الصفحة الرئیسیة / المقالات / ام الکتاب /

فهرس الموضوعات

ام الکتاب


تاریخ آخر التحدیث : 1442/2/24 ۱۲:۴۴:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

أُمُّ الْکِتاب،   الکتب المقدسة والسریة للإسماعیلیة باللغة الفارسیة في منطقة جیحون العلیا من آسیا الوسطی، ویتألف من الأجوبة التي أدلی بها الإمام محمد الباقر (ع) رداً علی أسئلة تلامذته. أم الکتاب هو في الأساس مصطلح قرآني قد ورد في المصحف الشریف ثلاث مرات (آل عمران / 3 / 7؛ الرعد  / 13 / 39؛ الزخرف / 43 / 4). ویری اللغویون والمفسرون أن أم الکتاب تعني أصل الکتاب وأساسه واللوح المحفوظ. وقد ذکر أبو الفتوح مصطلحات مماثلة جاءت فیها کلمة «أم» بمعنی الأصل والأساس، منها «أم الولد»، «أم القری» (مکة) و«أم المثوی» (المضیف) (11 /  238). وکما نعلم فإن أم الکتاب هو أیضاً عنوان لسورة الحمد إلا أنه ما نقصد به هنا کتاب بالفارسیة عثر الباحثون علی مخطوطات منه في القرن الحالي بین أتباع الإسماعیلیة في بدخشان من پامیر ونشره إیفانوف للمرة الأولی علی أساس 4 مخطوطات متأخرة في 1936م في العدد 23 من مجلة «الإسلام» مُرفقاً بمقدمة بالإنجلیزیة. وذلک بعد أن عرّف بالکتاب في مقال مفصل وباللغة الفرنسیة سنة 1932م.
لایجد إیفانوف أي صلة تربط الکتاب أساساً بالمذهب الإسماعیلي، إذ یفتقد الکتاب تماماً المصطلحات الأساسیة السائدة في المذهب الإسماعیلي، منها الإمامة والوصایة والنص والناطق والأساس وغیرها من المصطلحات، ثم إنه لم یرد ذکر الکتاب في أي مصنف من المصنفات الإسماعیلیة اللاحقة («مذکرات ... »، 431 ، «أم الکتاب»، 3-4). یری إیفانوف أن الکتاب کان مؤلفاً أصلاً بالفارسیة، لأن صیاغة العبارات والمصطلحات والتعابیر فیه هي فارسیة محضة، ما ینفي الحدیث عن تألیفه أساساً بالعربیة (ظ: «مذکرات»، 421). کما یرجح أن یکون تاریخ تألیف الکتاب نهایة القرن 5ه‍ (ن.م، 425) أو خلال القرنین 4و5 (م.ن، «أم الکتاب»، 3).
أما الموقع الجغرافي لتألیف الکتاب حسب رأي إیفانوف فهو جنوب ما بین النهرین، أو الشام («مذکـرات»، ن.ص)، أو ــ علی الأرجح ــ بالقرب من خلیج فارس («أم الکتاب»، ن.ص)؛ ذلک  
 لأن المؤلف یمتلک معلومات وافیة عن مدن جنوب العراق، فهو یعرف البحرین، ومطلع جداً علی الجزر الصغیرة في خلیج فارس ومناطقه، منها کرک وکیش وعمان ومسقط کما لدیه المزید من المعلومات عن مدن الشام مثل أنطاکیة وملطیة والإسکندریة ونصیبین وعسقلان، لکنه لایتطرق إلی مدن خراسان وماوراء النهر. وإن الصلة الوحیدة التي تربطه بآسیا الوسطی هي شکل کتابة الحروف والکلمات في الکتاب. یرجح لازار استناداً إلی أقوال إیفانوف أن الکتاب قد تم تألیفه في خوزستان، أو فارس (ص 124-125).
لقد بادر المستشرق الإیطالي فیلیباني رونکوني بترجمة أم الکتاب إلی الإیطالیة في 1966م، ونشره في نابولي مضیفاً إلیه مقدمة مفصلة وبعض الحواشي والتعلیقات. ویری فیلیباني رونکوني أن المعتقدات الفیثاغوریة المحدثة والقبّالائیة والزروانیة والزرادشتیة والأرثوذکسیة ولاسیما الأفکار المانویة والبوذیة قد لقیت صدیً في الکتاب إلا أنه اتخذ صبغة إسلامیة بعدما تسربت فیه معتقدات غلاة الشیعة (الخطّابیة)، إلی أن وقع بید الإسماعیلیین (885-893)؛ أیضاً ظ: صادقي، 607- 608)؛ في المقابل هناک علماء وباحثون یشککون في رؤی فیلیباني رونکوني حیال الکتاب. فقد ذکر مادیلونغ خلال نقده لترجمة أم الکتاب الإیطالیة والتعریف بها، أن المصطلحات والتعابیر الواردة في أم الکتاب، تقترب من رؤیة غلاة الشیعة ولاسیما النُصیریة حیال الکون والعالم (ظ: هالم، 117).
أما تایدینس الخبیر في الأدیان والطبیب الهولندي، فهو الآخر من الباحثین الذي عمدوا إلی دراسة الکتاب وتحلیله. کما أنه یؤید الرأي القائل بانتماء الکتاب إلی غلاة الشیعة، لکنه یضیف أن الکتاب یقف في الحد الفاصل بین الإسلام والتفکیر الیهودي ـ المسیحي ـ الزرادشتي. وهو یري أن الکتاب یتکون من ثلاثة أقسام، أولاً: المقدمة التي تغلب علیها النبرة الشیعیة المعتدلة؛ ثانیاً: نص الکتاب وهو تفسیر للمقدمة، وتم تألیفه حسب رؤیة غلاة الشیعة، والقسم الثالث والأخیر الذي یبین تکوین العالم علی أساس رقم عشرة (ص 24l ff.).
ویعطي الباحث الألماني هالم الکتاب بُعدین أفقیاً وعمودیاً حیث یجزئه أفقیاً إلی أربعة أجزاء هي کالتالي؛ 1. المقدمة، وتضم البنود 1-12؛ 2. وصف حضور الإمام محمد الباقر (ع) الکتّاب وهو في الخامسة من عمره وظهور فره إیزدي (النور الإلٰهي) في وجوده والأسئلة والأجوبة التي دارت بینه وبین أستاذه عبد الله بن سبـأ (في نص الکتاب: الصبـاح)؛ 3. یشتمل هذا القسم علـی البنود 60- 248 وهو مستوحی من مکاشفة جابر، أحد أصحاب الإمام محمد الباقر (ع) ولم یصلنا أصله. یتحدث الإمام (ع) في هذا الجزء عن أسرار الخلق وهبوط الروح إلی العالم وعن نجاة الروح؛ 4. یضم هذا القسم البنود 248-419، ویتألف من أسئلة مختلفة طُرحت علی الإمام محمد الباقر (ع).
عمودیاً وحسب رؤیة هالم، فالکتاب یتألف من أربعة أجزاء تم إعدادها خلال العصور المختلفة:
1. هذا القسم هو مکاشفة جابر الجُعفي نفسها. وقد تکون هي نفس الکتاب أو التفسیر المنسوب إلی جابر وقد ورد ذکره في الکتب القدیمة (مثلاً: ظ: الکشي، 192). یرقی تاریخ تألیف هذا الجزء من أم الکتاب إلی أواسط القرن 2ه‍ استناداً إلی الروایات  التي وردت في الکتاب حول تألیفه أو تفسیره في فترة حیاة الإمام جعفر الصادق (ع) (تـ 148ه‍(؛ 2. أضیفت في هذا القسم الأفکار المرتبطة بالعالم الأصغر‌ ـ العالم الأکبر إلی المکاشفة دون أن تکون لها أي صلة بالمضمون الأساس للکتاب. کما أضاف المؤلف نفسه من البنود 219 إلی 248 والأسئلة المذکورة بعد البند 248. وقد یکون تاریخ تألیف هذا الجزء نهایة القرن 3ه‍ ؛ 3. تشید بعض بنود الکتاب بأبي الخطاب کما تشید بجابر فیقول في البند 52: والمذهب الإسماعیلي هو ما وضعه أولاد أبي الخطاب الذین ضحوا بأجسادهم من أجل أولاد جعفر الصادق [و] إسماعیل. وهذا الموضوع یصدق فقط علی الخطابیین الذین التحقوا بعد وفاة إسماعیل بن الإمام جعفر الصادق (ع) بابنه محمد. وذلک ما یؤیده النوبختي مؤلف فرق الشیعة والأشعري القمي صاحب کتاب المقالات والفرق. والملاحظة الأخری أن الصورة الخماسیة للتجلیات الإلٰهیة والتي تطالعنا في مطاوي الکتاب، قد طرأ علیها بعض التغییرات في 3 مواضع (البنود 71، 74 و96)، وتحولت إلی صورة سباعیة کي تشمل أیضاً اسم عبد الله والد الرسول الأعظم محمد (ص) وأبي طالب والد الإمام علي (ع). هذه هي تغییرات أوجدها أحد فروع الخطابیة، أی المَعْمَریّة في الکتاب؛ 4. لقد حصل الإسماعیلیة النزاریة علی الکتاب في فترة لایمکن تحدیدها، والتغییرات التي أحدثوها في الکتاب طفیفة للغایة ولاتتعدی المصطلحات الخمسة وهي العقل والنفس والفتح والجد والخیال. ولیس من المستبعد أن یکون أم الکتاب قد انتقل إلی پامیر بعد أن وقع بید الإسماعیلیة في الشام، حیث کانت تتواجد الفرقتان الغالیتان الکوفیتان، أي الإسحاقیة والنُصیریة علی اتصال مع النزاریة منذ القرن 6ه‍ وماتلاه، لقد ترجم الکتاب في پامیر إلی الفارسیة، وأضیفت إلیه حینها بعض المواد والمواضیع. ومما لایرقی إلیه الشک هو أن جزءاً من الکتاب (البنود 179-183) علی أقل تقدیر، لم یترجم من العربیة ولامحالة کانت کتابته من الأساس بالفارسیة إذ لایمکن تبریر وجود الجناسات والعلاقات الصوریة والصوتیة بین الکلمات، في الکتاب، إلا بعد القبول بفارسیة النص الأساس (هالم، 119-124).
لاریب في أن بعض أجزاء الکتاب کانت عربیة أساساً وترجمت فیما بعد إلی الفارسیة، ولیس من الصعب معرفة وتحدید المعالم الزمانیة والمکانیة للترجمة بعد فحص دقیق للملامح  اللغویة والتعبیریة للکتاب. کما کتبت أقسام ریئسیة منه بالفارسیة وأضیفت إلی أصل الکتاب.
تعود الملامح التعبیریة واللغویة للکتاب وبکل وضوح إلی الفارسیة القدیمة (لغة نهایة القرن 5 والقرنین 6و7ه‍). مایؤید هذه الملاحظة وجود جموع التکسیر العربیة التي جمعت مرة أخری بعلامات الجمع الفارسیة واستعمال الیاء الشرطیة في الجملات غیر المحققة واستعمال حرف التأکید «بـِ» مع الماضي المطلق والماضي النقلي واستعمال المصدر التام بعد فعلین «توانستن» و«بایستن». وکذلک أفعال یتم استخدامها کالسوابق وهي خاصة باللغة الفارسیة وحتی القرنین 7و8ه‍ علی وجه الخصوص. وإلی جانب هذه الخصائص ترد ممیزات أخری لاتطالعنا في اللغة الفارسیة المستخدمة في النصوص الخراسانیة ونصوص بلاد ماوراء النهر. ومنها استعمال الضمیر المتصل « ـ ش» علی شکل «جش» بعد حروف الإضافة «أز، به، در، بر» علی شکل: أزجش (= أزش)، درجش (= درش)، برجش (برش)، بجش (= بهش، به أو). وقد جاءت هذه الأشکال في ثلاثة نصوص فارسیة أخری أیضاً، أحدها الشرح الفارسي لشهاب الأخبار الذي من المؤکد أنه کتب في نطاق اللغات الدارجة في المناطق المرکزیة في إیران؛ والآخر ترجمة فارسیة للمصحف الشریف توجد في مکتبة آستان قدس (رقم 4)؛ وأخیراً، الترجمة الفارسیة لکتاب النهایة للشیخ الطوسي، والذي من المؤکد أنها تعود إلی الفهلة القدیمة (نطاق اللغات الدارجة في الوسط) (ظ: صادقي، 634).
وهناک المزید من کلمات تلک اللغات الدارجة بین دفتي الکتاب، منها کلمة تیرست (ثلاثمائة)، دیم (صورة)، وش (مضيء وهي مستعملة حتی الآن في اللهجات التاتیة)، ژاله (زهرة في لهجة قریة آورزمان  في نهاوند)، گل وتول (وتعني في اللهجة الگیلانیة الشرقیة الماء المعکر بالطین والطین والوحل).
وبناءً علی کل ما ورد، یمکن الاستنتاج أنه جرت ترجمة أم الکتاب إلی الفارسیة في فترة زمنیة ما بین القرن 5ه‍ حتی القرن 7ه‍ ، وعلی أغلب الظن في القرن 6ه‍ في المناطق الوسطی من إیران أو فهلة (الري وقم وأصفهان قزوین وهمدان) أو في المناطق المحیطة ببحر الخزر في أبسط الاحتمالات. ومن المحتمل أن فئات من غلاة الشیعة کانت تتواجد في تلک المناطق خلال هذه المرحلة التاریخیة، قد زالت فیما بعد وانتقل الکتاب منها إلی الإسماعیلیة النزاریة، وقد کانت هناک فئات من النزاریة تعیش حتی القرن الماضي في کهک بمحلات، حیث کان یتزعمها آقاخان المحلاتي (ظ: م. ن، 635-637).

المصادر

أبو الفتوح الرازي، الحسین، روض الجنان، تق‍ : محمد جعفر یاحقي ومحمد مهدي ناصح، مشهد، 1367ش؛ صادقي، علي أشرف، «أم الکتاب وزبان آن»، یکـي قطره باران، تق‍ : أحمـد تفضلي، 1379ش؛ القرآن الکریم؛ الکشي، محمد، معرفة الرجال، اختیار الطوسي، تق‍ : حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ وأیضاً:


Filippani-Ronconi, P., «Quelques influences indiennes dans la rédaction de l’Ummu’l-Kitāb», XVII. Deutscher Orientalistentag, Vorträge, Teil 3, Wiesbaden, 1969; Halm, H., Die islamische Gnosis, Zürich, 1982; Ivanow, W., «Notes sur l’Ummu’l-Kitāb», Revue des études islamiques, 1932, vol. I; id, «Ummul’-Kitāb», Der Islam, 1936; Lazard, G., La Langue des plus anciens monuments de la prose persane, Paris, 1963; Tijdens, E. F., «Der mythologisch-gnostische Hintergrund des Umm al-Kitâb», Acta Iranica, Tehran / Liège, 1977, S.3, vol. VII.
علي أشرف صادقي / غ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: