امیر الحاج
cgietitle
1442/2/24 ۰۸:۰۶:۳۵
https://cgie.org.ir/ar/article/260704/امیر-الحاج
1445/9/19 ۱۳:۴۵:۲۹
نشرت
9
أَميرُ الْحاج، لقب کان یطلق علی من يقود قوافل المتوجهين إلى الحج وقد ورد ذكره بمسميات أخرى منها أمير الركب (ظ: الفاسي، 260، 290) وأمير الموسم (الدارمي، 434) وإمام الحاج (مالك، 1 / 400، 404). إن قيادة الحجيج عند الشیعة، هي من مهام الإمام ومسؤولياته وكان الرسول الأعظم (ص) أول إمـام للحجاج، قبل أن يخلفه في هذا الإمام علي (ع) وخلفائـه (ظ: الكليني، 4 / 466). وعلى هذا، فإن من يقود الحجيج، سواء كان مکلفاً به من قبل الأئمة (ع) أو من قبل الخليفة والحاكم، يحمل لقب الإمام (ظ: م.ن، 4 / 460، 541؛ الحميري، 13-14؛ الشهيد الأول،2 / 272؛ كلانتر، 2 / 272) أو إمام الموسم (القاضي النعمان، 1 / 330؛ أيضاً ظ: البحراني، 16 / 354).ثمة اختلاف في المصادر بشأن أول من تولی إمرة الحج في صدر الإسلام؛ فبينما يرى البعض أن عتاب بن أسيد أمير مكة كان يتولى إمارة الحجاج في 8ه وبعد فتح مکة (الیعقوبي، 2 / 76؛ المسعودي، 4 / 301؛ ابن عبد البر، 3 / 1023؛ قا: الأزرقي، 1 / 185)، تميل مصادر أخرى إلى أبي بكر بهذا الصدد. وحسب ما يرويه ابن إسحاق، فإن الرسول الأعظم قد منح أبا بكر إمارة الحاج في التاسع من ذي الحجة ليحج البيت وفقاً للتعاليم الإسلامية؛ في وقت كان المشركون يؤدون الحج على أساس تقاليد العصر الجاهلي. وبعد انطلاق أبي بكر، نزلت آيات البراءة وعلى إثرها أوفد الرسول الأعظم الإمام علي (ع) إليه ليبلغه بذلك، وعلى هذا، مُنع المشركون من الحج (ابن هشام، 4 / 188، 190-191؛ الأزرقي، 1 / 186، أيضاً ظ: ن.د، أبو بكر). تدل الروايات الشيعية علی أن الإمام علي (ع) كان حينها أمير الحجيج، علاوة على مسؤوليته في تبليغ تلك الآيات (ظ: ابن بابويه، 1 / 189-190؛ المجلسي، 21 / 266، 35 / 284-311).وفي حجة الوداع، كان الرسول الأعظم هو من يقود الحجاج، حيث علمهم عملياً شعائر الحج. كما أن الخلفاء الأوائل كانوا هم من يتولون إمارة الحج في أغلب الأحيان، غير أنهم وفيما بعد، أوكلوا تلك المهمة إلى أفراد آخرين (ظ: المسعودي، 4 / 301 وما بعدها؛ النووي، 90).وبعد ثورة عبد الله بن الزبير واستيلائه على الحجاز في 63ه باتت إمارة الحجيج بيده (المسعودي، 4 / 303؛ الفاسي، 235). لكن في 68 ه وبسبب الصراع على السلطة، فقد كانت أربعة أعلام تفصل قوافل الحجاج عن البعض (ابن الأثير، 4 / 296؛ قا: الفاسي، ن.ص: 66 ه(. وفي عهد البويهيين في بغداد، فكثيراً ما كان نقيب من العلويين يتولى تلك المهمة ( ظ: ن.د، أبو أحمد الموسوي؛ ابن الجوزي، 14 / 248، 344، 15 / 54، 118؛ ابن الأثیر، 8 / 506).وبالانتقال إلى عهد الفاطميين، فقد كان الخليفة يمنح أحد قادة الجيوش تلك المهمة، في مرسوم يوضح فيه مسؤوليات الأمير ومهامه (القلقشندي، 3 / 274، 10 / 308، 404-406). وفي المراحل اللاحقة وفي عهد المماليك، كانت يُشترط لأمير الحجيج أن يكون من بين أمراء الألوف (ابن شاهين، 114؛ المقريزي، 4(3) / 1225؛ ابن تغري بردي، النجوم، 16 / 382، المنهل ... ، 4 / 89، 93). على أية حال، فقد كان أمير الحاج متنفذاً وصاحب مكانة رفيعة. فهنالك المزيد من التقارير عن الصراع بين أمير الحاج وأمير مكة المكرمة أو تدخل أمير الحاج في الشؤون السياسية في مكة المكرمة (ظ: الفاسي، 255، 256، 257؛ ابن كثير، 12 / 120).وبعد انهيار الخلافة العباسية عقب الغزو المغولي وتراجع دور بغداد، ازداد عدد الحجاج ولعل ذلك كان السبب وراء توافد قوافل أخرى إلى الحج، حيث كان أمراؤها يحملون ألقاباً منها «أمير الركب الأول» و«أمير الركب الثاني»، هذا فضلاً عن القافلة الكبرى والرسمية للحجاج التي كان يتولى إمارتها فرد يحمل عنوان «أمير حاج المحمل» (ظ: ابن الصيرفي، 3 / 57، 145، 314، مخ ؛ المقريزي، 4(2) / 623، 781، 4(3) / 1130، 1201).فقد کان الممالیک ومن أجل فرض سلطتهم على الحرمين الشريفين، يرسلون إلى الكعبة المشرفة سنوياً على يد أمير الحاج وفي احتفالات عظيمة، بعض الأشياء منها الكسوة والمحمل والصرة (ابن شداد، 303؛ القلقشندي، 4 / 57- 58؛ ابن شاهين، 87؛ EI2). وقد اتبعهم سلاطین الدولة العثمانیة في ذلک بعد 923ه / 1517م وقد تولى أمير الصرة المهمة ذاتها فیما بعد (النهروالي، 283-284؛ هامر پورغشتال، 2 / 924؛ پاكالين، I / 527) وكان باب العالي يختار أمير الحاج المصري (هامرپورغشتال، 5 / 3445). وقد تواصل المشوار حتى قبل مئة عام، حيث كان أمير الحاج ینطلق من القاهرة حاملاً معه المحمل والصرة والكسوة، وبرفقته كاتب ومساعدون، بعد احتفال عظيم وتلقي الأوامر والمراسيم (رفعت باشا، 1 / 5 وما بعدها، 2 / 148، 153-154). وكان أمير الحاج وعلى الطريقة الماضية، يتم اختياره من بين الكبار العسكريين أو الحكوميين (م.ن 2 / 164).وبالإضافة إلى القافلة المصرية، حيث كان يتولى إمارتها أمير الحاج لتلك الديار، كان يتولى أمراء آخرون قيادة مواکب من العراق والشام واليمن، وقد یحملون معهم محملاً إلى مكة المكرمة، كتقليد اعتيادي (الفاسي، 278، 287، 288، 295؛ ابن كثير، 12 / 121)، غير أن كلمة الفصل كانت تعود لأمير الحاج المصري. وفي 848 ه ، أرسل شاهرخ التيموري كسوة إلى الكعبة المشرفة، برفقة رسول خاص وهو انضم إلى قافلة الحجاج المصريين (ابن فهد، عمر، 4 / 238، 542، 594، أيضاً، ظ: النهروالي، 219؛ ابن فهد، عبد العزيز، 2 / 532، 536).في 1156ه / 1743م عرض نادر شاه الأفشاري على الحكم العثماني الاعتراف بالمذهب الجعفري إلى جانب المذاهب الأربعة لأهل السنة، داعياً إلى تعيين أمير للحاج من إيران، يترأس الحجاج الإيرانيين بشكل مستقل، كما کان هو الحال بالنسبة للحجاج المصريين وأهل الشام (ظ: محمد کاظم، 3 / 985-986).وكان يتقاضى أمير الحاج إما في عهد المماليك وإما في العهد العثماني، راتباً محدداً لإنفاقه في التكاليف المعتادة، بالإضافة إلى استلامه المكافئات أيضاً (رفعت باشا، 2 / 302). وكان أمراء مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع في عهد المماليك يدفعون سنوياً مبالغ إلى أمير الحاج (المقريزي، 4(3) / 1225). وعلاوة على ذلك، كان الحجاج يمنحونه بعض المال والهدايا (رفعت باشا، 2 / 300). فلذلك، كانت إمارة الحجاج باعتبارها منصباً دينياً وسياسياً ومصدراً مالياً كبيراً، تغري الأمراء وتدفعهم للتنافس للوصول إلى المنصب. وكان أمير الحاج يفرض سلطته ونفوذه على أمراء مكة حتى عام 969ه ، لكنه وبعد ذلك، لم يتمكن من الحصول على المبالغ التي كان يستلمها من أهل مكة المكرمة (م.ن، 2 / 296-297، 303-304؛ أيضاً ظ: القلقشندي، 13 / 318-319).واستناداً إلی الماوردي، فإن صلاحيات أمير الحاج كان تتمثل في الإصلاح والحكمية عند ظهور الخلافات بين الحجيج وتطبيق الشريعة في قضايا التعزیرات والحدود بعد استئذان الإمام أو الخليفة، والاجتهاد (ص139-142). وقد كان قاضي المحمل يتولى تلك المسؤولية بدلاً عن أمير الحاج في عهد المماليك، غير أنه وبعد ذلك، تولى أمير الحاج المسؤولية من جديد (رفعت باشا، 2 / 301).وفي عهد ابن سعود مؤسس الدولة السعودية، تم حظر أية مناسك وشعائر تدل على سيطرة المصريين والعثمانيين على الأماكن المقدسة وبذلك لم تستطع الفرق العسكرية والمحمل التي كانت ترافق أمير الركب إلى مكة المكرمة أن تظهر على الملأ في المملكة العربية السعودية. وفي 1954م ألغت السلطات المصرية منصب أمير الحاج واستبدلته بمنصب رئاسة بعثة الحج (EI2). اليوم وفي عهد المعاصر، تجري قيادة الحجاج الإيرانيين على يد شخصية تحمل عنوان رئيس بعثة القيادة.
ابن الأثیر، الکامل؛ ابن بابویه، محمد، علل الشرائع، تق : محمد صادق بحـر العلوم، النجف، 1385ه / 1966م؛ ابن تغري بردي، المنهل الصافي، تق : محمد محمـد أمین، القاهـرة، 1406-1410ه / 1986-1990م؛ م.ن، النجوم؛ ابن الجـوزي، عبد الرحمـن، المنتظم، تق : محمد عبد القـادر عطا وآخرون، بیـروت، 1412ه / 1992م؛ ابن شاهین الظاهري، خلیل، زبدة کشف الممالک، تق : ب. راویس، باریس، 1984م؛ ابن شـداد، محمد، تاریـخ المـلک الظاهـر، تق : أحمد حطیـط، بیـروت، 1403ه / 1983م؛ ابـن الصیرفـي، علـي، نزهة النفوس والأبـدان، تق : حسن حبشي، القاهرة، 1971-1973م؛ ابن عبد البر، یوسف، الاستیعاب، تق : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه / 1960م؛ ابن فهد، عبد العزیز، غایة المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، تق : فهیم محمد شلتـوت، مکة، 1409ه / 1988م؛ ابن فهـد، عمر، إتحاف الـوری بأخبار أم القـری، تق : عبد الکریم علي باز، مکة، 1408ه / 1988م؛ ابن کثیر، البدایـة؛ ابن هشام، محمد، السیرة النبویة، تق : مصطفی السقا وآخرین، القاهرة، 1355ه / 1936م؛ الأزرقي، محمد، أخبار مکة، تق : رشدي الصالح ملحس، بیروت، 1403ه / 1983م؛ البحراني، یوسف، الحدائق الناضرة، تق : محمد تقي إیرواني، قم، 1984م؛ الحمیري، عبد الله، قرب الأسناد، قم، 1413ه ؛ الدارمي، عبد الله، سنن، إستانبول، 1401ه / 1981م؛ رفعت باشا، إبراهیم، مرآة الحرمین، القاهرة، 1344ه / 1925م؛ الشهیـد الأول، محمد، «اللمعة الدمشقیـة»، ضمن الروضة البهیـة، تق : محمد کلانتر، بیروت، 1403ه / 1983م؛ الفاسـي، محمد، «شفاء الغرام بأخبـار البلد الحرام»، المنتقی في أخبار أم القـری، تق : فوستنفلد، بیروت، مکتبة خیاط؛ القاضـي النعمـان، دعائـم الإسـلام، تق : آصف فیضي، القاهـرة، 1383ه / 1963م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1403ه / 1983م؛ کلانتر، محمد، تعلیقات علـی الروضة البهیة (ظ: هم ، الشهید الأول)؛ الکلینـي، محمد، الکافـي، تق : علي أکبر غفاري، بیـروت، 1401ه ؛ مالک بن أنس، الموطأ، تق : محمد فؤاد عبد الباقي، بیـروت، 1406ه / 1985م؛ الماوردي، علی، الأحکام السلطانیـة، تق : أحمد مبارک البغدادي، الکویت، 1409ه / 1989م؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403ه / 1983م؛ محمد کاظم، عالم آراي نادري، تق : محمد أمین ریاحي، طهران، 1985م؛ المسعـودي، علـي، مـروج الذهـب، تق : یوسـف أسعـد داغر، بیـروت، 1385ه / 1966م؛ المقریـزي، أحمـد، السلـوک، تق : سعید عبد الفتاح عاشور، القاهرة، 1973م؛ النهروالي، محمد، الإعلام بأعلام بیت الله الحرام، تق : فوستنفلد، بیروت، 1964م؛ النووي، یحیی، متن الإیضاح في المناسک، بیروت، 1406ه / 1986م؛ هامـر پــورغشتـال، یـوزف، تاریـخ إمپراتــوري عثمـانـي، تج : زکي علــی آبـادي، تق : جمشید کیان فر، طهران، 1988-1990م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379ه / 1960م؛ وأیضاً:
EI2; Pakalın, M. Z., Osmanlı tarih deyimleri ve terimleri sözlüğü, Istanbul, 1983.محمد رضا ناجي / غ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode