323ه‍ / 1905م.
3. «كنز الرموز»،  كتاب في العرفان، وهو في المزدوج أو المثنوي على وزن المثنوي المعنوي لجلال الدين محمد البلخي المولوي ووضعه أمير حسيني للحديث عن بعض فروع الدين والمصطلحات العرفانية ومنازل السلوك. وقد تم طبعه في طهران في 1283و‍1318ه‍ ضمن مجموعة عنوانها عوارف المعارف، بالإضافة إلى طبعه في شيراز عام 1317ش. كما قام الأستاذ جليل مسگر نجاد بتحقيقه ونشره في مجلة المعارف (1367ش، الدورة الخامسة، العدد 1).
4. نزهة الأرواح،  وضعه أمير حسيني منتهجاً فيه مذهب التصنع والتكلف في الصياغة وحلاوة الكلام في ذات الوقت، على طريقة گلستان سعدي الشيرازي ورسائل خواجه عبد الله الأنصاري وهو يضم مواضيع عرفانية قد ضمنه بشواهد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات والأمثال. وورد ذكر الكتاب في قائمة مكتبة «إينديا آفيس» تحت عنوان سنبلستان (ظ: سادات ناصري، 2 / 599). وقد طبعه ميرزا علي الشيرازي في بومباي عام 1322ه‍ / 1904م، بالإضافة إلى طبعه في نيودلهي في 1329ه‍ / 1911م و1330ه‍ / 1912م. وعمـل علـى شـرحه كـل مـن عبد الواحد إبراهيم بلغرامي وبهاء الدين بد وشخصية ليست لدينا معلومات عنها (ظ: منزوي، المخطوطات المشترکة، 3 / 2063-2064).
ب:  المخطوطات:
1. پنج گنج  (أي الكنوز الخمسة) وهي خمس قصائد وردت في مطلع ديوانه وتتناول التوحيد وفضائل الأولياء وبعض المواد العرفانية والأخلاقية وعلى الأرجح أنه نظمها في 707ه‍ (سادات ناصري، 2 / 601؛ مايل هروي، شرح، 53؛ قريب، 132). ثمة مخطوطة للكتاب في المكتبة رقم 1 في مجلس الشورى الإسلامي في إيران برقم (2) 1164 (شورى، 3 / 620) ومخطوطة أخرى في باريس برقم 1972 (بلوشة، 442 / III ) بالإضافة إلى مخطوطة ثالثة في دار الكتب بالقاهرة ( فهرس ... ، 1 / 48).
2. الديوان، ويضم القصائد والغزليات والتركيبات والترجيعات والمقطعات والرباعيات. وتوجد المخطوطة الفريدة له في مكتبة علي أصغر حكمت (رقم (6)220) (دانش‌پژوه، 52).
3. روح الأرواح،  وهو شرح عرفاني لـ 99 اسماً من أسماء الله (بالفارسية)، حيث ورد في تضاعيف شرح كل اسم بعض الحكايات. وتوجد مخطوطة فريدة من الكتاب في متحف كابول (مايل هروي، ن.م، 73، «نسخه...»،74-76).
4. الصراط المستقيم أو نجاة الطالبين، وهو عبارة عن رسالة مصغرة بنثر فارسي مرسل وبسيط يتناول فيه السلوك وما على السالكين من واجبات وفرائض. ويبدو أن الدافع وراء وضعها هو إرشاد من دخل حديثا في السلوك (سادات ناصري، 2 / 600-601). توجد مخطوطة للرسالة في كلية الآداب بجامعة طهران في مجموعة حكمت (رقم (7) / 220) ومخطوطة أخرى في مکتبة آستان قدس رضوي (رقم 280)، علاوة على مخطوطة في مكتبة الملك الوطنية (رقم 5922) (آستان ... ، 87؛ دانش پژوه، ن.ص؛ سادات ناصري، 2 / 601).
عشق نامه،  (أي كتاب الحب)، أو سي نامه (أي ثلاثون رسالة) كتاب في المزدوج (المثنوي)، يضم 30 رسالة حب في مراتب الحب وأحوال المحب والحبيب، وردت في مطاويه ملخصات عن القضايا العرفانية والسلوك العرفاني. وقد أنشد أمير حسيني هذا الكتاب في أيام شبابه وعلى وزن منظومة خسرو وشيرين الشعرية للشاعر نظامي گنجوي وويس ورامين لفخر الدين أسعد گرگاني (دولتشاه، 169؛ أيضاً: ظ: سادات ناصري، 2 / 599؛ مايل هروي، شرح، 44،50). وتوجد العديد من المخطوطات للكتاب في مختلف المكتبات (ظ: منزوي، ن.ص، 7 / 392، المخطوطات، 4 / 2931؛ فهرس، 1 / 306، 2 /  208-209؛ شوری، ن.ص؛ بلوشه، 441 / III).
6. قلندرنامه  (كتاب القلندر) وهو في المزدوج على وزن مجنون ليلى للشاعر الإيراني عبد الرحمن جامي. هناك بعض المخطوطات للكتاب برقم (4)3533 في المكتبة الرئيسية في جامعة طهران (المرکزیة، المخطوطات، 12 / 2552-2553) وفي باريس برقم (20)1777، بالإضافة إلى مكروفلم عنه في المكتبة الرئيسية (ظ: المرکزیة، مکروفلم، 539-540).
وعن حياة أمير حسيني وأعماله، فقد وضع مؤلفان كتابين : الأول، في أحواله وأعماله لنجيب مايل هروي بعنوان شرح حال وآثار أمیر حسیني غوري (كابول، 1344ش)؛ والثاني، عقاید وآثار یا شخصیت عرفاني وأدبي میر حسیني سادات هروي وهي أطروحة دكتوراه لفروغ حكمت تحت إشراف بديـع الزمان فروزان فر (طهران، 1327ش).

المصادر:  

آذر بيگدلـي، لطفعلي، آتشكده، تق‍ : حسن سادات ناصري، طهران، 1336ش؛ آستان قدس، الفهرست؛ أصيل الدين الواعظ، عبد الله، مقصد الإقبال سلطانية، تق‍ : مايل هروي، طهران، بنياد فرهنگ إيران؛ أمير حسيني، حسين، «طرب المجالس»، في حاشية أشعة اللمعات للجامي، طهران، 1303ه‍ ؛ م.ن، «كنز الرموز»، مع عوارف المعارف، طهران، 1318ه‍ ؛ م.ن، نزهة الأرواح، مخطوطة مكتبة مركز دائرة المعارف بزرگ إسلامي، رقم 481؛ بافقي، محمد مفید، «فصلي أز جامع مفیدي...»، مجموعه در ترجمه شاه نعمت الله ولي کرماني، تق‍ : جان أوبن، طهران، 1335ش؛ جامي، عبد الرحمن، نفحات الأنس، تق‍ ‍: محمود عبادي، طهران، 1370ش؛ خواندمير، غياث الدين، حبيب السير، تق‍ ‍: محمد دبيرسياقي، طهران، 1362ش؛ داعي الشيـرازي، محمود، نسايـم گلشن، تق‍ : محمد نذير رانجها، باكستـان، 1362ش؛ دانش‌پژوه، محمد تقي، نسخه هاي خطي كتابخانه دانشكده أدبيات، طهران، 1341ش؛ دولتشـاه السمرقنـدي، تذكـرة الشعـراء، تق‍ ‍: محمد رمضانـي، طهران، 1338ش؛ الـرازي، أمين أحمد، هفت إقلیم، تق‍ : جواد فاضل، طهران، علي أكبر علمي؛ زین العابدین شیرواني، ریاض السیاحة، تق‍ : أصغر حامد رباني، طهران، سعدي، سادات ناصري، حسن، تعليقات على آتشكـده (ظ: هم‍ ‍، آذر بيگدلي)؛ الشبستري، محمود، «گلشن راز»، مجموعۀ آثار، تق‍ : صمد موحد، طهران، 1365ش؛ شورى، المخطوطات؛ صفا، ذبيح الله، تاريخ أدبيات در إيران، طهران، 1355ش؛ غلام سرور لاهوري، خزينة الأصفياء، لكناو، 1290ه‍ ‍؛ فرشته، محمد قاسم، تاريخ، كانپور، 1290ه‍ ؛ فكري سلجوقي، تعليقات على مزارات هرات لأصيل الدين، باكستان، 1346ه‍ ‍؛ فهرس المخطوطات الفارسية، القاهرة، 1966م؛ قريب، يحيى، تعليقات على مرقوم پنجم كتاب سلّم السموات لأنصاري کازروني، طهران، 1340ش؛ مايل هروي، نجيب، شرح حال وآثار أمير حسيني غوري هروي، كابل، 1344ش؛ م.ن، «نسخۀ منحصر به فرد روح الأرواح»، آريانا، كابل، 1343ش، س 22، عـد 9-10؛ المركزيـة، المخطوطـات؛ ن.م، مكروفلم؛ معصـوم علي شـاه، محمـد معصوم، طرائق الحقائق، تق‍ ‍: محمد جعفر محجوب، طهران، 1318ش؛ منزوي، المخطوطات؛ م.ن، المخطوطات المشتركـة؛ هدايت، رضا قلـي، رياض العارفيـن، تق‍ : مهر علي گركاني، طهران، محمودي؛ م.ن، مجمع الفصحاء، تق‍ : مظاهر مصفا، طهران، 1339ش؛ وأيضاً:

Blochet, E.,Catalogue des manuscrits persans, Paris,1928.
محمد جواد شمس / غ.